120. سيدي بو بكر بن القارئ الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ سيدي بو بكر بن القارئ بن أكاي بن محمد إنكل ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : بلغني من خبره أنه ما خرج من حيه طالبا لشيء إلا مرتين أحدهما أنه سمع بفتى من كَلْ كُنْهَانْ متفوق في علم النحو يغلب فيه كل من غالبه فخرج إلى لقائه ومغالبته في العلم فلقيه وغلبه ، والمرة الثانية خرج فيها إلى محمد المصطفى بن محمد إكنن ليأخذ عنه تفسير مختصر خليل بشروحه فلما قدم عليه وأخبره بمراده رحب به وأنزله في بيته فرأى الضيف في النوم النبي صلى الله عليه وسلم جاءه بقعب من لبن فسقاه إياه فانتبه وفي فمه آخر جرعة من اللبن فكوشف مضيفه بذلك فقال له يا غلام ابتلع ما في شدقيك فابتلعه فلما أصبح قال له ألحق إلى حيك فقد خصل مرادك ولم أسمع زائدا على هاتين المرتين فقد اشتهر أنه سمع بفقاهة محمد المصطفى جد أهل تِكِرَتِنْ فرحل إليه ليأخذ عنه الفقه فلما أتاه تلقاه بالبشر والتكريم والتعظيم فبات عنده ضيفا ، فلما جنّ الليل ونام الناس رأى الضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وناوله قدحا من لبن وجعل يشربه حتى روي فاستيقظ وفي فمه آخر جرعة من ذلك اللبن فناداه مضيفه وقال له يا فتى ابتلع ما في شدقيك ، ثم ارجع إلى أهلك فقد تم مرادك . وحدثني بعض أولاده وهو الشيخ حَبَّ بن محمد أحمد أنه أخذ عن أسلافه أن هذا الجد ما غاب عن حيه إلا مرتين : أحدهما هذه المرة التي رحل فيها لأخذ الفقه فحصل مراده من غير الطريق المعتاد . الثانية : أنه سمع عن بعض أقرانه من حي أهل كُنْهَانْ أنه يفتخر بمعرفة علم النحو ويتعزز بأنه يغلب فيه كل من ناظره حتى تخيل أن لا مساوي له من أقرانه فرحل إليه ليناظره فاجتمع معه وناظره وغلبه فرجع ولم يطلب في تلك السفرة إلا غلبة ذلك المفتخر ، ولم أر له شيئا من التصنيف ، ولم أقف على ميلاده ولا وفاته ولكن وقفت على ما يفيد أنه معاصر لأشياخ كانوا في وسط القرن الثاني عش الهجري ، منهم جدي مَحمد بفتح الميم ابن هَمّاهَمّا فقد اشتهر من أمره مع أخيه هذا المترجم أنهما ليسا في وطن واحد وكانا في زمن تكثر فيه الغارات وكان محمد مما يلي بلاد المكثرين للإغارات فإذا سمع أن العدو عازمون على الغزو تبين وتبين له أنهم دخلوا البلاد ركب بنفسه وأنذر أخاه المترجم فصار لا يتهيا للفرار من الأعداء وإن فر جيرانه وأهل وطنه إلا بإنذار أخيه مَحمد الذي التزم أنه كلما سمع بخبر العدو وأيقنه أنذره ليهيئ ما ينجيه منهم . وأتحقق أن محمد هذا مات عام خمس ومائتين وألف 1205هـ . ومن المعاصرين له ممن يتحقق أنهم من اواخر القرن الثاني عشر وأدركوا أوائل الذي بعده الشيخ المختار الكنتي فقد ذكر حماد في قصيدة وآجه بها الشيخ بَايْ أن جديهما جرت بينهما(2).