|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
من العادات الأزوادية
العادات الأزوادية كثيرة كغيرها.. وربما شاركهم فيها غيرهم ممن خالطهم.. أو وافقهم فيها البعض ممن نأى عنهم.. المهم هنا أن نسلّط الضوء على بعضها مع التعريف الملخّص بها وبأهم خصائصها وفوائدها.. مع إشارة نقديّة لما يحتاج منها إلى ذلك .. كل ذلك بالتقريب أو المثال.. أو بحسب ما يقتضيه الحال.. وأذكركم بأن وجود بعض هذه العادات حتى اللحظة.. يجعل الهدف من طرحها يتجاوز مجرّد المعرفة أو التسلية بها.. بل لا بد من إبداء وجهتيها الحسنة والأخرى إن وجدت..حتى نخرج بالمفيد وندرك المقصود.. وكلّي أمل أن يحظى منكم هذا الطرح بالقبول.. وتحياتي للجميع. وحتى يتّضح ما أريد ويقرب من الأذهان..أمثّل هنا ببعض العادات التي يمكن تناولها مع محاولة التعريف بها حسب معرفتي وباختصار شديد، وليعذرني من هم أعرف مني، وأرجو أن يتمثل إعذارهم لي في تصحيحهم للمعلومة وتصويبهم لطريقة صياغتها: · (تبُّوبشا) وهي اتخاذ شخص معيّن أو قرابة معيّنة وقفاً للمزاح لدرجة المبالغة أحياناً وبدون إذنه!؟ بسبب قرابة تربطك به أو عرف سائد.. وسواء في ذلك المعقودة بين أفراد الأسرة الواحدة لقرابة ما.كالتي بين أبناء الأخوال..أو بين ابن العمة والخال. أو المعهودة بين قبيلة وأخرى.. كالتي بين قبيلة (الأنصار) وبين قبيلة (إمغاد) مثلاً. · (تيبودار) وهي عادة تجعل التصرف العادي من قبلك غير مقبول تجاه شخص ما لمجرد ارتفاعه عنك نسباً قرب أو بعد.. وإن كانت ألصق عند الإطلاق بصدوره تجاه الأخ الأكبر أو من هو فوقه كالأب والعم..الخ · (آشيُّوف) وهي عادة طريفة جميلة يقوم بها الأطفال بمساعدة وتنسيق من بعض النساء في يوم سابع كل مولود.. والمقصود منها إظهار البهجة بالمولود إضافة إلى جمع أولئك الأطفال للهدايا من أقارب المولود.. وجيرانهم.. ولها ترتيبات خاصة.. لعل من هم أعرف مني يضيفونها. · (أكارّاد) صدقة عن الميت وغالباً ما تكون بقرة تذبح صدقة عن الميّت بعد الوفاة.. وتحتاج إلى مزيد تفصيل من أهل الخبرة. فنطرح في كل مرة، واحدة من هذه العادات المذكورة أو غيرها( من عندكم).. ثم نعلّق عليها بما لدينا من معلومات وتنبيهات واستفسارات حولها. وهكذا.. حتى نقف ونسلط الضوء ـ تعريفاً ونقداً وتصحيحاً وتعليقاً ـ على أكثر ما يمكن من العادات التي لها العديد من الخلفيات المختلفة عقدياً واجتماعياً وتاريخياً. وسأترك اختيار االعادة التي سنبدأ بها لأول متفاعل يرغب في ذلك.. |
03-12-2010, 10:37 PM | #2 |
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
الأخ الكريم الفارس: أبا فارس.. حياك الله ضيفا عزيزا كريما..
أهلا وسهلا ببراعة استهلالك التي تنبئ عن فصول وأبواب من الإفادة والاستفادة .. وأنعم وأكرم بإبداعك في طرحك وفكرتك .. وبراعتك في لغتك وأسلوبك ومفرداتك.. ومشاركة لك في موضوعك القيم أقدّم بعض الخطوط العريضة لرؤيتي في موضوع العادات، ثم أدخل معك في العادات التي ذكرتها: وعليه يمكن تقسيم عاداتنا كغيرنا إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: عادات حرمتها الشريعة، أو تؤدي إلى ما هو محظور فيها: كالاختلاط، وما قد يجره.. القسم الثاني: عادات أمرت بها الشريعة أو هي مطية إلى تحقيق بعض مصالحها: كاحترام الكبير والأب، وما يؤدي إليه. وبقي قسم ثالث: لم يوقف على نص يحرمه، نعم ليس من المطلوب شرعا: كاللثام، وعدم مؤاكلة الصهر.. فأما القسمان الأول والثاني: فلا غبار عليهما، بقي القسم الثالث، وهو الذي ينبعي أن يكون محل دراسة من ناحية شرعية واجتماعية، فإن لكل قوم عادات مزعجة ثقيلة مبرمة .. تعدّ عندهم آكد من ركعتي الفجر .. والوتر عند الأحناف... ولو أن الأمر كان فيها على ما يريد الإنسان اختياره منها لكان أمره هينا .. لكن المشكلة أنها مسار إجباري بالنسبة لأهلها، بل هي مناط المروءة والشرف والشهامة والرجولية وتقدير الآخرين في كثير من الأحيان .. وإن كانت تافهة المظهر.. قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية... صدق شيخنا: ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ.. فنحسن اللثام ونتقنه أمام الناس كي يقبلوا منا أن يرخوه في الصلاة (كما بوّب مالك في الموطأ بمنع ذلك)... أما ما ذكرت من العادات فهذا تصوري لكل واحدة منها: في أصلها، وواقعها والمأمول منها. أما تبوبشا: ففهمي لها أنها في الأصل رمز للتواصل والمحبة والخصوصية، ثم هي في الواقع كغيرها من (الأشياء) مطية يركبها الأتقياء إلى صلاة الفجر في الظلم، وينيخها الآخرون أمام الحانات: بمعنى الواصل يجعلها أداة لزياة صلة الرحم، والبر كذلك في البر، وسيئ الطباع والمتربص والحاقد يتنفس من خلال بوقها بما لا يقوله إلا في كسر بيتها. والمأمول أن تستغل هذه الخصوصيات العامة والخاصة القريبة والبعيدة لإشاعة الألفة والتحاب والحفاوة والابتسامة والكلمة الطيبة الحسنة والخدمة المادية والمعنوية... (أما تبدوار) فهي في الأصل مرادفة للعقوق وهو من المنهيات، وأما ما ذكرت من الأخ الأكبر والعم وإن كان بعيدا فله أصل شرعي فقد جاءت الشريعة باحترام الأكبر وتقديمه، انظر إلى حديث حويصة ومحيصة .. فهي من النوع الأول من جهة ومن الثاني من جهة أخرى.. والواقع الذي عشته في محيطي ومن جاورت أو زرت أن هذه العادة جبل من أواخي البر، وسلطان وازع يكف عن كثير مما نفرت عنه الشريعة، والمأمول أن يشد ويشاد بها، ويحافظ ويحث عليها. (أما اكارّاد) فالذي أعرف (تار أكارّد) أي فاكة القيد، وهي كما وصفت، أصل الصدقة على الميت لا يخفى لكن في تخصيصها بذبيحة وتسميتها بهذا الاسم الذي يدل على أن هناك قيدا معتقدا أن الميت مسلسل فيه حتى تذبح الذبيحة، وفيما يكون مع ذلك من ختم القرآن واجتماع الناس ... في كل ذلك التفاف أوراق إشكالات لها ظلال كثيرة تحجب الرؤية (بالنسبة لي) دون إباحتها أصلا.. مما يجعلها محل بحث ودراسة.. أما أشيّوف: فشيئ جميل جدا واضح أمره، لكن ينبه إلى أنه إن كان من أحد الأبوين، فيجب على الراجح من أقوال أهل العلم العدل بين المولود وبقية إخوانه وإن كانوا والدين ... هذا ما سمح به الوقت والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. تذييل: أنبه في موضوع تهذيب العادات على أساسيات لا بد من الإشارة إلى أصولها: أولا: حاجّهم بما يعرفون، ولا تحدثهم بمقدار علمك، ولا بحجم قناعتك، فأنت قد تغيرت وتطورت ورأيت وسمعت وقرأت وكتبت، أما هم فأصولهم هذه العادات، فهب أنك تخطب من سيبويه أن يكسر الفاعل. فابذل مهرا عاليا.. فالإقناع لا يتم إلا بعربون.. "ولن تسعوا الناس بأموالكم" وفي وسائل التعبير حتى تجاعيد الوجه صعيد طيب يتيمم به من لا ماء معه أوالهمزة لام. ثانيا: تحدث عن العادات في إطار عام، ولا تجعلها عنوانا، مثلا: لا تتحدث عن هضم حق الصغير كأنك تريد أن تناقش أبا حنيفة في حجية قياس (تبودار) لكن علق بها في موضوع الإحسان والعدل وحسن الخلق والرفق وانح هذا النحو .. انحت لكل عادة إطارا مقبولا ما... ثالثا: من المستحسن أن تقدم بالإشادة بالعادة وأن لها أصلا وفوائد، ثم تتخلص إلى مواضع سوء استعمالها ... ولا يكن كأنك تتحدث عن رفع واقع ذهني .. رابعا: إياي أن أصدّر إلى قومي عادات الآخرين وتقاليدهم..فالناس إنما يحتاجون إلى الدين والعلم والمال.. أما العادات والأعراف فهي هي، فمن المضحك أن أسخر بــتدّبارات، وأنا ألبس العقال، أو أن أسخر بإنفد، وأنا ألبس كرافيت.. لا فرق... أخي أبا فارس: أعتذر عن التطويل في هذا الهامش فإن الموضوع مهم جدا وأنت جزاك الله خيرا صغته بأسلوب وطيقة ومفردات هزت أعماقي .. لك تقديري وشكري |
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
03-13-2010, 11:31 AM | #3 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: من العادات الأزوادية
شكرا لك يا أبا فارس موضوعك جميل وأسلوبك أجمل, ولامزيد على ماقال اليعقوبي, إلا ما يتعلق بالبحث في هذا الموضوع, فإنه يحتاج إلى بعض الوقت وإلى ذلك الحين أستودعك الله.
|
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|
03-13-2010, 02:38 PM | #4 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: من العادات الأزوادية
حيا الله يا أخي أبا فارس في منتديات مدينة السوق وحي المواضيع الثقافية والجادة
التي تتناول الإرث الثقافي لأبناء أزواد بشيئ من الدراسة والتحليل والنقد ومنها موضوعك هذا, الذي سلط الضوء على بعض ما يميز شعب أزواد عن غيره من شعوب العالم وستكون لي عودة إنشاء الله, وأحب هنا أن اشيد بمداخلة أخي اليعقوبي فقد أجاد وأفادكما أجدت في طرح الموضوع |
|||||||||
|
03-13-2010, 06:52 PM | #5 |
|
رد: من العادات الأزوادية
وصلت - بضم التاء- متأخرا نوعما... ولكن الحضور متأخرا أفضل من عدم الحضور أصلا...ساقني قدري إلى الاطلاع على مقال ( أبو فارس) وتعليقات الإخوة... فأحببت أن أسجل للفرسان تحياتي، وأهدي للفارس الإعجاب الصادق بالأسلوب في الطرح، وحسن الاختيار، فإلى الأمام سر.... لك كل تحياتي وإعجابي
|
إذا أقفر قلب الأرض من الأشواق، وأجدب فكرها وروحها من الإيمان، أمسكت السماء عن التهطال وبخلت بالعطاء
|
03-15-2010, 08:33 AM | #6 |
|
رد: من العادات الأزوادية
عزيزي اليعقوبي
أشكر لك هذه الحفاوة الترحيبية كما أشكرك على ما غمرت به حروفي المتواضعة من ثناء أشك في استحقاقها له. ثم استأذنك شيخنا في الوقوف مع ما تفضلتم به من بيان شاف كاف حول العادات.. تأصيلاً وتعقيبا.. على وجه يعز الوقوف على مثله.. وقد استفدت غاية الاستفادة من هذا العرض الرائع المردف بالتوجيه، المنمق بالاستعارات والاقتباسات البديعة، مع نكهة علمية ممزوجة بالثقافة لا توجد إلا عند النادر من علمائنا.. فهذا الأسلوب الشرعي الممزوج بالدراية الثقافية والدربة التوجيهية هو ما نحتاجه في عصرنا الحاضر، وهو ما يمكن أن يحدث أثراً ويغيّر في أجيالنا إلى الأفضل، وهو المستعذب لدى الطلاب أمثالي.. فجزيتم خيراً شيخنا الفاضل. فإن لكل قوم عادات مزعجة ثقيلة مبرمة .. تعدّ عندهم آكد من ركعتي الفجر .. والوتر عند الأحناف... ولو أن الأمر كان فيها على ما يريد الإنسان اختياره منها لكان أمره هينا .. لكن المشكلة أنها مسار إجباري بالنسبة لأهلها، بل هي مناط المروءة والشرف والشهامة والرجولية وتقدير الآخرين في كثير من الأحيان .. وإن كانت تافهة المظهر.. وهذا يا شيخنا ما يثير العديد من التساؤلات.. لماذا تقف المجتمعات مستسلمة أمام عاداتها وأعرافها وعاجزة عن تغيير شيء منها؟ حتى وإن كان الواقع لا يتجاوب معه أو لا يناسبه!! أو حتى يرفضه برمته؟؟ ورغم كل ذلك يتحمله كل فرد من المجتمع تحت أنين كل تلك المفارقات والتناقضات.. وعزاؤه أنه لا يستطيع خلاف ما عليه الناس، وأعرافهم وإن كانت ظروفه لا تتحمل عبء ما توجبه تلك الأعراف والمفتشين عن المخالفين لها.. وأغرب من ذلك كله..أن هذه الطاعة وهذا الانقياد ليس لشيء غير هذه الموروثات العرفية والمخترعات الاجتماعية.. مهما كانت قداسته وتمجيده أصالة أو منطقياً أو بأي اعتبارات أخرى!؟!؟. والأدهى أننا نظل نرقب المزايدة في العادات إضافة إلى ما كنا نشتكي منه ففي المناسبات مثلاً:نرى مبالغات بل ومبتدعات تتزايد يوماً بعد يوم..استسلمت لها فئات المجتمع عامتهم وخاصتهم علماء القوم فمن دونهم!؟ قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية... .. ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ.. كما أوافقك في كونها مزعجة في بعض جوانبها وأظن الكثير منا منزعج منها.. أظنك توافقني الرأي في ضرورة عدم استسلامنا أمام ما له مثالب أخلاقية أو اجتماعية وإن لم يصل إلى درجة الحرمة.. وأظن الفرصة سانحة لتغيرها إلى الأفضل، خاصة في ظل ما تتمتع به هذه الأجيال من وعي وثقافة وتطلع للتغيير، ثم هي لم تعد تعطي تلك العادات كبير وزن. تذييل: أنبه في موضوع تهذيب العادات على أساسيات لا بد من الإشارة إلى أصولها: أولا: حاجّهم بما يعرفون، ولا تحدثهم بمقدار علمك، ولا بحجم قناعتك، فأنت قد تغيرت وتطورت ورأيت وسمعت وقرأت وكتبت، أما هم فأصولهم هذه العادات، فهب أنك تخطب من سيبويه أن يكسر الفاعل. فابذل مهرا عاليا.. فالإقناع لا يتم إلا بعربون.. "ولن تسعوا الناس بأموالكم" وفي وسائل التعبير حتى تجاعيد الوجه صعيد طيب يتيمم به من لا ماء معه أوالهمزة لام. ثانيا: تحدث عن العادات في إطار عام، ولا تجعلها عنوانا، مثلا: لا تتحدث عن هضم حق الصغير كأنك تريد أن تناقش أبا حنيفة في حجية قياس (تبودار) لكن علق بها في موضوع الإحسان والعدل وحسن الخلق والرفق وانح هذا النحو .. انحت لكل عادة إطارا مقبولا ما... ثالثا: من المستحسن أن تقدم بالإشادة بالعادة وأن لها أصلا وفوائد، ثم تتخلص إلى مواضع سوء استعمالها ... ولا يكن كأنك تتحدث عن رفع واقع ذهني .. رابعا: إياي أن أصدّر إلى قومي عادات الآخرين وتقاليدهم..فالناس إنما يحتاجون إلى الدين والعلم والمال.. أما العادات والأعراف فهي هي، فمن المضحك أن أسخر بــتدّبارات، وأنا ألبس العقال، أو أن أسخر بإنفد، وأنا ألبس كرافيت.. لا فرق... منهج بديع من قلم واع.. وأظنه يحل محل العربون الذي وصفتم.. ففي المحرم والمشروع الأمر واضح ولا غبار عليه كما ذكرتم.. وليس للمجتمع خيار فيه.. وتبقى محاولة التصحيح والتغيير فيما دون ذلك مطلوبة لتلافي المثالب.. ومواكبة اللائق من التطور.. ومسايرة فطرية التغيير.. ولكن بالأسلوب الحكيم الذي تفضلتم به. ونأمل من الجميع استصحاب توجيهاتكم هذه في نقاش ما يطرحونه من عادات.. وقد كنت أتمنى منكم ترشيح موضوع واحد مما مثّلت به أو من غيره.. للحديث عنه حتى نأتي على ما يمكن من جوانبه: معلومات.. وتعقيبات.. وملاحظات.. وتساؤلات. فيبدأ كل مشارك بإبداء رأيه في المعلومة المعروضة عن العادة مضيفاً ما ينقصها إن وجد أو مستثنياً منها ما ليس منها.. ثم رأيه حول ما تيسر من جوانبها، مع ملاحظاته، أو تساؤلاته إن وجدت.. وهكذا.. لنجمع بين متعة عرض العادة المختارة، وتصحيح ما يعتريها، أو الإشادة بها وبيان ما يميزها. شيخنا الفاضل اعذرني فيما عجز فيه قلمي عن الوفاء بحقكم أو تجاوز فيه حدوده تجاهكم.. وتقبل فائق احترامي وتقديري. |
|
03-15-2010, 08:39 AM | #7 | |
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
وصدقت أخي.. اليعقوبي لم يترك لنا ما نقول.. فجزاه ربي وإياك خيراً. وانتظر عودتك بشوق.. |
|
|
03-15-2010, 08:44 AM | #8 | |
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
كلي شكر وتقدير لترحيبكم واعتزاز بثنائكم واتنظر عودتكم بفارغ الصبر.. تحياتي. |
|
|
03-15-2010, 08:47 AM | #9 | |
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
أظنك وصلت ـ بفتح التاء ـ في الوقت المناسب.. على الأقل بالنسبة لي.. هههه وحضورك محل اهتمامي وتقديري.. تحياتي. |
|
|
03-15-2010, 02:43 PM | #10 |
|
رد: من العادات الأزوادية
أخي الكريم أبا الفارس: أشكرك أولا على طرحك لهذا الموضوع .. ولموضوعيتك في طرحك ونقاشك.. وإن أطراف الحديث لرقيقة الحواشي .. معشوشبة الأرجاء .. مورقة مونقة ــ بأسلوبكم وموضوعكم وموضوعيتكم.. ولا بد من منادمتك ومنازعتك هذا الموضوع ما دام كما كان .. وكنت كما أنت.. فأما قولكم: لماذا تقف المجتمعات مستسلمة أمام عاداتها وأعرافها وعاجزة عن تغيير شيء منها؟ حتى وإن كان الواقع لا يتجاوب معه أو لا يناسبه!! أو حتى يرفضه برمته؟؟ ورغم كل ذلك يتحمله كل فرد من المجتمع تحت أنين كل تلك المفارقات والتناقضات.. وعزاؤه أنه لا يستطيع خلاف ما عليه الناس، وأعرافهم وإن كانت ظروفه لا تتحمل عبء ما توجبه تلك الأعراف والمفتشين عن المخالفين لها.. وأغرب من ذلك كله..أن هذه الطاعة وهذا الانقياد ليس لشيء غير هذه الموروثات العرفية والمخترعات الاجتماعية.. مهما كانت قداسته وتمجيده أصالة أو منطقياً أو بأي اعتبارات أخرى!؟!؟. والأدهى أننا نظل نرقب المزايدة في العادات إضافة إلى ما كنا نشتكي منه ففي المناسبات مثلاً:نرى مبالغات بل ومبتدعات تتزايد يوماً بعد يوم..استسلمت لها فئات المجتمع عامتهم وخاصتهم علماء القوم فمن دونهم!؟ فأولا: أنا معكم في التعجيب والتعجيب فيما ذكرتم، وهذا توقيع تأثري !!!!؟؟؟؟!!!!! ثانيا: ليست المجتمعات وحدها هي المصابة بمرض (الإلف) فإن أوساط طلاب العلم من الفقهاء والنحاة والمحدثين كذلك.. والقضية في نظري مشكلة (أحادية الثقافة) ولنرجع للعلم مثلا: فالفقيه غير المحدث تراه صلبا في مواقفه شديد التشبث بمذهبه (عادات قبيلته الفقهية). والمحدث غير الفقيه متطرف في الحكم على بعض القضايا أحادي الفكر فيها لا تقبل النقاش بحال من الأحوال.. والفقيه المحدث كالبيهقي وابن عبد البر تجد عنده من الاعتدال، وتقبل نقد ذاته والتنازل عن عادات قبيلته الفقهية ما لا تجد عند الأوليْن، ولا أريد أن أمثّل... وكذلك المجتمعات: تجد الفرد الذي عايش مجتمعا آخر قد يتفهم نقد عادة ما أو عدم الانصياع والاتباع لها.. فمثلا: الذين يعيشون في العواصم من قبائلنا يتفهمون أن تسلّم عليهم بيد واحدة، خلافا لأحد الأشقاء الذي أو غر صدره أنه مدت إليه خمسة أصابيع.. ثالثا: مجتمعنا ليس بشاذ في هذا الباب ولا منفرد، بل المجتمعات الأخرى كذلك، وسأمثب بمثالين: أحدهما المجتمع السعودي: لديه عادات من النوع الذي ليس بمحرم ولا مأمور به شرعا، وتجد أن الدعاة لم يستطيعوا إلى الآن معالجتها بالحديث عنها، ولكن من احتك منهم بثقافات أخرى استطاع أن يتفهم على الأقل ممارسة الآخرين لها: خذ ذكر اسم الزوجة، أو الأم مثالا على ذلك... الثاني: المجتمع الموريتاني: من الفاشي فيه (كما هو موجود عندنا) تسمين النساء وتيليحهن، وهي عادة يعض عليها المجتمع بالنواجذ.. وقد شاركت وسائل الإعلام مع الدعاة في الحديث عن الوضوع منذ سنوات ... إلا أني أعتقد أن الاحتكاك بالآخرين في الداخل والخارج أكثر مردودا من ذلك.. رابعا: جوابا لسؤالك وسؤالي (التساؤلي) : المجتمع أقوى من الفرد، ولهذا يفرض عليك ما تقتنع بأنه ليس من مصلحتك الخاصة ولا العامة.. كإفراد نون الإناث مثلا: واجب فرض لازم لدى بعض قبائلنا .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفكر في المساس به ... وأما قولكم: كما أوافقك في كونها مزعجة في بعض جوانبها وأظن الكثير منا منزعج منها.. أظنك توافقني الرأي في ضرورة عدم استسلامنا أمام ما له مثالب أخلاقية أو اجتماعية وإن لم يصل إلى درجة الحرمة.. وأظن الفرصة سانحة لتغيرها إلى الأفضل، خاصة في ظل ما تتمتع به هذه الأجيال من وعي وثقافة وتطلع للتغيير، ثم هي لم تعد تعطي تلك العادات كبير وزن. فأتفق معك في ضرورة عدم الاستسلام .. على أن لا يدخل في عموم العدم المواجهة فإنها لا جدوى لها خصوصا إذا كان الأمر مستقبحا عقلا لا شرعا.. كما قيدتم.. ثم أخي أتمنى أن نتفق معا على أن التغيير في العادات يجب أن يسبقه التغيير في العبادات .. والتغيير في طريقة المعيشة (الاقتصاد الفردي) والتغيير في طريقة النظرة إلى التعلم .. فإذا ركزنا على هذه الثلاث أعتقد أن ما ننزعج منه سيخف إلى حد ما.. وأما قولكم: وقد كنت أتمنى منكم ترشيح موضوع واحد مما مثّلت به أو من غيره.. للحديث عنه حتى نأتي على ما يمكن من جوانبه: معلومات.. وتعقيبات.. وملاحظات.. وتساؤلات. فيبدأ كل مشارك بإبداء رأيه في المعلومة المعروضة عن العادة مضيفاً ما ينقصها إن وجد أو مستثنياً منها ما ليس منها.. ثم رأيه حول ما تيسر من جوانبها، مع ملاحظاته، أو تساؤلاته إن وجدت.. وهكذا.. لنجمع بين متعة عرض العادة المختارة، وتصحيح ما يعتريها، أو الإشادة بها وبيان ما يميزها. فأنا معك.. زقد بدأت (بفتح التاء) فواصل ونحن معك بإذن الله تعالى
وأتمنى من بقية الإخوة الاهتمام بهذا الموضوع وإثراؤه، فإنه من أهم المهمات.. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|