العودة   منتديات مدينة السوق > القسم العـام > المنتدى العام

المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-11-2010, 11:44 AM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5647 يوم
 أخر زيارة : 05-15-2024 (09:22 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رسالة والدنا العلامة الشيخ العتيق للملتقى



بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين إلى ملتقى تناهما
إنابة لقلمه عن قدمه
الحمد لله الذي جعل الأقلام نائبة عن الإقدام، وأمر بالتواصل والتحاب وتفقد الإخوان، ونهى عن التحاسد التقاطع وتخاذل أعل الإيمان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وأصحابه وآله الكرام.
أما بعد فالسلام التام، وما يليق من التحايا والإكرام، والإعظام والتوقير والاحترام، من الكاتب الآتي باسمه بعد انتهاء رسمه، إلى كافة الإخوان المجتمعين في وادي تيناهما ، ويخبرهم أنه يحمد الله ويشكره ، ولكنه أضعفته حمى دامت به منذ مدة ، وقد كان يعزم على الحضور في المجتمع، ولكن عاقه الضعف، ولو تكلف الوصول إلى محل الاجتماع لم يقدر المكث في الجماعة ولا إلقاء شيء من الخطب، فأنبت قلمي عن قدمي، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه، وأن يكلل عملكم بالنجاح، وأن تكون تلك الحركة التي لم يسبق مثلها فاتحة خير تكون الأحوال بعدها أحسن مما كانت عليه قبل، ويدوم نفعها العام على جميع من حضر ومن يأتي، ومن قرب ومن بعد إلى آخر الدهر.
ثم إني لو حضرت المؤتمر لم أحضر برسم أني من قبيلة مخصوصة، ولا من قوم مخصوصين، ، بل برسم أني وارث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله : (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) ووصفه بقوله : (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم) الآية. وبرسم أني عضو من جمعية مالي للاتحاد وتقدم الإسلام، فلا يختص بي قوم ولا جيل، بل أقوم ما استطعت بالنصح لكل مسلم، وإلقاء ما تيسر من النصائح والتوجيهات والتنبيهات، وأفوض أمر المجتمع فيما سوى ذلك إلى من دبروا فكرته، وعملوا أعماله، ودعوا إليه، وإلى من لبوا دعوتهم من القاصين والأقربين، فهم أولى بذلك ، وغيرهم إذا لم يفوض الأمر إليهم واستعمل فكرته ربما أتى بنقيض المقصود.
فأريد أن أرسل إليكم وصايا وتنبيهات عسى أن ينتفع بها من قرأها أو سمعها .
أما والوصايا:
1. فأولها التذكير بما وصانا الله به من قوله: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) وقوله : (ووصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) وبما وصى به لقمان ابنه بقوله : (يا بني أقم الصلام وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصاعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) الآية.
وآمركم بلزوم الجماعة، والاعتصام بالكتاب والسنة ، يقول الله تبارك وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
والتفرق المنهي عنه في الآية ليس المراد منه التفرق بالأبدان، بل المراد به التفرق في العقيدة ، وعدم التقيد بطاعة ألي الأمر ، ويبين ذلك ما في الآية الأخرى وهي قوله تعالى : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) وما في قوله : (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
وهو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسم أن أمته ستعمله بقوله : "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة الناجية منها واحدة" فسئل عن تلك الناجية فقال : "الذين كانوا على ما أنا عليه وأصحابي" .
فما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الافتراق لا بد أن يقع ، ولا ينجو من شؤمه إلا من تمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقال صلى الله عليه وسلم يوما "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" قالوا : فما تأمرنا أن نفعل؟ قال: "عليكم بما تعرفون من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" وفي الحديث الآخر : "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي" وقال : "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ولم يضل من الأمة إلا من تركها وترك معناها واشتغل بأقاويل الناس التي لم تؤخذ منها، واشتغل بعلم عقلية وآراء وأهواء مفرقة ، وردود بعض الناس على بعض. وذلك لا يجدي ولا ينفع المرء في دينه ودنياه، وهو الذي يورث التباغض والتنافر والتنابز بالألقاب وتبادل التكفير والشتائم، وما سوى ذلك من المناكر.
وليس من التفريق المنهي عنه اختلاف العلماء في الأنظار الفرعية، ولا اختلاف المقلدين في تعيين من يقلدونه ، فإن اختلاف الناس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره لكل من المختلفين على ما وقع منه ثابت، واختلف الصحابة والتابعون في أمور ولم يؤد اختلافهم إلى التنافر والتباغض. ولما دونت المذاهب الفقهية أخذ كل قوم مذهبا غير مذهب الآخرين ، وليس ذلك ضلالا بل توسيعا على الأمة، وأجمعت على ذلك التوسيع الأمة، وهم لا يجتمعون على الضلالة كما في الحديث.
ولا يجب على الناس التزام قول أحد معين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك من الحرج المنفي عن الدين.
2. والثاني : بذل النصح لكل مسلم ، وتبادل الاحترام والتحاب والتسامح، والإغضاء عن الهفوات، وإقالة العثرات.
فإن من دُعوا إلى الحضور المجتمع تختلف عوائدهم ومستحسناتهم بحسب تباعد أوطانهم . ربما يأتي بعضهم بشيء لا بأس به في موطنه مع أنه مستهجن عند غيره، فلا تؤاخذوا أحدا بفلتة ولا هفوة ولا غضبة.
3. والثالث الاهتمام بأمور إخوانهم وجيرانهم الذين لم يزالوا متحدين معهم في المساكن والمصالح والعهود القديمة، حتى صار بعضهم أقرب وأحب إلى من يخالطه وأنفع ممن يشاركه في اسم السوقية مع أنه لا يشاركه في الاسم ، فلا ينبغي أن تهمل الصلات والروابط التي بين السوقيين وجيرانهم لعدم المشاركة في الاسم، بل اللائق والأصلح أن كل جماعة من السوقيين يعاملون إخوانهم المجاورين لهم معامله الأخ الشقيق ، كلما أرادوا إحداث أمر نافع ديني أو دنيوي أشركوهم معهم فيه.
فالتعلم الذي هو الأهم لا يتركونهم معرضين عنه، بل يعلمونهم أحكام الشريعة بلغتهم ويهتمون بأمورهم ويرشدونهم برفق ولين ونصح، فقد كانوا مع أهميتهم يعرفون كثيرا من ضروريات الأحكام بلغتهم، يعرفون وجوب الصوم والزكاة ، وحرمة مال اليتيم ونكاح المحارم، وكثيرا غير ذلك.
ولا يتوقف على العربية إلا تكبيرة الإحرام وتسليم التحليل وما يقرأ في الصلاة من القرآن ز
وأرجو أن العلماء من إخوانهم السوقيين إذا أحدثوا الاجتهاد في تعليمهم أمور دينهم بلغتهم نجحوا في ذلك ، وكانوا مثلهم فيما يريدون من أمورهم الدينية والدنيوية.
وأما التنبيهات:
1. فأولها: الإعلام بأن اسم السوق لقب شريف وضع على جماعة اتفقت على الاعتصام بالكتاب والسنة، والسير بسيرة السلف الصالح ، والتخلق بأخلاقهم يرجون بذلك أن يكونوا من الطائفة المنصورة الظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى صاروا غرباء بين من لم يعمل كعملهم، وامتازوا بذلك فنالوا به الشرف والاحترام بين سائر القبائل قديما،
2. وعظمهم الملوك والأمراء لأجل ذلك، واتخذوا مدينة السوق مركزا لهم، فلما خربت المدينة ، وتفرقوا أبقوا على أنفسهم اللقب السوقي ، لكون من تسموا به قبلُ هم أولى بالتشبه بهم والاقتداء بهم، ومضت على ذلك قرون تكون العزة في بني جد أو بني جدة ثم تزول ، فيصيرون إلى الذل لمخالفتهم سبل السلف ، والله يؤتي ملكه من يشاء، وينزعه ممن يشاء، وبعز من يشاء، ويذل من يشاء ، والعاقبة للمتقين.
والجماعة المتفقون على الاعتصام بالكتاب والسنة المداومون على حفظها لا يعدمون في البلد بأسره ، بل لم يزل في البلد من يقوم به من غير اختصاص بقوم معينين، ولم تزل الدول المعتمدة على الأنساب والقوة تتبادل وتفنى ، والبقاء لله وحده ، والمعتصمون بالكتاب والسنة لا يفنون لأن القرآن لا يفنى ولا يخلق ولا يتبدل .
ولا يقدر أحد أن يذكر التفاصيل تحقيقا فيما قبل دولة آل كاردن .
وأما بنو كاردن فقربوا الجماعة الموصوفة بحفظ الدين والقيام بأموره ، فاتخذوا منهم مستشارين وقضاة يعم قضاؤهم جميع البلد، وكانوا من جدود مختلفين لكنهك اختاروا البقاء على الاسم القديم تبركا بكونه لقبا لا يعرفون أشرف منه ولا أعم للفصائل ، ولا أجمع لشتات الجماعات.
3. التنبيه الثاني : أنه ينبغي أن يعلم الحاضرون أن مجلسا عقد على إحياء السنن وتراث السلف ليس كالمجالس التي تعقد للألعاب ولأمور غير دينية.
فلا ينبغي لمن حضره أن يكون كمن يحضر للتلفزيون ينظر إلى ما يقع منها ثم ينصرف بلا فائدة، بل اللائق بمن حضره أن يأتي ليستفيد ويفيد، ويرجع إلى أهله بشيء نافع . قال تعالى : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرن)
فعلى من كل وافد من أهل الآفاق أن يأخذ من الفوائد ما ينفع به أهله إذا رجع إليهم، وأن يبذل جهوده في العمل بما يذكره أهل العلم في المجتمع، وأن لا يخالف قوله فعله ، قال تعالى : (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وأن يكون عمله خالصا لوجه الله يبتغي به رضا الله ونفع المسلمين، فإنما الأعمال بالنيات، فمن كان له نية خالصة فقد أحسن، ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا، فصاحب النية الخالصة الصادقة لا يخيب سعيه، إن ظفر بمطلوبه فذاك، وإلا فلا يخاف ضياع نيته.
التنبيه الثالث: إعلام بأن القلم والسلاح لم يزالا مقرزنين، لا يستقيم أمر الأمة إلا بهما معا، ولا يصلح أمرها إلا بذلك، فكل منهما منزل، قال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس ومنافع للناس) وقد أمر الله تعالى بطاعة أولي الأمر، وهم الأمراء والعلماء معا، فإذا أراد الله بأمة خيرا ألهم أمراءها أن يتحدوا مع علمائهم، ويتعاونوا على البر والتقوى، وإذا أراد بها شرا لم يلهمهم ذلك، بل ربما تجري المعادة بينهم في بعض الأحيان فتفسد الأمور، فحين كان أهل البلد أحرارا مستقلين بملكهم لا يسافر سلطان البلد وأصحابه إلا مع عالم أو علماء يرشدونه في أمور الدين ، ويستفتيهم في نوازل الرعية . ولا يسافر أحد من العلماء الكبار إلا مع واحد من أهل النجدة يربي هيبته في القلوب، وينفذ ما أمره بإنفاذه
وأهل القلم من الحكومات الآن لا يفارقون أهل السلاح .
4. التنبيه الرابع: إعلام بأن الجماعات الحادثة لا تصلح كل منهما بانفراد، بل تتفق على مجلس جامع فيه أمراء البلديات ورؤساء الحكومة وسادات القبائل ، ثم يجمعون على ما يرون أنه مصلحة .
فقد كانت الحكومة تتخذ من كل قبيلة وكيلا ووكلاء، ثم يتفقون على عقد مجلس آخر تنتخب فيه وكلاء أعلى في سائر المناطق ثم يتدرج ذلك إلى أعلى.
ولا يحصل ما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله جميعا إلا بمثل ذلك.
فليتنبه الحاضرون إلى أن أمورهم لا يستقلون بإصلاحها بل بالتعاون مع أهل السلاح، ومع إخوانهم الآخرين ، واجتماعهم معهم في الأمور الجماعي.


والسلام

كتبه الفقير إلى مولاه، الغني به عمن سواه:

العتيق بن الشيخ سعد الدين



 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



آخر تعديل أبوعبدالله يوم 02-11-2010 في 11:49 AM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة الشيخ محمد الأمين بن أحمد بن الشيخ من بحر الرجز في مدح النبي صلى الله عليه وسلم المالكي المنتدى الأدبي 4 06-21-2010 04:29 PM
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح السوقي الأسدي منتدى الأعلام و التراجم 8 06-21-2010 04:15 PM
قصيدة الشاعر هيبكا بن أوكا اللأضغاغي للملتقى اليعقوبي المنتدى الأدبي 5 03-28-2010 09:04 PM
قصيدة الشاعر محمد بن باي الأضغاغي للملتقى اليعقوبي المنتدى الأدبي 2 02-15-2010 01:07 PM
قصيدة الشاعر يحي بن المرتضى السوقي للملتقى اليعقوبي المنتدى الأدبي 8 02-11-2010 09:11 AM