منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   منتدى المصطلحات (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   مصطلح ( المصطــــــــــلح ) (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=227)

م الإدريسي 04-23-2009 05:27 PM

مصطلح ( المصطــــــــــلح )
 
بسم الله.
الإخوة الأفاضل رواد منتداهم من موقع:(مدينة السوق , منتدى المصطلحات ) نهيب بكم جميعا إلى الإفادة والاستفادة عن طريق منتداكم ( منتدى المصطلحات) وما دمنا قد وضعنا هذا المنتدى أساسا من أجل الإبحار معا من خلاله في بحار المعرفة, والغوص في أعماقها ؛لاستخراج الدرر والجواهر ؛ بغية التصدي لكل مصطلح من شأنه أن يعكر الفهم أو يستغلق السياق بسببه, بغض النظر عن انتمائه إلى أي من حقول المعرفة المتكاثرة والمتشابكة في وقت واحد.
وما دام هدفنا في هذا المنتدى قد تمثل في تطويع المصطلحات العربية والإسلامية وغيرها؛ لإركاعها أمام قرائنا الكرام خاضعة ذليلة.
(( فلاضير من بعض السبر والتنقيب في دلالة مصطلح ( المصطلح )نفسه عربيا, لعل ذلك يمد القارئ بأبعاد وآفاق , ويكشف الستر عن سيرورة في عمر اللفظ وبنائه , فكونوا معنا .
( مصطلح المصطلح )
إن جذر اللفظ ( مصطلح )من :صلح :والصلاح ضد الفساد . وربما كنوا بالصالح عن الشيء الذي هو إلى الكثرة .فيقال :مغرت في الأرض مغرة من مطر , وهي مغرة صالحة .
إن جذر اللفظ له دلالة حسية عند العربي تشير إلى المواجه للفساد والانحلال , أي : التنبت , ومن التنبت تتشعب معاني الخصب والحياة والاستمرار والبقاء .
ثم استخدم اللفظ على معنى مجرد عندما انبرى اللغويون إلى تقعيد اللغة لكن هذا المعنى الذي أشار إلى البقاء والاستمرارعندهم , ظل له علاقة ما مع الدلالة الحسية .
مثال ذلك : يقول بعض النحويين - كأنه ابن جني- أبدلت الياء من الواو إبدالا صالحا, أي : أبقى وأكثر قابلية للحياة في الاستعمال اللغوي .
ومن ثم أخذت اللفظة مجراها في الاشتقاق فأضحت ( الاصطلاح) من افتعال وزنا , ووزن افتعال يحمل في دلالته معنى تدخل الإنسان ومهارته العقلية في الفعل إذ يقال :اصطناع ,اقتسام.
والاصطلاح حديثا ,العرف الخاص , أي : اتفاق طائفة مخصوصة من القوم على وضع الشيء أو الكلمة (المنجد بيروت دار المشرق ).مثل اصطلاحنا على تسمية موقعنا هذا باسم : (موقع مدينة السوق ).
إذن (المصطلح ) عبارة عن عرف خاص في اللفظة يتعدى بها مجرد معناها الوضعي لتحمل معاني أخرى لأسباب معينة, فالسلفي مثلا هو: من اقتدى بالسنة النبوية بوجهها العام، واقتدى بإجماعات السلف، واختار ما بان له أقرب إلى الحق في خلاف السلف، رغم أن لفظة ( السلف ) في اللغة: "السين، واللام، والفاء: أصل يدل على تقدم وسبق" [14] .
وفي اللسان: "السلف جمع سالف المتقدم، والسلف الجماعة المتقدمون" [15] .
وفي النهاية: "سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح" [16] .
ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [17] . قال البغوي في تفسيرها: ".. والسلف: من تقدم من الآباء، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون" [18] .
وكل المعاني السابقة من الاقتداء بالسنة إلخ زائدة عن الحقيقة الوضعية اللغوية للفظة فيطلق عليه أنه تعريف كلمة ( السلف ) في الاصطلاح:
قال الإمام السفاريني: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وأعيان التابعين لهم بإحسان، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعُرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناسُ كلامَهم خلفاً عن سلف، دون من رُمي ببدعة، أو شُهر بلقب غير مُرض، مثل الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحو هؤلاء" [19] .
فنقل هذه الكلمة من معناها اللغوي الوضعي إلى هذاالمعنى الاصطلاحي "لم يشتهر إلا حين ظهر النزاع، ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف، وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذن لابد أن تظهر والحالة هذه أُسس وقواعد واضحة المعالم، وثابتة للاتجاه السلفي، حتى لا يلتبس الأمر على كلِّ من يريد الإقتداء بهم، وينسج على منوالهم" [20] .وبعد وضع تلك المعالم لا بد من تسمية الاتجاه باسم يخصه.
وإذا قيل: السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة رضي الله عنهم فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة رضي الله عنهم من الخُلُوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم.." [21] .
مع أن المعنى اللغوي يشمل حتى أولئك الطالحين لأنهم سابقون ومتقدمون .
ولعل الجرجاني المتوفى 816هـ خير من قدم لنا في تعريفاته الأبعاد المعرفية التي اكتسبتها اللفظة عقب ما حملته من أس محسوس ومن معنى بياني لغوي في سيرورتها والمآل .
قال الجرجاني :
الاصطلاح : <عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما, ينقل من موضعه الأول>وهذا القول إشارة عامة إلى طبيعة استعمال الألفاظ وكيفية استخدامها في الدلالات بعد إحداث معان في الذهن أو نقلها من معرفيات وافدة على القوم.
ويتابع الجرجاني فيقول :<إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما >أما المناسبة بينهما فهي بعد معرفي تصوري عقلي يربط بين الدلالة الأولى والدلالة المجازية الدينية .
إنها النقلة الكبيرة في اللغة العربية من المحسوس المجرب إلى المجرد الديني الشرعي , مثال ذلك : شاهد مستخرج من القرآن الكريم : لفظ الواجب , أي : الذي وجب فعله ولاخيار فيه , إنه الأمر الديني وهذا معنى جامع اتفق عليه أرباب المذاهب الأصولية والكلامية , واللفظ لغة : بمعنى الوجبة , أي : السقطة مع الهوة , ووجب وجبة , أي: سقط على الأرض .
( ابن منظور , لسان العرب , مادة وجب ).
إن بنية الاتصال بين المعنيين :" السقوط من الأعلى بشدة "حيث كان المعنى السقوط من أعلى, وكان المعنى الديني السقوط والتنزيل الآمر .
وما يلبث الجرجاني أن يتابع تعريفه للاصطلاح بالقول :"اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى "وهذه الوضعية شبيهة بوضعية اللغات المعاصرة حيث غدت اللغة بيانا آليا تتحول به الكلمة من صورة إلى رمز يرتبط بالمعنى عرضا واتفاقا .
والأرجح أن قول الجرجاني السابق يشير إلى مرحلة إدخال المعاني المنطقية اليونانية إلى اللغة العربية وإضفاء دلالات على هذه المعاني وشاهدنا على ذلك قول الفارابي (257-339هـ/873-950م) : "إذا حدثت ملة في أمة ...فإذا احتاج واضع الملة إلى أن يجعل لها أسماء , فإما أن يخترع لها أسماء لم تكن تعرف عندهم من قبله , وإما أن ينقل إليها أسماء أقرب الأشياء التي لها أسماء عندهم شبها بالشرائع التي وضعها ...وكذلك إذا حدثت الفلسفة احتاج أهلها ضرورة إلى أن ينطقوا عن معان لم تكن عندهم معلومة قبل ذلك , فيفعلون فيها أحد ذينك ".(الفارابي كتاب الحروف).
ومفاد عملية النطق بالمعاني الفلسفية استخدام ألفاظ مستحدثة تخص هذه المعاني , أو نقل أسماء قريبة الشبه في دلالتها إلى هذه المعاني , وفي الحالين إعطاء لفظ محدد لمعنى فلسفي محدد . ( جهامي جيرار , الإشكالية اللغوية في الفلسفة العربية ) .
إلا أن العملية هنا تتميز فيها العربية بخصوصيتها اللسنية في كونها غير قابلة على إحداث قطع معرفي بين اللفظ وأصله أوجذره فعلا أو مصدرا سيرورة دلالية أو بنية معرفية مضمرة فهي أشبه بتكوين عضوي منها إلى آلية .
وقيل بحسب ما يتابع الجرجاني في التعريفات :" الاصطلاح إخراج الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد ".
وهذا الأمر يشير إلى دخول المصطلحات الصوفية , وبعض التعابير الفلسفية والحكمية بمعانيها الخاصة , وإلباسها أسماء وألفاظ عربية , وهذا الأمر حدث في العربية وضمن التأريخ الإسلامي , وكان يحمل في باطنه إسقاطات لمعان فارسية زرادشتية ومانوية , ولمعان أفلاطونية محدثة ملفقة من شوائب هرمسية ويونانية قديمة وغنوصية , بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبهوا للمسألة ولفتوا النظر إليها .
ففي هذا المجال البياني قالوا ":لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا الله –تعالى-بها في القرآن إلى معنى غير ما وضعت له , إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره , أو يوجب صرفها ضرورة حس أو بديهة عقل ...)ابن حزم الفصل في الملل والنحل )
وفي المجال العقلي لم يلبث ابن باجه (475-533) أن شرح بعد العقل الذي شقته التجربة المغربية العربية فيذكر في ( تدبير المتوحد ) أن التوحد مميز عن التصوف .
فالتوحد سلوك عقلي يهدف إلى اكتساب المعرفة النظرية ( في الكون ) ومركز الإنسان فيه .
إن الكشف الصوفي مجرد وهم وحالة نفسية ناتجة عن تجنيد قوى النفس الثلاث : الحس المشترك , والمخيلة , والذاكرة , بواسطة المجاهدات .
وذلك كله ظن , وفعل ما ظنوا أمر خارج عن الطبع .(ابن باجه رسائل ابن باجه الإلهية ).
ويتابع ابن رشد (520-595هـ )الدرب عينه ليلخص لنا موقفا مهما جاعلا الخطاب الديني متوافقا مع ما يقرره العقل إما بالبيان الظاهر وإما بتأويل الدلالة من غير (أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز أو سببه أو لاحقه أو مقارنه أو غير ذلك من الأشياء التي عودت في تعريف أصناف الكلام المجازي ).
(ابن رشد , فصل المقال ).
فالتشديد هنا يركز على سلطتي العقل وبناء اللغة أو ما سمي عادة لسان العرب .
ولا مندوحة عن القول بأن المصطلح العربي رافق التجربة اللغوية العربية والمعرفية الإسلامية بتعددها , فشكل سيرورة بنائية دلالية معرفية إذ تضمن في مراحله والمسار محطات رئيسية بارزة :
1-اصطلاح على أسماء وألفاظ بين القوم , لها موضع أول , أي : دلالة حسية .
2- دلالة بيانية دينية نقلت الألفاظ إلى مضامين مجردة وحادثة .
3- دلالة اختصت بمعان عقلية مجردة حادثة ووافدة .
4- دلالة على معان ليس لها اتصال لغوي أو معرفي في حياة العرب .
5- دلالة على معاني علوم واختصاصات تطبيقية .
ولا بأس فإن هذه المصطلحات تعبر عن مجالات الدلالة في اللسن العربي , وكيفية حدوث المعاني بسبر جامع لأكثر الحالات المتعلقة بمفاصل حدوث المصطلح .
))
ولعلنا نعثر في ثنايا منتدانا هذا بعون الله ثم بمساندة الإخوة الزوار والمشاركين الكرام على ومضات مجلية تكشف لنا ولغيرنا من هواة المعرفة ومحبي العلم وطالبيه كثيرا من تلك المراحل والمحطات لكثير من أهم المصطلحات وسيكون لنا بكم لقاء في حلقات قادمة بإذن الله نساهم فيها قدر الاستطاعة في تحقيق هذا الهدف ولكل الإخوة المشاركين والزوار كامل الحرية المضبوطة بضوابط الشرع ومراعاة الآخرين في إبداء آرائهم حول المصطلحات لأننا تعلمنا من مجالس مشائخنا ومن خلال الكتب العلمية أنه ( لا مشاحة في الاصطلاح) وسيكون موضوع حديثنا في الأسبوع القادم-إن شاء الله- عن هذه المقولة لكشف حقيقتها ولبيان القدر المقبول منها من المردود وإلى ذلكم الحين نستودعكم الله .أخوكم الإدريسي.

أبوعبدالله 04-25-2009 03:05 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأدريسي المغترب http://alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
بسم الله.
الإخوة الأفاضل رواد منتداهم من موقع:(مدينة السوق , منتدى المصطلحات ) إذن (المصطلح ) عبارة عن عرف خاص في اللفظة يتعدى بها مجرد معناها الوضعي لتحمل معاني أخرى لأسباب معينة, فالسلفي مثلا هو: من اقتدى بالسنة النبوية بوجهها العام، واقتدى بإجماعات السلف، واختار ما بان له أقرب إلى الحق في خلاف السلف، رغم أن لفظة ( السلف ) في اللغة: "السين، واللام، والفاء: أصل يدل على تقدم وسبق" [14] .
وفي اللسان: "السلف جمع سالف المتقدم، والسلف الجماعة المتقدمون" [15] .
وفي النهاية: "سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح" [16] .
ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [17] . قال البغوي في تفسيرها: ".. والسلف: من تقدم من الآباء، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون" [18] .
وكل المعاني السابقة من الاقتداء بالسنة إلخ زائدة عن الحقيقة الوضعية اللغوية للفظة فيطلق عليه أنه تعريف كلمة ( السلف ) في الاصطلاح:
قال الإمام السفاريني: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وأعيان التابعين لهم بإحسان، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعُرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناسُ كلامَهم خلفاً عن سلف، دون من رُمي ببدعة، أو شُهر بلقب غير مُرض، مثل الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحو هؤلاء" [19] .
فنقل هذه الكلمة من معناها اللغوي الوضعي إلى هذاالمعنى الاصطلاحي "لم يشتهر إلا حين ظهر النزاع، ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف، وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذن لابد أن تظهر والحالة هذه أُسس وقواعد واضحة المعالم، وثابتة للاتجاه السلفي، حتى لا يلتبس الأمر على كلِّ من يريد الإقتداء بهم، وينسج على منوالهم" [20] .وبعد وضع تلك المعالم لا بد من تسمية الاتجاه باسم يخصه.
وإذا قيل: السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة رضي الله عنهم فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة رضي الله عنهم من الخُلُوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم.." [21] .
مع أن المعنى اللغوي يشمل حتى أولئك الطالحين لأنهم سابقون ومتقدمون .
ولعل الجرجاني المتوفى 816هـ خير من قدم لنا في تعريفاته الأبعاد المعرفية التي اكتسبتها اللفظة عقب ما حملته من أس محسوس ومن معنى بياني لغوي في سيرورتها والمآل .
قال الجرجاني :
الاصطلاح : <عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما, ينقل من موضعه الأول>وهذا القول إشارة عامة إلى طبيعة استعمال الألفاظ وكيفية استخدامها في الدلالات بعد إحداث معان في الذهن أو نقلها من معرفيات وافدة على القوم.
ويتابع الجرجاني فيقول :<إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما >أما المناسبة بينهما فهي بعد معرفي تصوري عقلي يربط بين الدلالة الأولى والدلالة المجازية الدينية .
إنها النقلة الكبيرة في اللغة العربية من المحسوس المجرب إلى المجرد الديني الشرعي , مثال ذلك : شاهد مستخرج من القرآن الكريم : لفظ الواجب , أي : الذي وجب فعله ولاخيار فيه , إنه الأمر الديني وهذا معنى جامع اتفق عليه أرباب المذاهب الأصولية والكلامية , واللفظ لغة : بمعنى الوجبة , أي : السقطة مع الهوة , ووجب وجبة , أي: سقط على الأرض .
( ابن منظور , لسان العرب , مادة وجب ).
إن بنية الاتصال بين المعنيين :" السقوط من الأعلى بشدة "حيث كان المعنى السقوط من أعلى, وكان المعنى الديني السقوط والتنزيل الآمر .
وما يلبث الجرجاني أن يتابع تعريفه للاصطلاح بالقول :"اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى "وهذه الوضعية شبيهة بوضعية اللغات المعاصرة حيث غدت اللغة بيانا آليا تتحول به الكلمة من صورة إلى رمز يرتبط بالمعنى عرضا واتفاقا .
والأرجح أن قول الجرجاني السابق يشير إلى مرحلة إدخال المعاني المنطقية اليونانية إلى اللغة العربية وإضفاء دلالات على هذه المعاني وشاهدنا على ذلك قول الفارابي (257-339هـ/873-950م) : "إذا حدثت ملة في أمة ...فإذا احتاج واضع الملة إلى أن يجعل لها أسماء , فإما أن يخترع لها أسماء لم تكن تعرف عندهم من قبله , وإما أن ينقل إليها أسماء أقرب الأشياء التي لها أسماء عندهم شبها بالشرائع التي وضعها ...وكذلك إذا حدثت الفلسفة احتاج أهلها ضرورة إلى أن ينطقوا عن معان لم تكن عندهم معلومة قبل ذلك , فيفعلون فيها أحد ذينك ".(الفارابي كتاب الحروف).
ومفاد عملية النطق بالمعاني الفلسفية استخدام ألفاظ مستحدثة تخص هذه المعاني , أو نقل أسماء قريبة الشبه في دلالتها إلى هذه المعاني , وفي الحالين إعطاء لفظ محدد لمعنى فلسفي محدد . ( جهامي جيرار , الإشكالية اللغوية في الفلسفة العربية ) .
إلا أن العملية هنا تتميز فيها العربية بخصوصيتها اللسنية في كونها غير قابلة على إحداث قطع معرفي بين اللفظ وأصله أوجذره فعلا أو مصدرا سيرورة دلالية أو بنية معرفية مضمرة فهي أشبه بتكوين عضوي منها إلى آلية .
وقيل بحسب ما يتابع الجرجاني في التعريفات :" الاصطلاح إخراج الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد ".
وهذا الأمر يشير إلى دخول المصطلحات الصوفية , وبعض التعابير الفلسفية والحكمية بمعانيها الخاصة , وإلباسها أسماء وألفاظ عربية , وهذا الأمر حدث في العربية وضمن التأريخ الإسلامي , وكان يحمل في باطنه إسقاطات لمعان فارسية زرادشتية ومانوية , ولمعان أفلاطونية محدثة ملفقة من شوائب هرمسية ويونانية قديمة وغنوصية , بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبهوا للمسألة ولفتوا النظر إليها .
ففي هذا المجال البياني قالوا ":لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا الله –تعالى-بها في القرآن إلى معنى غير ما وضعت له , إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره , أو يوجب صرفها ضرورة حس أو بديهة عقل ...)ابن حزم الفصل في الملل والنحل )
وفي المجال العقلي لم يلبث ابن باجه (475-533) أن شرح بعد العقل الذي شقته التجربة المغربية العربية فيذكر في ( تدبير المتوحد ) أن التوحد مميز عن التصوف .
فالتوحد سلوك عقلي يهدف إلى اكتساب المعرفة النظرية ( في الكون ) ومركز الإنسان فيه .
إن الكشف الصوفي مجرد وهم وحالة نفسية ناتجة عن تجنيد قوى النفس الثلاث : الحس المشترك , والمخيلة , والذاكرة , بواسطة المجاهدات .
وذلك كله ظن , وفعل ما ظنوا أمر خارج عن الطبع .(ابن باجه رسائل ابن باجه الإلهية ).
ويتابع ابن رشد (520-595هـ )الدرب عينه ليلخص لنا موقفا مهما جاعلا الخطاب الديني متوافقا مع ما يقرره العقل إما بالبيان الظاهر وإما بتأويل الدلالة من غير (أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز أو سببه أو لاحقه أو مقارنه أو غير ذلك من الأشياء التي عودت في تعريف أصناف الكلام المجازي ).
(ابن رشد , فصل المقال ).
فالتشديد هنا يركز على سلطتي العقل وبناء اللغة أو ما سمي عادة لسان العرب .
ولا مندوحة عن القول بأن المصطلح العربي رافق التجربة اللغوية العربية والمعرفية الإسلامية بتعددها , فشكل سيرورة بنائية دلالية معرفية إذ تضمن في مراحله والمسار محطات رئيسية بارزة :
1-اصطلاح على أسماء وألفاظ بين القوم , لها موضع أول , أي : دلالة حسية .
2- دلالة بيانية دينية نقلت الألفاظ إلى مضامين مجردة وحادثة .
3- دلالة اختصت بمعان عقلية مجردة حادثة ووافدة .
4- دلالة على معان ليس لها اتصال لغوي أو معرفي في حياة العرب .
5- دلالة على معاني علوم واختصاصات تطبيقية .
ولا بأس فإن هذه المصطلحات تعبر عن مجالات الدلالة في اللسن العربي , وكيفية حدوث المعاني بسبر جامع لأكثر الحالات المتعلقة بمفاصل حدوث المصطلح .))
. أخوكم الإدريسي.




أخي الكريم الشيخ الأدريسي المغترب

لقد أتحفتنا بدراسة ضافية عن مصطلح المصطلح وجزاك الله خير ا على هذه البداية الموفقة
لهذا المنتدى والذي أعتقد انه سيكون رأس حربة لمنتديات مدينة السوق لكثرة المصطلحات
وأهميتها لطالب العلم ولكل باحث عن المعرفة وأسمح لي أن ادلو بدلوي في هذا الموضوع
وأعني به مصطلح المصطلح هو (( هو اللفظ الذي يضعه أهل عرف أو اختصاص معيّن ليدل على معنى معيّن يتبادر الى الذهن عند اطلاق ذلك اللفظ) وهذا التعريف يصدق على العلوم التجريبية اما العلوم النظرية فإنها غالبا ما تتفق على إسم المسطلح وتختلف في تفسيره وهذا اوجز تعريف إطلعت عليه شاكر لك مجهوداتك في المنتدى

الشريف الأدرعي 04-25-2009 10:28 PM

انح هذا النحو
 

أخواي الفاضلان :الإدريسي الغترب وأبوعبد الله
لابد من بسيط تعليق عليكما مرتبا ترتيبا زمنيا
الإدريسي المغترب
حقيقة قرأت هذا الموضوع ،ولا أتبرء من أني استفدت منه إذا اصطلحنا على تسمية الإفادة :
إضافة معلومة إلى مساحة خالية منها في الذاكرة
أو التذكير بمعلوم منسي
أو تقريب مشتت في الذهن معلوم
فذلك كل ماحصل لي
وبين يدي تعليقي لابد وأن أترك بصمة إعجابي بالاختيار كأول حلقة في منتدى المصطلحات فإنه موفق إذ فيه ما فيه من ربط الذهن بمجال الدراسة ، وفيه أيضا إشارة إلى الالتزام بالموضوع كركيزة منهجية بدائية توحي إلى الكتاب لاحقا بأهمية الخطة عند تحديد العنوان

ولا بأس لو علقت على بعض النقاط حبا مني في إثراء المواضع ذات الفائدة
فأقول :
أولا : تظهر أهمية معرفة المصطلحات في جميع أطر الحياة شرعية أو دنيوية أو اجتماعية
أما المصطلحات الشرعية فلا يقوم كامل الدين إلا بمعرفتها ، فمثلا لو أن إنسانا صاحب أهلية للخطاب الشرعي لم يعرف من كلمة الوضوء إلا معناها اللغوي فحسب
أتراه يقوم به كما أمر الشرع ؟
،بالطبع لا ،لأن القاموس الشرعي ليس هو عين القاموس اللغوي بل هو القاموس اللغوي غالبا وزيادة، قاموس في قاموس
وكما كانت معرفة أهمية المصطلحات الشرعية هكذا فكذلك سائر المصطلحات
وفي الشريعة إيحاء -فيما أتذكر الآن و-أنا على جناح طائر- قديفهم منه أهمية المصطلحات ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قَالَ « أنتم أعلم بأمر دنياكم »
وجه الدلالة : في الحديث هنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعطنا مصطلحا خاصا في باب تأبير النخل ، ولكن يفيد حديثه هذا أهمية التخصص والذي يفرز المصطلحات في المجال ذاته لأن كل قوم يتفاهمون بلغتهم ولغة عملهم
وفي الواقع المعاش ندرك أهمية المصطلحات عن كثب ...
وليس ذلك هو الذي يهمنا فقط ، إنما المهم أيضا أن نحسن الربط بين المصطلح الجديد المنتقل إليه المعنى والمصطلح القديم الذي انتقل منه ، فإن بينهما في الغالب متاهة قد لايدركها إلا الحذاق من علماء اللغة وعلماء اختصاص المصطلح الثاني ، وقد يشعل نارا من الخلاف عدم إدراك ذلك البرزخ أو إدراكه إدراكا نصفيا ،
ومن هنا ظهرت أهمية المصطلحات ، ولاختلاف اللغات أيضا في المجال دور مهم أخاف أنني إن تناولته سأطيل كثيرا
ثانيا::تعريف الجرجاني في التعريفات لنا معه وقفة حيث يقول : :" الاصطلاح إخراج الشيء من معنى لغوي إلفي إلى معنى آخر لبيان المراد "
ونقول نحن أيضا: إن هذا التعريف أعطانا منعطفا آخر للنظر والتعمق في المصطلح من جميع أبعاده قبل الاستظلال بظلاله فلابد من إدراك كل ملابسات المصطلح أيام كان في مهده وما الدافع إلى الإطلاق ؟
إن الإمام علي بن محمد الشريف الجرجاني هنا لانبرئه أبدا لما أطلق هذا التعريف من منزعية اتجاهية تجعله يضع للناس مصطلحا وفقا لنوازعه ، فالشيخ هنا -رحمه الله -عرف المصطلح عند الصوفية والفلاسفة وهو إمام من أيمة الصوفية مشهور ، ومتكلم من المتكلمة مذكور -راجع ترجمته في أي مصدر-
ليس الغرض الترجمة له : الغرض أن نتوصل إلى أنه لابد من غربلة المصطلحات ولا نقف أمامها مكتوفي الأيدي بل لابد من نقاشها والتنقيب عنها ، فمن هنا يكون كلام المعلق على التعريف وجيها لكن إذا اقتبسنا منه في سياقنا هذا نقول بدل (دخول ) ( إدخال المصطلحات الصوفية )كما يأتي في التعليق )وللتوضيح قال المعلق
( وهذا الأمر يشير إلى دخول المصطلحات الصوفية , وبعض التعابير الفلسفية والحكمية بمعانيها الخاصة , وإلباسها أسماء وألفاظ عربية , وهذا الأمر حدث في العربية وضمن التأريخ الإسلامي , وكان يحمل في باطنه إسقاطات لمعان فارسية زرادشتية ومانوية , ولمعان أفلاطونية محدثة ملفقة من شوائب هرمسية ويونانية قديمة وغنوصية , بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبهوا للمسألة ولفتوا النظر إليها .)
ثالثا: أود أن ألفت أيضا في مجال أهمية المصطلحات إلى أنه ينظر إلى المصطلحات نظرة إيجابية من ناحية للتعرف على حضارة الآخر والاستفادة منها ومن أين وصلت فهي بهذا خطوة بجناح غير مقصوص إلى زيادة الحضارة الاسلامية وزيادة تقدمها ولعل من هذا المعنى قد يحمد حملة الدولة الإسلامية في عهد المأمون في ترجمة الموروث الأممي الآخر

ومن هنا ، لابد من إدراك أن الموضوع مهم جدا بكل جوانبه
رابعا : كلام الإمام ابن حزم -رحمه الله ":( لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا الله –تعالى-بها في القرآن إلى معنى غير ما وضعت له , إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره , أو يوجب صرفها ضرورة حس أو بديهة عقل ...)
ابن حزم الفصل في الملل والنحل )
كأنه أخذ بنا إلى الخلاف اللغوي الاصولي هل اللغة توقيفية أولا ؟
وعلى اي مسلك سلك في ذلك ؟ فإنه لابد من الاستدلال لهذا المدعى ولا أظنه يجد ما يمنع الاستفادة من مصطلحات أبناء لغتنا العربية ذاتها ولا من مصطلحات غيرها
خامسا :أنتهز الفرصة لألفت النظر إلى أهمية لغة القرآن التي وقفت أمام المصطلحات عبر القرون والمنتجات الهائلة تعبر على أدق معنى كأحسن تعبير


وأخير أجدد الشكر للأخ الإدريسي ولعله -والقراء- يقبلون مني هذا التطفل المتواضع ولك الحمد يارب على جزيل آلائك ، و على جميل بلائك . أخوكم محبكم المخلص لكم الشريف الأدرعي
[/size]

اليعقوبي 04-26-2009 10:56 PM

هامشية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأدريسي المغترب (المشاركة 716)
ويتابع الجرجاني فيقول :<إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما >أما المناسبة بينهما فهي بعد معرفي تصوري عقلي يربط بين الدلالة الأولى والدلالة المجازية الدينية .
إنها النقلة الكبيرة في اللغة العربية من المحسوس المجرب إلى المجرد الديني الشرعي , مثال ذلك : شاهد مستخرج من القرآن الكريم : لفظ الواجب , أي : الذي وجب فعله ولاخيار فيه , إنه الأمر الديني وهذا معنى جامع اتفق عليه أرباب المذاهب الأصولية والكلامية , واللفظ لغة : بمعنى الوجبة , أي : السقطة مع الهوة , ووجب وجبة , أي: سقط على الأرض .
( ابن منظور , لسان العرب , مادة وجب ).
إن بنية الاتصال بين المعنيين :" السقوط من الأعلى بشدة "حيث كان المعنى السقوط من أعلى, وكان المعنى الديني السقوط والتنزيل الآمر .
.



أخي الفاضل الكريم:
بارك الله فيك ووفقك وأثابك على هذه الإفادة والإجادة التي فتحت آفاقا واسعة في هذا الموضوع المهم.
واقتفاء لأثر السلف المعلقين والباقلانيين السلفيين، وطلبا لإثراء هذا الموضوع أضيف حاشية على موضوع (الواجب) ولعل الله أن ييسر أن تكون هذه الحاشية بحثا كاملا أو كتابا حافلا، إنها:
تداخل المعنى اللغوي والمصطلحي: دع عنك تداخل اللغتين في (حُبُكٌ) فالمقصود تداخل الدلالتين، وأبدأ بالوجوب.
فالدلالة اللغوية: اللزوم ، أو ما عبر عنه الأخ المبارك..
والدلالة العرفية: (في عرف الفقهاء والأصوليين) ما يستحق الثواب فاعله والإثم تاركه، أو ما يثاب فاعله والعقاب تاركه.... (ما يلزم فعله ومن تركه فهو آثم).
ويقع الوهم حين يرد لفظ الوجوب في الشرع، فيتبادر إلى الذهن أن الوجوب هنا (نص) في إلزام الفعل وحتمية الترك.
مثاله: حديث: ((غسل الجمعة واجب على كل محتلم)) ذهب كثير من العلماء العلماء إلى أن هذا الحديث (نص) في الوجوب الفقهي لغسل الجمعة، وبالغ بعضهم في الإنكار على من عده سنة حتى قال: لو أن هذا النص في كتاب فقهي لما وسع أحدا مخالفته.
نعم: صدق؛ لأن الفقهاء تواطئوا على عرف معين. أما الحديث فليس فيه إلا كلمة لغوية تدل على اللزوم، واللزوم أعم منما خصه به العرف الفقهي.
مثال ثان: الخلاف المحتدم في حكم المسبوق هل يبني أو يقضي أو كما هو المذهب: (وقضى القول وبنى الفعل)، وسبب الخلاف تسليط الدلالة العرفية للقضاء على اللفظة النبوية في رواية (فاقضوا) وتجريدها من معناها اللغوي الذي تشاركها فيه (فأتموا) إلى جنب (فإذا قضيت الصلاة) وقد ذكره هذا ابن حجر وابن رشد وغيرهما.... ولكن ذلك لم يحسم الخلاف ؛ لتربع المعنى العرفي على فهوم الكثيرين. ولو لا مراعاة المقام لتحدثت عن (افلونزا الإلف العلمي). ولكن بحسبي استفزازا هذه العبارة.
مثال ثالث: تقوية القول بأن عقوبة شارب الخمر ليست بـ(حد) كعقوبة الزنا والقذف استنباطا من حديث (لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله)، وفي هذا انتقال الذهن من المعنى العرفي للحد إلى الحقيقة اللغوية المتمثلة في كل حرم الله تجاوزه من المناهي (تلك حدود الله فلا تعتدوها).

ولهذا الموضوع أخ وشقيق من ضفة أخرى، ألا وهو مصطلحات علوم الآلة فمن المهم لطالب العلم التفريق بين المعنى اللغوي وبين العرف الخاص بفن أو عالم أو كتاب، وسأسوق أمثلة منوعة من ذلك تنشيطا للأذهان:
قبيح وحسن: في اللغة ظاهر معناهما، ولإمام النحاة عمرو سيبويه مصطلح خاص، حيث يعبر عن القبيح بما لا يجوز وبالحسن بالجائز.
سنة: في العرف الفقهي مغاير للوجوب كما هو معلوم، ولأبي زيد القيرواني مصطلح سنة واجبة يعني به ما ورد في السنة وجوبه.
أما المحدثون: فلا يكاد مصطلح من مصطلحاتهم يخلو من أحوال شتى يعود بها من المعنى المتواطأ عليه إلى المعنى اللغوي: كالمرسل، والمدلس، والشاذ، والحسن، والمنكر.... وثقة ، وصدوق، وشيخ، وصالح .... مما حدا ببعض محققيهم إلى تحكيم القرائن في كثير من المسائل.

وإنما أردت بما ذكرت إثراء وإثارة الأذهان لأهمية العناية بالمصطلحات وعدم تجاهلها، أو الغلو في عرفيتها في كل سياق ومن كل قائل.
والشكر موصول لأخي الإدريسي الذي أفاد وأجاد وأثار وأنار وأشار .... شكرا.... ومعذرة على التطويل

م الإدريسي 04-26-2009 11:25 PM

زد بارك الله في علمك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه أجمعين.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
لك مني أجمل تحية .
فلقد أفدتنا بفوائد , هي كل ما أنشئ هذا المنتدى تعرضا لنفحاتها فلقد كنا -والله- نعلم يقينا أن هناك كنوزا من المعرفة عند أبناء هذه الأمة , لولا ما ابتليت به -كغيرها من قاطني المغرب الإسلامي- من عدم السماح للمعارف برؤية النور عن طريق الكتابة .
الأمر الذي جعل علومهم محصورة زمانا ومكانا بأعمارهم وأماكن تواجدهم .
فأملنا أن نضع هذا المنتدى شباكا نتصيد به بعض تلك الأوابد , علها أن تبقى حسابا جاريا بعد الوفاة .
وننتظر منكم مزيدا من هذه الدرر التي لا يمكن الحصول عليها بقراءة ولا بقراءتين, وإنما هي نتيجة المطالعات الكثيرة التي قد لا تتسنى للجميع .
فأنفق أيها اليعقوبي , ولينفق إخواننا جميعا في هذا الرصيد الذي لا يزيده الإنفاق إلا نماء وبركة
أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا.
نشكركم مرة أخرى على هذه الفوائد الطيبة .

عبادي السوقي 11-29-2014 11:08 AM

رد: مصطلح ( المصطــــــــــلح )
 
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح الرائع


الساعة الآن 03:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010