مباحث لغوية الحلقة (3)الموضوع من1إلى2

مباحث لغوية
من كتاب النحو القرآني قواعد وشواهد
تأليف الدكتور جميل أحمد ظفر
مكة المكرمة الطبعة الثانية
مطابع صفا بمكة

أريد أن أتطفل على أهل اللغة فأكتب هذه المقالة في النحو ولست بلغوي ولا ناحٍ ولكن محبتاً في اللغة العربية أريد أن أقتبس من ذلك الكتاب القدم ذكره مواضيع :
(أ):خبر إن وأخواتها بين التقديم والتأخير.
(ب):حذف خبر إن وأخواتها .
(ج):تعدد خبر إن وأخواتها .
(د):زيادة الباء في خبر عن المفتوح.
قال المؤلف ص251-253:
(أ):إن وأخواتها بين التقديم والتأخير:
يمتنع تقديم خبر إن وأخواتها عليها مطلقا , ولا يجوز توسط الخبر بينهما وبين اسمائهما إلا إذا كان الاسم معرفة والخبر ظرفا أو جارا او مجرورا كما في قوله تعالى:{إن إلينا . ثم إن علينا حسابهم}.
ويجب توسط الخبر إذا كان الاسم نكرة والخبر ظرفا أو جارا أو مجرورا أو كان السم مقترنا بلام . فالاول كما في قوله تعالى:{إن لَدَيْنا أنكالًا وجحيما} والثاني قوله تعالى : {إن في خلق السماواتِ والأرض واختلافِ الليلِ والنهارِ لأولى الألْبَاب} فـ(آيات) اسم إن مؤخر وقد اجتمع فيه سببان لتأخيره : أحدهما كونه نكرة والثاني كونه مقترنا بلام الابتداء.

(ب):أجاز الرضى وأبو حيان وقوع الجملة الطلبية خبراً لإن كما في قوله تعالى:{إنَّ الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} قال أبو حيان :وهذه الجملة_يعني فبشرهم-خبر إن ودخلت الفاء فيه لتضمن الاسم الموصل الواقع اسما لإن منى الشرط.
وكما في قوله تعالى :{إنَّ الذين جاؤا بالإفكِ عُصْبَةٌ منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم} فجملة لاتحسبوه جملة طلبية بالنهى وقعت خبرا لإن .

(ج):يجوز حذف خبر إن وأخوتها إذا علم كما في قوله تعالى : {إن الذين كفروا ويصدون عن السبيل والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءٌ العاكف فيه والباد ومن يُرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} فخبر إن في الآية محذوف دل عليه جواب الشرط وتقديره عند الزمخشري : نذيقهم من عذاب أليم , وذلك بعد قوله : والباد , وتقديره عند ابن عطية : خسروا أو هلكوا . وذكر الكوفيون أن الواو في ويصدون زائده والجملة في محل رفع خبر إن.
وورد حذف خبر لكن كما في قوله تعالى : {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ مِّن رَّجالكم ولكن رَّسول الله وخاتم الَّنبيين}
وذلك على قراءة شاذة بتشديد لكن ونصب رسول على أنه اسم ولكن والخبر محذوف تقديره : لكن رسول الله وخاتم النبيين هو أي محمد صلى الله عليه وسلم . وقرأ الجمهور بتخفيف لكن ونصب رسول بالعطف على (أبا أحد ) أو على أنه خبر لكان محذوفة يدل عليها المذكورة والتقدير : ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين .
(د):تعدد خبر إن وأخواتها:
يجوز تعدد خبر إن وأخواتها كما في قوله وتعالى : {إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض ومابينهما ورب المشارق} فـ(رب السماوات) يحتمل أن يكون خبرا ثانيا لإن وهذا هو الأولى , ويحتمل أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو رب السماوات.
(هـ):زيادة الباء في خبر أن المفتوحة:
كما زيدت الباء في خبر ليس وما العاملة عملها وردت زائدة في خبر أن المفتوحة في قوله تعالى: {أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى}
فالباء في قوله (بقادر) زائدة أي صلة وقادر خبر أن , وحسن زيادتها كون ماقبلها في حيز النفي كأنه قيل : أليس بقادر , يدل على ذلك مجيْ النفي مصرحا به في معنى الآية نفسها في قوله تعالى : {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}

أخوكم :
أبو عاصم محمد محمد أحمد الإدريسي المرسي السوقي المكي
حرر في مكة المكرمة –حي الخانسة(شرفة عقيل)
يوم الأحد 30-2-1431هـ