الحلقة الرابعة في مباحث لغوية

الحلقة الرابعة في مباحث لغوية
موضوع همزة إن من ص:53-59

إخوتي في المنتدى والقراء أن ينال إعجابكم موضوع إن والمباحث اللغوية السابقة
والان نقدم لكم الحلقة الثانية
أولا كسر همزة إن وجوبا
يجب كسر همزة إن حيث لا يجوز أن يسد المصدر مسدها وذلك في مواضع منها
1- أن تقع في ابتداء الكلام حقيقة أو حكما
فالاول كما في قوله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر)
والثاني كما في قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) لوقوعها بعد ألا الاستفتاحية وقوله تعالى ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) لوقوعها بعد كلا وقوله تعالى ( يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم )
لوقوعها بعد النداء
وقوله تعالى ( إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيرا )
لوقوعها بعد بلى

2 أن تقع في صدر جملة الصلة كما في قوله تعالى( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّة

ف ما اسم موصول وجملة إن مفاتحة صلته وكسرت همزة إن لوقوعها في صدرها
3 أن تقع جواب لقسم لم يذكر فعله وجاءت اللام في الخبر
فالاول كما في قوله تعالى (حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) ويحتمل أن يكون جواب القسم في الآية إنا أنزلناه ويحتمل أن يكون قوله إنا كنا منذرين وتكون جملة (إنا أنزلناه ) معترضه بين القسم وجوابه متضمنة تفخيم شأن الكتاب لكونه منزلا من عند الله تعالى .
والثاني وهو كسر همزة إن لوقوعها في جواب قسم ذكر فعله وجاءت اللام في خبرها كما في قوله تعالى ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون)
4 أن تقع في جملة محكية بالقول كما في قوله تعالى ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا )
وقوله تعالى ( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة )
وقوله تعالى ( قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون )
وقوله تعالى ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله )
5 أن تقع في صدر جملة الحال مقترنة بالواو أو غير مقترنة بها فالاول كما في
قوله تعالى ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون )
والثاني كما
في قوله تعالى ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق )
فقوله (إنهم ليأكلون ) جملة حالية وقد كسرت همزة إن لمجيئها في صدرها . قال أبو حيان وقال ابن الأنباري التقدير إلا وإنهم يعني أن الجملة حالية وهذا هو المختار وقد رد على من قال إن ما بعد الا قد يجيْ صفة وقرىْ بفتح همزة انهم في الشواذ فتكون اللام زائدة .
6 ان تقع بعد عامل علق عن العمل في خبرها باللام كما في قولة تعالى ( والله يعلم إنك لرسوله ) فيعلم فعل من افعال القلوب الناصبة لمفوعلين اصلهما المبتدأ والخبر وقد علق عن العمل فيها باللام في قوله (لرسوله)
7 وقوعها خبر عن اسم ذات كما في قوله تعالى ( إن الذين آمنو والذين هادو والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركو ‘ن الله يفصل بينهم يوم القيامة) فجملة (إن الله يفصل بينهم )
خبر لقوله (إن الذين ) وما عطف عليه وهي أسماء ذوات
8 اقتران خبرها باللام من غير تعليق كما في قوله تعالى ( وإذا تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب إنه لغفور رحيم )
ثانيا – فتح همزة أن وجوبا
تفتح همزة أن وجوبا إذ سد المصدر سدها ومسد معموليها وذلك في مواضع منها
1 أن يقع المصدر المؤول فاعلاً كما في قوله تعالى ( الوم يكفيهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) فالمصدر المؤول من أن ومعموليها فاعل يكفهم والتقدير اولم يكفيهم إنزالنا عليك الكتاب
2 أن يقع نائباً عن الفاعل كما في قوله تعالى ( قل أوحي الي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ) فالمصدر المؤول من أنه استمع نائب عن الفاعل والتقدير أوحى إلى استماع نفر من جن
3 أن يقع مفعولاً غير محكي بالقول كما في قوله تعالى ( وكيف أخاف ما اشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا )
فالمصدر المؤول من أنكم اشكرتم مفعول به لتخافون والتقدير ولا تخافون إشراككم بالله
4 أن يقع مبتدأ كما في قوله تعالى ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ) فالمصدر المؤول من انك ترى مبتدا مؤخر والتقدير ومن آياته ر}يتك الأرض خاشعة
ومن هذا الموضوع وقوعه بعد لولا كما في قوله تعالى ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) فالمصدر المؤول من أنه كان مبتدأ عند سيبويه وخبره محذوف التقدير فلولا كونه من المسبحين موجود وذهب المبرد والزجاج والكوفيون إلى أن المصدر المؤول فاعل بفعل محذوف والتقدير فلولا ثبت كونه من المسبحين
5 أن يقع مجروراً بالحروف كما في قوله تعالى ( ذالك بأن الله و الحق ) أى ذالك الوصف بخلق الليل والنهار والإ حاطة بما يجرى فيهما بسبب أن الله الحق الثابت الإلهية
6 أن يقع مجروراً بالإضافة كما في قول تعالى ( فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) فالمصدر المؤول من أنكم تنطقون مضاف إليه و (ما) صلة والتقدير مثل نطقكم
7 أن يقع تابعا لشيء مما تقدم ذكره بأن يكون معطوفاً عليه أو مبدلا منه فالأول كما في قوله تعالى ( يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ) فالمصدر امؤول من أني فضلتكم على العالمين معطوف على لفظ نعمة الواقع مفعولا به لا ذكروا والتقدير اذكروا نعمتي وتفضيلكم .
والثاني كما في قوله تعالى ( وإذا يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ) فالمصدر المؤول من انها لكم بدل اشتمال من إحدى الطائفتين كونها لكم أو ملكتها لكم
ثالثا _ جواز كسر همزة ان وفتحها
يجوز كسر همزة ان وفتحها في مواضع منها
1 أن تقع بعد فاء الجزاء أى الفاء الواقعة في جواب الشرط كما في قوله تعالى
( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم )
والشاهد في قوله ( فإنه ) غفور رحيم ) حيث قرىء بفتح الهمزة وكسرها قرأ ابن عامر وعاصم بالفتح وقرأ الباقون بالكسر وحجة من كسر أن ما بعد الفاء حكمه الابتداء والاستئناف فكسر لذالك لأن حكم (ان) في الابتداء والاستئناف الكسر والفتح على تأويل أن ومعموليها بمصدر مفرد يقع مبتأ خبره محذوف والتقدير فالغفران والرحمة جزاؤه ويحتمل أن يكون هذا المصدر الخبر لمتدأ محذوف والتقدير فجزاؤه الغفران والرحمة
2 أن نقع في موضوع التعليل كما في قوله تعالى (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )
والشاهد في قوله ( انه هو البر ) حيث قرأ نافع والكسائي بالفتح على تقدير حذف حرف الجر والتقدير لأنه هو البر وقرأ الباقون بالكسر على القطع ولابتداء
3 أن تقع بعد واو مسبوقه بمفرد صالح للعطف عليه كما في قوله تعالى ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظموا فيها ولا تضحى ) فقد قرأ نافع وابوبكر بكسر الهمزة وقرأ الباقون من السبعة بفتحها فالكسر إما على الاستئناف فتكون جملة منقطعة عما قبلها وإما بالعطف على الجملة إن لك الاولى وعلى الوجهين تكون هذه الجملة لا محل لها من الاعراب والفتح بالعطف على المصدر المنسبك من لا تجوع عطف مفرد على مثله والتقدير إن لك انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك
4 أن تقع لا جزم والغالب التح كما في قوله تعالى
( لا جرم أن الله يعلم ما يسر وما يعلنون) فقد قرأ الجمهور بالفتح اما على ان جرم فعل والمصدر المؤول من ان معوليها فاعلخه و (لا) صلة والمعنى وجب أن الله يعلم وإما على أن لا جرم بمنزلة لا رجل فتكون لا نافيه للجنس والمعنى لا بد و (من) مقدرة بعدها أى لابد من ان الله يعلم وقرأ عيسى بن عمر (إن الله) بالكسر اما على الاستئناف والقطع ومما قبله واما أن تكون لا جزم منزلة منزلة اليمين عند بعض العرب كما حكاه الفراء عنهم فتغنى عن لفظ القسم إذ تقول لا جرم لآتينك

بسم الله وكفى والصلاة على المصطفى
أمابعدفإن الموضوع مهم ويستحق الإشادة
وتحياتي للجميع ولشيخ الأدارسة على وجه الخصوص
وسيعرفني بهذا البيت والذي كان سببافي إنشاده

ألاإن مشروب الجدود لأخضر***شراب له طعم لذيذمنعنع

أخوكم أبوأحمدالأزوادي