|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الطائرة في شعر السوقيين.
الطائرة في شعر السوقيين. تناولنا في بعض مقالاتنا مواضيع استحوذت باهتمام الأدباء والشعراء السوقيين, ولن نشأ أن يكون حديثنا عن هذا الأدب يحكمه قانون معين لا نتعداه بل غرضنا البحث في خبايا وزوايا هذا المنجم الأدبي الغني والتنقل بين خمائله نقطف من زهراته ونرتشف من معتق رضابه ولا نبالي في أي واد من أوديته دخلنا, مادامت الغايات التي يرمي إليها هذاالموقع ومنتدى الأدب خاصة, إبراز بعض الرسائل التربوية والدينية والسلوكية التي يحملها شعر السوقيين, والذي استطاع أن يواكب سير الأحداث العالميةبالرغم من بعده من مراكز الإشعاع العلمي والأدبي في الوطن العربي, وعدم احتكاكه بأدباء العالم الإسلامي بسبب تقوقعه في زاوية جغرافية بعيدة عن مواقع الأحداث التاريخية العظام والتي لها دور بلا شك في تفتيق قرائح الأدباء, وهي من العوامل التي تساعد على أن يسمح خيال الشاعر بكنوزه ويسخو بجواهر إبداعه, ويجود بأثقال فكره عبر قصيده. بالرغم من ذلك كله فإن الأباء السوقيين لم يتنازلوا عن حظهم في تركة العربية التي يمثلها الشعر ولم يغيبوا عند تناهب الأدباء لملح الشعر ونتف الأدب ولمع الحكم. ومن نافلة القول الحديث عن الناقة في شعر السوقيين, فالغزل والبكاء على الأطلال, والصحراء والناقة, هي تاشيرة الدخول إلى مدينة الشعر العربي, الواسعة وعند الشعراء السوقيين أن من لم يدخل عبر هذه البوابة فلايسمح له بالعبور إلى واحات الشعر العربي, وليست العربية وحدها تشفع له, ولامعرفة نظم القصيدة وقرض الشعر إذا لم يلتزم بهذا الترتيب لأجزاء قصيدته . الناقة. (استحوذت الناقة على وجدان الشاعر الجاهلي فوصفها وأكثر من ذكرها وترمز الناقة في الشعر القديم إلى الصراع من أجل الحياة وهي أيضا وسيلة انطلاق الشاعر وتحقيق وجوده) كما قال أحد الكتاب . ويأتي وصفها في القصيدة القديمة - من حيث ترتيب أجزاء القصيدة – بعد الوقوف على الديار والبكاء عليها ، فالرحلة بعد الوقوف أمر ضروري لأنها وسيلة للتسلية ونسيان الهموم . الطائرة في شعر السوقيين. بينما الشاعر السوقي في صحرائه ينتقل بواسطة ناقته بين أدواح وخمائل وواحات الصحراء الطارقية يصارع من أجل البقاء على ناقته, فإذا هو يفاجأ بهذه التكنلوجيا ويطوح به عصره في عالم آخر لم يعهده من قبل, وإذا بناقته التي يتغنى بها في شعره لم تعد هي الوسيلة الوحيدة لانطلاقه وتحقيق وجوده وتلبية أحلامه, بل وجد نفسه أمام سيل من الوسائل التي تحقق هذا الهدف بشكل أسرع, ومجهود أقل, ووجد نفسه وهو محاط بما أخرجته روائع العقل البشري وعبقريات الفكر الإنساني, من وسائل نقل لم يعهد لها التاريخ مثيلا, فلم يقعد به خياله في زاوية من زوايا هذه الصحراء مشدوها حائرا بل استطاع بفضل ما أوتي من حس مرهف وفكر أدبي نير, ونظرة علمية وقادة أن يستوعب هذا الحدث بسرعة تواكب سرعته, وتتناغم مع عصره المفعم بالمفاجآت وبالأحداث الجسام. ولا نطيل عليكم أكثر فأنا أكره الإسهاب في مثل هذه الأمور الواضحة, ولكنني أود من خلال الحديث حول الطائرة في شعر السوقيين, أن أنقل بعض الشعر المشرقي الذي سمحت به قرائح اهم أدبائهم مثل الشاعر محمد الإمام والشاعر أحمد شوقي وليست المقارنة أو الموازنة بين هذين الشاعرين الكبيرين, والشعراء السوقيين, هي غايتي في ذكر هذا الشعر ولكنني أود التنبيه إلى أن أمر الطائرة قد حرك خيال الكثير من فطاحلة الشعر في الوطن العربي من السوقيين وغيرهم ثم لابأس إن تناولنا الجانب الفكري الذي سوف يبحث عن بعض الأفكار التي ورت في هذه القصائد. وأبدأ بقصيدة لشيخ محمد الامام احد فطاحلة الشعر بالصحراءو هوعالم علامة من فحول الشعراء وهده القصيدة قالها في الستينيات من القرن الماضي وهوتوفي سنة 1970 وصفالطائرة الافاعجب متي امتطى الهواء = على جوفاء جؤ جؤها هواء لها في الصدران حميتازيز = وغيطلة يضيق بها الفضاء فتجرى اولا بمحركات = تساعدها القويوالكهرباء فتعجل عن رحا العجلات وثبا = وشيكا فالامام بها وراء فتصعدفي الهواء صعود باز = وتسبح في الفضاء كما تشاء فاونة تسف سفبف صاد = تراءىبالحضيض اليه ماء واونة تحلق في مداها = فيحجبهاعن العين الغطاء وتحسبتحتها مهما تسامت = سماء فوقها سمكت سماء فلا يدرى الذي قد كان فيها = اصبح كانفيه ام مساء فمن حلل السحاب لها ازار = ومن نسج الغمام لها رداء الا طيب به سفرا لذيذا= = فلا وعثاء فيه ولاعناء فسبحان الدي فطر البرايا = وسهل للصعاب كما يشاء فكرة هذه القصيدة تدور حول الصعود والهبوط والتعجب من هذا الكائن العجيب, وتخلل ذلك وصف جميل لسرعتها والحديث عن محركاتها التي نالت إعجاب الشاعرووصفها وصفا رائعا حين قال: فمن حلل السحاب لها ازار = ومن نسج الغمام لها رداء أما الشيخ العلامة والشاعر الفهامة المحمود بن حماد الإدريسي السوقي, فلم يكن ليبدأ في وصف الطائرة دون استصحاب موضوع الناقة فهي حقيقة حاضرة أمامه ولم يكن ليطيل في المقارنة حيث لامقارنة, بل فداها بالناقة مباشرة ودلف إلى الموضوع ولم يكتف بالوصف الخارجي, بل بدأ بالحديث عن الهيكل الداخلي والذي نال تصميمه إعجابه وعده من (المحاسن) التي تند عن الوصف, فصال وجال في وصف الظل الظليل والكراسي المرتبة والتكييف وغير ذلك من المحاسن. ثم كر على الهيكل الخارجي وشبه الطائرة بالسمك وبالطير لكن ذاك بأجنحة وهذا بلا زغب, مما يبن قدرة الشاعر على توليد الأفكار وتشبيه شيء واحد بشيئين مختلفين في بيت واحد حين قال: واها له سمكا يعلو بأجنحة === فوق السحائب أو طيرا بلازغب لعلنا نلخص بعض الأفكار الواردة في الأبيات ومنها: 1- شبه الطائرة بالسمك والطائر ليصورها أكبر من كونها جمادا مركبا من حديد وفولاز ويجعلها في ذهن السامع مفعمة بالحياة وهذا الأسلوب في اعتقادي أجمل من وصف شوقي لها بأن نصفها بشر ونصفها طائر, وتشبيهها بالنجم كذلك فإنه لايعطي نفس المعنى المفعم بالحيوية. 2- السلم البياني للأبيات في صعود وعلو مستمر والألفاط ينادي بعضها على بعض في تناغم رائع خلاب بعيد عن الرتابة المملة. 3- التركيز على الهيكل الداخلي والخارجي ومنحهما ما يناسبهما من الأوصاف. وإليك أبياته وهي: فنعم مزدحم العشاق جؤجؤها === تفديه في سبحه خطارة النجـب ما تنقمون من الطيار إن لـه === عندي محاسن تربو عن حصى الكثب ظل ظليل كراس صففت دعة === نوم عـلى لذة في مضجع رحب واها له سمكا يعلو بأجنحة === فوق السحائب أو طيرا بلا زغب سبرتها فإذا صنع قد أتقنه === ذو فطنة حاذق فيما سوى القرب شد المسامر سدد المنافذ عن === تدقيق فكر فلم يفح سوى ثقب كأن ألواحها من حسن مالتأمت === لوح وتحسبها شقت من الهضب ولاشك أن المحمود استعمل نوعا جميلا من الوصف ألا وهو التجسيم والتشخيص , ثم التصوير بعد ذلك , فنراه تارة يصورها على شكل سمك وهمي يعلو ويحلق في جو السماء , وآونة على هيئة طائر خيالي , يعشعش فوق عنان السماء ولكن بلا ريش ولا زغب ثم ينتقل من الخيال والمجاز إلى الحقيقة , ويعرج على هيكلها الذي نال تصميمه إعجاب شاعرنا فهو على حد تعبيره عبارة عن ألواح التأمت , ومسامر شددت , ومنافذ سددت وأتقن التآمها وتناسقها فكأنها قطعة قدت من جبل إلى غير ذلك من الأوصاف التي سردها في قصيدته , وهي تدل على اقتعاده غوارب الإبداع , واعتلائه قنن الاختراع في فنون شتى منها البيان والبديع. ومن جميل صنع الشاعر أن هذا الإعجاب والإنبهار بالطائرة لم يكن ليثنيه عن الإشادة والتنويه بالعقل الذي أنتج هذا الكائن الرائع, وأجمل من هذا كله أنه ذم هذا العقل الذي لم يجتهد في القرب ومرضاة الخالق كاجتهاده في التصنيع , وحذقه في تسخير هذه التكنلوجيا ووظف ذلك توظيفا إيمانيا نقيا, والعجب من هؤلاء العلماء قدرتهم على توجيه رسائل إيمانية وتأملات فكرية في أي مناسبة كانت, وهذا هو الشعر الذي يستحق أن يقرأ وان ينوه به حيث انه ليس معزولا عن الفكر الديني في جميع محطاته , وفي اعتقادي أن من أهم مهمات الشاعر أن يوقظ عبر القصيد الرغبة لدى قرائه بين العقيدة والأدب، وضرورة الإخلاص لها من أجل خدمة المصلحة العامة من جهة، وتحقيق شعرية النص باعتباره خطابا تواصليا مشفرا من جهة أخرى، حتى يصبح متميزا نعم متميزا. ويتحدث الشاعر أحمد شوقي في قصيدته عن الطائرة، ويشير إلى أنها لو ظهرت في الأزمان الماضية لظنها الناس إحدى المعجزات، فهي رائعة سواء أكانت مرتفعة في جو السماء، أم راسية على سطح الأرض، تثير الخوف في قلوب الناس كافة ؛ الشجاع منهم قبل الجبان، وهي وإن كانت تشبه الطائر إلا أنه لا ريش في جناحيها، بل هما مصنوعان من حديد صلب ناعم الملمس، وتطير بقوة البخار. وعند طيرانها تظهر في السماء كأنها نجم له ذنب، فإذا أسرعت كانت كالسهم المندفع بقوة ، أما عندما تنزل إلى الأرض فتبدو مختالة معجبة بنفسها تبقى على وضعها كالطاووس المعجب بنفسه وبريشه الجميل الألوان. إن صوتها مفزع يملأ الآفاق كأنه صوت الجن يُبَلِّغُ أخبارَ أهل الأرض لسكان السماء. النص : مَرْكَبٌ لَوْ سَلَـفَ اَلدَّهْرُ بهِ == َانَإحدَى مُعْجزَاتِ الْقُدَمَـاءْ نِصْفُهُ طَـيْرٌ وَنِصْـفٌ بَشَرٌ == يَالَهَاإِحْدَى أَعاجيِبِ الْقَضَـاءْ! رَائِـع ،مُـرْتفعاً أَو واقِفاً == أَنْفُسَالشُّجْعانِ قَبْـل الجُبَنَـاء حَمَلَالفُولاذَ ريشاً وَجَـرَى == فِيعِنَـانْين لَهُ: نــارٍ وَمَـاءْ وَجَنَاحٍ، غَيْرِ ذِي قَادِمَـةٍ == كَجَنَاحِالنَّحْلِ مَصْقُـولٍ سَوَاءْ يَتَـرَاءَى كَـوْكَباً ذَا ذَنَبٍ == فَـإِذَاجَـدَّ فَسَهْمًا ذَا مَضَـاءْ فَإذَاجَـازَ الثُّـرَيَّا للِـثرَى == جَرًكَالطَاووسِ ذَيْلَ الْخُيَـلاءْ يَمْلأاَلآفاقَ صَوْتاً وَصَـدًى == كَعَزيفِاَلْجِنِّ في اَلأرْضِ اَلْعَرَاءْ أَرْسَلَتْهُ الأرْضُ عَنْهَا خَبَـراً == طَـنَّ فِي آذَانِ سُكَّانِ السَّماء ونرى الشيخ الأديب حمدا بن حادي الإدريسي السوقي يستعمل أسلوبا مختلفا فهو يركزعلى المقابلة والتضاد في أوصافه , ليمنح الوصف البسيط قوة الارتفاع إلى مستويات رمزية أخاذة وهذا الأسلوب كثيراما يهز الإنسان إلى التأمـل ويدفعه إلى تفكير أعمق . النص. لابأس بالطائر الجوي لا ولئن === عناك في صعد هناك في صبب سبحان فاطره للاعتبار به === مـن سابح عطش ريان ملتهب نامي النشاط بلاضرب السياط وكم === للاحتياط يزجى باستقا نغب شاد مغن بلا حرف ولا شفة === هاد مهــن بلا جفن ولا هدب إن مال نحوالسحاب اهتزمن طرب === وكلما مال عنها ارتج للغضب ينازع الريح قالت أنت من خدمي === فقـال هيهات ظنيني أخا وهب مطية هي لا تعيا على عمل === ولاتشكى الأذى في عظم أو عصب ولم تطب نفس سواق إذاطويت === إلا إذا نزلت في صفصف جد ب فيها حراك ولم تحسس براكبها === على تنفسها رأسا إلى ذنـــب وإن تعجب فاعجب من هذا الوصف الذي جاء عرضا في القصيدة ولم يكن أساسيا فيها ولكن الشاعر حاول هنا جاهدا أن يمدنا بفيض من المعاني والمقابلات الجميلة والحوارات الشيقة بين الريح والطائرة, بأسولب رشيق نلخصه فيما يلي. 1- فيض معاني هذه الأبيات يتدفق وينمو بلا توقف. 2- استعمل الشيخ الشاعر المحسنات البديعية, وضرب على أوتار جميلة من الطباق الايجابي وستلاحظ أن كلا منها يتضمن ثنائية لفظية ، تمنح المعنى مستوى دلاليا كبيراخاصة بين كلمة( صعد- وصبب, وسابح وعطش وريان وملتهب) وغيرها. 3- استعمال الزخارف اللفظية مثل قوله (شاد وهاد ومغن ومهن) مستخدما في ذلك أسلوب الحكيم حيث أن السائل لم يسأل عن هذه الأمور ولكن الشاعرأراد أن يأتي بجديد في جوابه ويضفي على الطائرة هالة تدعدغ مشاعر الحجيج. 4- عقد الشاعر محاورة جميلة في ملاطفة أدبية أجمل بين الطائرة والريح. غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
آخر تعديل السوقي الخرجي يوم
08-29-2009 في 12:23 PM.
|
06-08-2009, 10:23 PM | #2 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
الطائرة في شعر السوقيين (2).
وهنا نصل إلى محطة أخرى من محطات وصف الطائرة في شعر السوقيين, وعلى ضيافة مائدة الشيخ الشاعر محمد إغلس الإدريسي السوقي,الأدبية, طوينا جبابيرالهوا طرف طـارف === طوى جامع بين التليد وطارف طغينا على طاغيه حتى كأننــا === إلى الملإ الأعلى لدرك المعارف على جهوري من حديد محرك === بأربعة مكهربات المطــارف فعما قليل نمتطي كاهل المنــى === فنصرف فيه مانشا جد صارف يشق العنان جامحا بعنــــانه === مصيخا لواش للاذاعة عـارف إذا حثحثت خلت الهزيز أرازما === فيشكوالنوى التطفيف من غيرقارف فكم فدفد حزناوكم من مهامـه === بدون عنا بل في الهنا والمتارف كأن مناكب المهاد بأسرهــا === على قدرهاالمرموز وسط الجغارف نتائج أفكارأثرن بدائعـــا === من الكون لم يظفر بها فكر عارف نلخص بعض أفكار الأبيات بنا يلي:
7- إشارة إلى الخرائط التي يستدل بها الطيار. نلاحظ أن الشيخ الشاعر محمد إغلس الإدريسي السوقي حاول من خلال هذه الأبيات أن يجمع أسرابا من الألفاظ الجزلة, والكلمات ذات الدلالات الواسعة, لتتناغم وتتعانق في رحلة خيالية استباحت مجال الجو, وطغت على جبروته, وحلت منه موقعا لم يكن حل من قبل ولم يكن هائما منقادا وراء عبارات شعرية سابغة الذيول يجرجرها لإثارة الغبار فحسب . بل كان يتعمد في هذه الأبيات استعمال هذه الألفاظ القوية, وكأنه يريد أن يكون صوت التحدي فيها بارزا ومجلجلا, وفكرة الثورة على الناقة والهواء فيها حاضرة. ويتملكك العجب حينما ترى الشاعر إغلس ينتقل من الحديث بالطائرة وأصواتها التي تشبه صوت الرعود ليدخل بخياله قمرة القيادة, ويتحدث عن علم الجغرافيا, وعن الخرائط التي أصبحت شيئا ذا أهمية بالغة في حياة الإنسان اليوم فبها يحدد سيره في الجو والبحر وبدونها لا يقدر على إعطاء صورة عن الأرض فاسمعه وهو يقول: كأن مناكب المهاد بأسرهــا == على قدرها المرموز وسط الجغارف ثم يختم بالتنويه بهذا العقل البشري الذي أثار في الكون هذه البدائع ويلاحظ من الشعراء والأدباء السوقيين أنهم استقبلوا هذه التكنلوجيا بعقول المفكرين لابنظرة الفقهاء العاديين المقلدين فهل تلاحظ معي أنه في الوقت الذي يرى بعض العلماء في المغرب أو في المشرق أن هذه الوسائل ضرب من السحر وتسور المحراب على ستور الغيب تجد الشعراء السوقيين في كبد الصحراء يقول أحدهم. نتائج أفكار أثرن بدائعا == من الكون لم يظفر بها فكر عارف ولنقتطف الآن من حديقة الشيخ الشاعر الحنذيذ محمد بن تان الأنصاري السوقي الوديقة فقد انتحى منحى آخر فأنت تلاحظ أن هولاء العلماء الشعراء كانوا على قدر كبير من النضوج العلمي والفكري وتجد ان كل واحد له طريقته في الجواب وله أسلوبه في لإقناع مما يدل على أنهم ليسوا نسخا مكررة في طريقة اجوبتهم ولم يكونوا يترددون في حوافر غيرهم من العلماء الذين بحثوا في الموضوع قبلهم بل تجد أن كل واحد منهم أمة لوحده يضرب المعاني والأفكار في عملته الخاصة, ويرمي فكره العلمي بأثقاله بكل قوة واقتدار حيث نجد أن إغلس أشارإلى حادثة البراق في حين تجد محمد بن تان وحمدا بن حادي يشيران ويتحدثان عن الريح مما يعطي دلالة ولو من بعيد على أن الله سخر لهذه الأمة الطائرة كما سخر لسليمان الريح. بدأ الشيخ الشاعر محمد بالحديث عن الطائرة كما لو أنها خل ودود بعد المزار بينه وبين الشاعر حتى تمت اللقيا بينهما فجأة فلم يملك إلاأ ن يرفع عقيرته, ويعتلي متن قريحة مطواعة, وخيال خصب, ويذكر لمساجله الكنتي محاسن الطائرة وكل ذلك بواسطة ملاطفة أدبية جميلة, حيث إنه مزج بين ذكر محاسن الطائرة وفوائد ركوبها وبين دغدغة مشاعر الحجيج ودعوتهم بعدم اعتبار قول المخالف بأسلوب رائع خلاب واسمعه وهويقول: تهوي بهم هل ركبت الريح عاصفة == شبه العقاب بلا ريش ولازعب تأبى الكلال ولاتخشى الملام إذا == أدت إليك هدير الفحل في اللجب ماذا رزأتم به الطيار وهي لكم == جوف الفرا صيده الإسعاف بالطلب ماذنبها وعلام ذمهاومتــــــى == ذمت على حرن بالركب أوحرب ألم تكن وصلة إلى الحبيب على == بعد المزار وقرباكم إلى القرب ألم تكن رقية المشتاق إن هتفت == بالغرب وقت الضحى فالعصر في حلب ألم تكن غنية المحتاج حيث رمت == يوما به غرضا أغنته بالجلــــــب زاحمت فيها وكم مازحت موكبها == بمنكبي فتنكبنا عـــــــــن النكـــب شوس إذاركبوا شعث إذانزلوا == كأنما نتقت أم لهــــــــــــــم لأب في فتية من دهاة الروم تخدمنا == وفق المنى وهم في الرأس والذنب قالوا لنا(جدة) أقصى الهبوب بكم == ثم التدلي فهذي جدة العـــــــــرب والحال ناطقة إذذاك قائلة == من لايرى حمدكم غب السرى فغب . تلخيص بعض أفكار الأبيات السابقة 1-السلم البياني للأبيات يكاد يقطر جمالا وروعة والألفاظ جزلة أخاذة. 2- إشارة بديعة واستعارة مكنية سر جمالها تشبيهه الطائرة بالريح للبرهنة على أن الطائرة مثل الريح في سرعتها وخفتها أولعل الشاعر أشارإلى أنها سخرت لهم كما سخر الريح لسليمان عليه السلام. 3- شبه الطائرة بالعقاب والهدف من ذلك التجسيد والتشخيص وتقريب الصورة وتقوية المعنى عند السامع. 4- أنها مطية مختلفة عن المطايا المعهودة فهى لاتخشى التعب وشبه صوتها بهدير الفحل وهي استعارة مكنية فيها تشخيص يوحي بالقوة والاعتزاز. 5- صال وجال في إبطال حجج الخصم بتصوير الحاج على أنه عاشق والعاشق لايرده شيء في سبيل الوصول إلى مرامه وغرضه في أسلوب جميل ابتعد فيه الشاعر عن الرتابة المملة. وهنا نقف مع العلم بأن هذا ليس تحليلا لهذا الشعر حيث إنني لست ناقدا وإنا أميل دائما إلى الشق الثاني من النقد وهو الذوق,جنوحا مني إلى رأي بعض الأدباء والذين قسموا النقد إلى ذوق حر وعلم مقيد بمعطياته وقواعده والرجاء من الأعضاء الزيادة على هذه الخواطر ما أمكن وأنا على يقين بأن اختيار موضوع محدد من الأدب والحديث عنه أفضل عندي من التعامل مع المطولات لأننا في عصرالاختصار. |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 02-12-2014 الساعة 11:58 AM
|
06-08-2009, 10:57 PM | #3 |
عضو مؤسس
|
من الخط إلى الخطوط
موضوع جميل يا أبا عبد الرحمن , وما تنقل الشعراء السوقيين من الناقة إلى الطائرة بأمتع من تنقلك من الخط السوقي إلى الخطوط الجوية , ولا ريب أن القارئ لهذه المقاطع من الشعر السوقي , إذا ربط بينها وبين زمانها ومكانها , وعرف شيئا من سيرة قائليها فلا مناص له من قضاء العجب , فإن لم تكن هذه النماذج من دلائل العبقرية فلادليل لها , أنا بالفعل أخذني العجب حينما قرأت هذه المقاطع مركزا , وحاولت الربط بين الصور المودعة في مطاويها , وبين اهتمامات مصوريها , وهذا إن دل على شيء , فإنما يدل بالدرجة الأولى على عظمة العلم وحامليه , هذا الوصف الذي ينقل من تحلى به إلى عوالم شاسعة من الخيال والتفكير , في طرفة عين , قد تنقطع صدور العيس وظهورها دونها بغير العلماء من الراكبين .
أخي العزيز إن الشعراء الثلاثة إغلس والأنصاري وحمدا سلكوا مسلكا يختلف عن مسلك المحمود , حيث إنهم عمدوا إلى مزج الطائرة بالناقة من طريق المقارنة عند البعض , والكناية عند البعض الآخر , وقد أبدعوا في ذلك , لكن ربما يوجد تحليل عندكم لاختلاف منهجهم عن منهج المحمود , فما السبب في قطعه للحديث عن الناقة بل والتفكير فيها عند الشطر الثاني مباشرة من أبياته يا ترى ؟ أخانا العزيز الأديب الخرجي نتمنى أن تكمل هذا المشوار , فبقية الطائريين من شعراء السوقيين ينتظرون الحصول على أرقام مقاعدهم قبل الإقلاع , وهم في قاعة الانتظار مستعجلون. أخانا العزيز لو ألقيت الضوء على التناسب الواضح بين وصف المحمود للطائرة بأنها مركبة من عدة ألواح , ورغم ذلك وصلت من الإتقان والدقة درجة يحسبها الناظر إليها لوحا واحدا من شدة الالتئام , أقول : لو ربطت بين هذا وبين وصفه لها بقوله : وتحسبها شقت من الهضب , حيث إن الهضب كما ذكر صاحب القاموس ( جَبَلٌ خُلِقَ من صَخْرَةٍ واحِدَةٍ )القاموس المحيط - (1 / 184) لتمت المتعة , فما أحلى هذا التسلسل الفكري الذي لم تطغ عليه قوة الروي , ولا علو الكلمات التعبيرية . كذلك وصف الطائرة في قصيدة حمدا هو أيضا مما ننتظر قيامك باستيفائه , فهو غاية في الروعة , فقد نفخ الروح في هذا الجبل بطريق تستحق مزيدا من الاعتناء والإشادة , ودمت موفقا يا أبا عبد الله , ودائما صاحب مفاجآت من هذا النوع , ولتبق طائرا محلقا في سماء الإبداع وتقبل تحياتي. |
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 06-08-2009 الساعة 11:19 PM
سبب آخر: إضافة
|
06-08-2009, 11:39 PM | #4 |
عضو مؤسس
|
بعد ما علقت على الموضوع ولمحت إلى تنكب المحمود لذكر الناقة , راجعت القصيدة كاملة , فوجدت أنه قد سلك أيضا مسلك المقارنة في أول بيت من أبياته المتعلقة بالطائرة وإنما ركز الأخ الخرجي على أصرحها في الوصف المباشر فقط , وبما أنها تصب في مصب الوصف كلها , فأنا نقلتها هنا كاملة لتكتمل الصورة. نعم المطي مطي لا تكل على=طول الدؤوب ولا تخشى أذى نقب ما أنس لا أنس إذ تهوي بنا ولها=دوي راعدة من صيب سكب فقلت للقوم لا تأسوا فموعدكم=عند الحبيب حيال القبر والقبب إن لم أقف بالتجاه في غداة غد=فصبح ثانية يا طيب مرتقب حتى إذا جازت الخرطوم وانتشقت=أرواحنا من نسيم القرب والقرب طبنا وقر بنا فيها القرار فلو=نعاين الموت لم نرهب ولم نهب فنعم مزدحم العشاق جؤجؤها=تفديه في سبحه خطارة النجب ما تنقمون من الطيار إن له=عندي محاسن تربو عن حصى الكثب ظل ظليل كراس صففت دعة=نوم على لذة في مضجع رحب واها له سمكا يعلو بأجنحة=فوق السحائب أو طيرا بلا زغب سبرتها فإذا صنع قد أتقنه=ذو فطنة حاذق فيما سوى القرب شد المسامير سدد النوافذ عن=تدقيق فكر فلم يفتح سوى ثقب كأن ألواحه من حسن ما التأمت=لوح وتحسبها شقت من الهضب ما ثم من وصمة إلا ارتجاجتها=عند الهبوط وإلا ضجة اللهب هذي تصم وهذه تغم وما=ضرت بشيء وإن أفضت إلى رعب ولا أعد عليها ذنب مرتعد=بالخوف أو قلق بالميد مضطرب ما أحدثت فيهما أمرا فإن نشرت=سرا فلا بدع في إبراز محتجب إن قلت إني بريء من أبي لهب=فمم رغبت في حمالة الحطب لقب بنسر وطاوس فإن تك لا=ترضى بغير الكنى فاختر أبا عجب رميت بالسوء طاوسا وما هولو=كنت المجرب أهل النبز باللقب شوهت مزدحم العشاق وصلتهم=إلى الحبيب فتب مستغفرا وأب ولا تقل أبدا تعنيه تب ولا=تبت يداه وقلها في أبي لهب بالفضل سخرها المولى ( ويخلق ما=لا تعلمون ) فأغنتنا عن النصب [/align][/quote] |
|
06-08-2009, 11:42 PM | #5 |
|
موضوع رائع
أخي الفاضل... بورك فيك ... فقد تناولت موضوعا تدعو الحاجة إلى إبرازه في الأدب السوقي ألا وهو العصرية... ولما وفقت لاختيار موضوع الطائرة الذي تناولوه فقهيا لكن أدبيتهم وشاعريتهم مازجت فقههم فأبت إلا أن تضفي على الطائرة برودا ... كما مثلت...فقد وجدت مقالة القول ذا سعة... فلك أن تعتز كل الاعتزاز بهذا التراث.. وللموقع وللقراء أن يعتزوا باهتمامك المنصوب المنصب بهذا الموضوع..فلك كل الشكر والتقدير.. أخي الكريم: مهما كانت غايتك نبيلة وهدفك ساميا فما تزيدك القوانين التي تحكمك إلا إتقانا لعملك، وتميزا في إبداعك، ووضوحا لرؤيتك، ونضجا لرسالتك ... فالأغراض ما لم تحكم بالقوانين سريع أن تزول أو تزال أو تزل قبل إصابة الهدف فيها... ومثلك وعى!! ومثلك درى!! ومثلك فهم!! ولي عدوة إن شاء الله للمشاركة في مقارنة الصور البديعة التي نثرتها ونسجتها.. وفقك الله ورعاك |
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari
التعديل الأخير تم بواسطة اليعقوبي ; 06-09-2009 الساعة 07:53 AM
|
06-09-2009, 12:05 PM | #6 |
عضو مؤسس
|
أمة عملاقة
كل يوم تبدي صروف الليالي *** خلقا من أبي سعيد عجيبا
كل يوم يظهر لنا أن السوقيين لا في فكرهم ، ولا في أدبهم ، ولا في تصورهم ، ولا في ماضيهم ولا في حاضرهم لا في كل ذلك عجزوا أن يلحقوا بدنيا السماء ودنيا الأرض ،- دنيا الإبداع - ولكن من لهم بإظهار ذلك ؟؟ كل يوم يبدو لي أن وراء الستار منجم من الذهب ، ولكن الذهب تبرا ليس كالذهب مصوغا كل يوم أنظر فأجد أنه ما نقصنا غير أنفسنا ولا نقص آباءنا غيرنا ، فإنهم والله إن هم شعراء ، فمبدعون مفلقون وإن هم علماء ، فبحور متدفقون وإن هم مفكرون ، ففي الجو محلقون وإن هم..وإن هم ... لا أدري ما ذا يراد بهم بعد هذه الأوصاف العميقة الرائعة للطائرة هل يراد بهم أن يكونوا مهندسين للطائرة ، ؟ ولم يتخرجوا في كلية الهندسة ، أم نريد بهم أن يكونوا مخترعين لها ، ؟ وقد اخترعت قبلهم ، أم يكونوا طيارين ؟- وما كل الدنيا طيارين - وهل تخرجوا في كلية الطيران ؟ * كما ترى -أيها القارئ - في وصف الطائرة كذلك كانوا في كل شيء ، غير أن كثيرا من أبنائهم لم يحسن التعامل بتراثهم إما من لم يستوعبه ، وإما نَقاد...نقده قلما تقوى الأوراق على حمله لأنه فوق الورق والحبر، وإما من يردد ما في خمولي عار ***على امرئ ذي كمال فليلة القدر تخــفى ***وتلك خير الليــــــالي فإذ أنت وصلت بنا هذا الحد أيها السوقي الخرجي - وسلمك الله - وصلت بنا هذا الحد من العلم بهم ، أو زيادة جهلنا بهم ومؤسف جهل الإنسان نفسه - فأنا أقول للقراء والكتاب انحوا نحو السوقي الخرجي أو أي نحوتشاءون ...، مثله المفيد ، مثله الماتع ، مثله الذي يثبت الوجود القديم والجديد ، مثله الأدب ( قول جميل يؤثر في النفس ويثير العواطف ) ليت السوقيين كان تراثهم - كما أحب لهم - ماضيه وحاضره ، وليتهم كانوا - كما أحب لهم - حتى يدرك العالم أنهم أمة عملاقة ربما لا تجول في الحسبان اللهم زدهم الخير ، وزدني وأخي علما نافعا وعملا صالحا - ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم - |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq]
التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 06-09-2009 الساعة 02:03 PM
|
06-10-2009, 09:24 PM | #7 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
أخي الغالي السوقي الخرجي
كم أثلج صدري تناولك لهذا الموضوع الثري والذي يحتاج إلى أمثالك للتصدي له وكشف مواطن الإبداع فيه وأنت أهلا لذالك وفقك الله لكشف جميع مواطن الإبداع في موضوعك هذا ولي عودة بعد تمامه إنشاء الله |
|||||||||
|
06-11-2009, 09:29 PM | #8 |
|
شكرا للإخوة الأعزاء على هذه المشاركات التي أفحمتني فلم أدر ما أقول غير أن أتضرع إلى ربي بالدعاء أن يكثرأمثالكم في الأمة الإسلامية عموما وفي القبيلة السوقية خصوصا وأن يعينني على مساعدتكم في تحقيق هذه النوايا الطيبة بمافي وسعي وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع .
|
|
06-12-2009, 05:26 PM | #9 | |||||||||
|
جزا الله الإخوة جميعا على تعليقاتهم الراقية ، وخاصة هذا اللوذعي الألمعي الذي نقب عن هذا الكنز الدفين بين طيات القصيدة السوقية منذ زمن بعيد ، ومع التماعه الشديد ــ فمثله من التبر الخالص لا يخفى ــ مع ذالك لم تسبقه الشركات المنقبة عن المعادن النفيسة ،فاهتدى إليه هو ببصيرته النافذة ، وبديهته الوقادة ورويته المنقادة ،
وبدون جواز سفر ، بل وبلا أجرة تغلغل في تلك الطائرة ، التي حقا من الطراز المميز من ( طائرات الفضاء الأدبي ) ، ليصف لنا بدقة كيف صورها وصنعها مهندسها الذي لم يتخرج من كلية الهندسة ، لكنه تخرج بامتياز من (كلية التصوير والخيال) . فقد جال بين كراسيها واعتبر بدقة صنعتها ، ولا ينسى في الموقف ـ الوقفة التأملية التي تشحن القلب إيمانا ـ فأنت أيها الناقد القدير إذا كان الشاعر قد قام بالمهندسة التصميم في هذا الفيلم الرائع، فأنت قد قمت بإخراجه وديكوره ، فلك هذا الفضل بجدارة ، فإلى الامام فنحن بانتظار مسلسلاتكم الراقية ، وهذا هو ما نريد ونتمنى ، ان لا يفقد الأدب السوقي جناحه الثاني(النقد)، فيطير ويحلق في سماء الفن مع أقرانه ، فالمزيد المزيد من الاكتشافات في هذا المنجم المعمور بأنواع المعادن النفيسة ، والجواهر الكريمة ، فسنلتقط كل ما سقط من خلال الثقوب ، ولن نترك فتيلا ملقى الثرى . |
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|