|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
239. حَمَّ / محمد بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي
239. حَمَّ / محمد بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد المعروف بحمّ بن أحمد بن الشيخ بن أحماد الكبير بن محمد المعروف باسم أنْك ينتهي نسبه إلى إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) . قال الشيخ العتيق : وصفه شيخي وابن عمي حمد بن محمد بن حدي بأنه أكبر أولاد أبيه ووأرث سره ثم وصف إخوانه وأقرانه من بني عمه بأن قال : هذه الطبقة كانت نتيجة للتي من قبلها وكالتجديد لما عسى يندرس من قويمة سبلها ، بل هم أزواج من نبات شتى نشأت عن صاد وبلها، وترميم لمكاء ينقطع من متين حبلها . ثم هي أيضا ذات أركان أولها غطريفيها العريف وطل أهلها الظليل الوريف ، محمد المعروف باسم حَمَّ كان رضي الله عنه غاضا في العلوم بضرس قاطع ، وبالغ في تحقيق حقائقها للمحل الشاسع ، على قدم راسخة بخطو واسع ، ترجمه أبوبكر البرتلي في فتح الشكور في أعيان علماء التكرور بما نصه : كان رضي الله عنه عالما عاملا بعلمه زاهدا ورعا تقيا سخيا سنيا متفننا في العلوم العقلية والنقلية شيخا في علوم التفسير واللغة والعربية والحديث وكانت السوقيون تفضله على أخيه محمد أحمد في العلوم وقال عنه محمد الكلادي ابن محمد الأمين سمعت بعض أشياخي يحكي عن الشيخ محمد أحمد أخي صاحب الترجمة أنه قال أن أخاه لا تصح إمامته لأنه لا يقدر أن يقرأ القرأن إلا ممزوجا بالتفسير وكان مع كونه نبيلا في العلم لا يقضي بين خصمين أبدا فأتاه يوما خصمان فعرضا عليه خصومتهما فأبى أن يقضي بينهما فلازماه حتى أيسامنه ونصرفا فتنح تناول الكتاب فأرى المسألة بعينها الحاضرين وقال لهم لا يقع في وهمكم أني إنما امتنعت من الحكم بينهما لعدم معرفتي بالنازلة إنما امتنعت لأني أرجو أن ألقى الله وأنا لم أقض بين اثنين . ومن ورعه أنه لا يفسر كتابا حتى يحضر شرحه ولوكان من الكتب التي يتداولها في العادة النساء والصبيان ، فأتاه يوما تلميذ بكتاب يريد قراءته فقال له الشيخ احضر شرحه فقال له التلميذ يا سيدي هذا الكتاب النساء والصبيان يفسرونه بلا شرح فقال له الشيخ اذهب إلى النساء والصبيان يفسروه لك وأما أنا فلا أفسره حتى يحضر شرحه ، ومنه أنه لم يتزوج قط فقيل له في ذلك فقال أخاف أن لا أفي بحقوق الزوجية مر إلى أن قال : لم يطلع عليه الفجر وهو نائم قط ، توفي في عام سبعة ومائتين وألف . انتهى كلام البرتلي لكن ما ذكره من أنه لم يتزوج قط أبعد بعيد عن ساحة الصواب فإن السيد المذكور قد تزوج بلا ريب وولد له ونشأت عن أولاده ذريته طيبة ما زالوا بارك الله فيهم يتناسلون من لدن عصره إلى وقتنا هذا بحيث لو أحصيت ممن بقي من جيله من لم ينشأ عن تلك الذرية لما أبقيت منهم كثيرا فلعل المترجم صاحب فتح الشكور إنما أراد هو أو بعض رواته بقوله لم يتزوج قط . صغير المترجَم وهو محمد أحمد المترجم فيما يأتي بعد فإنه هو الذي لم ينسب إليه النسابون ذرية ما لا من السابقين ولا من اللاحقين فيشبه أن يقال فيه أنه لم يتزوج قط والله أعلم بالصواب . هذا وقد أخذ الشيخ عن كثيرين وأخذ عنه كثيرون فمن الذين أخذ عنهم شيخه حامّ الكلادي عن شيخ له آيَرِيّ أخذ عنه رواية تفسير القرآن العزيز باللغة التاريقية ، رحل إليه فيها وهو في بلده فتلقفها عنه وكان أبا عذرها بالنسبة إلى السوقيين ومن والاهم ثم تلقفها عنه وبواسطته من قسم له ذلك من الناس وصارت كلمة باقية في عقبه وسنة جاية في آل بيته حتى أن كثيرا من أهل نهواحيهم لا تسمح نفسه أن يأخذها إلا عن واحد منهم فكأن الوحي لم ينزل إلا في أفنيتهم وحتى أن جنيا مسلما يسمى محمد إنْ تِلَدِنْ كان يحضر مجالسهم التي يعقدونها لها. مر إلى أن قال : بعد كلام كثير يتضمن أشياء كثيرة منها سبب اتصالهم بذلك الجني ، ومنها الكلام على تفسير القرآن بالعجمية ، ومنها فضيلة روايتهم العجمية المسماة برواية أهل أمَسْرَكَضْ . قال : وبالجملة فما أحوج أهل هذه الناحية إلى التوصل لتلقف هذه الرواية وما لنجعها في قلوبهم وأنفعها في عملهم وما أكثر حسنات من وصلها إليهم وسنها فيهم بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) . هذا وأما رواية الحديث فقد أخذها عن أبيه أحمد بالسلسلة السابقة إجازة ثم أخذها عنه معاصروه وتسلسلت عنهم إلى من بعدهم من لدن ذلك العصر إلى يومنا هذا أخذ عنه ابن اخته محمد(2) بن محمد أحمد إجازة صحيح البخاري وصحيح مسلم وأجازه قراءة كتاب الشفا ورواية كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي ، وكتب له جميع ذلك بيده ، وممن أجازهم صاحب الترجمة قاضي القضاة في وقته الصالح الملقب باسم سَالَه(4) ابن محمد البشير أخذ عنه رواية صحيح البخاري المسندة ، وممن أخذوا عنه إجازة صحيح البخاري محمد الملقب وَمَلَّنْ بن محمد بن ونكل(4) وعن هؤلاء تلسلت الإجازات في هذه الناحية . وله كرامات منها ما جرى له مع كَأوَ أميره إوَلّمّدن في عصره ، وذلك أنه في بعض وفاداته على علماء تِنبكت صادف ذلك الأمير فقال له الأمير إني امتحنك اليوم وإني لمشتاق إلى رؤية فرس لي قد خلفته عند أهلي حين السفر فأريد منك أن تعمل لي عملا أراه بسببه الساعة فقال له الشيخ حَمَّ إن كنت صادقا في تلك الإرادة فاغمض عينيك سويعة ففعل فإذا هو بفرسه ينشط ويمرح حول أخيته في حظيرته التي هو مربوط فيها ففرح وجعل يتأمله جد التأمل هنيهة ، ثم قال له افتح عينيك فلما فتحهما احتجب عنه فقال له الأمير إن كان هذا من علم الأوفاق فلا تعد إلى عمله لأحد بعدي فإنك إن عدت إليه عبدت من دون الله تعالى فالرأي السديد عندي إذا أبت إلى أهلك أن تغمد إلى بقرة تذبحها وتقد جميع مسكها سيرا واحدا وتشد به وثاق هذا الكتاب الذي تعلمت منه هذا العمل فلا يفتح أبدا . ويقال إن كلام هذا الأمير وقع في نفس شيخه موقعا ففعل كل ما أمره به وسمى الناس ذلك الكتاب بذي السر وبقي كذلك إلى الآن . وكان علم الأوفاق قبل ذلك متداولا ثم قلل الناس منه إهـ هكذا ساق الشيخ حمّدَا هذه القصة ناقلا لها من أفواه سلفه على الحالة التي ساقها من عد بعض الناس لها من الخوارق التي تظهر على أيدي بعض الأولياء على سبيل الكرامة وعد بعضهم لها من الخوارق التي تظهر على يد علماء الأوفاق والكل محتمل . والله أعلم ثم كتب الشيخ حمّدا بعد هذه الحكاية ما لفظه : ( ومثل هذا ما جرى له أيضا مع هذا الأمير نفسه وذلك أنهما في بعض السنين يتوارد حياهما بئر أمَسْرَكَضْ وفي بعض الأيام أضل رعاة إبل الأمير فحلا كان راحلة لأم بنيه وكانت تسمى تَوَوَّتْ فجعلوا يتفقدونه ويتتبعون المظان وينشدونه عند الواردة ولما يئسوا من العثور على أثره والوقوف على خبره اتهموا به أرقاء حي الشيخ حَمَّ وقالوا لابد أنهم هم الذين سرقوه وذبحوه فأتوا الحي ليفتشوا على الأرقاء منازلهم وما فيها من الأمتعة تطلبا لخبر الفحل واستقصاء فثقل ما راموا من ذلك على ساداتهم وجادلوهم وبرأوا المماليك علما منهم ببرآتهم من مثله بعد التجربة والإختبار فما اقتنع الناشدون بتلك التبرئة بل لجوا وتمادوا على عزائمهم والسيد حَمَّ ومن معه لم يزالوا بهم حتى ردوهم ولم يصلوا إلى مقصدهم ثم رجعوا إلي حيث جاءوا بعد اللتيا والتي سيئة ظنونهم مسيئة أقوالهم ولما أصبح صباح الليلة التي بعد ذلك اليوم ووردت أمات الفحل أخذوا يسقون أول قطيع منها وإذا بفحلهم المضَل قد ترآى لهم من بعيد وهو يحجل في قيوده ويهدر فتماروا فيه حين رأوه فمن قائل هو هو فبيناهم في جدال ومراء إذ به حانيا رأسه في الجام ليكرع وعند ذلك استيقن الخبر من استبراب ثم إنه بعد ما ارتوى انصرف إلى أماته وإخوانه وجعل يستاقها إلى الجام قطيعا بعد قطيع ولم يزل ذلك حتى ارتوت عن آخرها وضربت بعطن ثم أوى إلى جانب مما حواليها وضرب بعطنه كذلك فلما أخذوا في العل نظروا فلم يروه وجعلوا يتفقدونه ويقولون أن هو فإذا به ميتة تدب في لحمه وإدايمه الديدان وباهابه من الجفاف وغاية الييس ما يدلهم على تقادم موته فحينئذ تفطنوا أن جميع ما كان منه ليس إلا تبرئة لساحة المتهمين ومن يومئذ تبرأوا من التعرض لسادة ذلك السيد { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } . إهـ ما كتبه الشيخ حمّدَا من ترجمته ولم أطلع على شيء أزيده عليه(5) . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
171. همّهمّ / محمد أحمد بن أحماد الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 06-11-2014 02:19 PM |
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 06-08-2014 08:47 PM |
مؤلفات السوقيين | عبدالحكيم | منتدى المكتبات والدروس | 19 | 03-27-2014 10:39 AM |
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 03-18-2014 02:32 PM |
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 1 | 12-01-2013 10:22 PM |