51. إسماعيل بن محمد الصالح الأدرعي الجلالي السوقي :
هو الشيخ : إسماعيل بن مَحمد الصالح بن مَحمد بن أحمد المعروف بمِيدِ بن مَحمد المشهور بومَلَّنْ ينتهي نسبه إلى ربيعة أخي الشريف أبي الهدى(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : فهو أعلم من أخويه وقد عاش بعدهما سنين يعلم الصغار والكبار ويسعى في مصالح جماعته وكان شديد التمسك بالسنة حتى عدّ ما أدركه من عمل أسلافه وأشياخه من السنن التي من تركها عدّ مبتدعا وكان شديد الإنكار على من رأى منه التساهل في السنن والميل إلى المحدثات ، وكان عالما بسائر الفنون التي تقرأ في بلاده من عهد صباه وشبابه إلى شيخوخته . أخذ سائر الفنون من النحو ، واللغة ، والفقه والتفسير ، والحديث وأقرأه أحمد بن البكا بن البخاري القرآن برواية ورشْ عن نافع وأجاد حفظه وكان يعاون والده على التدريس حتى مات والده فقام مقامه وكان الشيخ محمد بن محمد محمود من أهل تَبُورَقْ ممن أخذ التفسير عن والده وفاته بعض الأحزاب فلما توفى والده أخذها عن الشيخ إسماعيل وهو من أقرانه وكذلك الشيخ محمود بن محمد الصالح من أقرانه ومن تلاميذه والده وكان ممن أخذ عنه شيئا من علم النحو وأما من أخذ عنه من غير أقرانه فلا يحصون وقد عقد مجلسا للتفسير في حيه فأخذه عنه جميع علماء حيه من الصغار والكبار ثم عقد مجلسا آخر في للتفسير في حي أهل تَبُورَقْ بأمر شيخ الشيوخ حماد بن محمدُ ليأخذه عنه ابنه الشيخ المحمود الذي كان خليفته فأحضر معه جميع أصحابه من حي أهل تَبُورَقْ وبعض أهل إسَكَنْ وبعض أهل تَكَلَلْتْ وكان ماهرا في التفسير والنحو والفقه وسائر الفنون وكان من كبار أصحاب الشيخ حماد ومريديه وكان ذلك الشيخ يحترمه وجرت بينهما قصائد في شأن تلمذته له مودعة في كتاب " التبر التالد " وبعد وفاة ذلك الشيخ أنشأ قصيدة في رثائه ومدحه وضمنها أن ابنه الشيخ المحمود هو وارث سره وخليفته وأنزله منزلة والده في البر والتوقير والتقديم حتى توفى وكل منهما راض عن الآخر وقد ترجمه أخونا إسماعيل بن محمد الأمين ترجمة طويلة مودعة في " التبر التالد " وهو أعرف به لأن جدته لأمه شقيقته وتربى بين يديه . وأما الجود وحسن الخلق وقرى الضيوف والسعي على أهل الحاجات فيضرب به المثل فيها وكان جيد الخط خفيف اليد فيه نفع كثيرا من الناس بخطه وكان كثير الشعر وأما النثر فلم يكثره وكان من منثوراته " الدّرر الثِّمان في إثبات شرافة الثَّمان " وهو جيد في بابه وكان يتولى القضاء في بلده ويلتزم الإفتاء بمشهور مذهب مالك ، وكان لا يداهن ولا يخاف في الله لومة لائم ولا يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير فرق بين الجبابرة وغيرهم توفي في شعبان من عام ألف وثلاث مائة واثنين وستين 1362هـ (2) .