305. محمود بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي

305. محمود بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمود بن أحمد بن هَمّهمّ بن أحماد ابن أحماد ابن أنكّ بن أبي بكر ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق :لم أر من شيوخي من يعتني بتفاصيل أخباره لأنهم مضوا قبل نهضدتنا لتدوين الأثار السلفية وياليتهم بقوا إلى أيام النهضة فنأخذ عنهم كثيرا مما لم نلتفت إليه إلا بعد فراقهم والذي أخذت عن أشياخي إجمالا من منذ رأيت قبره في مقبرة إنْمَنَسْ مع قبر أبيه وعمه مَحمد وأنا صبي ، أنه اتفقت الكلمة في صغره وشبابه على أنه ثالث القرينين أبيه وعمه مع صغره ومرتبتهما في العلم ليست مما يرجى تحصيله عند من يعرفهما من أهل البلد الذي كانا فيه فقد اعترف من يعرفهما أن ما فتح عليهما وعلى إخوانهما وأبناء عمهما أبناء الشيخ أحمد بن الشيخ لم يعهد مثله لغيرهم في قطرهم ولم يزال الرواة يتناقلون خلفا عن سلف أن هذا الابن وصل إلى مرتبة آبائه وأشياخه حتى وصل إلينا ذلك ولم تطل مدته بل مات قريبا من عام موت أشياخه ولم يبق بعدهم إلا مقدار عامين ، ولم يصل إليّ من تفاصيل خبره كثر وكتب الشيخ حمّدا ما لفظه : وبلغني عن محمود بن أحمد أنه في رحلة إلى تبكت صادق عند بعض علمائها كتابا يرغب فيه فسأله إياه فامتنع ثم سأله شرائه منه فامتنه ثانيا ثم سأله الإعارة فأبى ثم سأله أن يسمعه إيه وكان بينهما حجاب ، وقال له متى استوقفتك فقف فرضي بذلك فأحضر محمود الكاغد وآلتي الخط فأخذ ينقل ما يمليه عليه وكلما أتم الصفحة الأولى من الصحيفة استوقفه لييبس المداد قبل التحويل فيقف فما زالا كذلك حتى ختم الكتاب فقال المملي تم الكتاب فقال الكاتب وتمت الكتابة فقال المملي ما أسرعك فقال الأخر ما .....خلك .اهـ ويحكى من خبره أيضا أن عمه محمد المختار المعروف باسم حَكاك سافر إلى سَكتُ فلما وصل إليها وسمع من فيها من العلماء أنه قدم عالم من بلاد الصحراء لا نظير له خرجوا إلى لقائه وذاكروه وناظروه وغالبوه فما زال يغلبهم ويفحمهم واحدا بعد واحد وكان مما جرى بينهم وبينه أن قال له بعض علمائهم وهو شيخ بن عثمان بن محمد بن فودي هل في جيلك أعلم منك أو مثلك فقال له عندنا ابن أخ لي هو أعلم مني فأرسل معه إليه ثلاثة أبيات يلغز فيها ويطلب منه حلها فلما وصلت إليه حلها ببيت واحد ولفظ أبيات اللغز :
ألا أيها المجلي التعامي
تكون به الخواطر في وثاق

فما تحليق إبهام بتلو
وبسط وفرق هاتيك البواقي

وبسط التلو ممدود الفوق
ومهزوزا إلى يوم التلاقي

ومن يدر الثلاث ينل مناه
ويوق بها الدواهي والبواقي


والجواب هو :
أقول " الله " فرد لا يكون
له شرك ، بذا نفى الوثاق


وبيان اللغز وجوابه أن الإبهام إذا حلق بالسبابة ومدت الأصابع الثلاث البواقي يشبه ذلك خط لفظ الجلالة كما أن السبابة إذا رفعت وحدها فذلك إشارة إلى التوحيد ، وقوله " بذا نفى الوثاق " فيه توجيه فإن اللغز وثاق وقد حله بهذا الجواب وهو الله فرد كما أن وثاق العذاب الأخروي يحل بتوحيد الله تعالى . وأما وفاته فبلغني أنها وقعت عام ألف ومائتين وسبعة 1207هـ(2) .