|
منتدى المكتبات والدروس أغنى المكتبات على النت ,وجديد دور النشر وتعريف ببعض الكتب , ودروس في علوم الآلة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
[SIZE=5]منهج تعليم اللغة العربية في المدارس
الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا مقدم إلى: المعهد العالي للتربية وتقوين الأساتذة لنيل شهادة الكفاءة التربوية إعداد الطالب: العتيق عبد الله السوقي الإهداء أهدي هذا العمل المتواضع إلى: روح والدي العزيز: عبد الله بن محمد الهادي - رحمه الله وغفر له. والدتي الحنونة: السعادة بنت المصطفى – متعها الله بصحة دائمة أختي العزيزة: خديجة عبد الله – حفظها الله ورعاها إلى كل جميع إخوتي: وأصدقائي، وزملائي. إلى كل متخرج وطالب في جامعات كل السوك أهدي هذا العمل وأهدي معه وردة حب ووفاء. [B][I][COLOR=red][FONT="]الطالب \عتيق عبد الله السوقي كلمة الشكر فإنني أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى كل من: 1- الجامعة الإسلامية بالنيجر، لما قامت به وتقوم به من خدمة الدين واللغة، والتراث الإسلامي. 2- إلى حضرة الأستاذ هارون كوليبالي مشرفي العزيز المحترم على جهوده الجبارة وتوجيهاته الغالية التي أفادتني كثيرا في إعداد هذا البحث. 3- إلى إدارة المعهد العالي التي وافقتني على اختيار هذا الموضوع. 4- إلى شيخي وأستاذي العزيز علي العلامة: العتيق بن سعد الدين الذي نور عقلي، وفتح لي قلبه ولم يبخل علي إلى أن تركت الدراسة من جامعته السوقية جزاه الله عني أحسن الجزاء. 5- إلى أخي العزيز: محمد بن المهدي الذي ما من يوم احتجت إلى مساعدته أثناء مسيرتي الدراسية إلا وجدته في استعداد تام لمدِ يد العون والمساعدة – جزاه الله عني أحسن الجزاء-. 6- إلى جميع أساتذتي الذين كانوا معي طيلة فترة الدراسة. 7- إلى جميع زملائي وكل من ساعدني في هذا البحث ماديا ومعنويا. فلكل هؤلاء أقول: جزآكم الله عني خيرا الجزاء، وأسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق. آميــــــــــــــــــــــــــــن. التمهيد: نبذة مختصرة عن قبائل السوقيين: للوقوف على المدلول الحقيقي للتسمية (السوق) يجدر بنا أولا تجريد الكلمة من ياء النسبة، حتى يتسنى تناول الطرفين: المنسوب والمنسوب إليه؛ لوضع كل منهما على حدة فوق بساط البحث، وتحت يد التفتيش، ثانيا أن نناقش الطرفين من منظور تاريخي حتى يتأتى تحديد الموقع الجغرافي للمدينة المنسوب إليها، وحتى يمكن تمييزها عن مثيلاتها المشاركة لها في الاسم، وحتى نتمكن من التنبيه على الأطوار التي مرت على هذا اللقب، قبل أن يستقر على المشهورين به أخيرا من أبناء المدينة الأم. أولا: السوق: بغض النظر عن الخلاف الذي أثير حول تعيين المدينة المعنية بالاسم (السوق) والتي سكنها أجداد السوقيين في العهود الأولى لوصول الإسلام إلى الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا، وإن لم يحظ هذا الخلاف بتأييد علماء البلاد من مؤرخي المنطقة، فالتحقيق أن السوق المقصود هنا هي مدينة بربرية قديمة، تعرف عند الطوارق باسم ( السوك ) ويطلق عليها لدى العرب ( السوق ) وهي عبارة عن تعريب للتسمية الطارقية، ولقد اشتهرت المدينة بعد وصول الإسلام إليها بتسمية جديدة: ( تادمكة ) أي هذه مكة.[1] الموقع الجغرافي: تقع مدينة السوق المنسوب إليها السوقيون في الشمال الشرقي لمدينة ( تمبكتو بمالي ) وتبعد عنها حوالي 400كيلو متر وهي قريبة من مدينة ــ كيدال ــ الحالية، في محاذاة حدود مالي مع الجزائر وصول الإسلام إليها: قد وصل الإسلام إلى المدينة في القرن الأول الهجري، إلاّ أن المصادر لم تستوف طريقة وصوله إليها، وأيا ما كانت الطريقة أو الوسيلة فمما لا شك فيه أنه ما إن قرع الإسلام أبواب المدينة حتى تفتحت له الصدور، وانفتحت له الدور، واحتضنته بكل قبول وسرور، وآوته بكل معاني السخاء والرضا فانبلج نور الإيمان وانبثت معالم الهداية، وساد جو من التراحم والتكاتف، بفضل هذا الدين الحنيف، وما ينطوي عليه من مبادئ فاضلة، ويحتويه من تعاليم سمحة، ويدل عليه من أخلاق نبيلة.[2] أهمية تادمكة ( السوق ) التارخية والعلمية : إن مدينة تادمكة تضاهي مدينة شنقيط في عراقتها، وتشاركها في دورها المميز، إلاّ أنها لم يكتب لها من العناية في السابق ما كتب لأختها المجاورة، فقد ذكر المؤرخ الشيخ العتيق بن سعد الدين: أنها تعتبر في عصر ازدهارها من أهم مدن الإسلام، ويعتبر أهلها من أهم حاملي رايات العلم، ومقيمي السنة، ومحاربي البدعة ولم يزالوا على تلك الحال، إلى أن يفرقوا عنها، وتشتتوا في البلاد بعد خرابها، ومغادرة السكان لها، فبقيت أطلالا لا أنيس فيها، ولا أثر إلاّ الأسماء المنقوشة على الحائط.[3] خرابها: أما خراب المدينة أو السبب من وراء جلاء السكان عنها، فظل دائما يكتنفه الغموض، مما أدى بدوره إلى تباين الروايات، واختلاف الآراء في شأنها، فهناك رواية تفيد بأن حاكم دولة سنغاي المعروف بـ ( سوني علي بير ) والمشهور بمناوأة ومعاداة العلماء ومطاردتهم من ديارهم وتخريبها عليهم، كما حصل لمدينة تمبكتو، هو الذي أغار على المدينة وخربها، إلاّ أن هذه الرواية مردودة قطعا. وحسب المصادر الموثقة فإن السبب الوحيد من وراء مغادرة السكان للمدينة يرجع إلى عوامل طبيعية، من الجفاف وقلة الأمطار، وكثرة الجدب وظروف اقتصادية من نقصان الذهب وتراجع الحركة التجارية، وقلة إقبال التجار عليها. علاوة على ذلك أن موقع المدينة يأتي بين جبال وأودية في صحراء قاحلة، لا تنبت، ولا توجد فيها مزارع ولا مراع تساعد على إقامة السكان فيها.[4] ثانيا: السوقي: انطلاقا من كون هذه النسبة إلى مكان يعرف بـ ( السوق )، وقد اختلف في السوق المنسوب إليه هنا، هل هو ( سوق لزام ) بتونس أم لا؟ لاحتمال أن يكون أجدادهم سكنوه، ثم تحولوا إلى ( السوك ) المعروف بعد ذلك بـ ( تادمكت )، ولكنه خلاف ضعيف، لا يؤبه به، فالاحتمال بعيد جدا، باعتبار المدينة قد اشتهرت باسم ( السوك ) قبل الإسلام، فيما لا يتصور معه أن تكون قد أخذت هذه التسمية من جماعة وافدة بعد وصول الإسلام، فإن هذا اللقب إذا أطلقته يقصد به كل من ينتسب إلى مدينة ( السوك ) أو ( السوق ) أو ( تادمكت ) التي مر علينا تحديد موقعها آنفا.[5] وقد قطع هذا اللقب مراحل تدرج، وعاش فترات، تنقل عبر تقادم الزمن وتعاقب الأجيال، وعقب تفكك الجوار، وتباعد الأوطان، وحسب معايير جغرافية أحيانا، وثقافية تارة أخرى، ذلك التدرج الذي أدى إلى انحسار اللقب عن بعض أصحابه بل انتقاله على غالبيتهم حتى أن كثيرا منهم لا يعرف باندراجه تحت هذا اللقب، وذلك ناتج عن انتشار سكان المدينة بعد خرابها في البلدان، فاستقلت كل مجموعة باسم جديد يخصها مأخوذ من الجبل، أو التل، أو الوادي، أو البئر، الذي تسكنه بشكل دائم أو بصورة دورية، فبقى الانتساب إلى السوق في التطور أو التدرج المرحلي أو الانتقالي الأخير على القاطنين في القرب من أطلال تادمكت من أبنائها، ثم شهدت التطور النهائي، أو التحول الجزري، فان طلق على المتعلمين من أبناء المدينة أو أبناء الأجداد الذين انضموا إلى السوقيين فيما بعد، فاندمجوا فيهم، اجتماعيا وجغرافيا وعرفوا بهذا اللقب.[6] فإذا علمنا هذا فعلينا أن نعلم أن هذا اللقب إذا أطلق على الفرد باللغة الطارقية يقال له ( أو السوق ) ( أو ) في لغة الطوارق بمثابة ياء النسبة في العربية، وإذا أطلق على الجمع بهذه اللغة أيضا يقال: ( كل السوك ) فكل بمعنى ( أهل ) بالطارقية فإذا أضفنا السوق إلى الأهل قلنا: (أهل السوق) وأهل تساوي ( آل ) فنقول (آل السوق ) والاستعمالات الثلاثة كلها مقبولة ومستخدمة.[7] مناطق وجود السوقيين: تتكون قبيلة السوقيين من عشائر عديدة، وتعرف كل عشيرة باسم خاصة يؤخذ في الغالب من المكان الذي تقطنه هذه العشيرة أو تلك، أو من جد من أجدادهم، وكانت عشائرهم قبل متجولة ورحالة في ربوع الصحراء الكبرى، كل منها تنتقل حول مكان معين تنطلق منه وتعود إليه، حسب المصلحة، ووفق تقلب مواسم السنة وتغير أحوال المناخ، من حرارة وبرودة،إلاّ أن غالبيتهم قاطنون في مالي قديما وحديثا, أما في الوقت الراهن فكلهم مستقرون في قرى سكينة متفاوتة الأبعاد, عن ضفتي ــ نهر نيجر ــ الشرقية والغربية, في كل من مالي, والنيجر ــ بالإضافة إلى مجموعات في بركينا فاسو ــ وبيوتات في ــ تامرست ــ بالجزائر وغدامس في ليبيا, كما توجد عائلات أخرى ذات عدد في السعودية, قد هاجرت أجدادهم منذ عشرات السنين وتجنسوا السعودية وتلاحق بهم بعض أهاليهم.[8]
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
09-09-2012, 12:42 AM | #2 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
الفصل الأول: أساسيات البحث: -المقدمة:
الحمد لله الذي علم بالقلم, علم الإنسان ما لم يعلم, والصلاة والسلام على خير المعلمين, وأفضل المربين, نبينا محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فأنا ممن رضع ثدييي المدرسة السوقية ولم أفطم عنها بعد وأنا ممن استنشق نسيمها, وقال تحت ظل ظليلها وأنا ممن ذاق طعم عذابها ونعيمها: وأؤمن منذ أن التحقت بها وأنا في المهد صغيرا, ولم أزل أؤمن أنها كانت وما زالت منبع علم, ومعدن فهم, ومصدر عز, كانت وما زالت جامعات خرّجت بأسلوبها الخاص عباقرة من ذوي كفاءات العالية, والعقول الناضجة, من أمثال الشيخ حماد الأنصاري, والشيخ إسماعيل الأنصاري, والشيخ أحمد بابا التمبكتي, وغيرهم كثيرا, ومن منطلق إيماني هذا قررت مرة ثانية, أن أشد الرحال لرحلة شاقة, لكنها ممتعة أتجول فيها عبر ربوع الصحراء الشاسعة بين هذه الجامعات الراقية, التي ظلت صامدة رغم قسوة طبيعة الصحراء القاتلة, رحلة أردت من خلالها هذه المرة أن أجلس إلى ذلك الشيخ حين يلقي دروسه على تلامذته, وأدخل غرفة الدرس على هؤلاء الطلاب حين تلقى عليهم الدروس لأعلم من الشيخ أهم المناهج المعتمدة عنده, وأعلم من الطلاب ما هي المناهج المتبعة عندهم, علني أخرج بنتيجة تجعلني أفهم سر عبقرية هذا العبقري, وبلادة هذا البليد, وتخلف هذا المتخلف, وتفوق هذا المتفوق من طلاب هذه المدارس. -مشكلة البحث: يعالج الباحث في هذا البحث موضوع بالغ الأهمية, وذلك ما شجعه على اختياره, فقد رأي أن المدرسة, أو المحضرة, أو المجالس العلمية السوقية, رغم ما ناله أصحابها من الشهرة لم تجد من يتناولها بالدراسة من الناحية التربية, ورأيت الحاجة إلى معرفة المنهاج المتبع في تلك المدارس, وذلك ما جعلني أكتب فيه. هذا الموضوع يطرح على أرض الواقع تساؤلات لا بد من الإجابة عليها: -من هم السوقيون؟ -وما هو المنهج, وما هو مفهومه قديما وحديثا؟ -وما هي المدارس السوقية؟ وما المراد بالمدارس الصحراوية؟ -ومتى نشأت هذه المدارس؟ -وما هو النظام المتبع فيها؟ -وما هو منهج التعليم المتبع في هذه المدارس؟ -أهمية البحث: لا شك أن عملية دراسة مناهج التعليم تحتل مكانة مرموقة في العملية التربوية, ولا خلاف في أهمية اكتشاف كل ما يتعلق بهذه القبيلة وما يتعلق بتراثها ليرى العالم ما قدمت هذه القبيلة للبشرية في خدمة العلم والدين الحنيف. فقبائل السوقيين قبائل لا حرفة لها ولا هواية إلاّ العلم والتعلم, فما هي الوسائل التي اتبعوها في تحقيق ذلك. منهج البحث: اتبعت في هذا البحث عدة مناهج معتمدا على المنهج الوصفي. ·حدود البحث: أنا في هذا البحث محصور بموضوع معين ألا وهو دراسة مناهج التعليم عند قبائل السوقيين فلا يمكنني بحال من الأحوال تجاوز هذا الموضوع. ·الدراسات السابقة: لم أقف على من درس مناهج التعليم في المدارس السوقية دراسة منهجية مستقلة, ولقد أشار العلامة العتيق بن سعد الدين في كتابه ( الجوهر الثمين ) إلى تعاليم السوقيين كما كتب العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي رسالة في كيفية تعاليم أهل السوق, ولكن لم أقف على من درس كيفية تعاليم أهل السوق دراسة تربوية من ناحية المناهج التعليمية. -خطة البحث: قسمت البحث إلى تمهيد وثلاثة فصول, وتحت كل فصل مباحث, وتحت كل مبحث ثلاثة مطالب: الفصل الأول: أساسيات البحث. الفصل الثاني: مفهوم المنهج وأسس بنائه والعوامل المؤثرة فيه: وتحته ثلاثة مباحث, وتحت كل مبحث ثلاثة مطالب: المبحث الأول: مفهوم المنهج وأسس بنائه والعوامل المؤثرة فيه: المطلب الأول: مفهوم المنهج: المطلب الثاني: أسس بناء المنهج: المطلب الثالث: العوامل المؤثرة في بناء المنهج: المبحث الثاني: مناهج التعليم وأهميتها في تعليم اللغة العربية: المطلب الأول: مفهم التعليم: المطلب الثاني: أهمية مناهج التعليم: المطلب الثالث: الركائز الأساسية للعملية التعليمية: المبحث الثالث: التعريف بالمدارس الصحراوية: المطلب الأول: المراد بالمدارس الصحراوية: المطلب الثاني: أهمية المدارس التي أقامها السوقيون في الصحراء الكبرى: المطلب الثالث: آراء العلماء البارزين في الصحراء في هذه المدارس . الفصل الثالث: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس السوقية: المبحث الأول: التعريف بهذه المدارس: المطلب الأول: نشأة هذه المدارس: المطلب الثاني: المستويات وأوقات الدراسة: المطلب الثالث: العطل والإجازات: المبحث الثاني: منهج التعليم في هذه المدارس: المطلب الأول: الوسائل التعليمية والأهداف الدراسية: المطلب الثاني: المقررات الدراسية وطرائق تدريسها: المطلب الثالث: التقويم والتأديب. الخاتمة. الفصل الثاني: مفهوم المنهج وأسس بنائه والعوامل المؤثرة فيه: المبحث الأول: مفهوم المنهج وأسس بنائه والعوامل المؤثرة فيه: المطلب الأول: مفهوم المنهج: أولا: مفهوم المنهج لغة واصطلاحا: أــ مفهوم المنهج لغة: لو رجعنا إلى معاجم اللغة العربية وفتشنا عن مادة ( نهج ) لرأينا أن معناها أو جميع معانيها ترجع إلى الوضوح والظهور، والاستبانة. وفي المعجم الوسيط: نهج الطريق ــ نهجا ونهوجا: وضح واستبان. ويقال: نهج أمره، ونهج الدابة أو الإنسان نهجا ونهيجا تتابع نفسه من الإعياء، أو كثرة الحركة، أنهج الطريق: وضح واستبان انتهج الطريق: استبانه وسلكه, استنهج الطريق صار نهجا. المنهاج: الطريق الواضح، وفي القرآن الكريم (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا))[9] محدثة ومنه منهاج الدراسة, ومنهاج التعليم ونحوهما, جمعه: مناهج، الناهج: يقال: طريق ناهج: واضح بين، وطريقة ناهجة: واضحة.[10] ب ـ مفهوم المنهج اصطلاحا: عملية تعريف المنهج بشكل واضح ومحدد، ضرورية, لأنها تعطينا دلالات ومؤشرات واضحة, على الدور الذي يجب أن يلعبه المنهج في بناء أفراد المجتمع, ولأهمية هذا الدور تعددت واختلفت الآراء حول مفهوم المنهج, فمثلا هناك من ينظر إليه من نافذة ضيقة, وهناك من ينظر إليه من نافذة أوسع, وهذا ما سنعرضه عند الكلام عن مفهومه قديما وحديثا, وحتى لا نقع في التكرار سنؤجل ذلك إلى أن نتناوله في مكانه في الأسطر القادمة. ثانيا: مفهوم المنهج قديما وحديثا: أــ مفهوم المنهج قديما: درجت المدرسة التقليدية على الاهتمام بتقديم ألوان المعرفة وصنوف المعلومات إلى التلاميذ ثم التأكد عن طريق الاختبارات وخاصة التسميع من حسن استيعابهم لها, وكانت هذه المعارف وما زالت تصنف في مواد دراسية تشتمل كل منها على عدد معين من الموضوعات, ساعد اكتشاف الطباعة ولإمكانية عمل الكتب المدرسية على تحديد ما يدرسه التلاميذ في كل صف دراسي, بل وفي كل مادة تحديدا واضحا, ويطلق على المواد الدراسية التي تدرس في سنة معينة مقرراتها الدراسية, ومن هنا أمكن القول أن المنهج عبارة عن المقررات التي يدرسها التلاميذ بغية اجتياز امتحان آخر العام. وهذا بالتأكيد مفهوم ضيق للمنهج لأنه يستبعد منه كل نشاط يمكن أن يتم خارج حجرة الدراسة, ويمكن أن ينمى مهارات التلميذ الحركية ويزيد من ثقته بنفسه, بل إن التصور التقليدي للمنهج يستبعد تنمية الاتجاهات النفسية السليمة, واكتساب طرق التفكير العلمية, لأنه يكاد يقتصر على تحفيظ التلاميذ للمعلومات واصطناع الرسائل التي تكشف عن مقدار ما حفظوه منه. وهذا المفهوم للمنهج المدرسي لا يتفق مع التصور السليم لشخصية التلميذ التي يراد لها النماء والتكامل, ذلك أن شخصية التلميذ تتكون من جوانب: جانب جسمي, وجانب عقلي معرفي, وجانب انفعالي اجتماعي, والمدرسة ينبغي أن تستهدف تنمية هذه الجوانب جميعا, ونمو هذه الجوانب كلها معناه أن يكتسب التلميذ المهارات الحركية التي تتطلبها حياته في مجتمع معين, وأن يستوعب المعلومات والحقائق والقوانين التي تعينه على فهم بيئته, وأن يكتسب طريقة التفكير العلمية التي تيسر له تحليل المواقف التي يواجهها والمشكلات التي يتصدى لها حتى تكون حياته فعالة ومنتجة, كما أنها تمكنه من تنمية الاتجاهات الاجتماعية السليمة التي تساير فلسفة المجتمع الذي يعيش فيه.[11] ب ــ مفهوم المنهج حديثا: يمكن في هذا الإطار تعريف المنهج بأنه: الخبرات التربوية التي تتيحها المدرسة للتلاميذ داخل حدودها أو خارجها بغية مساعدتهم على نمو شخصيتهم في جوانبها المتعددة نموا يتسق مع الأهداف التعليمية, والخبرات التربوية, والمعنى هنا شامل ذلك لأنه عبارة عن خبرات معرفية وانفعالية واجتماعية ورياضية وفنية. وبهذا المعنى فإن المنهج يتضمن جميع ألوان النشاط الذي يقوم به التلميذ تحت إشراف وتوجيه المعلمين, أي: أن المعلم ركن هام من أركان المنهج والواقع أن المدرسة تعد التلميذ موقفا تعليميا يشمل التلميذ والمدرس والبيئة المحلية وثقافة المجتمع, وينتج المنهج من تفاعل هذه العوامل الأربعة, أو بعبارة أخرى يمكن القول: أن المنهج يعكس تفاعل هذه العوامل الأربعة. وتقوم المدرسة بتخطيط برامجها التعليمية سواء أكانت داخل حجرات الدراسة أو خارجها بحيث تعكس هذه البرامج الحياة والنشاط في البيئة المحلية والوضع الثقافي للمجتمع والواقع أن تخطيط المنهج يتطلب وقتا وجهدا كبيرين للتوصل إلى الأهداف بعد دراسة واقع المجتمع وفلسفته وسيكولوجية النمو ونظريات التعلم. والمنهج بمفهوم الحديث يجب ألا يكون جامدا, وإنما يتيح للمدرسين القائمين على تنفيذه أن يوفقوا بين أفضل أساليب التعليم, وبين خصائص نمو أطفالهم, وتتوقف القيمة الحقيقية للمعلومات التي يدرسها التلاميذ, والمهارات التي يكتسبونها من خلال منهج دراسي معين, على مدى استخدامهم لها وإفادتهم منها في المواقف الحياتية.[12] المطلب الثاني: أسس بناء المنهج: إن المنهج المدرسي بناء هندسي له أسسه وأركانه التي ينطلق منها, أو يضعها المخططون في حسبانهم عند عملية البناء أو التخطيط لذلك المنهج, ومن هذه الأسس: الأساس الفلسفي, والأساس الاجتماعي والأساس الثقافي والأساس السيكولوجي, وسوف نحاول أن نوضح كلا منها على الآتي: أولا: الأساس الفلسفي: يرتكز المنهج المدرسي على فلسفة تربوية معينة تعكس في المقام الأول فلسفة المجتمع, وذلك باعتبار أن الأهداف المنشودة هي التي يلقيها عليها المجتمع القائم على إنشائها, ورعايتها, ولذلك يضع مخططو تلك المناهج في اعتبارهم الفلسفة التربوية, أو الغايات المقصودة من ذلك المنهج, كترجمة حقيقية, في شكل مواقف تربوية يمر بها التلميذ للاستفادة منها, وفقا لما تعنيه فلسفة المنهج التي تعبر عن فلسفة المجتمع في المحصلة النهائية, وإذا كانت المدرسة مؤسسة تعليمية تخدم المجتمع الذي توجد فيه, فإنها تستمد فلسفتها التربوية من فلسفة ذلك المجتمع, ومن ثم فإنها تبني منهجا, وتصوغ طرقها التربوية بحيث تنجح في رسالتها إزاء المجتمع, أي أن هناك علاقة وثيقة بين المنهج المدرسي والفلسفة التربوية والتي هي في محصلتها النهائية تعبير عن الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع.[13] ثانيا: الأساس الاجتماعي: يقضي الطفل فترة ليست قليلة مع أسرته, تلك الفترة يعتمد فيها الطفل على أسرته اعتمادا كبيرا في معظم الأمور, إلي أن يلتحق بالمدرسة, وهنا يجب أن يدرك المنهج ما تعلمه الطفل في أسرته قبل التحاقه بالمدرسة, ويتدرج معه لكي يساهم في تصويب ما قد يكون لديه من الأخطاء, بل ويراعي مستوى نضج الأطفال وحاجة كل منهم وميوله واستعداده, وبما أن عمل المدرسة التربوي يكمل عمل الأسرة فالمنهج يتيح فرصا متنوعة أمام المدرس تساعده على فهم أهم المؤثرات التربوية, ويستخدمها كعوامل تساعده على معرفة نواحي الضعف والقوة في تلاميذه. ولا تعتمد تربية الطفل على المدرسة والأسرة فقط بل هناك جماعات كثيرة تساعد بطريقة غير مباشرة على تربية الطفل كجماعات الرفاق, ودور العبادة, ووسائل الإعلام, وغيرها, ولن نتعرض للحديث عنها؛ لأن هذا ليس مجالنا, ولكن ما يهم هنا توضيح تأثرها بالمنهج المدرسي, فالمنهج المدرسي يجب أن يشتغل علاقة التلاميذ بالآخرين خارج الأسرة كأساس هام من النشاط والتوجيه, والتعليم, وفي الوقت المناسب من نمو التلميذ يوجه المنهج المدرسي إلى توسيع نطاق اتصاله, وعلاقته بالأشخاص والجماعات, وهيئ القرص التي تساعده على فهم ما في مجتمعه من نشاط, وأهداف, فهما سليما, بل ويتيح المنهج المدرسي السليم فرصا متنوعة لملاحظة الطفل في علاقاته خارج المدرسة, وعلى أساس نتائج هذه الملاحظة يوج الطفل توجيها يساعده على السلوك السليم في علاقاته بتلك الجماعة, ولا يؤثر أو يتأثر بها الأمر الذي يقلل من استفادة أطفالنا منها.[14] ثالثا: الأساس الثقافي: تعرف الثقافة بأنها: ذلك النسيج الكلي المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات, والتقاليد, والاتجاهات والقيم, وأساليب التفكير والعمل, وأنماط السلوك, وكل ما يبنى عليها من تجديدات وابتكارات ووسائل في حياة الناس, مما ينشأ في ظله كل عضو من أعضاء الجماعة ومما ينحدر إلينا من الماضي فنأخذ به كما هو, أو نطوره في ضوء ظروف حياتنا وخبراتنا, فهي بإيجاز ذلك الجزء من البيئة الذي صنعه الإنسان بنفسه وهذبه بخبرته وتجاربه. ولقد ترتب على هذا التطور في تعريف الثقافة تغير في مفهوم المنهج وأهدافه, فبعد أن كانت المناهج القديمة تستهدف مجرد تزويد التلاميذ بأكبر قدر ممكن من المعارف التي خلفتها لنا الأجيال السابقة لكي تدخلهم في زمرة المثقفين, فإن المناهج الحديثة تستهدف مساعدة التلاميذ على كسب ما يناسبهم من خبرة السابقين التي تضم المعلومات وتطبيقاتها, وما يتصل بها من مهارات, كما تساعد على كسب الاتجاهات والقيم, والمثل العليا, وأساليب التفكير, وأنماط السلوك المناسبة, وبذلك اتسع مفهومنا للمنهج كي يساير مفهومنا الحديث للثقافة.[15] رابعا: الأسس السيكولوجية: لا بد للمنهج المدرسي بجانب مراعاته للأسس السابقة من مراعاة الأسس السيكولوجية, وما تبين من نتائج بحوث علم النفس وتجاربه, ولقد سأل أحد المربين الأمريكيين وهو CARLETON نفسه في عام 1910م أربعة أسئلة قبل أن يقوم بوضع خطط الدراسة للمدارس التي يقوم بالإشراف عليها, وهذه الأسئلة هي: ــ ما الذي ينبغي أن يتعلمه التلميذ؟ ــ ما الذي يستطيع أن يتعلمه؟ ــ كيف يمكنه أن يتعلم؟ ــ متى يجب أن يتعلم؟ ولكن إذا نظرنا في مناهجنا الحالية نجدها لا تهتم إلاّ بالتساؤل الأول فقط. هل هذا يتمشى مع مبادئ النمو العامة, هل يراعى هذا حاجات التلاميذ وميولهم؟ وهل يراعى المشكلات التي يواجهها التلاميذ؟ ويمكنهم التغلب عليها؟ إن المنهج الجديد الناجح هو الذي يراعي نمو التلاميذ, ويتتبع هذا النمو, ويتدرج معهم وفقا لمراحل نموهم المختلفة.[16] المطلب الثالث: العوامل المؤثرة في بناء المنهج: هناك عدة عوامل تؤثر بدون شك على سير عملية بناء المنهج ويتحتم على بناء المنهج مراعاتها واعتباراتها عند التخطيط لوضع المناهج ومن أهم هذه العوامل ما يلي: |
|
09-09-2012, 12:45 AM | #3 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
أولاًّ: العوامل النفسية:
المجتمعات وفقا لرأيتها وتصورها لما يجب أن تكون عليه العملية التربوية بكل أبعادها ومعطياتها, تتجه بصورة جدية وعلمية, وعن طريق البحث العلمي إلى إجراء متعدد ومختلف الدراسات حول المتعلمين لاستكشاف كيف يفكرون, وماذا يريدون, وما هي اهتماماتهم ورغباتهم وميولهم وحاجاتهم, وما هي إمكاناتهم وقدراتهم وطاقاتهم البدنية والعقلية, كيف يفكرون, وكيف يمكن بعد ذلك استخدامها بشكل جيد لتنمية وتطور العمل التربوي التعليمي لصالح المتعلم ومجتمعه.[17] ولا يمكن ذلك إلاّ بفهم الطبيعة الإنسانية, ودراساتها لدى الدارس ومراعاة مراحل النمو لديه, وخصائصها, ومراعاة سيكولوجية التعلم وذلك بالتباع المباد والقواعد التي ينبغي أن يؤخذ بها عند اختيار خبرات التعلم.[18] ثانيا: العوامل الاجتماعية: تتأثر المناهج الدراسية التربوية التعليمية بطبيعة المجتمع, في فلسفته العامة, ورؤيته وتصوره لما يجب أن تكون عليه العملية التربوية التعليمية, في معتقداته الدينية, والروحية, في ثقافته التي ورثها عن أسلافه, بما تجسده من قيم واتجاهات وعادات وتقاليد, وأسلوب حياة يرتضون بها لأنفسهم ثم ربطها بها يستخدمه ويوظفه المجتمع من الأشياء المادية, وتكمن أهمية ثقافة المجتمع في كونه عنصر توجيه وإرشاد لأفراده تساعدهم على التكليف مع باقي أفراد المجتمع تربط بينهم في الطموحات والآمال وتوحد مواقفهم وتكسبهم سمات وطابعا خاصا يميزهم عن غيرهم من المجتمعات الأخرى, وطبيعة المجتمع في كثير من مظاهرها قد تتعرض للتغيير بما يحدث من تغييرات اجتماعية, ومن تطور في العلوم والتقنية, وبناة المنهج لا بد لهم من مواكبة هذه التغييرات والتطورات والاستفادة منها, وتوظيفها لما يحقق طموحات ومصالح المجتمع وسعادة وحرية إفراده.[19] ثالثا:العوامل الطبيعة البيئية: يتأثر المنهج بمصادر البيئة الطبيعية, والواقع أن المكان عامل هام له تأثيره على الشؤون الإنسانية, ذلك لأن الموقع يؤثر على الموارد كما يؤثر على سهولة الاتصال وصعوبته, وعلى كثير من الظروف الطبيعية للحياة كما أن المناخ وخصائص التربة, والمصادر الطبيعية للثروة لها آثار بعيدة على الإنسان، وتنمية مصادر الثروة واستخدامها والمحافظة عليها من التدهور يؤثر في حياة الإنسان, في الحاضر والمستقبل, على السواء تأثيرا بليغا. وما من شك أن هناك علاقة وثيقة بين محتوى المنهج والبيئة الطبيعية, التي يعيش فيها التلاميذ, والتلاميذ الذين يعيشون في بيئة صحراوية يحتاجون إلى دراسة موضوعات متصلة بها, ربما بدرجة أكبر من موضوعات تتصل ببيئات ساحلية.[20] المبحث الثاني: مناهج التعليم وأهميتها في تعليم اللغة العربية: المطلب الأول: مفهوم التعليم: لقد ظل الناس دهرا طويلا يعتقدون أن التعليم هو: نقل المعارف من الكبار إلى الصغار, وأن عمل المعلم يتضمن بالدرجة الأولى تنظيم المعارف وإيجاد الظروف المناسبة, لنقلها من الكتب إلى عقول المتعلمين, ولعل فهم التعليم وفق هذا المنظور هو الذي شجع كثيرا من الناس على الالتحاق بمهنة التعليم في ذلك الزمن الذي لم تتبلور فيه عملية التعليم في صورتها الراهنة. ولكن ما الذي طرأ على مفهوم التعليم أو التدريس من التغير؟ وهل أصبحت عملية التعليم تتطلب نشاطات أكثر من مجرد تنظيم المعارف, ونقلها من المعلم الكبير إلى المتعلم الصغير؟ إن المربين في الآونة الأخيرة, يعرفون التعليم بأشكال متعدد, وربما كان من المناسب أن نذكر بعضا من هذه التعريفات لنفكر معا أي من هذه التعريفات يعد صالحا ومناسبا؟ ومن أهم هذه التعريفات ما يلي: ــ التعليم نشاط يقوم به المعلم, لتيسير التعلم لدى الطلاب. ــ التعليم هو: إحداث تغيرات معرفية, ومهارية, ووجدانية لدى الطلاب. ــ التعليم نشاط مقصود من قبل المعلم لتغيير سلوك طلابه. ــ التعليم عملية تفاعل اجتماعي لتطوير معارف, ومهارات وقيم واتجاهات الطلاب.[21] ــ التعليم تفاعل معقد بين المعلم والمتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية. ــ التعليم هو: تلك الأنشطة والبرامج والفعاليات التي تستهدف نقل المعلومات, والمعارف إلى المتعلمين بقصد إكسابهم ضروبا من المعرفة في مجالات معينة.[22] إذا اخترت واحدا من هذه التعريفات, ليكون تعريفك لعملية التعليم فقد تكون مصابا بعض الشيء إلاّ أنك بهذا الاختيار تكون قد ابتعدت عن التوصل إلى المفهوم الصحيح, والشامل لعملية التعليم, فالتعليم أو التدريس الحقيقي ربما كان هذه التعريفات كلها بل وربما أكثر مما جاء فيها جميعا. |
|
09-09-2012, 12:46 AM | #4 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: أهمية مناهج التعليم:
يعتبر موضوع المنهج الدراسي من أهم موضوعات التربية, بل هو لب التربية وأساسها الذي تركز عليه, لذلك اختلف المربون والتربيون في آرائهم في هذا الموضوع, واعتبره البعض ساحة القتال التي يتقاتل فيها جماعة المربين. لذا يلتقي رأي الجميع علي أن المنهج الدراسي هو النقطة الحيوية التي تصل الطفل بالعالم المحيط به, والوسيلة التي يصل بها المجتمع إليّ ما يبتغيه, من أهداف وآمال, وإذا كان فساد التربية والتعليم أساسه المنهج عجزت عن إصلاحه أمهر طرق التربية, والتدريس والمنهج كما أجمع عليه المربون هو الأساس الذي يرتكز عليه بناء التربية والتعليم فإن كان قويا متينا ثابتا صلح البناء فأصبح كالطود العظيم, وإن كان واهيا انهار البناء أمام أعاصير الزمن. ووضع المنهج الدراسي من أدق المسائل التربوية وأعظمها خطرا بل لعله المشكلة الرئيسية في التربية, ومن أعقد المشكلات التي يواجهها المربون في الحاضر في جميع أنحاء العالم.[23] وتكمن أهمية مناهج التعليم في إعداد الدارسين ليساهموا بشكل فعال في إنجاز الخطط التنموية بصورة فعالة, ويساهموا في التقدم الاقتصادي والرفاهة الاجتماعية, وهي أي المناهج نقطة الانطلاق في إعداد الأجيال القادمة, وتأهيلها لتكون قادرة على العمل المنتج البناء من أجل إحداث النقلة المطلوبة للمجتمع من التخلف إلى الرفاه الاقتصادي, ومن التعصب العنصري والطائفي إلى الأخوة الاجتماعية وحياة التسامح.[24] المطلب الثالث: الركائز الأساسية للعملية التعليمية: تعتبر العملية التعليمية بناء هندسي, يقوم على ركائز محكمة ثابتة, إذا تم وضعها في مواضعها بإتقان وبأسلوب مدروس تمت عملية ترميم هذا البناء بكل نجاح, ويبقى شامخا لا تزعزعه العواصف, ولا تهده الزلازل, وسأحاول أن أنفض الغبار عن هذه الركائز في النقاط التالية: أـ التلميذ ب ـ المعلم جـ ـ المهج المدرسي د ـ المدرسة: أـ التلميذ: إن المعلم وإن كان يعرف المادة التي يدرسها معرفة تامة حتى وإن كان من حملة الشهادات العالية, فإنه إن لم يعرف طبيعة المتعلم يتعذر عليه أن يترك في حياته الأثر المطلوب, ولكي يعرف المعلم طبيعة المتعلم عليه أن يعرف غرائزه, وحاجاته وميوله, فالطفل لديه قوى طبيعية والتي منها الميول, فيجب علينا أن ندرك أهمية هذه الميول التي يملكها, فهي تحدد اتجاهه ومستقبله, فعلينا بالضرورة الاعتماد على هذه القوى, فالميل قوة طبيعية لدى كل طفل, ويعرف الميل أو الميول عند بعض العلماء بأنه: (( شعور يصاحب انتباه الفرد واهتمامه بموضوع ما, أو اتجاه نفسي يتميز بتركيزه نحو موضوع معين ))[25] والواضح من هذا التعريف أن الميل هو حالة وجدانية وأن الانتباه أهم عناصره, وهناك أنواع من الميول تختلف تبعا لتباين موضوعاتها وأهدافها منها: ميول عقلية وفنية, وميول اجتماعية وخلقية, وميول متصلة بالتفكير والتخيل.[26] وعليه فإن المعلم حتى يصل إلى الهدف المنشود يجب عليه أن يعرف ميول التلاميذ, واستغلالها للوصول إلى الهدف المنشود. ب ـ المعلم أو المدرس: إن وظيفة المدرس عظيمة ومهمة في إعداد الأفراد للحياة, وذلك بصقل مواهبهم واستعداداتهم, وتنمية شخصيتهم على أسس من القيم الخلقية التي تتفق مع مجتمعنا المجتمع المسلم الذي تسوده المبادي القيمة, والمدرس فرد كبقية أفراد المجتمع, ينشأ طفلا في كنف أبويه, ثم يرسل إلى المدرسة كغيره من أبناء الناس وعندما أتيحت له الفرصة التحق بأحد معاهد التربية والتعليم, فتخرج وأصبح مدرسا يزاول مهنة التدريس والتي تعتبر من أشق المهن ولكن من أشرفها, والمدرس في مراحل نشأته وأدوار حياته شخص كبقية الأفراد, يتأثر بالأفراد الذين يتعامل معهم, وبالجو الذي يعيش فيه, فهو يتأثر في نشأته والأولى بأبويه ثم يتأثر بالمدرسين الذين درسوه, وقد تمر عليه حالات نفسية تؤثر في شخصية كنتيجة للتربية المنزلية أو المدرسية وذلك كمثل عدم الثقة بالنفس, أو الجبن والتردد, أو على عكس ذلك, ينشأ قويا متزنا شجاعا غير متردد، إن كل ظرف من هذه الظروف لها أثرها في حياته, وعلى اقتناعه بواجبه, وعلاقته مع التلاميذ, ومقدار نجاحه في مهمته أو فشله, فتؤثر في عملية التدريس.[27] جـ ــ المنهج المدرسي: لقد تناولنا هذا الموضوع بشيء من التفصيل, وسنتناوله مرة أخرى لكونه صميم موضوع بحثنا هذا, فلا داعي إلى التكرار. د ــ المدرسة: لقد أصبحت المدرسة هي الأداة التي تعمل مع الأسرة على تربية الطفل, فالمدرسة هي: أداة صناعية غير طبيعية إذا قورنت بالأسرة, ولكنها أداة ناجحة لأن الأسرة لا تستطيع القيام وحدها بعملية التربية جميعها لأن وقت الأسرة لا يسمح بالإشراف المستمر طول مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ, أي إلى مرحلة الرجولة ولأن التربية عملية تخصص تحتاج إلى مربين لهم خبراتهم ومعرفتهم بطبيعة الطفل, وما يحتاج إليه من وسط مناسب وأدوات ومعلومات, وجو يستثير نشاطه ورغبته في العمل والتعلم, لأن المربين يتجردون عادة من شفقة الوالدين المتطرفة أحيانا, والتي قد تصل في التساهل واللين إلى حالة تشجع الأطفال على العبث والسلوك الشاذ, فالمدرسة مجتمع صغير يلتقي الطفل زملائه الصغار, ثم يألفهم ويشاركهم ألعابهم, وأناشيدهم ويتعلم منهم ويشعر بينهم بعضويته في مجتمعهم, وبما أن الإنسان بالطبع اجتماعي, فهو اذا وجد المجتمع الذي يصلح له يشجعه على التعبير عن ميوله وغرائزه, ويشبع حاجاته ويكتسب خبرات جديدة غير متوفرة في المسكن المحدود, لذا فالمدرسة تقوم بوظيفة تربية الطفل وإعداده نيابة عن أسرته التي هي المسئولة الأولى عنه وبالنيابة عن المجتمع الذي يعيش فيه فلا يمكن لأي مؤسسة أو أسرة أن تقوم بنقل التراث إلى الأجيال بأسلوب مبسط, فالحضارة معقدة التركيب, والمدرسة تسهل ذلك للأجيال الناشئة.[28] المبحث الثالث: التعريف بالمدارس الصحراوية: المطلب الأول: المراد بالمدارس الصحراوية: المراد بالمدارس الصحراوية المدارس السوقية والمقصود بالمدارس السوقية تلك الجامعات المتنقلة في أعماق الصحراء الكبرى, والتي يتولى إدارتها والتدريس بها عباقرة من أبناء هذه الصحراء بطريقتهم الخاصة, وهي عبارة عن مجتمع تعليمي ثقافي ينتهج نمطا من التعليم التقليدي ظل صامدا, محافظا على طابعه التقليدي الأصيل, أو هي تلك المؤسسات التعليمية الأهلية التي ظهرت في المجتمع الصحراوي لملائمة وتكييف ظروفه القاسية مع متطلبات التعليم, وتعتبر المدارس السوقية الصحراوية والمحاضر الموريتانية وجهين لعملة واحدة, فإن كان هناك من اختلاف فهو في مجرد المسمى, لا في المدلول والمضمون كما أشار إليه العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي الحسني في كتابه: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق حيث قال: في معرض حديثه عن كيفية إلقاء الدرس في المدارس أو المجالس السوقية العلمية إن صح التعبير( ولا يفوتنا أن نحكي هنا كلمات لأحمد سالم بن مولاي علي الموريتاني في مجلتهم الثقافية الإسلامية, فإن ما كتبه في تلك المجلة عن المحاضر الموريتانية يوافق حالة علمائنا موافقة شن طبقة, وكان ذلك بينهم متوارثا طبقة عن طبقة )[29] |
|
09-09-2012, 12:48 AM | #5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: أهمية المدارس التي أقامها السوقيون في الصحراء الكبرى:
لا يخالف أحد في صحراء الطوارق في أن فترة بداية القرن الحادي عشر الهجري وما بعده, هي من أهم الفترات التي شهدت فيها الحركة العلمية التي قادها السوقيون ازدهارا في جميع زوايا المعرفة, وهي أكثر كما وكيفا لما سبقها, وأحسن تنظيما, فقد اهتمت منذ الوهلة الأولى بالجوانب التعليمية, ودأبت على إنشاء مجتمع, مؤسس تأسيسا علميا, حتى عرفت مدرستهم لدى المجتمع الصحراوي بأنها النموذج الأمثل للعلم والسمة الحسن, والخلق الرفيع, ووظفوا كل جهودهم, وسخروا طاقاتهم لهذا الغرض النبيل , وأنشئوا في شمال (مالي) مدرسة ذللت الصعاب ومهدت الطرق أمام الانبعاثات الحركية التي شهدتها الساحات العلمية بعد ذلك, بل تعد هذه المدرسة أنموذجا أيضا فريد في الإصلاح بشقيه التعليمي والروحي, ووصفت بأنها أكبر حركة علمية شاهدتها المنطقة ونعتت بالدقة والإتقان[30] ولقد أسس السوقيون في صحراء الطوارق وقادوا نهضات تعليمية وعملية تجاوبت أصداؤها في جميع أصقاع البلاد, وحظيت تلك النهضات بإشراف كوكبة من علماء كبار, قامت تحت عنايتهم نشاطات علمية اتسع نطاقها وغلظ ساقها, ومدت رواقها من مدينة (تادمكت) في قلب الصحراء الطارقية لتشمل مناطق عديدة, وتشق طريقها إلى كل من الشاطئ الشرقي والغربي لنهر النيجر, كما نراها تمتد إلي جمهورية (النيجر) وجمهورية (بركينا فاسوا) وقد ثبت تاريخيا أن أصدائها وصلت إلى شمال (نيجيريا) والتي كان علماؤها, ومؤسسو النهضات العلمية فيها يبنون صداقات أدبية وعلمية مع علماء السوقيين وأدبائهم. وقد انتشر التعليم العربي نتيجة جهود المدارس السوقية في الصحراء الطارقية انتشارا كبيرا كالذي حدث في الهند وإن كانت المقارنة بين الهند وبينهم متعذرة كما لا يخفى, ولكن من حيث أسلوب التعليم فإن العلماء في الهند لم يلغوا اللغة الهندية في التعليم بل حافظوا عليها إلى جانب اللغة العربية ومن ثمرات هذه النهضة انتشار الخط الكوفي المغربي الذي طوره السوقيون وأدخلوا فيه تغيرات وتعديلات جميلة, حتى عرفوا من سائر أهل المنطقة بإجادته وإتقانه, وكذلك فإن المدارس السوقية كما دأبت في مجال التعليم العربي والإسلامي فإنها جندت طاقاتها في حفظ أمهات الكتب وجمعها وشرائها من الآفاق القريبة والبعيدة, ونسخها بخطهم المميز, بدءا بالقرآن الكريم وكتب الحديث وكتب الفقه والأصول إضافة إلى كتب اللغة وعلم الآلة من كتب التاريخ والمنطق وغيرها, والمكتبات وخزائن الكتب التراثية التي تقبع في أعماق الصحراء أهم دليل على ذلك.[31] المطلب الثالث: آراء العلماء البارزين في الصحراء في هذه المدارس: سنكتفي بعرض بعض الأمثلة التي يتعلق بها الغرض الأكثر, ونختم على ما يدل مباشرة على الانطباع السائد في الأوساط العلمية في الصحراء الطارقية حول المدارس السوقية, ومن أشهر من شهد بفضل السوقيين وأثنى على جهودهم في خدمة العلم والدين في صحراء الطوارق العالم العلامة: السيد المختار بن أحمد الكنتي في قصيدة له ينوه فيها بالجهود العلمية والإصلاحية التي تلعبها المدارس السوقية بقوله:
إلى أن قال:
وممن رفعت يراعته وظهرت براعته, في وصف الحالة العلمية التي تتمتع به المدارس السوقية في صحراء الطوارق الأستاذ فليلي الكنتي بقوله:
إلى أن قال:
ويقول العلامة البحر الفهامة الشاعر إغلس بن محمد بن اليمان في أبيات تدور في نفس الفلك:
المبحث الأول: التعريف بهذه المدارس : المطلب الأول: نشأة المدارس السوقية: تحدثنا المصادر التاريخية السوقية القديمة عن المجتمع السوقي الأول قبل فترة الوحدة التكاملية التي تكونت في أوائل القرن الثاني العشر الهجري, وأنه كان يعيش حالة من التفرق فقيض الله لهم سلطة قادرة على إقناع المجتمع السوقي كله, في ترك التشرذم, واستثمار تلك المواهب المهدرة, وتشكيل قوة دينية مهيمنة, وذات قدرة على تنفيذ مشروع علمي متكامل تشارك فيه القبائل السوقية في مكان واحد ومن ثَم الشروع في بناء المساجد والمدارس, وكل ذلك كان بمباركة ودعم من سلاطين { إولمندن }[34] بدءا بالسلطان { كردنّ بن أشود } وأبنائه من بعده, وأنشأت المجالس القضائية بعد الاستقرار, ثم قامت لجان مهمتها الإشراف على التعليم, واختير لها أجل العلماء من جميع القبائل المذكورة, واتفقوا على ايجاد حلول مناسبة لبعض القبائل السوقية التي واجهت الصعوبة في الاستقرار وترك التنقل, فأجريت لها جرايات من بيت الزكاة الذي تعتني به الجهات القضائية بشكل جيد وذلك كله لغرض التفرغ للتعليم والتعلم, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا نشأة المدارس السوقية بشكل واضح ومنظم يعود إلى تلك الفترة أي أوائل القرن الثاني عشر الهجري وبعد تلك الوحدة التكاملية التي آتت أكلها مثمرة يانعة وما زلنا نجنيها إلى يومنا هذا.[35] |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
09-09-2012, 12:49 AM | #6 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: المستويات الدراسية وأوقات الدراسة في المدارس السوقية: أ- المستويات الدراسية في المدارس السوقية
تنقسم المستويات الدراسية في المدارس السوقية إلى ثلاثة مستويات: ــ المستوى الأول: مستوى تعلم مبادئ القراءة والكتابة, مع حفظ القرآن الكريم, وتعلم مبادي العقيدة ومبادئ الفقه, ومبادئ اللغة, وتستغرق تلك المرحلة ما بين ثمان سنوات إلى إحدى عشرة سنة من عمر الصبي. ــ المستوى الثاني: أو المرحلة الثانية مرحلة التفرغ لدراسة علم النحو لأن علم النحو هو الركيزة الأساسية التي تنبني عليها العملية التعليمية في المدارس السوقية, ومدة هذه المرحلة ما بين إحدى عشرة سنة إلى عشرين سنة. المستوى الثالث: مرحلة التبحر في جميع العلوم الإسلامية واللغوية, والأدبية, والاجتماعية,إذ إن هذه المدارس لم تعرف ما يسمى بالتخصص, وإنما يؤخذ فيها من كل علم بطرف, وبل يتبحر فيها في كل علم.[36] وها نحن ذا سنحاول في الأسطر التالية أن نتناول هذه المستويات بشيء من التفصيل: أولا: المستوى الأول أو المرحلة الأولى: تبدأ هذه المرحلة إذا بلغ الصبي خمس سنوات وخمسة أشهر أخذوه إلى المعلم ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة, والأسلوب المتبع في ذلك هو الآتي: ــ تعلم الحروف الهجائية من الألف إلى الياء. ــ إعادة هذه الحروف بطريقة مشكلة بالحركات: أَ إِ أُ أْ بَ بِ بُ......... إلى أن يكمل الحروف بهذه الطريقة { الطريقة الحزئية والتركيبية } ــ بعد كل درس يختبره المعلم بكتابة بعض الحروف على الأرض ليتأكد من مدى فهمه للدرس. وإذا أتقن حروف الهجاء، أخذ في إقرائه القرآن, يكتب له الفاتحة, ثم المعوذتين, ثم الإخلاص, ثم قصار السور ثم طوال السور, إلى أن يتمرن على قراءة كل ما يكتب له ثم ما بقي من القرآن, يكتب الشيخ للتلميذ أسطرا وسطورا بالتدريج إلى ثُمن الحزب, أو ربعه, أو أكثر, فيكرره التلميذ حتى يحفظه, ويقرأه عن ظهر قلب في الغالب وإذا فرغ الصبي من قراءة القرآن أنتقل إلى رسالة أبي زيد القيرواني, فيكتب له الشيخ ما يقدر على حفظه وحفظ ترجمته باللغة الطارقية فمنهم من يختمها, ومنهم من لا يختمها, ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية.[37] ثانيا/ المرحلة الثانية: مرحلة التفرغ لدراسة علم النحو: تبدأ هذه المرحلة بالشروع في دراسة علم النحو, وهو المقصود الأكبر عند السوقيين حتى صار عند بعضهم معيارا على العلوم, من أحسنه جعله وسيلة إلى غيره من العلوم حتى يتقنها, ومن لم يحسنه ترك التعلم لاستحيائه من اللحن في الكلام،واللحن عندهم من أقبح القبائح، ويدرس التلميذ في هذه المرحلة الكتب النحوية, بداية بمقدمة الأجرومية, وملحة الإعراب, وقطر الندى لابن هشام, ثم يقرأ ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل, ولامية الأفعال لابن مالك أيضا وهذا هو القدر الذي لا يكتفون بدونه, وهو المرتبة التي من قصر عنها لا يتكلم في الجماعة, ولا يؤخذ عنه العلم إلا تحفيظ القرآن, وأما العلوم الشرعية فلا يتكلم فيها سواء كان له حظ منها أم لا, ثم منهم من يزيد على ذلك بدارسة كافية ابن مالك, ومنهم من يزيد بقراءة الفريدة للسيوطي, ومنهم يزيد بدراسة مفصلة لأحكام الجمل, فمن حصل على هذا القدر نجح في علم النحو, واستقل عن المشايخ والمدرسين, وصار من الأساتذة فيه, وهذه المرتبة الوسطى التي من نالها انتصب للتدريس, مع اعترافه بقصوره عن مقام أهل المرتبة الثالثة.[38] ثالثا: المستوى الثالث: مرحلة التبحر في جميع العلوم: تبدأ هذه المرحلة بعد الارتواء من معين علم النحو, والارتقاء إلى مرتبة أهل السبق في معرفة قواعد اللغة, فبعد الوصول إلى الغاية, ودراسة كتب النحو المذكورة, ينتقل الطالب إلى دراسة العلوم الأخرى, ويتوسع في المطولات والحواشي ويشغل كثيرا من أوقاته بالعكوف على مطالعة الفن, ثم ينتقل بعد سنين إلى فن آخر, مع عدم نسيانه لما حفظ من الكتب ومعاودته لمطالعة ما لم يحفظ من المطولات حتى يبلغ فيه مرتبة المؤلفين, ويدرس فيه, ويديم المذاكرة والبحث فيه مع قراءة غيره من الفنون, وأهل هذا المقام هم الذين تلقى إليهم الفنون بالأزمة فيحصلونها في أسرع مدة, ثم يتوسعون فيها إلى أن يصيروا مشاركين في سائر الفنون, وتنتهي إليهم الرئاسة العلمية بعد الكهولة, وهذه أعلى مراتب, ففي هذه المرحلة يأخذ الطالب من كل فن بطرف بل ويتبحر فيه والغالب في هذه المرحلة أن يعتمد الطالب على نفسه, وقد يأخذ بالإجازة على بعض المشايخ قراءة أو سماعا.[39] |
|
09-09-2012, 12:51 AM | #7 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
ب ــ أوقات الدراسة في المدارس السوقية:
تبدأ أوقات الدراسة في المدارس السوقية عادة بعد صلاة الصبح وتستمر إلى الساعة الثانية عشرة, أي منتصف النهار, ثم يترك المعلم التلاميذ يذهبون إلى بيوتهم ويعودوا قبيل صلاة الظهر لتستأنف الدراسة من جديد حتى بعد صلاة العصر, لكن هذه الأوقات الطويلة إنما تخص الطلبة الكسالى أما الذين استطاعوا تسميع دروسهم فلهم حق الانصراف في أي وقت, لكي يتفرغوا لألعابهم, وإنما تخص هذه الأوقات أيضا المرحلة الأولى من التعليم, أما المرحلة المتقدمة فالغالب أن يكون الطالب فيها مسئولا عن نفسه, ويشغل في الأكثر جل وقته بالدراسة والبحث والمطالعة.[40] المطلب الثالث: العطل والأجازات في المدارس السوقية: أ ــ العطل: نظام التعليم في المدارس السوقية نظام إسلامي تقليدي بحت والمجتمع السوقي لم يعرف أية مناسبات إلاّ المناسبات الدينية الإسلامية, لذا لا نجد في هذه المدارس أي عطل ولا أية إجازات إلا العطل الإسلامية.[41] وتبدأ العطلة الأسبوعية في المدارس السوقية بعد صلاة العصر يوم الأربعاء, حتى مساء الجمعة لتبتدئ الدراسة على شكل مراجعات مساء الجمعة, أما أخذ الدروس الجديدة فيكون صباح يوم السبت ويقضي التلاميذ هذين اليومين في اللعب والأستراحة, وتبادل الزيارات منتظرين نهاية العطلة بحلول صبيحة يوم السبت الذي لا يشتاقون إليه أبدا, وكثيرا ما يرددون بيتا باللغة الطارقية يقولون فيه: ( أشكه السبت تسيبن سبيت تواي إلوغ تماغ إتوت ) وترجمة البيت: غدا يوم السبت السريع يحمل سوطا ويبحث عمن يضربه.[42] ب -الإجازات: لا تعرف المدارس السوقية أية إجازات رسمية إلاّ الإجازات الإسلامية, وذلك يعود إلى طبيعة نظامها الإسلامي, والعطل فيها عبارة عن عطلتين في السنة: -عطلة بمناسبة عيد الفطر المبارك. -وعطلة بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ومدة هاتين العطلتين عشرة أيام لكل عطلة وهو ما يسمى عندهم باللغة الطارقية ( تمسيغت ).[43] المبحث الثاني: منهج التعليم في المدارس السوقية: المطلب الأول: الأهداف الدراسية والوسائل التعليمية: أ-الأهداف الدراسية: اهتم المربون بالأهداف التعليمية اهتماما كبيرا لأنها الخطوة الأساسية التي تساعد على رسم الخطة التدريسية, ولهذا فإن المبدأ الأول في صياغة الأهداف التعليمية الحرص على تحديدها والدقة في صياغتها, حتى يمكن معرفة طرق تحقيقها, وما تسفر عنه من نتائج تعبر عن نفسها في المعلومات التي يراد نقلها إلى التلاميذ, وفي الاتجاهات والقيم والمهارات التي نرغب في تنميتها لديهم, ويعتبر تصنيف ( بلوم وكراثوم ) من أهم التصنيفات فائدة في مجال التعرف على الأهداف التعليمية وتحديدها, ويقوم هذا التصنيف على افتراض أساسي وهو أن نتائج التعلم يمكن وضعها في صورة تغيرات معينة في سلوك التلاميذ. ويتكون هذا التقسيم من ثلاثة جوانب وهي: oالمجال المعرفي. oالمجال العاطفي. oالمجال النفس الحركي.[44] وإذا رجعنا إلى المدارس السوقية وتناولنا الأهداف الدراسية في هذه المدارس بشيء من الدراسة نجد أنهم انتبهوا لأهمية وضوح الهدف الدراسي, وإن لم يكن ذلك على المستوى المنظم المدروس, ويمكن إبراز الأهداف التعليمية عندهم في النقاط التالية: -تزويد الفرد بالأفكار والمشاعر والقدرات اللازمة لحمل رسالة الإسلام. -تنمية مهارات القراءة سعيا وراء زيادة المعارف. -اكتساب القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والكتابة بلغة سليمة وتفكير منظم. -تنمية القدرة اللغوية بشتى الوسائل التي تغذي اللغة العربية وتساعد على تذوقها, وإدراك نواحي الجمال فيها. -تزويد الطلاب بلغة من اللغات الحية بجانب لغتهم الأصلية.[45] ب: الوسائل التعليمية في المدارس السوقية : 1-اللوح 2- المداد 3- القلم 4- المسطرة ولا بد لنا من تناول هذه الوسائل بشيء من التفصيل, لأن السوقيين اشتهروا بأنواع خاصة من هذه الوسائل اخترعوه بطرقهم الخاصة: أولا: اللوح: يقوم الحرفيون من الطوارق ( إنهضن ) بصناعة الألواح بطريقة متقنة, وبأحجام مختلفة حسب الرغبة وحسب الطلب, ويصنعونها من نوع خاص من الخشب يناسب المداد المستعمل في الكتابة, بحيث لا يبقى حرف على اللوح بعد غسله. ثانيا: المداد: أما المداد فإنهم يلونونه بجميع الألوان, يجعلون أسود, وأحمر, وأصفر, وأخضر, أما الأصفر والأخضر فلا يكتبون بها الكتب بل يزينون بهما ما يكتبون, أما الأحمر فيكتبون به المتون المشروحة وبعض الكلم من غير المتن. وأما ما يصنع فيه مدادهم فكثير, والأجود أن تحرق حجارة كانت في بلادهم تسمى ( تفيدت ) حتى تسود ثم تخلط بدقيق القرظ والعلق فيجعل ذلك في ماء فإذا اختلطت هذه الأشياء تولد من اختلاطهما ماء شديد السواد, هو المداد الأسود, والمداد الأحمر يصنع من حجارة ( تفيدت ) أيضا لكن يبالغ في إحراقها حتى تحمر, ويضاف إليها العلق ولا يجعل فيها القرظ.[46] ثالثا: القلم: ( أما القلم فيصنعونه من قصب الثمام غالبا ومن غيره نادرا, وصورته, أن تؤخذ القصبة فيبرى رأسها, ثم يشق المبري نصفين, ثم يبرى كل شق حتى يكون رأس القصبة رقيقا, ثم يحرفه الكاتب على وفق مراده ثم يكتب به )[47]. رابعا: المسطرة: وهي مما اخترعوه بطريقتهم الخاصة لتجويد الكتابة, وصورتها: أن يضعوا من الجلد المدبوغ ما يساوي ورقة من الحجم الذي يريد الكاتب نشخ الكتاب منه, فيضم إليها الأخرى فيلصقها بها بإحكام فتلتصق وتقوى, ويأخذ صانعها خيطا مفتولا ويضع بها كهيئة السطور على الورقة الجلدية ويضع عليها الورقة, ويأخذ شقة من ثوب أسود كان من طبعه أن يسود كل شيء مسه فيمرره على الورقة فيظهر عليه أثر الخيط الذي يحكى السطور في أحسن هيئة [48]. |
|
09-09-2012, 12:52 AM | #8 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: المقررات الدراسية وطرائق تدريسها في المدارس السوقية:
أ-المقررات الدراسية في المدارس السوقية: لقد سبقت الإشارة إلى أن المدارس السوقية لا تعرف ما يسمى بالتخصص بل يؤخذ فيها من كل فن بطرف, ومن المعلوم أن الدارس في هذه المدارس يعكف على دراسة كتاب معين, أو فن معين مدة زمنية معينة حتى يتقنه, ويبدأ في دراسة فن آخر, مع مراجعة الأول. ومن أهم ما يدرس في هذه المدارس ما سأذكر أمثلة عنه في كل فن إن شاء الله: 1- القران الكريم برواية ورش عن نافع. 2-النحو والصرف: الأجرومية, وملحة الإعراب لابن هشام, وقطر الندى لابن هشام أيضا, وألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل, ولامية الأفعال لابن مالك, والكافية الشافية لابن مالك أيضا. 3-الأدب العربي: المعلقات مع شرحها, مختار الشعر الجاهلي, المقامات للحريري, كتاب الأغاني. 4-علم المنطق:السلم المرونق للأخضري 5-الفقه: مختصر الأخضري, رسالة أبي زيد القيرواني, مختصر خليل, كتب الفقه المالكي. 6-الحديث: كتب الصحاح, والموطأ, والسنن, والمسانيد, وكتاب الشفا للقاضي عياض. 7-التفسير: تفسير الجلالين, والجامع لأحكام القرآن للقرطبي وغيره. 8-البلاغة:تلخيص القز ويني, والجوهر المكنون, وألفية المعاني. 9-الأصول: جمع الجوامع لابن ألسبكي, الورقات, وكتب أصول الفقه المالكي. 10-العقيدة: مقدمةرسالة أبي زيد القيرواني, العقيدة الصغرى للسنوسي,وكتاب إضاءة الدجنة للمقري[49] ب - طرائق التعليم في المدارس السوقية: يعرف الدكتور عمر محمد التو مي الشيباني الطريقة التعليمية بأنها: ( جميع أوجه النشاط الموجه الذي يقوم به المدرس في إطار مقتضيات مادة تدريسية, وخصائص نمو تلاميذه وظروف بيئية, بغية مساعدة تلاميذه على تحقيق التعلم المرغوب والتغيير المنشود في سلوكهم, وبالتالي مساعدتهم على اكتساب المعلومات والمعارف والمهارات )[50] ولو قمنا بجولة تفتيشية في المدارس السوقية لأدركنا أنه ليس هناك طريقة خاصة يتبعها المعلم في إلقاء الدرس, إذ ليس له كرسي يجلس عليه, ولا سبورة يكتب عليها الدرس فضلا عن الوسائل المتطورة, وإنما يتبع طريقته الخاصة, بأسلوبه الخاص: فيجلس في مكان خال ويكون التلاميذ صفوفا أمامه بحيث يتمكن من مواجهة كل واحد منهم, ومخاطبته إذا أراد, فيبدأ بقراءة النص, المقروء عليهم, وهم يستمعون له, ولا يلتفت أحد منهم إلى أحد حتى يتم إملاءه عليهم ثم يرجع إلى أوله, فيفسره كلمة كلمة إن كانوا محتاجين إلى ذلك ثم أخذ في تفقيههم وحل ما كان مبهما عليهم, وإن استشكل أحد منهم شيئا من ألفاظ النص أو من معانيه, أو من مسائل الفن المتعلقة بالدرس أجابه بقدر الكفاية, ويمر في الدرس إلى أن ينتهي, وربما امتحن بعض التلاميذ في مضمون الدرس فيما بين انتهاء درس اليوم, وابتداء درس الغد, ليلا أو نهارا, وربما عقد مجلسا يسألون فيه عن جزئيات ذلك الدرس[51] |
|
09-09-2012, 12:53 AM | #9 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثالث:أسالب التقويم والتأديب في المدارس السوقية:
أولا: التقويم: التقويم عملية ضرورية لكل مجالات الحياة, وهو ركن أساسي من أركان العملية التربوية, يحدد مدى تحقيق الأهداف, ويحدد نقاط الضعف ونقاط القوة في مختلف جوانب الحياة التعليمية بهدف تطوير وتحسين عملية التعلم ويعرف التقويم بأنه: الحكم على مدى سلامة طرائق التدريس والوسائل المعينة والمناهج الدراسية, وذلك للعمل على إصلاح أي خلل فيها أو انحراف عن أهدافها, ومن ناحية أخرى التقويم هو عملية تشخيصية وعلاجية ووقائية مستمرة ومنظمة لمعرفة مدى تحقق الأهداف التربوية.[52] وتكمن أهمية التقويم في أنه: 1-يمكن المتعلم من معرفة جوانب الخطأ والصواب في تعليمه, ويعينه على معرفة أسباب ذلك. 2-يحقق للمتعلم الرضا, والإشباع, والراحة النفسية عندما يؤدي عمله بنجاح. 3-يساعد المدرسة في توزيع الطلاب على المستويات الدراسية.[53] وإذا رجعنا إلى المدارس السوقية فإننا نجد أنه: حتى وإن لم تكن هناك امتحانات دورية يسعى الطالب وراءها إلى الحصول على شهادة معينة، فإنه كانت هناك متابعة هادفة, من قبل المؤسسة التعليمية والمؤسسة الاجتماعية للطلاب, تهدف إلى تقويمهم وتشجيعهم على المضي قدما في التحصيل, وإذا رجعنا إلى المراحل الدراسية الأولى فإننا نجد أنه كانت هناك متابعة, إذ يطالب كل طالب بتسميع ما كتبه كل يوم, ولا يتمكن من الاستراحة إلاّ بعد تسميعه إياه, وفي نهاية الأسبوع يسمع ما أخذه خلال الأسبوع المنصرم. وفي المراحل المتقدمة نجد أن هناك أنواع من الامتحانات: 1-امتحان يقوم به المدرس للطلاب مع نهاية كل درس. 2-اختبار يقوم به شيخ لطلاب شيخ آخر. 3-اختبار يفعله الشيخ لطلابه جماعيا حيث يجلسون في حلقة ويتذاكرون فيها بينهم تحت إدارته. 4-وهناك ما يسمى بالمذاكرة وهو أن تقوم مجموعة من طلاب حي, أو مجموعة من طلاب معينة بالهجوم على طلاب حي, أو طلاب شيخ آخر, ويتباحثون معهم في المسائل العلمية, وخاصة النحوية تحت إدارة شيخ معين أو من هو أعلى منهم مستوى, من لمع ذكره, وساعده حظه وظهر اسمه من بين أصدقائه في هذه المذاكرة ذاع صيته, واعترف له الجميع بالسبق ونال احترام المجتمع.[54] ثانيا:التأديب: للمعلم الحرية التامة في اتخاذ ما يراه مناسبا لتأديب الطالب الذي يخالف النظام, أو يتقاعس في الدراسة والحفظ, وله الحرية في استعمال كل وسائل العقاب والتأديب في ذلك, وذلك مسلم له كامل التسليم من طر أسرة التلميذ وأقاربه, ما دام هو يقوم بتربيته وتعليمه, ومن المعلوم أن الحرية المطلقة لها سلبياتها فقد يتخذ بعض المعلمين ضد الطالب إجراءات تأديبية تعسفية, مما يتناقض مع أهداف التربية الحديثة, فقد يتجاوز بعض المعلمين الحد في عقاب التلاميذ, وقد يصل الأمر ببعضهم إلى أبشع أنواع التعذيب من ضرب بالسوط, وربط بالأشجار ومنع التلميذ الطعام والشراب والكلام لمدة يوم أو أكثر, ولا يسمح للطالب المسكين في هذه الأحوال بإبداء رأيه والدفاع عن نفسه, ولكن ذلك كله مسلم من جانب أسرة التلميذ ما دام المعلم يعلمه, فالقاعدة عند السوقيين, (من علمك حرفا واحدا فهو مولاك).[55] الخاتمة أما بعد: فقد قمت بجولة شاقة لكنها ممتعة أتجول بين المدارس السوقية الصحراوية، لأطلع على المنهج المتبع في تلك الجامعات العريقة. ولقد توصلت إلى نتائج محمودة، اطلعت من ورائها على أشياء عديدة، وحقائق مهمة تتعلق بمناهج التعليم بصفة عامة، ومناهج التعليم في تلك الجامعات بصفة خاصة أهم النتائج رأيت كيف قسم التربويون مفهوم المنهج إلى قديم وحديث، وعلى أي أسس اعتمدوا في ذلك، كما رأيت أهم العوامل المؤثرة في بناء عملية المناهج، كما رأيت مدى أهمية مناهج التعليم في العملية التعليمية، وتوصلت إلى أن قبائل السوقيين قبائل عريقة شغلها الشاغل العلم والتعليم، ولقد توصلت إلى أن هذه القبائل قامت بجهود جبارة في خدمة العلم في الصحراء الطوارق، قاموا بإنشاء مجالس وزوايا ومحاضر علمية كانت بمثابة جامعت عريقة، قاموا بإدارتها وتسيير العملية التعليمية فيها بأسلوبهم الخاص، كما رأينا أن هذه المدارس قامت بدور هام في نشر الثقافة الإسلامية في إفريقيا، ورأينا أهم المقررات الدراسية والمستويات الدراسية في هذه المدارس والوسائل المستعملة في عملية التدريس في هذه المدارس. وعلى العموم حاولنا أن نطلع على كل ما يتعلق بمناهج التعليم في هذه المدارس الصحراوية التي ظلت صامدة شامخة رغم قساوة طبيعة الصحراء تقدم العلم والمعرفة في أرقى مستوياتهما الشريحة من المجتمع الإسلامي قامت بدور فعال في الرقي بالتراث الإسلامي في القارة الإفريقية. التوصيات لا أدعي أنني أوفيت الموضوع كل ما يستحق ولا أدعي أنني أحطت بكل جوانبه، وإنما أدليت بدلوي ورميت بسهمي،والكمال لله وحده،ولذا أنصح الشباب المثقف أن يساهم بقدر المستطاع في نشر تراثنا العظيم كي ننتشله من الضياع كما أرجو من كل من وقف علي خلل أو نقص أن يسده. |
|
09-09-2012, 12:54 AM | #10 |
عضو مؤسس
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
قائمة المصادر والمراجع: 1-الجوهر السمين في أخبار الملثمين ومن جاورهم من السودين/ تأليف العلامة العتيق بن سعد الدين, مخطوط. 2-اللؤلؤ المنثوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ تأليف العلامة: محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي, مخطوط بهوزة الباحث. 3-إتحاف المودود في الأوبة عن أسئلة الابن محمود/ تأليف محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي, مخطوط. 4-مدينة السوق في سطور/ تأليف الأستاذ يحيى إبراهيم السوقي, مكتوب بالآلة. ثانيا: المطبوعات: 1-القرآن الكريم. 2-المناهج: أسسها, تخطيطها, تقويمها/ يحيى هندام وجابر عبد الحميد, ط/ الثانية, سنة 1975م, دار النهضة القاهرة. 3-المناهج المعاصرة/ فوزي طه إبراهيم, ورجب أحمد لكلزة, ط/الثالثة, سنة 1986م, مكة المكرمة. 4-المناهج التربوية والتربية البدنية/ دكتور: خليفة شحاتة الباح, ط/ الأولى, سنة 1992م, جامعة قار يونس ليبيا. 5-المدارس الأدبية في صحراء الطوارق/ الأستاذ محمد أحمد الإدريسي السوقي, ط/ الأولى, سنة 2010م, دار أسامة الادن. 6-المعجم الوسيط: ط/الثانية, ج/ الثاني. 7-المرشد في طرق التدريس العامة/ مجموعة من الأساتذة منشورات كلية الدعوة ليبيا. 8-فلسف التربية العلمية/ د.عمر محمد التوقي الشيباني, ط/السادسة, طرابلس ليبيا. 9-المقابلات الشفوية. 10- الزيارات الميدانية. 1_انظر: الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين: للشيخ العتيق بن سعد الدين. مخطوط المركز الافريقي لإحياء التراث الإسلامي بالجامعة الإسلامية بالنيجر ساي ص/41. [1] _ انظر: الجوهر الثمين ص/42.[2] _ نفس المرجع ص/32.[3] _ انظر: اتحاف المودود في الجواب عن أسئلة الابن محمود تأليف الشيخ الحاج محمد الأدرعي السوقي ــ مخطوط بحوزة الباحث نسخة منه. ص/(211). [4] _ انظر: الجوهر الثمين ص/115.[5] _ المرجع السابق ص/120.[6] _ مدينة السوق في سطور ــ يحيى السوقي ص/ 20.[7] _ انظر: الجوهر الثمين للعلامة العتيق بن سعد الدين ص/ من 125 ــ 128.[8] _ سورة المائدة الآية/47.[9] _ انظر: المعجم الوسيط: ط/ الثانية ج/الثاني ص/997.[10] 1_ انظر: المناهج أسسها ــ تخطيطها ــ تقويمها/ تأليف الدكتوران: يحيى هندام ــ وجابر عبد الحميد جابر. ط/الثالثة سنة/1975. دار النهضة العربية القاهرة ص/20.[11] _ انظر: المرجع السابق.[12] 1_ انظر: المناهج المعاصرة/ فوزي طه إبراهيم ــ رجب أحمد الكلزة. ط/الثالثة سنة 1986م مكة المكرمة مكتبة الطالب الجامعي. ص/39.[13] _ انظر:نفس المرجع ص/43.[14] _ انظر المرجع السابق ص/45.[15] _ انظر نفس المرجع ص/ 50.[16] _ انظر: المناهج التربوية والتربية البدنية/ تأليف/ د:خليفة شحاتة الباح. ط/ الأولى سنة1992م جامعة قار يونس ص/29.[17] _ انظر: المناهج أسسها ــ تخطيطها ــ تقويمها / تأليف/ د: يحيى هندام / ود:جابر عبد الحميد جابر ط/الثالثة سنة 1975م دار النهضة العربية القاهرة ص/20.[19] _ انظر نفس المرجع ص/22.[20] _ انظر: دليل المعلم/ وزارة المعارف المملكة العربية السعودية, ط/الأولى1418. ص/46.[21] _ انظر: المناهج التربوية والتربية البدنية/ د:شحاته الباح ص/14.[22] _ انظر: مشكلات تربوية تواجه الناشئة والتعليم والمجتمع/محمد بن عبد العزيز الفوزان,الطبعة الأولى1999م دار عالم الكتب الرياض ص/31.[23] _ انظر: تطور المناهج منطلق إصلاح التعليم/ نعمة عبد اللطيف المكتبة الشاملة, الإصدار الأخير. ص/225. [24] _ راجع كتاب التعليم, تأليف/ د:محمد خير عرقوس وآخرين. الناشر/ دار الدواء الرياض بدون تاريخ ص/125.[25] 2_ راجع مشكلات تربوية تواجه الناشئة والتعليم والمجتمع: تأليف/ محمد بن عبد العزيز الفوزان. ط/الأولى1999م الرياض دار عالم الكتب ص/21 ــ 23.[26] _ انظر نفس المرجع: ص/ 23 ــ 25 بتصرف.[27] _ نفس المرجع ص/45 ــ 47 بتصرف.[28] _ انظر: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي الحسنى, مخطوط بحوزة الباحث نسخة منه ص/14.[29] _ انظر: المدارس الأدبية في صحراء الطوارق/ محمد أحمد الإدريسي السوقي ط/الأولى 2010م دار أسامة الأردن. ص/ 51.[30] _ انظر: نفس المرجع ص/ 54.[31] _ انظر: المدارس الأدبية في صحراء الطوارق/ محمد أحمد الإدريسي السوقي ص/56. بتصرف.[32] _ انظر نفس المرجع ص/64. بتصرف.[33] 1_ إٍولمدن= هم سلاطين الطوارق الذين لهم القول والفصل في شؤون سياسة البلاد في سلمها وحربها من القرن الحادي عشر الهجري إلى زمن الاستعمار الفرنسي, وهم الذين ساعدوا قضاة السوقيين في بداية أمرهم في حفظ بيضة الإسلام.[34] _ انظر: المدارس الأدبية في صحراء الطوارق/ محمد أحمد الإدريسي السوقي الطبعة الأولى2010م دار أسامة الأردن ص/68. بصرف.[35] _ انظر الجوهر الثمين/ العلامة العتيق سعد الدين ص/ 128. بتصرف.[36] _ انظر: المرجع السابق ص/ 128.[37] ــ المرجع السابق ص/ 130.[38] [39] 2ــ انظر المرجع السابق ص/ 130 بتصرف. [40] ــ انظر: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي ص/ 13. بتصرف. [41] - مقابلة شفوية مع الأستاذ/ عيسى محمد علي مستشار تربوي, ومحاضر بكلية البنات بالجامعة الإسلامية بالنيجر. أجريت المقابلة 2012 /05/05. في نيامي. [42] -مقابلة شفوية مع الشيخ إبراهيم بن افن فن عمدة بلدية تيسي أجريت المقابلة 2012 /05/05. في نيامي [43] - نفس المرجع. [44] - انظر: المرشد في طرق التدريس العامة/ مجموعة من الأساتذة/ منشورات كلية الدعوة الأولى سنة 2001م طرابلس ص/40. [45] - مقابلة شفوية مع الأستاذ عيسي محمد علي في نيامي. [46] - انظر: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ العلامة: محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي ص/17. بتصرف. - انظر: نفس المرجع نفس الصفحة.[47] - انظر: نفس المرجع ص/18.[48] 1- اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ العلامة: محمد الحاج السوقي ص/ 4-9 بتصرف.[49] [50] - انظر فلسفة التربية الإسلامية/ د: عمر محمد التو مي الشيباني ط/6. المنشأة العامة للنشر والتوزيع سنة 1986 طرابلس الجماهرية ص/ 335. [51] - انظر المرجع السابق ص/ 13. [52] - انظر: المرشد في طرق التدريس العامة/ د: عبد السلام الحفندي وآخرين ط/1. سنة2001. منشورات كلية الدعوة ليبيا ص/113. [53] - انظر نفس المرجع ص/ 116. [54] - انظر: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق/ ص/13. [55] - زيارة ميدانية, وتجربة شخصية. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي ) | الدغوغي | المنتدى التاريخي | 4 | 09-04-2012 07:11 PM |