|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
إياكم ومحدثات الأمور
إياكم ومحدثات الأمور ]- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ ، قَالاَ : أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ، فَسَلَّمْنَا ، وَقُلْنَا : أَتَيْنَاكَ زَائِرَيْنِ وَعَائِدَيْنِ وَمُقْتَبِسَيْنِ ، فَقَالَ الْعِرْبَاضُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ [size=5]فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي ، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. أخرجه أحمد 4/126(17275) . وأبو داود (4607) وله طرق أخرى. *** هذا حديث جليل القدر، ظاهر الدلالة.. ولكننا سنكتفي بلمع قليلة من فقهه مما فيه جدة فقط: 1 - قال الصنعاني في سبل السلام: ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها، فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين، ومعلوم من قواعد الشريعة أن ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ثم عمر رضي الله عنه نفسه الخليفة الراشد سمي ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة ولم يقل: إنها سنة فتأمل. على أن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل، فدل أنه لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حُجَّة، وقد حقق البرماوي الكلام في شرح ألفيته في أصول الفقه مع أنه قال: إنما الحديث يدل أنه إذا اتفق الخلفاء الأربعة على قول كان حُجَّة لا إذا انفرد واحد منهم. والتحقيق أن الاقتداء ليس هو التقليد بل هو غيره كما حققناه في شرح نظم الكافل في بحث الإجماع. *** 2- وقال الخطابي في شرح سنن أبي داود: والنواجذ آخر الأضراس واحدها ناجذ ، وإنما أراد بذلك الجد في لزوم السنة فعل من أمسك الشيء بين أضراسه وعض عليه منعاً له أن ينتزع وذلك أشد ما يكون من التمسك بالشيء إذ كان ما يمسكه بمقاديم فمه أقرب تناولاً وأسهل انتزاعاً ، وقد يكون معناه أيضاً الأمر بالصبر على ما يصيبه من المضض في ذات اللّه كما يفعله المتألم بالوجع يصيبه . وقوله كل محدثة بدعة فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه . وأما ما كان منها مبنياً على قواعد الأصول ومردود إليها فليس ببدعة ولا ضلالة واللّه أعلم . *** ولنا وقفات: الحق الذي لا مرية فيه أن الحجة تعود إلى آخية (الكتاب والسنة). وسنة الخلفاء الراشدين المهديين هي عين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولولا استمساكهم بذلك لما كانوا راشدين ولا مهديين، ولا براءة ولا عصمة لهم بحال إلا بالكتاب والسنة فهما الميزان الذي توزن به أفعال الجميع وأقوالهم. قال تعالى: (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) (سـبأ:50). وقال: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الزخرف:43). فالعصمة في الوحي، والهداية محصورة في الوحي. *** في الحديث نكتة فريدة لم أقف على من نبه عليها من الشراح: لاحظ أن قوله صلى الله عليه وسلم: " تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ". بالإفراد، ولم يقل: " تَمَسَّكُوا بِهما ، وَعَضُّوا عَلَيْهِما " بالتثنية. مما يوحي بأنهما شيء واحد. وهذا شيء لا مناص منه. ثم لما كان الخروج على الوحي ضلال بين لا يسوغ لأحد كائنا من كان من الراشدين فضلا عن غيرهم فناسب مجيء التحذير من البدع هنا فقال: "وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ". فالراشدون وكل راشد لا يتحصل لهم هذا اللقب إلا باتباع الوحي فقط. وهذا هو الفارق بين الرشد والغي، والهدى والضلال، والسنة والبدعة. *** إشكال وجوابه: قد يقول قائل: إذا كان الأمر كما تقول فلم لم يكتف بلفظ: "عليكم بسنتي" وما الداعي لذكر "سنة الخلفاء الراشدين" التي تعد حشوا لا داعي له؟! والجواب: أن السنة النبوية قد تكون قولية وقد تكون فعلية؛ فمن عمل بالسنة على وجه حسن يدفع الناس للاقتداء به في ذلك يصح أن يقال عنه أنه "سن سنة حسنة" كما في الحديث التالي: - عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ ، قَالَ : فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ ، مُجْتَابِي النِّمَارِ ، أَوِ الْعَبَاءِ ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ ، فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ، فَصَلَّى ، ثُمَّ خَطَبَ ، فَقَالَ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ : (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ : (اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ ، مِنْ دِرْهَمِهِ ، مِنْ ثَوْبِهِ ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ ، حَتَّى قَالَ : وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ . قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا ، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ، قَالَ : ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَلَهُ أَجْرُهَا ، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا ، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ". رواه مسلم (1117). فهذا الصحابي تصدق اقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم على وجه كريم، والآخرون اقتدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم وهزتهم الأريحية بفعل هذا الصحابي. وننبه إلى أن النبي صلى الله عليه كان أجود الناس، وأن الحث على الصدقة سنة قولية وفعلية – ولكنه في هذا اليوم كان قولا من النبي صلى الله عليه وسلم، وفعلا يقتدى به من هذا الصحابي رضي الله عنه. فهذا هو الوجه في تسمية "سنة الخلفاء الراشدين" وأنها تكون تنفيذا واتباعا لا ابتداعا واختراعا. كما يدخل في هذا الباب النوازل المدلهمة التي ورد حكمها في الشرع ولكنها وقعت بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولفداحتها وجدّتها وقع التحيّر في شأنها ابتداء ثم زال نقص البدايات بكمال النهايات. مثل: قتال أبي بكر للمرتدين، وقتال علي للبغاة.. ونحو ذلك. *** تعقيب على كلام الصنعاني: قول عمر " نعمت البدعة " فالمراد بالبدعة في اللغة لا في الشرع فإن هذا الفعل ليس من جملة البدع لكون رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قد فعل القيام جماعة في رمضان ثم تركه لمانعٍ وهذا المانع زال بموته فصار فعله سنةً شرعيةً وورد أيضا حديث شريف في فضل الصلاة مع الإمام. - عن أبي ذر قال : صمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم رمضان فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلت يارسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة قال فقال " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة " قال فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ؟ قال قلت وما الفلاح ؟ قال السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر . رواه أبو داود (1375). فصلاة القيام في جماعة سنة قولية وفعلية من النبي صلى الله عليه وسلم. فلما زال داعي امتناعه صلى الله عليه وسلم خشية أن تفرض عليهم، ورأى عمر رضي الله عنه حرص الصحابة عليها وتفرقهم في المسجد جمعهم على إمام واحد. ثم سر باجتماعهم فقال كلمته هذه. فيُحمل قول عمر بن الخطاب هذا على المعنى اللغوي لا الشرعي لكون هذا الفعل ليس بدعةً شرعيةً بل سنةٌ نبويةٌ ويُقال أيضاً عمر من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم كما في حديث العرباض بن سارية. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل منهج السلف يوم
04-28-2009 في 03:03 AM.
|
04-26-2009, 08:43 PM | #2 |
|
حاشية على متن منهج السلف
أخي المبارك: سرني تواجدك بيننا مرة أخرى، وسررت أكثر بطرحك لهذا الحديث الذي نحتاج إلى ترداده في مجالسنا وأنديتنا، فما أحوجنا إلى السنة في عصر الاختلاف والافتراق والفتن والهرج والمرج وأعشار العلماء وأتساع الزهاد وأسباع الفقهاء وأخماس الرجال ... إنهم الرويبضات ولي حاشيتان: الأولى: هذا الحديث مما أشكل علي وقد راجعت فيه بعض مشايخنا وبحثت وما زلت لم أشف غليلي: وإشكالي باختصار: هل المراد بالخلفاء في الحديث هم الذين بينهم حديث الخلافة ثلاثون، أم إنه لفظ يعم كل من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العلم النافع والعمل الصالح؟؟؟؟؟ الثانية: توجيه قول عمر رضي الله عنه (نعمت البدعة) بأنه أراد البدعة اللغوية ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إنه ضعيف؛ لأن من المعلوم أن صلاة التراويح لم تكن بدعة لغة (أي محدثة) !!! فما ذا تقول يا منهج السلف ، أفدنا شكرت وأجرت ووفقت... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-27-2009, 07:15 PM | #3 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
سلمت يمينك يا (منهج السلف)
ونفع الله بك وفي انتظار المزيد |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-28-2009, 12:33 AM | #4 |
|
إياكم ومحدثات الأمور: مناقشات وتوضيحات
الفاضل اليعقوبي – تحياتي وبعد فقد كان الظن بأمثالك من النبهاء أن يقفوا على الموضوع ويتفاعلوا معه.. وكل إناء بما فيه يرشح. .................................................. .................................. أما النقطة الأولى التي سألت عنها: فظاهر الحديث أنه بلفظ عام يشمل كل من كانت هذه صفته: (راشد – مهدي). والنصوص والتاريخ يبينان الفترة التي تذكر وتنعت بأنها (عصر الخلفاء الراشدين) فهم أولى الناس بهذا الوصف. ولكن هذا لا يمنع أن يدخل معهم من كان على مثل صفتهم كل بحسب حاله وعلى قدر زمانه. فلا مانع أن يدخل معهم في هذه الصفة (عمر بن عبد العزيز رحمه الله) وكذلك ما يكون في آخر الزمان كما ورد في الحديث: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة". وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن، ولا يضر هذا ما دام الأمر يعود إلى آخية الكتاب والسنة؛ فكما لا يخفى على ذي لب أنه حتى لو جاء من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فلا بد أن ينقسم الناس في شأنه كما هي العادة: إلى موافق مبهور مسارع، ومخالف متردد متشكك. وعليه فلا مناص من الاحتكام إلى (الكتاب والسنة) بالمعايير المنضبطة والمقررة عند أهل السنة والاتباع. ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء: 59]. ويزيد الأمر وضوحا أن الخلفاء الراشدين الذين كانوا كلمة إجماع لم تكن أقوالهم وأفعالهم المجردة تؤخذ مسلمة ممن عاصرهم ولا من بعضهم لبعض، ويكفينا شرفا أننا متفقون على أن: "كل إنسان يؤخذ من قوله ويردّ عليه؛ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم". النقطة الثانية: قول الشيخ ابن عثيمين والحق يقال أن الشيخ ابن عثيمين كان يمتلك ذهنا متوقدا متحررا من الإلف والعادة وما جرى عليه الناس، لذا كانت له تشقيقات رائقة ومتجددة مع الأيام ربما جرّت عليه بعض الزوابع، مثال ذلك إنكاره لدعاء ختم القرآن بهيئته الأسطورية والفلكلورية في هذه الأزمان، والتي باتت تدغدغ مشاعر العامة بصورة مبالغ فيها – ومعظم العوام كالأنعام كما يقال. فحسبنا (معشر المستغفلين) أننا حضرنا (ختمة القرآن) وحياتنا ممرغة في الزفت والقطران بعيدا عن شريعة الرحمن!!! المهم أن اجتهادات الشيخ ابن عثيمين – وقد اطلعت على دراسة مقارنة لكثير منها – جزء منها في غاية الجودة، وبعضها وجيه، وبعضها يمكن أن يناقش، ولكنه غالبا مقبول على أي حال سواء وافقناه أو خالفناه. وكلامه عن البدعة وإنكاره لمصطلح (البدعة اللغوية) من هذا النوع الأخير في نظري. وهذا ما سنحاول توضيحه ومناقشته بإذن الله تعالى. *** أولا: أقوال الشيخ في ذلك قال في الشرح الممتع على زاد المستقنع - (4 / 58 – 59): "... إن قال قائل: ما تقولون في قول عُمرَ: «نِعْمَتِ البِدعةُ» وهذا يدلُّ على أنها مبتدعة؟ فالجواب : أنَّ هذه البِدعةَ نسبيَّةٌ، فهي بِدعةٌ باعتبار ما سبقها، لا باعتبار أصل المشروعيَّة؛ لأنها بقيت في آخر حياة الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم وفي خلافة أبي بكر لم تُقَمْ، فلما استُؤنِفتْ إقامتُها، صارت كأنَّها ابتداء مِن جديد، ولا يمكن لعُمرَ بنِ الخطَّاب أنْ يُثني على بِدعةٍ شرعيَّةٍ أبداً، وقد قال النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: «كُلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ» . والعجبُ أنَّ بعضَ أهل البِدع أخذ مِن قول عُمرَ: «نِعْمتِ البِدعةُ» باباً للبدعة، وصار يبتدع ما شاء ويقول: «نِعْمَت البِدعةُ هذه» ، ولا شَكَّ أن هذا مِن الأخذ بالمتشابه، حتى لو فُرضَ أنَّ عُمرَ رضي الله عنه ابتدعَ ـ وحاشاه مِن ذلك ـ فإنَّ له سُنَّة مُتَّبعة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاءِ الراشدين مِن بعدي». فلستَ مثله، فكيف تقول: أبتدعُ، ونِعْمتِ البِدعةُ! فَعُمَر له سُنَّة متَّبعة. مع أنَّنَا لا نعلم أنَّ عُمَرَ ابتدع شريعةً، إنَّما ابتدع سياساتٍ؛ لم تكن في عهد الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ يرى أنَّ فيها مصلحة. مثل: إلزامُه بالطلاق الثَّلاث أنْ يكون ثلاثاً . ومثل: مَنْعُه مِن بَيْعِ أمهات الأولاد، مع أنَّهُنَّ يُبعنَ في عهد الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام . ومثل: زيادة العقوبة في شُرب الخمر من نحو أربعين إلى ثمانين . فهذه سياسات يرى أنها تُحقِّقُ المصلحةَ، لكن هل زاد عُمرُ في الصَّلوات وجعلها سِتًّا؟ لا، أو جعل ركعات الظُّهر خمساً؟ لا. .................................................. ..................................... وقال في شرح الأربعين النووية : " .. إن قال قائل: ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد، وخرج ليلة من الليالي فوجد الناس يصلون بإمام واحد فقال: [نعمت البدعة هذه] فسماها بدعة؟ أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة هنا (البدعة اللغوية لا الشرعية). ولكن هذا الجواب لا يستقيم، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة؟ والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد - أعني التراويح - فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض، وتُرِكَت، وأصبح الناس يأتون للمسجد يصلي الرجل وحده ، والرجلان جميعاً، والثلاثة أوزاعاً، فرأى عمر رضي الله عنه بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب رضي الله عنهما وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. فيكون قوله: نعمت البدعة يعني بالبدعة النسبية، أي بالنسبة إلى أنها هجرت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة، ثم هذه الضلالات تنقسم إلى: بدع مكفرة، وبدع مفسقة، وبدع يعذر فيها صاحبها. ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد. .................................................. ..................................... وقال في شرح رياض الصالحين - (1 / 181) فإن قال قائل: ما تقولون في قول عمر رضي الله عنه .: (نعمت البدعة هذه) فأثنى عليها ووصفها بأنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: كل بدعة ضلالة؟ قلنا إن هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة لكنها بدعة نسبية وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بأصحابه ثلاث ليال أو أربع ليال في رمضان يقوم بهم ثم تخلف في الثالثة أو الرابعة وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم. فصار الاجتماع على إمام واحد في قيام رمضان سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تركها خوفا من أن تفرض علينا ثم بقيت الحال على ما هي عليه يصلي الرجلان والثلاثة والواحد على حدة في خلافة أبي بكر وفي أول خلافة عمر ثم جمع الناس على إمام واحد فصار هذا الجمع بدعة بالنسبة لتركه في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر فهذه (بدعة نسبية) وإن شئت فقل إنها (بدعة إضافية) يعني بالنسبة لترك الناس لها هذه المدة آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وأول خلافة عمر ثم إنه بعد ذلك استأنف هذه الصلاة. وإلا فلا شك أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة عام وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الخلق عليه الصلاة والسلام وهو كلام واضح كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها ضلالة والله الموفق. .................................................. ..................................... وقال في لقاءات الباب المفتوح - (141 / 26) السؤال: ما هي البدعة الحسنة والبدعة السيئة؟ الجواب: ليس هناك بدعة حسنة أبداً، وكيف يمكن أن يكون هناك بدعة حسنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة). السائل: يستدلون بكلام عمر؟ الشيخ: دعك من كلام عمر، هل تجد كلاماً أبلغ من كلام رسول الله؟ لا تجد، وهل تجد أحداً أعلم من الرسول بالشريعة؟ لا. وهل تجد أحداً أنصح من الرسول؟ لا. إذاً يقول: (كل بدعة ضلالة ). وأما قول عمر: [نعمت البدعة هي] حينما أقاموا قيام رمضان على إمام واحد، فالمراد البدعة بعد أن تركت؛ لأنك تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في رمضان ثلاث ليال ثم تخلى، وقال: (إني خشيت أن تفرض عليكم) فكونه يقيم بالناس ثلاث ليال ويتأخر في الرابعة خوفاً من أن تفرض، يقال: إن هذا الخوف الذي خافه الرسول انتفى بموته عليه الصلاة والسلام فما بقي خوف لكن في عهد أبي بكر كانت المدة قصيرة خلافته سنتان وشهران وأيام، وصار الناس باقون على ما كانوا عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، يصلي الرجل وحده ومعه الرجلان والثلاثة، وكذلك في أول خلافة عمر ، ثم إنه رضي الله عنه أمر تميماً الداري وأبي بن كعب أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة على إمام واحد، فخرج يوماً وهم يصلون فقال: [نعمت البدعة هذه] فهي بدعة باعتبار أنها تركت، ثم جددت، بدعة مجددة. .................................................. ..................................... وقال أيضا في لقاءات الباب المفتوح - (208 / 11) السؤال: ما معنى قول عمر: [نعمت البدعة هذه]؟ الجواب: بدعة نسبية, لأنها تركت وهجرت ونسيت، فلما أعادها من جديد صارت بدعة نسبية. .................................................. ..................................... وجاء في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (5 / 182) سماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه، ويقوم الرجل ومعه الرجل، والرجل ومعه الرجلان، والرهط، والنفر في المسجد، فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة، فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه. ثانيا: مناقشة كلام الشيخ ابن عثيمين ابتداء نقول أن مخرج العلماء من قول عمر كان ما اصطلحوا على تسميته بـ "البدعة اللغوية" مخرج حسن. ويكفي فخرا أن نعد في هذه القائمة: شيخ الإسلام ابن تيمية – وتلميذه ابن القيم – وابن رجب الحنبلي – وابن كثير – والشاطبي... وهلم جرا. بل إن هذا الوجه صار كأنه كلمة إجماع من جميع العلماء المتأخرين المنتسبين للسلفية والمباينين لأهل البدع والطرقيين الخرافيين والقبوريين. والشيخ متفق مع الجميع في المسلك والنتيجة ولكنه تحفظ على التسمية (وهي مسألة لغوية بحتة) أي أن مقولة عمر يمكن تصحيح مدلولها وقبولها بحملها على البدعة اسما ولغة لا شرعا واصطلاحا. وهذا محل اتفاق. ولكن ما البديل؟ فالبديل الذي قدمه الشيخ بحروفه: (والصواب أنها بدعة نسبية - هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة لكنها بدعة نسبية - فهذه (بدعة نسبية) وإن شئت فقل إنها (بدعة إضافية) - فهي بدعة باعتبار أنها تركت، ثم جددت، بدعة مجددة. - بدعة نسبية, لأنها تركت وهجرت ونسيت، فلما أعادها من جديد صارت بدعة نسبية - فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية). فماذا كان؟ هل هناك فرق كبير أو صغير؟ في نظري لا يوجد أي فرق، وكما يقول المثل الشامي: (كنا تحت المطر وصرنا تحت المزراب). وعلى كل حال فهذه في تقديري من بدوات الرأي التي بدت للشيخ، والظن أنه لو كان حيا وروجع فيها لرجع كما عهدناه منه. وعلى كل حال فلا مشاحة في الاصطلاح كما يقال ما دمنا متفقين على النتيجة بل وعلى المقدمات. وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله تعالى. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة منهج السلف ; 04-28-2009 الساعة 03:29 AM
سبب آخر: تصحيح أخطاء وتحرير بعض العبارات
|
05-02-2009, 09:06 AM | #5 |
|
أخي منهج السلف، لك تحياتي هات العلم ودع عنك بنيات الطريق.. فكلنا نبهاء آنية مملوءة سنة وسلفا وخيرا فدع عنك هذه المقدمات...وخذ بنا فيما يفيد =============================== أما الموضوع الأول: فأشكرك على ما أوردت فيه . وأضيف أمرين: أحدهما: أنك لم تزد على تكرار إشكالي ولعلي أعيده بطريقة أخرى. هل حديث (الخلافة ثلاثون سنة) مفسر لحديث العرباض، يعني هل الخلافة المطلقة في حديث العرباض هي المقيدة بالعدد في حديث (الخلافة ثلاثون)، أم إن الخلافة مطلقة في كل راشد بعد النبي صلى الله عليه وسلم كماذكرتم. والمطلوب وجه ترجيح أحد الأمرين على الآخر. الثاني: قلت بارك الله فيك: (وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن) وهذا خلاف ما حملني على البحث في هذه المسألة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه سيكون بعده اختلاف وأرشد للعصمة من ذلك إلى اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين، وعليه فمعرفة مدلول كلمة الخلفاء يترتب عليه معرفة المأمور باتباعهم: هل هم الخلفاء الأربعة، على الوجه الموافق لحديث (الخلافة ثلاثون) أم يشمل ذلك كل من خلف رسول الله في العلم النافع والعمل الصالح كابن عثيمين رحمه الله تعالى مثلا. ففهم الحديث له ثمرة واقعية خصوصا في عصرنا المليء بالفتن والخلاف والاختلاف... وأما الموضوع الثاني: فأشكرك على نقولك المهمة المفيدة .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-03-2009, 10:32 PM | #6 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
أعجبتني هذه التعليقات
[quote=اليعقوبي;871][align=justify]
أخي منهج السلف، لك تحياتي هات العلم ودع عنك بنيات الطريق.. فكلنا نبهاء آنية مملوءة سنة وسلفا وخيرا فدع عنك هذه المقدمات...وخذ بنا فيما يفيد =============================== أما الموضوع الأول: فأشكرك على ما أوردت فيه . وأضيف أمرين: أحدهما: أنك لم تزد على تكرار إشكالي ولعلي أعيده بطريقة أخرى. هل حديث (الخلافة ثلاثون سنة) مفسر لحديث العرباض، يعني هل الخلافة المطلقة في حديث العرباض هي المقيدة بالعدد في حديث (الخلافة ثلاثون)، أم إن الخلافة مطلقة في كل راشد بعد النبي صلى الله عليه وسلم كماذكرتم. والمطلوب وجه ترجيح أحد الأمرين على الآخر. الثاني: قلت بارك الله فيك: (وعلى كل حال فهذا بحث نظري قد تخفى فائدته العملية الآن) وهذا خلاف ما حملني على البحث في هذه المسألة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه سيكون بعده اختلاف وأرشد للعصمة من ذلك إلى اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين، وعليه فمعرفة مدلول كلمة الخلفاء يترتب عليه معرفة المأمور باتباعهم: هل هم الخلفاء الأربعة، على الوجه الموافق لحديث (الخلافة ثلاثون) أم يشمل ذلك كل من خلف رسول الله في العلم النافع والعمل الصالح كابن عثيمين رحمه الله تعالى مثلا. ففهم الحديث له ثمرة واقعية خصوصا في عصرنا المليء بالفتن والخلاف والاختلاف... وأما الموضوع الثاني: فأشكرك على نقولك المهمة المفيدة .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . . أعجبتني تعليقات اليعقوبي , وأفرحني اهتمام (منهج السلف) بنهج السلف وله مني مزيد الحب والقدير هذا. وأحببت أن ضيف هنا كلاما للعلامة ابن الأثير والدراكة ابن كثير , في التعليق على الحديث لعله يضيف جديدا أو يرفع إشكالا قال ابن الأثيرمانصه: وفيه [ عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الراشدين من بعدي ] الراشِدُ : اسم فاعلٍ من رَشَد يرشُد رُشْداً ورَشِد يَرْشَد رَشَداً وأرْشَدْته أنا . والرُّشْد : خلافُ الغَيِّ . ويرودُ بالراشدِين أبا بكر وعُمر وعثمان وعَليّا رضي اللّه عنهم وإن كان عامًّا في كل من سار سيرَتَهم من الأئمة . وقَالَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ بْنِ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اِثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا } بَعْدَ إِيرَادِ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الْبِشَارَةُ بِوُجُودِ اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً صَالِحًا يُقِيمُ الْحَقَّ وَيَعْدِلُ فِيهِمْ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا تَوَالِيهِمْ وَتَتَابُعُ أَيَّامِهِمْ بَلْ قَدْ وُجِدَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ عَلَى نَسَقٍ وَهُمْ الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِلَا شَكٍّ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ وَبَعْضُ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ وِلَايَتُهُمْ لَا مَحَالَةَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ مِنْهُمْ الْمَهْدِيَّ الْمُبَشَّرَ بِهِ فِي الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِذِكْرِهِ أَنَّهُ يُوَاطِئُ اِسْمُهُ اِسْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْمُ أَبِيهِ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-04-2009, 10:37 PM | #7 |
عضو مؤسس
|
إضافة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . نشكر محب منهج السلف - إن شاء الله -على موضوعاته الهادفة العتيقة ( وعليكم بالعتيق ). " وأما قول عمر : " نعمت البدعة" في لسان العرب اختراع ما لم يكن وابتداؤه , فما كان من ذلك في الدين خلافا للسنة التي مضى عليها العمل فتلك بدعة , لا خير فيها , وواجب ذمها والنهي عنها والأمر باجتنابها وهجران مبتدعها إذا تبين له سوء مذهبه .ونضيف إلى الموضوع ثلاثة نقول عن بعض العلماء الموثوق بهم فنقول: قال أبو عمر يوسف بن عبد البر-رحمه الله- : وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة . وكذلك قال عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- في صلاة الضحى وكان لا يعرفها , وكان يقول وللضحى صلاة ؟. وذكر بن أبي شيبة عن ابن علية عن الجريري عن الحكم عن الأعرج , قال : سألت ابن عمر عن صلاة الضحى , فقال : بدعة ونعمت البدعة . وقد قال تعالى حاكيا عن أهل الكتاب : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبنها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله .الحديد". الاستذكار - (2 / 67). وقال ابن دقيق العيد-رحمه الله- : " وقوله [ فعليكم بسنتي ] السنة الطريقة القويمة التي تجرى على السنن , وهو السبيل الواضح [ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ] يعني الذين شملهم الهدى , وهم الأربعة بالإجماع : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهما أجمعين- وأمر -صلى الله عليه و سلم - بالثبات على سنة الخلفاء الراشدين ؛ لأمرين أحدهما : التقليد لمن عجز عن النظر . والثاني : الترجيح لما ذهبوا إليه عند اختلاف الصحابة . وقوله [ وإياكم ومحدثات الأمور ] إعلم أن المحدث على قسمين : محدث ليس له أصل في الشريعة فهذا باطل مذموم , ومحدث بحمل النظير على النظير , فهذا ليس بمذموم ؛ لأن لفظ ( المحدث ) ولفظ ( البدعة ) لا يذمان لمجرد الاسم , بل لمعنى المخالفة للسنة , والداعي إلى الضلالة , ولا يذم ذلك مطلقا , فقد قال الله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث }.شرح الأربعين - ابن دقيق العيد - (1 / 73). وقال صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- : " ( قال: ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ( الخلفاء: هم الذين خلفوا المصطفى-صلى الله عليه وسلم- ( في ولاية الأمر على طريقته -عليه الصلاة والسلام-. والخلفاء الراشدون من بعده -عليه الصلاة والسلام- أربعة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي -رضي الله عنهم أجمعين-، ووصفوا بأنهم راشدون؛ لأنهم قاموا بالرشد، والرشد: هو العلم بالحق والعمل به. فسموا راشدين؛ لأنهم كانوا علماء في الحق عملوا به، وليست هذه الصفة إلا لهؤلاء الأربعة. وفي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- خلاف، هل يعد من الخلفاء الراشدين أم لا يعد من الخلفاء الراشدين؟ والذي عليه نص كثير من أهل العلم كأحمد وغيره -رحمهم الله-أنه من الخلفاء الراشدين؛ لأنه علم الحق فعمل به، وعامة الولاة ليسوا على ذلك , بل منهم من لا يعلم الحق أصلا، ومنهم من يعلم الحق فيخالفه ؛ لأهواء وشهوات، ونوازع مختلفة. شرح الأربعين النووية - (1 / 221). هذا ما أردت أن أضيفه والعلم عند الله تعالى. أبو الحسن الإدريسي. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-04-2009, 10:38 PM | #8 |
مراقب عام
|
نقلت لكم هذا الموضوع لعله يتمم ما نقله شيخنا منهج السلف باب في ذكر الصحابة رضي الله عنهم حديث الخلافة في أمتي ثلاثون سنة "باب: في ذكر الصحابة رضي الله عنهم" أخبرنا أبو الحسن الحمَّامي. قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل. قال: سمعت أبي يقول: السنة في التفضيل الذي نذهب إليه إلى ما روي عن ابن عمر نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فأما الخلافة، فنذهب إلى حديث سفينة؛ يعني عن النبي عليه الصلاة والسلام: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة فنقول: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. في الخلفاء نستعمل الحديثين جميعا. قال سفينة: فخذ سنتين أبو بكر، وعشر عمر، وثنتي عشر عثمان، وستا علي رضي الله عنهم. المؤلف -رحمه الله- ختم كتابه بهذا الباب في ذكر الصحابة -رضي الله عنهم- وأحسن المؤلف -رحمه الله- ختم كتابه بهذا الباب العظيم الذي أورد فيه طائفة من النصوص الدالة على فضل الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا سيما الخلفاء الراشدون الأربع: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم بقية العشرة رضي الله عنهم أجمعين، ولا شك أن الكلام في الصحابة كلام عظيم، وأن أهل السنة والجماعة يعتقدون فضل الصحابة، كما دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في فضل الصحابة ومن خير الناس، وأنهم أفضل الناس لا كان ولا يكون مثلهم. هم أفضل الناس بعد الأنبياء. اختارهم الله لصحبة نبيه. هم الذين نقلوا إلينا الشريعة، وحملوها، وجاهدوا في الله؛ جاهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونشروا دين الله، وصحبوا رسول الله، والقرآن ينزل عليهم، ويسمعون كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسألون عما أشكل عليهم؛ فلهم مزية ولهم فضل على الأمة؛ ولهذا فإن كل من ألف في كتب العقائد يذكر الصحابة، ويجعل لهم فصلا يبين فضلهم ومزيتهم وبيان مراتبهم، وأن أفضلهم الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، أو أهل بيعة الرضوان؛ فلهم فضل. وكما روي عن مالك بن أنس أنه قال: كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر، كما يعلمون السورة من القرآن، رواه اللالكائي في شرح اعتقاد السنة، ولا يخلوا كتاب من كتب العقائد إلا وفيه ذكر الصحابة. نقل عن الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الله أنه قال: سمعت أبي يقول السنة في التفضيل الذي نذهب إليه إلى ما روي عن ابن عمر؛ نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. هذا هو الصواب؛ أن أفضل الصحابة الخلفاء الراشدين الأربعة، وأن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة؛ أفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. وروي عن أبي حنيفة -رضي الله عنه- أنه في الفضيلة قدم في أحد الروايتين قدم عليا على عثمان. في الخلافة يقدم عثمان على علي؛ لكن في الفضيلة يقدم عليا على عثمان، وروي أنه رجع عنه، وأنه وافق جماهير أهل السنة؛ فيكون إجماعا من أهل السنة أن أفضل الناس بعد الأنبياء أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وأن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة، وأهل السنة يعترفون بالخلافة لهم، وأن خلافتهم حق، والسنة دلت على هذا، كما قال النبي: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة يقول الإمام أحمد: فنقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلفاء. نستعمل الحديثين جميعا يقول: قال سفينة: فخذ سنتين -يريد أن يعد ثلاثين- أبو بكر، وعشر عمر -هذه اثنا عشر-، وثنتي عشرة عثمان -هذه تكون أربع وعشرين-، وست علي. هذا ثلاثون؛ لكن يعني هذا العد مبني على حذف الكسر، وإلا فخلافة أبي بكر سنتان وأربعة أشهر هكذا، وخلافة عمر عشر سنين ونصف، وخلافة عثمان اثنتي عشرة، وخلافة علي أربع سنين، وبعده الستة أشهر التي تنازل فيها الحسن؛ بعد تولية الحسن بن علي ستة أشهر؛ بعدها تنازل بالخلافة لمعاوية بشرط حقن دماء المسلمين؛ يبقى الستة أشهر هي المكملة للثلاثين؛ فيكون هذا يوافق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلافة في أمتي ثلاثون سنة نعم. وحديث سفينة هذا رواه أبو داود وعبد الله بن أحمد في السنة نعم. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 05-05-2009 الساعة 08:15 PM
|
05-04-2009, 11:22 PM | #9 |
عضو مؤسس
|
بدعة أم مصلحة؟.
فمن هنا أحدث السلف والخلف أشياء لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت على وفاق القرءآن والحديث فعُدَّت سنة حسنة وتسمى بدعة حسنة وتسمى بدعة مستحبة ، العلماء يطلقون عليها العبارات الثلاث بدعة حسنة وبدعة مستحبة وسنة حسنة .
نشكر الإخوان السلفين -إن شاء الله-على هذه الفوائد القيمة , ونود التنبيه على أمرين مهمين في هذا الموضوع , وهما : الأول: التنبه لمواقع الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة. الموضع الثاني :التنبه للتفريق بين السنة الفعلية والبدعة الفعلية , وما يمكن تسميته بالسنة التركية والبدعة التركية , فإن التنبه لهذه المفاصل الدقيقة مما يساعد في استيعاب الموضوع على المستويين التنظيري والتطبيقي. وسأنقل لكم أسطرا قليلة لا تفي بمتطلبات الموضوع , ولكنها تفتح الباب . وسيقوم الإخوان -إن شاء الله -بتكميلها , فإن الموضوع -بحمد الله من المواضع المخدومة , والتي خضعت للتحقيق عند جهابذة كبار ويرحم الله الشاطبي وغفر لسلطان العلماء وتلميذه , وأنالهما أجر اجتهادهما . قال الشيخ مشهور حسن : " ينبغي أن يفرق بين تركه -صلى الله عليه وسلم- لشيء قام المقتضى عليه , وتركه لشيء لم يقم المقتضى عليه : فإن كان هناك مقتض لعمل ...فتركه يصبح حجة ويجب التقيد بها ويتعبد الله به ومن فعل خلافه فهذه بدعة . وأما إن لم يقم المقتضى على فعله في زمنه , فحينئذ تعرض كل مسألة على الشريعة فمنها الذي يقبل ومنها الذي يرد . وهذا هو الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة . ومن الأمثلة على تركه مع وجود المقتضى : تركه للأذان في صلاة العيد وجهره في بعض الصلوات دون بعض , فالأذان للعيد بدعة , والصلاة سرا في صلاة جهر بدعة . ومن الأمثلة على تركه مع عدم وجود المقتضى : الأذان بمكبر الصوت مصلحة مرسلة ؛ لأنه لم يكن موجودا في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن المقتضى قائما لاستعماله , فالنبي أمر من رأى الأذان أن يلقيه على من أندى منه صوتا وأرفع صوتا ؛ لذا الفقهاء يقولون : يحسن بالمؤذن أن يكون صيِّتا أي ذو صوت مرتفع ". فلا بد من التفريق بين هذين الأمرين . وكذلك الأفعال التي فعلها الصحابة باجتهادهم في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-وعلم بها ولم ينكرها , هذه أيضا لا ينطبق عليها وصف البدعة مثل : صلاة خبيب وركعتي بلال ,بل هي من السنة التقريرية ومعلوم أن السنة إما فعلية أو قولية أو تقريرية , والأقسام الثلاثة كلها خارجة عن إطار البدعة. ولم أكتب هذا من أجل أعضاء الموقع , فإن مستواهم أعلى من استشكال مثل هذه الموضوعات , ولكن فكرت في أن الزوار قد يكون من بينهم من يستفيد مما هنا ويتأثر به , فبناء على ذلك أردت المشاركة في الموضوع لعلي أوضح بعض جوانبه. وشكرا . أبو الحسن الإدريسي. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-14-2009, 12:33 AM | #10 |
|
الفاضل اليعقوبي.. تحياتي لك.
واعذرني لتأخر الرد لظروف صحية ولعلي أعلق على استفسارك لاحقا إن شاء الله ولكنني رأيت أن أعجل بالتعليق على بعض ما ورد من تعليقات تخص (الإحداث في الدين والبدع الحسنة )!!! واعذرني لتأخيرك؛ فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وليس كل نبيه ذكي يكون زكيا وابن سينا كان ذكيا ولم يكن زكيا وكثير من أهل الأهواء أذكياء ولكنهم أغبياء ولو كان قبول الحق يدور فقط على الذكاء لارتاح الدعاة والرسل والأنبياء فالناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة وقد ذهب الناس وبقي النسناس والله المســـــــــــــــــــــــــتعان |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|