لمثل هذا يذوب القلـبُ مـن كمـدٍ......إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ
بارك الله فيك يا ابن المدينة على هذه المرثية المبكية التي ﻻ يمكن أن يقرأها مسلم إﻻ اغرورقت عيناه بالدموع - وهذا ما عهدته منذ أول سماعي لها قبل ما يقرب من أربعين سنة، وكيف ﻻ تكون كذلك ، وهي رثاء وطن، وأي وطن ؟ إنه اﻷندلس ، وإنك لتتحرق أسى عند تتذكر قرطبة فتمر عليك تلك اﻷعلام التي كانت محلقة هناك ، كالقرطبي صاحب الجامع ﻷحكام القرآن، وشيخه صاحب المفهم بشرح صحيح مسلم، وابن رشد الجد صاحب البيان والتحصيل ، والمقدمات، والفتاوى ، وحفيده الفقيه اﻷصولي صاحب بداية المجتهد ، الطبيب، الفيلسوف ، والشاطبي صاحب اﻻعتصام والموافقات وغيرها ، والشاطبي صاحب الشاطبية في القراءات .وغيرهم، وغيرهم من اﻷيمة الفقهاء والمفسرين واﻷطباء واﻷدباء والفلاسفة، و...و...و...
أسأل الله أن يعيدها إلى المسلمين مرة أخرى.
آمين.