|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
نضرة الورود الثانية
نضرة الورود الثانية: مع نظم أثر نثر الشيخ السلفي الحسن البنغوي ـ رحمه الله تعالى ـ خرز جوهر تقريظه كتاب: [صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب] بادئ ذي بدء: الحمد لله الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، الحيّ الدائم القيوم، من يفني كل شيء حيّ وغيره مما درج في الكون الخفي عنا والمعلوم: ((بـاق فـلا يـــفـــنى ولا يبيـد ** ولا يــكون غـير ما يــريـــد)) الجليل القدير الجبار، المتفرد بالعظمة والكبرياء والملك والنداء العظيم: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}. يوم لا نادي ولا منادي غيره كل في طيّ السجل، ضعف الطالب والمطلوب كما قل عزّ وجلّ، سبحان من يتعظ بقوله، ويستعاذ به من غضبه وسخطه، من تأنس النفوس المقصرة بفضله، وتفرح الصحيحة العمل بعدله، التائبة العابدة وفق شرعه محضاً، الرضية المرضي عنها بما قدمت من خالص الأعمال وصالحه نفلاً وفرضاً. لا إله إلاّ هو، هو مالك يوم الدين، الثقيل القول: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} (43) سورة الروم الآن آن الشروع في متابعة أثر هذه العالم الشيخ العلامة السني الحسن بن الشيخ محمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ قائلاً، ضمن درر تقريظه: هذان بيتان من قصيدته ـ أي: الشيخ العلم فخر الأجيال السلفي الشيخ عالي ـ رحمه الله ـ ما عندي منها غير هذين البيتين: كأنه خاف من عصيان مــذهبه ** ما لم يخف من حديث من مثائله وشبهوه بسلطان ضعيف فــلا ** يرد ظلـــماً يراه من عوامله وقال أيضاً: هذه قصيدته أنشأ حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني فيها إلى إفراد الله بالعبادة والرسول بالمتابعة. وافت مجــددة هــدى المختار ** سلفـــية بمــحاسن الأشعار عربية مدنية (من) هــــو على ** أضدادها بـــــدلائل الآثار حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) ** بأحاديث صـحت عن الأحـبار لا تـتق في الله لـــومة لائــم ** وتعين سنة أخير الأخــــيار عم المشارق والمغارب نــــورها ** كالشمس في ضوء على الأقـطار تدعو إلى إحياء مـا قد مــات من ** سنن ولا تدعو سوى الغــفار فأجبتها أني أسير الــــوحـي في ** ما جاء في الأحكام والأخــبار فإذا عدمت الوحي أطلب ما قـضى ** صـحب النـبي به ذوو الأنـوار فالــتابعون وبعــد ذاك أيـمة ** قد دونــــوا شرعاً بلا إنكار وأقيس عن أصل بجـــامع علة ** طرداً وعكساً منتقى المـــعيار إن القياس صحيـحه هو حــجة ** يحـــظى به بتدبر الأفــكار اخـتار في الأوراد ورد محــمد ** اخـتاره عن جمـــلة الأذكار صــلى علـيه الله في أصـحابه ** والآلي والأزواج والأنـــصار إن التـــنازع إن أتـانا أرده ** بالــوحي لا بأساطير الأغـمار وكتيــبة هزمته وهــابيـة ** بسيــوف أقلام لنـصر الباري ولينصـــرنّ إلهــنا أنصاره ** رغــما لأنف الجاحد الـغرار شبّ الزمان بهم وطاب نسيـمه ** من بعد ما قد شاب في الأعـصار الله أسأل أن يعزّ ســعودهم ** ويديــله عن كافة الأمـــصار ويصونه ويعــينه في عـزمه ** إعلاء كلـــمة ربه القـــهار مني إليه التحية أعلو بـــها ** بعد السلام يــــضيء مثل نهار أرجو من الله الكريم بــقاءه ** حتى أنال لـــقاءه بجــــوار فجوار بيت الله أكبر مـنيـتي ** بل همتي أو مــسجد المـــختار ثم السلام يعم كل مــهاجر ** من هـــاشمــي أو من الأنصار من أحرزوا قصبات سبق إجابة ** في هــجرة عــنا ورمــي جمار أرجو من الله المجيب لمن دعـا ** نيل الوصـــول بـهم بلا إضرار أبقاكم آل الســـعود أعزة ** بالعـــدل تمدح عـــالم الأسرار وأفاض في أمصاركم بركـاتـه ** وحبــاكم مــا قـيل في الأبرار ويرد كيد عــدوكم في نحره ** وبكم يغيـــظ معاشر الفــجار ويملك الأولاد ملك جدودهم ** متـــنعمين لمنــتهى الأطـوار أهـ التعليق 1- قوله: حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني فيها إلى إفراد الله بالعبادة والرسول بالمتابعة. قلت: تضمن هذا النقل مع قصيده عدة لطائف جليلة: *- بيان قوة العلاقة بين أئمة السلف على مرّ العصور، مهما تقارب ما بينهم من المسافة، أو تباعد، كما أثر عن الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ حين قال: إن لنا إخواناً لا نراهم إلاّ مرة كل سنة نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم...أو كما قال. *- أحسن بأخوة من أحكم ربط أخوتهم التمسك بالكتاب والسنة، ونصرهم على الصلات العزيزة حبهم لمتابعة هدي من هو هدى ورحمة. *- آزرهم على شدة تمسكهم بالعروة الوثقى اقتفاؤهم بآثار سلف هذه الأمة. *- احتياطهم باللجوء إلى الركن الشديد والحصن المنيع، وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر. فآمنهم الله بفضله من الوقوع على غير الهدي القويم، ثم ما منّ عليهم من حذرهم الشديد من البعد عن البدع الظاهرة والباطنة ما دق منها وما جلّ 2- جمال التغني بالهدى المستقيم، ووصفه بالسلفية ـ الوصف الجليل الموروث الجلي القويم. وافت مجــددة هــدى المختار ** سلفـــية بمــحاسن الأشعار 3- في هذين البيتين لطائف حسان: عربية مـدنية (من) هــــو على ** أضدادها بـــــدلائل الآثار حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) ** بأحاديث صـحت عن الأحـبار *- إيناس فرط الشوق بذكر أرض الهجرة، أرض القبلتين المدينة المنورة. *- حب القوم للغة أجدادهم لغة العرب، أوسع لغة وأجملها وأدقها وصفاً وأحسنها بياناً ناهيك في عرض الحلل السندسية الأدب، وتفوق في الجمال إذا جرّت ذيل حلة الاستبرق، كحيلة الطرف بأمهات أصول الدين ومسائله النيرة البرق. *- وجوب عرض أقوال أهل العلم على القسطاس المستقيم، وهو الكتاب والسنة، إذ بهما توزن آثار العلماء الربانيين، وغيرهم. فمن تبينت موافقته لهما حذو القذة بالقذة فهو العالم الرباني حقاً، ومن جانب صوابهما رُد منه ما رده الكتاب والسنة، وقُبل منه ما وافقهما، ورُجي له ما رجي لمن بينتهم هذه الآية الكريمة: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (102) سورة التوبة *- حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) .. قوله: و(صرفها) ... البيت. شاهد من الشواهد الظاهرة في صحة اسم الكتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب. 4- هذه الأبيات فيها فوائد أخر حسان. لا تتق في الله لـــومة لائــم ** وتعين سنة أخير الأخــــيار عم المشارق والمغارب نــــورها ** كالشمس في ضوء على الأقـطار تدعو إلى إحياء ما قد مــات من ** سنن ولا تدعو سوى الغــفار *- قبح ترك بيان الحق من أهل العلم مخافة من قال سبحانه: {إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} (77) سورة النساء يخشون الناس في أذى لاحق بأنفسهم بزعمهم ـ يخشون الناس في ذهاب جاههم بزعمهم ـ يخشون الناش في ذهاب سمعتهم بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مكانتهم العلمية بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مكانتهم الاجتماعية بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مناصبهم الدنيوية بزعمهم إن قالوا الحق ـ اعترفوا به ـ اتبعوه ـ دعوا إليه ـ دافعوا عنه ـ حصنهم الحصين خوفهم من لومة لائم، التي قد تجرهم البعض ـ والعياذ بالله ـ إلى إخراج ما ليس بحق مخرج حق على وجه المجادلة:{هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (109) سورة النساء {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} (13) سورة التوبة. *- أهمية أمر الدعوة إلى الله على بصيرة من الأمر خاصة بين العلماء لأنهم هم منارات الهدى ومصابيح الدجى، إن هدوا إلى الهدى المحكم الحكيم اهتدى بهديهم من العامة من كان على الاقتداء بهم في المفروض والمسنون ـ بإذن الله تعالى. وإن ردوا الهدى بعد العمى يخش عليهم أن يتناولهم يوم لا ساعة مندم، قوله سبحانه: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } (13) سورة العنكبوت. 5- في هذه الأبيات فوائد دينية جليلة: فأجبتها أني أسير الــــوحي في ** ما جاء في الأحكام والأخــبار فإذا عدمت الوحي أطلب ما قـضى ** صـحب النـبي به ذوو الأنوار فالــتابعون وبعــد ذاك أيـمة ** قد دونــــوا شرعاً بلا إنكار وأقيس عن أصـل بجـــامع علة ** طرداً وعكساً منتقى المـــعيار إن القياس صحيـحه هو حــجة ** يحـــظى به بتدبر الأفــكار اخـتار في الأوراد ورد محــمد ** اخـتاره عن جمـــلة الأذكار صــلى علـيه الله في أصـحابه ** والآلي والأزواج والأنـــصار إن التـــنازع إن أتــانا أرده ** بالــوحي لا بأساطير الأغـمار *- حسن بيان العالم للناس ما عليه من التمسك الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح متبركاً بقوله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة. *- قوة تماسك منهج السلف الصالح في عدم ممارسة أي عمل له علاقة بالشرع المطهر، إلاّ بمقتضى ما دلّ عليه نص من الكتاب أو السنة. *- فإن لم يتبين له ذلك اجتهد في البحث ليقف على من سبقه إليه من السلف الصالح قولاً كان أو فعلاً. *- فإن لم يقف على تلك المسألة بعينه رجع في البحث مرة ثانية ليوقفه البحث على من قال بها من التابعين لهم بإحسان. فإن لم يتوصل به البحث على تلك المسألة بعينها رجع إلى فهم الأئمة المشهود لهم بحرصهم الشديد على هداية الأمة على ضوء الكتاب والسنة وما عليه خيار الأمة من الصحابة فمن بعدهم ممن عرف على شدة متابعته لهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه عمل صحبه الكرام ـ رضوان الله عليهم. *- فإن لم يتوصل به البحث على تلك المسألة بعينها رجع إلى فهمه لقواعد الشرع وإحكامه لأصولها، على معايير علمية عالية في تمييز دقيق الهدى من الضلال الخفي، فضلاً عن الجليّ المبين. يتبع
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-17-2009, 09:15 AM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
تكملة نضرة الورود الثانية
6- في هذه الأبيات جمل الفوائد الحسان: وكتيــبة هزمته وهــابيـة ** بسيــوف أقلام لنـصر الباري ولينصـــرنّ إلهــنا أنصاره ** رغــما لأنف الجاحد الـغرار شبّ الزمان بهم وطاب نسيـمه ** من بعد ما قد شاب في الأعـصار *- جمال أثر العلماء السلفيين الذابين عن دين الله العزيز ما أحدثه المحدثون في هذا الدين الحنيف من زخرف القول غروراً، بل ذلك هو الواجب على أهل العلم لقوله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}. *- وجوب الذب عن شرع الله المطهر على أهل كل زمان، والقيام بنصره، والاجتهاد العلمي الرصين سرمداً لأجل ببيان ما هو منه على ضوء الكتاب والسنة، وكشف ما ليس منه مما يندرج في المحدثات وما لا أصل له مما يخالف شيئاً من قواعد الشرع في الأصول والفروع. *- حسن شدة الفرح لدى العلماء الربانيين بإعزاز دين الله تعالى بالطائفة المنصورة بتابعها بما دلّ عليه الكتاب والسنة والتمسك بما عليه السلف الصالح. قلت: بل سرور أهل الانتماء الديني بالنصر الحاصل لبعضهم دينياً وعسكرياً هو نصر لهم جميعاً، والغلبة غلبتهم جميعاً، وهذا أصل إيماني أساسيّ، مبني عليه صدق الأخوة الدينية الحقيقية. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الرحمن الرحيم {آلم*غُلِبَتِ الرُّومُ*فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} (4) سورة الروم {بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (5) سورة الروم فقد روى الترمذي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان المشركون يحبون أن يظهر فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب...قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. قال القرطبي: فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يصيح في نواح مكة: {آلم*غُلِبَتِ الرُّومُ*فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*فِي بِضْعِ سِنِينَ} القرطبي هذا فما بالكم بفرح علماء أهل السنة والجماعة أينما كانوا بدولة قامت لرد الناس إلى التمسك بالكتاب والسنة على ضوء فهم أهل السنة والجماعة سلفنا الصالح ونبذ ما ظهر في البر والبحر مما لم يأذن الله به من منكر الفعل والقول تحت غطاء الدين الإسلامي الحنيف. هذا وأنا لا يفوتني هنا، ولا يسعني إلاّ أن أودع صفائح التاريخ ذات سجل الحقائق، هذه المدونة لتلك الحقائق الدقائق، التي أودعها هذا العلم السني السفلي الشيخ العلامة عالي ـ رحمه الله ـ تجاه تميز دولة آل سعود في رفع راية الإسلام العالية بتمسك الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، والعض على ذلك منذ انبلج بها فجر نهار الأيام، من ليل زمن اغتراب أهل الدين بغربة الإسلام. فبذلت هذه الدولة المباركة الغالي والنفيس لأجل في تطبيق شريعة الإسلام الغراء، ونشر تعاليمها المحكمة في أرجاء المعمورة على المحجة البيضاء ليليها كنهارها. في عصر الطغيان على الإسلام وأهله، محاربة لله ولرسوله وشرعه، لا سيما العاضون على سنن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسان، وآثار صحبه الرضية الحسنة البيان، والتابعون لهم بإحسان. فأنا لما قصر بي باع إبراز ما في الجنان، من الحب لهذه الدولة المباركة والشهادة لها بمحاسن الآثار ما عيي بوصفه الجميل البديع اللسان، فعلمت أن الخير كل الخير في اتباع من سلف معبراً عما في نفسي بهذه الأبيات من قصيدة هذا العلم من سلفنا الشيخ عالي المرسي السوقي الإدريسي 7- ولينصـــرنّ إلهــنا أنصاره ** رغــما لأنف الجاحد الـغرار شبّ الزمان بهم وطاب نسيـمه ** من بعد ما قد شاب في الأعـصار *- عظم حسن تدبر قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. وذلك أن قيام دولة آل سعود ـ أدامها الله عزة للإسلام والمسلمين ـ كان في مشرق الأرض، وهذا العالم العلامة السلفي الشيخ عالي ـ رحمه الله ـ في مغربه. ومع ذلك فقد تناول التنويه بمناقب هذه الدولة المباركة ـ دولة آل سعود ـ بالمناقب العطرة، ومحاسن المآثر، لإعزازهم لدين الله تعالى، ورفع رايته، وإحياء ما اندرس من سننه، وإماتة ما استفحل من أمر البدع في أصول الدين وفروعه. وفي مثل هذه الحقائق يتمثل بقول الشاعر: الناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً ** مـــا لم يروا عــــنده آثار إحسان 8- الله أسأل أن يعزّ ســعودهم ** ويديــله عن كافة الأمـــصار ويصونه ويعــينه في عـزمه ** إعلاء كلـــمة ربه القـــهار *- حسن سير هذا العالم السلفي في الدعوات الصالحة لملوك دولة آل سعود في عصره ـ رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة ـ وهو في ذلك على سير علماء السلف من حبهم للملوك المشهود لهم بالعدل ونصره للإسلام، وحسن رعايته للمسلمين، وإفرادهم بالدعاء لهم نصراً وتمكيناً إعزازاً لدين الله تعالى. وقد روي عن الإمام أحمد أنه قال: لو أعلم دعوة صالحة لخصصت بها ملكاً عادلا.. *- جمال تحميل التاريخ التحايا السنية بين علماء السلف وولاتهم ولاءً ومحبة في الله، والشوق إلى ملتقى إيمانياً دينياً سنياً يجمعهم على مائدة متابعة هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونبذ ما سواه من بدع الضلال ـ والعياذ بالله. 9- تطريز فوائد هذا التعليق بفوائد هذه الأبيات الجميلة لفظاً ومعنى شرعاً واجتماعاً. أرجو من الله الكريم بــقاءه ** حتى أنال لـــقاءه بجــــوار فجوار بيت الله أكبر مـنيـتي ** بل همتي أو مــسجد المـــختار أرجو من الله (المجيب) لمن دعـا ** نيل الوصـــول بـهم بلا إضرار *- حسن ألفاظ آداب الدعاء المحكمة المعاني: أرجو من الله الكريم بــقاءه ... البيت *- عظم مجاورة بيت الله المحرم في نفوس علماء المسلمين وصالحيهم. *- قوة تفطن علماء السلف للتعبير المبعد عن الوقوع في البدع الدقيقة، كما في قول شيخنا ـ رحمه الله: ((أو مــسجد المـــختار)) وذلك أن الكثير من العلماء وقع تعابيره بجوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تارة بالتضمين، وتارة بالتصريح باسم الزيارة التي لا تكون إلاّ بشد الرحال الممنوع ـ تعبداً وتقرباً إلى الله تعالى ـ جوازه في غير المساجد الثلاث. 10- ثم السلام يعم كل مــهاجر ** من هـــاشمــي أو من الأنصار من أحرزوا قصبات سبق إجابة ** في هــجرة عــنا ورمــي جمار *- حسن الإشارة إلى قرابة الرجل حيث يمم بها الاتجاه، فضلاً عن اتجاه ولى شطر المسجد الحرام. *- جمال التنويه بالأفاظ الشرعية المتضمنة الأسباب المعينة على سلام دين المرء له التي من أجلها لفظ الهجرة المقسمة الأنواع التي منها الهجرة من مكان البدع إلى مكان السلامة منها. *- إيناس النفس بالتضرع بين يدي الله تعالى بأن يمن عليها كما منّ على من سعد بفضله العظيم. الملاحظات 1- عدم وقوفي على قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني ـ رحمه الله تعالى. 2- عدم وقوفي على معلومات معينة على تحديد شخصية هذا العالم العلامة السني السلفي عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني ـ رحمه الله تعالى. علماً أني بحثت عنه وعن ترجمته في مظانها ـ كتب الشناقطة ـ ولم أقف على شيء من ذلك إلاّ أنه ليس ابن بون الجكني صاحب الطرة على الخلاصة. لعدة أسباب منها أن صاحب الطرة ـ رحمه الله ـ من المدرسة الكلامية الأشعرية، كما قاله الشيخ الطيب بن عمر بن الحسين، بعد أن تناول ما لبه: لقد وجه المختار ابن بون قصيدته الآنفة الذكر إلى المولود بن أحمد الجواد، ومدرسته التي ينتسب إليها، وقال إن أجبتموها كفرتم، وإن سكتم غلبتم.. وعلى كل حال فقد جاء الرد على لسان المأمون بن محمد المجاور اليعقوبي الذي اتهم ابن بون بتهوين الدين والابتداع فيه، والعدول عن الكتاب والسنة إلى المنطق الأرسطاليسي، وفي ذلك يقول: ما الدين إلاّ ما تسعى لتــوهنه ** أي النـبي وآثار الهدى العـتق لا كل خبط عن اليونان مبتـدع ** قد دس بين أصـول الدين مختلق كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا(شنقيط) ص 273-274 قلت: وهي قصيدة جميلة رائعة محكمة الرد إلاّ أني اكتفيت منها ببيت القصيد. ومن الأسباب أيضاً أن ابن بون الجكني صاحب الطرة ممن توفي في الثلث الأول من القرن الثالث عشر وبالحديد سنة 1220هـ كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا(شنقيط) ص 258 الحاشية. ولا يخفى بون ما بين من توفي بهذا التاريخ، وبين من توفي أواخر القرن الرابع عشر الهجري. وعلى كل حال فالبحث جار عن هذا العالم السلفي الجكني الداعية إلى التمسك بالكتاب والسنة ـ رحم الله علماء السلف الصالح، وكل من مات على الإسلام، كما أسأله أن يتوفانا على الإسلام وأن يحينا عليه ويجزل لنا أجر من أسلم وجهه لله ـ رب العالمين لا شريك له سبحانه ـ بالجنة الفردوس الأعلى. 3- لم أقف على شيء من هذه القصية المتينة المعاني، الجميلة المباني، سوى عن هذين البين كما أوردهما المقرظ ـ رحمه الله. كأنه خاف من عصيان مذهبه ** ما لم يخف من حديث من مثائله وشبهوه بسلطان ضعيف فلا ** يرد ظلـــماً يراه من عوامله 4- بعض المصطلحات الواردة في قصيدة التقريظ المنوط اختصاصها بمنتدى المصطلحات. *- وافت مجــددة هــدى المختار ** سلفـــية بمــحاسن الأشعار *- عربية مدنية (من) هــــو على ** أضدادها بـــــدلائل الآثار *- حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) ** بأحاديث صـحت عن الأحـبار *- وكتيــبة هزمته وهــابيـة ** بسيــوف أقلام لنـصر الباري *- فإذا عدمت الوحي أطلب ما قـضى ** صـحب النـبي به ذوو الأنوار *- فالــتابعون وبعــد ذاك أيـمة ** قد دونــــوا شرعاً بلا إنكار وهناك غيرها ـ حفظكم الله ووفقنا وإياكم لكل ما يحبه الله ورسوله. فرغ من تحرير هذا المقال 19/5/1430هـ قاله وكتبه أخوكم يحيى بن إبراهيم السوقي |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 05-17-2009 الساعة 09:18 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثر نثار الورود | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 3 | 01-15-2011 09:37 AM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |
نثر الورود على الورد المحمود | السوقي الأسدي | المنتدى التاريخي | 0 | 04-03-2009 06:58 PM |