|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-14-2010, 10:32 AM | #61 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الشكر والتقدير: الشاعر الأديب، السوقي الخرجي الأستاذ اللبيب ـ بارك الله في مرورك الكريم.بعد أسنى التحيات: لقد وددت أن أكون خرجياً لأستفيد من جناح مكتبتك التراثية الجليلة المعلل ـ لكن عزائي بركم علي المتواصل من دررها. |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-14-2010 الساعة 10:40 AM
|
03-14-2010, 10:55 AM | #62 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة السادسة: أوقات حصص التدريس المقننة المناهج الفنية المتبعة في مدرسة ((تكربنت)) المدرسة التاريخية العلمية المتميزة: ديار التي كادت ونحن على منى***تحـل بنا لولا نجاء الركـائب تبدت لنا كالشمس تحت غمامة***بدا حاجب منها وضنّت بحاجب يا لها من تصوير مطالل بكاء، هيج قلبي الثملي بالبكاء، عن فتية آمنوا بالعلم هدى، فزادهم الله به بصيرة وسؤددا: فقل لمرجّي معالي الأمور***من غير اجتهاد رجوت المحالا الحمد لمستحقه وحده، وهو رجائي وملجئي لا ملجأ بعده، يهدي من يشاء إلى الصراط السويّ، الكريم البر اللطيف الحفي ـ اهدنا ـ ما لك يوم الدين ـ سبل الهدى، وأكرمنا بنزل الكرام المنعم عليهم بالرضوان غدا. أعاذلتي على إتعاب نفسي***ورعي في الدجى روض السهاد إذا شام الفتى برق المــعالي***فأهون فائت طــيب الرقاد صدق هذا الشاعر المدرك لحقائق مهور المعالي، كأنه المؤرخ لحقيقة طلب العلم عند السوقيين جيلا جيلا ـ اللهم اجعلها خصلة باقية في عقبهم إلى يوم المآل. وقد آن لنا استدعاءك لمشاهدة شيء من واقع حال تلك الفترة المعينة العلم ـ حول أنشطة مدرسة تكربنت العلمية ـ حسب مناهجها المقررة ـ حصصها ـ دروسها ـ حسب دقة ضوء نجم آحاد النجوم الوهاجة، من جهة صغر سنهم: يا ابن الكرام ألا تندو فتبصر ما***قد حدثوك فما راء كمن سمعا إكسير ذهبها الأول: وقت التدريس فيها، وتوزيع طلبتها النجباء لحصصهم ـ حسب سلمالأولويات. بعد الفجر: الدروس القرآنية وأهل هذه الفترة الكريمة: الأطفال الصغار، ذوو الخمسة السنين الأولى في أعمارهم أقل أكثر ممن كان في طبقتهم من النشأة المباركة،بعد ارتفاع الشمس نوعاً ما إكسير ذهبها الثاني: الطبقة الثانية: طبقة الأطفال المتميزين عن الطبقة الأولى، فهم الذين يدرسون الأجرومية، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، بعد هذه الميمونة. إكسير ذهبها الثالث: طبقة الشباب المتميزين المجتازين المستوين السابقين، وهؤلاء يدرسون الألفية، ومختصر خليل. إكسير ذهبها الرابع: طبقة الشبيبة الفضلاء النبلاء، وهم أصحاب المستوى العالي: الكافية، المعاني، الأصول، المنطق. بهذا يتصل بنا السير: سير ذي رشد، إلى حقيقة القول الأسد، وهو ما نقله الشيخ العلامة سلالة الشيوخ الأعلام حَنّا بن إمتّال السوقي الأنصاري ـ رحمه الله: قال بعد كلام له ناقلا عن عبد الكريم المغيلي وغيره من أهل القرن العاشر الهجري ما نصه: والشيخ محمود السوداني التنبكتي، الذي قال: فيهم: كل من أقيم شاهداً أسأل عن عدالته وجرحته إلاّ السوقيين فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولاً مرضيين تابعين للحق، وقال فيهم أيضاً: إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبار من غيرهم كحال أجدادهم أهل الحجاز.ص 13. مخطوط بالخط السوقي وكأني بك ـ أيها القارئ الكريم ـ في مشهد من قالت: لك الويلات إنك مرجلي، وذلك حين وصلنا بر أمان ساحات البحر، عبر سفينة من الزمر، فقمت أمشي ـ مع شيخي المؤرخ الغطاس ـ: كمشية العرنجل والذي يركــب بحراً سيرى***قُـحَم الأهوال من بعد قحم |
|
03-15-2010, 11:25 AM | #63 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة السابعة: طرق مذاكرة النجوم الوهاجة ـ الطرق المتبعة عند أسلافهم ـ دهراً دهراً. ولو لم يشقني الظاعنون لشـاقني***حمام تغنّى في الديار وقوع تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى***نوائح ما تجري لهن دموع إن هذا الموقف من مواقف البكاء الطللي يجري لحمام إذا ترنم، صيرني صورته أنا: ابن ثلاث بين عودين أعجما. ألا لائمتي لومي إذا شئت أو دعي***فمن يهوى هذا الحسن لم يخش لوما أيها القارئ الكريم، إنني لما خرج بي شخي المؤرخ الغطاس من قحم البحار، أوقفني على الأطلال والفيافي والقفار، ثم غرب، وشرقت ينشد عنه لسان الحال: أليس من ورائي إن تراخت منيتي***لزوم العصا تحنى عليها الأصابع ومضيت في سبيلي أجوب الصحاري، وأقطع مفاوز البراري: كأني ورحلي والقراب ونمرقي***على يرفئي ذي زوائد نقنق بسم الله القائل ـ سبحانه: ( بسم الله مجراها ومرساها)أخي القارئ الكريم: بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها***تنال إلاّ على جسر من التعب لم يبالغ هذا الشاعر، في تصوير حقيقة محور هذه المحاور، وهو ما يناله الطفل السوقي من المعانات في سبيل طلب العلم إلى يوم يتمثل له في المجالس بالأثر المشهور: لا يفتى ومالك في المدينة. هذه بعض اليوميات عن صور النجوم الوهاجة، لما شمر كل واحد منهم عن ساق الجد، وعن ساعديه حسر. وذلك عبر هذه الشعل. الشعلة الأولى: ما تقدم في الإطلالة السادسة من تلقي دروسه من أفواه العلماء الأعلام في كل فن، يتلقى الطالب درسه من في شيخه، بعد كتابه على لوحه الخشبي ـ الدفتر التقليدي ـ إن كان الطالب من الأطفال الصغار، أومن فوقهم بقليل. وإن كان غيرهم فيأخذ دروسه من نسخ متونهم العلمية المخطوطة بالخط السوقي، وهو الغالب. الشعلة الثانية: يشرع الطالب في الحال من قراءة درسه، بعد قراءة شيخه عليه درسه ذلك، ليتأكد شيخه من صحة ألفاظه، وإدراك حقيقة فهم ذلك الطالب لمادة درسه. ويظل الطالب بقراءة الدرس على شيخه ليصحح بين يديه الألفاظ، والمعاني، فإذا رأى من شيخه أنه أحكم صحة ألفاظ درسه، ومعانيه، إضافة إلى فهم مدراك درسه نهض. الشعلة الثالثة: قيام ذلك الطالب بدرسه ذاهباً به إلى أبعد مكان، لما توارثوه من هذه القاعدة: صوت الذباب يذهب بالعقل اللباب. وذلك ليمكنه من عدم الانشغال إلاّ بدرسه، مجانباً كل ما يشغله عن مذاكرة درسه، وإتقانه حفظه لفظاً ومعنى، وفهماً. على قاعدة: الدرس حرف والتكرار ألف. كما يتوارثون تلقينه لطلابهم جيلا جيلا. فإذا ارتفعت الشمس ارتفاعات تدنيها إلى منتصف النهار، عاد الطلاب إلى البيوت، وكل واحد يذهب إلى بيته لوجبة الغداء والقيلولة إلى وقت الظهر، فإذا صلى الناس الظهر رجع كل واحد إلى ما كان من مكان بعيد عن الناس كما تقدم. فهم في الحقيقة في النهار أسد الغابة، لا يمل كل واحد منهم من زأرات في دروسه إلى قرب غروب الشمس. الشعلة الرابعة: دور الفترة المسائية، فمن كان يرى أنه بقي له شيء من درسه، أي: أنه ما كان قد أتقن حفظه من وراء ظهر القلب على الوجه المطلوب، احتطب ليستعين بضوء النار في الليل لحفظ ما بقي عليه اتقانه. الشعلة الخامسة: قيام الطالب بمذاكرة ما حصل عليه من المتون حفظاً في حياته العلمية من أولها إلى متن درس يومه ذلك، وكل ذلك يقرأه من وراء ظهر القلب. بعضهم من بعد المغرب مستمرا بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وبعضهم من بعد العشاء من غير عشاء إلى قول المؤذن للفجر: حي على الفلاح.. وهو الغالب المشهور المتواتر المستفاض. الجسم يذيبه حقوق الخدمة***والقلب عذابه علو الهمة والعمر باك ينقضي في تعب***والراحة ماتت فعليها الرحمة حقاً ما قاله الإمام ابن دقيق العيد ـ رحمه الله. قلت هذا مقام ضرب فيه طلاب آل السوق أورع الأمثلة، عصراً عصراً من ذلك حدثنا به صاحب الترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ عن نفسه، قائلاً: وكم رعى نوج ليل وارتقب***ما ذاك إلاّ في خصائص العرب وكم مداد قد ألاق وكتب***وكم يراع شجه وكم قصب وكم طوى أحشاءه على السغب***وذاك من تدآبه على الطلب وبهذا مواصلة السلسلة الذهبية في تفنن السوقيين في العلوم، تاركاً للبرتلي ـ رحمه الله ـ قائلاً: الشيخ حم بن أحمد بن الشيخ السوقي كان عالما عاملا بعلمه.. متفننا في العلوم النقلية والعقلية، شيخ في علوم التفسير واللغة العربية والحديث... ص 94 فتح الشكور ط: دار الغرب ـ بيروت. وواد كجوف العير قفر قطعته***به الذئب يعوي كالخليع المعيل كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته***ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 03-15-2010 الساعة 07:02 PM
|
03-16-2010, 11:48 AM | #64 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة الثامنة: لفتة تاريخية عن الألحان السوقية التقليدية الجميلة خاصة من برز من النجوم الوهاجة بجمال الصوت في اللحن السوقي التقليدي: وحبب أوطان الرجال إليهم***مآرب قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكروا بها***عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا الحمد لله الذي منّ على عباده بعفو ما لا يعلمونه فضلاً أن تتعمده القلوب، المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور ـ سبحانك أنت الرب المربوب، أنت حسبي وكفى: الأحد الفرد القدير الأزلي***الصمد البر المهيمن العلي علو قهر وعلو شان***جل عن الأضداد والأعوان أيها القارئ الكريم، إنه: ليست النائحة كالثكلى. كما ورد في المثل القديم. فمن عجائب الدهر التي لا تنقضي، ما لا يدوم فيه من العهد الرضي، إذ فاجأني الغطاس، في ليلة ليلى في غير عادته إذ قرأ في القرطاس، مما أنشده عنه الحال: لولا أحاديث أبقاها أوائلنا***من الندى والردى لم يعرف السمر فسبحان من إذا قضى أمراً ـ كان أمراً مفعولا، وذلك أن شيخي ربيعة الرأي كان عداءً عجولا، منذ عهد تقادم عهده، فإذا أنا به ـ حفظه الله ـ وبحلته الشخصية المحكي منشدها: قد كنت أمشي على رجلين معتمداً***فصرت أمشي على أخرى من الخشب ماضي العزيمة، كأنه المخاطب عن نفسه بهذين البيتين: خليفة الخضر من يربع على وطن***في بلدة فظهور العيس أوطان بالشام قــومي وبغداد الهوى وأنا***بالرقمتين وبالقسطاس إخواني فحادثه بالتغني بالشعر على نحو قول الشاعر: تغنّ بالشعر مهما كنت قائله***إن الغناء بهذا الشعر مضمار فتفطن بالحال من لحن القول، من المعني عنه بهذا السوال من نجوم مدرسة ((تكربنت)). فجال جولة ثم زأر زئير المعلّ، كشرت أنا من غير شعور ـ وكلانا لسنا في الحرم بل في الحل ـ ولما رأى مني النويبات، الحديثة الرضاع من اللبوات، تقسور إلى عرينه، فاتصلت به اتصال العضو بعوض جنينه، فلما علم أنه لا محالة، آنسني بالفعل والمقالة، بما لا يتصور تقاسيم ملاحنه إلاّ بقول القائل: كما قسم الترب المفايل باليد لأنه ظنّ أني نزعني عرق التحنن إلى طلل خؤولتي الوامية عن طلل خؤولتي المرسية، لأن مشاهير هذا الفن المجيدين فيه بحسن الصوت واميون، فلما علم أني ليس بيني وبين الواميين إلاّ أني مسقط رأسي في موطن قبيلتهم ـ وامي ـ عكس بقية إخوتي فإنهم فإن مساقط رؤوسهم عند أخوالهم المرسيين، فلما تبين له أني كغيري أنا المخول المعم منهما جميعاً، قال لي إن للسوقيين نغمات جميلة تقليدية شهيرة، خاصة في المتون المنظومة، فكانت هذه المدرسة قد تتمتع بمن يجيد تلك النغمات التقليدية بمستوى عال جداً في حسن نغمة الصوت وجمال نبراته والتفنن في إحكام تلك النغمات العلمية الشعبية، والتصرف الجميل فيه من التنقل إلى أي نوع من أنواع نغمات الإنشاد ـ حسب بحور أبيات المتون. ألا وهو الشيخ كيون ـ رحمه الله ـ كما سيأتي مما حدثني به وبحديث حسن الصوت مع اللحن التقليدي السوقي، ومن ذاع صيته في امتلاك الصوت الحسن على الإطلاق من أفقه منذ أن سمع الأصوات الجميلة إلى وقت روايتي عنه عنصار هذه الإطلالة، المشذرة إلى شذور ذهبية: الشذرة الذهبية الأولى: اللحن المراد به هنا هو التغني بالشعر. قال الإمام القرطبي نقلاً عن الطبري، قوله: المعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع، وقال الشاعر: تغنّ بالشعر مهما كنت قائله***إن الغناء بهذا الشعر مضمار الجامع 1/14.
وقال في موضع آخر، قال العلماء المزمار، والمزمور الصوت الحسن، وبه سميت آلة الزمر مزماراً.. 14/265.ط: دار الفكر. لذا فالغناء هو ترجيع الصوت الحسن حالة الإنشاد، كما أن جمال الصوت هو المزمار أيضاً، كما سلطت نقول هذه الشذرة الضوء عليه، وليس هنا موضع الاستطراد فيه. الشذرة الذهبية الثانية: نعمة الصوت الحسن وفضله. قال الإمام القرطبي: وكان داود ـ عليه السلام ـ ذا صوت حسن.. وحسن الصوت هبة من الله تعالى، وتفضل منه، وهو المراد بقوله تبارك وتعالى: يزيد في الخلق ما يشاء..وقال ـ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود. وكان قد أعطي من الصوت ما يتزاحم الوحوش من الجبال على حسن صوته.. الجامع 14/265-266.ط: دار الفكر. الشذرة الذهبية الثالثة: قبس من السنة في جواز التغني بالشعر إنشاداً روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه: أن عمر ـ رضي الله عنه مرّ بحسان ينشد في المسجد، فلحظ إليه، فقال: ((قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك)). متفق عليه. قال الصنعاني في شرحه حديث الباب: ففي الحديث دلالة على جواز إنشاد الشعر في المسجد.. وقد عارضه أحاديث..وجمع بينها وبين حديث الباب بأن النهي محمول على تناشد أشعار الجاهلية وأهل البطالة، وما لم يكن فيه غرض صحيح، والمأذون فيه ما سلم من ذلك، وقيل المأذون فيه مشروط بأن لا يكون ذلك مما يشغل من في المسجد. سبل السلام ـ كتاب الصلاة ـ باب المساجد ـ رقم 238 الشذرة الذهبية الرابعة: نبذة عن اللحن السوقي التقليدي الجميل. قلت إن لأهل السوق ـ السوقيين ـ كل أسوك ـ آل السوق، من الأحان الجميلة للمتون المنظومة ما لا أستطيع وفاء جانب بيانه من الحقوق. من الألحان الموزونة ـ تتنعم بالنغمات الشجية، والأصوات الطيبة. إنه من الفنون العلمية الشعبية، المتناسب النغمات، والمنتظم الأوزان بالمحركات، التنظيم المحرك للنفس تحريكاً ملذاً، وهو عبارة عن الألحان المنتظمة الرخيمة، ويتغنى بها الشعر بأعذب الأحان والأصوات الجميلة. مثل ملحة الإعراب، وألفية ابن مالك، والكافية له، وغيرها من الكتب العلمية المنظومة، يستعينون بتلك الألحان الشعبية في مسامرة، على ضوء قول القائل: والله ما ليلي بنام صاحبه***ولا يخالط الليان جانبه في مذاكرة تلك الفنون بتلك الألحان، وإن من الحقيقة أنها بجمال في حسن الأداء والإيقاع الموزون ما لو سمعها الموسيقار، لتاب إلى الله وأناب ـ بإذن الله ـ مستعيناً بها على طلب العلم. ومما يزين اللحن السوقي حسناً إذا انتصف الليل إلى آخر ثلثه الأخير، مستسهلين به طلبة العلم جيوش الكسل والملل، ولا سيما إن كان من المهرة فيه وفي حسنه، يتنقل من نغمة إلى نغمة، بوزن كل لحن على قدر معلوم ـ سبحان ربي العظيم وبحمده ـ وأبشركم أنني إن طال بي العمر ـ إن شاء الله ـ لأزودن منتديات مدينة السوق بنماذج من ذلك التراث الشعبي السوقي الجميل. والآن آن لنا ـ أيها القارئ الكريم ـ إطرابك بما أطربني به شيخي المفنن في حسن الوصف وحكايته بما هو أجمل حسناً، وأجل قدراً من نغمات آلات لهو الموسيقار، المحرمة في دين الملك الغفار. قائلاً لي ـ حفظه الله ـ لما تناولنا هذا الموضوع بالسؤال: إن أبرز واحد سمعته ذا صوت حسن في حياتي كلها خاصة النجوم الوهاجة، هو الشيخ العلامة العالم الغوي اللحان كِيوَنْ بن محمدْ أُولمين ـ الأمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله. كان آية آية في حسن الصوت وجماله والتفنن فيه وفي أدائه، قلت له ثم من يليه في حسن الصوت قال ما رأيته ولا أعلمه، قلت له لا بدّ من استثناء، قال لي إن كان ولا بدّ، طفق يتعجب من جمال صوت هذا الشيخ، قائلاً ما رأيت له مثيلاً، ولا قريباً إلى مستواه على الإطلاق!. فقلت له: ولو؟. فقال لي يأتي على أثره :العالم الشهير الشيخ إبراهيم بن محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي. فقلت له ثم من؟ فقال لي ـ حفظه الله ـ الباقي في درجة متقاربة أي: في الحسن. وكنت ممن أتي العلم بحسن صوت الشيخ كيون ـ رحمه الله ـ وصيته العطر في ذلك من قبل هذه العسجديات: الشيخة السيدة أم عمران فاطمة ـ فُضِي ـ بنت محمد الصالح بن إنكس أونن ـ عسجدية إدريسية سوقية وامية ـ رحمها الله. الشيخة السيدة تحيى بنت الصالح ـ أَسَّا ـ عسجدية إدريسية سوقية مرسية ـ رحمها الله. الشيخة السيدة سُتَّا بنت محمد ـ إنْ تِمَظُّجِنْ ـ عسدية إدريسية سوقية مرسية ـ حفظها الله. وهن من مشيخاتي الجليلات في التاريخ كما أخبرنني بمعاني هذه الإطلالة. الشذرة الذهبية الخامسة: جرم البدع خاصة في متعلقات هذا الفن قال القرطبي: وسئل الإمام أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم ـ حرس الله مدته ـ أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص، ويتواجد حتى يقع مغشياً عليه..هل الحضور معهم جائز، أم لا؟أفتونا مأجورين.. الجواب ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلاّ كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقه ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى.. فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق. الجامع لأحكام القرآن 11/237-238. ولا ينوب بعض هذي إن وجد |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-17-2010 الساعة 04:27 PM
|
03-16-2010, 08:21 PM | #65 |
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
لا بد من تسجيل إعجابي بهذه الورود والنجوم والإطلالات الرائعة الفائقة والشيقة وإن كنت متأخرا بعض الوقت ولكن أسجد للسهو وبعد ذاك أسطر ببناني شكري وتقديري لشيخي السوقي الأسدي على هذه المعلومات التاريخية والسبائك الذهبية لبعض أعلام صحرائنا الكبرى وهم كثر ولله الحمد وإن لم تدون مآثرهم أبقاك المولى لخدمة تراث الأجداد ونفض الغبار عن الأمجاد
|
[img3]http://pv2qqw.bay.livefilestore.com/y1p0ITUxHGlenHQKidjsgCjGg18L9lPV0yLSPK3i5oKvsjqqxZ m0eOuJCOrGsm4D0ppSAe7oxyj1JE[/img3]
|
03-17-2010, 04:34 PM | #66 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الشكر والتقدير: الأستاذ ابن الوادي الأديب، البارع العبارات الشبل الربيب ـ بارك الله فيك وفي مرورك الكريم.
بعد أسنى التحيات: |
|
03-17-2010, 04:39 PM | #67 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة التاسعة: أطلال مدرسة: ((تِكَرْبَنْتْ)) على أرض الواقع الزاهر، من ديوان التاريخ القديم والمعاصر. لمن طلل عـفا بـ((إِنافِرِينا))***فــ((ذي أُهُـبِ)) فـ((نَوْرِ)) فـ((إنْدَهِيـنا)) فَقِيعان بـ((مَلَّ)) فبطحا ((مَرْسي))***فــ((ذي ذهب)) إلى ((إنَمَمَّينا)) فـ((تَلّفَنَنْ)) فـ((ذي سلم)) فـ((كبش))***مغانٍ كم أجــلت بها الكـورينا فـ((آكــام)) جبال راسيات***مـراقب عـن شمـال ((تِبَنْـدَغِينا)) مغان قد قضيت بها شبـابي***ومسود الذوائب كنت حــينا ليالي بسطة وهنا وخفـض***وأمـن من قراع الأقــورينا ولا أنسى الرواحل ذات يـوم***غــداة البين قيدت بالبرينا وشدت على هوادجها مروط***مــرقشة لذي أسد حدينا وعاودت المصيف بها قـديما***وفي مشـتى الارجاع يرتعينا وقفت بها فما يجدي اجتلاء***أصيـلالا مـراجعة أمــونا فصبحنا مسارح ((هَمَّكِيرَْ))***وألقينا العصي بها قـطــينا أسائلها فكيف سوال جــير***عــلى أدم محـال أن تبينا فرجعت الحنين وكان حــقاً***أكـــيد أن أرجعه سنـينا إطلالات تطلل بها المترجم له الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ التي جاءت على قدر جميل مقتطفاتها من شعر شعراء أهل السوق، في: أنوار الشروق ص109- 110 الحمد لله القائل: فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. يا أكرم الأكرمين برك أرجو وعونك الماعون ـ اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً ـ آمين. في كل جيل من الأجيال أخيار***وخيرهم من له في العلم أخبار كل مضى تاركاً في العلم منقبة***كــأنه علم في رأسه نــار إنه من المسك المعطر، الذي يذكر، فينشر، وهو أن شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ لما بلغ بي عناصر هذه الإطلالة، سبقني سبق اللسان ذو دلالة. إذ فهم منه معاني الشكوى ـ حسب فحوى خطاب شعر الشاعر المذكور، إذ وردت مورد المثل المشهور: أين الثرى من الثريا. فزجرني بقوله ـ جزاه الله عني خيراً ـ: ((معاني هذه الشكوى ادفنها اليوم دفن الميت)). وكان مؤرخاً فطناً باراً بسلفه وخلفه، ثم جبر كسري ـ حفظه الله ـ بما أنشده عنه الشاعر من المعاني: وما نحن إلاّ مثلــهم غير أنهم***مضوا قبلنا ونحن على الأثـر فالآن آن لك ـ أيها القارئ الكريم ـ أن تكرب معنا ما: تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت***وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد هذا وإننا اليوم مع صاحب مروج الذهب ـ شيخي ربيعة الرأي ـ في معرفة البلدان وطرق جغرافيتها على ما يلي رسم خريطته هاتفياً: مواطن مدرسة تكربنت العلمية المتنقلة بالناقلات الرفيعة الغالية: هذا ومما أفادني شيخي الشيخ عبد الله ـ ربيعة الرأي ـ بقية حفاظ التاريخ ـ حفظه الله ورعاه. حينما تعرضت لهذه المسألة التاريخية المتعلقة بتحديد تاريخ هذه المدرسة المتميزة في جميع الوجوه، استهل المحادثة ـ بارك الله في عمره ـ بما معناه، إن هذه المدرسة المخضرمة، ذات الجواهر المكرمة، مرت على مراحل زمنياً ومكانياً، منثورة جواهر الأحجار الكريمة: الجوهر الكريم الأول: عام تأسيسها: فأفاد قائلاً ـ حفظه الله: إنها أنشئت وعمري اثنا عشرة سنة، وأنا ولدت عام 1935ميلادي، فحددنا تاريخها سوياً بهذا التاريخ 1947ميلادي. الجوهر الكريم الثاني: عمر هذه المدرسة. وقد أفادني ـ حفظه الله ـ أنها امتد عمرها إلى أربع سنين من يوم نشأتها إلى يوم تخرجت دفعاتها ـ النجوم الوهاجة ـ بأعلى مستويات أصحاب الدراسات العليا فشمخ شخصها بعد ذلك التاريخ المبارك ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. لذا فعمر هذه المدرسة الميمونة امتد إلى أربع سنوات، أي: من عام 1947ميلادي، إلى عام 1951ميلادي. الجوهر الكريم الثالث: مواطن هذه المدرسة الكريمة. بادي ذي بدء أنشت هذه المدرسة الجميلة في منطقة مرسي، ومكثت فيها أربع شهور، وفي أحد شهورها تلك أفلت شمس العلوم، والمآثر الجليلة والفضل المعلوم، الشيخ العلامة الشهير جابر ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ فكأن الشاعر عزانا عنه بقوله: حلف الزمان ليأتين بمثله***حنثت يمينك يا زمان فكفر وقد دفن في مقبرة: ((شَتْ مرسي))، ثم بعد هذه الفترة المحددة بالشهور الأربعة انتقلت إلى تِيناكُفْ، ثم إِكَشَمْ، ثم بَكَلْ. وبين هذه المناطق جرت يوميات هذه المدرسة الجليلة التي امتدت إلى السنوات الأربع المذكورة. وهنا قلت لشيخي ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ ما لي لا أرى طلاب المنح من سلسلة مجمع الجامعات الجوامع، فاستفاض في حديثها الجليل الرائع الذي منه قوله: إن كل جامعة تتمتع كلياتها بإدارات علمية رصينة، منها فرع جامعة ((كل وام)) التي يترأسها نجل إنكس أونن الشيخ العلامة عمر، وذكر بعض كواكب طلابها الدراري من الممنوحين وغيرهم، فقلت له حسبك ـ بارك الله لنا فيك المعمر: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل***بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقرات لم يعــف رسمها***لمــا نسجتها من جنوب وشمأل ثم تمالكت نفسي بقولي لشيخي المؤرخ ـ رحمه الله: امض بي الآن في أطلال صاحب الروض الباسم، إي ورب أبي القاسم. الجوهر الكريم الرابع: ترميمات المدرسة البنائية الجميلة. لما كانت هذه المدرسة الجليلة، تتنقل بها الأحوال، من مكان إلى مكان من أماكنها الأطلال، كيف إحداث ترميم لها، فقال وما لها: إن طلابها ـ النجوم الوهاجة ـ إذا اهتز لها مكان انتقلت إليه، ثم يحيون ساحاته الجميلة بالانضمام إلى مسرح إدارات كلياتها، فيظلون عليه بالدروس عاكفين حتى ينتهي بناء مبنى الجامعة المتنقلة بالكليات. وذلك بأن يعطى الخدم قيمة أجرة البناء المكون من أعمدة خشبية، وثقف حشيشية، جامعة بديعة الصنع، جميلة الهيكل المبدع، المزينة الداخل والخارج بصنوان: أثيث كقنو النخلة المتعثكل هذا في الصيف والشتاء، وأما عند الربيع المنعمون به بنزول أمطار السماء، فضلا من الله البر الرؤوف، عند ذلك ينتقل ذلك البناء الحسن إلى الخيم من جلود الأنعام المذكورة في الوحي المبين بصفة الموصوف. ثم إن هذه الجامعة المتنقلة الباهرة المباني هي كغيرها من جامعات آل السوق المعمورة الكليات المزودة بأهم مقررات المدارس العلمية في العالم الإسلامي منذ انبلج عليها فجر الوجود إلى اليوم ـ ولله الحمد والمنة. الجوهر الكريم الخامس: تعريف مدرسة: ((تِكَرْبَنْتْ)) لغة. هي اسم ((بيت)) باللغة الطارقية يوج في المناطق التي يصنع فيها من أصول سنابل الدخن وما في معناه من أنواع الحشيش الافريقي القوي. وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، وقد جرى ما جرى من التعريف بها إفادة من ليس من أهل اللسان بها من أهل المنطقة، لا تعليم من كان من أهل المنطقة العالمون بها، فمنهم من يكون أعرف بذلك من مسطر هذه الأحرف، وإنما تناولت هذه التعريفات اللطيفة لإسعاف زوار منتدانا ببعض التقاليد الأمم الإسلامية التقليدية الشعبية والمعمارية، لا غير. وعلى كل حال فهذا النوع من البيوت التقليدية، هو ضرب من الأكواخ الأفريقية، التي غالباً ما يقام ببنائها للسكنى فيها زمن الشتاء والصيف. فإذا دخل موسم الأمطار ينتقل عنها جمهور المجتمعات القاطنة صحاري صحراء ـ أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق. ثم يكون الانتقال إلى مواطن الكلأ والعشب الربيعي، فتنصب الخيم ـ إهَكْتانْ، مفرد هذا الجمع (إهَكِتْ) باللغة الطارقية المصنوعة تلك الخيم من جلود الأنعام. يا رب سار بات ما توسدا***إلاّ ذراع العيس أو كف اليدا
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-17-2010 الساعة 04:50 PM
|
03-18-2010, 11:35 AM | #68 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة العاشرة: العلق النفيس، بأصل من أصول مدرسة تكربنت الدريس. لخولة أطلال ببرقة ثهمد***تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم***يقولون لا تهلك أسى وتجلد الحمد لله الحيّ الباقي قيوم السموات والأرض، يحيي ويميت يهب لمن يشاء من السؤدد ما هو من آثار فضله الفياض المحض، سبحانك وبحمدك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ـ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، وعلى والدي..ـ آمين. ديار من بني الحسحاس قفر***تعفيها الروامس والسماء إن شيخي ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ لما ساقتنا الأقدار، بتقدير من عالم الخفيات والأسرار ـ سبحانه ـ تفيأنا إلى ظل ظلال ثلاث من الشعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب، فاستدررت حديث طلل هذه الإطلالة بالثناء عليه بمعاني قول الشاعر: حراً حكيماً ودوداً ليناً بطلا***تليد مجد ظريف الفضل والشيم لجده قالت الأمثال من قدم***السيف أصدق أنباءً من القلم وشهرة لأبيه أصبحت مثلا***جاءت بأشهر من نار على علم فقال لي ما لمّح إليه معنى المقالة الشهيرة: هذا حق يراد به الباطل. لا تعرضن بذكرانا مع ذكرهم***ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد فتوقفت توقف المزجور، إي ـ ورب البحر المسجور. إلى الحول ثم اسم السلام عليكما***ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر لما غلبنا الحزن على أهل هذه الديار، التي رحمنا الحال ـ عن ساكنيها المحبوبين ـ بمعاني هذا البيت، ثم ابتدر المخرج فابتدرته معه على نحو من قالت: هيت. فتبسم ضاحكاً، منشداً عنه الحال ما لا بدّ منه متداركا: توهمت آيات لها فعرفتها***لستة أعوام وذا العام سابع أيها القارئ الكريم، إنني لما بلغ بي شيخي ربيعة الرأي المؤرخ ـ حفظه الله ـ هذه المقامات من أخبار من مضى، خاصة المسكي الزكي عن مدرسة ((تكربنت))، قلت في نفسي إن هذه المدرسة الميمونة، ونظمها الباهرة، ومناهجها الرائعة، وطرق سيرها المنتظم، ليست هي الأولى من نوعها، بل ربما سبقتها أخرى قديمة، إن لم تكن الأخر. فسألت شيخي عما هجس في نفسي، فجرى بيننا ما أغنت عنه الإشارة. ثم قال لي نعم، هناك مدرسة أخرى قديمة مخضرمة بين القرن الحادي عشر الهجري، والقرن الثاني عشر، حسب تقديره ـ حفظه الله ـ قائلاً لي ـ بارك الله في عمره ـ هي التي جرت هذه في أثرها، فقلت له ـ حفظه الله ـ ارحمني بخبرها الفواح، فقال لي ليس لذلك سبيل: إنه العود الغالي المسموع به. ثم تفضل عليّ بقولة مخبر داهية حافظ ضابط لماح، هاهو ما تداركه الداهية اللماح ـ حفظه الله ـ من درر كان زمانها بها هو الفلك المشحون ـ اللهم أجرنا عن مصيبتنا أجراً غير ممنون. وكانت تلك المدرسة وقعت في زمن هذه البدور، التي عدد لي مشارقها، ومغاربها، هم: البدر المنير الشيخ مَدَامَدَا بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. البدر المنير الشيخ إسَالَّسْ بن حَمَّ بن إبراهيم الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ ممن سمى به الشيخ إنكس أونن ـ رحمه الله ـ إلى سماء الأمجاد. البدر المنير الشيخ أبو الفرج بن حمنان بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. البدر المنير الشيخ أشِيراشَتْ بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد بن أُعالَّ الإدريسي السوقي المرسيي البدر المنير الشيخ المنصور بن إِمَشَقَغْ بن محمد آحمد بن أُعالَّ الإدريسي السوقي المرسي البدر المنير الشيخ إِزَقَّغْ بن حَمَّانِ بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله البدر المنير الشيخ محمد أحمد ـ آيا ـ بن محمد احمد بن هَمّاهَمّا بن القارئ بن محمد بن محمود بن محمد ـ أَدّا ـ بن الغزالي بن علي بن يحيى الإدريسي السوقي ـ رحمه الله ـ ممن سمت به فانبلقو إلى سماء العز. البدر المنير الشيخ تحمدُ بن محمد بن أتا الأنصاري السوقي البكلي ـ رحمه الله. البدر المنير الشيخ سُنْبُلي بن حَمَّانِ بن الذاكر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. فلما سما لي هذه البدور، بلغ بنا الحزن مبلغ الفتور، فاستنشد الحال بقول الشاعر: إن مات ميت من تميم***فسرك أن يعش فجأ بزاد ففهمت منه حسب دلالة معاني البيت، قوله تعالى: ((آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا)). قلت، قال الإمام القرطبي: فيه مسألة واحدة، وهي اتخاذ الزاد في الأسفار، وهو رد على الصوفية الجهلة الأغمار، الذين يقتحمون المهام والقفار، زعماً أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار. 11/13ط: دار الفكر. وبلدة ليس بها أنيس***إلا العيافر وإلاّ العيس
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-18-2010 الساعة 11:37 AM
|
03-19-2010, 01:56 PM | #69 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة الحادية عشر: طلل طلول الأطلال مغرب شمس العلوم والهلال. فيا قاطن العلياء لا زلت عالياً***ولا زلت هطال الغيوث الهواطل ولا زلت فيها نائلاً رتب العلى***وحولك تسري نيرات المشاعل ولا زالت الإقلام تهطل عسجدا***تخط به درر التهاني لفــاضل أخي القارئ الكريم، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. إذا كان مدح فالنسيب المقدم***وإلاّ فإن الصمت بالحر أحزم إن ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ كثيراً ما يقول في المسائل العظام لي قف عندها وعنونها، بـ: تنبيه. إنه تارة ساحر محض آمن بموسى وتارة أخرى زاهد عن الدنيا مزاهد عنه على شاكلة راهب أصحاب الأخدود لغلامه النبيه ـ جعلني الله وإياه ممن تبدل سيئاته الحسنات، يوم: والذين أتوا العلم درجات. هذا فلما ما بلغ بنا السعي ذكر مسار الكواكب السائرة إلى مغرب شمس العلوم ((تنغاكلي)) استرسل بالحديث المرسل الصحيح، بقول صيرفي أمين نصيح: مسلسل قل ما على وصف أتى***مثل أما والله أنباني الفتى |
|
03-20-2010, 10:00 AM | #70 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
تابوت اللجين: يا حبذا نضاره ونضرته***وحق مولى أبدعته كرته لولا التقى لقلت جلت قدته الحمد لله القائل: قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات. فسبحان الذي زين سماء أفقنا بمن بلغ في الفضل والمجد والمآثر الحميدة الباهرة الغايات. قف العيس في أطلال مية واسأل***رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل أظن الذي يجدي عليك سـؤالها***دموعاً كتبديد الجمان المفــصل أيها القارئ الكريم، إنه لما بلغ بي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ رحلة المترجم له الشيخ إغلس ـ صاحب الترجمة، حين كان من الآمين إلى كعبة العلم ـ مغرب شمس العلوم المعينة ـ جامعة تنغاكلي ـ طفق يفصل ما أعجمه. حول هذه القبيلة العلمية السوقية الجليلة التي أصبحت رحلات طلاب العلم إليها من المندوب، إن لم يكن من الواجب العرفي التعليمي المرتقي بمعاني الوجوب، لما تظاهرت نصوص الكتاب والسنة في عظم أمر طلب العلم، فالتوجه بطله إلى جهة أجل مقاماته كان حكمه حكم الأفضل فالأفضل، والأولى فالأولى الأجل. إذ قد كان من المتعارف عليه بين القبائل العلمية السوقية وغيرها ضرب أكباد الإبل نحو جامعة حيّ تنغاكلي، العلمية الغالية اللآلي. فيأتي طلاب العلم إليها، بل بعضهم حين يأتي إليها ـ لا يأتي إليها إلاّ بعد ـ أن يعد من العلماء الأجلاء، لكنه أتى إلى كليات هذه الجامعة المتميزة لينال بعض التحريرات العلمية الوثيقة، والدرر المتعلقة بمنهجية التدريس التقليدية الدقيقة، إضافة إلى ملاقاة جماهير طلاب العلم المتميزين، التي تكسب الجميع حسن المناظرة والناقشات العلمية المتميزة، والاستفادة من ذلك الجو العلمي الرصين، فيرجع الطالب إلى قبيلته بعد تلك الرحلة العلمية الممتعة ذا شخصية علمية متينة، مكسوة بحسن السمعة العلمية الحسنة، والصيت الجميل المنقطع النظير الذي يتمتع به المتخرجون من مدرسة هذه القبيلة السوقية الميمونة المناقب. فلذا يأتي إليها طلاب العلم من كل حدب وصوب خاصة طلاب العلم بين قبائل العلم السوقية التي منها ما سيسرد لنا ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله المورخ ـ حفظه الله ـ أسماء روادها جيلا جيلا. المقسمة رحلاتهم على طبقات متميزة أربابها، الذين هم من نجبائهم وقتئذ صاحب هذه الرحلة المترجم له الشيخ إغلس ـ رحمه الله. إذ قد ألقى عصا ترحاله لدى ذرى الشيخ العلامة بحر العلوم العظيمة الفهامة الشيخ غمنا القائل عنه أحد طلابه النبلاء الشيخ العلامة الإدريسي السوقي الوامي محمد الأمين ـ رحمهما الله. وهَسْهَست الليالي قدر جهد بلا ملل لدى (غمنا) الرئيس |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-21-2010 04:15 PM |
نضرة الورود الثالثة | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 12 | 12-26-2009 12:59 PM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |