منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حال السلف في رمضان (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=1304)

أبو حفص السوقي 08-21-2010 06:46 PM

حال السلف في رمضان
 
بسم الله الرحمنالرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



<O:p

موضوع شامل ومميز يشحذ الهمم ويملأ القلب سعادة وشوقاً للإرتقاء للمراتب العليا التي بلغها سلفنا الصالحون

أسأل الله عز وجل أن يوفقنا للسير على دربهم وأن يزهدنا في الدنيا إنه ولي ذلك والقادرعليه
وأن يجزي كاتبه خير الجزاء على ما خطته يده<O:p



<O:p

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن ولاه أما بعد.

رمضان فرصة الزمان .
<O:p

هكذا ينبغي أن يعتقدالمسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .

هتفت القلوب وتاقت الانفس
ان نسير على دربهم ولكن ما الحيلة؟
الحيلة ... يسيرة نتعلم من سيرهم وعلى دربهم نمضي
هكذا كانوا وعلى نهجهم فلنكن<O:p
<O:p



حال الصالحين في رمضان

<O:p

كان منهم القائم القانتفي محرابه

{يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَرَبِّهِ}
[ الزمر: 9]
ويخشى عذابه



<O:p

ومنهم من قد حبس نفسه على طاعة الله تعالى وذكره, وتجرد من الدنيا, وقطع عن نفسه كل العلائق, وعكف بقلبه وقالبه على ربّه وما يقرب منه, فما بقي في قلبه غير الله تعالى, وليس له هم إلّا مرضاته, يتمثل قول داوود الطائي رحمه الله حينما كان يناجي ربّه في ليله فيقول :

" همك عطل علي الهموم, وخالف بيني وبين السهاد, وشوقي إليك أوبق مني اللذات, وحال بيني وبين الشهوات ".
لطائف المعارف 348



<O:p

هذا حال الصائمين القائمين, عرفتهم المساجد والخلوات, يطيلون القيام, ويتلون القرآن ويلحون في الدعاء, ويعلنون الإنابة, ويناجون الرحمن, بينما كان غيرهم في مجالس الزور مجتمعين على عرض الشيطان, وبرامج الفساق .

لماذا يعملون ؟
ماذا دها الصالحين ؟
وما الذي دعاهم إلى طول التهجد, ومكابدة السهر والنصب؟
إنّهم يلتمسون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
فلو نطقت المساجد لقالت : " يا ليلة القدر للعابدين اشهدي , يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي , يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي ".
اللطائف 349



<O:p

ها هو ذا رمضان يمضي, وقد شهدت لياليه أنين المذنبين, وقصص التائبين, وعبرات الخاشعين وأخبار المنقطعين. وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين, وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين, وكرم المنفقين

<O:p

إنّهم يرجون عفو الله, علموا أنّه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم<O:p

<O:p

لما عرف العارفون جلاله خضعوا, ولمّا سمع المذنبون بعفوه طعموا, ما ثم إلّا عفو الله أو

<O:p

لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة, ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى بردعفو

<O:p

كان أحد الصالحين يدعوقائلاً :

" جرمي عظيم, وعفوك كبير, فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم ".
اللطائف 370
هذا دعاء الصالحين, وهكذا قضوا رمضان, فلهم الحق أن يبكوا في ختامه, لما له من لذة في قلوبهم, ومع ذلك فهم وجلون من ربهم, خائفون من الرد وعدم القبول, يعلمون أنّ المعول عليه القبول لا الإجتهاد, وأن الإعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان .




كم من قائم محروم " ومن نائم مرحوم "
هذا نام وقلبه ذاكر, وذاك قام وقلبه فاجر
لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات, والإجتهاد في الصالحات, مع سؤال الله القبول, والإشتغال بما يصلح القلوب, وهذا دأب الصالحين.
كانوا يقولون....
قال يحيى بن أبي كثير:" كان من دعائهم :
اللهم سلمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتسلمه منّي متقبلاً
حلية الأولياء 3 / 69
وقال ابن دينار:
" الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل ".
( الحلية 2 / 387 ).
وعنهم قالوا
وقال عبد العزيز بن أبي رواد :
" أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه, وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ".
( اللطائف 375 ).
ففى ثنايا قصص الصالحين مع رمضان ما يشحذ الهمم لنصل إلى أعلى القمم
معا لنروي .. قصص سلفنا مع رمضان الحبيب
والقلب يهتف
اللهم بلغنا رمضان

اللهم أجعلنا فيه وما بعده وإلى أن نلقاك كما تحب وترضى
يتبع .....
منقول


تماشقت 08-21-2010 08:30 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
جزيت الفردوس الاعلى

هيبكا السوقي 08-22-2010 12:38 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
مشكوووووووووووووووووور ( أبا حفص السوقي ....)
فسر أمامك.

أبو حفص السوقي 08-22-2010 02:11 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
أختي تماشقت آمين وبوركت وجزيت خيرا على المرور المشرف
أخي وحبيبي حسان مشكووووووووووووووووور على الإطلالة الجميلة
وفقني الله وإياكم للسير على خطى أسلافنا والعمل بعلمهم الذي تركوه لنا
وتقبل صيامنا وقيامنا إنه سميع مجيب

أبو حفص السوقي 08-22-2010 02:21 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
حال السلف مع القرآن
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي

فقلت

أقرأ عليك وعليك أنزل فقال إني أحب أن أسمعه من غيري


قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً

النساء
قال


حسبك فالتفت فإذا عيناه تذرفان


وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
لما نزلت أَفَمِنْ هَذَاالْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ النجم
فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم

حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم
لا يلج النار من بكى من خشية الله

حال السلف مع القرآن<O:p

حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك

كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ
كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف<O:p

حال السلف مع القرآن<O:p

كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن
حال السلف مع القرآن
كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه
حال السلف مع القرآن
كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ
<O:p

<O:p
وقال الربيع بن سليمان كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة
حال السلف مع القرآن
قال ابن رجب الحنبلي وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم .
لطائف المعارف<O:p

يتبع يتبع
منقول <O:p

إبن المدينه 08-22-2010 07:08 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
بارك الله فيك أخي الغالي ابو حفص موضوع قيم وهام حقا دمت ودامت جهودك الرائعه حفظكم الله ورعاكم

أداس السوقي 08-22-2010 08:16 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
بوركت أبا حفص السوقي على الموضوع الشيق.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

أبو حفص السوقي 08-22-2010 09:48 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
أخي الفاضل إبن المدينة جزيتم خيرا على المتابعة والمرور
عمي الكريم مروركم ومتابعتكم يشرفانني فجزاكم الله خيرا وتقبل الله صيامكم وقيامكم

أبوراضي السوقي 08-23-2010 04:20 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
اللهم حبب إلى قلوبنا من العمل مايوصلنا إلى مرضاتك وارزقنا من الاخلاص والصدق ما يرضيك عنا ووفقنا للتباع السلف الصالح، أخي أبوحفص بارك الله فيك ونفع بك ، نقل موفق وفي وقت مناسب، للمستثمر

أبو حفص السوقي 08-23-2010 04:28 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
بوركت أبا راضي وجزيت خيرا على المرور المشرف وتقبل الله دعاءك وصيمك وقيامك
لك خالص تحيتي

أبو حفص السوقي 08-23-2010 04:56 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
حال السلف في قيام الليل
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها،تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات
قال الحسن البصري: لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم ، فيراه من لم يره قط فيقول : إني لأحبُ هذا الرجل
قيل للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره
أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحمه الله ،فقال له : يا حسين : ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب : كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل غداً أقر عيون أحبائي في جناتي
قال محمد بن المنكدر رحمه الله : كابدت نفسي أربعين عاماً أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات حتى استقامت لي
كان ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة

قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك

قال معمر صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ حتى أتى على هذه الآية فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ثم خرجت إلى بيتي فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا

قالت امرأة مسروق بن الأجدع والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة وكان إذا فرغ من صلاته يزحف أي إلى فراشه كما يزحف البعير
كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء أول الليل ، ثم دافع ثم دافع ، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب

قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف

<O:p

قال سفيان الثوري رحمه الله حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته

<O:p

قال رجل للحسن البصري رحمه الله يا أبا سعيد : إني أبيت معافى وأحب قيام الليل وأعد طهوري فما بالي لا أقوم فقال الحسن ذنوبــك قيــدتك

وقال رجل للحسن البصري : أعياني قيام الليل فقال قيدتك خطاياك
<O:p

قال ابن عمر رضي الله عنهما : أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل ، ورفع الصوت فيها بالقراءة

<O:p

قال عطاء الخرساني رحمه الله : إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً أًصبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه أي عن قيام الليل أصبح حزيناً منكسر القلب ، كأنه قد فقد شيئاً وقد فقد أعظم الأمور له نفعا أي قيام الليل
<O:p

حالهم في قيام الليل<O:p

<O:p

وقال أبو عثمان النهدي تضيّفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً يصلي هذا ثم يوقظ هذا<O:p

<O:p

حالهم في قيام الليل<O:p

<O:p

وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه

<O:p

حالهم في قيام الليل<O:p

<O:p

وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين<O:p

<O:p

حالهم في قيام الليل


عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبَي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القارىء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي<O:p

<O:p

إبن المدينه 08-23-2010 07:37 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
بارك الله فيك أخي ابو حفص على المجهود الجميل المفيد دمت ودام عطائك

أبو حفص السوقي 08-23-2010 09:21 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
بوركت ابن المدينة وجزيت خيرا سرني تواجدكم فشكرا على المرور والمتابعة
تقبل خالص تحيتي

أبو حفص السوقي 08-24-2010 03:05 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
شهرالقرآن و كنوز الحسنات

كان الامام الشافعي في رمضان يختم القرآن 60 مرة ..أي في اليوم ختمتين<O:p

وكان الإمام أحمد يغلق الكتب ويقول هذا شهر القرآن

وكان الامام مالك بن انس لا يفتي ولا يدرس في رمضان ويقول هذا شهر القرآن<O:p


احتضر احد السلف فجلس ابناءه يبكون

فقال لهم: لا تبكوا فوالله لقد كنت اختم في رمضان في هذا المسجد عند كل سارية 10مرات

وكان في المسجد 4 سواري.. اي ختم 40 مرة في رمضان


شهرالقرآن و كنوز الحسنات


كان عبد الله ابن عمرلا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر إذا علم أن أهله قد ردُّوهم عنه في تلك الليلة
وكان من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة ؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ ، إنما كان يُرسِله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة ، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفًا بالدَّيْن، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبد الله وسألهم، فأخبروه: إنه لم يبِتْ بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا ، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال: إنه وهبها لفقير


شهرالقرآن و كنوز

كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع و إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر

<O:p

قال رسول الله يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني

وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم منهم الحسن وابن المبارك

<O:p

قال أبو السوار العدوي كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ،إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس و أكل الناس معه

قال ابن رجب قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة النّاس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم

يقول يونس بن يزيد كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنّما هو تلاوة القرآن و إطعام الطعام

كان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمس مائة إنسان، وإنّه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم

التقليل من الطعام كان من سمات السلف الصالح في شهر رمضان
<O:p

قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان

<O:p

وقال أبو العباس هاشم بن القاسم:

كنت عند المهتدي عشيَّةً في رمضان فقمت لأنصرف

فقال: اجلس
فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام فأحضر طبقَ خِلافٍ عليه أرغفةٌ وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ
فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ

فقال: ألم تكن صائماً
قلت: بلى
قال: فكل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى



حفظ اللسان وقلة الكلام وتوقي الكذب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزوروالعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه أخرجه البخاري


قال المهلب: وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور كما يمسك عن الطعام والشراب وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه


قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : إذاأصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائمٌ إنّي صائمٌ»أخرجه مسلم

<O:p



قال المازري في قوله: إنّي صائمٌ يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليس الصيام من الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو . أخرجه ابن أبي شيبة

<O:p


وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:" إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو أخرجه ابن أبي شيبة

<O:p

حفظ اللسان وقلة الكلام وتوقي الكذب

<O:p

وعن طلق بن قيس قال قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت

<O:p

وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلّا لصلاة .أخرجه ابن أبي شيبة


وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام ، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب


وعن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: إذا كنت صائماً فلا تجهل ولا تساب وإن جُهِل عليك فقل: إنّي صائم أخرجه عبد الرزاق في المصنف


وعن مجاهد قال: خصلتان من حفظهما سلم له صومه الغيبة والكذب أخرجه ابن أبي شيبة


وعن أبي العالية قال: الصائم في عبادة ما لم يغتب . أخرجه ابن أبي شيبة
إنتهى

منقول

اسماعيل احمدوا 08-24-2010 07:51 PM

رد: حال السلف في رمضان
 
مشكور والله يعطيك العافية

أبو حفص السوقي 08-25-2010 03:15 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
أحسن الله إليك أخي إسماعيل وجزاك خيرا ومشكور على المرور

ال شريف 08-25-2010 05:14 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
قرأت موضوعك واستفدت فوائد كثيرة
جزاك الله خيرا

أبو حفص السوقي 08-25-2010 09:29 AM

رد: حال السلف في رمضان
 
جزاك الله خيرا أخي ال شريف على المرور بوركت ووفقت ووقيت


الساعة الآن 05:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010