12.أحمد البكاء بن البخاري الأدرعي الجلالي

12. أحمد البكاء بن البخاري الأدرعي الجلالي:

هو الشيخ أحمد البكا بن البخاري بن حَاحَ الجلالي ينتهي نسبه إلى ربيعة أخي أبي الهدى الشريف الأدرعي .
وهذا الشيخ والد العلامة محمد بن البكاء المشهور .
ترجم له الشيخ العتيق في كتابه فقال : فهو الذي أدركته ولكن لم أسأل عن تاريخ مولده وكان من العلماء ومن الكتاب ، ورأيت بعض الكتب التي سمعت أنه هو كاتبها وأشرف خطة يقوم بها تحفيظ القرآن فقد قيل إنه أقرأه لزهاء مائة بدأ ذلك العلم من صغره إلى آخر حياته ، وكان من المعمرين حتى ضعف عن الأعمال التي كان يعملها من قبل ولكن بقي في خدمة التحفيظ حتى مات ، ومن الذين تعجب الناس من تحفيظهم له في تلك الحالة الوديعة بن الشيخ إسماعيل بن محمد الصالح ، وكان ممن أقرأهم القرآن الشيخ إسماعيل نفسه ، وكان إسماعيل لا يقول له إلا شيخي ، كذلك أبناؤه وأبناء إخوته جلهم هو الذي حفظهم القرآن ، وغالب الظن المحتف بالقرائن أنه مكث في خدمة تحفيظ القرآن الكريم أكثر من ستين سنة ، وكان برا أمينا ، قال عنه شيخ شيوخنا محمد الصالح والد الشيخ إسماعيل " أحمد البكا أمين هذه الأمة " ، ومن أمانته وبره بقرابته ما علمه في حق تركة أخيه المعروف باسم " حَلاَلَ " فإنه مات عن ابن وبنت صغيرين ثم ماتت أمهما فبقيا في كفالته وأحسن القيام عليهما وبالغ في نصحهما وتنمية مالهما وجرت في ذلك قصة ما زال الناس يتعجبون منها ويرددونها وهي : أن بعض الناس أتاه بعد وفاة أخيه المذكور بقبضة من النبق فقال له هذا شيء كنت أدخره لأخيك المتوفي فأخذها منه وباعها وأدارها حتى حصلت له من ثمنها شاة فأودع تلك الشاة عند راع أمين فاجتهد في حفظها حتى حصل من نسلها قيمة عجلة فاشترى بها عجلة فقام بحفظها وتنميتها وما بلغ الصبيان اليتمان مبلغ الرشد حتى حصل لهما نصاب من البقر من تلك القبضة فلا تسأل عن تنميته لما سواها ، وما حُسن الخلق وإكرام الضيف والإحسان إلى ذوي القربى والإعراض عن اللغو وكثرة الذكر فله منها الحظ الوافر . توفي عام 1368هـ(1).
قلت : ذكر في موضع آخر من كتابه : أن هذا الشيخ هو الذي تولى إقراء وتحفيظ الشيخ حمَّدَ بن محمد بن حَدِي(2) . مختصرا .