298. محمد سيدي بن محمد الأنصاري التكيراتي السوقي :
هو الشيخ محمد سيد بن مَحمد بن أحمد بن نانّ بن مَحمد بن عثمان بن نوح بن أشلّم الأنصاري(1).
قال الشيخ العتيق : أما ما بلغني من خبره فهو أنه كان معاصرا لعم أجدادنا قطب وقته محمد المختار المعروف بتَبَّلَ وبنهما من الصداقة ما يستحق تعهده لتركته بعد وفاته ، وأما القرابة بينهما فعلمي منا أن الشيخ تَبَّلَ يجتمع مع أم محمد سيدي في الجد الرابع وهو الغزالي بن علي بن يحي بن إبراهيم الدغوغي ولعل بينهما قرابات غير هذه هي التي حملته على شدة الاعتناء بتركته ، ومن اعتنائه به على ما حدثنا أسلافنا عن أسلافهم برواية مسلسلة إلى الوقت الذي وقعت فيه الواقعة : أن الشيخ محمد المختار لما سمع بوفاة محمد سيدي وهو في بلد غير بلده سافر مع بعض أهل بيته وبني عمه ، ويقول بعض الروايات ذلك البعض الذي صحبه هو ابن عمه جدنا محمد أحمد المعروف باسم هَمَّهَمَّ وسار إلى أن وصل إلى حيث توفي ، وكان له جيران يتقيدون به ويستآون بمساءة أهله فلما أديا حق التعزية والنظر فيما خلف أراد الشيخ محمد المختار أن ينقل ذريته إلى حيث كان ليعلمهم ويؤدبهم فشق ذلك على جيرانهم وقالوا له إذا فلعت ذلك ضاع المال والرعية فصمم على عزمه من الإقبال على تعليم الأولاد والأعراض عن غيره ولح الجيران على بقائهم معهم يحفظون أموالهم وعيالهم فلم تزل المشاحة والمحاجة بين الشيخ وخصومه حتى قال له صاحبه الذي هو جدنا الرأي نقرع بين الابنين فمن خرج سهمه ذهبنا معه وتركنا الأخر لمصالح منزلهم ، وكان لمحمد سيدي ابنان ، أحدهما : وَنْكِلَّ جدّ أحْنَى ، والأخر : محمد إكْنَنْ جدّ سائر إخوانه فرضي الكل بالقرعة فأقرعوا فخرج سهم محمد إكْنَنْ الذه هو صغير ، وذهب الشيخان إلى منزلهما والمنزلان غير متباعدين جدا(2) .