امدح والغراض التكسوبية عند شعراء السوقيين

الكاتب مجلس الإدارة الخميس, 12 مارس 2009 16:44

طباعة

المدح والأغراض التكسبية عند شعراء السوقيين.
حين تقرأ الشعر السوقي تجد المدح منه شبه خال من الأغراض التكسبية, ويعود ذلك إلى عدة أمور:
1- عدم وجود بلاطات عربية في الجزء التي يضمهم من الصحراء الكبــرى, والممالك التي قامت في بلاد (مالـي) بالرغم من أنها من أقوى الممالك الإفريقية تمسكا بالدين وتأثرا بالحضارة الإسلامية, واعتناء بالعلوم الإسلامية إلا أنها لم تتبن الأدب العربي بشكـل جدي كمـافعلت بالفقه والحديث والنحو وغيرها من العلوم الأخرى, وقد مرت علي من خلال بعض الكتب التاريخية, التي تناولت تأريخ مملكة (مالي) بعض النماذج الشعرية التي لم ترق إلى المستوى ا لأدبي الراقي, ولم نر من هذا الجانب أي مشاركـة للشعر السوقي سواء في المدح ولا غيره.
2- أن بعضهم  يرى أن هذه العاطفة ينبغي أن تصرف إلى مديح المصطفى عليه الصلاة والسلام  دون غيره من الناس.
3- أن الحي لا تومن عليه الفتنة , فإن كان ولابد من مدح فللميت ولذلك نجد عاطفة شعراء السوقيين في الرثاء أكثر صدقا.
  وبالجملة  فإن المدح عند السوقيين  ظل بعيدا عن الدوافع النفعية التكسبية, ولم يتكبد بأغلال التزلف للحكام استجداء لنفعهم, ولكنه في المقابل أدى دوره المنشود في المديح النبوي وكذلك ما يتعلق بالجانب البيني بين القبائل السوقية.