331. الموفق بن المصطفى الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ الموفق بن المصطفى المعروف بأمُّق ابن الصالح المعروف بأسّا بن همهم بن منا بن محمد بن محمد ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : هو العالم العلامة ، المتقن الفهامة ، المشارك في العلوم الشرعية التي تقرأ في بلاده ، ولد في أرض تَبُورَقْ أو ما يقاربها في حي مشهور بالدؤب في التعلم والدراسات والمذاكرات والإعراض عن كل ما يشتغل عن ذلك والإقبال على ما يسعدهم في الدارين من الذكر والتذكير والقناعة والغنى بما في أيديهم عن الناس ، فأخذ عن مشائخ حيه من العلوم ما أغناه عن الرحلة في الطلب إلى بلد آخر أو قوم آخرين فنشأ تضلعا في علوم العربية من النحو والبيان وهو في سن الشباب ونظم بعض الشعر ثم ظهر أمر الشيخ حماد فكان من السابقين إلى تلمذته والدخول في حوزته وهو شاب ولكنه يعد مع الكمل الكبار وما زال يترقى في مراقي أهل الكمال حتى توفي وهو ابن نيف وستين عاما تقريبا . أخذ الفقه والتفسير عن ابن عمه محمد بن محمد محمود ، وأخذ تلخيص المفتاح عن ابن عمه شعيب بن محمد ، وهكذا أخذه للعلوم لم يزل في أهل بيته من تؤخذ عنه الفنون العلمية إما من كان مشهورا بالبراعة في فن أو فنين وإما من كان مشاركا في الفنون كلها والعادة أن كل عالم منهم يحرص على تعليم قرابته مجانا إحسانا إليهم وطلبا للأجر من الله فكان كل متعلم يأخذ عن كل معلم كحالة السلف قلما ينفرد واحد منهم بأخذ الفنون عن شيخ معين ولذلك تعذر تعيين الشيخ الذي يأخذ عنه بعضهم وتعذر إحصاء الآخذين عن الشيوخ ، ولما برع في العلوم واستغنى عن المعلمين بما روى عنهم وبما أوتي من الفهوم ، حبس نفسه في خدمة العلم بالتدريس والحرص على التعليم وكتابة النسخ من الكتب المقررة للتدريس من سائر الفنون فكتب بيده كثيرا من كتب النحو واللغة والبيان ثم ختم أعماله بخدمة الكتاب العزيز فكتب بيده الشريفة تفسير الجلالين ، ثم بذل الجهد في تصحيحه حتى أدرك المنى من ذلك ، ثم اشتغل بتطريره وتحشيته إلى أن أخرج نسخة منمقة يعجب بها الناظر ويستفيد منها كل عالم ماهر ولا تتعزز على المبتدئين بل ينتفع بها كل مطلع عليها من ذوي البداية وأهل النهاية ، أقبل على نشر العلم والعمل بما علم ، وكان حييا حليما وقورا مهيبا سكيتا معرضا عن اللغو قل من يكلمه إلا فيما يتعلق بالعلم أو بضرورياته الدنيوية ، ولا يلتفت إلى من لا يذاكره في العلم بل كان كماا قال بعض الحكماء " لا تصحبن من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله " وكان شديد الحرص على إفادة من يرى منه قابلية أخذ العلم فلا ينتظر من يطلب الأخذ منه بل هو الذي يدعو من يتفرس منه القابلية للأخذ عنه ثم يصبر على القاء الدروس إليهم ابتغاء مرضاة الله لا لطلب شيء دنيوي وكان ذلك دأبه حتى مات ووفاته عام ألف وثلاث مائة وسبعين 1370هـ . وما كتبته من ترجمته مختصر من ترجتمه التي في كتاب " التبر التالد "(2) .