منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   خطبة الرسول في حجة الوداع (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=1721)

أبوعبدالله 10-18-2011 09:32 PM

خطبة الرسول في حجة الوداع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني أن أنقل للأخوة الأعضاء والزوار خطب لها الأثر الكبير على مستمعيها وعلى الأجيال بعدهم ومن أكثر خطب التاريخ تأثير خطبة الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .

خطبة الرسول في حجة الوداع
قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه ، فأرى الناس مناسكهم ، وأعلمهم سنن حجهم ، وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ؛ أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله ، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ، وإن أول دمائكم أضع دم [ ص: 604 ] ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان مسترضعا في بني ليث ، فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم ، أيها الناس : إن النسيء زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متوالية ، ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان . أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس ، اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم ، وأن المسلمين إخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمن أنفسكم ؛ اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اشهد [ ص: 605 ] سيرة إبن هشام


أداس السوقي 10-20-2011 10:52 AM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
بارك الله فيك أبا عبد الله وجزاك خيرا

أبوعبدالله 10-20-2011 11:36 AM

خطبة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاهـ
 
ولك جزيل الشكر شيخنا أداس وشيخ المنتديات ,
سررت بعودتك ,,
والآن خطبة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاهـ
خطْبَةُ خليفة رسول الله أبي بَكْرٍ رضي اللّه عنه
تكلّم أَبو بكر رضي اللّه عنه بعد أن بَايَعَه الناسُ بالخلافة فَحَمِدَ اللّه وأَثْنَى عليه بالذي هو أهْلُهُ ثم قال:

أما بعدُ، أَيُّها الناسُ فَإِني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ . والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه. لا يَدَعُ قومٌ الجِهادَ في سبيل اللّه إلا خَذَلَهم اللَّهُ بالذُلِّ ولا تَشِيعُ الفاحشةُ في قومٍ إِلا عَمَّهم اللَّهُ بِالبلاءِ. أَطِيعُوني ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم. قُومُوا إلى صلاتكم يَرْحَمْكُمُ اللّه.
سيرة ابن هشام : 4/240، عيون الأخبار لابن قتيبة : 2/ 234.

أبوعبدالله 10-22-2011 06:24 PM

خطب الخلفاء : الفاروق -وذوالنورين- وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم
 
خطبة الخليفة الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه ,,
وقف عمر يقول: (بلغني أن الناس خافوا شدتي وهابوا غلظتي، وقالوا: لقد اشتد عمر ورسول الله بين أظهرنا، واشتد علينا وأبو بكر والينا دونه، فكيف وقد صارت الأمور إليه؟! ألا فاعلموا أيها الناس! أن هذه الشدة قد أضعفت -أي: تضاعفت- ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، أما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين إليهم من بعضهم لبعض، ولست أدع أحداً يظلم أحداً أو يعتدي عليه، حتى أضع خده على الأرض وأضع قدمي على خده الآخر؛ حتى يذعن للحق، وإني بعد شدتي تلك لأضع خدي أنا على الأرض لأهل الكفاف وأهل العفاف. أيها الناس! إن لكم عليَّ خصالاً أذكرها لكم، فخذوني بها، لكم عليَّ أن لا أجتبي شيئاً من خراجكم وما أفاء الله عليكم إلا من وجهه، ولكم عليَّ إن وقع في يدي أن لا يخرج إلا بحقه، ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى، ولكم عليَّ ألا ألقيكم في التهلكة، ولكم عليَّ أن أسد ثغوركم إن شاء الله تعالى، ولكم عليَّ إن غبتم في البعوث -أي: المعارك- فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم، فاتقوا الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحضار النصيحة فيما ولاني الله من أموركم).
***********
*******
****
*
خطبة الخليفة عثمان إبن عفان رضي الله عنه
فقد تولى رضي الله عنه الخلافة فصعد المنبر فأراد أن يتحدث فاضطرب واهتز وارتج عليه ؛ كان حيياً تستحي منه الملائكة، وكان أمامه بقية العشرة، وأهل بيعة الرضوان، وأهل بدر وأحد ، فلم يستطع أن يتكلم، فنزل من على المنبر يرتعد، ثم قال كلمة هي من أحسن الكلمات في التاريخ: [[إنكم في حاجة إلى إمام عادل خير من خطيب فصيح ]].
*****
****
*

خطبة الخليفة أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه
( أمّا بعد ، فاِنّه لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم اِستخلف الناس أبابكر ، ثمّ اِستخلف أبوبكر عمر فعمل بطريقته ، ثمّ جعلها شورى بين ستّة فأضى الامر اِلى عثمان فعمل ماانكرتم فعرفتم ثمّ حصر وقتل ، ثمّ جئتمونى طآئعين فطلبتم الىّ ، واِنّما أنا رجل منكم لى مالكم وعلىّ ماعليكم ، وقد فتح الله الباب بينكم وبين اهل القبلة وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، ولايحمل هذا الامر اِلا أهل الصبروالبصر والعلم بواقع الامر ، واِنِّى حاملكم على منهج نبيّكم ، ومنفذ فيكم ماأمرت به اِن استقمتم لى وبالله المستعان ، ألا اِنّ موضعى من رسول الله بعد وفاته كموضعى منه أيّام حياته ، فامضو لما تؤمرون ، وقفوا عندما تنهون عنه ، ولاتعجلوا فى أمر حتّى نبيّنه لكم ، فاِن لنا عن كل امر تنكرونه عذرآ ، ألا واِنّ الله عالم من فوق سمآئه وعرشه أنّى كنت كارهآ للولاية على أمّة محمّد حتى أجتمع رأيكم على ذلك ، لاِنّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :أيما والِ ولى الامر من بعدى أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته ، فاِن كان عادلآ أنجاه الله بعدله ، واِن كان جائرآ انتقص به الصراط حتى تتزايل مفاصله ثمّ يهوى اِلى النار ، فيكون أول مايتقيها به أنفه وحر وجهه، ولكنِّى لما اجتمع رأيكم لم يسعنى ترككم ، ثمّ ألتفت رضى الله عنه يمينآ وشمالآ وقال : ألا لا يقولن رجال منكم غدآ قد غمرتم الدّنيا ،فاتخذوا العقار وفجّروا الأنهار وركبوا الخيول الفارهة واتخذوا الوصائف الرقيقة ،وصار ذلك عليهم عارآ وشنارآ اِذا مامنعتم ما كانوا يخوضون فيه ، وأصرتهم اِلى حقوقهم التى يعملون فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون حرمنا اِبن أبى طالب حقوقنا ، ألا وأيما رجل من المهاجرين والانصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى ان الفضل له على من سواه لصحبته فاِن الفضل النير غدآ عند الله ، وثوابه وأجره على الله ، وأيما رجل استجاب لله وللرسول فصدّق ملته ودخل فى ديننا واِستقبل قبلتنا فقد اِستجوب حقوق الاِسلام وحدوده ، فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسويّة ، ولا فضل فيه لاِحد على احد وللمتقين عند الله غدآ حسن الجزآء وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين اجرآ ولا ثوابآ ، وماعند الله خير للأبرار ، واِذا كان غدآ اِن شآء الله فاغمدواعلينا ، فاِن عندنا مالآ نقسّمه فيكم ولايتخلفن أحد منكم عربىّ ولا عجمىّ كان من أهل العطآء اِلا حضره اِذا كان مسلمآ حرآ ، أقول قولى هذا وأستغر الله لى ولكم )) ابن أبى الحديد : نهج البلاغة : شرح نهج البلاغة مجلد 2 جزء 7 ص 171 .


أبوعبدالله 10-24-2011 11:53 AM

خطب : معاوية - وعمر بن عبدالعزيز - وعبدالعزيز بن الوليد
 
ذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي عن معاوية, رضي الله عنه:

أنه حمد الله وأثنى عليه وأوجز, ث
م قال:

أيها الناس انا قد أصبحنا في دهر عنود, وزمن شديد, يعد فيه المحسن مسيئا, ويزداد الظالم فيه عتوّا, لا ننتفع بما علمنا, ولا نسأل عما جهلنا, ولا نتخوّف قارعة حتى تحل بنا, فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض الا مهانة نفسه, وكلا حدّه, ونضيض وفره, ومنهم الصلت لسيفه, المجلب برجله, المعلن بشرّه, وقد أشرط نفسه, وأوبق دينه, لحطام ينتهزه, أو مقت يقوده, أو منبر يقرعه, وليس المتجران تراهما لنفسك ثمنا, وبمالك عند الله عوضا, ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة, ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا, قد طامن من شخصه, وقارب من خطوه, وشمّر عن ثوبه, وزخرف نفسه بالأمانة, واتخذ ستر الله ذريعة الى المعصية, ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضآلة نفسه, وانقطاع سببه, فقصّرت به الحال عن حاله, فتحلى باسم القناعة, وتزيّا بلباس الزّهادة, وليس من ذلك مراح ولا مفدى. وبقي رجال أغضّ أبصارهم ذكر المرجع, وأراق دموعهم خوف المضجع, فهم بين شريد باد, وبين خائف منقمع, وساكت مكعوم, وداع مخلص, وموجع ثكلان, قد أخملتهم التقيّة, وشملتهم الذلّة, فهم في بحر أجاج, أفواههم ضامرة, وقلوبهم قرحة, قد وعظوا حتى ملّوا, وقهروا حتى ذلوا, وقتلوا حتى قلّوا.
فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم, واتّعظوا بمن كان قبلكم, قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم, وارفضوها ذميمة, فقد رفضت من كان أشفق بها منكم.
المرجع:" العقد الفريد" (4\88-89)

*********

وفي آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز من منبر الجامع الكبير في دمشق قال:
إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض.ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، غنياً عما خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وأني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، ولكن أستغفر الله وأتوب إليه. ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى توفي. [1]
*********
ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق ولم يكن في بني أمية ألب منه مع حداثة سنه، قال أهل دمشق:
هذا غلام شاب لا علم له بالأمور وسيسمع منا. فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، قال: ليت شعري ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت إليك مني? قال: جار لي عاص متخلف عن ثغره، فقال له: ما اتقيت الله تعالى، ولا أكرمت أميرك، ولا حفظت جوارك. إن شئت نظرنا فيما تقول: فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك. قال: أقلني. قال: اذهب حيث شئت لا صحبك الله، إني أراك شر جيل رجلاً. ثم قال: يا أهل دمشق، أما أعظمتم ما جاء به الفاسق? إن السعاية أحسب منه سجية، ولولا أنه لا ينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب، كان لي في ذلك رأي، فلا يأتيني أحد منكم بسعاية على أحد بشيء، فإن الصادق فيها فاسق، والكاذب فيها بهات.

أبوعبدالله 10-27-2011 02:42 PM

خطب : قس بن ساعدة - والحجاج بن يوسف
 
خطبة : قس بن ساعده
أيها الناس
اسمعوا وعوا
انظروا واذكروا
من عاش مات، ومن مات فات
وكل ما هو آتٍ آت
ليلٌ داج ، ونهار ساج
وسماء ذات أبراج
ألا إن أبلغ العظات:
السير في الفلوات، والنظر إلى محل الأموات
إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا
مالي أرى الناس يذهبون، فلا يرجعون؟
أَرَضوا بالمقامِ، فأقاموا ؟
أم تركوا
فناموا ؟
****
خطب الحجاج في أهل العراق

حدث عبد الملك بن عمير الليثي قال بينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ ذو حال حسنة يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه إذ أتى آت فقال هذا الحجاج قد قدم أميرا على العراق فإذا به قد دخل المسجد معتما بعمامة قد غطي بها أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم المنبر فقام الناس نحوه حتى صعد المنبر فمكث ساعة لا يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح الله بني أمية حيث تستعمل مثل هذا على العراق حتى قال عمير بن ضابئ البرجمي ألا أحصبه لكم فقالوا أمهل حتى ننظر فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه ونهض فقال :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفونى
ثم قال يأهل الكوفة أما والله إني لأحمل الشر بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لأري أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى تترقرق ثم قال :
هذا أوان الشد فاشتدي زيم قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزار على ظهر وضم
قد لفها الليل بعصلبي أروع خراج من الدوي
مهاجر ليس بأعرابي
قد شمرت عن ساقها فشدواوجدت الحرب بكم فجدوا
وليس القوس فيها وتر عردمثل ذراع البكر أو أشد
*****
خطبة أخرى له في أهل الكوفة وأهل الشأم
يأهل الكوفة إن الفتنة تلقح بالنجوى وتنتج بالشكوى وتحصد بالسيف أما والله إن أبغضتموني لا تضروني وأن أحببتموني لا تنفعوني وما أنا بالمستوحش لعدواتكم ولا المستريح إلى مودتكم زعمتم أني ساحر وقد قال الله تعالى ولا يفلح الساحر وقد أفلحت وزعمتم أني أعلم الاسم الأكبر فلم تقاتلون من يعلم ما لا تعلمون ثم التفت إلى أهل الشأم فقال :
لأزواجكم أطيب من المسك ولأبناؤكم آنس بالقلب من الولد وما أنتم إلا كما قال أخو بني ذبيان إذا حاولت في أسد فجورا فإني لست منك ولست مني هم درعي التي استلأمت فيها إلى يوم النسار وهم مجني ثم قال بل أنتم يأهل الشأم كما قال الله سبحانه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون

خطبته لما أصيب بولده محمد وأخيه محمد في يوم واحد

فلما كان غداة الجمعة مات محمد بن الحجاج فلما كان بالعشى أتاه بريد من اليمن بوفاة محمد أخيه ففرح أهل العراق وقالوا انقطع ظهر الحجاج وهيض جناحه فخرج فصعد المنبر ثم خطب الناس فقال :

أيها الناس محمدان في يوم واحد أما والله ما كنت أحب أنهما معي في الحياة الدنيا لما أرجو من ثواب الله لهما في الآخرة وايم الله ليوشكن الباقي مني ومنكم أن يفنى والجديد أن يبلي والحي مني ومنكم أن يموت وأن تدال الأرض منا كما أدلنا منها فتأكل من لحومنا وتشرب من دمائنا كما مشينا على ظهرها وأكلنا من ثمارها وشربنا من مائها ثم نكون كما قال الله تعالى ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ثم تمثل بهذين البيتين .
عزائي نبي الله من كل ميت وحسبي ثواب الله من كل هالك
إذا ما لقيت الله عني راضيا فإن سرور النفس فيما هنالك

خطبته وقد أرجف أهل العراق بموته

ومرض الحجاج ففرح أهل العراق وأرجفوا بموته فلما بلغه تحامل حتى صعد المنبر فقال :
إن طائفة من أهل العراق أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم فقالوا مات الحجاج ومات الحجاج فمه وهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت والله ما يسرني ألا أموت وأن لي الدنيا وما فيها وما رأيت الله رضي بالتخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس قال أنظرني إلي يوم يبعثون قال إنك من المنظرين ولقد دعا الله العبد الصالح فقال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فأعطاه ذلك إلا البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأني والله بكل حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ونقل في ثياب أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا وأكلت الأرض لحمه ومصت صديده وانصرف الحبيب من ولده يقسم الخبيث من ماله إن الذين يعقلون يعلمون ما أقول

أبوعبدالله 10-31-2011 09:03 PM

خطب : خالد بن الوليد - وطارق بن زياد
 
خطبة لخالد بن الوليد :
سيف » كان خالد بن الوليد من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة. سماه النبي
وحارب مسيلمة الكذاب وهدم العزى وله آثار مشهورة في قتال الروم والفرس « لله
وكانت وفاته في خلافة عمر سنة 21 ه الموافقة لسنة 643 وقد خطب الخطبة
التالية بين جيوشه يحضهم على القتال في اجنادين إحدى نواحي فلسطين في معركة
بين الروم والعرب قال:
يا معاشر الناس انصروا لله ينصركم. وقاتلوا في سبيل لله واحتسبوا أنفسكم
في سبيل لله وأصروا على قتال أعدائكم. وقاتلوا عن حريمكم وأولادكم
ودينكم. وليس لكم ملجأ تلجأون إليه ومكمن تكمنون فيه. فاقرنوا المناكب
وقدموا المضارب. ولا تحملوا حتى آمركم بالحملة. ولتكن السهام مجتمعة
إذا خرجت من القسي كأنها تخرج من كبد قوس واحد. فإنه إذا تلاحقت
********
خطبة طارق إبن زياد :
أيها الناس أين المفر. البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم ولله إلا
الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة
اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه. وأسلحته وأقواته موفورة. وأنتم لا
وزر لكم إلا سيوفكم. ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم.
وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهب ريحكم
وتعوضت القلوب من رعبها عنكم الجرأة عليكم. فادفعوا عن أنفسكم
خذلان هذه العاقبة من آمركم بمناجزة هذا الطاغية. فقد ألقت به إليكم
مدينته الحصينة وأن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت.
وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة ولا حملتكم على خطة أرخص متاع
فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا إنكم إن صبرتم على الأشق قليلا
استمتعتم بالأرفه الألذ طويلا. فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فما حظكم
فيه بأوفر من حظي. وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الخيرات
العميمة. وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانًا.
ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا وأختانا. ثقة منه بارتياحكم للطعان.
واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان ليكون حظه منكم ثواب لله على
إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة. ولتكون بغنمها خالصة لكم من
دونه ومن دون المؤمنين سواكم. ولله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون
لكم ذكرًا في الدارين. واعلموا إني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه. وأني
عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء
لله تعالى. فاحملوا معي فإن هلكت بعده فقد كفيتم أمره ولم يعوزكم
بطل عاقل تسندون أموركم إليه. وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني
في عزيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من فتح هذه الجزيرة
بقتله.


أبوعبدالله 10-31-2011 09:08 PM

خطب: خلفاء الدولة العباسية
 
خطبة الخليفة العباسي مؤسس الدولة العباسية : أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
جلس أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس على عرش الدولة العباسية بعد أن بُويع بالخلافة وفي يوم الجمعة أقام العباس خطبته فخطب على المنبر قائماً، وكان بنو أُمية يخطبون قعوداً .
صعد أبو العباس المنبر فقال : (الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة ، وشرفه وعظمه ، واختاره لنا ، وأيده بنا ، وجعلنا أهله وكهفه وحصنه ، والقوام به والذابين عنه ، والناصرين له ، وألزمنا كلمة التقوى ، وجعلنا أحق بها وأهلها ، وخصنا برحم رسول الله وقرابته ، وأنشأنا من آبائه ، وأنبتنا من شجرته ، واشتقنا من نبعته ، جعله من أنفسنا ، عزيزاً عليه ما عنتنا، حريصاً علينا بالمؤمنين روؤفاً رحيماً ، ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع ، وأنزل بذلك على أهل الاسلام كتاباً يُتلى عليهم فقال عز من قائل ، فيما أُنزل من محكم القرآن : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وقال : (وأنذر عشيرتك الأقربين) وقال: (وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربي واليتمامى) وقال: (واعلموا أنما غنمتم من شئ ، فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربي واليتامي) . فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا ، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا ، وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا ، تكرمة لنا ، وفضلاً علينا ، والله ذو الفضل العظيم ، وزعمت السبئية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا فشاهت (قُبحت) وجوههم، بما ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم ، وبصرهم بعد جهالتهم ، وأنقذهم بعد هلكتهم ، وأظهر بنا الحق ، ودحض بنا الباطل ، وأصلح بنا منهم ما كان فاسداً ، ورفع بنا الخسيسة والدنيئة ، وتم بنا النقيصة وجمع الفرقة ، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف وبر ومواساة في دينهم ودنياهم ، إخواناً على سرر متقابلين في آخرتهم ، فتح الله ذلك منة ومنحة لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فلما قبضه الله إليه ، قام بذلك الأمر من بعده أصحابه ، وأمرهم شورى بينهم ، فحووا مواريث الأمم ، فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها ، وأعطوها أهلها وخرجوا خِماصاً منها ، ثم وثب بنو حرب ومروان فابتزوها وتداولوها بينهم ، فجاروا فيها ، واستأثروا بها وظلموا أهلها ، فأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه (أغضبوه) ، فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا ، ورد علينا حقنا ، وتدارك بنا أمتنا ، وولي نصرنا ، والقيام بأمرنا ، ليمُن بنا على الذين أُستُضعِفوا في الأرض ، وختم بنا كما افتتح بنا، وإني لأجور أن لا يأتيكم الجور من حيث أتاكم الخير ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح . وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله ، يا أهل الكوفة ، أنتم محل محبتنا ، ومنزل مودتنا ، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك، ولم يثنكم عن ذلك تحامل أهل الجور عليكم ، حتى أدركتم زمامنا ، وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا ، وأكرمهم علينا ، وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم ، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح ، والثأر المبير).
وقيل أنه كان موعوكاً فاشتد به الوعك فجلس على المنبر .
فصعد عمه داوود بن علي فقام دونه على المنبر فقال: ( الحمد لله شكراً شكراً شكراً ، الذي أهلك عدونا ، وأصار إلينا ميراثنا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أيها الناس ! الآن أُقشعت حنادس (ظلمات) الدنيا ، وانكشف غطاؤها ، وأشرقت أرضها وسماؤها وطلعت الشمس من مطلعها ، وبزغ القمر من مبزغه وأخذ القوس باريها ، وعاد السهم إلى منزعه ، ورجع الحق إلى نصابه في أهل بيت نبيكم ، أهل الرأفة والرحمة بكم ، والعطف عليكم . أيها الناس ! إنا والله ما خرجنا في طلب هذا الأمر لنكثر لجيناً ، ولا عقياناً ، ولا نحفر نهراً ، ولا نبني قصراً ، وإنما أخرجنا الأنفة من ابتزازهم حقنا ، والغضب لبني عمنا، وماكرئنا (اشتد علينا) من اموركم وبهظنا من شئونكم لقد كانت أموركم ترمضنا (تثقل علينا) ونحن على فرشنا ، ويشتد علينا سوء سيرة بني أُمية فيكم ، وخرقهم بكم ، واستذلالهم لكم ، واستئثارهم بفئيكم وصدقاتكم ومغانكم عليكم.
لكم ذمة الله تبارك وتعالى وذِمة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذِمة العباس رحمه الله ، أن نحكم فيكم بما أنزل الله ، ونعمل فيكم بكتاب الله ، ونسير في العامة والخاصة منكم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . تباً تباً لبني حرب وبني مروان ، آثروا في مدتهم وعصرهم العاجلة على الآجلة ، والدار الفانية على الدار الباقية ، فركبوا الآثام ، وظلموا الأنام ، وانتهكوا المحارم ، وغشوا الجرائم ، وجاروا في سيرتهم على العباد ، وسننهم في البلاد التي استذلوا تسربل الاوزان وتجليب الآصار ، ومرحوا في غنة المعاصي وركضوا في ميادين الغى جهلاً بأستدراج الله وأمناً لمكر الله ، فأتاهم بأس الله بياناً وهم نائمون ، فأصبحوا أحاديث ومزقوا كل ممزق ، فبعداً للقوم الظالمين ، وأدالنا الله من مروان وقد غره بالله الغرور ، وأرسل لعدو الله في عنائه حتى عثر في فضل خطامه ، فظن عدو الله أن لن نقدر عليه ، فنادى حزبه وجمع مكايده ورمى بكتائبه ، فوجد أمامه ووراءه وعن يمينه وشماله من مكر الله وبأسه ونقمته ما أمات باطله ، ومحق ضلالته ، وجعل دائرة السوء عليه ، وأحيا شرفنا وعزنا ورد إلينا حقنا وإرثنا .
أيها الناس ! إن أمير المؤمنين نصره الله نصراً عزيزاً ، إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة ، إنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره ، وإنما قطعه عن إستمام الكلام شدة الوعك ، وأدعوا الله لأمير المؤمنين بالعافية ، فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتبع للسفلة الذين أفسدوا في الارض بعد صلاحها بإبدال الدين وإنهتاك حريم المسلمين ، الشاب المتكهل المتمهل المقتدي بسلفه الأبرار والأخيار الذين أصلحوا الأرض بعد فسادها بمعالم الهدى ومناهج التقوى . فعج الناس له بالدعاء .
ثم قال: يا أهل الكوفة ! إنا والله مازلنا مظلومين مقهورين على حقنا ، حتى أتاح الله لنا شيعتنا أهل خراسان ، فأحيا بهم حقنا ، وأفلج بهم حجتنا ، أظهر بهم دولتنا ، وأراكم الله ما كنتم به تنتظرون وإليه تتشوقون ، فأظهر فيكم الخليفة من هاشم وبيض به وجوهكم ، وأدالكم على أهل الشام ، ونقل إليكم السلطان وعز الإسلام ، ومنَّ عليكم بإمام منحه العدالة ، واعطاه حسن الإيالة ، فخذوا ما آتاكم الله بشكر ، والزموا طاعتنا ولا تخدعوا عن أنفسكم فإن الامر أمركم ، فإن لكل أهل بيت مصراً ، وإنكم مصرنا . ألا وإنه ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ، وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد ، وأشار بيده إلى أبي العباس ، فاعلموا أن هذا الامر فينا ليس بخارج منا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم عليه السلام . والحمد لله رب العالمين على ما أبلانا وأولانا .
قضى السفاح معظم عهده في محاربة قواد العرب الذين ناصروا بني أُمية ، وقضى على أعقاب الأمويين ، حتى إنه لم يفلت منه إلا عبد الرحمن الداخل ، مؤسس الدولة الاموية ببلاد الأندلس . بقي السفاح في الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر ومات في مدينة الأنبار التي اتخذها قاعدة لخلافته، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وقيل ابن تسع وعشرين .

الخليفة المعتصم بالله
كان بابك قد كتب إلى حليفه تيوفيل ملك الروم، عندما ضيق عليه الأفشين، يستنصره ويقول له إن الفرصة مهيأة للانتصار على المسلمين.. تأخر ملك الروم في التحرك فلم يتحرك إلا بعد ما قتل بابك.. فتحرك ملك الروم سنة 223 هـ وانقض على مدينة زِبَطرة وأعمل فيها السيف، وقتل الصغير والكبير وسبى النساء بعد ذبح أطفالهن.
وفي ابن خلدون: وبلغ الخبر إلى المعتصم فاستعظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه، فأجاب وهو على سريره: لبيك لبيك، ونادى بالنفير العام ونهض من ساعته.

خطبة الخليفة هارون الرشيد
الحمد لله الذي نحمده على نعمه. ونستعينه على طاعته. ونستنصره على
أعدائه. ونؤمن به حقًا ونتوكل عليه مفوضين إليه. أوصيكم عباد لله بتقوى
لله. فإن في التقوى تكفير السيئات. وتضعيف الحسنات. وفوزًا بالجنة
ونجاة من النار. وأحذركم يومًا تشخص فيه الأبصار. وتبلى فيه الأسرار.
يوم البعث ويوم التغابن ويوم التلاقي ويوم التنادي. يوم لا يستعتب من
سيئة ولا يزداد في حسنة. يوم الآزفة. إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. ما
للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. يعلم خافية الأعين وما تخفي الصدور
… فاتقوا يومًا ترجعون فيه إلى لله. ثم توفى كل نفس ما كسبت. حصنوا
أيمانكم بالأمانة ودينكم بالورع وصلاتكم بالزكاة … وإياكم والأماني فقد
غرت وأوردت وأوبقت كثيرًا حتى أكذبتهم مناياهم. فتناوشوا التوبة من
مكان بعيد. وحيل بينهم وبين ما يشتهون. فرغب ربكم عن الأمثال والوعد
وقدم إليكم الوعيد. وقد رأيتم وقائعه بالقرون الخوالي جيلا فجيلا. وعهدتم
الآباء والأبناء والأحبة والعشائر باختطاف الموت إياهم من بيوتكم ومن بين
أظهركم لا تدفعون عنهم ولا تحولون دونهم. فزالت عنهم الدنيا وانقطعت
بهم الأسباب فأسلمتهم إلى أعمالهم عند المواقف والحساب. ليجزي الذين
أساءوا بما عملوا والذين أحسنوا بالحسنى.

أبوعبدالله 11-01-2011 07:42 PM

خطبة : صلاح الدين الأيوبي
 
خطبة يوم الجمعة الأولى بعد فتح بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي
لما فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس في سنة 583 ه ( 1189 م) وكان قد مضى

عليها نحو قرن وهي في أيدي الأوربيين اهتز العالم الإسلامي بأجمعه. ورحل كثير
من العلماء وذوي الوجاهة في البلاد الإسلامية لرؤية الاحتفال بفتحها ودخولها في
طاعة صلاح الدين.
واختار صلاح الدين لخطبة يوم الجمعة الأول من فتح المدينة القاضي محيي
الدين محمد بن علي المعروف بابن الزكي فارتقى المنبر وألقى هذه الخطبة التاريخية
بين حشد من مسلمي جميع الأقطار العربية (وكانت ولادته في 550 ووفاته في
598 ه بدمشق). ونحن ننشر هذه الخطبة على غلو صاحبها في التعصب لكي يدرك
القارئ منها ذهنية الناس في ذلك العهد وكيف كانوا يتطاحنون من أجل الدين —
والدين لا يدعو إلا إلى التسامح. قال:
الحمد لله معز الإسلام بنصره. ومذل الشرك بقهره. ومصرف الأمور بأمره.
ومديم النعم بشكره. ومستدرج الكفار بمكره. الذي قدر الأيام دولا بعدله.
وجعل العاقبة بفضله. وأفاء على عباده من ظله. وأظهر دينه على الدين
كله. القاهر فوق عباده فلا يمانع. والظاهر على خليقته فلا ينازع. والآمر
بما يشاء فلا يراجع. والحاكم بما يريد فما يدافع. احمده على اظفاره
واظهاره واعزازه لأوليائه. ونصره لأنصاره. وتطهير بيته المقدس من أدناس
الشرك وأوضاره. حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهر جهاره.
وأشهد أن لا إله إلا لله وحده. لا شريك له الأحد الصمد. الذي لم يلد ولم
يولد. ولم يكن له كفوًا أحد. شهادة من طهر بالتوحيد قلبه. وأرضى به
ربه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. رافع الشك ومدحض الشرك وماحق
الإفك. الذي أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. وعرج به منه
إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى ما زاغ البصر وما
طغى. صلى لله عليه وعلى خليفته أبي بكر الصديق السابق إلى الإيمان.
وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيت شعار
الصلبان. وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن.
وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مزلزل الشرك ومكسر الأوثان وعلى
آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. أيها الناس. ابشروا برضوان لله الذي
هو الغاية القصوى والدرجة العليا لما يسره لله على أيديكم من استرداد
هذه الضالة من الأمة الضالة. وردها إلى مقرها من الإسلام. بعد ابتذالها
في أيدي المشركين قريبًا من مائة عام. وتطهير هذا البيت الذي أذن لله
أن يرفع ويذكر فيه اسمه. وإماطة الشرك عن طرفه. بعد أن امتد عليها
رواقه واستقر فيها رسمه. ورفع قواعده بالتوحيد. فإنه بنى عليه وشيد
بنيانه بالتمجيد. فإنه أسس على التقوى من خلفه ومن بين يديه. فهو
موطن أبيكم إبراهيم. ومعراج نبيكم محمد عليه السلام وقبلتكم التي
كنتم تصلون إليها في ابتداء الإسلام. وهو مقر الأنبياء ومقصد الأولياء
ومدفن الرسل ومهبط الوحي. ومنزل به ينزل الأمر والنهي. وهو في أرض
المحشر وصعيد المنشر. وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها لله في كتابه
المبين. وهو المسجد الذي صلى فيه رسول لله صلى الله عليه وسلم بالملائكة المقربين. وهو
البلد الذي بعث إليه لله عبده ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم.
وروحه عيسى الذي كرمه برسالته. وشرفه بنبوته ولم يزحزحه عن رتبة
عبوديته. فقال تعالى ?لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لله وَلَا الْمَلَائِكَةُ
الْمُقَرَّبُونَ?. كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدًا ما اتخذ لله من
ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم
على بعض. سبحان لله عما يصفون. لقد كفر الذين قالوا إن لله هو
المسيح بن مريم (إلى آخر الآيات من المائدة). وهو أول القبلتين وثاني
المسجدين وثالث الحرمين. لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه. ولا تعقد
الخناصر بعد الموطنين إلا عليه. فلولا أنكم ممن اختاره لله من عباده.
واصطفاه من سكان بلاده. لما خصكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم
فيها مجار. ولا يباريكم في شرفها مبار. فطوبى لكم من جيش ظهرت
على أيديكم من المعجزات النبوية والوقعات البدرية والعزمات الصديقية
والفتوحات العمرية والجيوش العثمانية والفتكات العلوية ما جددتم به
للإسلام أيام القادسية والملاحم اليرموكية والمنازلات الخيبرية والهجمات
الخالدية. فجزاكم لله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الجزاء. وشكر لكم ما
بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء. وتقبل منكم ما تقربتم به إليه
من اهراق الدماء. وأثابكم الجنة فهي دار السعداء. فاقدروا رحمكم لله
هذه النعمة حق قدرها. وقوموا لله تعالى بواجب شكرها فله المنة عليكم
بتخصيصكم لهذه النعمة وترشيحكم لهذه الخدمة. فهذا هو الفتح الذي
فتحت له أبواب السماء. وتبلجت بأنواره وجوه الظلماء. وابتهج به الملائكة
المقربون. وقرت به عيون الأنبياء والمرسلين. فمن عليكم من النعمة بأن
جعلكم الجيش الذي يفتح على يديه بيت المقدس في آخر الزمان. والجند
الذي يقوم بسيوفهم بعد فترة من النبوة أعلام الإيمان. فيوشك أن يفتح
لله على أيديكم أمثاله. وأن تكون التهاني لأهل الخضراء أكثر من التهاني
لأهل الغبراء. أليس هو البيت الذي ذكره لله في كتابه. ونص عليه في
محكم خطابه. فقال تعالى ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأقَْصَى?. أليس هو البيت الذي عظمته الملل. وأثنت
عليه الرسل. وتليت فيه الكتب الأربعة المنزلة من لله عز وجل. أليس هو
البيت الذي أمسك لله تعالى لأجله الشمس على يوشع أن تغرب. وباعد
بين خطواتها ليتيسر فتحه ويقرب. أليس هو البيت الذي أمر لله عز
وجل موسى أن يأمر قومه باستنقاذه. فلم يجبه إلا رجلان. وغضب لله
عليهم لأجله فألقاهم في التيه عقوبة للعصيان. فاحمدوا لله الذي أمضى
عزائمكم لما نكلت عنه بنو إسرائيل. وقد فضلت على العاملين. ووفقكم لما
خذل فيه أمم كانت قبلكم من الأمم الماضين. وجمع لأجله كلمتكم وكانت
شتى. وأغناكم بما أمضته كان وقد عن سوف وحتى. فليهنكم إن لله
قد ذكركم به في من عنده. وجعلكم بعد أن كنتم جنودًا لأهويتكم جنده.
وشكر لكم الملائكة المنزلون على ما أهديتم لهذا البيت من طيب التوحيد
ونشر التقديس والتمجيد. وما أمطتم عن طرقهم فيه من أذى الشرك
والتثليث والاعتقاد الفاجر الخبيث. فالآن تستغفر لكم أملاك السموات.
وتصلي عليكم الصلوات المباركات. فاحفظوا رحمكم لله هذه الموهبة فيكم.
واحرسوا هذه النعمة عندكم. بتقوى لله التي من تمسك بها سلم. ومن
اعتصم بعروتها نجا وعصم. واحذروا من اتباع الهوى ومواقعة الردى.
ورجوع القهقري والنكول عن العدا. وخذوا في انتهاز الفرصة وإزالة ما
بقى من الغصة. وجاهدوا في لله حق جهاده. وبيعوا عباد لله أنفسكم
في رضاه إذ جعلكم من خير عباده. وإياكم أن يستزلكم الشيطان. أو
يتداخلكم الطغيان فيخيل لكم أن هذا النصر بسيوفكم الحداد وخيولكم
الجياد وبجلادكم في مواطن الجلاد. لا ولله ما النصر إلا من عند لله
العزيز الحكيم. فاحذروا عباد لله بعد أن شرفكم بهذا الفتح الجليل والمنح
الجزيل. وخصكم بنصره المبين. واعلق أيديكم بحبله المتين. أن تقترفوا
كبيرًا من مناهيه وأن تأتوا عظيما من معاصيه. فتكونوا كالتي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثا. وكالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها. فاتبعه
الشيطان فكان من الغاوين. والجهاد. الجهاد. فهو من أفضل عباداتكم
وأشرف عاداتكم. انصروا لله ينصركم. احفظوا لله يحفظكم. اذكروا لله
يذكركم. اشكروا لله يزدكم ويشكركم. جدوا في حسم الداء وقلع شأفة
الأعداء. وطهروا بقية الأرض من هذه الأنجاس التي أغضبت لله ورسوله.
واقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله. فقد نادت الأيام بالثارات الإسلامية
والملة المحمدية. لله أكبر. فتح لله ونصر. غلب لله وقهر. أذل لله من
كفر. واعلموا رحمكم لله إن هذه فرصة فانتهزوها. وفريسة فناجزوها.
وغنيمة فحوزوها. ومهمة فاخرجوا لها هممكم وأبرزوها وسيروا إليها سرايا
عزماتكم وجهزوها. فالأمور بأواخرها. والمكاسب بذخائرها. فقد أظفركم
لله بهذا العدو المخذول. وهم مثلكم أو يزيدون. فكيف وقد أضحى قبالة
الواحد منهم منكم عشرون. وقد قال لله تعالى ?إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ
صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ و?َإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ?. أعاننا لله وإياكم على اتباع أوامره والازدجار
بزواجره. وأيدنا معاشر المسلمين بنصر من عنده. إن ينصركم لله فلا
غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. إن أشرف مقال
يقال في مقام. وأنفذ سهام تمرق عن قسي الكلام. وأمضى قول تجل به
الأفهام. كلام الواحد الفرد العزيز العلام. قال لله تعالى ?وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?
(ثم قرأ سورة الحشر) ثم قال:
اللهم وادم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك. الشاكر لنعمتك. المعترف بموهبتك.
سيفك القاطع وشهابك اللامع. والمحامي عن دينك المدافع. والذاب عن
حرمك الممانع. السيد الأجل الملك الناصر. جامع كلمة الإيمان. وقامع عبدة
الصلبان. صلاح الدنيا والدين. سلطان الإسلام والمسلمين. مطهر البيت
المقدس. أبي المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين. اللهم
عم بدولته البسيطة. واجعل ملائكتك براياته محيطة. وأحسن عن الدين
الحنيفي جزاءه. واشكر عن الملة المحمدية عزمه ومضاءه. اللهم ابق الإسلام
مهجته. وق للإيمان حوزته. وانشر في المشارق والمغارب دعوته. اللهم كما
فتحت على يديه البيت المقدس. بعد أن ظنت الظنون وابتلى المؤمنون.
فافتح على يديه داني الأرض وقاصيها. وملكه صياصي الكفر ونواصيها.
فلا تلقاه منهم كتيبة إلا مزقها. ولا جماعة إلا فرقها. ولا طائفة بعد
طائفة إلا ألحقها بمن سبقتها.
اللهم اشكر عن محمد صلى الله عليه وسلم سعيه. وأنفذ في المشارق والمغارب أمره
ونهيه. اللهم وأصلح به أوساط الناس وأطرافها وأرجاء المملكة وأكنافها.
اللهم ذلل به معاطس الكفار. وأرغم به أنوف الفجار. وانشر ذوائب ملكه
على الأمصار. واثبت سرايا جنوده في سبل الأقطار. اللهم اثبت الملك فيه
وفي عقبه إلى يوم الدين. واحفظه في بنيه وبني أبيه الملوك الميامين. واشدد
عضده ببقائهم. واقض بإعزاز أوليائه وأوليائهم. اللهم كما أجريت على
يده في الإسلام هذه الحسنة. التي تبقى على الأيام. وتتخلد على مر الشهور
والأعوام. فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفد في دار المتقين. واجب دعاءه
في قوله ?رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى? وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ?. ا.ه.

أبوعبدالله 11-01-2011 08:18 PM

رسالة الملك عبدالعزيز لأهل الحجاز
 
رسالة الملك عبدالعزيز لأهل مكة
في الثامن من شهر جمادى الأولى لعام 1343هـ الموافق للخامس من ديسمبر عام 1924م دخل السلطان عبدالعزيز آل سعود مكة المكرمة دخول العبد الخاضع لربه والمسلم الخاشع لمولاه، لا الفاتح ولا الجبار المتكبر.
ووجه إليهم رسالة في اليوم الثاني عشر من شهر جمادى الأولى لعام 1343هـ قال لهم فيها: (فلم يقدمنا من ديارنا إليكم إلا انتصاراً لدين الله الذي انتهكت محارمه، ودفعاً لشرور كان يكيدها لنا ولديارنا من استبد بالأمر فيكم قبلنا،... وها نحن أولاء بعد أن بلغنا حرم الله نوضح لكم الخطة التي سنسير عليها في هذه الديار المباركة).
وقد أوضح السلطان عبدالعزيز عددا من النقاط من أهمها ما يأتي:
1- " إن مصدر التشريع والأحكام لا يكون إلا من كتاب الله، ومما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أو ما أقره علماء الإسلام الأعلام بطريقة القياس ، وأجمعوا عليه مما ليس في كتاب ولا سنة، فلا يحل في هذه الديار غير ما أحله الله ، ولا يحرم فيها غير ما حرمه.

2- كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو الموظفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئاً إلا رجلاً أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل، وكل من كان له حق ثابت سابق في بيت مال المسلمين أعطيناه حقه ، ولم ننقصه منه شيئاً.
3- لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه ، وليس عندي في إقامة حدود الله هوادة ولا يقبل فيها شفاعة، فمن التزم حدود الله ولم يتعدها فاؤلئك من الآمنين، ومن عصى واعتدى فإنما إثمه على نفسه ، ولا يلومن إلا نفسه، والله على ما نقول وكيل وشهيد

تارقي سات 11-05-2011 01:56 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
http://files.fatakat.com/2010/6/1276815089.gif

عبادي السوقي 11-09-2011 01:16 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
خطبة لسعد زغلول باشا )
ليس في مصر اسم أجرى على اللسان تعرفه المرأة في خدرها ويهتف به الطفل
ويشيد به الشباب من اسم سعد زغلول. فهو الآن بطل الوطنية المصرية غير مدافع.
صلب العود قوي الشكيمة. عجمه الانجليز فاستخشنوه فلفظوه إلى أقاصي أفريقيا
في جزيرة سيشل. فعاد أخشن ما كان موفور الكرامة مرفوع الرأس.
عدت على جسمه عوادي الشيخوخة فأحنى ظهره عبء سبعة عقود. ولكنه
اغتصب من هذه الشيخوخة العادية تاجا من الشعر الأبيض زاده جلالا وجمالا في
عين الأمة.
له عزائم الشباب لأن في قلبه فتوة الشباب. يفكر تفكير الفيلسوف لأن الطبيعة
حابته برأس كبير كما حاباه الدهر بتجارب لا عداد لها فكان محررًا وكان ثائرًا
وكان محاميًا وكان قاضيًا وكان وزيرًا.
قال في سنة 1921 في فندق ماجستك بالإسكندرية:
يا سمو الأمير. إخواني. أبنائي
اعذروني إذا أنا لم أقدر أن أخاطبكم كما أريد لأني تعب. أضناني التعب
من هذه الاحتفالات الساهرة. تلك المظاهر الساحرة. هذا الاستقبال الذي
لا نظير له. وإني بكل قوتي أحتج على قول حضرات أبنائي بأني أنا
وحدي الذي فعلت هذا الذي تمدحونني عليه. أحتج بكل قوتي لأني لست
وحدي فيه. بل للأمة جمعاء أثر فيه.
أريد في وسط هذه المظاهر الهاتفة أن أوجه شكري وثنائي إلى الذين
اشتركوا في تأسيس مجدنا وتوفير سعادتنا وإنعاش آمالنا.
أتوجه والخشوع يملأ جوارحي إلى تلك الأرواح الطاهرة أرواح أولئك
الأبطال الذين نادوا بالحق والحق منكر. ففاضت أرواحهم وألسنتهم تردد
ذلك النداء. فاضت وقد شرفونا باقدامهم وألزموا الكل باحترام مصر واسمها
وبيضوا وجوهنا. والآن فليناموا هادئين فقد انبلج فجر الاستقلال مضمخًا
بدمائهم. وخلفوا من بعدهم من يستحق ذلك الفداء. بيض لله برحمته
أجداثهم وأسكنهم جنات العلا وأرضىعن أعمالنا أرواحهم وأراحهم بتحقيق
آمالنا.
لله در الشبيبة ما فعلت. فأنها قد فتحت ما ضمت صدورها من
كنوز الفتوة. وملأت قلب البلاد عزة وحماسة وملأت رؤوسها حكمة وملأت
حركاتها نظاما. تلك الشبيبة التي هي عماد الحركة الحاضرة ومبعث
أنوارها الساطعة. أشكرها شكرًا جزيلا. وأرتاح جدًا لأن المستقبل سيكون
بيدها وهي يد ماهرة.
وأشكر العلماء والقسس الذين باتحادهم أبطلوا حجة في يد الخصوم
طالما اتخذوها سلاحا قاطعًا. أزالوا الفوارق وأثبتوا أن الديانات واحدة
تأمر بالدفاع عن الوطن. وأنه ليس لها تأثير إلا في عبادة الخالق جل
وعلا. أما في الوطن فالكل سواء.
وأشكر أيضًا الأمراء الذين حملهم ما ورثوه عن آبائهم من المجد
والفخار أن ينزلوا إلى صفوفنا وينضموا إلى التاجر والصانع والزارع
والعامل وكل من يخفي تحت تلك الثياب الزرقاء والبيضاء نفسًا كريمة
وقلبًا أبيا. انضموا إلى هذه الصفوف لأجل أن يستحقوا بعنوان آخر ذلك
المجد الذي ورثوه عن الآباء.
فشكرًا لهم ثم شكرًا. والحق إن كل إنسان من المصريين قد قام بالواجب
عليه. وكل نافس أخاه في القيام بهذا الواجب وزاد عليه ليكون ممتازًا على
أقرانه بشيء في خدمة الوطن العزيز. فكلكم شاكر وكلكم مشكور. ومن
مجموع هذه المساعي سارت قضيتنا إلى هذه النقطة الحاضرة. فإننا لما
قلنا إن الحماية لاغية أعلنوا اليوم هم إنها ليست باقية وأظهروا استعدادهم
لاستبدالها بعلاقة أخرى راضية. والفضل في هذا الفرق العظيم لسعيكم لا
لسعيي والتمسك بالمبادئ السامية. فاهنأوا بما نلتم واثبتوا حتى تفوزوا
بالأماني الباقية.
خطبة أخرى لسعد زغلول باشا
. ألقاها في كلية الأزهر بالقاهرة بين الطلبة في ابريل سنة 1921
جئت اليوم لأؤدي في هذا المكان الشريف فرض صلاة الجمعة. ولأقدم
واجبات الاحترام لمكان نشأت فيه وكان له فضل كبير في النهضة الحاضرة.
تلقيت فيه مبدأ الاستقلال لأن طريقته في التعليم تربي ملكة في النفوس.
فالتلميذ يختار شيخه والأستاذ يتأهل للتدريس بشهادة من التلاميذ الذين
كانوا يلتفون حول كل نابغ فيه ومتأهل له يوجه كل منهم إليه الأسئلة
التي يراها. فإن أجاب الأستاذ وخرج ناجحًا من هذا الامتحان كان أهلا
لأن يجلس مجلس التدريس. وهذه الطريقة من الاستقلال التي تسمى
الآن خللا في النظام جعلتني أتحول من مالكي إلى شافعي حيث وجدت
علماء الشافعية في ذلك الوقت أكفأ من غيرهم. ولقد كان للأزهريين في
الحركة الحاضرة فضل كبير بما ألقوه من الخطب وما بثوا من الأفكار
والمبادئ النافعة.

عبدي أق تلي 11-10-2011 09:39 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
مشكووووووووووور على المواضيع التي أثلجت بها صدورنا وفقك الله فيما بادرت إليه من جمع خطب فحول العرب
و عيدكم مبارك و كل عام و أنتم بألف ألف خير

أبوعبدالله 11-13-2011 10:10 PM

خطبة برقليس
 
(خطبة برقليس )
429 ق.م.) من خطباء أثينا وأحد رجالاتها المعدودين المحبوبين – كان برقليس ( 495
عند جمهور السكان. وهذه الخطبة ألقاها في السنة الأولى من الحرب البلوبونيزية
رثاء للجنود الذين ماتوا في هذه الحرب سنة 431 ق.م.
إننا سعداء بنظام حكومي لسنا نحتاج به إلى أن نحسد جيراننا لما عندهم
من القوانين لأنه نموذج يحتذي به الآخرون بينما هو أصيل في أثينا. وهذا
النظام الموكل تنفيذه إلى جميع الأمة وليس إلى عدد قليل منها يسمى
الديمقراطية. فمهما اختلف كل فرد منا عن الآخر في شؤونه الخاصة
فنحن سواءٌ في التمتع بمزايا قوانيننا ونزداد مزايا بمقدار تفوقنا. وشرف
الإعجاب ليس مقصورا على أسرة واحدة بل للجميع أن يحصلوا عليه
باستحقاقهم الشخصي. ولا يقعد الفقر بأحد يبغي خدمة بلاده ويستطيع
هذه الخدمة فينال الشهرة بعد الخمول. فلكل منا الحق في دخول وظائف
الحكومة دون أن تعترضه عقبة. ولنا أن نعيش حياتنا الشخصية في
تبادل الحب دون أن تنالنا شبهة. ولسنا نغضب من جارنا إذا اتبع ميوله
ولسنا نستاءُ منه ذلك الاستياء الذي وإن لم ينزل به عقابًا فأنه يحدث له
ألمًا. فنحن أحرار في حياتنا الشخصية ولكننا لا نجرأ مهما كانت البواعث
على مغاضبة الجمهور لا نحمل في صدورنا من احترام الحكام والقوانين.
وبخاصة تلك القوانين المدونة التي يقصد منها التفريج عن المظلوم وتلك
التي لم تدون والتي تعود مخالفتها بالعار والفضيحة على من يخالفها.
وقد هيأت لنا قوانيننا أوقات فراغ نمتع فيها عقولنا برؤية الملاهي
العمومية ومشاهد التضحية طول العام وهي تؤدى بأبهة ورشاقة لا تبقيان
في قلوب الناظرين محلا للهم أو الغم. وقد صارت عظمة أثينا مدينتنا
هذه سببًا في جلب جميع حاصلات الأرض بأجمعها إليها فنحن نتمتع
بأطايب بلادنا كما نتمتع بأطايب سائر بلاد العالم.
ولسنا في حاجة إلى شواهد تثبت إننا نستحق هذه المكانة. فإن لنا
حججًا قوية واضحة على ذلك وهي موضع إعجاب العصور الحاضرة
والمستقبلة. فلسنا في حاجة إلى شاعر مثل هوميروس لكي يتغنى بمديحنا
كما أننا لسنا في حاجة إلى شاعر آخر لكي يزين تاريخنا بعقود القريض
لأن الرأي في مآثرنا لا يكون عندئذ رأيًا صحيحًا نزيهًا. فقد فتحت أساطيلنا
كافة البحار وقد اخترقت جيوشنا جميع الأرضين وتركت وراءها آثارًا أبدية
لعداوتنا أو صداقتنا.
هذه هي الدولة التي دافع عنها هؤلاء الجنود الذين قضت عليهم
بسالتهم والذين استهانوا بحياتهم فقاتلوا قتال الشجعان وماتوا موت
البسالة. وإني مقتنع بأن الذين لم يقتلوا على قدم الاستعداد متأهبون
لأن يبذلوا نفوسهم في هذا السبيل. ولهذا السبب تبسطت في بيان المزايا
الوطنية لكي أبرهن لكم بأوضح ما يمكن إننا في حربنا الراهنة نخاطر
بأكثر مما تخاطر به أمة ليس لها هذه المزايا الوطنية الثمينة ولكي أبين
لكم مقدار ما يستحقه هؤلاء الجنود من الشكر والحمد اللذين قدمناهما
لهم. وهذا الاحتفال الذي تحتفل به الدولة وتعلن فيه ثناءها وحمدها إنما
مرجعه إلى بسالة هؤلاء الجنود ومن يماثلهم من الرجال. وهذا الثناء قد
يمكن أن نعده مبالغًا فيه إذا نحن أغدقناه على غير هؤلاء الجنود من
الأثينيين. فهذا الموت الذي قد انتهوا إليه أكبر شاهد على جدارتهم. وعلينا
دين يجب أن نوفيه بتكريم الرجال الذين أرصدوا حياتهم للقتال عن
أوطانهم مهما كانوا أحط من غيرهم في مضمار الفضائل ما داموا قد
حصلوا على فضيلة البسالة فإن مآثرتهم الأخيرة تمحو جميع مساوئهم
السالفة لأنها تشمل جمهور الأمة بينما المساوئ لا تعدو العدد القليل.
ولسنا نجهل أنه لم يحجم أحد من هؤلاء عن الخطر مؤثرًا الملاذ التي
تجتنى من عيشة السلام الوفيرة. كما أنه لم يضن أحد بحياته غرورًا
بالأمل بأن الفاقة الراهنة قد تزول ويأتي مكانها الرخاء والسعة. كلا. إنما
كانت تستعر في قلوبهم شهوة واحدة. ألا وهي الانتقام من أعدائهم. لقد
فروا من لومة الجبن وتصدروا لصدمة المعركة ثم حملوا وهم لا يروعهم
روع وقد عقدت آمالهم النصر لهم فوقعوا وهكذا أدوا الواجب الذي يدين
به كل شجاع لبلاده.
وأما أنتم الذين لم تقتلوا فشأنكم أن تصلوا إلى الآلهة لكي يكون
حظكم خيرًا من حظ هؤلاء. ولكن عليكم أن تحتفظوا بهذه الروح وتلك
الحماسة اللتين تقاتلون بهما عدوكم. ولست أحتاج إلى بيان فائدة هذا في
خطبة مثل هذه فإن أي إنسان يتلهى بالألفاظ يستطيع أن يقول لكم
ما تعرفونه انتم من قواعد مجاهدة العدو. ولكني أدعوكم إلى أن تجعلوا
عظمة أمتكم قبلة أفكاركم. فإذا أدركتم هذه العظمة فاذكروا أنها نيلت
بالأبطال الشجعان — برجال عرفوا واجبهم واستحوا من العار وكانوا إذا
ما أخفقت جهودهم خافوا الفضيحة على بلادهم فلم يضنوا بشيءٍ من
شجاعتهم. إنهم أهدوا حياتهم إلى الجمهور ونالوا منه الحمد الذي لا يبلى.
ولكل منهم ضريح عظيم — ولا أعني ذلك الضريح الذي يضم رفاتهم
الرميمة — وإنما أعني ذلك الذي يضم شهرتهم وذكرهم. وهو ضريح
يذكر كلما ذكر الشرف. فهذه الأرض بأجمعها ضريح عظماء الرجال.

أبوعبدالله 11-19-2011 12:44 PM

خطبة الديموستينيس
 
(خطبة الديموستينيس )
322 ق.م) خطيب أثينا بل زعيم خطبائها. وكان قبل أن – كان ديموستينيس ( 382
عرفه جمهور أثينا رجلا خاملا ضعيف البنية خائر الصوت ليست لحركته لباقة ولا
أخذ يقوي رئتيه وصوته بالصياح » في لسانه طلاقة الخطيب. فلما اعتزم الخطابة
وهو يصعد في الجبال الوعرة أو كان يقف على شاطئ البحر فيرفع صوته فوق
صخب الأمواج. وتغلب على عاهة النطق بأن كان يمارس الكلام وفي فيه حصى.
.« وتعلم أصول اللباقة ورشاقة الحركة بأن كان يقف أمام مرآة وهو يخطب
إننا لا نفكر في كلماته بل نفكر في الأشياء التي يقولها. » : قال عنه فنيلون
فهو يبرق وهو يرعد بل هو سيل يجرف كل ما أمامه. فلا نستطيع أن ننتقده أو
.« نعجب به لأننا قد فقدنا حكمنا على مشاعرنا
وقد كانت مهمة ديموستينيس التي عاش من أجلها ومات في سبيلها إيقاظ
ضمير الأمة الإغريقية وتنبيهها إلى الخطر الذي يحيق بها من فيلبس والد الإسكندر
المقدوني الذي كان ينوي ضم بلاد الإغريق إلى مملكته. وكان قد رشا خطباء أثينا
لكي لا ينددوا بأغراضه فسكتوا وأبى ديموستينيس أن يرتشي ويخون وطنه. وقضى
حياته وهو يحرض الأثينيين على مقاتلة فيلبس حتى دس له هذا الملك من يطارده.
ففر إلى احد المعابد وهناك تناول السم بيده ومات.
قال يحرض الأثينيين على قتال فيلبس:
إن بينكم أيها الأثينيون من يعتقد انه يمكنه أن يربك الخطيب بقوله:
لا تفعلوا شيئًا مما تفعلونه » : وعلى هذا السؤال أجيب «؟ فماذا نفعل إذن »
وأنه لجواب حق وصدق. ولكني سأزيدكم « الآن وافعلوا كل شيء لم تفعلوه
إيضاحا ولعل أولئك الذين يسارعون إلى السؤال يسارعون أيضًا إلى العمل.
فاذكروا أيها الأثينيون أولا أنه من الحقائق التي لا مراء فيها أن فيلبس
قد نكث عهودكم وأعلن الحرب عليكم. فدعونا إذن من التثالب عن هذا
الموضوع. ثم اذكروا أنه عدو أثينا الألد — عدوها الذي يكره أرضها
وأسوارها بل يكره أولئك الذين يغتبطون منكم بأنهم قد نالوا حظوة
عنده.
فإن أخشى ما يخشاه فيلبس وأمقت ما يمقته هو حريتنا. هو نظامنا
الديمقراطي. فلكي يقضي على هذه الحرية وهذا النظام يهيئ فيلبس جميع
شراكه ويدبر جميع تدابيره. أو ليس يجري على مبدأ واحد في كل أعماله
هذه؟ إنه يعرف تمام المعرفة أنه لو أخضع بلاد الإغريق كافة وعمها
بفتوحاته فإنه يظل غير آمن عليها ما دامت ديمقراطيتكم صحيحة لم
تمس. وهو يعرف أنه لو أصابته هزيمة من تلك الهزائم التي تقدرها
الأقدار لبني الإنسان فإن جميع هذه الأمم التي قرنها عنوة إلى نيره
تسارع إلى الانضواء إليكم. أفي العالم ظالم يجب رده؟ هاكم أثينا. أفي
العالم أمة مقهورة تحتاج إلى رد حريتها إليها؟ هاكم أثينا ما أسرعها إلى
الإسعاف. ففيم نعجب من فيلبس إذا كان لا يطيق صبرًا على هذه الحرية
الأثينية التي تقف موقف الجاسوس ينظر إلى شروره وآثامه؟ فأيقنوا أيها
المواطنون أنه عدوكم الذي لا هوادة عنده. وأنه إنما يعبي جيوشه ويهيئ
عدده وينصب أشراكه لكي يقاتل أثينا.
فماذا عليكم أن تفعلوا باعتباركم رجالا عقلاء قد اقتنعتم بصحة هذه
الحقائق؟ يجب عليكم أن تنفضوا عنكم هذا السبات القاتل وأن يتبرع
كل منكم بنسبة ما يملك وان تطلبوا من حلفائكم أن يتبرعوا ثم تستعدوا
للاحتفاظ بالجنود المسلحين حتى إذا كان فيلبس قد تهيأ لغزو الإغريق
وإخضاعهم يكون لديكم جيش تمدونهم به وتخلصونهم منه. ولا تخبروني
عن المتاعب والنفقات التي يحتاجها هذا العمل. فإني لست أنكرها. ولكن
اعتبروا الخطر الذي يتهددكم واعتبروا مبلغ ربحكم في ما إذا انضممتم
للدفاع عن قضية الوطن إلى سائر الإغريق منذ الآن. والحق أنه لو أكد
لكم أحد الآلهة أن فيلبس لن ينالكم بأذى إذا بقيتم وادعين في مقامكم لا
تحفلون بما يعمل فإني أقول لكم والسماء تشهد علي أنه من الهوان ومن
الصغار ومما هو دون كرامة دولتكم ومجد آبائكم أن تضحوا مصالح
وطن الإغريق بأجمعه لكي تنالوا أنتم الراحة لأنفسكم.
أجل. إنه لخير لي أن أهلك من أن أشير عليكم بهذا. فليفعل ذلك
من يشأ غيري. واستمعوا لأقواله إذا أردتم. أما إذا كنتم تحسون مثل ما
أحس وترون كما أرى أنه كلما امتدت فتوحات فيلبس كان في ذلك تقوية
لعدونا وشدًا لأزره علينا حين نضطر عاجلا أو آجلا إلى مكافحته فلم
تترددون وأي اضطرار تنتظرون؟ فهل هناك ما يخشاه الأحرار قدر ما
يخشون سقوط الشرف؟ فهل أنتم في انتظار هذا؟ ألا إنه قد وقع بنا الآن
ولكن الحقيقة أنه « الآن » ما تنتظرونه وأن عبئه ليكدنا ويبهظنا. لقد قلت
قد وقع منذ زمان ولا زمنا وجهًا لوجه. ألا إن هناك اضطرارًا آخر قد
احتفظ به لنا للمستقبل: هو اضطرار الرق والجلد والصفع. فهل تنتظرون
هذه الأشياء. ألا لا قدرت الآلهة. إن النطق بهذه الكلمات مهانة وذل.

أبوعبدالله 11-23-2011 09:02 PM

خطبة للقديس برنار
 
(خطبة للقديس برنار )
كان القرن الثاني عشر قرن الحروب الدينية الصليبية فكان التعصب رأس الفضائل
عند النصراني وكان القديس برنار رأس احد الأديرة في فرنسا وقد عاش من 1091 إلى 1153 م.
وكان إذا خطب امتلك قلوب سامعيه لما كان في كلماته من الإغراء وقوة الإقناع
عندما « كانت الأمهات يخفين أولادهن والزوجات أزواجهن والناس أصدقاءهم » حتى
كان ينزل ببلدة ليخطب فيها خوفًا عليهم من إغراء الخطيب لهم. وكان جل خطبه
في الحض على مقاتلة المسلمين وإجلائهم عن سوريا وفلسطين. ويحسن أن يقارن
القارئ بين هذه الخطبة وبين خطبة ابن الزكي التي ألقاها عند فتح صلاح الدين
لبيت المقدس.
قال القديس برنار يحض الأوربيين على حرب المسلمين:
لا مناص لكم من أن تعرفوا أننا نعيش في عصر العقاب والدمار فإن
عدو البشر قد نفخ على جميع أنحاء العالم هبوات الفساد فإننا لا نرى
سوى الشرور التي لا يعاقب عليها احد. ولم يعد لقوانين الناس أو قوانين
الدين قوة تكفي لوقف انحطاط الآداب أو منع الأشرار من التغلب. فلقد
تبوأت الهرطقة كراسي الحق وأرسل لله لعنته على الأماكن المقدسة. وأنتم
أيها المستمعون لكلماتي سارعوا إلى تهدئة غضب لله. ولكن لا تسألوه أن
يستجيب لكم عن ظلامات كاذبة ولا تلبسوا الخيش وإنما تأبطوا تروسكم
فإن صليل السيوف وأخطار الحروب وكفاحها ومتاعبها هي الكفارات
التي يطلبها لله منكم. فكفروا عن خطاياكم بما تنالونه من الانتصارات
على الأعداء واجعلوا خلاص الأماكن المقدسة مكافأة لكم على توبتكم.
من منكم لا يمتشق حسامه إذا قيل لكم أن العدو قد غزا بلادكم
وأوطانكم وأرضكم وأنه قد سبى زوجاتكم وبناتكم وتناول بالرجس
معابدكم، إن هذه الرزايا وأكبر منها قد وقعت بإخوانكم وبأسرة يسوع
المسيح التي هي أسرتكم. فلم تترددون في حسم هذه الشرور ولم لا تنتقمون
لهذه الفظائع؟ هل تتركون هؤلاء الأعداء هادئين ينظرون ويتأملون ما
يرتكبونه من المآثم في المسيحيين؟ اذكروا أن انتصارهم سيكون موضوع
حزن جميع العصور وسيكون للأجيال الحاضرة فضيحة أبدية لا تمحى.
أجل. إن لله الحي قد كلفني أن أعلن لكم أنه سيعاقب أولئك الذين
لم ينصروه على أعدائه. فإلى الحرب. هلموا إليها. وليؤنس قلوبكم غضب
مقدس واجعلوا العالم المسيحي بأجمعه يتجاوب هذه الكلمات التي فاه
وإذا كان لله يدعوكم إلى « ملعون من لا يلطخ سيفه بالدم » : بها النبي
الدفاع عن ميراثه فليس ذلك لأن يده قد فقدت قوتها. أليس في مقدوره أن
يرسل اثني عشر جيشًا من الملائكة أو يفوه بكلمة فيذهب أعداؤه هباء؟
ولكن لله نظر في أبناء البشر وأراد أن يفتح لهم الطريق على رحمته فقد
أراكم تباشير صباح يوم الأمان بأن هيأ لكم الانتقام لمجده ولاسمه.
أيها المجاهدون المسيحيون. إن الذي وهبكم حياته يطلب منكم حياتكم
وهذه المعارك جديرة بكم لأنكم تنالون المجد إذا انتصرتم والنفع إذا هلكتم.
أيها الفرسان البواسل. يا حماة الصليب الأجواد. اذكروا مثال آبائكم الذين
فتحوا أورشليم والذين قد رقمت أسماؤهم في السماء فانبذوا ما يفنى
واجمعوا ما لا يفنى وافتحوا ملكوتًا لا نهاية له.

أبوعبدالله 11-23-2011 09:07 PM

خطبة لكرومويل
 
(خطبة لكرومويل )
1686 ) زعيم الثورة الانجليزية على الملك تشارلس الأول ملك –
كان كرومويل ( 1599 انجلترا.
وكان هذا الملك قد نزع إلى الاستبداد وألغى البرلمان وأقفل أبوابه وطرد
النواب. فألف كرومويل جيشًا وطارده حتى هزمه وأسره. وتألفت محكمة لمحاكمته
فأدانته وحكمت عليه الإعدام. وأعدم فعلا وصار اسمه عبرة لكل خائن من الملوك
يستهين بدستور بلاده.
قال كارليل عن .« المولى الحامي » وصار كرومويل حاكم البلاد ودعي باسم
إنها تفوق ما يعتقده الإنسان في مخالفتها للخطب وفي عدم جريها على » خطبة
أساليب الخطابة أو في ترتيب الأفكار ترتيبًا منطقيًا … ولكن مضى زمن كان لهذه
.« الخطب في انجلترا شأن لا يقل عن شأن خطب ديموستينيس المصقولة في أثينا
وقد ألقى الخطبة التالية ردًا على ما اقترحه عليه البعض من أن يلقب نفسه
بلقب الملوكية. قال:
سأقول الآن شيئًا عن نفسي. وإني أجهر بضميري وهو إني لست ممن
يحفل بالألفاظ أو الأسماء أو ما إلى ذلك. وليس أمامي نهج واضح ولكن
عندي كلمة لله التي آمل أن تكون معي على الدوام والتي هي قوام ضميري
ومعول علمي ونبراس طريقي. وإذا كان حقًا إن الناس قد تقتادهم العناية
الإلهية إلى الطرق المظلمة فليس لأحد أن يعترض عليهم. إذ مَن من الناس
يرضى أن يسير في الظلام؟ ولكن لله تدابير فإذا شاء إنسان أن يعزو إلى
العناية الإلهية جنونه وعمى قلبه فعليه خطيئته … والحق أن عناية لله
قد نبذت لقب الملوكية ولم يكن هذا عن نزق أو عن هوى طارئ من
الأمة. كلا. إنما هو عن روية وتدبر لا يطلب من أمة كائنة من كانت أكثر
منهما. إنه نتيجة حرب أهلية دامت عشر أو اثنتي عشرة سنة سفك فيها
كثير من الدماء. ولست أماري الآن في عدالة هذه الحرب ولست أحتاج إلى
أن أخبركم عن رأيي في ما لو عادت الحال التي دعت إليها. ولكن إذا
كان هذا مما يمارى فيه فما يقوله الإنسان عندما يجد أن لله في صرامة
حكمه قد استأصل عائلة بأكملها وأقصاهم عن البلاد لأسباب يعلمها هو
جلت قدرته بل أنه ختم الحرب بأن استأصل أيضًا الاسم واللقب.
إني أنا لم أفعل هذا ولم يفعله أولئك الذين طلبوا إلي أن أتقلد مقاليد
الحكومة التي أرأسها الآن. فإن البرلمان هو الذي فعل ذلك. وكانت لله
بصيرة في قمع العائلة ومحو اللقب. وكما قلت لكم لقد محا البرلمان هذا
اللقب ونبذه وبقي منبوذًا إلى يومنا هذا …
واني أرجو إليكم ألا تظنوا إني أقول هذا برهانًا على شيء ما. كلا.
إن لله أراد أن يجزي الشخص والعائلة ففعل بل محا اللقب أيضًا. والآن
ماذا يقول إنسان يرى حكم لله هذا ويتأمل فيه ويرى هذا اللقلب معفرا
في التراب؟ أقول إني الآن في مثل هذا المقام. إن في هذا لعبرة ينفعل منها
رجل ضعيف مثلي وقد تترك أثرًا كبيرًا في من هم أضعف مني. ولهذا
فإني لا أبتغي أن أقم ما هدمه لله ودفنه في التراب. كلا إني لن أبني
أريحا مرة أخرى …
وليس عندي أزيد مما قلته. وقد أشرت إليكم في أول مقالي إلى هذه
النهاية التي انتهيت إليكم بها عندما أوضحت لكم الطريق الذي سأسلكه
في هذه الخطبة. ويمكنني أن أقول أنه ليس من مصلحتي ولا من مصلحة
الخدمة التي أحمل أعباءها أن أدلي بجميع الحجج على عدم منفعة مقترحكم
أو فائدته للقيام بتأدية أعمالنا. أقول إنه ليس من المناسب أن أجهر بجميع
الأفكار التي تختلجني عن نقطة الأمن في هذا الموضوع ولكني أدعو لله
أن يوفقكم إلى ما فيه إنفاذ إرادته. وهذا في الختام هو ما يمكنني أن
أقوله عن نفسي.

أبوعبدالله 11-26-2011 01:22 PM

خطب لفكتور هيجو- فولتير
 
(خطبة لفكتور هيجو )
1885 ) من أكبر القوى الأدبية في فرنسا زاول الشعر – كان فكتور هيجو ( 1802
فبذ الشعراء ومارس الخطابة فكان الثاني في حلبتها عند من يعدون ميرابو أولها
في فرنسا. ونزع إلى الشهرة والصيت بين العامة فمارس السياسة وهجر الأدب فنال
مبتغاه وفقد الأدب العالمي رجلا من أهل الكفايات فيه ظهرت بوادر أدبه في قصة
.« التعساء »
وقد ألقى الخطبة التالية في سنة 1778 بعد مرور ماية سنة على وفاة الكاتب
الشهير فولتير. قال:
منذ ماية سنة مات رجل. ومات خالدًا مثقلا بالسنين وبالأعمال وبأمجد
التبعات وأكبرها ألا وهي تبعة تنوير ضمير الإنسان وتصحيحه. ومات
تشيعه لعنات الماضي وبركات المستقبل وكلاهما من مفاخر المجد. مات بين
هتاف أهل جيله وخلفهم وبين نعيب الماضي الذي لا يلين على أولئك الذين
يجاهدونه. لقد كان أكبر من رجل. أجل إنه كان عصرًا. لقد أتم عمله
وأدى الرسالة التي اختارته لها الإرادة العليا التي تظهر في نظام القدر
كما تظهر في نواميس الطبيعة. فإن الأربعة والثمانين عام التي قضاها في
هذا العالم كانت جسرًا بين صعود الملوكية وبزوغ فجر الثورة فقد ولد
في عصر لويس الرابع عشر ومات في حكم لويس السادس عشر. فسطع
على مهده ضوء العرش العظيم كما انتشرت على كفنه الأشعة الأولى من
الهوة السحيقة.
فقد كانت أيام البلاط أعيادًا وكانت فرساي زاهية وباريس في جهل
وكان القضاة للتوحش الديني يحكمون بقتل الرجل المسن على الدواليب
وبنزع لسان الطفل لأنه أنشد إحدى الأناشيد. ورأى فولتير هذه الهيئة
النكدة النزقة وأدرك جميع القوى التي عبئت عليه من البلاط والأشراف
والممولين وهذا السواد الأعمى من الشعب وهذه المحاكم التي تذل الرعية
وتستذل للراعي فتسحق وتتملق وتجثو أمام الملك على رقاب الناس ثم هؤلاء
القساوسة وهم أخلاط مناكيد لا يعرفون سوى النفاق والتعصب فأعلن
عليهم الحرب وشن غارته على هذا التآلف المكون من المظالم الاجتماعية
وعلى هذا العالم القوي العظيم.
فماذا كان سلاحه؟ كان ذلك السلاح الذي هو أخف من الريح ولكن
له قوة الصواعق أعني به القلم. فجاهد فولتير بهذا السلاح وظفر به.
فلتحي هذه الذكرى. لقد انتصر وهو فرد يحارب جموعا متألبة. وكانت
حربه حربًا بين العقل والمادة بل بين الرأي والهوى أثيرت دفاعا عن
المحقين على المبطلين وعن المستضعفين على الظلمة الجائرين وكانت حرب
الدفاع عن الخير والرحمة. وكانت في قلبه رقة النساء وغضب الأبطال.
وكان هو عقلا كبيرًا وقلبًا عظيما. هزم القوانين القديمة ودمغ العقائد
العتيقة.
إنه انتصر على أشراف الاقطاعات وعلى قضاة القوط وقساوسة الرومان
ورفع العامة الرعاع إلى مقام الشعب. وكان يعلم وكان ينشر السلم وكان
ينشر المدنية. وكان لا يعبأ بالتهديد أو السباب أو الاضطهاد أو مقالة
السوء أو النفي. وكانت ابتسامته تدمغ العنف وكان يهزم الاستبداد بتهكمه
ويعبث بالمغرورين ويثبت أمام المكابرين ويتغلب على الجهالة بالحق.

أبوعبدالله 11-27-2011 12:28 PM

خطبة لكوشوث
 
(خطبة لكوشوث )
في سنة 1848 شملت أوربا أو كادت تشملها ثورة تختلف نزعة ومبادئ باختلاف
المكان. فكانت في هنغاريا تنزع نحو استقلال البلاد. فأخذ المجريون في الاتحاد
وكافحوا الاستبداد مكافحة الأبطال وأوشكوا أن يتغلبوا على النمسويين. فما هو أن
أحست روسيا بنهوضهم وقرب انفكاكهم من قيد العبودية حتى خشيت على بنائها
أن يتهدم في أثر هذه الحركة التي تصير عندئذ مثالا وقدوة للشعوب المغلوبة على
أمرها في دولة القياصرة. فأرسلت جموعها إلى النمسا وشدت أزرها فأخمدت ثورة
المجر. وعادت هنغاريا في قيد الاستعباد ولكن لم تمض عشرون سنة حتى نالت
.« النمسا والمجر » استقلالها وصارت شريكة في مملكة
وكان زعيم الثورة في سنة 1848 رجل يدعى كوشوث وقف حياته على استقلال
بلاده وأرصد جهوده لتخليصها من نير النمسويين. فلما تألب الاستبداد وعقد
الروسيون والنمسويون الخناصر على خنق حرية المجر وغمروهم بجيوشها فر إلى
تركيا. فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار فقبض عليه الأتراك وسجنوه بدسائس
السياسة النمسوية. وقضى سنوات يكابد عذاب السجن في الأناضول حتى تحرك الرأي
العام في انجلترا والولايات المتحدة وطلب الإفراج عنه فسعى سفيرا هاتين الدولتين
حتى أطلق سراحه فقضى سائر ما بقي له من العمر فيهما. وكان يخطب ويدعو
إلى نصرة بلاده. وقد ألقى الخطبة التالية في برلمان الولايات المتحدة في واشنطون إذ
دعاه الأعضاء إلى وليمة في سنة 1852 تكريمًا له وإعزازًا للمبدأ الذي قضى حياته
في الدفاع عنه. قال:
أقف الآن أمامكم كما وقف قينياس الإغريقي أمام مجلس الشيوخ في رومية
— ذلك المجلس الذي كان بكلمة واحدة حافلة بجلالة القوة يتحكم في
أحوال العالم ويقف عتاة الملوك عن السير في طريق أطماعهم — أقف الآن
أمامكم وقلبي مفعم بالإعجاب والاحترام لكم أنتم المتشرعون في هذا البرلمان
الذين تمثلون جلالة الأمة المتحدة. إن جدران مجلس الشيوخ الروماني لا
تزال أطلالها قائمة ولكن روحها قد هجرها إليكم بعد أن تنسم نسيم
الحرية. وتلك الأطلال التي لا تزال شاخصة تغشيها الكآبة هي رمز إلى
فناء الجهود الإنسانية وزوالها بينما هذا المكان هو رمز للحقوق الأبدية.
كان ذلك المجلس كاسيًا بلون الفتوح والحروب أحمر قانيًا وهو الآن في
ليل حالك من ظلام الظالمين بينما مجلسكم يسطع بضوء الحرية اللامع.
كان ذلك يحتجن العالم إلى مجده بينما مجلسكم هذا يحمي أمتكم ولا
يرضى بأن يستحوذ على شيء من حقوق الأمة. كان لذاك روعة القوة
التي لا تقاوم بينما أنتم تفخرون بتقييد هذه القوة. وكانت الأمم ترتعد
وترتجف إذا رأت ذلك المجلس بينما الإنسانية تعقد الرجاء بكم عندما
تنظر إلى مجلسكم. وكان لا يدخل ذلك المجلس من الغرباء إلا مهزوم أو
منكوب قد شدت أيديه بالأغلال لكي يركع عند أقدام الظافرين وأما أنتم
فيدخل الغريب المبتئس إليكم فتدعونه إلى أن يقعد بجانبكم حيث لا يدعى
الملوك والقياصرة وليس لهذا الغريب من ميزة سوى أنه زعيم مضطهد
ويل » : لأمة مقهورة لا حول له ولا قوة. كان شعار ذلك المجلس القديم
بينما شعاركم حماية المظلوم ولعنة الغاصب وعزاء المهزوم في « للمغلوبين
قضية الحق. وبينما كان ذاك يقعد فيه رجال يفخرون بسيادتهم على
العالم يقعد هنا رجال ينحصر مجدهم في الاعتراف بنواميس الطبيعة وبأله
الطبيعة وفي إنفاذ إرادة الأمة التي هم خدامها.
وإن في تكريمكم إياي لتاريخًا للأجيال المقبلة. أجل. إن الأجيال المقبلة
ستقرأ تاريخ ذلك الرجل الذي كان أول حاكم لبلاد المجر المستقلة فأخرجته
القوة الروسية الغاشمة طريدًا من بلاده فعاش في المنفى في بلاد الأتراك
يحميه سلطان مسلم من استكلاب الجائرين المسيحيين ثم طوحت به
دسائس السياسة إلى سجون آسيا ثم مدت إليه أميركا يده فخلصته حتى
إذا عبر المحيط الاطلانطيقي وهو يحمل آمال الأمم المظلومة ويقف أمام
أهل هذه الجمهورية الكبرى فيذكر أمامهم ظلامات بلاده وارتباطها بمصير
القارة الأوربية ويصرح بجرأة من يدافع عن حق بوجوب رفع مبادئ
الدين المسيحي إلى أن تكون قوانين دولية، لم ير أن جرأته قد قوبلت
بالصفح فحسب بل يجد أيضًا عزاء في عطف الملايين وتشجيع الأفراد
والمدن والاجتماعات والولايات تسنده معونتهم العاملة وتحييه حكومتهم
وبرلمانهم وتقعده مقعد الضيف المكرم وتسبغ عليه من المكارم ما لا يطمع
فيه أمير قوي. ثم هذه الوليمة وهذا الشراب الذي نتساقاه — أجل إن
لفي هذا تاريخًا للأجيال المقبلة.
وإني أؤكد دون تردد أنه لا يوجد في بلادكم العظيمة هذه رجل
واحد قد خطر برأسه أن يضع مقعد أطماعه على أطلال حرية بلاده.
وهو لو أتيح له تحقيق ذلك لما رغب فيه. لأن للمؤسسات التي تنشأ بين
ظهراني أمة أثارًا تنعكس على أخلاق أفرادها. ومن زرع الريح حصد
الزوابع. فالتاريخ يكشف عن مقاصد العناية الإلهية. فالله القادر يدير
العالم المادي والعالم الأدبي بنواميس أبدية. وكل ناموس مبدأ وكل مبدأ
ناموس. والأفراد كالأمم لهم حق اختيار المبادئ بما لهم من الإرادة الحرة.
ولكنهم إذا ما اختاروا لم يعد لهم مفر من نتيجة اختيارهم. فالحرية
من لوازم الحكومة الذاتية. والعدالة والوطنية من لوازم الحرية. ومن مبدأ
في الحكم يتولد الطمع. والاستبداد من لوازم الطمع. وإن بلادكم « المركزية »
لسعيدة لأنها قد أغرمت بالحكومة الذاتية غرامًا شديدًا. وعلى هذا الأساس
بنى آباؤكم بيتًا للحرية هو أمجد ما رأى العالم. ورقيتم أنتم بهذا البناء
حتى صار أعجوبة العالم. إن بلادكم لسعيدة إذ اصطفاها لله لكي يثبت
إمكان اتحاد الولايات المستقلة كل منها محتفظ بحقوقه واستقلال حكومته
ومع ذلك فهي كلها متحدة في دولة واحدة لكل نجم منها نوره الخاص
يتلألأ ومن الجميع تتألف مجموعة تضيء سماء البشر.

أبوعبدالله 11-27-2011 12:35 PM

خطبة :ابراهام لنكولن
 
(خطبة للنكولن )
1865 ) زعيما لحزب تحرير العبيد في الولايات المتحدة – كان ابراهام لنكولن ( 1809
الاميريكية ثم رئيسًا لهذه الجمهورية الكبرى. وربما لم تقع في العالم حرب أشرف
من هذه الحرب. فقد انشطرت الأمة شطرين: احدهما المؤلف من أهل الشمال
يقودهم لنكولن يرغب في محو العبودية ورفع الزنوج إلى مرتبة الأحرار. ولم تكن
لهم مصلحة مالية في ذلك ولم يكن لهم مأرب خاص وإنما غايتهم تحرير الإنسان.
وكان الشطر الثاني مؤلفًا من أهل الجنوب وكانوا يستوردون العبيد من أفريقيا
ويستغلونهم في مزارعهم فيسخرونهم لأعمالهم يشتغلون نهارهم بلا أجر لا يأخذون
من أسيادهم سوى كفافهم من الطعام. واشتعلت الحرب وانهزم أهل الجنوب وفتح
بذلك للإنسان فتح جديد في المبادئ الأدبية العليا. وقد ألقى لنكولن الكلمات الآتية
في خطبة افتتاح عهد الرياسة الثانية. قال:
أبناء وطني: في وقوفي الآن أمامكم للمرة الثانية لكي أقسم يمين عهد
الرياسة لا تتيح لي الفرصة أن أسهب في الكلام بمقدار ما فعلت في المرة
الأولى. فقد كان من المناسب في ذلك الوقت أن ألقي أمامكم بيانًا مفصلا
بعض التفصيل عن الخطة التي أزمعنا إتباعها. أما الآن فبعد انصرام أربع
سنوات تليت فيها تصريحات عمومية عن أماكن النزاع ووجوهه — هذا
النزاع الذي لا يزال يستغرق جهود الأمة وهمها — فليس لدي من القول
مما جد سوى القليل. فإن تقدم جيوشنا الذي يتوقف عليه كل شيء آخر
معلوم لديكم كما هو معلوم لدي. وإني أعتقد أنه تقدم يجب أن نقنع به
ونتشجع منه. ولست أجرؤ على التنبؤ ولكن رجائي في المستقبل عظيم.
وقد كانت أفكارنا في مثل هذا الموقف منذ أربع سنوات تتجه نحو حرب
أهلية وشيكة الوقوع. وكنا كلنا نخشى هذه الحرب. وكنا كلنا نبحث عن
السبيل إلى تجنبها. وبينما كانت الخطبة الافتتاحية تلقى من هذا المكان
وكانت كلها تدعو إلى الاتحاد وتجنب الحرب كانت العوامل الثائرة تعمل
في المدينة لتمزيق هذا الاتحاد بدون الحرب وقسمة الغنائم بالمفاوضات.
وكان كلا الحزبين يكره الحرب ولكن كان أحدهما يؤثر الحرب على تمزيق
وحدة الأمة. فكانت الحرب.
كان العبيد السود يؤلفون الثمن من سكان هذه البلاد ولم يكونوا
متوزعين بالتساوي في أنحائها وإنما كانوا يسكنون الجنوب. ومن هؤلاء
العبيد كانت تنتفع أناس منفعة خاصة عظيمة. وكلنا كنا نعرف إن
هذه المنفعة ستثير الحرب. وكان الثائرون الداعون إلى تمزيق وحدة الأمة
يقصدون إلى تقوية هذه المنفعة وتخليدها ومد شبكتها ولم يكن قصد
الحكومة إلا تحديد هذه المنفعة وقصرها على مكانها دون أن تتسع دائرتها
إلى ولايات أخرى. ولم يكن أحد الحزبين يتوقع أن تبلغ الحرب هذا المدى
أو تطول إلى هذه المدة كما لم يكن أحدهما يتوقع حسم النزاع والإتفاق
قبلما تعرف نتيجة الحرب. فكان كلاهما ينتظر انتصارًا سهلا أهون في
النتائج وأقل في الروعة. فكلاهما يقرأ إنجيلا واحدًا ويصلي لإله واحد.
وكلاهما يدعو لله أن يعينه على خصمه. وربما يتراءى لكم من الغريب أن
يدعو إنسان ربه لكي يؤيده في انتزاع الخبز من عرق جبين الآخرين ولكن
لنترك الحكم على الناس حتى لا يحكم علينا. ولم يستجب لله لدعوات
أحد الحزبين استجابة تامة لأن للخالق مقاصد لا ندركها.
وإذا نحن اعتقدنا أن هذا الرق الأفريقي هو أحد تلك الذنوب التي
قدر لله حدوثها في وقت ما وأن هذا الوقت قد انقضى بحكم لله وأن
عنايته الإلهية قد قضت بأن يزيل هذا الذنب وأنه قد واجد هذه الحرب
الهائلة لهذا القصد فهل نجد في هذا مخالفة للصفات الإلهية التي يؤمن
المؤمنون بوجودها في لله؟
وإنا لنرجو الرجاء كله ونصلي الصلوات الحارة لكي تنتهي هذه
الحرب العتيدة وتزول بليتها عنا. ولكن إذا كانت إرادة لله قد قضت بأن
تستمر هذه الحرب حتى تأكل الأموال التي تكدست من كد العبيد كدًا
غير مكافأ مدة مائتي وخمسين عاما وحتى يأخذ السيف من دم سادة
العبيد مقدار ما أخذه هؤلاء بالسوط من دم عبيدهم كما قيل منذ ثلاثة
ألاف عام فيجب أن نقول إن إرادة لله هي الإرادة الصادقة وهي الإرادة
الحقة.
فلنجاهد في إنهاء هذا العمل الذي نحن فيه وصدورنا خلو من النيات
السيئة نحو الناس وقلوبنا تفيض بالتسامح نحو الجميع ثابتين في الحق
كما يرشدنا إليه لله حتى نضمد جراح الأمة وعلينا أن نعنى بذلك الذي
اصطلى بنار الحرب ونعنى بمن تركه من الأيامى والميتمين. وأن نعمل كل
ما يهيئ لنا صلحًا دائمًا بيننا وبين جميع العالم.

أبوعبدالله 11-29-2011 06:17 PM

خطبة : مارتن لوثر كينج
 
مارتن لوثر كينج

مناضل أمريكي ضد العنصرية حظى بشعبية كبيرة وارتبط اسمه بالدعوة للحرية ونبذ العنصرية، فاستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، وتمر ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينج في 15 يناير لنتذكر أحلامه والتي قال عنها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".

قبل مائة عام ، أعلن أحدُ الأمريكيين العِظام ، والذي نقف الآن في أثرٍ من آثاره ، بيان التحرير . كان ذلك القرار الخطير بمثابة شُعلةٍ تهتدي بها آمالُ الملايينِ من العبيد الزنوج ، الذين أُذبلت سنيّهم في لهيبِ الظلم المهلك . فجاء القرار كفجرٍ ضاحكٍ ليُنهيَ ليل العبوديةِ الطويل .
ولكن ، وبعد مائة عام ، يجب علينا أن نواجه الحقيقة المأساويّة وهي أن الزنجيّ لا يزالُ مُعاقاً بقيودِ العزلِ العرقيّ ، وأغلالِ العنصريّة . بعد مائة عامٍ ، لا يزالُ الزنجيُّ يعيشُ على جزيرةِ فقرٍ وحيدة في وسط محيطٍ فسيحٍ من الرخاءِ الاقتصادي .
بعد مائة عامٍ ، لا يزالُ الزنجيُّ يذبُل في زوايا المجتمع الأمريكي ، ويجدُ نفسهُ منفيّاً في أرضه . لهذا ، جئنا إلى هنا اليوم كي نصوّر لكم وضعاً مروّعاً .
لقد أتينا إلى عاصمة دولتنا لنصرف ( شيكاً ) ؛ فعندما كتب الذين أنشئوا جمهوريتنا كلماتٍ عن الدستور وإعلان الاستقلال ، كانوا يوقّعون على صكٍّ أصبح كلُّ أمريكي ينتظر أن يرثه .
كان ذلك الصكُّ وعداً بأن للجميع ضمانٌ بحقوقٍ لا تضيع ، وحريةٍ ، وسعيٍ حثيثٍ نحو السعادة .
إنه لمن الواضح للعيان أن أمريكا اليوم خالفت بنود ذلك الصكّ كلما تعلّق الأمرُ بمواطنيها السود . فبدلاً من الوفاء بأحكام ذلك الالتزام ، أعطت أمريكا الزنوجَ ( شيكاً ) زائفاً . ( شيكاً ) كُتبَ عليه بعد محاولة صرفه : " لا يوجد رصيدٌ كافٍ " .
ولكننا نرفضُ أن نصدّق بأن مصرف العدل قد أفلس . نرفضُ أن نصدّق بأن لا أموال كافية في الخزائن الضخمة للفرص في هذه البلاد . لذا ، فقد قدِمنا لنصرف هذا ( الشيك ) الذي سيمنحنا ، نزولاً عند طلبنا ، ثروةَ الحريّة ، وأمن العدالة . كما أننا قدمنا إلى هذه البقعة المبجّلة لنذكّر أمريكا بالإلحاح الجبّار لـ ( الآن ) .
إن هذا الوقت ليس وقتُ الانخراط في التهدئة ، أو وقت تعاطي مسكنّات التدرجية . الآن هو الوقتُ الذي فيه نُبرم وعوداً حقيقية للديمقراطية . الآن هو الوقتُ الذي فيه ننهضُ من الظلام ونهجر وادي التمييز العنصري لنصلَ إلى الطريق المشمس للعدالة العرقية . الآن هو الوقت الذي فيه نفتحُ أبواب الفرص لكل أبناء الرب . الآن هو الوقتُ الذي فيه نرفعُ أمتنا من الرمال المتحركة للظلم العنصري ، إلى صخرةِ الأخوّةِ الصلبة .
إن الأمر قد يُصبح مُهلكاً إن تغافلت الدولةُ عن إلحاح هذا الوقت ، أو استخفّت بعزيمةِ الرجل الأسود . لن يمرّ صيف السخط القائظُ هذا حتى يأتي خريفٌ يُنعشُ في هذه البلاد الحرية والمساواة . وإن عام 1963 ليس النهاية ، بل البداية .
إن أولئك الذين يتمنون أنه لابد للرجل الأسود من أن يكبح غضبه ، ويرضى بواقعه ، سيواجهون إيقاظاً عنيفاً إذا ما عادت الدولة إلى عادتها كالسابق . لن يكون هناك سكونٌ ولا راحة في أمريكا حتى يُمنح الرجل الأسود حقوق المواطن . هذا وسوف تستمرُّ زوبعةُ الثورةِ في هزّ قواعد الدولة إلى أن يأتيَ يومٌ مشرقٌ يبزغُ فيه العدل .
ولكن هناك شيءٌ يجب عليّ قوله لأبناءِ شعبي الذين يقفون على عتبةٍ ساخنةٍ توصلهم إلى قصر العدالة . يجب علينا في عملية حصولنا على مكاننا الشرعيّ أن لا نرتكب أفعالاً غير شرعية . دعونا لا نبحثُ عما يُطفئُ ظمأنا للحرية بالشرب من كاس المرارة والكراهية . يجبُ علينا دوماً أن نقود كفاحنا إلى مستوىً عالٍ من الكرامة وضبطِ النفس . يجبُ علينا أن لا نسمح لاحتجاجنا أن ينحطّ على درجةِ العنفِ الجسدي . ومرةً بعد مرة ، يجبُ علينا أن نبلغ القمم المهيبة لاجتماع قوة الجسد مع قوة الروح .
إن روح النضالِ الجديدة والرائعة ، والتي تشبّع بها مجتمعُ السود ، لا يجبُ أن تقودنا إلى الارتيابِ في جميع البيض ؛ لأن العديد من إخواننا البيض ، كما دلّ على هذا وجودهم اليوم بيننا ، أدركوا أن قدرهم مقيّدٌ بقدرنا ، وحرّيتهم هي رابطٌ لا يقبل الإنفصام عن حريّتنا . فنحنُ لا يمكننا أن نمضي وحدنا .
وبينما نحن نمضي قُدماً ، يجبُ علينا أن نأخذ على أنفسنا عهداً بأن نواصل المسيرة . فلا يمكننا أن نتراجع . هنالك أناسٌ يسألون أنصار الحقوقِ المدنيّة : " متى ترضون ؟ " . لن نرضى ما بقيَ الزنجيُّ ضحيةً لرعبٍ لا يوصف من وحشية رجال الشرطة . لن نرضى أبداً ما دامت أجسادنا مثقلة بجهدِ الترحال ، ولا تستطيع الحصول على مثوى في الفنادق الرخيصة المنتشرة على الطرق الطويلة ، أو في الفنادق الكبيرة في المدن . لن نرضى ما دامت حركةُ الزنجيّ مقيدةً بالانتقالِ من حيٍ صغيرٍ إلى حيٍ أكبر . لن نرضى أبداً ما دام الزنجيُّ في ( المسيسيبي ) لا يملك حق التصويت ، والزنجيُّ في ( نيويورك ) لا يؤمنُ في شيءٍ يصوّتُ من أجله . لا ، لا ، لسنا راضون . ولن نرضى حتى يتدفّق العدلُ كالماء ، والاستقامةُ كالنهرِ العظيم .
أنا لم أنس أن بعضكم قد جاء إلى هنا بعد ويلاتٍ ومحنٍ عصيبة . فبعضكم قد خرج لتوّه من زنزانات السجن الضيّقة . وبعضكم قَدِم من مناطق جعلهم مطلبُ الحرية فيها تحت وطأة الإعتداء المستمر لعواصف الاضطهاد ، وجعلهم مصعوقين بسبب وحشية رجال الشرطة ، فأصبحتم جميعاً متمرسّين في الألم . واصلوا عملكم بإيمانٍ قوي بأن الألم المفروض علينا هو ألمٌ افتدائي في سبيل القضية .
عودوا إلى ( المسيسيبي ) ، وعودوا إلى ( ألاباما ) . عودوا إلى ( جنوب كارولينا ) . عودوا إلى ( جورجيا ) . عودوا إلى ( لويزيانا ) . وعودا إلى الأحياء الفقيرة الضيّقة في مدننا الشمالية ، واعلموا أنه بطريقةٍ ما سوف يتغير هذا الوضع . دعونا لا نتخبّط في وادي اليأس .
إخواني ، أقول لكم اليوم بأنه رغم الصعوبات والإحباطات التي نمرّ بها ، إلا أنني ما زلتُ أحتفظُ بحلمي . إنه حلمٌ متأصلٌ بعمق في الحلم الأمريكي .
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف تنهض دولتنا وتُحيي المعنى الحقيقي لعقيدتها فتقول : " إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيّنةً بأن الجميع خُلقوا متساوين ".
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام وعلى تلال ( جورجيا ) الحمراء ، سوف يجلس أبناءُ العبيد السابقين ، وأبناء أصحاب العبيد معاً على مائدةِ الأخوّة .
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام ، حتى ولاية ( المسيسيبي ) ، والتي تُعدّ صحراء قائظة بفعل حرارة الظلم والاضطهاد ، سوف تتحولُ إلى واحةٍ للحرية والعدالة .
لديّ حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوماً ما في دولةٍ لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم ، وإنما شخصهم وأفعالهم . لديّ اليوم حلم .
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام في ( ألاباما ) ، والتي بها تقطر شفتا الحاكم كلماتِ التطفّل ومنع تنفيذ قرارات الدولة في الولاية(1) ، أحلمُ بأن تتحول الولاية إلى درجةٍ حيث يستطيع الأولاد والبنات السود أن يشبكوا أياديهم بأيادي الأولاد والبنات البيض ، ويمشون معاً إخوةً وأخوات .
لديّ حلمٌ اليوم . لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف يُرفع كلُّ وادٍ ، وتُخفضُ كلُّ الجبال والتلال ، وتُسوّى الأراضي غير المستوية ، وتُقوّمُ الطرق المعوجّة ، ويظهر مجد الرب حيث يراه كل البشر معاً .
هذا هو أملنا . هذا هو الإيمان الذي به أعودُ إلى الجنوب . بهذا الإيمان ، سوف نستطيع أن نشقّ جبل اليأس بحجرٍ من الأمل . بهذا الإيمان ، سوف نستطيع أن نحوّل النشاز المزعج في دولتنا إلى سيمفونيةِ أخوّةٍ جميلة . بهذا الإيمان ، سنستطيع أن نعمل معاً ، ونصلي معاً ، ونكافح معاً ، ونُسجن معاً ، ونقف للحريةِ معاً ، مؤمنين بأننا يوماً سنكون أحراراً .
سيكون هذا هو اليوم الذي فيه يغني كل أبناء الربِ بمعنىً جديد :
وطني ، إنها أرضك ..
أرضُ الحريةِ الحبيبة ..
لأجلك أغني :
الأرضُ التي مات فبها آبائي ..
أرضُ فخر المهاجرين ..
من كل انحدارات الجبال ،
فليُقرع جرسُ الحرية ..
وإن أرادت أمريكا أن تصبح دولةً عظيمة ، فيجب أن يأتيَ هذا اليوم . لذا ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من قمم تلال ( نيوهامبشاير ) الضخمة .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( نيويورك ) الجبّارة .
فليُقرعُ جرسُ الحريةِ من جبال ( الغينيس ) المتضاعفة في ( بنسلفانيا ) .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( روكي ) المكللةِ بالثلوجِ في ( كولارادو ) .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من القمم المنحنية في ( كاليفورنيا ) .
ولكن ليس هذا فقط ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبل ( الحجر ) في ( جورجيا ) .
فليُقرع جرسُ الحرية من جبل ( لوكاوت ) في ( تينيسي ) .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من كل تلٍّ ، ومن كل تلّ خُلدٍ في ( المسيسيبي ) .
عندما نقرع جرس الحرية ، وعندما نقرعه من كل القرى الصغيرة والكبيرة ، ومن كل ولاية ومدينة ، سنستطيع أن نعجّل قدوم ذلك اليوم المنتظر الذي فيه أبناء الرب جميعهم ، الرجال السود والرجال البيض ، اليهود واللايهود(2) ، البروتستانت والكاثوليك ، يشبكون أياديهم ويتغنّون بكلماتِ الأنشودة الدينية الزنجية :

أحرارٌ أخيراً .. أحرارٌ اخيراً

عبدي أق تلي 11-30-2011 09:08 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
مشكوووووووووور أخي على بحثك الرائع واصل و لا تمل فمنكم نستفيد

محمد أغ محمد 12-03-2011 09:57 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
http://alsoque.net/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف تنهض دولتنا وتُحيي المعنى الحقيقي لعقيدتها فتقول : " إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيّنةً بأن الجميع خُلقوا متساوين ".

أبوعبدالله 12-10-2011 10:09 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
الشكر للأخوين الفاضلين :عبدي أق تلي ومحمد أغ محمد على مرورهم الكريم على هذا البحث المتواضع اللذي يحمل الكثير من المعاني والرسائل الإنسانية عبر التاريخ ,فالبحث تناول أهم الخطب التي تركت بصماتها وتأثيرها على الحراك الإنساني , وما تحمله تلك الخطب من أدوات التأثير تجاه الحاجات الإنسانية التي لم تختلف كثيرا منذ أكثر من الفي عام فما زال هم الإنسان هو هو وهو الأمن و العدل والمساواة والحرية . ,

عبادي السوقي 02-20-2012 02:50 PM

رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
 
هذا الخطاب ألقاه الرفيق ماو تسي تونغ في الدورة الحادية عشرة ( الموسعة ) لمجلس الدولة الأعلى المنعقدة في 27 شباط (فبراير) 1957 . وقد أعاد الرفيق ماو تسي تونغ النظر في المحضر وأدخل فيه بعض الإضافات قبل أن تنشره جريدة جينمينجيباو (جريدة الشعب اليومية) بتاريخ (يونيو) 1957 .
المحتويات

1 – نوعان من التناقضات مختلفان من حيث طابعهما http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/a
2 – مسألة استئصال المعادين للثورة
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/b
3 – مسألة التعاون في الزراعة
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/c
4 – مسألة الصناعيين والتجار
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/d
5 – مسألة المثقفين
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/e
6 – مسألة الأقليات القومية
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/f
7 – التخطيط الموحد والتقدير الشامل والترتيبات الملائمة
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/g
8 – حول (( دع مئة زهرة تتفتح ومئة مدرسة فكرية تتبارى )) و (( التعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة ))
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/h
9 – حول مسألة الفتن التي أثارها عدد قليل من الناس
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/i
10 – هل يمكن أن يتحول شيء سيء إلى شيء جيد ؟
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/j
11 – حول ممارسة التوفير
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/k
12 – طريق تصنيع الصين
http://sites.google.com/site/maoforarab/chief/11/l


الساعة الآن 10:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010