الأخباريون
<center>الأخباريون</center>
كتاب (معرفة القرآن) تأليف: مرتضى المطهري، ترجمة: جعفر صادق الخليلي. دار التعارف، بيروت. قال ص38: (قبل ثلاثة قرون أو أربعة ظهر من بين علماء الشيعة أفراد اعتقدوا أن القرآن ليس حجة، ورفضوا القبول بثلاثة من أصول الفقه الأربعة التي كان علماء الإسلام قد اعتبروها معياراً لمعرفة المسائل الإسلامية، وهي: القرآن والسنة والعقل والإجماع. ففيما يتعلق بالإجماع كانوا يقولون: إن هذا من تقاليد أهل السنة، فلا يمكن اتباعه. وبخصوص العقل كانوا يقولون: كيف يجوز اعتماد العقل وهو كثير الأخطاء. أما عن القرآن فكانوا يدعون من باب التقدير والاحترام أنه أكبر من أن نتمكن نحن التافهين من البشر أن نطالعه ونتفكر فيه. بل إن الرسول والأئمة وحدهم الذين يحق لهم أن يتلوا آياته. وهؤلاء هم الأخباريون. لذلك كان مرجع الأخباريين الوحيد الجائز هو الأحاديث والأخبار. وقد ينتابكم العجب إذا علمتم أن في بعض التفاسير التي كتبها هؤلاء كانوا يدرجون الآية إذا كان لها حديث، ويغفلون إدراجها إذا لم يكن لها حديث، وكأنها ليست من القرآن. قال: (هذا لون من الظلم والجفوة بحق القرآن. ومن البديهي أن مجتمعاً يهمل كتابه السماوي بهذه الصورة، ويطرحه في زاوية النسيان لايمكن أن يكون سائراً على هدي القرآن). قال ص44 : (عندما نتأمل في القرآن صادقين وغير مغرضين، لن تكون ثمة ضرورة إلى أن تكون لنا القدرة على حل كل مسائله. إن القرآن من هذا المنظور أشبه بالطبيعة، ففي الطبيعة كثير من الأسرار التي ما زالت تفتقر إلى الحل، وليس بالإمكان حلها في الظروف السائدة فعلاً، ولكنها سوف تحل في المستقبل. ثم إن الإنسان في سعيه لمعرفة الطبيعة ينبغي عليه أن يلائم بين تفكيره والطبيعة كما هي، لا أن يفسر الطبيعة على حسب ما يشاء هو. وكذلك القرآن، فإنه لم ينزل لزمان واحد، ولم لم يكن الأمر كذلك لانكشفت أسراره منذ أمد، ولفقد هذا الكتاب السماوي كل جاذبيته وجدته وتأثيره. غير أننا نرى أن الرغبة في تدبره والتفكر فيه واستكشاف جديده لم يزل باقياً كما كان. وهذه ملاحظة سبق أن شرحها النبي والأئمة، فقد ورد في حديث عن الرسول (ص) أنه قال: (مثل القرآن كمثل الشمس والقمر في جريان دائم) أي إنه ليس على وتيرة واحدة، ولا هو قد سُمِّر في مكان واحد). الباحث زهير ظاظا |
الساعة الآن 03:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir