ترجمة العلامة اللغوي الأديب الفقيه المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي
 

اسمه : هو الشريف محمد بن محمد أحمد الحسني, ثم الأدرعي نسباً، الجلالي قبيلة.
ويلقب بالـ"الحاج"
ويجمع له بين الاسم واللقب،وبتقديم الأول على الثاني، فيقال: " محمد الحاج "
ويعكس نادرا، فيقدم اللقب على الاسم فيقال:( الحاج محمد ) كصنيعه في بعض كتاباته.
وقد يكتب الاسم " محمد " دون اللقب ـ كما في إحدى فتاويه كما يأتي ـ وهذا قليل منه، وغلب عليه اللقب كما هو دائر الشيوع بين ألسنة عارفيه, قال في بعض قصائده:-تأتي-
وسماي محمد، وبوصف الـ***حج لقبني جميع الأهالي
وورد في بعض مخاطباته بينه وبين العلماء كما في قول شيخنا محمد سالم بن محمد عالي ولد عدود –رحمه الله- في أبيات تأتي في محلها من هذه الترجمة :
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p>أهدي إلى محمد ذي الوصف ***بالحج شكري وودادي أصفي </o:p>
وقد ينسب نفسه إلى جده كما في خاتمة نظمه لنخبة الفكر, إذ يقول:
<o:p>وإنني محمد بن أحمد***الحسني الأدرعي المحتد</o:p>
<o:p></o:p>وكما في مقدمة نظمه للمنفردات والوحدان, إذ يقول :
<o:p>قال محمد سليل أحمد***الحسني الأدرعي المحتد</o:p>
قال - رحمه الله – [ ويعرف جدي المذكور بلقب " الإمام "؛ لأنه كان إماماً لمسجد حيه, ومن انضم إليه بانتخاب من أهل الحل والعقد، ولذلك قصة مشهورة لا نطيل بذكرها؛وأبوه: أي محمد الإمام محمد بن أحمد بن ربيعة بن محمد بن أبي بكر <o:p></o:p>
وينتهي نسبه إلى الشريف محمد بن عبيد الله الأدرع بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه
وانتساب بيت المترجم إلى محمد بن عبيد الله الأدرع ـ أمير الكوفة في خلافة المأمون العباسي ـ أمر مشهور محفوظ، وما زالوا يحوزونه, ويكتبونه بأقلامهم، قال الشيخ العلامة المفسر إسماعيل بن محمد الصالح الحسني الجلالي «... وقد تسامع الناس قديماً وحادثاً بشرف الثمانية يعني الرجال الثمانية أولاد محمد بن أبي بكر الحسني – جامع الأدرعيين -. وقد سمعت أنا ذلك قديماً من كثير من الناس، وأما في هذا العصر، فلا أحصي من سمعت منه ذلك إلا بالجهد ... ».انظر الدرر الثمان في شرافة الغر الثمان ص (9)مخطوط ..<o:p></o:p>
وقال أيضاً في حيازتهم لشرفهم: «...مع حيازة ذلك مثل أو أكبر من حيازة الأملاك... » نفس المصدر ص (10).
وقال: «...وحتى إنه لا تكاد تجد من من بلغ حد التمييز إلا وهو ملقن بذلك ...<SUP></SUP>». نفس المصدر ص (13).<o:p></o:p>
كما أن انتساب الأدرع إلى الحسن المكبر أمر مشهور أيضاً, يعرف ذلك من رجع إلى أي كتاب من كتب الأنساب -أعني أنساب الأشراف خاصة –
ميلاده :ولد عام 1359هـ وذلك في شهر رمضان حوالي مدينة "غاوgao" في عواليها قريباً منها.<o:p></o:p>
نشأته : نشأ - رحمه الله - في بيت علم من كلا طرفيه جداً فجداً، فلا يعرف فيهم إلا عالم معلم - من أبيه الأدنى إلى الأب العاشر - وعراقة أهل بيته وقبيلته علمياً أشهر في الصحراء ـ شمال مالي ـ من أن تذكر, حيث يمتد إشعاعها العلمي من القرن التاسع- وقد مر عليك شيء من ذلك - ولما ينقطع فيهم العلم – بحمدالله- قال شيخنا العلامة العتيق بن الشيخ سعد الدين<SUP></SUP>متحدثاً عن مكانة أسرته العلمية: «..فلم يزل العلم والفضل والمكارم فيهم، ذلك ما بلغنا عمن قبلنا، وشاهدناه فيمن عاصرناهم، ولم تخل جماعة منهم من علماء أجلاء، وأولياء كبار، ومهرة في حفظ القرآن وتحفيظه وتفسيره، من القرن التاسع الهجري إلى الآن، ومكاتبهم مملوءة بمخطوطات لأسلافهم، وكانوا من أجود الناس خطا، ومن أكثرهم نقلا للعلوم في سائر الفنون، يقتنون بعض مخطوطاتهم، وينفقون بعضها على من شاء الله من قرابتهم ومن المتعلمين من غير قرابتهم ». الجوهر الثمين في تاريخ صحراء الملثمين ص(417) مخطوط .<o:p></o:p>

رد: ترجمة العلامة اللغوي الأديب الفقيه المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي
 

سعة أفقه في علوم الآلة:
أ: النحو :
يقول رحمه الله – بعد ذكره لدراسته القرآن وشيء من العقيدة -<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
[.... اشتغلت بعلم النحو الذي هو القنطرة في بلادنا، فمن تمهر فيه، فقد جاوز القنطرة وانفتحت له الطريقة إلى العلوم فيتعلمها بسهولة ، ...فأول ما تعلمت فيه : <o:p></o:p>
1- المقدمة الآجرومية على عادة أسلافنا من إعراب المثل والآيات القرآنية والشواهد وتفهيم الطالب جميع مبادئ النحو في إبان تعلمه ثم .<o:p></o:p>
2- نظم شيخنا وشيخ شيوخنا سعد الدين ين عمار الحسني [الجلالي ] لكتاب قطر الندى لابن هشام<SUP></SUP>سماه غيث الجدى ثم بعد استكماله شرعت في تعلم :<o:p></o:p>


3- ألفية ابن مالك في النحو ... إلى أن أتممتها مع شرحها<SUP></SUP>للسيوطي.. ثم بعد ذلك قرأت<o:p></o:p>
4- أبواباً من الكافية لا تكون دون الربع الأول <o:p></o:p>
5- التصريح للأزهري، ثم أخذت في مطالعة المطولات من كتب النحو مع جماعة من أقراني مثل:<o:p></o:p>
6- حاشية الصبان<SUP></SUP>على منهج السالك للأشموني<SUP></SUP>ونظمت من فوائده كثيرا .<o:p></o:p>
7- حاشية الخضري على ابن عقيل <o:p></o:p>
8- ومغني اللبيب لابن هشام <o:p></o:p>
كل ما أخذت بالدرس مما ذكر أخذته عن جماعة من العلماء وما سوى ذلك أخذته بالمطالعة مع أقراني، ومن هذا القسم: همع الهوامع شرح جمع الجوامع للسيوطي،وبعد ما ذكرت شرعت في حفظ بعض المنظومات المتداولة عند أسلافنا كـ<o:p></o:p>
9- منظومة الشوارد، لشيخنا وشيخ شيوخنا مهدي بن الصالح الحسني[ الجلالي ] <o:p></o:p>
10- وفوائد الصبان، للشيخ يعمربن عبدالرحمن التنغاكلي <o:p></o:p>
وفي خلال ذلك أحضر دروساً يلقيها شيخنا حمدا بن محمد الحسني [الجلالي] على بعض أصحابي وأقراني، بعضها في شروح الألفية، وبعضها في نظمه لقواعد الإعراب المسمى مواعد الإطراب في نظم قواعد الإعراب، واستفدت كثيراً منها -ولله الحمد - ] انظر الأنس المصفى في ترتيب أشياخي ومن أخذت عنهم صفافصفا للشيخ المترجم الأنس المصفى ص(11-12) <SUP></SUP><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ب:علم الأدب
قال رحمه الله ....<o:p></o:p>
[ ولما أوجست من نفسي خلال دراستي لعلم النحو أني حصلت منه على نصيب يؤهلني؛ لتوسيع الدائرة في طلب علم اللغة العربية، والتمهر في فن الأدب، والأخذ بآداب النظم والنثر، تاقت نفسي إلى صرف الهمة لدراسة علم اللغة وفن الأدب، فأخذت في تلك الفترة أقرء ـمقامات الحريري،وأضفت إليها
ديوان امرئ القيس وهما اللذان أخذتهما عن أشياخي بالتدريس.
وأما ماسواهما
كبقية الشعراء الستة
وشروح المقامات المختصرة والمطولة، فقد بذلت جهدي في مطالعتها وممارستها، مستعينا على وحشيها وغريب مفرداتها بالشروح، وكل حين تتزايد رغبتي في علم العربية وفن الأدب وملحه، ودواوين الشعراء الجاهليين والمحدثين، ورسائل البلغاء، ولا أرى ولا أسمع في تلك الفترة إلا ما له صلة بملح الأدب وفكاهته ونوادر الشعرومستعذباته . <o:p></o:p>
فاشتغلت في تلك المدة بمطالعة شرح الشريشي لمقامات الحريري ومجمع الأمثال للميداني<SUP></SUP>ونظمت أيام العرب التي كانت في آخره<o:p></o:p>
ومن الدواوين الشعرية: ديوان أبي الطيب المتنبئ وديوان الموسويوديوان الحماسة لأبي تمام وغيرها كمقصورة ابن دريد وديوان حسان بن ثابت الأنصاري، <o:p></o:p>
ولامية العجم للطغرائيوشرحها الغيث المسجمولامية العرب وكثير غيرها.<o:p></o:p>
ثم ترقت الرغبة إلى كتب العربية المطولة وغيرها، فأخذت في مطالعة كتب الأدب قبل الانغماس فيها والخوض في تيارها.<o:p></o:p>
ومما اخترت حنيئذ من كتب الأدب: ما اختاره الأدباء كالأربعة المذكورة في قائمة أهم كتب الأدب وهي: الكامل للمبرد والبيان والتبيين للجاحظ<SUP></SUP>وأدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الأغاني للأصفهاني وهذه الأربعة جعلتها برهة من الدهر في أيام نعومة أظفاري سميري وأنيسي، وقلما تجدني إلا وواحد منها جليسي ] الأنس المصفى ص (12)<o:p></o:p>
ج :معاجم اللغة: <o:p></o:p>
يقول- رحمه الله- [ فمن مختصرات كتب العربية التي لازمتها في تلك الفترة: <o:p></o:p>
1ـ مختار الصحاح للرازي<SUP></SUP><o:p></o:p>
2ـ والمصباح المنير للفيومي<SUP></SUP><o:p></o:p>
3ـ وأساس البلاغة للزمخشري .<o:p></o:p>
ومن المطولات: <o:p></o:p>
4ـ القاموس المحيط،للفيروزابادي<SUP><o:p></o:p></SUP>
5ـ وشرحه تاج العروس للمرتضى الزبيدي <o:p></o:p>
6ـ ولسان العرب لابن منظور فقد استفدت منه .لكني لم ألازمه كما لازمت تاج العروس، فإن من منن الله علي أن ذلك الكتاب على طوله المفرط، وكبر حجمه وتوسعه في العلوم والآداب والمعارف، قد طالعته مرتين من الهمزة إلى الياء . ] الأنس المصفى ص (12) <o:p></o:p>
د: البلاغة
يقول -رحمه الله - [ فما قضيت منها نهمتي، صرفت همتي إلى علم البلاغة من فن المعاني وتوابعه من علم البيان والبديع، فقرأت من ذلك الفن: <o:p></o:p>
1ـ تلخيص المفتاح للقزويني مع شرحه للتفتازاني<SUP><o:p></o:p></SUP>
<SUP></SUP>2ـ وحفظت أيضاً من علم المعاني نظم شيخنا محمود بن محمد الصالح الإدريسي [الجلالي] المسمى محرض الحريص ولم أزل أشتغل بمطالعة كتب البلاغة وكتب اللغة مختصراتها ومطولاتها . ] الأنس المصفى ص (12)
هـ:المنطق:<o:p></o:p>
قال - رحمه الله - بعد الكلام على دراسته للبلاغة [ وفي تلك الآونة اشتغلت معها بمنظومة الأخضري في المنطق التي تسمى بالسلم المرونق مع شرحها عون رب العالمين للبرتيلي] الأنس المصفى ص (12)<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
إنتاجه الأدبي:<o:p></o:p>
تمهيد:<o:p></o:p>
لا يستغرب ممن تقدم حاله مع العربية وفنونها أن يتدلى له جذع نخلها، ولا أن ينال ثمرتها، ولا أن يترقى القمة في معرفتها واستخدام أساليبها المتنوعة، ذلك ما حصل للمترجم، فقد امتلك ناصية الأدب، ونال منه قسطاً كبيرا وحظا وفيراً، جعله مرجعية مهمة لأدباء منطقته في تهذيب إنشاءاتهم وتقويم إنشاداتهم الشعرية .<o:p></o:p>
كم من مرة آوى إليه من يشار إليه أدبا وعلما، يحتقب إليه ما نديت به قريحته؛ ليعرضه عليه ويعيد فيه النظرة، وربما يقضي عنده ذلك العمل فترة؛ لتراكم أمثاله عنده من أعمال علمية يريد ذووها أن يطلع عليها؛ ليسدد ويقوم ويصوب، وينفي ويثبت ويهذب. أعرف أمثلة لذلك - رأيتها بأم عيني - <o:p></o:p>
ومن الطبعي: أن من انشغل بفن، وتغلغلت فيه ملكته، انعكست آثاره على خطابه، ومن المعروف أن الخطاب إما نثر وإما شعر:(يتبع...)

رد: ترجمة العلامة اللغوي الأديب الفقيه المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي
 

رد: ترجمة العلامة اللغوي الأديب الفقيه المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي