منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من العادات الأزوادية (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=1006)

أبو فارس 03-12-2010 08:21 PM

من العادات الأزوادية
 



العادات الأزوادية كثيرة كغيرها.. وربما شاركهم فيها غيرهم ممن خالطهم.. أو وافقهم فيها البعض ممن نأى عنهم.. المهم هنا أن نسلّط الضوء على بعضها مع التعريف الملخّص بها وبأهم خصائصها وفوائدها.. مع إشارة نقديّة لما يحتاج منها إلى ذلك .. كل ذلك بالتقريب أو المثال.. أو بحسب ما يقتضيه الحال..


وأذكركم بأن وجود بعض هذه العادات حتى اللحظة.. يجعل الهدف من طرحها يتجاوز مجرّد المعرفة أو التسلية بها.. بل لا بد من إبداء وجهتيها الحسنة والأخرى إن وجدت..حتى نخرج بالمفيد وندرك المقصود..

وكلّي أمل أن يحظى منكم هذا الطرح بالقبول.. وتحياتي للجميع.

وحتى يتّضح ما أريد ويقرب من الأذهان..أمثّل هنا ببعض العادات التي يمكن تناولها مع محاولة التعريف بها حسب معرفتي وباختصار شديد، وليعذرني من هم أعرف مني، وأرجو أن يتمثل إعذارهم لي في تصحيحهم للمعلومة وتصويبهم لطريقة صياغتها:


· (تبُّوبشا) وهي اتخاذ شخص معيّن أو قرابة معيّنة وقفاً للمزاح لدرجة المبالغة أحياناً وبدون إذنه!؟ بسبب قرابة تربطك به أو عرف سائد.. وسواء في ذلك المعقودة بين أفراد الأسرة الواحدة لقرابة ما.كالتي بين أبناء الأخوال..أو بين ابن العمة والخال. أو المعهودة بين قبيلة وأخرى.. كالتي بين قبيلة (الأنصار) وبين قبيلة (إمغاد) مثلاً.


· (تيبودار) وهي عادة تجعل التصرف العادي من قبلك غير مقبول تجاه شخص ما لمجرد ارتفاعه عنك نسباً قرب أو بعد.. وإن كانت ألصق عند الإطلاق بصدوره تجاه الأخ الأكبر أو من هو فوقه كالأب والعم..الخ


· (آشيُّوف) وهي عادة طريفة جميلة يقوم بها الأطفال بمساعدة وتنسيق من بعض النساء في يوم سابع كل مولود.. والمقصود منها إظهار البهجة بالمولود إضافة إلى جمع أولئك الأطفال للهدايا من أقارب المولود.. وجيرانهم.. ولها ترتيبات خاصة.. لعل من هم أعرف مني يضيفونها.


· (أكارّاد) صدقة عن الميت وغالباً ما تكون بقرة تذبح صدقة عن الميّت بعد الوفاة.. وتحتاج إلى مزيد تفصيل من أهل الخبرة.

فنطرح في كل مرة، واحدة من هذه العادات المذكورة أو غيرها( من عندكم).. ثم نعلّق عليها بما لدينا من معلومات وتنبيهات واستفسارات حولها.

وهكذا.. حتى نقف ونسلط الضوء ـ تعريفاً ونقداً وتصحيحاً وتعليقاً ـ على أكثر ما يمكن من العادات التي لها العديد من الخلفيات المختلفة عقدياً واجتماعياً وتاريخياً.

وسأترك اختيار االعادة التي سنبدأ بها لأول متفاعل يرغب في ذلك..

اليعقوبي 03-12-2010 10:37 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif



العادات الأزوادية كثيرة كغيرها.. وربما شاركهم فيها غيرهم ممن خالطهم.. أو وافقهم فيها البعض ممن نأى عنهم.. المهم هنا أن نسلّط الضوء على بعضها مع التعريف الملخّص بها وبأهم خصائصها وفوائدها.. مع إشارة نقديّة لما يحتاج منها إلى ذلك .. كل ذلك بالتقريب أو المثال.. أو بحسب ما يقتضيه الحال..


وأذكركم بأن وجود بعض هذه العادات حتى اللحظة.. يجعل الهدف من طرحها يتجاوز مجرّد المعرفة أو التسلية بها.. بل لا بد من إبداء وجهتيها الحسنة والأخرى إن وجدت..حتى نخرج بالمفيد وندرك المقصود..

وكلّي أمل أن يحظى منكم هذا الطرح بالقبول.. وتحياتي للجميع.

وحتى يتّضح ما أريد ويقرب من الأذهان..أمثّل هنا ببعض العادات التي يمكن تناولها مع محاولة التعريف بها حسب معرفتي وباختصار شديد، وليعذرني من هم أعرف مني، وأرجو أن يتمثل إعذارهم لي في تصحيحهم للمعلومة وتصويبهم لطريقة صياغتها:


· (تبُّوبشا) وهي اتخاذ شخص معيّن أو قرابة معيّنة وقفاً للمزاح لدرجة المبالغة أحياناً وبدون إذنه!؟ بسبب قرابة تربطك به أو عرف سائد.. وسواء في ذلك المعقودة بين أفراد الأسرة الواحدة لقرابة ما.كالتي بين أبناء الأخوال..أو بين ابن العمة والخال. أو المعهودة بين قبيلة وأخرى.. كالتي بين قبيلة (الأنصار) وبين قبيلة (إمغاد) مثلاً.


· (تيبودار) وهي عادة تجعل التصرف العادي من قبلك غير مقبول تجاه شخص ما لمجرد ارتفاعه عنك نسباً قرب أو بعد.. وإن كانت ألصق عند الإطلاق بصدوره تجاه الأخ الأكبر أو من هو فوقه كالأب والعم..الخ


· (آشيُّوف) وهي عادة طريفة جميلة يقوم بها الأطفال بمساعدة وتنسيق من بعض النساء في يوم سابع كل مولود.. والمقصود منها إظهار البهجة بالمولود إضافة إلى جمع أولئك الأطفال للهدايا من أقارب المولود.. وجيرانهم.. ولها ترتيبات خاصة.. لعل من هم أعرف مني يضيفونها.


· (أكارّاد) صدقة عن الميت وغالباً ما تكون بقرة تذبح صدقة عن الميّت بعد الوفاة.. وتحتاج إلى مزيد تفصيل من أهل الخبرة.

فنطرح في كل مرة، واحدة من هذه العادات المذكورة أو غيرها( من عندكم).. ثم نعلّق عليها بما لدينا من معلومات وتنبيهات واستفسارات حولها.

وهكذا.. حتى نقف ونسلط الضوء ـ تعريفاً ونقداً وتصحيحاً وتعليقاً ـ على أكثر ما يمكن من العادات التي لها العديد من الخلفيات المختلفة عقدياً واجتماعياً وتاريخياً.

وسأترك اختيار االعادة التي سنبدأ بها لأول متفاعل يرغب في ذلك..


</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
الأخ الكريم الفارس: أبا فارس.. حياك الله ضيفا عزيزا كريما..
أهلا وسهلا ببراعة استهلالك التي تنبئ عن فصول وأبواب من الإفادة والاستفادة ..
وأنعم وأكرم بإبداعك في طرحك وفكرتك .. وبراعتك في لغتك وأسلوبك ومفرداتك..
ومشاركة لك في موضوعك القيم أقدّم بعض الخطوط العريضة لرؤيتي في موضوع العادات، ثم أدخل معك في العادات التي ذكرتها:
وعليه يمكن تقسيم عاداتنا كغيرنا إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عادات حرمتها الشريعة، أو تؤدي إلى ما هو محظور فيها: كالاختلاط، وما قد يجره..
القسم الثاني: عادات أمرت بها الشريعة أو هي مطية إلى تحقيق بعض مصالحها: كاحترام الكبير والأب، وما يؤدي إليه.
وبقي قسم ثالث: لم يوقف على نص يحرمه، نعم ليس من المطلوب شرعا: كاللثام، وعدم مؤاكلة الصهر..
فأما القسمان الأول والثاني: فلا غبار عليهما، بقي القسم الثالث، وهو الذي ينبعي أن يكون محل دراسة من ناحية شرعية واجتماعية، فإن لكل قوم عادات مزعجة ثقيلة مبرمة .. تعدّ عندهم آكد من ركعتي الفجر .. والوتر عند الأحناف... ولو أن الأمر كان فيها على ما يريد الإنسان اختياره منها لكان أمره هينا .. لكن المشكلة أنها مسار إجباري بالنسبة لأهلها، بل هي مناط المروءة والشرف والشهامة والرجولية وتقدير الآخرين في كثير من الأحيان .. وإن كانت تافهة المظهر..
قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
صدق شيخنا:
ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ..
فنحسن اللثام ونتقنه أمام الناس كي يقبلوا منا أن يرخوه في الصلاة (كما بوّب مالك في الموطأ بمنع ذلك)...
أما ما ذكرت من العادات فهذا تصوري لكل واحدة منها: في أصلها، وواقعها والمأمول منها.
أما تبوبشا: ففهمي لها أنها في الأصل رمز للتواصل والمحبة والخصوصية، ثم هي في الواقع كغيرها من (الأشياء) مطية يركبها الأتقياء إلى صلاة الفجر في الظلم، وينيخها الآخرون أمام الحانات: بمعنى الواصل يجعلها أداة لزياة صلة الرحم، والبر كذلك في البر، وسيئ الطباع والمتربص والحاقد يتنفس من خلال بوقها بما لا يقوله إلا في كسر بيتها. والمأمول أن تستغل هذه الخصوصيات العامة والخاصة القريبة والبعيدة لإشاعة الألفة والتحاب والحفاوة والابتسامة والكلمة الطيبة الحسنة والخدمة المادية والمعنوية...
(أما تبدوار) فهي في الأصل مرادفة للعقوق وهو من المنهيات، وأما ما ذكرت من الأخ الأكبر والعم وإن كان بعيدا فله أصل شرعي فقد جاءت الشريعة باحترام الأكبر وتقديمه، انظر إلى حديث حويصة ومحيصة .. فهي من النوع الأول من جهة ومن الثاني من جهة أخرى.. والواقع الذي عشته في محيطي ومن جاورت أو زرت أن هذه العادة جبل من أواخي البر، وسلطان وازع يكف عن كثير مما نفرت عنه الشريعة، والمأمول أن يشد ويشاد بها، ويحافظ ويحث عليها.
(أما اكارّاد) فالذي أعرف (تار أكارّد) أي فاكة القيد، وهي كما وصفت، أصل الصدقة على الميت لا يخفى لكن في تخصيصها بذبيحة وتسميتها بهذا الاسم الذي يدل على أن هناك قيدا معتقدا أن الميت مسلسل فيه حتى تذبح الذبيحة، وفيما يكون مع ذلك من ختم القرآن واجتماع الناس ... في كل ذلك التفاف أوراق إشكالات لها ظلال كثيرة تحجب الرؤية (بالنسبة لي) دون إباحتها أصلا.. مما يجعلها محل بحث ودراسة..
أما أشيّوف: فشيئ جميل جدا واضح أمره، لكن ينبه إلى أنه إن كان من أحد الأبوين، فيجب على الراجح من أقوال أهل العلم العدل بين المولود وبقية إخوانه وإن كانوا والدين ...
هذا ما سمح به الوقت والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
تذييل: أنبه في موضوع تهذيب العادات على أساسيات لا بد من الإشارة إلى أصولها:
أولا: حاجّهم بما يعرفون، ولا تحدثهم بمقدار علمك، ولا بحجم قناعتك، فأنت قد تغيرت وتطورت ورأيت وسمعت وقرأت وكتبت، أما هم فأصولهم هذه العادات، فهب أنك تخطب من سيبويه أن يكسر الفاعل. فابذل مهرا عاليا.. فالإقناع لا يتم إلا بعربون.. "ولن تسعوا الناس بأموالكم" وفي وسائل التعبير حتى تجاعيد الوجه صعيد طيب يتيمم به من لا ماء معه أوالهمزة لام.
ثانيا: تحدث عن العادات في إطار عام، ولا تجعلها عنوانا، مثلا: لا تتحدث عن هضم حق الصغير كأنك تريد أن تناقش أبا حنيفة في حجية قياس (تبودار) لكن علق بها في موضوع الإحسان والعدل وحسن الخلق والرفق وانح هذا النحو .. انحت لكل عادة إطارا مقبولا ما...
ثالثا: من المستحسن أن تقدم بالإشادة بالعادة وأن لها أصلا وفوائد، ثم تتخلص إلى مواضع سوء استعمالها ... ولا يكن كأنك تتحدث عن رفع واقع ذهني ..
رابعا: إياي أن أصدّر إلى قومي عادات الآخرين وتقاليدهم..فالناس إنما يحتاجون إلى الدين والعلم والمال.. أما العادات والأعراف فهي هي، فمن المضحك أن أسخر بــتدّبارات، وأنا ألبس العقال، أو أن أسخر بإنفد، وأنا ألبس كرافيت.. لا فرق...
أخي أبا فارس: أعتذر عن التطويل في هذا الهامش فإن الموضوع مهم جدا وأنت جزاك الله خيرا صغته بأسلوب وطيقة ومفردات هزت أعماقي .. لك تقديري وشكري

السوقي الخرجي 03-13-2010 11:31 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
شكرا لك يا أبا فارس موضوعك جميل وأسلوبك أجمل, ولامزيد على ماقال اليعقوبي, إلا ما يتعلق بالبحث في هذا الموضوع, فإنه يحتاج إلى بعض الوقت وإلى ذلك الحين أستودعك الله.

أبوعبدالله 03-13-2010 02:38 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
حيا الله يا أخي أبا فارس في منتديات مدينة السوق وحي المواضيع الثقافية والجادة
التي تتناول الإرث الثقافي لأبناء أزواد بشيئ من الدراسة والتحليل والنقد ومنها موضوعك هذا, الذي سلط الضوء على بعض ما يميز شعب أزواد عن غيره من شعوب العالم وستكون لي عودة إنشاء الله, وأحب هنا أن اشيد بمداخلة أخي اليعقوبي فقد أجاد وأفادكما أجدت في طرح الموضوع

ربيع 03-13-2010 06:52 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
وصلت - بضم التاء- متأخرا نوعما... ولكن الحضور متأخرا أفضل من عدم الحضور أصلا...ساقني قدري إلى الاطلاع على مقال ( أبو فارس) وتعليقات الإخوة... فأحببت أن أسجل للفرسان تحياتي، وأهدي للفارس الإعجاب الصادق بالأسلوب في الطرح، وحسن الاختيار، فإلى الأمام سر.... لك كل تحياتي وإعجابي

أبو فارس 03-15-2010 08:33 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
عزيزي اليعقوبي
أشكر لك هذه الحفاوة الترحيبية
كما أشكرك على ما غمرت به حروفي المتواضعة من ثناء أشك في استحقاقها له.
ثم استأذنك شيخنا في الوقوف مع ما تفضلتم به من بيان شاف كاف حول العادات.. تأصيلاً وتعقيبا.. على وجه يعز الوقوف على مثله.. وقد استفدت غاية الاستفادة من هذا العرض الرائع المردف بالتوجيه، المنمق بالاستعارات والاقتباسات البديعة، مع نكهة علمية ممزوجة بالثقافة لا توجد إلا عند النادر من علمائنا.. فهذا الأسلوب الشرعي الممزوج بالدراية الثقافية والدربة التوجيهية هو ما نحتاجه في عصرنا الحاضر، وهو ما يمكن أن يحدث أثراً ويغيّر في أجيالنا إلى الأفضل، وهو المستعذب لدى الطلاب أمثالي.. فجزيتم خيراً شيخنا الفاضل.


فإن لكل قوم عادات مزعجة ثقيلة مبرمة .. تعدّ عندهم آكد من ركعتي الفجر .. والوتر عند الأحناف... ولو أن الأمر كان فيها على ما يريد الإنسان اختياره منها لكان أمره هينا .. لكن المشكلة أنها مسار إجباري بالنسبة لأهلها، بل هي مناط المروءة والشرف والشهامة والرجولية وتقدير الآخرين في كثير من الأحيان .. وإن كانت تافهة المظهر..

وهذا يا شيخنا ما يثير العديد من التساؤلات..
لماذا تقف المجتمعات مستسلمة أمام عاداتها وأعرافها وعاجزة عن تغيير شيء منها؟ حتى وإن كان الواقع لا يتجاوب معه أو لا يناسبه!! أو حتى يرفضه برمته؟؟ ورغم كل ذلك يتحمله كل فرد من المجتمع تحت أنين كل تلك المفارقات والتناقضات.. وعزاؤه أنه لا يستطيع خلاف ما عليه الناس، وأعرافهم وإن كانت ظروفه لا تتحمل عبء ما توجبه تلك الأعراف والمفتشين عن المخالفين لها..
وأغرب من ذلك كله..أن هذه الطاعة وهذا الانقياد ليس لشيء غير هذه الموروثات العرفية والمخترعات الاجتماعية.. مهما كانت قداسته وتمجيده أصالة أو منطقياً أو بأي اعتبارات أخرى!؟!؟.
والأدهى أننا نظل نرقب المزايدة في العادات إضافة إلى ما كنا نشتكي منه ففي المناسبات مثلاً:نرى مبالغات بل ومبتدعات تتزايد يوماً بعد يوم..استسلمت لها فئات المجتمع عامتهم وخاصتهم علماء القوم فمن دونهم!؟


قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ..


كما أوافقك في كونها مزعجة في بعض جوانبها وأظن الكثير منا منزعج منها.. أظنك توافقني الرأي في ضرورة عدم استسلامنا أمام ما له مثالب أخلاقية أو اجتماعية وإن لم يصل إلى درجة الحرمة.. وأظن الفرصة سانحة لتغيرها إلى الأفضل، خاصة في ظل ما تتمتع به هذه الأجيال من وعي وثقافة وتطلع للتغيير، ثم هي لم تعد تعطي تلك العادات كبير وزن.


تذييل: أنبه في موضوع تهذيب العادات على أساسيات لا بد من الإشارة إلى أصولها:
أولا: حاجّهم بما يعرفون، ولا تحدثهم بمقدار علمك، ولا بحجم قناعتك، فأنت قد تغيرت وتطورت ورأيت وسمعت وقرأت وكتبت، أما هم فأصولهم هذه العادات، فهب أنك تخطب من سيبويه أن يكسر الفاعل. فابذل مهرا عاليا.. فالإقناع لا يتم إلا بعربون.. "ولن تسعوا الناس بأموالكم" وفي وسائل التعبير حتى تجاعيد الوجه صعيد طيب يتيمم به من لا ماء معه أوالهمزة لام.
ثانيا: تحدث عن العادات في إطار عام، ولا تجعلها عنوانا، مثلا: لا تتحدث عن هضم حق الصغير كأنك تريد أن تناقش أبا حنيفة في حجية قياس (تبودار) لكن علق بها في موضوع الإحسان والعدل وحسن الخلق والرفق وانح هذا النحو .. انحت لكل عادة إطارا مقبولا ما...
ثالثا: من المستحسن أن تقدم بالإشادة بالعادة وأن لها أصلا وفوائد، ثم تتخلص إلى مواضع سوء استعمالها ... ولا يكن كأنك تتحدث عن رفع واقع ذهني ..
رابعا: إياي أن أصدّر إلى قومي عادات الآخرين وتقاليدهم..فالناس إنما يحتاجون إلى الدين والعلم والمال.. أما العادات والأعراف فهي هي، فمن المضحك أن أسخر بــتدّبارات، وأنا ألبس العقال، أو أن أسخر بإنفد، وأنا ألبس كرافيت.. لا فرق...


منهج بديع من قلم واع.. وأظنه يحل محل العربون الذي وصفتم.. ففي المحرم والمشروع الأمر واضح ولا غبار عليه كما ذكرتم.. وليس للمجتمع خيار فيه..
وتبقى محاولة التصحيح والتغيير فيما دون ذلك مطلوبة لتلافي المثالب.. ومواكبة اللائق من التطور.. ومسايرة فطرية التغيير.. ولكن بالأسلوب الحكيم الذي تفضلتم به.

ونأمل من الجميع استصحاب توجيهاتكم هذه في نقاش ما يطرحونه من عادات..


وقد كنت أتمنى منكم ترشيح موضوع واحد مما مثّلت به أو من غيره.. للحديث عنه حتى نأتي على ما يمكن من جوانبه: معلومات.. وتعقيبات.. وملاحظات.. وتساؤلات.
فيبدأ كل مشارك بإبداء رأيه في المعلومة المعروضة عن العادة مضيفاً ما ينقصها إن وجد أو مستثنياً منها ما ليس منها.. ثم رأيه حول ما تيسر من جوانبها، مع ملاحظاته، أو تساؤلاته إن وجدت.. وهكذا.. لنجمع بين متعة عرض العادة المختارة، وتصحيح ما يعتريها، أو الإشادة بها وبيان ما يميزها.


شيخنا الفاضل اعذرني فيما عجز فيه قلمي عن الوفاء بحقكم
أو تجاوز فيه حدوده تجاهكم.. وتقبل فائق احترامي وتقديري.



أبو فارس 03-15-2010 08:39 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الخرجي (المشاركة 4453)
شكرا لك يا أبا فارس موضوعك جميل وأسلوبك أجمل, ولامزيد على ماقال اليعقوبي, إلا ما يتعلق بالبحث في هذا الموضوع, فإنه يحتاج إلى بعض الوقت وإلى ذلك الحين أستودعك الله.

ثناؤكم محل اعتزازي وحضوركم مفخرة..
وصدقت أخي.. اليعقوبي لم يترك لنا ما نقول.. فجزاه ربي وإياك خيراً.
وانتظر عودتك بشوق..

أبو فارس 03-15-2010 08:44 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالله (المشاركة 4458)
حيا الله يا أخي أبا فارس في منتديات مدينة السوق وحي المواضيع الثقافية والجادة
التي تتناول الإرث الثقافي لأبناء أزواد بشيئ من الدراسة والتحليل والنقد ومنها موضوعك هذا, الذي سلط الضوء على بعض ما يميز شعب أزواد عن غيره من شعوب العالم وستكون لي عودة إنشاء الله, وأحب هنا أن اشيد بمداخلة أخي اليعقوبي فقد أجاد وأفادكما أجدت في طرح الموضوع

أبا عبد الله
كلي شكر وتقدير لترحيبكم واعتزاز بثنائكم
واتنظر عودتكم بفارغ الصبر.. تحياتي.

أبو فارس 03-15-2010 08:47 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع (المشاركة 4463)
وصلت - بضم التاء- متأخرا نوعما... ولكن الحضور متأخرا أفضل من عدم الحضور أصلا...ساقني قدري إلى الاطلاع على مقال ( أبو فارس) وتعليقات الإخوة... فأحببت أن أسجل للفرسان تحياتي، وأهدي للفارس الإعجاب الصادق بالأسلوب في الطرح، وحسن الاختيار، فإلى الأمام سر.... لك كل تحياتي وإعجابي

عزيزي ربيع
أظنك وصلت ـ بفتح التاء ـ في الوقت المناسب.. على الأقل بالنسبة لي.. هههه
وحضورك محل اهتمامي وتقديري.. تحياتي.

اليعقوبي 03-15-2010 02:43 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
أخي الكريم أبا الفارس:
أشكرك أولا على طرحك لهذا الموضوع .. ولموضوعيتك في طرحك ونقاشك..
وإن أطراف الحديث لرقيقة الحواشي .. معشوشبة الأرجاء .. مورقة مونقة ــ بأسلوبكم وموضوعكم وموضوعيتكم..
ولا بد من منادمتك ومنازعتك هذا الموضوع ما دام كما كان .. وكنت كما أنت..
فأما قولكم:
لماذا تقف المجتمعات مستسلمة أمام عاداتها وأعرافها وعاجزة عن تغيير شيء منها؟ حتى وإن كان الواقع لا يتجاوب معه أو لا يناسبه!! أو حتى يرفضه برمته؟؟ ورغم كل ذلك يتحمله كل فرد من المجتمع تحت أنين كل تلك المفارقات والتناقضات.. وعزاؤه أنه لا يستطيع خلاف ما عليه الناس، وأعرافهم وإن كانت ظروفه لا تتحمل عبء ما توجبه تلك الأعراف والمفتشين عن المخالفين لها..
وأغرب من ذلك كله..أن هذه الطاعة وهذا الانقياد ليس لشيء غير هذه الموروثات العرفية والمخترعات الاجتماعية.. مهما كانت قداسته وتمجيده أصالة أو منطقياً أو بأي اعتبارات أخرى!؟!؟.
والأدهى أننا نظل نرقب المزايدة في العادات إضافة إلى ما كنا نشتكي منه ففي المناسبات مثلاً:نرى مبالغات بل ومبتدعات تتزايد يوماً بعد يوم..استسلمت لها فئات المجتمع عامتهم وخاصتهم علماء القوم فمن دونهم!؟
فأولا: أنا معكم في التعجيب والتعجيب فيما ذكرتم، وهذا توقيع تأثري !!!!؟؟؟؟!!!!!
ثانيا: ليست المجتمعات وحدها هي المصابة بمرض (الإلف) فإن أوساط طلاب العلم من الفقهاء والنحاة والمحدثين كذلك..
والقضية في نظري مشكلة (أحادية الثقافة) ولنرجع للعلم مثلا:
فالفقيه غير المحدث تراه صلبا في مواقفه شديد التشبث بمذهبه (عادات قبيلته الفقهية).
والمحدث غير الفقيه متطرف في الحكم على بعض القضايا أحادي الفكر فيها لا تقبل النقاش بحال من الأحوال..
والفقيه المحدث كالبيهقي وابن عبد البر تجد عنده من الاعتدال، وتقبل نقد ذاته والتنازل عن عادات قبيلته الفقهية ما لا تجد عند الأوليْن، ولا أريد أن أمثّل...
وكذلك المجتمعات: تجد الفرد الذي عايش مجتمعا آخر قد يتفهم نقد عادة ما أو عدم الانصياع والاتباع لها..
فمثلا: الذين يعيشون في العواصم من قبائلنا يتفهمون أن تسلّم عليهم بيد واحدة، خلافا لأحد الأشقاء الذي أو غر صدره أنه مدت إليه خمسة أصابيع..
ثالثا: مجتمعنا ليس بشاذ في هذا الباب ولا منفرد، بل المجتمعات الأخرى كذلك، وسأمثب بمثالين:
أحدهما المجتمع السعودي: لديه عادات من النوع الذي ليس بمحرم ولا مأمور به شرعا، وتجد أن الدعاة لم يستطيعوا إلى الآن معالجتها بالحديث عنها، ولكن من احتك منهم بثقافات أخرى استطاع أن يتفهم على الأقل ممارسة الآخرين لها: خذ ذكر اسم الزوجة، أو الأم مثالا على ذلك...
الثاني: المجتمع الموريتاني: من الفاشي فيه (كما هو موجود عندنا) تسمين النساء وتيليحهن، وهي عادة يعض عليها المجتمع بالنواجذ.. وقد شاركت وسائل الإعلام مع الدعاة في الحديث عن الوضوع منذ سنوات ... إلا أني أعتقد أن الاحتكاك بالآخرين في الداخل والخارج أكثر مردودا من ذلك..
رابعا: جوابا لسؤالك وسؤالي (التساؤلي) : المجتمع أقوى من الفرد، ولهذا يفرض عليك ما تقتنع بأنه ليس من مصلحتك الخاصة ولا العامة.. كإفراد نون الإناث مثلا: واجب فرض لازم لدى بعض قبائلنا .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفكر في المساس به ...
وأما قولكم:
كما أوافقك في كونها مزعجة في بعض جوانبها وأظن الكثير منا منزعج منها.. أظنك توافقني الرأي في ضرورة عدم استسلامنا أمام ما له مثالب أخلاقية أو اجتماعية وإن لم يصل إلى درجة الحرمة.. وأظن الفرصة سانحة لتغيرها إلى الأفضل، خاصة في ظل ما تتمتع به هذه الأجيال من وعي وثقافة وتطلع للتغيير، ثم هي لم تعد تعطي تلك العادات كبير وزن.
فأتفق معك في ضرورة عدم الاستسلام .. على أن لا يدخل في عموم العدم المواجهة فإنها لا جدوى لها خصوصا إذا كان الأمر مستقبحا عقلا لا شرعا.. كما قيدتم..
ثم أخي أتمنى أن نتفق معا على أن التغيير في العادات يجب أن يسبقه التغيير في العبادات .. والتغيير في طريقة المعيشة (الاقتصاد الفردي) والتغيير في طريقة النظرة إلى التعلم .. فإذا ركزنا على هذه الثلاث أعتقد أن ما ننزعج منه سيخف إلى حد ما..
وأما قولكم:
وقد كنت أتمنى منكم ترشيح موضوع واحد مما مثّلت به أو من غيره.. للحديث عنه حتى نأتي على ما يمكن من جوانبه: معلومات.. وتعقيبات.. وملاحظات.. وتساؤلات.
فيبدأ كل مشارك بإبداء رأيه في المعلومة المعروضة عن العادة مضيفاً ما ينقصها إن وجد أو مستثنياً منها ما ليس منها.. ثم رأيه حول ما تيسر من جوانبها، مع ملاحظاته، أو تساؤلاته إن وجدت.. وهكذا.. لنجمع بين متعة عرض العادة المختارة، وتصحيح ما يعتريها، أو الإشادة بها وبيان ما يميزها.

فأنا معك.. زقد بدأت (بفتح التاء) فواصل ونحن معك بإذن الله تعالى
وأتمنى من بقية الإخوة الاهتمام بهذا الموضوع وإثراؤه، فإنه من أهم المهمات..

أبو فارس 03-16-2010 03:37 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
عزيزي اليعقوبي
ممتن لعودتك.. ومعالجتك الفريدة للأمر ببيان العديد من أسبابه وأبعاده، وسأحاول مع كساد البضاعة أن أوضّح وجهة نظري تجاه بعض ما علقتم عليه..




.................................................. ...............................................
ثانيا: ليست المجتمعات وحدها هي المصابة بمرض (الإلف) فإن أوساط طلاب العلم من الفقهاء والنحاة والمحدثين كذلك..
والقضية في نظري مشكلة (أحادية الثقافة) ولنرجع للعلم مثلا:
فالفقيه غير المحدث تراه صلبا في مواقفه شديد التشبث بمذهبه (عادات قبيلته الفقهية).
والمحدث غير الفقيه متطرف في الحكم على بعض القضايا أحادي الفكر فيها لا تقبل النقاش بحال من الأحوال..
والفقيه المحدث كالبيهقي وابن عبد البر تجد عنده من الاعتدال، وتقبل نقد ذاته والتنازل عن عادات قبيلته الفقهية ما لا تجد عند الأوليْن، ولا أريد أن أمثّل...
.................................................. ...............................................


لا أخفيك إعجابي بهذا الطراز من التمثيل الأصيل.. المبني على الإدراك العميق..وكما أسلفت ليس كل علمائنا يجيدون هذا التوظيف لجوانب العلم، بل ربما لا يلقون لها بالاً.. فيكف بمن دونهم من طلاب ـ أمثالي ـ أو عامة ليس من شأنهم الاستنباط والتأمل.
ولكن هذه الأحادية التي تفضلتم بها ربما بدأت تختفي الآن.. على الأقل في الأجيال الحديثة.. لحتمية الاحتكاك ـ كما ذكرتم ـ في ظل هذا الزخم الهائل من وسائل التلقي التي تفرض نفسها..إلا لمن تقصّد ذلك واستغشى ثوبه أو ألزم أصابعه صماخ أذنيه.




.................................................. ...............................................
وكذلك المجتمعات: تجد الفرد الذي عايش مجتمعا آخر قد يتفهم نقد عادة ما أو عدم الانصياع والاتباع لها..
فمثلا: الذين يعيشون في العواصم من قبائلنا يتفهمون أن تسلّم عليهم بيد واحدة، خلافا لأحد الأشقاء الذي أو غر صدره أنه مدت إليه خمسة أصابيع..
.................................................. ...............................................



هذا بالضبط ما أعبر عنه بأنه فرصة للتغيير.. فبعد أن كان المجتمع يداً واحدة على هذه العادات.. أصبح اليوم يتفهم مخالفتها وأدرك أنها ليست وحياً إلهياً يخلد مخالفه في الجحيم.. ولا جريمة يصلب ويرجم بالحجارة من تجرأ على مخالفتها..
ثم دعني أنزل معك إلى الواقع.. لو أن حازماً من الناس مرق من هذه الأعراف.. وتجاهل عادة من هذه العادات مالذي سيحدث.. هل تراه سيخسف به وبداره الأرض.. أم ستأخذه الصيحة؟؟
كلما هنالك تسخط أو ملامة من بعض الأطراف لا تلبث أن تزول لأنها بلا مبرر وعلى غير سبب منطقي.. فلو تلتها مخالفة أخرى منه أو من غيره لأصبح الأمر عادياً.. لأن هذه العادات أصلاً نشأت على هذا النحو.. فليست ناشئة عن اجتماع قررت فيه وأجمع عليها.. بل عن ممارسات بعض الأفراد فتمثّلها البعض الآخر لما يرونه من مناسبتها أو لمجرد ما لأولئك من منزلة عندهم.
وماذا لو حدانا الأمل وافترضنا واقعاً أكثر وعياً.. فلو أن قبيلة أو فخذاً منها على الأقل عقدوا مجلساً عاماً لهم قرروا فيه ترك بعض العادات كالتي في الأفراح مثلاً.. أو أن شيخاً أو حكيماً مسموع الكلمة دعاهم إلى ذلك وحتّمه عليهم.. عندها لا نتوقع حتى ذلك التسخط أو تلك الملامة إلا ممن لا يلتفت إليهم.. وإن وجدت فهم أمام الأمر الواقع.
لك أن تقول وبكل واقعية أيضاً ومن أين لنا أحد الأمرين أو كلاهما؟؟..
عندها أقول لك: أوافقك تماماً.. أن ذلك عزيز وجوده..
ولكنك حينها ستوافقني على أن السبب ليس عدم وجود فرص للتغيير ولا استحالة مخالفة تلك العادات أو تغييرها.. ولكن المشكلة الحقيقية هي عدم الاستعداد للتغيير أصلاً.. لمختلف الأسباب.. ومنها على سبيل المثال عدم وجود قيادات أو قدوات مسموعة.. وعدم الرغبة الصادقة والإيمان بقدرتنا على التغيير.. والتخوّف اللا مبرر وتضخيم العواقب وتوخيمها وهماً.. وقطع الطريق على الدعوات إلى التغيير وبذل الجهود للعمل على تثبيطها واغتيال مشاريعها في مهدها...الخ
وهذا ليس في العادات وحدها.. بل يسري على كل محاولة للنهوض بأمتنا ومجتمعاتنا.. في شتى المجالات.. !!!؟؟؟؟ كالتي أشرت إليها أنت فيما يتعلق بالتعليم والمعيشة.





.................................................. ...............................................
ثالثا: مجتمعنا ليس بشاذ في هذا الباب ولا منفرد، بل المجتمعات الأخرى كذلك، وسأمثب بمثالين:
أحدهما المجتمع السعودي: لديه عادات من النوع الذي ليس بمحرم ولا مأمور به شرعا، وتجد أن الدعاة لم يستطيعوا إلى الآن معالجتها بالحديث عنها، ولكن من احتك منهم بثقافات أخرى استطاع أن يتفهم على الأقل ممارسة الآخرين لها: خذ ذكر اسم الزوجة، أو الأم مثالا على ذلك...
الثاني: المجتمع الموريتاني: من الفاشي فيه (كما هو موجود عندنا) تسمين النساء وتيليحهن، وهي عادة يعض عليها المجتمع بالنواجذ.. وقد شاركت وسائل الإعلام مع الدعاة في الحديث عن الوضوع منذ سنوات ... إلا أني أعتقد أن الاحتكاك بالآخرين في الداخل والخارج أكثر مردودا من ذلك..
.................................................. ...............................................




أنا أوافقك تماماً في أن مجتمعنا ليس الوحيد المتأثر بل شأنه كشأن كل المجتمعات.. ولكن مجتمعنا هو الذي يعنيني أكثر من غيره، لذلك أنا أعبر عنه دون غيره.. ثم كل المجتمعات تطرح نفس الطرح.. ولم يبتعدوا عن واقعهم البائس إلا بقدر ما وعوا أن تلك القناعات لا تسمن في دينهم ولا تغني في دنياهم من جوع.





.................................................. ...............................................
رابعا: جوابا لسؤالك وسؤالي (التساؤلي) : المجتمع أقوى من الفرد، ولهذا يفرض عليك ما تقتنع بأنه ليس من مصلحتك الخاصة ولا العامة.. كإفراد نون الإناث مثلا: واجب فرض لازم لدى بعض قبائلنا .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفكر في المساس به ...
.................................................. ...............................................



[color="navy"]
نعم وبكل تأكيد.. المجتمع أقوى من الفرد.. ولكن المجتمع يتكون من مجموع أفراد.. فالعمل على تغيير نظرة الأفراد وتثقيفهم وتوعيتهم تجاه أمر ما، يعتبر خطوة فعّالة في تغيير واقع المجتمع برمته فيما أظن.[/
color]






.................................................. ...............................................

فأتفق معك في ضرورة عدم الاستسلام .. على أن لا يدخل في عموم العدم المواجهة فإنها لا جدوى لها خصوصا إذا كان الأمر مستقبحا عقلا لا شرعا.. كما قيدتم..
.................................................. ...............................................



لا.. لا.. المواجهة بالتأكيد ليست جزءاً من الحل.. إلا إذا اعتبر من هو على الخطأ الطرف الذي يسعى إلى تصحيح الخطأ مواجهاً له، ومعلناً التحدي معه.. فهذا ضمن خطئه الذي لا نملك تجاهه حيلة سوى الاستمرار في محاولة التصحيح.. فيبقى الخلاف لفظياً.







.................................................. ...............................................
ثم أخي أتمنى أن نتفق معا على أن التغيير في العادات يجب أن يسبقه التغيير في العبادات .. والتغيير في طريقة المعيشة (الاقتصاد الفردي) والتغيير في طريقة النظرة إلى التعلم .. فإذا ركزنا على هذه الثلاث أعتقد أن ما ننزعج منه سيخف إلى حد ما..
.................................................. ...............................................



بالطبع أتفق معك تماماً .. إذ العبادات لا خيار لنا ولا للمجتمع إلا امتثالها ودعوة المقصّرين فيها.. ولا مجال للتنازل أو المجاملة في ذلك.. ولا مانع من المواكبة بين الدعوتين لاختلاف الطريقين وعدم تعارضهما.. مع تأكيد الأولوية المطلقة للعبادات.


وأخيراً شيخنا الفاضل.. أكرر اعتذاري إن بدرت بادرة .. خانتني فيها عبارة فمالت عن جادة التأدب معكم.
وكلي تقدير واحترام لاحتمالكم لثرثرتي..
وأتمنى أن يكون لبقية الإخوة مداخلات.. تحول دون استئثارنا بالحديث..وقد سبقتني مشكوراً بالدعوة إلى ذلك، فلك الفضل من قبل ومن بعد.

وتحياتي للجميع.

أبوعبدالله 03-17-2010 01:19 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
هذه إقتباسات من كلام ابن بطوطة:
وهو من رجال القرن الثامن الهجري أردت أن أجعلها تمهيدا لما خطر في ذهني وأنا أقرأ موضوع أخي أبافارس وردود أخي اليعقوبي عليه فليعذراني إذا لم يكن طرحي في مستوى طرحهما والأمر عندي خواطر أردت أن أشارك بها لعلها تدخلنا إلى لب الموضوع
فقد ذكرفي الصفحة 340 عندما أتى على ذكر مسوفة وبعض عاداتهم
"ذكر مسوفة الساكنين بأيوالاتن :
{ ولا يرث الرجل إلا أبناء أخته دون بنيه. وذلك شيء ما رأيته في الدنيا إلا عند كفار بلاد المليبار من الهنود. وأما هؤلاء فهم مسلمون محافظون على الصلوات وتعلم الفقه وحفظ القرآن. }
وكذالك عندما تكلم عن سلطان تكدا في صفحة 351
"ذكر سلطان تكدا :
{وفي أيام إقامتي بها، توجه القاضي أبو إبراهيم، والخطيب محمد، والمدرس أبو حفص، والشيخ سعيد بن علي، إلى سلطان تكدا، وهو بربري يسمى إزار " بكسر الهمزة وزاي والف وراء " ، وكان على مسيرة يوم منها، ووقعت بينه وبين التكركري، وهو من سلاطين البربر أيضا منازعة، فذهبوا إلى الإصلاح بينهما. فأردت أن ألقاه. فاكتريت دليلا وتوجهت إليه، وأعلمه المذكورون بقدومي. فجاء إلي راكبا فرسا دون سرج، وتلك عادتهم.وقد جعل عوض السرج طنفسة حمراء بديعة، وعليه ملحفة وسراويل وعمامة، كلها زرق، ومعه أولاد أخته، وهم الذين يرثون ملكه. فقمنا إليه .}
الخاطرة الأولى : لكي نفهم بعض العادات الاجتماعية المتفشية في أمة أو شعب من الشعوب فيجب علينا العودة إلى جذور تلك العادة ما أمكننا ذالك حتى نستبين ما جرى عليها من تغير بسبب التلاقح الحضاري للأمم ,فقديما كان الطوارق يورثون أبناء الأخت ,ويحرمون أبنائهم من الميراث وقد أدا ذالك إلى إختراع مايسمى{تبوبشا} {وجهة نظر خاصة}لكي يسترد الوريث الشرعي بعضا من حقوقه المسلوبة بحكم الأعراف والتقاليدفي المجتمع الطارقي, وقد تأثرت ثقافة الطوراق بثقافة الوافدين الجدد من الدعاة ذوي الأصول العربية ومصاهرتهم لهم والعكس أيضا فيما لا يضاد الشرع, وقد اختفت ظاهرة التوريث تلك ولله الحمد وبقيت بعض المظاهر المصاحبة لها مثل تبوبشا كتذكير بمكانة أبناء ألأخت , وهي حيلة من حيل الموروث الثقافي للشعوب بعد تبنيها عقائد ومفاهيم جديدة .
الخاطرة الثانية
تبوبشا: هي عبارة عن تصريح أو إذن للفرد الطارقي , بتجاوز الأعراف و التقاليد بحق أفراد محددين, موقع من سلطة العادات والتقاليد,يخول صاحبه بكسر القيود وتجاوز الأعراف الاجتماعية التي لم تترك شيئا إلى وأطبقت عليه, خصوصا فيما يتعلق بعلاقة القرابات , مثل أن الأخ الكبير لا ينبغي له أن يزور منزل أخيه الأصغر حتى ولوكان على فراش الموت, ناهيك عن الأكل أمام كبير السن, والعلاقة بين الفروع البعيدة للعائلة,{أهنمو} وعلاقة الحماة مع زوج ابنتها ( تاضقالت )وعلاقة القبائل فيما بينهم والأعراف التي تحكمها, فإموشاغ مثلا :يستغلونها في حماية أخوالهم من أبناء عمومتهم حيث ينبري إبن الأخت للدفاع عن أخواله وبذالك لا يجرؤ أخواله من محاربة أبناء عمومته الذي حاربهم وعاداهم من أجلهم, مع بقاء المشترك بين جميع أهل اللثام وهو {فيتوالتبوبشا}المزاح وعدم الانصياع لكل الأعراف التي يجب أن يلتزم بها الطارقي , إننا في بحر من المختلف الثقافي مع الآخر شكلته تجارب وأحداث عبر مئات السنين, وهو يتلقى الآن بعض الضربات من خلال العولمةوالهجرة و المدنية التي غزت الشعب الأزوادي, ومازال تراث الطوارق كنزا ينتظرالصياد الماهر الذي يستطيع صياغته وتقديمه للآخر, ولم أطلع في هذا الباب إلا على بعض المحاولات الخجولة من الأديبين إبراهيم الكوني والأستاذ عمر الأنصاري, فتراثنا ثري جدا.
وأهل اللثام فيما بينهم تفاوت كبير في استغلالهم لذالك التصريح بسبب تفاوت إلتزامهم ووعيهم العقدي ,وبرغم تدخل {تبوبشا }السافر في خصوصيات الفرد إلى أنني لا أرهاكلها شرمحض بل فيها من الخير الكثير إذا علمنا أن تطبيقها يختلف من طبقة إلى أخرى.
وللحديث حول العادات بقية <O:p</O:p


<O:p</O:p

السوقي الخرجي 03-17-2010 07:48 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
كلام جميل , وتناول رائع يا أبا عبد الله.

الشريف الأدرعي 03-20-2010 10:27 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
لم يسمح لي وقتي ولا انشغالي بأن أشارك بالمقال الذي يكون في مستوى مقالاتكم رصانة وعمقا
ولكن لابد لي من أن أرحب أولا بالأخ أبي فارس
، وأشكر له ولإخواني المعلقين إثراءهم للموضوع ، وأعتذر عن عدم القراءة الكافية للنقد حرفا أو التقريظ

وبحسبي أن أقول: إن أية عادة لاينظر في تسليمها أو استنكارها باعتبار نفسها بل ينظر فيها وفقا للأحكام الشرعية
إن هي حرام فحرام ، يبتعد عنها ـولو سادت قرونا ـ
وإن هي مباح فمباحة
وإن اقتربت من الحرام ، فإنها تخلص من شائبة الحرمة وتبعد عن الحرمة
وخير العادات عادات الصدر الأول لأنها عادات نبوية سلفية فلتقس بها العادات ، وليسع المصلحون الاجتماعيون إلى تطابقها معها فمثلا: ( تبوبش ) مزاح ، لنمازح إذن على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، ولا نجف غيرنا ولا نغتابه ولانذمه في وجهه ولانحتقره ،
هذا ما سمح به الوقت حبا لمشاركتكم فقط ، ولعل لي عودة أناقش فيها وأبدي القليل الذي عندي

أبو فارس 03-21-2010 09:00 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
أبا عبد الله

أشكرك على مشاركتك لنا في مناقشة على الموضوع
بكل هذه المعلومات المهمة، وقد عدت بنا مشكوراً إلى أساس هذا الموضوع، وإلى المنطلقات التي ينبغي أن يناقش من خلالها.. فكان عرضك رائعاً ومتميزاً وخواطرك البديعة حرية بالتأمل والوقوف عندها.. وهذا ما حاولته معلّقاً بما أسعفتني به بضاعتي المزجاة.. وقد جعلت كلامك باللون الأحمر تمييزاً له عن تعليقاتي باللون الأزرق..


الخاطرة الأولى : لكي نفهم بعض العادات الاجتماعية المتفشية في أمة أو شعب من الشعوب فيجب علينا العودة إلى جذور تلك العادة ما أمكننا ذالك حتى نستبين ما جرى عليها من تغير بسبب التلاقح الحضاري للأمم

هذا صحيح تماماً .. ولكن ليست كل الأمم تعتني بتراثها لدرجة تسعفنا إلى معرفة جذور عاداتها أو الممارسات والقناعات التي انبنت عليها.. والأمة الأزوادية ضمن تلك الأمم التي ضيّعت الكثير من ذلك أو فرّطت حتى اللحظة في تدوينه ونقله.. وقد تكون عوامل كثيرة لها دور في ذلك مما يعذرها نوعا ما.. فلم يبق إلا التكهنات والتحليلات التي تصيب ولا شك كما تخطئ.. ولكن يعز معرفة تلك الإصابة من ذلك الخطأ للسبب ذاته..




فقديما كان الطوارق يورثون أبناء الأخت ويحرمون أبنائهم من الميراث وقد أدا ذالك إلى إختراع (تبوبشا) لكي يسترد الوريث الشرعي بعضا من حقوقه المسلوبة بحكم الأعراف والتقاليدفي المجتمع الطارقي وقد تأثرت ثقافة الطوراق بثقافة الوافدين الجدد من الدعاة ذوي الأصول العربية ومصاهرتهم لهم والعكس أيضا فيما لا يضاد الشرع وقد اختفت ظاهرة التوريث تلك ولله الحمد وبقيت بعض المظاهر المصاحبة لها مثل تبوبشا كتذكير بمكانة أبناء ألأخت وهي حيلة من حيل الموروث الثقافي للشعوب بعد تبنيها عقائد ومفاهيم جديدة

فلسفة معقولة في نظري.. ولكن ربما يشكل عليها ما عهد من (تبوبشا) بين قبيلة وأخرى.. إلا أن تكون جذورها ما ذكرت من المصاهرة.. وإن جهل ذلك مع مرور الأزمان.




الخاطرة الثانية
تبوبشا: هي عبارة عن تصريح أو إذن للفرد الطارقي , بتجاوز الأعراف و التقاليد بحق أفراد محددين, موقع من سلطة العادات والتقاليد,يخول صاحبه بكسر القيود وتجاوز الأعراف الاجتماعية التي لم تترك شيئا إلى وأطبقت عليه, خصوصا فيما يتعلق بعلاقة القربات ,


أعجبتني طريقتك في وصف تبوبشا ففيها شبه كبير بالتعاريف الاصطلاحية لما اشتملت عليه من دقة، مع عدم خلوّه من تكلّف وصعوبة كعادة التعاريف.



مثل أن الأخ الكبير لا ينبغي له أن يزور منزل أخيه الأصغر حتى ولوكان على فراش الموت

بئست العادة هذه.. وأحمد الله تعالى أنني لم أسمع حتى..



وعلاقة الحماة مع زوج ابنتها( تاضقالت)

(تضّولا)هذه من العادات التي انفرد بها مجتمعنا الأزوادي فيما أظن.. وهي جديرة بالطرح والنقاش.. وسندرجها على قائمة ما يطرح لاحقاً.. إن وافقتموني على ذلك.




وبرغم تدخل {تبوبشا }السافر في خصوصيات الفرد إلى أنني لا أرها شر محض بل فيها من الخير الكثير إذا علمنا أن تطبيقها يختلف من طبقة إلى أخرى.

أما كونها ليست شر محض فلا جدال فيه.. إذ ما هذا وصفه نادر الوجود إن وجد أصلاً..
ولكن كما أشرتم يحصل في تطبيقاتها تجاوزات لولا استظلالها بها لما كانت مبررة.. كمزاح الشاب الصغير مع شيخ كبير بطريقة لا تليق حتى مع شاب مثله، لا لشيء إلا لأن بينهما تبوبشا.. وكمزاح الرجل مع امرأة من غير محارمه بتبادل الألفاظ التي قد تكون بذيئة وغير لائقة.. هذا إن اقتصر الأمر على مجرد الكلام!!؟؟
ورغم ذلك نستطيع أن نقول ولكن ما ذنب من جعلها سبيلاً للوداد.. ومدخلاً للسرور والابتهاج بينه وبين أقاربه ومحبيه
.

أبو فارس 03-23-2010 06:59 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الخرجي (المشاركة 4503)
كلام جميل , وتناول رائع يا أبا عبد الله.

أخي
السوقي الخزرجي
أشكرك على هذا المرور اللطيف
وانتظر منك تعليقاً أوسع.. أو وجهة نظر نحو ما قيل.

أبو فارس 03-23-2010 07:08 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي (المشاركة 4515)
لم يسمح لي وقتي ولا انشغالي بأن أشارك بالمقال الذي يكون في مستوى مقالاتكم رصانة وعمقا
ولكن لابد لي من أن أرحب أولا بالأخ أبي فارس
، وأشكر له ولإخواني المعلقين إثراءهم للموضوع ، وأعتذر عن عدم القراءة الكافية للنقد حرفا أو التقريظ

وبحسبي أن أقول: إن أية عادة لاينظر في تسليمها أو استنكارها باعتبار نفسها بل ينظر فيها وفقا للأحكام الشرعية
إن هي حرام فحرام ، يبتعد عنها ـولو سادت قرونا ـ
وإن هي مباح فمباحة
وإن اقتربت من الحرام ، فإنها تخلص من شائبة الحرمة وتبعد عن الحرمة
وخير العادات عادات الصدر الأول لأنها عادات نبوية سلفية فلتقس بها العادات ، وليسع المصلحون الاجتماعيون إلى تطابقها معها فمثلا: ( تبوبش ) مزاح ، لنمازح إذن على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، ولا نجف غيرنا ولا نغتابه ولانذمه في وجهه ولانحتقره ،
هذا ما سمح به الوقت حبا لمشاركتكم فقط ، ولعل لي عودة أناقش فيها وأبدي القليل الذي عندي


شيخنا الفاضل
الشريف الأدرعي
كلي شكر وتقدير لترحيبكم..
ولبيانكم المختصر المفيد في الوقت ذاته.. فمع كل هذا الاختصار إلا أنك أتيت بالزبدة ــ كما يقال ــ ولم تترك لنا إلا فتات الكلام.. ولولا تفصيل [اليعقوبي] البديع.. وروعة تأصيل [أبو عبد الله ] لكنت فارس هذا النقاش.. ولكن يكفيك أنك أجملت كل ما قيل في سطور.. فحياك ربي مراراً.. وانتظر عودتك.

أبوعبدالله 03-23-2010 09:44 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس http://alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
أبا عبد الله


أما كونها ليست شر محض فلا جدال فيه.. إذ ما هذا وصفه نادر الوجود إن وجد أصلاً..
ولكن كما أشرتم يحصل في تطبيقاتها تجاوزات لولا استظلالها بها لما كانت مبررة.. كمزاح الشاب الصغير مع شيخ كبير بطريقة لا تليق حتى مع شاب مثله، لا لشيء إلا لأن بينهما تبوبشا.. وكمزاح الرجل مع امرأة من غير محارمه بتبادل الألفاظ التي قد تكون بذيئة وغير لائقة.. هذا إن اقتصر الأمر على مجرد الكلام!!؟؟
ورغم ذلك نستطيع أن نقول ولكن ما ذنب من جعلها سبيلاً للوداد.. ومدخلاً للسرور والابتهاج بينه وبين أقاربه ومحبيه.


</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
هذا في نظري بيت القصيد في موضوع تبوبشا, والإجابة الإيجابية على تساؤلاتك ,حول علاقة الكبير بالصغير, وانزلاق الأمر في بعض الحالات إلى أمور غير محمودة ,وأعو د قليلا مع أخي ابا فارس إلى نصف الكوب المملوء في {تبوبشا} بين الصغير والكبير ولكي نقدر مدى قوة سلطة تبوبشا فعلينا أن نلقي نظرة عابرة على العلاقة بين الصغير والكبير في المجتمع الطارقي وفي الظروف العادية, إن المجتمع الطارقي يعتبر من المجتمعات الإسلامية المنغلقة على ذواتها بسبب موقعها الجغرافي البعيد عن الطرق التجارية ,وبالتالي قليل الإحتكاك بالثقافات الأخرى ,ومن ما يميز الشعب الطارقي الحياء الشديد الذي يعتبر سمة وصفة من الصفات المحمودة ومن ما يربى عليه الأبناء
وهم الذين قال فيهم أبو محمد بن حامد الكاتب
"قوم لهم شرف العلا من حمير###
##### وإن انتموا صنهاجة فهم هم
لما حووا إحراز كل فضيلة ####

#######غلب الحياء عليهم فتلثموا
ولا أعني بأن الحياء هو سبب لثام الطوارق كما قال الشاعر ,وإن كان يعتبر من بعضالشواهدعلى قيمة الحياء كقيمة ثقافية وأخلاقية للقوم ,
ومن العادات :أيضا أن لا يخشى الرجل الكبير في السن نوادي الشباب , لأنه لو فعل ذالك فسوف يتركونها حياء منه , وإعتباره آضقال لهم ,فكيف به وهو يمازحهم ؟ فأتت {تبوبشا} لكسر حاجز الحياء والتقاليد الذي تشكل عبر الزمن ,ومن محاسن {تبوبشا }أيضا أن اباباش هو الشخص الوحيد في المجتمع الطارقي الذي يسمح له بالخروج عن العادات كما أسلفنا فبي التالي يكون الناصح والصادح بالحقيقة لأباباشنس{ إبن عمته أو إبن خاله } والتي لا يجرأ أحد من قولها حسب الأعراف والتقاليد .

الشريف الأدرعي 03-24-2010 08:11 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
سعدنا بمرورك يا أبا فارس ، وأنت أنت الفارس ، ولي عودة قادمة قريبة أسعد فيها بحواركم العطررررررررررررر

فتى مرسي 03-27-2010 11:38 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إطلعت أخيراً على المحاورات والنقاشات والإبداعات حول عادات أزوادية ولقد سررت بما كتبه الإخوان جميعاً من أشاد ومن عقب وأخص بالشكر (أبا فارس) و (اليعقوبي) و (أبا عبدالله) على تلك الردود التي ينبثق منها الإدراك الواعي للتقاليد ومن المناقشة ينبثق النور والشكر موصول لبقية الإخوة وعندي عدة ملاحظات أذكرها بإيجاز :
1- أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)...
وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه.
2- يقول المثل العامي (إزالة الجبال ولا إزالة العادات).
3-قد جاء الإسلام والعرب في جاهليتهم عندهم عادات حسنة وسيئة ومن الحسنة إكرام الضيف ونصر المظلوم والشجاعة والوفاء ..إلخ..
ومن السيئة وأد البنات والعصبية وشرب الخمر وتحريم البحيرة والسائبة ..إلخ.. ومع ذلك لم يحرم الإسلام ولم ينه عن العادات الحسنة فبقية كما هي.
4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة قال الشاعر:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
وقال الشاعر :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم

وقد طبق الطوارق تلك القيم والأخلاق السابقة العالية قلما تجدها في أي مجتمع .
5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
6- ذكر السيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية ناقلاً عن العزام والكتاب ليس لدي الأن حتى أذكر رقم الصفحة فقال في الكتاب السابق أنهم وجدوا طارقياً في ليبيا يسترفد ومضت عليه سنة وهو لم يرجع إلى الصحراء وقيل له لماذا لم ترجع إلى أهلك؟؟
فقال لم أتي لأجل أسرتي فقط بل أريد مايكفيني ويكفي العشيرة التي تركت عندهم أسرتي فالطارقي لا يسعى لنفسه فقط بل يسعى للجميع لتكاتف رائع ...إلخ.. وعلق السيد قطب أن ذلك من التكافل الإجتماعي الإسلامي.
7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
وكما تقدم ان كانت هذه العاده حسنه او سيئه فهي مشتركه بين الطوارق والقبائل في الجزيره العربيه
وختاماً أشكر كل من كتب عن العادات الأزوادية وخاصة (أبا فارس) وأنصح لجميع الإخوة أن لا يقارنوا ويقيسوا العادات الفقهية للعلماء والإختلافات بين الفقهاء ونقد الذات بالعادات الأزوادية عندما نتكلم عن العادات يجب أن نعلم أنها موروثة صالحة وطالحة نترك السلبي منها ونحاول برفق أن نصلحه وليعلم الجميع أن زينة قوم شينة قوم وبالعكس فنحمد الله على ماتقمصه الطوارق من ثياب الحياء والمرؤة والكرم والشهامة والشجاعة ..
وهذا ماتيسر لدي تعقيباً على ماقرأته ومررت به بسرعة وتحتاج المقالات السابقة إلى توثيق وفحص وتدقيق وتمحيص بتمعن ولو أنني مررت عليها مرور الكرام وقد تولدت لدي هذه الخواطر التي ذكرتها لكم فإن أحسنت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فهي زلة قدم ومني ومن الشيطان.
كتبه طالب العلم أبو عاصم محمد محمد أحمد الإدريسي السوقي المرسي (فتى مرسي)
حرر يوم السبت 11-4-1431هـ بمكة المكرمة الخانسة (شرفة عقيل)

أبوعبدالله 03-28-2010 06:45 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى مرسي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
بسم الله الرحمن الرحيم


13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر


</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
جزاك الله خيرا عمنا أباعاصم فقد علقت فأفدت كل متعطش لمعرفة بعض عادات أهل أزواد
أما بخصوص بعض العادات الشاذة مثل توريث إبن الأخت عند القلة من قبائل الطوارق
وزيارة الأخ الكبير لمنزل أخيه الأصغر فهذه كانت موجودة إلى أواسط القرن الرابع عشر
ولولا الخوف من التشهير المنهي عنه لذكرت لك أسماء القبائل بل والأفراد اللذين كانو متمسكين بها . مع تمنياتي بأن تختفي جميع مظاهر الجاهلية من المجتمع الأزوادي كما أختفت هذه العادات والدليل على إختفائها عدم سماع بعض أعضاء الموقع بها

أبو فارس 03-28-2010 08:59 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
عزيزي أبا عبد الله أقدر لكم عودتكم.. وإضافتكم الثرية.. واستأذنكم في مشاركتكم بما تيسر على بعض ما ذكرتم..
اقتباس:

إن المجتمع الطارقي يعتبر من المجتمعات الإسلامية المنغلقة على ذواتها بسبب موقعها الجغرافي البعيد عن الطرق التجارية ,وبالتالي قليل الإحتكاك بالثقافات الأخرى
هذه حقيقة لا جدال فيها.. خاصة فيما يتعلق بماضيه.. ولكن الأمر تغيّر أو بدأ يتغير على أقل تقدير.. أخشى أن نستصحب حكم حالة ماضية وننزلها على واقع مغاير تماماً..

اقتباس:

ومن ما يميز الشعب الطارقي الحياء الشديد الذي يعتبر سمة وصفة من الصفات المحمودة ومن ما يربى عليه الأبناء
هذهفعلاً ميزة معروفة ونعم بها من ميزة وخصلة حميدة.. ولكن هل ما زالت؟؟ هل زار أحدكم مهدها قريباً.. أم هل تبصرون لها بقايا حيث نحن.. إنها وللأسف بدأت تتلاشى.. وتضمحلّ.. لأننا فرّطنا فيها في ظل تداعي الكثير من العوامل على الأجيال الجديدة.. نسأل الله السلامة والعافية.

اقتباس:

ومن العادات :أيضا أن لا يخشى الرجل الكبير في السن نوادي الشباب , لأنه لو فعل ذالك فسوف يتركونها حياء منه , وإعتباره آضقال لهم ,فكيف به وهو يمازحهم ؟ فأتت {تبوبشا} لكسر حاجز الحياء والتقاليد الذي تشكل عبر الزمن
هذا مما أدركته أنا ـ مع صغر سني ـ ولكن الأمور تغيّرت عزيزي.. فلقد رأيت وسمعت وحضرت مجالس.. عكس فيها الأمر.. لا أدري هل لأن الكبير لا يجد من يصغي إليه.. إلا تنزل إلى منزلة من هم دونه واتخذهم كأصحاب.. وإلا كان التهميش نصيبه في كل شيء!!؟؟ أم أمراً آخر لم أتفطن له؟؟ المهم أنني رأيت رجالاً كباراً يعقدون المجالس الشبابية ويتصدرونها بنوادر وتعليقات ومسائل تخجل من تربى على ما ذكرتم!! ربما تختلف المجتمعات.. بقدر نسبة تمسكها بتلك العادات ابتداءاً.


اقتباس:

ومن محاسن {تبوبشا }أيضا أن اباباش هو الشخص الوحيد في المجتمع الطارقي الذي يسمح له بالخروج عن العادات كما أسلفنا فبي التالي يكون الناصح والصادح بالحقيقة لأباباشنس{ إبن عمته أو إبن خاله } والتي لا يجرأ أحد من قولها حسب الأعراف والتقاليد .
من طريف ما لاحظت ورأيت أن حضور (أباباش) مصدر سرور واستبشار حتى عند حاشية(أباباشنيس) المقربين إليه.. خاصة عند من يلزمهم احترامه.. لأنه سيعلق عليه بأطرف التعليقات التي لا يتجرأون هم بالتعليق بها عليه ؛ لمكانته عندهم.. فيكون حضور (أباباشنيس) من أكبر مناهم.. بل لا يعدلون به شيئاً.. لأنه سيشفي غليلهم منه.

أبا عبد الله.. كما ترى ليس لدي ما هو مهم .. ولكني رغبت في مشاركتك... هذه الدردشة.. وأهلاً بعودتك مرات.. ومرات.. فأنا بك أسعد في كل كرة... تحياتي.

أبو فارس 03-28-2010 09:03 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي (المشاركة 4563)
سعدنا بمرورك يا أبا فارس ، وأنت أنت الفارس ، ولي عودة قادمة قريبة أسعد فيها بحواركم العطررررررررررررر

الشريف الأدرعي..
عودتكم من دواعي سروري.. وفي انتظار حضوركم القادم.. كما وعدتم.

أبو فارس 04-05-2010 07:27 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى مرسي (المشاركة 4595)
بسم الله الرحمن الرحيم

إطلعت أخيراً على المحاورات والنقاشات والإبداعات حول عادات أزوادية ولقد سررت بما كتبه الإخوان جميعاً من أشاد ومن عقب وأخص بالشكر (أبا فارس) و (اليعقوبي) و (أبا عبدالله) على تلك الردود التي ينبثق منها الإدراك الواعي للتقاليد ومن المناقشة ينبثق النور والشكر موصول لبقية الإخوة وعندي عدة ملاحظات أذكرها بإيجاز :
1- أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)...
وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه.
2- يقول المثل العامي (إزالة الجبال ولا إزالة العادات).
3-قد جاء الإسلام والعرب في جاهليتهم عندهم عادات حسنة وسيئة ومن الحسنة إكرام الضيف ونصر المظلوم والشجاعة والوفاء ..إلخ..
ومن السيئة وأد البنات والعصبية وشرب الخمر وتحريم البحيرة والسائبة ..إلخ.. ومع ذلك لم يحرم الإسلام ولم ينه عن العادات الحسنة فبقية كما هي.
4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة قال الشاعر:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
وقال الشاعر :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم

وقد طبق الطوارق تلك القيم والأخلاق السابقة العالية قلما تجدها في أي مجتمع .
5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
6- ذكر السيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية ناقلاً عن العزام والكتاب ليس لدي الأن حتى أذكر رقم الصفحة فقال في الكتاب السابق أنهم وجدوا طارقياً في ليبيا يسترفد ومضت عليه سنة وهو لم يرجع إلى الصحراء وقيل له لماذا لم ترجع إلى أهلك؟؟
فقال لم أتي لأجل أسرتي فقط بل أريد مايكفيني ويكفي العشيرة التي تركت عندهم أسرتي فالطارقي لا يسعى لنفسه فقط بل يسعى للجميع لتكاتف رائع ...إلخ.. وعلق السيد قطب أن ذلك من التكافل الإجتماعي الإسلامي.
7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
وكما تقدم ان كانت هذه العاده حسنه او سيئه فهي مشتركه بين الطوارق والقبائل في الجزيره العربيه
وختاماً أشكر كل من كتب عن العادات الأزوادية وخاصة (أبا فارس) وأنصح لجميع الإخوة أن لا يقارنوا ويقيسوا العادات الفقهية للعلماء والإختلافات بين الفقهاء ونقد الذات بالعادات الأزوادية عندما نتكلم عن العادات يجب أن نعلم أنها موروثة صالحة وطالحة نترك السلبي منها ونحاول برفق أن نصلحه وليعلم الجميع أن زينة قوم شينة قوم وبالعكس فنحمد الله على ماتقمصه الطوارق من ثياب الحياء والمرؤة والكرم والشهامة والشجاعة ..
وهذا ماتيسر لدي تعقيباً على ماقرأته ومررت به بسرعة وتحتاج المقالات السابقة إلى توثيق وفحص وتدقيق وتمحيص بتمعن ولو أنني مررت عليها مرور الكرام وقد تولدت لدي هذه الخواطر التي ذكرتها لكم فإن أحسنت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فهي زلة قدم ومني ومن الشيطان.
كتبه طالب العلم أبو عاصم محمد محمد أحمد الإدريسي السوقي المرسي (فتى مرسي)
حرر يوم السبت 11-4-1431هـ بمكة المكرمة الخانسة (شرفة عقيل)

شيخنا الفاضل نتشرف بحضوركم.. وثناؤكم محل اعتزازي وتقديري..
وتواضع منكم مشاركتنا بهذا الفيض من المعلومات التي هي في غاية الأهمية والندرة إلا عند أمثالكم.. فلكم كامل العرفان شيخنا..
واسمح لكلماتي أن تتقدم باستحياء علها تحظى بشرف تجاذب أطراف الحديث مع فضيلتكم..


اقتباس:

أن التقاليد فيها صالح وطالح فلا ينبغي التعرض لها كما قال الشيخ ابن عثيمين كما نقله أبو فارس :
(قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
.. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ)
أردت هنا فقط أن أنسب الفضل إلى أهله.. فهذا النقل الذي ذكرتم.. من كلام الشيخ اليعقوبي.. وليس من كلامي أنا .. ولا أظنه إلا سبق قلم منكم.

اقتباس:

4- نسيتم كل الذين سبقوني نسوا مربط الفرس في العادات من المرؤة والشيم الحياء (اتِّقال) وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة
هذه العادة الجميلة والخلق البارز في المجتمع الأزوادي فعلاً يستحق الوقوف والإشادة.. وكما وصفتم وتفضلتم فهو الوازع الاجتماعي الذي كان يحول بين كل فرد من المجتمع وبين إتيان ما يشين الخلق ويلطخ السمعة.. وحري بنا أن نفرده بالذكر فيما يأتي وأن نجعله من القائمة المهمة التي سنتحدث عنها خلال هذا الموضوع.. وحينها ننتظر منكم شيخنا التفضل بالمزيد والمزيد حول هذا العنصر.


اقتباس:

5- مبدأ التكافل الإجتماعي بين قبائل الطوارق وتجد الطوارق متضامنين متكاتفين ويكرم البعض البعض بدون تأفف أو غضاضة فتجد فرداً واحداً على العشرات بدون أي مِنَّه ويرى الطارقي أن إكرام أخيه له واجبٌ محتمٌ لا جزاء ولاشكورا ولامنه ويكرمون الغريب أشد إكرام فيكون هو الآمر والناهي وقد ذكر د.مصطفى محمود في كتابه جولة في الصحراء الكبرى بأن الطوارق إشتركيون بطبيعتهم فلا يحتاج أحد أن يدعوا أحد إلى الوليمة فيحضرون بدون أي دعوة .
مع أني أوافقك إلى حد بعيد شيخنا إلا أني سمعت قصصاً كثيرة عن أخ أو قريب لا يدري كم من البقر والغنم لديه لكثرتها مع وجود قريبه بجانبه يتضوّر جوعاً.. وكأنه لا يمتّ إليه بصلة.. أرجو أن لا تكون تلك القصص صحيحة ووافعية..


اقتباس:

7- ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة أما ماذكرتم من (تبوبشا) فقيل إن الأبَّاش باللغة العربية بمعنى الممازح وتعلمون ان من إيجابيات التيبوبشا المحبة الصادقة حتى يفضل (الأباباش) أي ابن عمته أو ابن خالته عن أخيه وتكون مودة ومزاح ومقالب لا يتدخل فيها الأبوين من الجانبين ولا يوجد شيء إلا له إيجابيات وسلبيات .
8- ومن عادات الطوارق إحترام الكبير والعطف على الصغير .
9- إذا قلت للطارقي ولو كان عامياً جاهلاً قال الله وقال الرسول(صلى الله عليه وسلم) يقف ويعتبر ولا يجادل ولا يناقش ويستسلم فوراً.
10- الطارقي لا يجالس من هو أصغر منه فالمجتمع على طبقات الكهول مع الكهول والشباب مع الشباب والأطفال مع الأطفال والنساء مع النساء ولا يمكن أن يلعب الطارقي الكبير مع من هو أصغر منه فكل إنسان في كل عمر له حدود ومقياس ومكانه لا يتجاوزها فهذا يسمونه (الحياء) أو (اتِّقال) فلا تجد رجلاً يلعب الكرة مع من هو أصغر منه أو يمازحه أو ينشد الأناشيد معه في فرح وهذه الخصال التي جعلت بين الطوارق تهذيب وشيم يجهلها الكثير.
تم حذف الفقرة/11

12- ومن العادات عند الطوارق أن الجري عيب لا يجري الطارقي أمام أي إنسان فكيف وهو في المعركة وقد ذكر المؤرخون أن الطوارق لم يفروا من أي معركة والله أعلم.
13- اما ما ذكره ابوعبدالله الخزرجي من قوله ان الاخ الكبير لا يزور بيت اخيه الصغير حتى ولو مات ؟!
اعتقد ان ذالك مبالغ فيه ولو كان موجودا لا يكون بصيغه عامه بل يكون خاصاً عند بعض الجهال ويا اخي انا اكبر منك سناً لم اسمع بهذا
يجب التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات
وان تسأل من هو اكبر منا سنناً والذي اعرفه ان الاخ الكبير يحن ويعطف على اخيه الصغير ويحقق له مطالبه ومن الغريب الا يذهب الى بيته ويحضر جنازته واما الاخ الصغير فيعتبر اخاه الاكبر كوالده ويبالغ في احتراميه وتقديره فانهم يقدرون( آمقار ) سواءً من جهت العمومه او الاخوه ومعنى آمقار الاخ الاكبر وهي كلمة واحدة فيها ايجاز عن العربيه بدون اضافة كلمة الاخ الاكبر
14- اما ابن الاخت عند الطوارق فهو مدلل ومحبوب عند عشيرة اخواله ويعمل ما يريد وتلبى طلباته مهما طلب
15- ومن العادات التي يشاركونا فيها قبائل الجزيره العربيه عدم ذكر الزوج اسم زوجته وعدم ذكر الزوجه اسم زوجها فيقول الزوج (تمندام) اي فلانه بالعربيه وتقول الزوجه (مندام) اي فلان بالعربيه وهذا مثل ما يقول بعض اهل نجد لزوجته (يا هيشه) وتقول الزوجه لزوجها (يا هيش) وكما يقول بعض قبائل اهل الحجاز اذا اراد ان يسأل عن اهل ابن عمه من النساء (كيف العرب وش حال العرب وش لون العرب ) يقصد بالعرب كنايه عن اهل المسؤول من النساء ولا يذكرون اسماء النساء وهذه من العوائد السيئه ولازالت على حالها
قائمة ثرية من العادات.. والمعلومات المهمة حولها.. لولا ما أنا فيه من عجالة في الأمر لأفردت كلاً منها بما يستحقه من تعليق.. ولكن أعدكم شيخينا أن ندرجها في قائمة ما سنطرحه للتناول لاحقاً.. بإذن الله تعالى..
وتجاوزوا عن تقصيرنا.. في استفاء حقكم.. الذي سبقه تأخير في تثمين جهدكم وعرفانه.. وفائق تقديري لفضيلتكم.




م الإدريسي 04-05-2010 11:07 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.
من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر) ومن أبسط التعاريف لمصطلح (العادة)أنها:
"ما يتكرر وقوعه دائما"
من هنا نشأت الصعوبة في تغييرها فلا يخفى التباعد بين مفهوم "التقرر" ومفهوم "التغير".
إن شوائب الضلال في العقائد والبدعة في العبادات, والخرافة في العادات, إذا استحكمت في النفوس صعب اقتلاعها واحتاج إلى جهد ووقت كبيرين, وهذه المقدمة يسهل استيعابها جيدا لمن له إلمام بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده, فرغم أن العرب أوتوا كثيرا من مكارم الأخلاق إلا أنهم مع ذلك قد ابتلوا بكثير من العادات السيئة الفظيعة مثل الوأد وأنواع النكاح الغريبة المعروفة في حديث عائشة عند البخاري في صحيحه.


ولكن لما كانت عند العرب بقايا من دين إبراهيم لم يصلوا يوما من الأيام إلى درجة بعض الشعوب في الانحطاط, فلما جاء الله بهذا الدين ترك النبي صلى الله عليه وسلم كل ما هو من محاسن تلك الأخلاق والعادات وصرح بأنه لم يبعث إلا من أجل إتمامه, وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا.
ولعل ذلك؛ لأن النبوات في الأمم السابقة تمارس دور التجديد في أمتنا, فكل نبي لا يأتي إلا بعد فترة من الرسل, فيجدد ملة إبراهيم, ولا يتعرضون للجانب الممتلئ من الكأس إلا ببعض التصفية والتحلية التي تزيل منه الشوائب, وتصفيه من الكدورات, وتزيل عنه العوالق.
فلما كانت أمتنا هي آخر الأمم ورسالتنا هي آخر الرسالات اقتضى ذلك أن يكون هناك تجديد في أمر ديننا كل مائة سنة, وهذا يفهم منه تلقائيا أن تقادما مّا, سيتوالى على أمور ديننا, فلا غرابة أصلا في وجود تلك البقع السوداء التي تلاحظ في بعض المجتمعات, بل إنها من أعلام النبوة, فلا بد من تقادم, ومن ثم لا بد من مجدد.
وهذا التقادم يأتي على جميع المستويات: مستوى العقائد, مستوى العبادات, مستوى العادات والأخلاق.

لكن مع كل هذا, ومع تفهمنا لهذه الحقيقة يبقى جانب آخر, ألا وهو أن كثيرا من العادات قد يكون لها أصول شرعية, وهذا؛ لأن أمتنا في بعض أجزائها ـ وإن لم يصح إطلاق وصف الجاهلية عليها ـ إلا أن الشريعة المحمدية تصاب بشيء من الشيخوخة أحيانا في بعض المناطق؛ بفعل عوامل, بعضها يمكن تسميته وتحديده, وبعضها قد يخفى على غير الباحث المدقق.

من خلال هذه المقدمة أريد أن أصل إلى أن موضوع العادات يحتاج الحكم فيه إلى تريث من عدة نواح:

الناحية الأولى: الشرعية, فلا يمكن الحكم على أي عادة بمخالفة الشريعة إلا إذا كانت متصادمة مع أمر من أوامر الشريعة أو متحدية لنهي, من نواهيها, وهنالك تأخذ حكمها إما الحرمة أو الكراهة أو خلاف الأولى.
وقبل الحكم على العادة المعينة بهذه الأحكام, لا بد من التأكد من وجودها أولا, ثم تصورها تصورا صحيحا ثانيا, ضرورة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول العلماء.

وعلى زعم أنها مخالفة لأمر مّا من أوامر الشرع, أو متحدية لنهي من نواهيه, فقد تكون مبنية على فتوى مخطئة, مما قد يخفف من المسؤولية على العامة, وترجع المسألة إلى توضيح مأخذ تلك الفتوى والكر عليها بالنقض, ولذلك أمثلة, لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثانية: الناحية السياسية(الشرعية أيضا)فلا بد من التأكد من الظروف التي فرضت العادة المعينة, ثم قياس تلك الظروف؛ للاطلاع على مدى كفايتها لتبرير انتهاج ذلك السلوك المعين تجاهها, فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها.
ثم التأكد من استمرار تلك الظروف وعدم استمرارها, وعلى استمرارها: هل هناك بديل يمكن اتخاذه تجاهها؟ وهكذا.
وعلى فرض عدم استمرارها, فأحسن علاج لها توضيح أسبابها الأصلية, ولفت النظر إلى أنها لم تعد موجودة, وكما قال النحويون: (ويذهب الإعلال إن زال السبب).ولذلك أمثلة لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثالثة: الناحية التكتيكية, فقد تكون بعض العادات من مفرزات أوضاع حربية, عاشها الشعب الفلاني في الفترة الفلانية, ثم تستمر, وهذا أيضا يعتبر فتوى حربية, تحتاج إزالة حكمها إلى توضيح جذورها, ولفت النظر إلى كونها لم تعد موجودة, وقد تكون هذه النقطة راجعة إلى التي قبلها.

الناحية الرابعة: ناحية أخلاقية, فكثير من العادات تعتبر سياجات تعزل بعض الطبقات العالية عن التورط في بعض المواقف المحرجة, و التي قد لا تساعدهم ظروفهم على التعامل معها كما ينبغي, فوضعوا بينهم وبين الوقوف فيها حواجزـ وسمها تكتيكا اجتماعياـ وهذه أمثلتها كثيرة, ويمكن إرجاع كثير من الأمثلة التي تم نقاشها إلى هذه النقطة.

الناحية الخامسة: ناحية اجتماعية(علائقية) فقد تتخذ بعض القبائل من بعضها مواقف, أقلها أن تكون تحفظية, فيستدعي ذلك إيجاد حواجز وهمية من باب "ارتكاب أخف الضررين" وهذا تدعمه قاعدة: (الوقاية خير من العلاج) فقد تكون القبيلة الفلانية جربت في فترة من تاريخها مع القبيلة الأخرى أن كمية السفهاء من كلتا القبيلتين مرتفعة, فيفرق العقلاء بين أطفالهم في المضاجع كخطة وقائية إلى إشعار آخر, وقد يتأخر الرشد أحيانا.

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعات, فكما يقال: (أفعال العقلاء مصونة عن العبث)ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .

أرجو أن فكرتي وصلت, وإلى لقاء آخر.

وأشكر الأخ أبا فارس واليعقوبي وكل من ساهم في إثراء الموضوع ملئ قلبي.

اليعقوبي 04-06-2010 04:48 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر) ومن أبسط التعاريف لمصطلح (العادة)أنها:
"ما يتكرر وقوعه دائما"
من هنا نشأت الصعوبة في تغييرها فلا يخفى التباعد بين مفهوم "التقرر" ومفهوم "التغير".
إن شوائب الضلال في العقائد والبدعة في العبادات, والخرافة في العادات, إذا استحكمت في النفوس صعب اقتلاعها واحتاج إلى جهد ووقت كبيرين, وهذه المقدمة يسهل استيعابها جيدا لمن له إلمام بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده, فرغم أن العرب أوتوا كثيرا من مكارم الأخلاق إلا أنهم مع ذلك قد ابتلوا بكثير من العادات السيئة الفظيعة مثل الوأد وأنواع النكاح الغريبة المعروفة في حديث عائشة عند البخاري في صحيحه.


ولكن لما كانت عند العرب بقايا من دين إبراهيم لم يصلوا يوما من الأيام إلى درجة بعض الشعوب في الانحطاط, فلما جاء الله بهذا الدين ترك النبي صلى الله عليه وسلم كل ما هو من محاسن تلك الأخلاق والعادات وصرح بأنه لم يبعث إلا من أجل إتمامه, وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا.
ولعل ذلك؛ لأن النبوات في الأمم السابقة تمارس دور التجديد في أمتنا, فكل نبي لا يأتي إلا بعد فترة من الرسل, فيجدد ملة إبراهيم, ولا يتعرضون للجانب الممتلئ من الكأس إلا ببعض التصفية والتحلية التي تزيل منه الشوائب, وتصفيه من الكدورات, وتزيل عنه العوالق.
فلما كانت أمتنا هي آخر الأمم ورسالتنا هي آخر الرسالات اقتضى ذلك أن يكون هناك تجديد في أمر ديننا كل مائة سنة, وهذا يفهم منه تلقائيا أن تقادما مّا, سيتوالى على أمور ديننا, فلا غرابة أصلا في وجود تلك البقع السوداء التي تلاحظ في بعض المجتمعات, بل إنها من أعلام النبوة, فلا بد من تقادم, ومن ثم لا بد من مجدد.
وهذا التقادم يأتي على جميع المستويات: مستوى العقائد, مستوى العبادات, مستوى العادات والأخلاق.

لكن مع كل هذا, ومع تفهمنا لهذه الحقيقة يبقى جانب آخر, ألا وهو أن كثيرا من العادات قد يكون لها أصول شرعية, وهذا؛ لأن أمتنا في بعض أجزائها ـ وإن لم يصح إطلاق وصف الجاهلية عليها ـ إلا أن الشريعة المحمدية تصاب بشيء من الشيخوخة أحيانا في بعض المناطق؛ بفعل عوامل, بعضها يمكن تسميته وتحديده, وبعضها قد يخفى على غير الباحث المدقق.

من خلال هذه المقدمة أريد أن أصل إلى أن موضوع العادات يحتاج الحكم فيه إلى تريث من عدة نواح:

الناحية الأولى: الشرعية, فلا يمكن الحكم على أي عادة بمخالفة الشريعة إلا إذا كانت متصادمة مع أمر من أوامر الشريعة أو متحدية لنهي, من نواهيها, وهنالك تأخذ حكمها إما الحرمة أو الكراهة أو خلاف الأولى.
وقبل الحكم على العادة المعينة بهذه الأحكام, لا بد من التأكد من وجودها أولا, ثم تصورها تصورا صحيحا ثانيا, ضرورة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول العلماء.

وعلى زعم أنها مخالفة لأمر مّا من أوامر الشرع, أو متحدية لنهي من نواهيه, فقد تكون مبنية على فتوى مخطئة, مما قد يخفف من المسؤولية على العامة, وترجع المسألة إلى توضيح مأخذ تلك الفتوى والكر عليها بالنقض, ولذلك أمثلة, لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثانية: الناحية السياسية(الشرعية أيضا)فلا بد من التأكد من الظروف التي فرضت العادة المعينة, ثم قياس تلك الظروف؛ للاطلاع على مدى كفايتها لتبرير انتهاج ذلك السلوك المعين تجاهها, فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها.
ثم التأكد من استمرار تلك الظروف وعدم استمرارها, وعلى استمرارها: هل هناك بديل يمكن اتخاذه تجاهها؟ وهكذا.
وعلى فرض عدم استمرارها, فأحسن علاج لها توضيح أسبابها الأصلية, ولفت النظر إلى أنها لم تعد موجودة, وكما قال النحويون: (ويذهب الإعلال إن زال السبب).ولذلك أمثلة لكني لا أريد التطويل.

الناحية الثالثة: الناحية التكتيكية, فقد تكون بعض العادات من مفرزات أوضاع حربية, عاشها الشعب الفلاني في الفترة الفلانية, ثم تستمر, وهذا أيضا يعتبر فتوى حربية, تحتاج إزالة حكمها إلى توضيح جذورها, ولفت النظر إلى كونها لم تعد موجودة, وقد تكون هذه النقطة راجعة إلى التي قبلها.

الناحية الرابعة: ناحية أخلاقية, فكثير من العادات تعتبر سياجات تعزل بعض الطبقات العالية عن التورط في بعض المواقف المحرجة, و التي قد لا تساعدهم ظروفهم على التعامل معها كما ينبغي, فوضعوا بينهم وبين الوقوف فيها حواجزـ وسمها تكتيكا اجتماعياـ وهذه أمثلتها كثيرة, ويمكن إرجاع كثير من الأمثلة التي تم نقاشها إلى هذه النقطة.

الناحية الخامسة: ناحية اجتماعية(علائقية) فقد تتخذ بعض القبائل من بعضها مواقف, أقلها أن تكون تحفظية, فيستدعي ذلك إيجاد حواجز وهمية من باب "ارتكاب أخف الضررين" وهذا تدعمه قاعدة: (الوقاية خير من العلاج) فقد تكون القبيلة الفلانية جربت في فترة من تاريخها مع القبيلة الأخرى أن كمية السفهاء من كلتا القبيلتين مرتفعة, فيفرق العقلاء بين أطفالهم في المضاجع كخطة وقائية إلى إشعار آخر, وقد يتأخر الرشد أحيانا.

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعات, فكما يقال: (أفعال العقلاء مصونة عن العبث)ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .

أرجو أن فكرتي وصلت, وإلى لقاء آخر.


وأشكر الأخ أبا فارس واليعقوبي وكل من ساهم في إثراء الموضوع ملئ قلبي.

</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله

اليعقوبي 04-07-2010 03:01 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
أخي أبا الحسن وفقه الله ورعاه..
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ثم إني أثمن طرحكم الموضوعي وموضوعكم المطروح أخيرا (وأفعال العقلاء مصونة عن العبث)... فقد أثريتم الموضوع ونبهتم إلى مهمات مهمة ذات أولوية أولية.
وقد عضضت بنواجذي على قولكم: (وعدل في مفاهيم بعضها وترك أصولها, كما هو معروف في نصر الأخ ظالما أو مظلوما, هذه لم يغير شكلها ولكن غير من مفهومها, وهكذا) إنها سنة عزيزة.. سترة واقية من الغرق في الصدام مع المجتمع..
تدبر كيف أوصل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة (كف الأخ الظالم عن الظلم) من بوابة نصرة الأخ مطلقا.. بطريقة لفتت أنظار الصحابة حتى سألوه سؤال متعجب !!!
ولا تذهلنّ عن مكانة مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة.. ومع ذلك يأتيهم من الجانب اللين في الأسلوب والإقناع.. ولا تعجب فقد كان خلقه القرآن بل تذكر فقط كيف كان تعاطي القرآن مع عادة الخمر: كيف تدرج معهم وهم المؤنون حقا حتى قالوا من تلقاء أنفسهم: انتهينا انتهينا.. وانظر في المقابل كيف يعالج بعضنا (أجمَمْ) والتدخين وما شبههما في قوم لا يعدونه في العير ولا في النفير ولم تبحّ سورة النور أصواتهم بتلاوة سمعنا وأطعنا...
ولي توقف أو وقفة مع قولكم: (ولا شك أن المجتمع الطارقي بعيد عن الخرافية بمراحل, فليس إلا هجرا توافدت على الصحراء من بقايا حضارات سقطت, أوعبادا لجؤوا إلى الكهوف تحت ظروف معينة, فإرجاع عاداتهم كلها إلى فتاوى مصلحية, ومواقف أمنية, وخطط تكتيكية, أولى من أخذها مأخذ العبث .)
إن من مصادر العادات الأساسية: الخرافة، ومن مصادر الخرافة ما أبعدتموها به عن مجتمعنا الطارقي:
فالهجر يعني البدو هم نسّاج الخرافة، وأبعد الناس عن العلم والمعرفة وإذا تعلموا طرفا من العلم ظنوا أن ذلك المجلد الذي وصل إليهم هو العلم كله حتى إن من حججهم (مكتوب).
والصحراء: مأوى الجن والشياطين وكم من أخروفة تحاك عنهم تبنى عليها جبال من العادات الراسيات الشامخات.
والعباد إن كانوا قسيم العلماء فهم أوهم الناس وأشدهم تعبدا لعاداتهم حسبما تمليه أهواؤهم..
والعباد العلماء الذين عاشوا في صحرائنا بل وفي أغلب العالم الإسلامي قبل ثلاثمائة سنة والذين يعبر عنهم بالصوفية هم الذين خدروا الأمة بالخرافة .. بل لم تتسلل الخرافة إلى عاداتنا إلى من قبل ثغورهم التي ما حماها إلا الطلاسيم والتماتيم والهماهيم..
بل حولوا أصل الدين إلى خرافة ولذلك سموا خرافيين..
وإذ كنت ــ وإن كنت مقتنعا بما أقول ــ محاورا يرد ويرد عليه ويقتنع ويقنع ويراجع ويتراجع فسأذكر لك عادات مبناها على الخرافة مثل: عدم قطع السواك من تادهنت بعد العصر، وعدم النداء وراء المسافر، والمرور بين الحدأتين وفروع الطيرة وفروع الجن وفروع الشيوخ...
وأرجو منكم رجاء محاور لا متحد أن تضربوا لي أمثلة على عادات مبنية على فتاوى.. أو على ما سميته بخطط تكتيكية، أو مواقف أمنية...
وخلاصة وجهة نظري أن المجتمعات البدوية من أكثر المجتمعات تعلقا بالخرافة ويشد وساق أسر الخرافة لهم احتصان التصوف وتعشعشه فيهم قرونا.
دمت موفقا سعيدا...

م الإدريسي 04-08-2010 01:10 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
وعليكم السلام, أشكرك أبا أسعد, وقبل تلبية مطالبك في التمثيل أود أن أشير إلى بعض مصطلحات أساسية في تعليقي, قد فهمتها على غير ما أقصد بها, وهذا أمر يتكرر يوميا في عالم طلبة العلم.
فتعليقك على كلمة(الهجر)من تعليقي, فهمت منه أن ذهنك قد ذهب إلى الاستعمال السائد للهجر في المملكة العربية السعودية, وهي: تجمعات البدو وقراهم, وأنا أقصد بالهجر جمع هجرة بمعناها اللغوي الوضعي المشهور.
وفي زعمي أن الأمة القاطنة في الصحراء أغلبها بقايا حضارات سقطت بأسباب معروفة, فتفرق بعض فلول جيوشها وبعض أبطالها الذين لا يرضخون للغزاة, وقصدوا الصحراء؛ ليتحصنوا بها, فليس في الصحراء إلا فصائل عربية وبربرية عاشوا في ظل دول في فترات معروفة, فلما فقدوا السيطرة على أمورهم لجؤوا إلى الصحراء للتمتع بالحرية وتنفس الهواء المجاني.
وكذلك (الخرافة) التي نفيتها عن المجتمع الطارقي ليس القصد منها أن المجتمع الطارقي مجتمع ملائكي, كما أنني لا أقصدأنه لا يوجد أفراد خرافيون, إنما أقصد أن مكونات المجتمع الطارقي أغلبها معروفة بالحِكم, وامتلاك أزمة المناقشة والإفحام, والاستفسار عن الأسباب.
وفي الأمثال الطارقية كثر مما يبعد الخرافة عن المجتمع الذي أنتج تلك الأمثال, وهذا أيضا قد يكون ناتجا عن الاختلاف في فهم مفهوم الخرافة, ولا أقصد الخرافة بمعنى: كل علم فاسد وعمل منحرف, كما عرفه به مؤلف كتاب:
(طرق أهل الباطل في نشر الخرافة - (1 / 3).
وإنما أقصد الخرافة التي جعلت بعض الأمم تلتزم بطقوس معينة تعتقد من ورائها التحكم أو الاستفادة من قوى معينة خفية بطريق غير عقلية ولا مسببة, هذه قليلة في المجتمع الأزوادي, فالقدر الموجود فيه من الخرافة ـ كما تفضلت ـ كله معتمد على الصوفية ومبني على استدلالاتهم, وما يرد عليها من النقد فالنقض, فأصلها دعاوى علمية, فلا أقصد هذه.
أقصد الخرافات التي ليس بأيدي أهلها إلا أنهم أدركوها عند أسلافهم, ولا تلزمني بأن ذلك هو شأن الصوفية, فإنهم مع تفاهة استدلالهم وتهافته إلا أنهم يستدلون ويتبعون منهجا معينا.
ولننتقل إلى أمثلتك للعادات في المجتمع الطارقي:
أولا: قطع السواك من(تادهانت)الشجرة المعروفة.
هذه ليست عادة وإنما هي تجربة يذكرون سببها وهو معقول, فإنهم يقولون: تكرر مرارا أنك إذا قطعت سواكا من هذه الشجرة بعد العصر, فغالبا ما تأتيك الحية(الثعبان)قبل أن تصبح, هذا هو أساس هذه الظاهرة.
وبكل بساطة يمكن فهمه عقليا قبل الحكم عليه بأنه خرافة, فمن المعروف أن بعض الثعابين يتقصى الأثر, وأنها في الغالب لا تخرج من جحورها إلا ليلا, وأن تقصيها يعتمد على حاسة الشم, أكثر من اعتماده على حاسة البصر, فإذا مررت بمقربة من جحورها, وكان ذلك قريبا من الليل بحيث تبقى رائحتك حتى يدركها خروجها, ولا سيما إذا قطعت من تلك الشجرة التي من صفاتها أن لها رائحة نافذة, فقد هيأت لذلك الحيوان بيئة مناسبة للتعرف على أثرك, ومن ثم تقصيه بعد دخول الظلام, طمعا في أن يجد من صاحب الأثر غرة فيلدغه, وهذا وقع مرارا وتكرارا.
ثانيا: عدم النداء وراء المسافر.
فهو سوء فهم لقصة علي بن أبي طالب لما أرسله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له: اذهب ولا تلتفت, ويذكر أنه ناداه بعد ذلك فرجع علي مقهقرا ولم يلتفت احتراما لأمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلعل بعض خرافيي المجتمع بفهمك للخرافة فهم من هذا الحديث أن الالتفات ليس جيدا للمتجه إلى مهمة معينة, فعمموه, ثم ابتعدوا عن إحراج المسافر بندائه حتى لا يلزموه بالالتفات.
ثالثا: المرور بين الحدأتين فقد يكون من باب الاحتياط والحذر؛ لأن الراكب على الجمل إذا مر بينهما فطارتا وأحس الجمل بالحفيف في كلا جانبيه فقد يتحرك حركة غير مرغوبة.
أما تعليقك على (العباد) فراجع إلى ما ذكرنا؛ لأنني لم أقصد الخرافة المبنية على استدلال غير صحيح, إنما أقصد الخرافة بمعناها السابق الذي حاولت أن أعرفها به, ويصدق على (الهامة)أو (الصدى)الذي يزعم العرب أنه: طائر خرافي زعموا أنه يخرج من رأس المقتول ولا يزال يقول اسقوني حتى يؤخذ بثأره المعجم الوسيط - (1 / 511)( انظر هامة ), فهذا لا يدعي عنه العرب أي دليل ـ حسب علمي القاصرـ وشكرا.
ولي عودة ولكم الشكر.

أبو فارس 04-12-2010 06:49 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 4714)
اقتباس:
<table cellspacing=0 cellpadding=6 width="100%" border=0><tbody><tr><td class=alt2 style="border-right: 1px inset; border-top: 1px inset; border-left: 1px inset; border-bottom: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
[i][center]السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.

مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله

عزيزي
م.الإدريسي
شرفتُ بحضورك ومشاركتك لنا بهذا الطرح الهادئ وهذا الفكر النيّر..
ولقد وقفت مندهشاً أمام روعة عرضكم وتحليلكم.. وقوة ثقتكم وحجتكم واحتجاجكم.. وسلاسة أسلوبكم وعذوبة ألفاظكم.. ولا أملك إلا أن أقول زادكم الله علماً وفهماً وتألقاً.
ولقد رجعت بنا إلى التاريخ وما أعذبه من رجوع.. وربطت ما نحن بصدده بالماضى بطريقة في غاية السطوع..

واسمح لي رغم انبهاري الذي لا أخفيه، أن أعلّق برأيي الخاص ووجهة نظري القاصرة..حول القليل مما جاء في ثنايا مقالكم بما يتيسّر لأمثالي.. وبما أن اليعقوبي كفاني التعليق على بعض الأمور التي أوافقه على جزء منها.. لذلك سأتجاوزها لأنني لأن آتي بمثل ما جئتما به فضلاً عن أن أزيد عليه..

أول وقفة لي على المقولة التي سقتموها
اقتباس:

من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر)
يؤسفني أني لست من ذلك الكثير.. إذ كيف اسلم لها مع أني لا أظنها آية حتى من التوراة المحرفة.. ولا حديث..ولا أثر.. ولا حتى قاعدة.. بل هي من ضمن ما يطلي به العقلاء مقالاتهم لتسويقها على من دونهم.. وربما نتيجة تجربة في محيط محدود..في غابر الزمان وقد آن لها أن تفقد قيمتها.. وعلى كل حال لا تلزمنا في شيء.. لأنها مجرد مقولة..انظر الكثير من المتكررات البذيئة والشنيعة التي لا يجرؤ عاقل على وصفها بالتقرر..
وهذه من العادات الثقافية ـ إن صح التعبير ـ التي أصاب منها بالدوار.. أن يساق مثل أو حكمة.. بانتظار التسليم له.. وكأنه نص قرآني.. أو حديث نبوي.. (وأنا هنا لا أتكلم عن سياق كلامكم..ولا أتهم طرحكم.. فكيف بكم.. وإنما أتكلم بشكل عام..)
وإن اختلفت معي على مصطلح التقرر ـ فأنتم أهل المطلحات ـ بأن كونها واقعاً هو ما يعنيه.. فلا مشاحة في الاصطلاح..
ولكننا دائماً لا نبحث عن تبرير ما وقع كيف وقع بقدر ما نبحث عن حلول.. ونقل عن ذلك الواقع إلى ما هو أفضل وأحسن.

الموضع الثاني قولكم:
اقتباس:

أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعا
لا أظن أننا استعجلنا في نقد مجتمعاتنا بعد كل تلك الحقب والدهور التي مضت.. فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..
ثم أجدني مضطراً إلى توضيح أمرٍ حتى لا يفهم طرحنا على غير وجهه..
وهو أن الجميع ولا شك.. يتفق معنا إلى أن العادات منها ما هو حسن بلا جدال.. ومنها ما هو سيئ بلا جدال.. ومنها ما فيه قدر من الأمرين.. يغلّب كل فرد حكمه عليها بحسب تقديره لأحد الجانبين فيها..
ومن هنا جاء هذا الطرح.. يهدف إلى ذكرها المصاحب بالإشادة بأحسنها ومعالجة أسوئها.. والتباحث فيما بين ذلك..
وليس الهدف هنا إنكار وجودها وانتشارها واستشرائها.. ولا إدانتها ونصب العداء لها ولمن يحملها.. ولا نفي حسن بعضها.. أو صعوبة تغيير القبيح منها.. وقوة تشبث أهلها بها.. ودفاعهم عنها.
وعندما نتكلّم عن عادة ونصفها بالسيئة، أو نذكر بعض مثالبها وسلبياتها.. أو نصف أخرى بالحسنة والإيجابية.. لا يعني ذلك أننا نحكم على الأولى بالحرمة.. وعلى الثانية بالاستحباب ضرورة.. فكلامنا في غالبه في دائرة المباحات والاستحسانات.. ولأن ما يتعلّق بالحرام والحلال لا يخفى.. ثم لا خيار فيه لأحد.. كما أسلفنا جميعاً.
وأختم بشكرك على وقفاتك البديعة التي تجلّى فيها ثاقب الفهم.. ونيّر العقل.. وواسع الإدراك..
متمنياً أن تثنيك ثرثرتي عن العودة التي وعدت بها.. فنحن في انتظارها بشغف.. وتقبل مني أرق المنى وأذكى التحيات.


م الإدريسي 04-12-2010 07:04 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
بسم الله.
شكرا لك أبا فارس يا فارس المنتديات, شكرا يتضوع منه هذا الصندوق الماسي بأريج الحب والتقدير.
أشكرك على تثمينك لتعليقي على مقالكم الرصين, كما لا أخفيك استمتاعي بنكهة أسلوبك في الحوار, وأشعة فؤادك الطيب التي تعشي خفافيش الظن السيئ بل تعميها.
وقد وقفت كثيرا عند عبارة:
(فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..).
وو الله, إنها أصدق من أن يطالها التعليق بغير التسليم لها.
أما تعليقي السابق الذي دندنت فيه حول حساسية الموضوع الموهومة, فلا أعني به أمثالكم, حيث إنني لا أتوقع أي إشكال من نقد أمثالكم لأي موضوع, مهما بلغت حساسيته, فقد لمست من خلال الأسلوب أدبا جما, وتعقلا عاليا, وفكرا ساميا.
وصدقني, لا أجد أي حرج في أن أقطع جزءا من وقتي للحضور عندكم؛ للاستفادة من هذا الكنز الأدبي الذي بهرني بريقه تحت سطوركم النيرة.
فمثلكم يتناول الموضوع.
ومثل مجتمعاتنا أحوج إلى أمثالكم من أبنائه من أن يتحكم في ألسنتهم وأقلامهم.
فأرجو كريم تسامحكم إن كانت مشاركتي الخجولة قد أوحت إليكم بما يشبه الإرشاد أو التوجيه, فإنني لم أتقصد ذلك, وإنما مقصدي فقط إثراء الموضوع بإبداء بعض جوانبه التي يمكن أن يسرح فيها الفهم أو الوهم.
أشكركم أبا فارس مرة أخرى, وأجد حنينا إلى التعرف عليكم أكثر, إن رأيتم ذلك مناسبا.

اليعقوبي 04-14-2010 01:06 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
هنيئا أبا الحسن فقد أبلعتكم ما يكفي .. بالعافية..
ثم أعتذر عن التأخر..عن التعليق على ردكم.
أما موضوع الهجر فكما ذكرتَ.. والسبب في ذلك السياق أو علة في الفهم أو كلاهما وتمرا.
وأما قولكم: (وفي زعمي أن الأمة القاطنة في الصحراء أغلبها بقايا حضارات سقطت بأسباب معروفة, فتفرق بعض فلول جيوشها وبعض أبطالها الذين لا يرضخون للغزاة, وقصدوا الصحراء؛ ليتحصنوا بها, فليس في الصحراء إلا فصائل عربية وبربرية عاشوا في ظل دول في فترات معروفة, فلما فقدوا السيطرة على أمورهم لجؤوا إلى الصحراء للتمتع بالحرية وتنفس الهواء المجاني).
هذا تاريخ وأنت صدرته بالزعم فما أدري أي معانيه تقصد، والموضوع تاريخي وليس أدبيا فأعد له عدته بارك الله فيك.
وأما خرافتي وخرافتك فأعتقد أنها كلها خرافة في النهاية وأنك ذكرت خرافة المجتمعات الوثنية وأنا ذكرت خرافة المسلمين.
وأما المواضيع الثلاثة التي أجبت عنها:
فالأول: إذا كان الأمر كذلك فلم المسافر المغذ السير المسرع يخشى من ذلك، وأنت تقول تجربة هل سمعت أحدا قطعها فعضته، هناك بعض المجتمعات يقطعونها في كل آن ولا يعضوٍْن، إنها عادة خرافية.
وأما النداء فإنهم لم يفهموا الموضوع على ما ذكرت إنما يذكرونه في سياق التطير، وما ذكرت من حديث علي رضي الله عنه أشبه ما يكون بتخريج منك لهذه العادة، أو ليس كذلك؟؟
وأما خرافة الحدأتين فإنك لم تتصورها إنهم يقصدون المرور بينهما ويسرعون بالجمال ويزفون ويتعبون، ويزعمون أن ذلك يجلب الخير والبركة.. إنها تفريع على خرافة العرب في الغراب.
تنبيه: لعلك نسيت التمثيل في مقالك السابقك.. فإن كان على طرف الثمام فهاته، وإن كان على الورور فالوقت أثمن...
وأرجو أن لا تطلقني والسلام

أبوعبدالله 04-14-2010 01:29 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس http://alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif

أبا عبد الله.. كما ترى ليس لدي ما هو مهم .. ولكني رغبت في مشاركتك... هذه الدردشة.. وأهلاً بعودتك مرات.. ومرات.. فأنا بك أسعد في كل كرة... تحياتي.


</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
بل أنا بك وبطرحك أسعد .. فكثيرا من مثقفينا يتهيبون الخوض في موضوع العادات الأزوادية,
ولا أعلم لهذا التهيب أي سبب موضوعي , وهو جدير بالدراسة والطرح الجاد ,ولذالك تجدني كلما تذكرت أمرا شاركت به حبا في الحوار والتواصل معك دمت قلما واعيا مسددا

أبو فارس 04-15-2010 07:00 AM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي (المشاركة 4805)
بسم الله.
شكرا لك أبا فارس يا فارس المنتديات, شكرا يتضوع منه هذا الصندوق الماسي بأريج الحب والتقدير.
أشكرك على تثمينك لتعليقي على مقالكم الرصين, كما لا أخفيك استمتاعي بنكهة أسلوبك في الحوار, وأشعة فؤادك الطيب التي تعشي خفافيش الظن السيئ بل تعميها.
وقد وقفت كثيرا عند عبارة:
(فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..).
وو الله, إنها أصدق من أن يطالها التعليق بغير التسليم لها.
أما تعليقي السابق الذي دندنت فيه حول حساسية الموضوع الموهومة, فلا أعني به أمثالكم, حيث إنني لا أتوقع أي إشكال من نقد أمثالكم لأي موضوع, مهما بلغت حساسيته, فقد لمست من خلال الأسلوب أدبا جما, وتعقلا عاليا, وفكرا ساميا.
وصدقني, لا أجد أي حرج في أن أقطع جزءا من وقتي للحضور عندكم؛ للاستفادة من هذا الكنز الأدبي الذي بهرني بريقه تحت سطوركم النيرة.
فمثلكم يتناول الموضوع.
ومثل مجتمعاتنا أحوج إلى أمثالكم من أبنائه من أن يتحكم في ألسنتهم وأقلامهم.
فأرجو كريم تسامحكم إن كانت مشاركتي الخجولة قد أوحت إليكم بما يشبه الإرشاد أو التوجيه, فإنني لم أتقصد ذلك, وإنما مقصدي فقط إثراء الموضوع بإبداء بعض جوانبه التي يمكن أن يسرح فيها الفهم أو الوهم.
أشكركم أبا فارس مرة أخرى, وأجد حنينا إلى التعرف عليكم أكثر, إن رأيتم ذلك مناسبا.


عزيزي
م. الإدريسي
كلي تقدير واحترام لهذا اللطف الذي أبديتموه.. ولا شك أنه ناتج عن حسن ذاتكم وجميل صفاتكم وطيب أخلاقكم..وعظيم تواضعكم.. ويكفيني من شرف أن أحظى من مجالستكم بطرف..
وإني والله لفرح ومسرور بالثناء الذي أطريتموني به وإن كنت أشك في استحقاقي حتى لنصيفه.. ولكنه شأن البشر جبلوا على حب المديح والتشجيع.. ولا أشك في أنني واحد منهم.. وأسأل ربي أن يجعلني خيراً مما تظنون وأن يغفر لي ما لا تعلمون.. فما أنا إلا طويلب خلا له الجو في ظل غياب أمثالم عن أرجاء المنتديات.. فتشبه بأهل العلم والفهم حباً لهم واقتداءً بهم.. علّ ربي أن يلحقني بهم في الأخرى.. إن قصرت همتي عن ذلك في هذه.
ولقد استفدت كثيراً منكم وممن سبقكم بالتعليق والمشاركة.. ولا أخفيكم سراً .. أني كلما علّق متداخل قلت هذا هو الفارس.. حتى إذا جاء الذي بعده قلت:.. بل هذا هو.. ولقد بهرت حقاً بهذا الكم من الوعي والفهم والإدراك.. والذي لم أجده في أيٍ من المنتديات التي شاركت فيها.. ولا أقولها مبالغة.. ولكنها شهادة لستم في حاجة إليها من مثلي..
فالله أسأل أن يديمني أخاً محباً وحبيباً لكم وإليكم.. وأن يجمعنا في الدارين على خير..
ودمت بأسعد حال.

م الإدريسي 04-18-2010 07:15 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif

وأرجو أن لا تطلقني والسلام

</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
أبشرك أني ضد مصطلح: (الطلاق) جملة وتفصيلا, ولعله من أبغض الحلال إلى الله, كما ضعف به الحديث.
ولكني منشغل بشيء يقهرني, حيث إنني أكتب في موضوع, لا أحسنه, ولا أجيده.
ولي عودة ـ بإذن الله ـ.
وكثير من تعليقك يفحمني, ولكن سأمشي على مذهب الشافعي في (الإجماع) حيث لم يعرف دليله إلا بعد ما سأله عنه بعض المحاورين, وأظن أن كثيرا من العادات اعتُقدت قبل الاستدلال لها, ولكن لا داعي إلى التنازل عنها بسهولة فإنها من التراث ـ أقصد التي في دائرة المباح طبعاـ.
دم مطمئن البال.

م الإدريسي 04-18-2010 07:17 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
عزيزي
م. الإدريسي
كلي تقدير واحترام لهذا اللطف الذي أبديتموه..ودمت بأسعد حال.

</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->

كلي تقدير واحترام لهذا اللطف الذي أبديتموه..ودمت بأسعد حال.
ولي عودة

اليعقوبي 04-22-2010 02:04 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
وأظن أن كثيرا من العادات اعتُقدت قبل الاستدلال لها, ولكن لا داعي إلى التنازل عنها بسهولة فإنها من التراث ـ أقصد التي في دائرة المباح طبعاـ.


</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
أعتقد أن هذا هو مسار بحث الأخ الفاضل أبي فارس..
أعني أن تفصيل هذا المجمل ...
ومعرفة ما يتشبث به منها .. وما ينهى عنه.. وما يحارب..
أعتقد أن هذا هو المسار الأنسب للبحث..
ثم إنه أخذ مسارا آخر هو: التأصيل والتعقيد (وضع القواعد والأصول) أو بالأحرى ذكر قواعد التعامل مع العادات عموما وعاداتنا خصوصا..
هذا المسار الثاني مثاره مهم جدا بل وقد ينافس التفصيلي في الأهمية خصوصا أن هناك عادات خاصة لأهل كل ريف وواد وقرية وتل...
عودا على بدء أرجو من أخينا الفاضل أبي فارس ومن المداخلين الفضلاء أن نواصل البحث في آحاد العادات؛ لأن هذه النقطة تهمنا نحن كطلاب العلم ودعاة قبل عوام المجتمع لأمور منها:
1) أن تباحث العادات يعطينا ثروة من المعلومات الشرعية والاجتماعية نستفيد منها حين الحديث عن هذه العادات.
2) أننا جزء من المجتميع فقد نكون أسرى عادات لم تنبه إلى أنها عادات .. وقد ننسى أن نعرضها على ما عندنا من النصوص.. وقد لا نحسن عرضها؛ لأنها جزء من ذاتنا لا نستطيع النظر إليها إلا بواسطة مرآة (ليكنها هذا الموضوع) أو جزءً منها.
3) أن الحديث عن الأمور إجمالا يوقع في إرباكات علمية .. واجتماعية .. فكلما كان حديثنا أخص كان أكثر واقعية وعملية اجتماعيا ودعويا ، وأقرب إلى السداد والموضوعية فقهيا وعلميا..

إنه موضوع مهم .. أتمنى أن لا ينتهي ..
أتمنى أن يكون مثل وادي الغضا نمشي فيه ولا نقطعه...
فليت الغضا لم يقطع الركب طرفه*** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

م الإدريسي 04-23-2010 02:51 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
موضوع العادات جميل.
فما رأيكم فيمن يستدل (لتضولن) بحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في باب الطهارة, من الصحيحين.
و الذي ورد فيه أنه استحيى من سؤال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حكم المذي, فأمر المقداد ـ رضي الله عنه ـ أن يسأله.
وقد ورد في هذا الحديث التصريح بأن سبب الاستحياء (فاستحييت أن أسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم؛ لمكان ابنته مني...) يعني أن كون ابنة الشخص عند شخص آخر, له دور في وضع الحواجز بينهما من الاحترام, وتعبر المجتمعات عن ذلك الاحترام كل بحسبه.
ملاحظة: السؤال عن العلم عند الصحابة أمر مهم جدا, فلا يحول بينهم وبينه إلا حائل قوي.

أبو فارس 04-24-2010 08:39 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 4924)
اقتباس:
<table cellspacing=0 cellpadding=6 width="100%" border=0><tbody><tr><td class=alt2 style="border-right: 1px inset; border-top: 1px inset; border-left: 1px inset; border-bottom: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
وأظن أن كثيرا من العادات اعتُقدت قبل الاستدلال لها, ولكن لا داعي إلى التنازل عنها بسهولة فإنها من التراث ـ أقصد التي في دائرة المباح طبعاـ.


</td></tr></tbody></table>
<!-- end template: Bbcode_quote -->
أعتقد أن هذا هو مسار بحث الأخ الفاضل أبي فارس..
أعني أن تفصيل هذا المجمل ...
ومعرفة ما يتشبث به منها .. وما ينهى عنه.. وما يحارب..
أعتقد أن هذا هو المسار الأنسب للبحث..
ثم إنه أخذ مسارا آخر هو: التأصيل والتعقيد (وضع القواعد والأصول) أو بالأحرى ذكر قواعد التعامل مع العادات عموما وعاداتنا خصوصا..
هذا المسار الثاني مثاره مهم جدا بل وقد ينافس التفصيلي في الأهمية خصوصا أن هناك عادات خاصة لأهل كل ريف وواد وقرية وتل...
عودا على بدء أرجو من أخينا الفاضل أبي فارس ومن المداخلين الفضلاء أن نواصل البحث في آحاد العادات؛ لأن هذه النقطة تهمنا نحن كطلاب العلم ودعاة قبل عوام المجتمع لأمور منها:
1) أن تباحث العادات يعطينا ثروة من المعلومات الشرعية والاجتماعية نستفيد منها حين الحديث عن هذه العادات.
2) أننا جزء من المجتميع فقد نكون أسرى عادات لم تنبه إلى أنها عادات .. وقد ننسى أن نعرضها على ما عندنا من النصوص.. وقد لا نحسن عرضها؛ لأنها جزء من ذاتنا لا نستطيع النظر إليها إلا بواسطة مرآة (ليكنها هذا الموضوع) أو جزءً منها.
3) أن الحديث عن الأمور إجمالا يوقع في إرباكات علمية .. واجتماعية .. فكلما كان حديثنا أخص كان أكثر واقعية وعملية اجتماعيا ودعويا ، وأقرب إلى السداد والموضوعية فقهيا وعلميا..

إنه موضوع مهم .. أتمنى أن لا ينتهي ..
أتمنى أن يكون مثل وادي الغضا نمشي فيه ولا نقطعه...
فليت الغضا لم يقطع الركب طرفه*** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

شيخنا (اليعقوبي)
أشكرك على حضورك مجدداً..
وتوضيحاتك في مكانها..
ودعوتك لا غبار عليها.. وتلميحاتك العزيزة حول الموضوع في غاية الأهمية..


وتجاوباً مع طرحك الموضوعي.. واستمرار لما نحن فيه..
أذكركم بعدة عادات مررنا عليها سريعاً أثناء مداخلة الإخوة ينبغي أن نقف عندها بشيء من التناول والتداول.. وسأذكرها مذيلة باسم من ذكرها من الإخوة مع شرحه لها (إن وجد):


1) (تضّولا) : أبو عبد الله


2) (اتِّقّال) : وهو الحجاب ووقاية ودرع والسد المنيع على إرتكاب أي خلق شنيع كأنه حجاب بين الفضيلة والرذيلة وحماية للإنسان الطارقي هذه الكلمة (اتِّقال) كأنها التقوى الذي ينبض به قلب كل طارقي فلا يجرؤ على إرتكاب أي فاحشة أو أي رذيلة فعنده من العفة وشيم الأخلاق مايمنعه عن الخوض في أي رذيلة (فتى مرسي: أبو عاصم)


3) (أدوكا): ومن العادات الحسنة إكرام المطلقة عند إنتهاء مدة العدة من الطلاق فيعملون لها أقاربها وليمة يسمونها (أدوكا) وكذالك التي مات عنها زوجها يعملون لها وليمه بعد انتهاء مدة العدة(فتى مرسي: أبو عاصم)



أبو فارس 04-24-2010 08:56 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي (المشاركة 4927)
موضوع العادات جميل.
فما رأيكم فيمن يستدل (لتضولن) بحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في باب الطهارة, من الصحيحين.
و الذي ورد فيه أنه استحيى من سؤال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حكم المذي, فأمر المقداد ـ رضي الله عنه ـ أن يسأله.
وقد ورد في هذا الحديث التصريح بأن سبب الاستحياء (فاستحييت أن أسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم؛ لمكان ابنته مني...) يعني أن كون ابنة الشخص عند شخص آخر, له دور في وضع الحواجز بينهما من الاحترام, وتعبر المجتمعات عن ذلك الاحترام كل بحسبه.
ملاحظة: السؤال عن العلم عند الصحابة أمر مهم جدا, فلا يحول بينهم وبينه إلا حائل قوي.

عزيزي: م الإدريسي..
ممتن لتواجدك وعودتك بهذا الطرح اللبق.. وأستأذنك في إبداء رأيي..

أولاً: (تضولن) أظن أنها (تضّولا) ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الاحتياطات الاحترازية المبالغ فيها في تعامل الزوج مع أم زوجته وأبيها بشكل خاص ومع أهل الزوجة بشكل عام.. والعكس..

ثانياً: المشكلة ليست في الاستحياء من الأمور التي ينبغي أو من المنطقي الاستحياء منها....ولكن المشكلة عندنا أن هذا الاستحياء مفروض حتى في الأمور العادية كالمجالسة والمحادثة.. فأحرى المؤاكلة والمباسطة في الحديث.. فلا يتنزّل الحديث (المذكور) حينها على محل نقاشنا..

ثالثاً: الأمر يتجاوز عندنا مجرد الحياء.. بل هي طقوس لا بد منها.. فقد يستسلم لها من يجد الحرج الشديد فيها أو لا يرى لها معنى.. كما هو الحال في الكثير من العادات.. بل حتى من لا يستحيي بطبعه لن يتجرأ على خرم هذه العادة.. لأن المجتمع كله سيلومه ويستهجن فعلته.. وسيصبح فاكهة المجالس وعرضة للتندر والتقليل من شأنه.. ويجرّ العار لنفسه ولمن يعول!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

رابعاً: ماذا لو استدللنا على خلاف هذه العادة بحديث مصدره نفس البيت الطاهر .. والذي جاء في الصحيحين عن(عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْىٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لأَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ...الحديث).

م الإدريسي 04-25-2010 08:24 PM

رد: من العادات الأزوادية
 
أخي: أبو فارس.
أشكرك مجددا, و أعتذر عن التعليقات المقتضبة, التي يمكن أن تنم عن عدم الاهتمام الكافي, ولكن ـ يعلم الله ـ أن الحقيقة بخلاف ذلك تماما, وإنما؛ لأني ـ وكما أسلفت في الاعتذار لليعقوبي ـ لا أجد في الوقت الحاضر ما يكفي للتفكير في الموضوع, فضلا عن الوقت الذي أكتب فيه ما سنح لي.
أما تعليقكم, فإنه غاية في الموضوعية, و التركيز, و دال بمنطوقه ومفهومه, وعبارته و إشارته على إلمام كاف بالمجتمع, و بحقائق العادات المتحدث عنها.
و بكل هروب و تراجع أعود لأذكر بأن ما أتحدث عنه, حينما أوردت الحديث إنما هو مجرد الاستئناس لأصل العادة؛ بقاء على منطلقي من أن المجتمعات الإسلامية أغلب عاداتها مبنية على أصول إسلامية, أما ادعاء أن المجتمع الكلتماشقي تتجسد فيه السنة, و يمثل المجتمع الأول في كل عاداته, فهذا غاية في الفساد, ودون ادعائه خرط القتاد.
فمن هنا يمكن أن يعطى الاستدلال بحديث المقداد ـ رضي الله عنه ـ نصيبا من الموضوعية, و المصداقية, إذ الغرض من إيراده فقط أن هذا الإحساس في أصله, و هذا التعامل الخاص بين الرجل و والدي جارته, أمر ليس بدعا في أصله.
و على ذلك, فالمسألة ترجع إلى النظر في كمها و كيفها, فالكم الموجود في مجتمع كل تماشق من ذلك الاحترام ـ أو سمه التهاجر إن شئت ـ تنأى عنه المجتمعات المتحضرة بأنفسها؛ لما عندها من القيم و الآداب, فضلا عن المجتمع المثالي الأول الذي تتحدث عنه السنة و السيرة.
فلا شك أن الكم و الكيف مختلفان تماما, لكن يبقى أن أصل العادة موجود.
أضف إلى ذلك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينه و بين علي ـ رضي الله عنه ـ علاقة صحبة متينة, قبل تلك العلاقة الجديدة, ورغم ذلك لم تقض على ذلك الشعور النبيل, فهذا يمكن أن يستروح منه عمق ذلك الشعور في النفس الطبيعية, التي لم تنحرف فطرتها, إجمالا.
و أتمنى أن يبحث بعض الإخوان في الأدب العربي عن التعامل المفضل لدى الرجل العربي مع من تربط بينه و بينهم هذه العلاقة, فإننا إذا تعرفنا عليه, استطعنا أن نعرف موقعه من السلم الأخلاقي و من الآداب الجميلة و غيرها.
أما الحديث الذي أوردتموه, فهو المتناسق مع شخصية الرسول الرؤوف الرحيم ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هذا هو تعامله مع خلفائه الأربعة ـ رضي الله عنهم ـ جميعا, مع أن بينه و بين كل واحد منهم نفس العلاقة, فصلى الله على محمد, و رضي عن أصحابه.
هذا ولكم مني جزيل الشكر و الامتنان.


الساعة الآن 07:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010