منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   إياكم ومحدثات الأمور (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=239)

منهج السلف 04-25-2009 03:25 AM

إياكم ومحدثات الأمور
 
إياكم ومحدثات الأمور


]- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ ، قَالاَ : أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ، فَسَلَّمْنَا ، وَقُلْنَا : أَتَيْنَاكَ زَائِرَيْنِ وَعَائِدَيْنِ وَمُقْتَبِسَيْنِ ، فَقَالَ الْعِرْبَاضُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟
[size=5]فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي ، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.
أخرجه أحمد 4/126(17275) . وأبو داود (4607) وله طرق أخرى.
***

هذا حديث جليل القدر، ظاهر الدلالة.. ولكننا سنكتفي بلمع قليلة من فقهه مما فيه جدة فقط:
1 - قال الصنعاني في سبل السلام: ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها، فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين، ومعلوم من قواعد الشريعة أن ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ثم عمر رضي الله عنه نفسه الخليفة الراشد سمي ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة ولم يقل: إنها سنة فتأمل.
على أن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل، فدل أنه لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حُجَّة، وقد حقق البرماوي الكلام في شرح ألفيته في أصول الفقه مع أنه قال: إنما الحديث يدل أنه إذا اتفق الخلفاء الأربعة على قول كان حُجَّة لا إذا انفرد واحد منهم.
والتحقيق أن الاقتداء ليس هو التقليد بل هو غيره كما حققناه في شرح نظم الكافل في بحث الإجماع.
***

2- وقال الخطابي في شرح سنن أبي داود: والنواجذ آخر الأضراس واحدها ناجذ ، وإنما أراد بذلك الجد في لزوم السنة فعل من أمسك الشيء بين أضراسه وعض عليه منعاً له أن ينتزع وذلك أشد ما يكون من التمسك بالشيء إذ كان ما يمسكه بمقاديم فمه أقرب تناولاً وأسهل انتزاعاً ، وقد يكون معناه أيضاً الأمر بالصبر على ما يصيبه من المضض في ذات اللّه كما يفعله المتألم بالوجع يصيبه .
وقوله كل محدثة بدعة فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه . وأما ما كان منها مبنياً على قواعد الأصول ومردود إليها فليس ببدعة ولا ضلالة واللّه أعلم .
***

ولنا وقفات:
الحق الذي لا مرية فيه أن الحجة تعود إلى آخية (الكتاب والسنة).
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين هي عين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولولا استمساكهم بذلك لما كانوا راشدين ولا مهديين، ولا براءة ولا عصمة لهم بحال إلا بالكتاب والسنة فهما الميزان الذي توزن به أفعال الجميع وأقوالهم. قال تعالى: (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) (سـبأ:50).
وقال: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الزخرف:43).
فالعصمة في الوحي، والهداية محصورة في الوحي.
***

في الحديث نكتة فريدة لم أقف على من نبه عليها من الشراح:
لاحظ أن قوله صلى الله عليه وسلم: " تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ". بالإفراد، ولم يقل: " تَمَسَّكُوا بِهما ، وَعَضُّوا عَلَيْهِما " بالتثنية. مما يوحي بأنهما شيء واحد. وهذا شيء لا مناص منه.
ثم لما كان الخروج على الوحي ضلال بين لا يسوغ لأحد كائنا من كان من الراشدين فضلا عن غيرهم فناسب مجيء التحذير من البدع هنا فقال: "وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ".
فالراشدون وكل راشد لا يتحصل لهم هذا اللقب إلا باتباع الوحي فقط. وهذا هو الفارق بين الرشد والغي، والهدى والضلال، والسنة والبدعة.
***

إشكال وجوابه:
قد يقول قائل: إذا كان الأمر كما تقول فلم لم يكتف بلفظ: "عليكم بسنتي" وما الداعي لذكر "سنة الخلفاء الراشدين" التي تعد حشوا لا داعي له؟!
والجواب:
أن السنة النبوية قد تكون قولية وقد تكون فعلية؛ فمن عمل بالسنة على وجه حسن يدفع الناس للاقتداء به في ذلك يصح أن يقال عنه أنه "سن سنة حسنة" كما في الحديث التالي:
- عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ ، قَالَ : فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ ، مُجْتَابِي النِّمَارِ ، أَوِ الْعَبَاءِ ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ ، فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ، فَصَلَّى ، ثُمَّ خَطَبَ ، فَقَالَ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ : (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ : (اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ ، مِنْ دِرْهَمِهِ ، مِنْ ثَوْبِهِ ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ ، حَتَّى قَالَ : وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ . قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا ، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ، قَالَ : ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَلَهُ أَجْرُهَا ، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا ، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ". رواه مسلم (1117).
فهذا الصحابي تصدق اقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم على وجه كريم، والآخرون اقتدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم وهزتهم الأريحية بفعل هذا الصحابي.
وننبه إلى أن النبي صلى الله عليه كان أجود الناس، وأن الحث على الصدقة سنة قولية وفعلية – ولكنه في هذا اليوم كان قولا من النبي صلى الله عليه وسلم، وفعلا يقتدى به من هذا الصحابي رضي الله عنه.
فهذا هو الوجه في تسمية "سنة الخلفاء الراشدين" وأنها تكون تنفيذا واتباعا لا ابتداعا واختراعا.
كما يدخل في هذا الباب النوازل المدلهمة التي ورد حكمها في الشرع ولكنها وقعت بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولفداحتها وجدّتها وقع التحيّر في شأنها ابتداء ثم زال نقص البدايات بكمال النهايات. مثل: قتال أبي بكر للمرتدين، وقتال علي للبغاة.. ونحو ذلك.
***

تعقيب على كلام الصنعاني:
قول عمر " نعمت البدعة " فالمراد بالبدعة في اللغة لا في الشرع فإن هذا الفعل ليس من جملة البدع لكون رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قد فعل القيام جماعة في رمضان ثم تركه لمانعٍ وهذا المانع زال بموته فصار فعله سنةً شرعيةً
وورد أيضا حديث شريف في فضل الصلاة مع الإمام.
- عن أبي ذر قال : صمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم رمضان فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلت يارسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة قال فقال " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة " قال فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ؟ قال قلت وما الفلاح ؟ قال السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر . رواه أبو داود (1375).
فصلاة القيام في جماعة سنة قولية وفعلية من النبي صلى الله عليه وسلم.
فلما زال داعي امتناعه صلى الله عليه وسلم خشية أن تفرض عليهم، ورأى عمر رضي الله عنه حرص الصحابة عليها وتفرقهم في المسجد جمعهم على إمام واحد. ثم سر باجتماعهم فقال كلمته هذه.
فيُحمل قول عمر بن الخطاب هذا على المعنى اللغوي لا الشرعي لكون هذا الفعل ليس بدعةً شرعيةً بل سنةٌ نبويةٌ ويُقال أيضاً عمر من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم كما في حديث العرباض بن سارية.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اليعقوبي 04-26-2009 08:43 PM

حاشية على متن منهج السلف
 

أخي المبارك: سرني تواجدك بيننا مرة أخرى، وسررت أكثر بطرحك لهذا الحديث الذي نحتاج إلى ترداده في مجالسنا وأنديتنا، فما أحوجنا إلى السنة في عصر الاختلاف والافتراق والفتن والهرج والمرج وأعشار العلماء وأتساع الزهاد وأسباع الفقهاء وأخماس الرجال ... إنهم الرويبضات

ولي حاشيتان:
الأولى: هذا الحديث مما أشكل علي وقد راجعت فيه بعض مشايخنا وبحثت وما زلت لم أشف غليلي: وإشكالي باختصار: هل المراد بالخلفاء في الحديث هم الذين بينهم حديث الخلافة ثلاثون، أم إنه لفظ يعم كل من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العلم النافع والعمل الصالح؟؟؟؟؟
الثانية: توجيه قول عمر رضي الله عنه (نعمت البدعة) بأنه أراد البدعة اللغوية ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إنه ضعيف؛ لأن من المعلوم أن صلاة التراويح لم تكن بدعة لغة (أي محدثة) !!! فما ذا تقول يا منهج السلف ، أفدنا شكرت وأجرت ووفقت...

السوقي الأسدي 04-27-2009 07:15 PM

سلمت يمينك يا (منهج السلف)
ونفع الله بك
وفي انتظار المزيد
http://alsoque.net/vb/picture.php?al...5&pictureid=18

منهج السلف 04-28-2009 12:33 AM

إياكم ومحدثات الأمور: مناقشات وتوضيحات
 
الفاضل اليعقوبي – تحياتي وبعد
فقد كان الظن بأمثالك من النبهاء أن يقفوا على الموضوع ويتفاعلوا معه.. وكل إناء بما فيه يرشح.
.................................................. ..................................

أما النقطة الأولى التي سألت عنها:
فظاهر الحديث أنه بلفظ عام يشمل كل من كانت هذه صفته: (راشد – مهدي).
والنصوص والتاريخ يبينان الفترة التي تذكر وتنعت بأنها (عصر الخلفاء الراشدين) فهم أولى الناس بهذا الوصف. ولكن هذا لا يمنع أن يدخل معهم من كان على مثل صفتهم كل بحسب حاله وعلى قدر زمانه. فلا مانع أن يدخل معهم في هذه الصفة (عمر بن عبد العزيز رحمه الله) وكذلك ما يكون في آخر الزمان كما ورد في الحديث: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن، ولا يضر هذا ما دام الأمر يعود إلى آخية الكتاب والسنة؛ فكما لا يخفى على ذي لب أنه حتى لو جاء من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فلا بد أن ينقسم الناس في شأنه كما هي العادة: إلى موافق مبهور مسارع، ومخالف متردد متشكك.
وعليه فلا مناص من الاحتكام إلى (الكتاب والسنة) بالمعايير المنضبطة والمقررة عند أهل السنة والاتباع. ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء: 59].
ويزيد الأمر وضوحا أن الخلفاء الراشدين الذين كانوا كلمة إجماع لم تكن أقوالهم وأفعالهم المجردة تؤخذ مسلمة ممن عاصرهم ولا من بعضهم لبعض، ويكفينا شرفا أننا متفقون على أن: "كل إنسان يؤخذ من قوله ويردّ عليه؛ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم".


النقطة الثانية: قول الشيخ ابن عثيمين
والحق يقال أن الشيخ ابن عثيمين كان يمتلك ذهنا متوقدا متحررا من الإلف والعادة وما جرى عليه الناس، لذا كانت له تشقيقات رائقة ومتجددة مع الأيام ربما جرّت عليه بعض الزوابع، مثال ذلك إنكاره لدعاء ختم القرآن بهيئته الأسطورية والفلكلورية في هذه الأزمان، والتي باتت تدغدغ مشاعر العامة بصورة مبالغ فيها – ومعظم العوام كالأنعام كما يقال.
فحسبنا (معشر المستغفلين) أننا حضرنا (ختمة القرآن) وحياتنا ممرغة في الزفت والقطران بعيدا عن شريعة الرحمن!!!
المهم أن اجتهادات الشيخ ابن عثيمين – وقد اطلعت على دراسة مقارنة لكثير منها – جزء منها في غاية الجودة، وبعضها وجيه، وبعضها يمكن أن يناقش، ولكنه غالبا مقبول على أي حال سواء وافقناه أو خالفناه.
وكلامه عن البدعة وإنكاره لمصطلح (البدعة اللغوية) من هذا النوع الأخير في نظري. وهذا ما سنحاول توضيحه ومناقشته بإذن الله تعالى.

***

أولا: أقوال الشيخ في ذلك

قال في الشرح الممتع على زاد المستقنع - (4 / 58 – 59):
"... إن قال قائل: ما تقولون في قول عُمرَ: «نِعْمَتِ البِدعةُ» وهذا يدلُّ على أنها مبتدعة؟
فالجواب : أنَّ هذه البِدعةَ نسبيَّةٌ، فهي بِدعةٌ باعتبار ما سبقها، لا باعتبار أصل المشروعيَّة؛ لأنها بقيت في آخر حياة الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم وفي خلافة أبي بكر لم تُقَمْ، فلما استُؤنِفتْ إقامتُها، صارت كأنَّها ابتداء مِن جديد، ولا يمكن لعُمرَ بنِ الخطَّاب أنْ يُثني على بِدعةٍ شرعيَّةٍ أبداً، وقد قال النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: «كُلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ» .
والعجبُ أنَّ بعضَ أهل البِدع أخذ مِن قول عُمرَ: «نِعْمتِ البِدعةُ» باباً للبدعة، وصار يبتدع ما شاء ويقول: «نِعْمَت البِدعةُ هذه» ، ولا شَكَّ أن هذا مِن الأخذ بالمتشابه، حتى لو فُرضَ أنَّ عُمرَ رضي الله عنه ابتدعَ ـ وحاشاه مِن ذلك ـ فإنَّ له سُنَّة مُتَّبعة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاءِ الراشدين مِن بعدي».
فلستَ مثله، فكيف تقول: أبتدعُ، ونِعْمتِ البِدعةُ! فَعُمَر له سُنَّة متَّبعة.
مع أنَّنَا لا نعلم أنَّ عُمَرَ ابتدع شريعةً، إنَّما ابتدع سياساتٍ؛ لم تكن في عهد الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ يرى أنَّ فيها مصلحة.
مثل: إلزامُه بالطلاق الثَّلاث أنْ يكون ثلاثاً .
ومثل: مَنْعُه مِن بَيْعِ أمهات الأولاد، مع أنَّهُنَّ يُبعنَ في عهد الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام .
ومثل: زيادة العقوبة في شُرب الخمر من نحو أربعين إلى ثمانين .
فهذه سياسات يرى أنها تُحقِّقُ المصلحةَ، لكن هل زاد عُمرُ في الصَّلوات وجعلها سِتًّا؟ لا، أو جعل ركعات الظُّهر خمساً؟ لا.
.................................................. .....................................
وقال في شرح الأربعين النووية :
" .. إن قال قائل: ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد، وخرج ليلة من الليالي فوجد الناس يصلون بإمام واحد فقال: [نعمت البدعة هذه] فسماها بدعة؟
أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة هنا (البدعة اللغوية لا الشرعية).
ولكن هذا الجواب لا يستقيم، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة؟
والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد - أعني التراويح - فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض، وتُرِكَت، وأصبح الناس يأتون للمسجد يصلي الرجل وحده ، والرجلان جميعاً، والثلاثة أوزاعاً، فرأى عمر رضي الله عنه بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب رضي الله عنهما وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.
فيكون قوله: نعمت البدعة يعني بالبدعة النسبية، أي بالنسبة إلى أنها هجرت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة، ثم هذه الضلالات تنقسم إلى: بدع مكفرة، وبدع مفسقة، وبدع يعذر فيها صاحبها.
ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد.
.................................................. .....................................
وقال في شرح رياض الصالحين - (1 / 181)
فإن قال قائل: ما تقولون في قول عمر رضي الله عنه .: (نعمت البدعة هذه) فأثنى عليها ووصفها بأنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: كل بدعة ضلالة؟
قلنا إن هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة لكنها بدعة نسبية وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بأصحابه ثلاث ليال أو أربع ليال في رمضان يقوم بهم ثم تخلف في الثالثة أو الرابعة وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم.
فصار الاجتماع على إمام واحد في قيام رمضان سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تركها خوفا من أن تفرض علينا ثم بقيت الحال على ما هي عليه يصلي الرجلان والثلاثة والواحد على حدة في خلافة أبي بكر وفي أول خلافة عمر ثم جمع الناس على إمام واحد فصار هذا الجمع بدعة بالنسبة لتركه في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر فهذه (بدعة نسبية) وإن شئت فقل إنها (بدعة إضافية) يعني بالنسبة لترك الناس لها هذه المدة آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وأول خلافة عمر ثم إنه بعد ذلك استأنف هذه الصلاة.
وإلا فلا شك أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة عام وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الخلق عليه الصلاة والسلام وهو كلام واضح كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها ضلالة والله الموفق.
.................................................. .....................................
وقال في لقاءات الباب المفتوح - (141 / 26)
السؤال: ما هي البدعة الحسنة والبدعة السيئة؟
الجواب: ليس هناك بدعة حسنة أبداً، وكيف يمكن أن يكون هناك بدعة حسنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة).
السائل: يستدلون بكلام عمر؟
الشيخ: دعك من كلام عمر، هل تجد كلاماً أبلغ من كلام رسول الله؟ لا تجد، وهل تجد أحداً أعلم من الرسول بالشريعة؟ لا. وهل تجد أحداً أنصح من الرسول؟ لا. إذاً يقول: (كل بدعة ضلالة ).
وأما قول عمر: [نعمت البدعة هي] حينما أقاموا قيام رمضان على إمام واحد، فالمراد البدعة بعد أن تركت؛ لأنك تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في رمضان ثلاث ليال ثم تخلى، وقال: (إني خشيت أن تفرض عليكم) فكونه يقيم بالناس ثلاث ليال ويتأخر في الرابعة خوفاً من أن تفرض، يقال: إن هذا الخوف الذي خافه الرسول انتفى بموته عليه الصلاة والسلام فما بقي خوف لكن في عهد أبي بكر كانت المدة قصيرة خلافته سنتان وشهران وأيام، وصار الناس باقون على ما كانوا عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، يصلي الرجل وحده ومعه الرجلان والثلاثة، وكذلك في أول خلافة عمر ، ثم إنه رضي الله عنه أمر تميماً الداري وأبي بن كعب أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة على إمام واحد، فخرج يوماً وهم يصلون فقال: [نعمت البدعة هذه] فهي بدعة باعتبار أنها تركت، ثم جددت، بدعة مجددة.
.................................................. .....................................
وقال أيضا في لقاءات الباب المفتوح - (208 / 11)
السؤال: ما معنى قول عمر: [نعمت البدعة هذه]؟
الجواب: بدعة نسبية, لأنها تركت وهجرت ونسيت، فلما أعادها من جديد صارت بدعة نسبية.
.................................................. .....................................
وجاء في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (5 / 182)
سماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه، ويقوم الرجل ومعه الرجل، والرجل ومعه الرجلان، والرهط، والنفر في المسجد، فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة، فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه.

ثانيا: مناقشة كلام الشيخ ابن عثيمين
ابتداء نقول أن مخرج العلماء من قول عمر كان ما اصطلحوا على تسميته بـ "البدعة اللغوية" مخرج حسن. ويكفي فخرا أن نعد في هذه القائمة: شيخ الإسلام ابن تيمية – وتلميذه ابن القيم – وابن رجب الحنبلي – وابن كثير – والشاطبي... وهلم جرا.
بل إن هذا الوجه صار كأنه كلمة إجماع من جميع العلماء المتأخرين المنتسبين للسلفية والمباينين لأهل البدع والطرقيين الخرافيين والقبوريين.
والشيخ متفق مع الجميع في المسلك والنتيجة ولكنه تحفظ على التسمية (وهي مسألة لغوية بحتة) أي أن مقولة عمر يمكن تصحيح مدلولها وقبولها بحملها على البدعة اسما ولغة لا شرعا واصطلاحا. وهذا محل اتفاق.
ولكن ما البديل؟ فالبديل الذي قدمه الشيخ بحروفه:
(والصواب أنها بدعة نسبية - هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة لكنها بدعة نسبية - فهذه (بدعة نسبية) وإن شئت فقل إنها (بدعة إضافية) - فهي بدعة باعتبار أنها تركت، ثم جددت، بدعة مجددة. - بدعة نسبية, لأنها تركت وهجرت ونسيت، فلما أعادها من جديد صارت بدعة نسبية - فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية).
فماذا كان؟ هل هناك فرق كبير أو صغير؟
في نظري لا يوجد أي فرق، وكما يقول المثل الشامي: (كنا تحت المطر وصرنا تحت المزراب).
وعلى كل حال فهذه في تقديري من بدوات الرأي التي بدت للشيخ، والظن أنه لو كان حيا وروجع فيها لرجع كما عهدناه منه.
وعلى كل حال فلا مشاحة في الاصطلاح كما يقال ما دمنا متفقين على النتيجة بل وعلى المقدمات.
وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله تعالى.

اليعقوبي 05-02-2009 09:06 AM


أخي منهج السلف، لك تحياتي
هات العلم ودع عنك بنيات الطريق..
فكلنا نبهاء آنية مملوءة سنة وسلفا وخيرا
فدع عنك هذه المقدمات...وخذ بنا فيما يفيد

===============================


أما الموضوع الأول: فأشكرك على ما أوردت فيه . وأضيف أمرين:
أحدهما: أنك لم تزد على تكرار إشكالي ولعلي أعيده بطريقة أخرى.
هل حديث (الخلافة ثلاثون سنة) مفسر لحديث العرباض، يعني هل الخلافة المطلقة في حديث العرباض هي المقيدة بالعدد في حديث (الخلافة ثلاثون)، أم إن الخلافة مطلقة في كل راشد بعد النبي صلى الله عليه وسلم كماذكرتم.
والمطلوب وجه ترجيح أحد الأمرين على الآخر.
الثاني: قلت بارك الله فيك: (وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن) وهذا خلاف ما حملني على البحث في هذه المسألة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه سيكون بعده اختلاف وأرشد للعصمة من ذلك إلى اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين، وعليه فمعرفة مدلول كلمة الخلفاء يترتب عليه معرفة المأمور باتباعهم: هل هم الخلفاء الأربعة، على الوجه الموافق لحديث (الخلافة ثلاثون) أم يشمل ذلك كل من خلف رسول الله في العلم النافع والعمل الصالح كابن عثيمين رحمه الله تعالى مثلا.
ففهم الحديث له ثمرة واقعية خصوصا في عصرنا المليء بالفتن والخلاف والاختلاف...
وأما الموضوع الثاني: فأشكرك على نقولك المهمة المفيدة .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد

السوقي الخرجي 05-03-2009 10:32 PM

أعجبتني هذه التعليقات
 
[quote=اليعقوبي;871][align=justify]
أخي منهج السلف، لك تحياتي
هات العلم ودع عنك بنيات الطريق..
فكلنا نبهاء آنية مملوءة سنة وسلفا وخيرا
فدع عنك هذه المقدمات...وخذ بنا فيما يفيد
===============================


أما الموضوع الأول: فأشكرك على ما أوردت فيه . وأضيف أمرين:
أحدهما: أنك لم تزد على تكرار إشكالي ولعلي أعيده بطريقة أخرى.
هل حديث (الخلافة ثلاثون سنة) مفسر لحديث العرباض، يعني هل الخلافة المطلقة في حديث العرباض هي المقيدة بالعدد في حديث (الخلافة ثلاثون)، أم إن الخلافة مطلقة في كل راشد بعد النبي صلى الله عليه وسلم كماذكرتم.
والمطلوب وجه ترجيح أحد الأمرين على الآخر.
الثاني: قلت بارك الله فيك: (وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن) وهذا خلاف ما حملني على البحث في هذه المسألة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه سيكون بعده اختلاف وأرشد للعصمة من ذلك إلى اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين، وعليه فمعرفة مدلول كلمة الخلفاء يترتب عليه معرفة المأمور باتباعهم: هل هم الخلفاء الأربعة، على الوجه الموافق لحديث (الخلافة ثلاثون) أم يشمل ذلك كل من خلف رسول الله في العلم النافع والعمل الصالح كابن عثيمين رحمه الله تعالى مثلا.
ففهم الحديث له ثمرة واقعية خصوصا في عصرنا المليء بالفتن والخلاف والاختلاف...
وأما الموضوع الثاني: فأشكرك على نقولك المهمة المفيدة .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ




بسم الله الرحمن الرحيم .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . .
أعجبتني تعليقات اليعقوبي , وأفرحني اهتمام (منهج السلف) بنهج السلف وله مني مزيد الحب والقدير هذا.
وأحببت أن ضيف هنا كلاما للعلامة ابن الأثير والدراكة ابن كثير , في التعليق على الحديث لعله يضيف جديدا أو يرفع إشكالا قال ابن الأثيرمانصه:

وفيه [ عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الراشدين من بعدي ] الراشِدُ : اسم فاعلٍ من رَشَد يرشُد رُشْداً ورَشِد يَرْشَد رَشَداً وأرْشَدْته أنا . والرُّشْد : خلافُ الغَيِّ . ويرودُ بالراشدِين أبا بكر وعُمر وعثمان وعَليّا رضي اللّه عنهم وإن كان عامًّا في كل من سار سيرَتَهم من الأئمة .
وقَالَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ بْنِ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اِثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا } بَعْدَ إِيرَادِ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الْبِشَارَةُ بِوُجُودِ اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً صَالِحًا يُقِيمُ الْحَقَّ وَيَعْدِلُ فِيهِمْ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا تَوَالِيهِمْ وَتَتَابُعُ أَيَّامِهِمْ بَلْ قَدْ وُجِدَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ عَلَى نَسَقٍ وَهُمْ الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِلَا شَكٍّ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ وَبَعْضُ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ وِلَايَتُهُمْ لَا مَحَالَةَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ مِنْهُمْ الْمَهْدِيَّ الْمُبَشَّرَ بِهِ فِي الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِذِكْرِهِ أَنَّهُ يُوَاطِئُ اِسْمُهُ اِسْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْمُ أَبِيهِ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا.

م الإدريسي 05-04-2009 10:37 PM

إضافة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
نشكر محب منهج السلف - إن شاء الله -على موضوعاته الهادفة العتيقة ( وعليكم بالعتيق ).
ونضيف إلى الموضوع ثلاثة نقول عن بعض العلماء الموثوق بهم فنقول:
قال أبو عمر يوسف بن عبد البر-رحمه الله- :
" وأما قول عمر : " نعمت البدعة" في لسان العرب اختراع ما لم يكن وابتداؤه , فما كان من ذلك في الدين خلافا للسنة التي مضى عليها العمل فتلك بدعة , لا خير فيها , وواجب ذمها والنهي عنها والأمر باجتنابها وهجران مبتدعها إذا تبين له سوء مذهبه .
وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة .
وكذلك قال عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- في صلاة الضحى وكان لا يعرفها , وكان يقول وللضحى صلاة ؟.
وذكر بن أبي شيبة عن ابن علية عن الجريري عن الحكم عن الأعرج , قال : سألت ابن عمر عن صلاة الضحى , فقال : بدعة ونعمت البدعة .
وقد قال تعالى حاكيا عن أهل الكتاب : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبنها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله .الحديد". الاستذكار - (2 / 67).
وقال ابن دقيق العيد-رحمه الله- :
" وقوله [ فعليكم بسنتي ] السنة الطريقة القويمة التي تجرى على السنن , وهو السبيل الواضح [ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ] يعني الذين شملهم الهدى , وهم الأربعة بالإجماع : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهما أجمعين- وأمر -صلى الله عليه
و سلم - بالثبات على سنة الخلفاء الراشدين ؛ لأمرين أحدهما : التقليد لمن عجز عن النظر .
والثاني : الترجيح لما ذهبوا إليه عند اختلاف الصحابة .
وقوله [ وإياكم ومحدثات الأمور ] إعلم أن المحدث على قسمين : محدث ليس له أصل في الشريعة فهذا باطل مذموم , ومحدث بحمل النظير على النظير , فهذا ليس بمذموم ؛ لأن لفظ ( المحدث ) ولفظ ( البدعة ) لا يذمان لمجرد الاسم , بل لمعنى المخالفة للسنة , والداعي إلى الضلالة , ولا يذم ذلك مطلقا , فقد قال الله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث }.شرح الأربعين - ابن دقيق العيد - (1 / 73).
وقال صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- :
" ( قال: ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ( الخلفاء: هم الذين خلفوا المصطفى-صلى الله عليه وسلم- ( في ولاية الأمر على طريقته -عليه الصلاة والسلام-.
والخلفاء الراشدون من بعده -عليه الصلاة والسلام- أربعة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي -رضي الله عنهم أجمعين-، ووصفوا بأنهم راشدون؛ لأنهم قاموا بالرشد، والرشد: هو العلم بالحق والعمل به. فسموا راشدين؛ لأنهم كانوا علماء في الحق عملوا به، وليست هذه الصفة إلا لهؤلاء الأربعة.
وفي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- خلاف، هل يعد من الخلفاء الراشدين أم لا يعد من الخلفاء الراشدين؟ والذي عليه نص كثير من أهل العلم كأحمد وغيره -رحمهم الله-أنه من الخلفاء الراشدين؛ لأنه علم الحق فعمل به، وعامة الولاة ليسوا على ذلك , بل منهم من لا يعلم الحق أصلا، ومنهم من يعلم الحق فيخالفه ؛ لأهواء وشهوات، ونوازع مختلفة.
شرح الأربعين النووية - (1 / 221).
هذا ما أردت أن أضيفه والعلم عند الله تعالى.
أبو الحسن الإدريسي.

السوقي 05-04-2009 10:38 PM

نقلت لكم هذا الموضوع لعله يتمم ما نقله شيخنا منهج السلف

باب في ذكر الصحابة رضي الله عنهم



حديث الخلافة في أمتي ثلاثون سنة

"باب: في ذكر الصحابة رضي الله عنهم"

أخبرنا أبو الحسن الحمَّامي. قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل. قال: سمعت أبي يقول: السنة في التفضيل الذي نذهب إليه إلى ما روي عن ابن عمر نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فأما الخلافة، فنذهب إلى حديث سفينة؛ يعني عن النبي عليه الصلاة والسلام: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة فنقول: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. في الخلفاء نستعمل الحديثين جميعا. قال سفينة: فخذ سنتين أبو بكر، وعشر عمر، وثنتي عشر عثمان، وستا علي رضي الله عنهم.
المؤلف -رحمه الله- ختم كتابه بهذا الباب في ذكر الصحابة -رضي الله عنهم- وأحسن المؤلف -رحمه الله- ختم كتابه بهذا الباب العظيم الذي أورد فيه طائفة من النصوص الدالة على فضل الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا سيما الخلفاء الراشدون الأربع: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم بقية العشرة رضي الله عنهم أجمعين، ولا شك أن الكلام في الصحابة كلام عظيم، وأن أهل السنة والجماعة يعتقدون فضل الصحابة، كما دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في فضل الصحابة ومن خير الناس، وأنهم أفضل الناس لا كان ولا يكون مثلهم.
هم أفضل الناس بعد الأنبياء. اختارهم الله لصحبة نبيه. هم الذين نقلوا إلينا الشريعة، وحملوها، وجاهدوا في الله؛ جاهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونشروا دين الله، وصحبوا رسول الله، والقرآن ينزل عليهم، ويسمعون كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسألون عما أشكل عليهم؛ فلهم مزية ولهم فضل على الأمة؛ ولهذا فإن كل من ألف في كتب العقائد يذكر الصحابة، ويجعل لهم فصلا يبين فضلهم ومزيتهم وبيان مراتبهم، وأن أفضلهم الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، أو أهل بيعة الرضوان؛ فلهم فضل.
وكما روي عن مالك بن أنس أنه قال: كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر، كما يعلمون السورة من القرآن، رواه اللالكائي في شرح اعتقاد السنة، ولا يخلوا كتاب من كتب العقائد إلا وفيه ذكر الصحابة.
نقل عن الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الله أنه قال: سمعت أبي يقول السنة في التفضيل الذي نذهب إليه إلى ما روي عن ابن عمر؛ نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. هذا هو الصواب؛ أن أفضل الصحابة الخلفاء الراشدين الأربعة، وأن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة؛ أفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
وروي عن أبي حنيفة -رضي الله عنه- أنه في الفضيلة قدم في أحد الروايتين قدم عليا على عثمان. في الخلافة يقدم عثمان على علي؛ لكن في الفضيلة يقدم عليا على عثمان، وروي أنه رجع عنه، وأنه وافق جماهير أهل السنة؛ فيكون إجماعا من أهل السنة أن أفضل الناس بعد الأنبياء أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وأن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة، وأهل السنة يعترفون بالخلافة لهم، وأن خلافتهم حق، والسنة دلت على هذا، كما قال النبي: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة
يقول الإمام أحمد: فنقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلفاء. نستعمل الحديثين جميعا يقول: قال سفينة: فخذ سنتين -يريد أن يعد ثلاثين- أبو بكر، وعشر عمر -هذه اثنا عشر-، وثنتي عشرة عثمان -هذه تكون أربع وعشرين-، وست علي. هذا ثلاثون؛ لكن يعني هذا العد مبني على حذف الكسر، وإلا فخلافة أبي بكر سنتان وأربعة أشهر هكذا، وخلافة عمر عشر سنين ونصف، وخلافة عثمان اثنتي عشرة، وخلافة علي أربع سنين، وبعده الستة أشهر التي تنازل فيها الحسن؛ بعد تولية الحسن بن علي ستة أشهر؛ بعدها تنازل بالخلافة لمعاوية بشرط حقن دماء المسلمين؛ يبقى الستة أشهر هي المكملة للثلاثين؛ فيكون هذا يوافق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلافة في أمتي ثلاثون سنة نعم. وحديث سفينة هذا رواه أبو داود وعبد الله بن أحمد في السنة نعم.

م الإدريسي 05-04-2009 11:22 PM

بدعة أم مصلحة؟.
 
فمن هنا أحدث السلف والخلف أشياء لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت على وفاق القرءآن والحديث فعُدَّت سنة حسنة وتسمى بدعة حسنة وتسمى بدعة مستحبة ، العلماء يطلقون عليها العبارات الثلاث بدعة حسنة وبدعة مستحبة وسنة حسنة .
نشكر الإخوان السلفين -إن شاء الله-على هذه الفوائد القيمة , ونود التنبيه على أمرين مهمين في هذا الموضوع , وهما :
الأول: التنبه لمواقع الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة.
الموضع الثاني :التنبه للتفريق بين السنة الفعلية والبدعة الفعلية , وما يمكن تسميته بالسنة التركية والبدعة التركية ,
فإن التنبه لهذه المفاصل الدقيقة مما يساعد في استيعاب الموضوع على المستويين التنظيري والتطبيقي.
وسأنقل لكم أسطرا قليلة لا تفي بمتطلبات الموضوع , ولكنها تفتح الباب .
وسيقوم الإخوان -إن شاء الله -بتكميلها , فإن الموضوع -بحمد الله من المواضع المخدومة , والتي خضعت للتحقيق عند جهابذة كبار ويرحم الله الشاطبي وغفر لسلطان العلماء وتلميذه , وأنالهما أجر اجتهادهما .
قال الشيخ مشهور حسن :
" ينبغي أن يفرق بين تركه -صلى الله عليه وسلم- لشيء قام المقتضى عليه , وتركه لشيء لم يقم المقتضى عليه :
فإن كان هناك مقتض لعمل ...فتركه يصبح حجة ويجب التقيد بها ويتعبد الله به ومن فعل خلافه فهذه بدعة .
وأما إن لم يقم المقتضى على فعله في زمنه , فحينئذ تعرض كل مسألة على الشريعة فمنها الذي يقبل ومنها الذي يرد .
وهذا هو الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة .
ومن الأمثلة على تركه مع وجود المقتضى : تركه للأذان في صلاة العيد وجهره في بعض الصلوات دون بعض , فالأذان للعيد بدعة , والصلاة سرا في صلاة جهر بدعة .
ومن الأمثلة على تركه مع عدم وجود المقتضى : الأذان بمكبر الصوت مصلحة مرسلة ؛ لأنه لم يكن موجودا في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن المقتضى قائما لاستعماله , فالنبي أمر من رأى الأذان أن يلقيه على من أندى منه صوتا وأرفع صوتا ؛ لذا الفقهاء يقولون : يحسن بالمؤذن أن يكون صيِّتا أي ذو صوت مرتفع ".
فلا بد من التفريق بين هذين الأمرين .
وكذلك الأفعال التي فعلها الصحابة باجتهادهم في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-وعلم بها ولم ينكرها , هذه أيضا لا ينطبق عليها وصف البدعة مثل : صلاة خبيب وركعتي بلال ,بل هي من السنة التقريرية ومعلوم أن السنة إما فعلية أو قولية أو تقريرية , والأقسام الثلاثة كلها خارجة عن إطار البدعة.
ولم أكتب هذا من أجل أعضاء الموقع , فإن مستواهم أعلى من استشكال مثل هذه الموضوعات , ولكن فكرت في أن الزوار قد يكون من بينهم من يستفيد مما هنا ويتأثر به , فبناء على ذلك أردت المشاركة في الموضوع لعلي أوضح بعض جوانبه.
وشكرا .
أبو الحسن الإدريسي.


منهج السلف 05-14-2009 12:33 AM

الفاضل اليعقوبي.. تحياتي لك.
واعذرني لتأخر الرد لظروف صحية
ولعلي أعلق على استفسارك لاحقا إن شاء الله
ولكنني رأيت أن أعجل بالتعليق على بعض ما ورد من تعليقات تخص
(الإحداث في الدين والبدع الحسنة )!!!
واعذرني لتأخيرك؛ فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وليس كل نبيه ذكي يكون زكيا
وابن سينا كان ذكيا ولم يكن زكيا
وكثير من أهل الأهواء أذكياء ولكنهم أغبياء
ولو كان قبول الحق يدور فقط على الذكاء لارتاح الدعاة والرسل والأنبياء
فالناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة
وقد ذهب الناس وبقي النسناس
والله المســـــــــــــــــــــــــتعان

اليعقوبي 05-14-2009 07:53 PM

هوامش على الهامش
 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فأشكر الأخوين الفاضلين: الإدريسي والسوقي على ما قدماه من معلومات مثرية للموضوع، وأعتذر عن الرد في حينها لانشغالي... وبعد عودتي أردت أن أبدأ بهذا الموضوع خصوصا بعد ما رأيت أخانا منهج السلف حوله من فقه في الدين إلى دراسة حول تغبية وتضليل وتقريع الآخرين ... فها أنا أحاول أن أعود بالمسألة إلى أصلها فأقول وبالله التوفيق:
المسألة الأولى: كلمة عمر رضي الله عنه مشكلة في ظاهرها لكن أدعي أنه لا يترتب عليها كبير شيئ إذ لا تفيد في التحليل ولا في التحريم، غاية ما فيها أنها متعارضة (في ظاهرها) مع عموم (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) مما لا نشك أن عمره رضي الله عنه سمعه ووعاه وطبقه وكل حياته رضي الله كذلك، فأدى نظر العلماء فيه إلى أحد مسلكين لا يخفيان على طلاب العلم:
أحدهما: فهم الحديث انطلاقا من ظاهر كلمة عمر التي قالها أمام كبار الصحابة ولم ينكروها.
الثاني: تأويل عبارة عمر لتفهم على ما يوافق ظاهر الحديث .
وكلا الأمرين لا يترتب عليه تحليل حرام ولا تحريم حلال ولا تشييد بدعة ولا هدم سنة. لكن الخلاف لما كان بين (فرق) اقتضى رفع الصوت وخشونة العبارة مما أفرز أمورا هي أعظم من المسألة.
المسألة الثانية: اختلاف العلماء في البدعة الحسنة معروف مشهور لدى طلبة العلم. وأود أن أضيف إلى النتف التي (مثل) بها الأخ الإدريسي ملخص فهمي ودراستي للقضية كالتالي:
أولا: الخلاف في المسألة جديد فما كان السلف (وأصحاب الحديث) يعرفون شيئا اسمه بدعة حسنة، وإنما المستفيض من أقوالهم وتآليفهم ذم البدعة جملة وتفصيلا.
ثانيا: ما يروى عن عمر وابنه يجب أن يفهم في سياق عموم نصوص الشريعة، وفهم الصحابة والسلف الذين لم يقولوا يوما (بدعة حسنة) نعم فهم ذلك من كلامهم، لكنهم صرحوا وأفصحوا وكرروا ذم البدعة عموما وجملة وتفصيلا.
ثالثا: لا يصح إيراد أشياء أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عموم الوحيين ما يدل عليها، فتلك سنة بدلالة العموم الذي لو عطل لما أفتى فقيه في نازلة.
رابعا: لا تقل لي (الخلاف لفظي) أو (لا مشاحة في الاصطلاح) فلفظ البدعة مصطلح شرعي لا يصح تحجيمه أو توسيعه إلا بدلالة شرعية أقوى من النص الذي أمامنا، وهذا ما لم يكون فإن محسني البدع (مع جلالة بعضهم) ظاهر على أدلتهم الفتور والضعف والحاجة إلى مقويات لتقف أمام ما ذكرت من (كل بدعة ضلالة). وفهم الصحابة والسلف لها.
خامسا: رغم أن هذه المسألة فرع عن مقولة عمر رضي الله إلا أنها ولا شك أسيئ استخدامها من قبل من يمارس بعض البدع كالمولد، وبعض الأوراد والصلوات التي لم تثبت بها سنة ولا عمل بها أحد ممن سلف.
سادسا:بقي أن أشير إلى نقطة تتعلق بمقالة الأخ الإدريسي الأولى وهو نقله عن ابن عبد البر وفيه (وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة) فهذا لا يدل على أن عبد البر ممن يحسنون البدعة لأنه قال: لأن أصل ما فعله عمر سنة.
فغايته أنه يرى أن فعل عمر في صورته بعدة وفي أصله سنة، وهذا لا يتماشى مع ما يقوله محسنوا البدعة.
وأخيرا: لا أبدع من يقول من بتحسين بعض البدع انطلاقا من الفهم الذي ذكرته، لكن أود التنويه بأن المسألة خطيرة حيث يتم استغلالها لترويج بعض البدع، ولعل ذلك ما دعاكم لتوضيحها مشكوين مأجورين.
انتهى كلامي وأنا اليعقوبي ولست السنة، كما أني بحمد الله لست مبتدعا، فمن خالفني فليس بسني ولا بدعي لذلك، فلك المحامد والمدائح إلهي العلي العظيم، عليك توكلت وإليك أنيب.

م الإدريسي 05-14-2009 08:53 PM

أحسنتم بارك الله فيكم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 1034)

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فأشكر الأخوين الفاضلين: الإدريسي والسوقي على ما قدماه من معلومات مثرية للموضوع، وأعتذر عن الرد في حينها لانشغالي... وبعد عودتي أردت أن أبدأ بهذا الموضوع خصوصا بعد ما رأيت أخانا منهج السلف حوله من فقه في الدين إلى دراسة حول تغبية وتضليل وتقريع الآخرين ... فها أنا أحاول أن أعود بالمسألة إلى أصلها فأقول وبالله التوفيق:
المسألة الأولى: كلمة عمر رضي الله عنه مشكلة في ظاهرها لكن أدعي أنه لا يترتب عليها كبير شيئ إذ لا تفيد في التحليل ولا في التحريم، غاية ما فيها أنها متعارضة (في ظاهرها) مع عموم (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) مما لا نشك أن عمره رضي الله عنه سمعه ووعاه وطبقه وكل حياته رضي الله كذلك، فأدى نظر العلماء فيه إلى أحد مسلكين لا يخفيان على طلاب العلم:
أحدهما: فهم الحديث انطلاقا من ظاهر كلمة عمر التي قالها أمام كبار الصحابة ولم ينكروها.
الثاني: تأويل عبارة عمر لتفهم على ما يوافق ظاهر الحديث .
وكلا الأمرين لا يترتب عليه تحليل حرام ولا تحريم حلال ولا تشييد بدعة ولا هدم سنة. لكن الخلاف لما كان بين (فرق) اقتضى رفع الصوت وخشونة العبارة مما أفرز أمورا هي أعظم من المسألة.
المسألة الثانية: اختلاف العلماء في البدعة الحسنة معروف مشهور لدى طلبة العلم. وأود أن أضيف إلى النتف التي (مثل) بها الأخ الإدريسي ملخص فهمي ودراستي للقضية كالتالي:
أولا: الخلاف في المسألة جديد فما كان السلف (وأصحاب الحديث) يعرفون شيئا اسمه بدعة حسنة، وإنما المستفيض من أقوالهم وتآليفهم ذم البدعة جملة وتفصيلا.
ثانيا: ما يروى عن عمر وابنه يجب أن يفهم في سياق عموم نصوص الشريعة، وفهم الصحابة والسلف الذين لم يقولوا يوما (بدعة حسنة) نعم فهم ذلك من كلامهم، لكنهم صرحوا وأفصحوا وكرروا ذم البدعة عموما وجملة وتفصيلا.
ثالثا: لا يصح إيراد أشياء أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عموم الوحيين ما يدل عليها، فتلك سنة بدلالة العموم الذي لو عطل لما أفتى فقيه في نازلة.
رابعا: لا تقل لي (الخلاف لفظي) أو (لا مشاحة في الاصطلاح) فلفظ البدعة مصطلح شرعي لا يصح تحجيمه أو توسيعه إلا بدلالة شرعية أقوى من النص الذي أمامنا، وهذا ما لم يكون فإن محسني البدع (مع جلالة بعضهم) ظاهر على أدلتهم الفتور والضعف والحاجة إلى مقويات لتقف أمام ما ذكرت من (كل بدعة ضلالة). وفهم الصحابة والسلف لها.
خامسا: رغم أن هذه المسألة فرع عن مقولة عمر رضي الله إلا أنها ولا شك أسيئ استخدامها من قبل من يمارس بعض البدع كالمولد، وبعض الأوراد والصلوات التي لم تثبت بها سنة ولا عمل بها أحد ممن سلف.
سادسا:بقي أن أشير إلى نقطة تتعلق بمقالة الأخ الإدريسي الأولى وهو نقله عن ابن عبد البر وفيه (وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة) فهذا لا يدل على أن عبد البر ممن يحسنون البدعة لأنه قال: لأن أصل ما فعله عمر سنة.
فغايته أنه يرى أن فعل عمر في صورته بعدة وفي أصله سنة، وهذا لا يتماشى مع ما يقوله محسنوا البدعة.
وأخيرا: لا أبدع من يقول من بتحسين بعض البدع انطلاقا من الفهم الذي ذكرته، لكن أود التنويه بأن المسألة خطيرة حيث يتم استغلالها لترويج بعض البدع، ولعل ذلك ما دعاكم لتوضيحها مشكوين مأجورين.
انتهى كلامي وأنا اليعقوبي ولست السنة، كما أني بحمد الله لست مبتدعا، فمن خالفني فليس بسني ولا بدعي لذلك، فلك المحامد والمدائح إلهي العلي العظيم، عليك توكلت وإليك أنيب.

************************************************** *************
نشكر للفاضل اليعقوبي هذا التواضع الجم , وهذه الروح العلمية الواضحة , وهذا التجرد العزيز.
أخي الفاضل - بفضل من الله-حاشا أن أقطع ظهرك وأنت أنت وأنا وأنا , ولكن من باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-ارم سعد فداك أبي وأمي ,وتعيينه لكثير من أصحابه بالمدح حينما يحسن في مجال معين , أحببت أن أقول لك : أسأل الله أن يثبتك على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة , والله إني لقد أحببتك في الله ؛ لأنني تأكدت من حرصك على الحق , وطلبك له من خلال هذه الأسطر القليلة بإذن الله , فلا شك أننا لانحتاج إلى شيء في دعوتنا الدينية , ولا في غيرها , أكثر من حاجتنا إلى مثل هذه الشخصية التي ظهرت لك من خلال هذا الاختبار الخفيف السريع الذي أخضعك له الأخ ( منهج ), ونسأل الله أن يوفقنا للتجرد لمرضاته ولو -فقط-حينما نتكلم عن دينه, أحبكم الله جميعا يا أيها المشائخ .
وننتظر منكم مزيدا من هذه الدرر , وبدون زعل .

اليعقوبي 05-15-2009 11:52 PM

القرد في عين أمه غزال
 
أخي الإدريسي أما الحب في الله ... فأحبك الله الذي أحببتني فيه ...
وأما الظهر فقد قطّعته إلا أنك لم تأت بجديد فشهادتك لي مجروحة... وثناؤك علي من قبيل (القرد في عين أمه غزال)...
ولأنه من شروط المعدل والحارج ... ما لا يتوفر في تجاهك فلا أخلط بين أوراق تزكيتي لك..وإعجابي واعتزازي بك ..أعوذ بالله من الغرور..ما شاء الله...
فليفهم من شاء ما شاء ..وليرض من يشاء وليشنأ من يشاء...
وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وأما الاتفاق في (فهم وتطبيق الخلاف بين العلماء في المسائل العلمية) فنسب أعتز بانتمائنا (معا) إليهما بل أحمد الله إليك في ذلك.. فله الحمد والمنة.

منهج السلف 05-17-2009 12:29 AM

خدعوك فقالوا: بدعة حسنة
 
خدعوك فقالوا: بدعة حسنة!!!


- عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: تَلا رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الَّذِي انْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أم الْكِتَابِ وَاُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَاُمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ. وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ امَنَّا بهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا، ومَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ اُولُوا الالْبَابِ).
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَايْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَاُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّه، فَاحْذَرُوهُمْ.
رواه البُخَارِي (4273) ومسلم (2665) وغيرهما.

***

إخواني الكرام
الأصل في طالب الحق أن يقدم النصوص المحكمات، وأن يرد إليها المتشابهات.
هذا في النصوص (المتشابه يرد إلى المحكم).
فكيف إذا كان المتشابه أو المخالف مجرد قول من أقوال الرجال؟!

العلم ما كان (قال الله – حدثنا) * وما عدا ذاك وسواس الشياطين

أما أهل الأهواء فيتعلقون بالمتشابهات من الأقوال ويقضون بها على المحكمات من النصوص!!!
ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير!!!
بل يشترون الضلالة بالهدي، ويصفون المتمسكين بالوحي بأنهم (متشددون متنطعون مشوشون ظاهريون سطحيون وهابيون).
ويهشون للخرافيين أهل البدع بل والشرك!
ويؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا.
عن ابن عباس قال: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول لكم: (قال رسول الله) وتقولون: (قال أبو بكر وعمر)؟!!!
لا شك أننا نجلّ أبا بكر وعمر وسائر الصحابة فمن بعدهم من العلماء؛ ولكن القاعدة المحكمة أن: (كل إنسان يؤخذ من كلامه ويردّ عليه؛ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم).
وكل اجتهاد خالفوا فيه الحق فهم مأجورون عليه أجرا واحدا.
ولكن من يعدل عن الحق ويتعلق بأقوالهم واجتهاداتهم تلك فهو ضال مأزور غير مأجور، يؤسس لبدعة وضلالة.
فالأصل في العبادات التوقيف، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وتسويغ المحدثات والبدع هدم لثلث الإسلام يؤول لهدم الإسلام واضمحلاله وامتزاجه في الأديان الباطلة مع المغضوب عليهم والضالين.
والله الذي لا إله غيره إني لألمح خلف الأكمة – كل البدع والخزعبلات – التي تتربص للدخول من هذه الثغرة التي يحاول البعض فتحها؛ ليصبح حمى الإسلام كلأ مباحا بل قل: مثل بيت الزانية يؤتى من كل اتجاه.
لذا على الناصح لنفسه أن يفتش عما وراء الأكمة؟
وهل القول بالإحداث والبدع الحسنة قول بريء ومجرد خلاف كأي خلاف؟ أو مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح؟ أم غير ذلك؟؟؟
وعلى من يتكلم بهذا الكلام أن يجيب بلا مواربة: ما رأيه في بدع الصوفية وشطحهم بل كفرياتهم وضلالاتهم؟
نريد جوابا صريحا بلا تعريض ولا تقية.

جاء في جامع العلوم والحكم - دار المعرفة - بيروت - (1 / 9)
عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث:
حديث عمر: إنما الأعمال بالنيات.
وحديث عائشة: (((((((((((((((( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)))))))))))))))))))
وحديث النعمان بن بشير: الحلال بين والحرام بين.
وقال الحاكم: حدثونا عن عبدالله بن أحمد عن أبيه أنه ذكر قوله عليه الصلاة و السلام: الأعمال بالنيات.
وقوله: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما.
وقوله: (((((((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد))))))))).
فقال: ينبغي أن يبتدأ بهذه الأحاديث في كل تصنيف فإنها أصول الأحاديث.
وعن إسحاق بن راهويه قال أربعة أحاديث هي من أصول الدين:
حديث عمر إنما الأعمال بالنيات.
وحديث: الحلال بين والحرام بين.
وحديث: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما.
وحديث: من صنع في أمرنا شيئا ما ليس منه فهو رد.
وروى عثمان بن سعيد عن أبي عبيد قال جمع النبي صلى الله عليه و سلم جميع أمر الآخرة في كلمة واحدة:
من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.
وجمع أمر الدنيا كله في كلمة واحدة إنما الأعمال بالنيات يدخلان في كل باب.

***


العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات وكبوات السادات


لا شك أن هناك بعض العلماء ممن نُجلّهم تكلموا عن اجتهاد في تقسيم البدع إلى حسنة وقبيحة لنصوص أو أقوال عرضت لهم.. بل قال بعضهم: (البدع تعتريها الأحكام الخمسة)!
فماذا يفعل المنصف بهذه الأقوال؟
لا شك أن المنصف يقدم النصوص الواضحة عند النزاع:
(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء: من الآية59].


***


هل قال ابن عمر: صلاة الضحى المجردة بدعة حسنة؟!


قال مجاهد: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر مستند إلى حجرة عائشة، وإذا أناس فى المسجد يصلون الضحى، فقلنا: ما هذه الصلاة؟ فقال: بدعة.
- رواه البخاري في صحيحه مع فتح الباري (9/599) كتاب العمرة (1775- 1776)، ومسلم في صحيحه (2/917) كتاب الحج، (1255).
* قال الطرطوشى: محمله عندنا على أحد وجهين:
إما أنهم يصلونها جماعة، وإما أفذاذاً على هيئة النوافل فى أعقاب الفرائض.
........................................
* وقال النووي: « وأما ما صح عن ابن عمر أنه قال في الضحى: هي بدعة، محمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها، كما كانوا يفعلونه بدعة، لا أن أصلها في البيوت ونحوها مذموم » شرح صحيح الإمام مسلم حديث (7/7).
........................................
* وقال الحافظ في فتح الباري: « قال عياض وغيره: إنما أنكر ابن عمر ملازمتها وإظهارها في المسجد، وصلاتها جماعة، لا أنها مخالفة للسنة، ويؤيده ما رواه ابن أبى شيبة عن ابن مسعود أنه رأي قوماً يصلونها فأنكر عليهم، وقال: إن كان ولابد ففي بيوتكم » اهـ.
.......................................
* قال بعضهم: « جاء في (فتح الباري) لابن حجر عن الحكم بن الأعرج عن الأعرج قال: سألت ابن عمر عن صلاة الضحى، فقال: « بدعة ونعمت البدعة ».
كما روى عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح كما ذكره أيضاً صاحب فتح الباري... عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: « لقد قُتل عثمان وما أحد يسبحها، وما أحدث الناس شيئاً أحب إليَّ منها ».
فقد استحسن ابن عمر صلاة الضحى جماعة في المسجد وسماها بدعة ومحدثة».
* الرد:
1- أطلب من القارئ الكريم أن يقرأ النص مرة أخرى فقد سئل ابن عمر عن صلاة الضحى (لم يُسأل عن صلاة الضحى جماعة وفي المسجد)، فقال: « بدعة ونعمت البدعة ».
2- أما قوله: « نعمت البدعة » و« وما أحدث الناس شيئاً أحب إليَّ منها » فليس دليلاً على جواز الابتداع في الدين؛ فقد تقدم كلام ابن رجب الحنبلي: « وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية » جامع العلوم والحكم (366).
فيكون قوله- رضي الله عنه - كقول أبيه في صلاة التراويح: «نعمت البدعة » من حيث المداومة عليها كما سبق الرد عليه.
ويدل لذلك قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى سُبْحة الضحى قط، وإني لأُسبّحها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَع العمل وهو يحب أن يَعْمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم » رواه الإمام مسلم (718)..
........................................
* وقال الإمام البيهقي: « عندي أن المراد بقولها: « ما رأيته سبحها » أي داوم عليها، وقولها: « وإني لأسبحها » أي أداوم عليها » فتح الباري شرح حديث (1177).
........................................
* وقال الإمام النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواظب عليها خشية أن تفرض، وهذا في حقه صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت استحباب المحافظة في حقنا بحديث أبى الدرداء وأبى ذر. شرح صحيح الإمام مسلم حديث (717 - 721).
......................................
وليعلم أن قول ابن عمر - رضي الله عنه - عن صلاة الضحى: «نعمت البدعة»، ليس دليلاً على الابتداع في الدين، فسنة الضحى ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله ومن قوله. انظر: البخاري (1176، 1178)، ومسلم (718 - 721).
بل ثبت في السنة ما يدل على جواز صلاة الضحى في المسجد ـ فرادى وليس في جماعة ـ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة فغنموا وأسرعوا الرجعة، فتحدث الناس بقُرْب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رَجْعتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أدلكم على أقرب منه مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد لِسُبحة الضحى، فهو أقرب مغزى وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة ». رواه الإمام أحمد (6638) وإسناده صحيح.
* قال الحافظ ابن حجر: « وفي الجملة ليس في أحاديث ابن عمر ما يدفع مشروعية صلاة الضحى ؛ لأن نفيَه محمول على عدم رؤيته لا على عدم الوقوع في نفس الأمر، أو الذي نفاه صفة مخصوصة». فتح الباري، شرح حديث (1175)، وانظر المسألة بالتفصيل في زاد المعاد (1/341-360).
..........................................
وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم - دار إحياء التراث العربي - (717)
الضحى سنة مؤكدة وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وبينهما أربع أو ست كلاهما أكمل من ركعتين ودون ثمان
وأما الجمع بين حديثي عائشة في نفي صلاته صلى الله عليه و سلم الضحى وإثباتها فهو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصليها بعض الأوقات لفضلها ويتركها في بعضها خشية أن تفرض كما ذكرته عائشة.
ويتأول قولها ما كان يصليها إلا أن يجيء من مغيبه على أن معناه ما رأيته كما قالت في الرواية الثانية: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي سبحة الضحى.
وسببه أن النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يكون عند عائشة في وقت الضحى إلا في نادر من الأوقات فإنه قد يكون في ذلك مسافرا وقد يكون حاضرا ولكنه في المسجد أو في موضع آخر وإذا كان عند نسائه فإنما كان لها يوم من تسعة فيصح قولها: ما رأيته يصليها. وتكون قد علمت بخبره أو خبر غيره أنه صلاها.
أو يقال: قولها ما كان يصليها أي ما يداوم عليها فيكون نفيا للمداومة لا لأصلها والله أعلم
وأما ما صح عن ابن عمر أنه قال في الضحى هي بدعة فمحمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها كما كانوا يفعلونه بدعة لا أن أصلها في البيوت ونحوها مذموم.
أو يقال: قوله بدعة أي المواظبة عليها؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يواظب عليها خشية أن تفرض. وهذا في حقه صلى الله عليه و سلم. وقد ثبت استحباب المحافظة في حقنا بحديث أبي الدرداء وأبي ذر.
أو يقال: أن ابن عمر لم يبلغه فعل النبي صلى الله عليه و سلم الضحى وأمره بها.
وكيف كان فجمهور العلماء على استحباب الضحى وإنما نقل التوقف فيها عن ابن مسعود وابن عمر والله أعلم.
.............................................
وجاء في المجموع شرح المهذب للنووي - دار الفكر - (4 / 43)
فرع: قد ذكر المصنف أن صلاة الضحى من السنن الراتبة، وأنكر عليه صاحب البيان فقال: لم يذكر أكثر أصحابنا الضحى من الرواتب بل هي سنة مستقلة.
قلت: والأمر في هذا قريب. وتسمية المصنف لها راتبة صحيحة ومراده أنها راتبة في وقت مضبوط لا أنها راتبة مع فرض كسنة الظهر وغيرها، وهذا الذي ذكرناه من كون الضحى سنة هو مذهبنا ومذهب جمهور السلف، وبه قال الفقهاء المتأخرون كافة.
وثبت عن ابن عمر أنه يراها بدعة، وعن ابن مسعود نحوه، دليلنا الأحاديث المذكورة.
ويتأول قوله: بدعة على أنه لم يبلغه الأحاديث المذكورة، أو أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها، أو أن الجهارة في المساجد ونحوها بدعة، وإنما سنة النافلة في البيت، وقد بسطت جوابه في شرح صحيح مسلم رحمه الله تعالى.اهـ.


الخلاصة


إذا ثبت الأمر عن الله ورسوله فما خالف ذلك يضرب به عرض الحائط كائنا من كان قائله.
فدع عنك أيها الناصح لنفسه – تلك الترهات التي تفتح الباب على مصراعيه للبدع والخزعبلات
واقصد (البحر) وخلّ (القنوات)
فالبحر: هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته
والقنوات: مظنة العكر والملوثات
ومن ورد (البحر) استقلّ السواقيا

م الإدريسي 05-17-2009 05:06 PM

مادخل الرفق ...وما نزع.....
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نشكر الأخ ( منهج ) على هذه المعلومات القيمة ونضيف للقراء :
قال الله -تعالى - في محكم كتابه : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).
وقال الإمام البخاري في صحيحه :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ.
صحيح البخاري ت - (15 / 215)
وقال الشيخ سليمان الماجد :
" لم يتنازع المسلمون قديماً ولا حديثاً في كون البدعة في الدين محرمة مذمومة ، وإنما وقع النزاع في الأعمال المعينة : هل تُعتبر بدعة ، أو أنها صحيحة مشروعة ، ومنشأُ هذا النزاع عدمُ اعتبار القواعد والضوابط .
وإذا ضاعت الأصول وقع الاضطراب في الحكم على القضايا المعينة ؛ فترى الناس يفرقون بين المتماثلات ، ويجمعون بين المتناقضات ، وتصير القاعدة التي لا تنخرم ـ عند بعضهم ـ هي تحكيم العادات والمألوفات ، وإذا بلغ الحال إلى ذلك فإن كثيراً من تنازع الناس إنما هو بين مألوف ومألوف ؛ لا بين اجتهادين معتبرين .
وحينئذ يضيع التحقيق العلمي بين أقدام وجلبة المتعصبين ممن يُحكِّم مألوفه وبيئته .
فإن قال أحد سواه ببدعية أمر أو مشروعيته : رأى أنه لم يقل بذلك إلا تأثراً ببيئته ومحيطه ، أو مجاملة لبيئة أو محيط آخرين ؛ فيكون هذا أشبه بتنازع السوقة والدهماء ؛ لا أهل الفقه والعلماء .
وبسبب اضطراب الناس فيما تدخله البدعة وما لا تدخله ، أو ما هو محل جريانها ؟ أخطأ بسبب ذلك فريقان :
الأول : من أجرى البدعة في العاديات ، ومن مفاسد هذا نوعٌ من البدعة خفي ، وهو : اعتبار ما ليس عبادةً من العبادة ؛ كحال من اعتبر التعبد والتوقيف في الوسائل .
والثاني : من أجاز الحدث في محل التعبدات ؛ فوقع في البدعة المذمومة .
ولهذا كان اعتبار القواعد والتعليل لها بعد التجرد للحق هو السبيل الصحيح لتحقيق الكلام في هذه المسائل .
نسأل الله أن يرزقنا فهم العلماء , وإخلاص الأتقياء , وحكمة الحكماء .

اليعقوبي 05-17-2009 07:32 PM

هامش على الهامش
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)...
إخواني طلبة العلم.. اتقوا الله ..فإن ما تكتبونه من أعمالكم وستسألون عنها يوم القيامة.. والدعوة إلى السنة لا تحتاج إلى إساءة اللفظ والقول والكلام والأسلوب..وغمط الناس.. وإن كانوا في نظرك (....) ضع بين قوسين ما يدور بخلدك...

لا حظت حوارا غير منضبط...............
دعونا نطرح مسألة ونناقشها بكل: هدوء ووضوح ... بعيدا عن شعارات النيل والهجوم..فما هكذا يوصل إلى قلوب الناس....

أمر آخر: أهمس به في أذنك (يا طالب العلم) هل تعلم أنك تترجم لجهلك وضيق أفقك العلمي بأمور منها:
1) محاولة الحسم في مسائل الخلاف: وجدت أدعياء طلب العلم لو سألتهم مثلا عن مسألة (القنوت في صلاة الفجر) لأعطاك صكا موثقا من بانكي مون أنها بدعة. لكن والله لو قرأها في مؤلفات البيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وهو فاهم ذو أقل آلات الفهم لأحجم كما أحجم غيره أو لأنصف خصمه على الأقل....
2) عدم تفهم الخلاف: حتى في مسألة لم تتوسع فيها يا طالب العلم ، قسها على نظائرها... واعلم أن العلم والفهم والدراية ليست وقفا على معاليك وفقك الله.
3) عدم تحرير محل النزاع: فإني رأيت أننا نفتح موضوعا ثم يشرق فيه البعض ويغرب الآخرون ... ورحم الله (عمنا) ابن رشد المالكي فمن أدمن النظر في بدايته عرف قدر نفسه...
4) التسلط على الآخرين وسبهم وشتمهم بدعوى الدعوة، وهذا من صنيع الأخسرين أعمالا الذين يسيئون ويدعون أنهم محسنون، ويقولون: إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

م الإدريسي 05-17-2009 08:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 1091)
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)...
إخواني طلبة العلم.. اتقوا الله ..فإن ما تكتبونه من أعمالكم وستسألون عنها يوم القيامة.. والدعوة إلى السنة لا تحتاج إلى إساءة اللفظ والقول والكلام والأسلوب..وغمط الناس.. وإن كانوا في نظرك (....) ضع بين قوسين ما يدور بخلدك...

لا حظت حوارا غير منضبط...............
دعونا نطرح مسألة ونناقشها بكل: هدوء ووضوح ... بعيدا عن شعارات النيل والهجوم..فما هكذا يوصل إلى قلوب الناس....

أمر آخر: أهمس به في أذنك (يا طالب العلم) هل تعلم أنك تترجم لجهلك وضيق أفقك العلمي بأمور منها:
1) محاولة الحسم في مسائل الخلاف: وجدت أدعياء طلب العلم لو سألتهم مثلا عن مسألة (القنوت في صلاة الفجر) لأعطاك صكا موثقا من بانكي مون أنها بدعة. لكن والله لو قرأها في مؤلفات البيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وهو فاهم ذو أقل آلات الفهم لأحجم كما أحجم غيره أو لأنصف خصمه على الأقل....
2) عدم تفهم الخلاف: حتى في مسألة لم تتوسع فيها يا طالب العلم ، قسها على نظائرها... واعلم أن العلم والفهم والدراية ليست وقفا على معاليك وفقك الله.
3) عدم تحرير محل النزاع: فإني رأيت أننا نفتح موضوعا ثم يشرق فيه البعض ويغرب الآخرون ... ورحم الله (عمنا) ابن رشد المالكي فمن أدمن النظر في بدايته عرف قدر نفسه...
4) التسلط على الآخرين وسبهم وشتمهم بدعوى الدعوة، وهذا من صنيع الأخسرين أعمالا الذين يسيئون ويدعون أنهم محسنون، ويقولون: إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

************************************************** *************
جزاك الله خيرا يا يعقوبي .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.</i>

أبوعبدالله 05-17-2009 11:11 PM

جزى الله شيخنا اليعقوبي خيرا فقد أجاد وأفاد وأبان لنا مدى تمكنه وفهمه الصحيح للنصوص
فمشكلة البعض منا لم تكن يوما حفظ المتون بقدر ما هي فهمها والاستدلال بها وهذا هو الفقه
ففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : http://alminbar.al-islam.com/shared/images/MEDIA-H1.GIF نضّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه http://alminbar.al-islam.com/shared/images/MEDIA-H2.GIF

التنبكتي السوقي 05-26-2009 01:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منهج السلف (المشاركة 1078)
خدعوك فقالوا: بدعة حسنة!!!






والله الذي لا إله غيره إني لألمح خلف الأكمة – كل البدع والخزعبلات – التي تتربص للدخول من هذه الثغرة التي يحاول البعض فتحها؛ ليصبح حمى الإسلام كلأ مباحا بل قل: مثل بيت الزانية يؤتى من كل اتجاه.

أخي الكريم منهج أستحلفك بالذي حلفت به أن تجيب على سؤالي هل هذا الذي سطرته أنت أعلاه من منهج السلف في الدعوة وأن ما لمحته خلف الأكمةأو لمحت إليه أنت بصرف النظر عن قوة بصرك وبصيرتك في هذا المنتدى أهو أشر من ما يوجد في مكتبتك ؟ بعد الإجابة ستكتشف من كانت لديه البصيرة ومن كان لماحا بالاعتراض على تسمية منهج السلف حتى لا يتحول الاسم إلى منهج الصلف

الشريف الأدرعي 05-26-2009 10:06 PM

رفقا بالمؤمنين
 
لنأطيل كثيرا ، فقد كفاني الإخوان مؤونة التجاوب مع أخي الحبيب في الله ، وأحسنوا جميعا وأحسنت ، فبارك الله فيك وفيهم وزادكم العلم النافع -
وآخرهم الأخ السوقي التنبكتي الذي تعرض للجواب، وقبله صال الإخوان وجالوا
ولعل في كل ذلك لي غنية ، فلا أظنني آتي بأكثر مما أتوا به جميعا بأسلوب حواري هادئ هادف أراه في مستوى جيد
وأزيد عليه -أي السوقي التنبكتي -مذكرا لأخي بما يلي
1- من منهج السلف ( وقولوا للناس حسنا ) (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )
2-من منهج السلف طي مثل ما أستحيي من ذكره من كلمات حصلت من الأخ لإخوانه مثل ( كمثل بيت ز...) فلا أخرج عن منهج السلف في إطالة الكلام عنها
3- من منهج السلف حسن الظن بالمسلمين (...أكمة )ولن أطيل فيها كغيرها
4-من منهج السلف الجدال بالتي هي أحسن حتى لأهل الكتاب (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )
أخيرا أسأل الله أن يرزقني وأخي اتباع منهج السلف كما يراه السلف ،
وستظل منتديات مدينة السوق مرحبة بأخيها وموسعة صدرها لخطإ اي عضو من أعضائها حبا في الله ،
وستظل مرابطة في ثغر نصيحته شفقة على أخوة الإسلام وحبا في المسلمين
وستظل صخرة أمام كل ذلك النقد الذي يذكرها بمنهج السلف في التعامل بالحسنى

منهج السلف 05-28-2009 01:01 PM

الحمد لله وحده ... وبعد
بداية لن أردّ على توترات (اليعقوبي) وتهجماته التي هشّ لها كل صوفي مغترب!
.................................................. ................................
أما قولك هداك الله: "محاولة الحسم في مسائل الخلاف: وجدت أدعياء طلب العلم لو سألتهم مثلا عن مسألة (القنوت في صلاة الفجر) لأعطاك صكا موثقا من (بانكي مون) أنها بدعة. لكن والله لو قرأها في مؤلفات البيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وهو فاهم ذو أقل آلات الفهم لأحجم كما أحجمغيره أو لأنصف خصمه على الأقل"..
لا داعي للتخليط: فكلامي في تأصيل أنه لا يوجد شيء اسمه (بدعة حسنة) وليس في مناقشة بعض الخلافيات هل هي بدع أم لا. ولعن الله (بانكي مونك الذي ذكرت - وكوفي أنان وبطرس غالي)!!!
أما من ينكر بعض ألفاظي فما ذنبي إذا شممت ما لم يشم – ربما من طول الملابسة والمعايشة أو ربما مداراة ... إلخ
وحسبكم هذه الألفاظ من القرآن:
· (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة:60)
· (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأنعام:74)
· (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5)
· (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:176)
ومن الأحاديث والآثار:
· "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهنِ أبيه ولا تكنوا".
· "امصص بظر اللات".
· "اعضض أير أبيك".
· "يا ابن مقطعة البظور".
· "وله هن مثل الخشبة"
· "أي مصفر استه"... إلخ.
.................................................. ................................
أما عبارة: " كبيت الزانية يؤتى من كل اتجاه"
فهذا أدق وصف في نظري لفعل الصوفية وأضرابهم من أهل البدع بحمى الشرع.
وهذا التعبير ليس من كيسي وإنما هو من وصف عمرو بن العاص رضي الله عنه لحصن تهدّم.
على كل حال هذه مجرد "شقشقات" تفرض نفسها مادام القلب حيا، وهي غضبة لله لا للنفس، ولا تنافي الجدال بالتي هي أحسن.
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (لأعراف:150)
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (لأعراف:154)
.................................................. ................................
عموما: أنا لا أحب الجدل العقيم والظهور بمظهر المنتصر ليصفق لي أحد من الناس.
وقد سقت من النصوص ما تخضع له الأعناق، وقد لاح الصبح لذي عينين. وعلى طالب الحق أن ينظر لمجمل الكلام بصرف النظر عن شدة - مزعومة أو مفتعلة في نظر البعض – فالحق أبلج.
والله من وراء القصد.
.................................................. ...........
والشكر للأدرعي الذي مد سماط كرمه ولم يطوه عنا.
وأترفع عن الرد على الكلام السوقي (التنبكتي)

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

م الإدريسي 05-28-2009 06:12 PM

لا داعي للتخليط
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منهج السلف (المشاركة 1220)
الحمد لله وحده ... وبعد
بداية لن أردّ على توترات (اليعقوبي) وتهجماته التي هشّ لها كل صوفي مغترب!
.................................................. ................................
أما قولك هداك الله: "محاولة الحسم في مسائل الخلاف: وجدت أدعياء طلب العلم لو سألتهم مثلا عن مسألة (القنوت في صلاة الفجر) لأعطاك صكا موثقا من (بانكي مون) أنها بدعة. لكن والله لو قرأها في مؤلفات البيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وهو فاهم ذو أقل آلات الفهم لأحجم كما أحجمغيره أو لأنصف خصمه على الأقل"..
لا داعي للتخليط: فكلامي في تأصيل أنه لا يوجد شيء اسمه (بدعة حسنة) وليس في مناقشة بعض الخلافيات هل هي بدع أم لا. ولعن الله (بانكي مونك الذي ذكرت - وكوفي أنان وبطرس غالي)!!!
أما من ينكر بعض ألفاظي فما ذنبي إذا شممت ما لم يشم – ربما من طول الملابسة والمعايشة أو ربما مداراة ... إلخ
وحسبكم هذه الألفاظ من القرآن:
· (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة:60)
· (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأنعام:74)
· (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5)
· (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:176)
ومن الأحاديث والآثار:
· "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهنِ أبيه ولا تكنوا".
· "امصص بظر اللات".
· "اعضض أير أبيك".
· "يا ابن مقطعة البظور".
· "وله هن مثل الخشبة"
· "أي مصفر استه"... إلخ.
.................................................. ................................
أما عبارة: " كبيت الزانية يؤتى من كل اتجاه"
فهذا أدق وصف في نظري لفعل الصوفية وأضرابهم من أهل البدع بحمى الشرع.
وهذا التعبير ليس من كيسي وإنما هو من وصف عمرو بن العاص رضي الله عنه لحصن تهدّم.
على كل حال هذه مجرد "شقشقات" تفرض نفسها مادام القلب حيا، وهي غضبة لله لا للنفس، ولا تنافي الجدال بالتي هي أحسن.
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (لأعراف:150)
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (لأعراف:154)
.................................................. ................................
عموما: أنا لا أحب الجدل العقيم والظهور بمظهر المنتصر ليصفق لي أحد من الناس.
وقد سقت من النصوص ما تخضع له الأعناق، وقد لاح الصبح لذي عينين. وعلى طالب الحق أن ينظر لمجمل الكلام بصرف النظر عن شدة - مزعومة أو مفتعلة في نظر البعض – فالحق أبلج.
والله من وراء القصد.
.................................................. ...........
والشكر للأدرعي الذي مد سماط كرمه ولم يطوه عنا.
وأترفع عن الرد على الكلام السوقي (التنبكتي)


وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

************************************************** *************
quote=منهج السلف;1220]الحمد لله وحده ... وبعد
بداية لن أردّ على توترات (اليعقوبي) وتهجماته التي هشّ لها كل صوفي مغترب!
.................................................. ................................
معليش يا ( منهج ) لا تلمح بأخيك ثم تصفه بوصف أثبت من خلال مشاركاتك أنه في نظرك يساوي ( كافر مهدم لحمى الدين ) لا أظن أن الأمر يستدعي كل هذا , الأمر أبسط مما تتصور , ورحمة الله تسعنا جميعا .
أما المغترب , فليس صوفيا ولا أنتيا ( نسبة إلى ( أنت ) إنما هو مسلم يستلهم فهمه للدين من القرآن والسنة بفهم الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة , مستعينا بأقوال أهل العلم , معترفا بقصوره عن إدراك مقاماتهم , فضلا عن كيل الشتائم لهم , ووصمهم بما يحلو له من ساقط القول , فاتحا صدره لكل طالب علم ؛ ليناقشه مفيدا أو مستفيدا , محتفظا لنفسه بأبسط حقوق طالب العلم , وهو إبداء إعجابه إذا سمع الصواب , وإبداء عدم الإعجاب إذا سمع الخطأ , متمنيا لك ولغيرك من أهل ( لا إله إلا الله ) كل خير , ومستغربا جدا أن تختار لنفسك هذا النمط من الأساليب مع جلالتك .
ولا تنس أن ربك يقول في محكم كتابه : ( ولا تنابزوا بالألقاب ...) أسأل الله لي ولكم كل خير قولوا : آمين .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الشريف الأدرعي 05-28-2009 06:18 PM

رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك ،
واهدنا فيمن هديت ، وتوليتنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ،
ومن كان منا على غير المحجة البيضاء أنا أو هو أو نحن جميعا ، فرده إلى الصراط المستقيم قبل الممات ،
اللهم وبارك لنا في علمنا وسنتنا واجعلها سنة على سنة نبيك
أما العودة في هذا المجال فلن تكون للأدرعي ،-ولن هنا على مذهب الزمخشري المعتزلي لا على مذهب أهل السنة -وأذكر بأن بداية كلامي الأول (لن )
ومن لم يعرف فليعرف أنه لا يعجزه- من باب التحدث بنعمة الله لا تمشدقا - أن يناقش ويناظرولكن ...
ولكن قرأت المقال الأخير وفهمته بالفاظه ومعانيه وألوانه -والحمد لله على نعمة العقل -والإشارة تكفي
وأستغفر الله وأتوب إليه ، والسلام عليكم ، -رزقكم الله جميعا اتباع السنة -
وإلى أن ألقاكم في موضوع آخر يسع الأدرعي ، فقد رءى هذا أضيق عليه من سم الخياط وتحياتي ، وأحيل إلى توقيعي من لم يقرأه وأشكر أخي وحبيبي على شيء من الاحترام لوجهة نظري تشممته خلال كلامه وله مني آلاف أضعافه من الاحترام والمحبة في الله -أسأل الله لي وله ظل العرش

التنبكتي السوقي 05-28-2009 10:28 PM

السيد منهج
أعتذر عن مجاراتك فيما أنت فيه ولتهنأ ببصيرتك وبأنفك البوليسي وبولعك بما أنت مولع بذكره
وبنيلك مرتبة الاجتهاد في الحكم على المجهولين وفي التصديق قبل التصور.

اليعقوبي 05-30-2009 02:03 AM

نهاية النهاية
 
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العلمين
لا إله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

درة السوق 07-02-2009 02:02 PM

كنت في الأروقة حتى وقفت على هذا النقاش العلمي الرصين ...
تملكني الإعجاب بطرحكم ...
بارك الله فيكم ... استفدت كثيرا ..
تقبلوا مروري

أداس السوقي 07-03-2009 12:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا أساتذتنا الكرام على هذا الموضوع المبني على موعظة الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، والذي أثاره منهج السلف جزاه الله خيرا على سيل معلوماته النافع ، لكن اليعقوبي ختم النقاش ، فوضعنا القلم. لكن أين أنت يا منهج السلف؟ أين مشاركاتك بعد هذه ؟
أخوكم أداس السوقي

ابو الهدى تقي 07-05-2009 09:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ان مسائل المنهج والعقيدة السلفية لا مداهنة فيها لشخص مهما كان نعم للحوار والنقاش في المسائل الاجتهادية والخلافية بين العلماء اما مسئلة العقيدة والمنهج السلفي فليست خاضعة لرئي فلا ن ولاعلان شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ابو الهدى تقي الدين الايدناني


الساعة الآن 09:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010