|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-09-2012, 09:52 PM | #41 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
علاقتهم بإقـــدش.
العلاقة بين كل فامبلقو بقبيلة(إقدش)كانت معتنى بها بشكل لافت بين الحيين بحكم مكانة قبيلة إقدش بين السوقيين وما تتمتع به من الأهمية. فممايذكر من هذه العلاقة الوساطة الناجحة التي قادها شيوخ إقدش بين هذا الحي وبعض زعماء( إولمدن) في تسليم خيول أصيلة كانت للعمة (الزهراء)بنت الشيخ آوا بن موسى أخي الشيخ هابا وهي أم هماهم بن أحماد الجلالي وإخوته, ورثتها من أبيها وأعطتها لأبنائها المذكورين فرفضت تسليم الخيل بحجة أنها لأولادها فرد عليها شيوخ (إقدش) بأن الأولاد لاحاجة لهم بالخيل في هذه الفترة, وإنما حاجتهم في التعلم والتحصيل المعرفي, والخيل لأهل النجدة وللجيوش المدافعة عن العباد والبلاد فأقنعوها بقبول العوض فرفضت العوض وقبلت تسليم الخيل بشرط أن يقدم أبناؤها على غيرهم في التعليم, ويقدموا في الإمامة إذا كبروا, وقد أشار العلامة الشيخ العتيق إلى طرف منها في الجوهر الثمين فانظره عند ترجمة الشيخ محمد البشير والد الشيخ (ساله) ص 464من النسخة الأخيرة. وهناك الكثير من الرسائل التي اطلعت على بعضها بين الحيين كانت شاهدا على حميمية العلاقة بين الحيين منها مادار بين بعض أحد أبناء الشيخ سله وغالب ظني أنه خزيمة وبين الشيخ هدا بن محمد أحمد بن هابا حين أرسل في موضوع بينهم وكان رسول الشيخ خزيمة يركب فرسا أصيلة كانت لخزيمة فمازح الشيخ هدا في الرسالة قائلا له. مطيّة الضّيف عندي تلو صاحبها ... لن تكرم الضّيف حتى تكرم الفرسا ومن ذلك الأبيات التي خلدت هذه العلاقة بين الحيين ولم يخف فيها قائلها محمد الصالح بن الثابت جد (الصاوي) ألمه والوحشة التي أصابته بفراق الحي وانتقاله إلى (أربندا)إثر القلاقل التي كانت بعد نقض الصلح بين فرنسا وزعماء الطوارق وتعد هذه الأبيات قائمة مهمة لرجالات العلم في الحي في ذلك الوقت وهي. مني إلى الحي الكرام ابن الكرام = أزكى سلام فائح عد السِّلام عيبة نصحي ومناري في الخيام =أوفوا بميثاق واوفوا بالذمام هم عدتي هم عمدتي دون الأنام =قدما وحادثا إلى يوم ازدحام وهم اباة الضيم من أهل الوئام =وهم بناة الدين من بين اللئام وهم معادن التقى على الدوام =وهم نباريس مصابيح الظلام لو ريم حصر مالهم من المقام = لكلت الأقلام من قبل التمام يافرقة قد هيجت مني الغرام = وأضرمت في القلب نارابالغرام عليهم مني وإن شط المرام = تحية تحيي فؤاد المستهام وبعد إنني أحن كالحمام =شوقا إلى محمد اكنن الهمام السيد التقى الشهير الابتسام = العالم الأعلى العلي في المقام واذكر مدا واذكر فذا في ذاالمقام = إذركبا في الفضل ذروة السنام واذكر أخا الحياء حماي الكرام = وشاغة الأنيس مطعم الطعام واذكر هنا أحنى وخص بالسلام = وبالثناء فاق عدة السلام لاغرو إن أخر أحنى في النظام = فبنينا المفضل الختام فأجابه الشيخ محمد اكنن بن محمد جد (أحمدا بن عبدُ) (أما) بقوله: على الصديق أنور السلام عداده كعدد السِّلام أزكى من الورة في الأكمام = أحلى من القرقف والمدام لبينه جزعت كالحمــام =على الهديل سائر الأيام السيد السميدع الهمام =محمد الصالح ذي المقام وقد علت حقا على الغمام =همته جراء فعل سام قد ورث السؤدد من أعلام =أجلة جدودة كــرام المطعمو البائس والأيتام = وهم على ذلك بالدوام الواسعو الصدور للّهام =من بقر وابل سوام هم من هم هم ذوو أحلام =صافية مصابيح الظلام وهم نجوم واصل الأرحام =وهم لنا في دهرنا كالحام أكرم بهم من علية عظام =وفي العلوم فائقو أقوام في غيرذا من رتب جسام = هيهات أن تحصر بالأقلام من رام شأوهم ففي الغرام = مارام من ذلك من مرام لازال منهم أمد الأيام = قطب يضيئ غبش الظلام ثم صلاة الله مع سلام = على النبي سيد الأنــام وآله وصحبه ا لأعلام =مارد حِبّ أنور السـلام وأما علاقاتهم بالقبائل السوقية الأخرى فهي مبنية على الحب والتلاحم وهي كالتالي : 1- كل (وامي) هناك تواصل لاينقطع بين قبيلة كل وامي وقبيلة كل فامبلقو وهم أخوال الكثير من بيوتات كل فامبلقو, وللشيخ انكس أونن بن اسالس في توطيد هذه العلاقة أخبار في أسفار, وما زال الناس من الحيين يتحدثون بها ويشيدون بهاحتى اليوم. 2- كل (أضاغ) هناك بعض الرسائل التي اطلعت عليها بين الحيين وبالتحديد بين الشيخ سيدي بن أتلاغ والشيخ أحنى ابن آيا تدل على قوة الترابط بين القبيلتين. 3- كل (لام ألف) , سبق الحديث بأن بعض بيوتات كل (لام ألف) جزء من حي كل (فامبلقو), وغالب الناس لايفرق بينهم وبين أهل بيتنا خاصة, وذلك بسبب قوة الارتباط في النسب, وهناك في حينا كتاب تفسير الجلالين وهومن أقدم الكتب الموجودة في الحي وهو من إهداء بعض شيوخ قبيلة كل (لام ألف) لجدنا محمدأحمد بن هابا,وهناك من علماء الحي من أخذ من علماء كل (لام ألف) أمثال الشيخ العالم الزاهد عبد الاله. 4- كل (جنهان) تعد قبيلة كل جنهان من القبائل التي يشتركون معها في مناطق النفوذ الديني, ولهم علاقة جوار امتدت لقرون وكان الشيخ ملو بن ابي بكر لاينقطع عن مجلس الشيخ موسى بن انمد الجنهاني الزاخر بالتأصيلات العلمية, والفوائد الفقهية, كما أفاده الوالد في كتابه (سح السحاب) إضافة إلى ان الشيخ جلا بن لالا من تلاميذ الشيخ أحنى. 5- (كل أغشر) مبنية على أسس متينة تغذيها الخؤولة وعلاقات الجوار. 6- كل(أسكن ) وهي من القبائل التي يشيدون بمكانتها, وسجل ذلك علماؤهم من خلال شروحهم لكتب العلامة الشيخ محمد (انلبش) بن محمد ومن ذلك شرح الشيخ أحمد (عرفة) بن محمدُ (ممد) لأرجوزة الشيخ (إنلبش) في العقيدة وله أيضا شرح على عدة الحافظ له , ويعد هذا عندي من أهم العلاقات السوقية. 7- كل (تكرنات) الموجودين بجوارهم فهي قوية ويتابعون رعايتها من خلال الزيارات المتبادلة بينهم وكان شيوخ القبيلة من أول من لبى دعوة الشيخ المجاهد محمد أحمد بن الجنيد. 8- كل (تنقسا) ولهم علاقة متينة بفرع أبناء حكيم من كل (تنقسا) فقد كان حمطايا بن محمد بن حكيم من أعز أصدقاء جدنا عبدُ والدأحمدا. 9- كل (تنغ اكلي) لم اطلع على شيء يتعلق بعلاقة الحيين في السابق ولم أسمع أن كل فامبلقو أخذوا شيئا من العلم من كل (تنغ اكلي) ولم أنف وجود ذلك لاحتمال أن يكونوا قد أخذوا عن بعض علماء تنغ اكلي في المجالس العلمية التي يعقدونها في مسجد كل (بقو) حيث إن تنغ اكلي لهم اتصال ببيت محمد الصالح (افنفن ) وحدثني الخضر بن الشيخ عالي بأن شيخه جارو بن غمنا كثيرا مايسأله عن تفاصيل كل (فامبلقو) كما لو أنه منهم. 10- كل (جرت) لم اطلع على معطيات تفيدني فيمايخص العلاقات بين الحيين إلا أن أحمدا بن محمد الصالح (اللادي) و هو من شيوخ كل فامبلقو الذين لهم اطلاع واسع بالأنساب حدثني فاه لفي أن هناك علاقة نسب بين هذين الحيين وكان محمد أحمد بن حمنو ممن يشيد بذلك ويذكره في جميع لقاءاتي معه, وكان يزور حي فامبلقو كثيرا فترة تواجده في (مالي). 11- كل (ملحيا) لم اطلع على مكتوب أو من يفيدني بشيء عن العلاقة بين الحيين إلا أن ما يخص الفترة الحالية, والتي شهدت تناميا للعلاقات بين كل فامبلقو وفرع (ملحيا) الذي في (تن مقشا) شرق النهر, بسبب الزيجات التي تمت بين الحيين. 12- (دركوي) وقد رأيت رسالة مفعمة بمعاني الحب والود لازالت معي من شيخهم محمد بن إن توتو, وجهها إلى مشايخ كل (فامبلقو) تدل على عمق العلاقة بين الحيين. |
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 06-03-2013 الساعة 11:34 AM
|
01-11-2012, 09:36 PM | #42 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
المرحلة الثانية من مرحلة تعلمي.
وهنا ننتقل إلى المرحلة الثانية من مراحل طلبي للعلم والتي كانت بدايتها 1399 للهجرة ويبدو أنني أطلت في الحديث عن المرحلة الأولى,لأنها جرت أمورا وأحاديث بعضها لا يخصني شخصيا , وإنما جرها ارتباطي الذي يصعب فصله عن القبيلة التي أنتمي إليها, والاستفاضة في هذا الموضوع مهمة عندي إلى درجة أنها أهم من الموضوع الأساسي نفسه. وعلى كل فقد اختار والدي أن يرسلني إلى حي(كل تجلالت) ليوجد قدرا من المنافسة التعليمية بيني وبين شقيقي سفيان الذي أرسله قبلي إلى حي (كل تبورق) تلميذاعند الشيخ المنير بن الشيخ حماد رحمه الله وكان الوالد كلما وجدنا مجتمعين في زياراته للحيين يقول لي أنا وسفيان, انتبها لأنفسكما وتعليمكما أنتما كفرسي رهان, فحينا في انتظار ما تعودان به من العلم في رحلتكما في طلب العلم. فارسلني إلى الشيخ العلامة العتيق بن الشيخ سعد الدين وذلك بعد إكمالي القرآن بعضه حفظا وبعضه قراءة. وقد ذهبت تلك الأيام بأسرارها وأخبارها, وحلوها ومرها, ولم أسجل من ذلك شيئا ولم تكن فكرة تدوين الذكريات مما يدور في أذهان الناس, وأبكي على ما ذهب ولم تسجله ذاكرتي من أحداث تلك الأيام والعتب في ذلك علي وعلى كر الليالي التي طوت غالب أحداث سني الطفولة والشباب, وطوحت بها في مجاهل الصحراء,فكنت كمن عثر على كنز ثم تركه ليعود إليه ولم يحدد معالم المكان, ولم يضع علامة تهديه السبيل,فلو قدرلي أن ارسم بقلمي ذكريات تلك الأيام والعيش غض, والعود رطب لكان ذلك آية في الروعة, وغاية في الجمال, أما الآن فهيهات, فقد تغيرت الاحوال, وتغير كل شيء, فلا ذلك الزمان مثل اليوم. (ومن ذا الذي ياعز لايتغير). محطات على ضفاف الذاكرة. وبقي لي أن أقول أن هذه المرحلة لم تكن تختلف كثيرا عن المرحلة السابقة فإنها وإن كانت وفرت ما أحتاج إليه من الناحية التعليمية إلا أنها حرمتني من أشياء يحتاج إليها عالم الطفولة الذي يرقص ويطبل في داخلي ولم تُتَح لي أي فرصة للبطالة ولا الاستقلالية التي كانت تميل إليها شخصيتي بل نقلتني من سلطة (معلم القرآن) إلى صرامة (الشيخ) الذي يعتني بمراقبة السلوك والعادات إلى جانب التعليم . ما وراء اللثام. ويسعى الشيخ جاهدا في تنمية وتغذية الآداب التي كانت في مرحلة التخلق, إلى أن تتكون فيحمى حماها بالعمامة واللثام الذي لم يكن عند القوم مجرد عادة سائبة, بل أريد له أن يكون حاضنا لآداب وأعراف لها قيمتها وقامتها في المجتمع, وينظر إليه العلماء على أنه شعار العلم والهيبة وحبب إليهم ذكر المقولة المشهورة في ترجمة مالك (وما أفتى مالك حتى استفتاه أربعون محنكاً) ، والتحنك اللثام تحت الحنك لأنه شعار العلماء في القديم . وصايا على درب الحياة. فأول ما يقولون للشاب عندما يعممونه (انك صرت رجلا) أصبحت مطالبا بواجبات والتزامات الرجال, فاترك عنك حياة الطفولة وابتعد عن ضجيجها وصخبها. بأي ذنب وئدت هذه الأحلام. وأشعر أنني لم أجد فرصة في تحقيق بعض أحلام الطفولة, التي وئدت في نفسي وهي حية, ولم أعطَ فرصة في بناء صروح أحلامي وأوهامي ورغباتي وعواطفي, ومنعتني من الانفعالات النفسية التي كنت أحتاج إليها في فترة الطفولة والمراهقة. وقد دفع أبنائي ثمن ذلك حيث إنني أتابعهم في كل صغيرة وكبيرة وأطالبهم بمثل ما أطالَب به وقتئذ فأتذكر حاجتهم إلى اللعب وشيء من اللهو فأكف عنهم, ومع ذلك فقد أعطتني هذه المرحلة فرصة التحليق بعيدا عن الجو العائلي, إيذانا ببناء علاقات وصداقات بنيتها بنفسي, إشباعا لرغبة يواكب تعاظمها مراحل طفولتي كلها,وأحس من خلالها أنني لبيت فيها مطلبا ملحا لفكري وطموحي وشخصيتي, إلا أنني لا أستطيع تجاهل بعض طموحاتي التي دفنت في رمال الصحراء, وأعزي فيها نفسي, كيف لا وقد عوضني الله خيرا منها. وعلى سبيل المثال كنت كأي شاب في الصحراء يعجبه أن يشبع رغبته في اللباس ويعيش حياة الشباب كما يعيشها أقرانه وأن يختار رحلا (تَرك) وجملا من خيار المهاري, ويسابق به في تلك الصحاري, ولا فخر وأنا ولله الحمد ممن يملك القدرة على تحقيق ذلك كله ولكنه لم يتحقق, بحجج أرى أنها واهية وهي حجة أنني طالب لابد أن تختزل حياته كلها في اللوح, والكتاب والدفتر. ولم أنس في حياتي أن الشيخ العتيق أخذني أول وصولي إلى مسجد حي (كل تجلالت) مباشرة وأمرني بالوضوء, وكان الغالب من الناس في الصحراء يتيممون بدل الوضوء, وكان الشيخ العتيق من الربانيين الذين يربون بصغار العلم قبل كبارها مع كرم النفس، وسعة الصدر ، وعظم الصبر، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه داعية في سلوكه،أسوة في عمله وفي منطوقه،ومما أذكره في أول ليلة قضيتها في بيت الشيخ العتيق أنني سمعته بعد أدائه (وتره) يقول (سبحان الملك القدوس) ويكررها ثلاث مرات يمد بالأخيرة صوته فحفظت ذلك منه وكنت أقول هذا الذكر في وتري حتى جئت السعودية, وفي بعض المرات سمعني أحدهم وأنا أردد هذا الذكر فطالبني بإعادته عليه فقلت له لماذا؟ قال لأنني أول مرة أسمعه وتحاشى أن يقول لي بدعة فقلت حديث صحيح في سنن النسائي, فقال لم أسمع مشايخنا يقولونه , فقلت له هل كل ماقالوه سمعته قال لا فقلت له اجعل هذا الحديث من الجزء الذي يمكن أنهم يقولونه ولكنه لم يبلغك. جزى الله شيخي العتيق عني خيرا. فممالا أنساه أنني وجدت الكثير من شيوخ الجلاليين موجودا في المسجد فعرفهم الشيخ العتيق بي فوجدت نفسي وكأنني بين قومي ووجدت أنهم أعرف بي من نفسي, ورأيت فيهم من الحفاوة مالا أنساه لكل تجلالت ماحييت وقد أكرمني بذلك من حيث لايدري فأنا أحب الاستطلاع , ومعرفة الجديد في كل شيء ولا أمل من كثرة المعارف ولاأخاف في صغري أو في كبري من المجالس العامة, ولاآلف الخلوات في الفلوات. وأذكرمن هؤلاء المشايخ. الشيخ عبد القادر بن متال وأخيه محمد, والشيخ يوسف بن محمد أحمد واخيه الشيخ البشير والشيخ إسماعيل بن محمد الأمين والشيخ الحاج بن محمدأحمد والشيخ أمدي بن الشيخ حمدا,والشيخ أحمد بن الكرماني, والشيخ البشيربن أحمد بن موسى واخيه محمد الرشيد عرف) اعيد) وإن كان لغير هؤلاء من الجلاليين دور معين في مشواري التعليمي فإن من مر ذكرهم أقرب إلي من غيرهم وأشد ارتباطا. تسعة أعوام في تلمذة الشيخ العتيق وعناية الشيخة سُلي بنت محمد عرف مهاما التبورقية. مااستفد في أي فترة من فترات تعليمي مااستفدته في هذه الفترة وكان الشيخ العتيق والسيدة سلي كفرسي رهان في توجيهي وإرشادي لما فيه صلاح ديني وتعلمي. الفترة الأولى. لم أتأخر ولا يوما واحدا في متابعة التعليم في كل تجلالت بل بدأ لي الشيخ العتيق من أول يوم دروسا في مقدمة ابن ابي زيد القيرواني والتي بدأتها في حينا ولكنه بداها من أول المقدمة إلى آخرها، ثم بدأت الأجرومية ولم أذكرأن أحدا شاركه في تدريسي في هذه الفترة غير الشيخ الحاج وغير الطلاب الذين يأمرهم بأن يسمعوا لي ما يسمى عند السوقيين (أكلم) وهي تمارين تنشيطية يتلقاها الطالب لتقوية معرفته لباب الكلام عن طريق السؤال والجواب لُقنتُها تلقينا وحُفظتها حفظا, دون استفادة تذكر بسبب صغر سني. والشيوخ السوقيون على إدراك تام بأن الطالب في هذه المرحلة لايعي كلما يكتب له أو يحفظه, وإنما يركزون على الحفظ في هذه المرحلة لأن الطالب يكون اكثر استعدادا للحفظ فيها أكثر من غيرها. وبقيتُ من عام 1400 إلى 1403هجري في بيت الشيخ العتيق وألازمه في جميع أسفاره ويردفني خلفه على الجمل فأسمّعُ أحيانا,وأحيانا كثيرة استمع إليه وهو يقرأ القرآن وكان من أقرإ من رأيت للقرآن,ويتم ذلك عن ظهر قلب , ولا أذكر أنني رأيته يقرأ في المصحف وكانت قراءته للقرآن هي الأصل في حياته وغيرها من الأمور إنما تأتي تبعا لها, ولا ينافسها من وقت الشيخ العتيق غير الإطلاع وجرد المطولات, ولا ينتهي من قراءة الكتاب عادة حتى يكمله, ويحافظ على الكتاب بشكل جيد, ولا يكثر من وضع الطرر على الكتب الجديدة, وإنما يكتفي بوضع خط يسميه السوقيون (بيان) ويكون هذا الخط فوق السطر عكس ما هو مشاع الآن في المشرق من تقليد الغرب في وضع الخط تحت السطر. المرحلة الثانية. وهذه المرحلة وجدت فيها بعض الحرية وبدأت أبني علاقات تعليمية وأخرى شبابية, وصرت آخذ كتابي إلى من أريد الأخذ عنه, وبدأت في البطالة, فيمر علي يوم من دون أخذ الدرس, فيراني شيخي العتيق ولا يزيد على أن يقول لي يامحمد( اتق الله), وتُعد هذه الكلمة على نفسي أشدّ من السياط الكاوي وكان الشيخ العتيق لايسب ولايعنف ولايضرب وله مزاح خفيف ألطف من النسيم, وأحلى من الماء الذلال وأما الشيخ محمد الحاج فإنه ينصحني دائما ويتعدى مجرد النصيحة إلى تذكيري بقصص الفاشلين في تعلمهم, والمتخلفين عن ركب زملائهم, وكانت كلماته وإشاراته لاتخلو من الإشارة إلى المستقبل وأن كلامه سوف أتذكر أهميته بعد حين فكان كما قال رحمه الله. الطالب المدلل. ولزوج الشيخ العتيق السيدة (سُلى) بنت محمد (مهاما) (التبورقية) دور كبير في حياتي كما أن لأمها أمامة بنت حماد رحمهما الله نفس الدور مع أخي سفيان, في حي (كل تبورق) وكانت تهتم به كما لوكان من أبنائها. وكان اسم (سلي) لايقابله في ذهني وخيالي إلا كلمة (الأم) ويعد الحديث عنها أوذكرها في أي مناسبة أثبت في خيالي وأرسى من الجبال, فقد تجسدت في نفسي كما تتجسد الحقائق التي لاتتبدل ولاتتغير. وكانت تتابعني وتراقبني عن كثب , وتوقد في نفسي جذوة الجدية في التعلم وكأنها تحضرني إلى شيء معين, وكنت أستغرب من شدة حرصها في ذلك, ولها بصمة خاصة في سلوكي وأخلاقي, ولا أذكر أن أحدا يفوقها في هذا الجانب, وكانت رحمها الله خير النساء, وقد اجتمع فيها ما تفرق في غيرها ويكفي بعض الرجال اليوم, أن يكون لهم بعض ماتتمتع به من سمو الأخلاق ونبل المواقف, وهي في ترق دائم في مراقي الكمال الذي انتهى بها إلى الاستشهاد في مذبحة(وادي الشرف)التي راح ضحيتها جمع غفير من علماء وخيرة رجال السوقيين بيد الجيش(المالي) سنة 1415هجري. وأصدق بيت عليها قول الشاعر: ولوكان النساء كمل هذي = لفضلت النساء على الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيب = ولا التذكير فخر للهلال شعاع من مشكاة (سلي). كانت السيدة (سلي) حريصة على أن تربيني وتعلمني بأن الأدب شقيق للعلم, ودائما ما تقول لي بكل ثقة(الأدب خير من العلم) وكانت تقول دائما وتعنيني أحيانا بذلك أن الشرف يحتاج معه إلى شرف الأخلاق فهو مثل الثوب الأبيض تظهر فيه البقع السوداء أكثر من غيره فماذ أقول عنها وماذا أدع هي مثل المصباح الذي كان على الدوام يطارد الظلام في قلبي ونفسي, وكانت تمضي إلى الغايات التربوية بخطى ثابتة لاتمل ولاتكل وكأنها ترى النتائج ماثلة أمامها, وأذكر أنني غاضبت أستاذي وصديقي الشيخ البشير بن الكرماني وكان ذلك في غياب شيخي العتيق فأخذت كتبي وقررت العودة إلى بلدي وقبيلتي فسمعتها وهي تسعى خلفي وتقول يا محمد تعال لا تذهب من عندي بهذه الطريقة وخذ قرارك وأنت غير غضبان فلم يغن ذلك شيئا فأرسلت ورائي المحمود بن محمود الجلالي واثنين من خدم الشيخ العتيق فأقنعوني بالرجوع. وكانت تبالغ في إكرامي والإحسان إلي في كل شيء فمما أذكر من ذلك أنها رأتني يوما أتململ في فراشي من شدة حر الأرض التي كنت نائما عليها فما كان منها إلا أن طلبت من بعض الإخوة وهو عبد الحي بن مالك بإحضار سرير حديدي يجلب في الغالب من بلد (النيجر) فجاء به ومنحته لي فكان الناس يتحدثون بأن(سُلي) أفسدت الطالب محمدا ودللته أكثر من اللازم فلا ترد عليهم بشيء وكانت غاية في الأناة ,لاتتكلم فيما لايعنيها ولاتقابل السيئة بمثلها, ويعيش الواحد في بيتها شهورا فلايسمع لها صوتا, ولاسبا أوشتما, وتكرم خادماتها إلى درجة أنهن يأمرن وينهين في البيت وكأنهن سيدات البيت, وصدق من قال: (عادات السادات سادات العادات). فنعم العون على مكارم الأخلاق هي : اختطفتها المنية قبل أن أوفي ببعض حقوقها علي رحمها الرحمان. أهكذا تنقضي دوما أمانينا = نطوي الحياة وليل الموت يطوينا تمضي بنا سفن الأيام ماخرة = بحر الوجود ولا نلقي مراسينا يادهر قف فحرام أن تطير بنا = من قبل أن نتملى في أمانينا نساء في ركبها. وهناك نساء معها في سجل الذكريات كالسيدة الجليلة سلمى بنت حماد وأحا بنت ابراهيم وتحا بنت محمد وفاطمة بنت المنير, وليلة القدر (تيا) بنت علي وذات الدين بنت حمدا وبشرى بنت ماني وبشرى بنت حمودا وأختها أيدا وبدرى بنت محمدأحمد أخت شيخي الحاج, وكوكا بنت محمد بن عبدالله بن الميمون, والختمة بنت الحسن, ولكوكا والختمة مكانة خاصة وكان احسانهما إلي ديمة كلما زرت كل تكيرتن ومدي بنت محمود. |
التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 10-01-2012 الساعة 01:16 AM
سبب آخر: أعجمت كلمة مهملة ووضعت بنت بدل ابن
|
01-13-2012, 04:12 AM | #44 |
|
رد: فصول من حياتي
تشكر على هذا الموضوع الشيق ، وطبعا عدم التعليق لا يدل على عدم قراءته ، والتعليق فيما لا بد منه فقط :
وللتنبه ذكرت في العلاقة بينكم وبين كل أجدش أن ( .................قائلها محمد الصالح بن الثابت جد الصاوي) الظاهر أنك قصدت " تقي بن الثابت . فهو جده الأدنى . وإلى الأمام وبورك في قلمك |
ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
01-13-2012, 09:44 AM | #45 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: فصول من حياتي
كل (أضاغ) هناك بعض الرسائل التي اطلعت عليها بين الحيين وبالتحديد بين الشيخ سيدي بن أتلاغ والشيخ أحنى ابن آيا تدل على قوة الترابط بين القبيلتين.
لعلك تقصد : آتلاغ بن سيدي ، وهو جد الشيخ باي بن محاح بن آتلاغ بن سيدي بن آحمد بن محمد الطاهر. وما زلنا نتابع ونستمتع فإلى الأمام. |
|||||||||
l |
01-14-2012, 08:41 PM | #46 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
أشكر الاخوة محمد أغ محمد والدغوغي, والشيخ أداس على الإثراء والتصحيح المثار من قبلكما مرحب به وسوف أراجع الرسائل التي أشير إليها وهي موجودة حتى أتأكد من الاسمين.
|
|
01-15-2012, 09:19 PM | #47 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
سلام الله على الأخوين الكريمين الشيخ أداس والأخ الحبيب الدغوغي وهذان الرابطان هدية لكما وهما عبارة عن رسالة الشيخين الذين جرى ذكرهما في الفصول المتقدمة ورسالة الشيخ اتلغ تدل على أنني وهمتُ وشكرا يا شيخ المنتديات كما أنني أشكر الحبيب الدغوغي وأقول له القوم من عادتهم إحياء اللقب وإماتة الاسم الأصلي كما يحتمل هنا علما بأن الوالد أحمدا بن عبد أرسل قصيدة إلى الشيخ أبي بكر (ابكلي) تعزيزا لهذه القصيدة وفي مقدمتها قوله:
مابال بالي إذ أبلى الهوى خرقا == ولم يعاهد خروق الدهر إن خرقا وصل أخا صلة إن كنت عائده === وإن حذفت فما للوصل منك بقا أبو مضاف إلى بكر وسيرته === بث العلوم مع العلوم مع الاحسان ماافترقا هذا وجدي قد أهدى لجدكم === شعرا وباب بحور الشعر ما انطبقا . . tp://im18.gulfup.com/2012-01-15/1326647420441.jpg |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 01-31-2012 الساعة 12:09 PM
|
01-17-2012, 10:53 AM | #48 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
الاتصال مع الشيخ محمد الحاج.
لم ينقطع اتصالي بالشيخ محمد الحاج في أي فترة حيث إنه شارك الشيخ العتيق في تدريسي جميع الكتب التي أخذتها منهما ماعدا كتب اللغة والادب فإنها أخذتها كلها عن الشيخ محمد (مهمن) بن صفوان والكتب التي اخذتها من الشيخين هي: 1- مقدمة أبي زيد القيرواني. 2- مقدمة الآجرومية. 3- وقطر الندى. 4- نظم الشيخ سعد الدين لقطر الندى المسمى (غيث الجدى في نظم قطر الندى) مع شرح الشيخ محمد بن البكاي له. 5- لامية الأفعال. 6- البهجة المرضية شرح السيوطي على الفية بن مالك. وهذا كله بالاشتراك التام بين الشيخين كما ذكره الشيخ محمد الحاج في الرسالة الآتية بعد قليل. ومن الذكريات الجميلة أنني تجرأت وسألت شيخي محمد الحاج في (مكة المكرمة ) أثناء حجته عام 1422هجري عن معنى قول أبي زيد في مقدمته (السميع البصير) ففسره لي تفسيرا يخالف ما في كتب الأشاعرة فقلت له ليس هذا هو التفسير الذي سمعته منك في السابق فضحك وأقر لي أنه لم يستسغ كثيرا من أقوال الأشاعرة في الصفات منذ فترة بسبب توسعه في الاطلاع على الكتب التي لم تكن متاحة في السابق ولم يكن ذلك لأجل احراج الشيخ , ولم يفهم ذلك مني لمعرفته بأنني أرتاح إلى رأيه كثيرا. وكان الشيخ محمد الحاج رحمه الله يكره التعصب ويحب كتب الحديث وعلومه ,ويندر أن يُرى في ليل أو نهار إلا وفي يده كتاب أويكتب ويؤلف في موضوع , وكان قلمه سيالا تتسلسل منه ينابيع المعرفة , وتتفجر من خلاله أوابد الحكمة, وكان رحمه الله شيخاً جليلاً حييا كريما , جميل الطلعة لاتقتحمه العين, ولايمل منه جليسه, يرتاح أصحابه إلى قربه والأنس به, يحب أصدقاءه, ويكرم أوداءه, وكان كاتباً مجيداً ، بارع الأدب ، رايق الشعر ، سيال القريحة . وكان يحب والدي ويذكرني دائما بما بين بيتنا وبيته من العهد والود, وكان معترفا بذلك العهد مشيدا به بين الناس, ويغار علي حين يجدني عند أي بيت غير بيت الشيخ العتيق, وأذكر أن نقاشا وديا كثيرا ما يقع بينه وبين الشيخ آمدي بن حمدا ويكون موضوعه الأولى بأن أكون عنده والسبب في ذلك أن بيت آمدي هو بيت الشباب فيجتمعون فيه ويسرحون ماشاؤا أن يسرحوا والشيخ الحاج تكسوه الهيبة, ويعلوه جلال العلم فلا يغشى مجلسه إلا من أجل الاستفادة فقط. ولما كثرت ارتباطات الشيخ العتيق من جهة الحكومة, وتعددت أسفاره أمرني بأن أرتبط بالشيخ الحاج في فترات غيابه, فكنت على ذلك طيلة مدة تواجدي بينهم وأحسن وصف لحالتي مع الشيخين قول الشيخ الحاج نفسه في إحدى تزكياته لي وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله تعالى على محمد وآله وصحبه وسلم الحمد لله على نعمه التي لاتحصى , وأيادية التي لاتستقصى والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, محمد المبعوث صفوة للعالمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فيقول الكاتب الآتي باسمه عند انتهاء رسمه أن الإبن محمد بن أحمدا بن عبدُ الحسني الإدريسي حفظه الله تعالى, ونسأ في أجله, في عافية ورزقنا وإياه اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وأكرمنا وإياه بالعلم والعمل به قد ربيته في صغره ولم يزل في تربيتي إلى كبره, وأخذ عني من العلم جملة وافرة, منها علم النحو وقد أخذ عني مقدمة الآجرومية بشرحها, وغيث الجدى نظم قطر الندى لابن هشام والنظم لشيخنا وشيخ شيوخنا سعد الدين بن عمار والد الشيخ محمد العتيق وكذلك الفية ابن مالك بشرحها البهجة المرضية للسيوطي وكذلك عقيدة أبن أبي زيد القيرواني التي جعلها مقدمة لرسالته الشهيرة كل ذلك بمشاركة تامة مع الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين الحسني وربما مكث أياما في صحبة هذا وتلمذته ويمكث أياما أخر في صحبة الآخر وتلمذته وربما جمع بين ذلك في يوم واحد لأنه جاري بيت بيت وكل منا في أشد حرص على تعليمه وتنشئته على الأخلاق السنية والآداب المرضية وتمرينه على ذلك حضرا وسفرا. وأشهد أني مارأيت منه إلا خيرا محبا للعلم وأهله حريصا على ما استفاد منه وإن قل محترما لشيوخه ومبجلالهم , بَرًّا بجميع من له عليه حق الولادة وحق التعليم, ولقد كان والده- وهومن أجلاء علماء بلده- ربما قال لي ونحن بحضرة الناس أن تلميذكم قد حسن حاله وربما زاد على ذلك في الثناء - مبالغة في بره له- أحسن الله عاقبتنا في الأمور كلها وأجارنا وإياه من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إنه سميع قريب مجيب. ونختم القول بأنا ماشهدنا إلا بما علمنا وأنا لانزكي على الله أحدا, وحسبنا الله ونعم الوكيل التوقيع). محمد الحاج بن محمدأحمد الحسني بتاريخ\ 1\7\1420 هجري. والرسالة خير شاهد على ما تقدم وهي تدل على اهتمام الشيخ محمد الحاج بهذا الأمر, والتفاصيل التي ذكرها تدل على ذلك وقد يخفى علي بعضها رحمه الله, فقد كان وضعي معهما مثل ما وصفه تماما,ونلتُ من رعايتهما وشفقتهما ماطوق جيدي وسابقى ممتنا لهما بذلك ماحييت. وتعد هذه المرحلة التي تحدث عنها شيخي الحاج من أنبض المراحل التعليمية في حياتي وهي أغناها بالذكريات وأحفلها بالعواطف الجميلات فهي مثل الحقل فلو عاش أوألفَ عام فإن ذلك لامحالة تبع لليوم الأول الذي يُرسم فيه الأساس وتُحدد المعالم وتُبذر البذور ولو أن حفرا أجريت في قلبي لوجد فيه الكثير من الزوايا المضيئة التي شع نورها بواسطة رجال من أهل العلم جعلوا تعليمي والعناية بي ضمن أولويات شغلهم وفي مقدمة جدول أعمالهم اليومي. السياسة التعليمية. السياسة التعليمية في السوقيين تبنى في الأساس على إفراد العلوم وعدم تزاحمها على الطالب ويرون اخذ العلم كمثل الكأس يمتلئ حينما يصب فيه برفق وإذا صب عليه بقوة فإنه ينبو عنه الماء فلا يمتلئ أبدا. وكان الشيخ الحاج كثيرا ما يقول لي (قليل قر خير من كثير فر). ويعد أخذ درسين في كتابين في آن واحد من المستحيلات فلا نطمع في أن نأخذ من كتاب حتى نكمل الذي قبله. الاهتمامات الأدبية. لست أنسى لشيخي العتيق أنه أول من شجعني في التعلق بالأدب والشعر,وأذكر أنه سمعني وأنا أقرأ قصيدة لبعض أدباء السوقيين والتي كان يستكتبها عالم من الأزهر اسمه سمير وقد زار قرية وادي الشرف, بصحبة شيخي العتيق , وكنت معجبا بشعر بعض أدباء السوقيين مثل . الشيخ المحمود بن الشيخ حماد. والشيح أحمد بن موسى. والشيخ محمود بن محمد الصالح . والشيخ عيسى (القاضي) بن تحمد. والشيخ إغلس بن محمد بن اليمان. ومحمد بن تان. وأما الطبقة التي بعدهم فيعجبني شعر. شيخي محمد الحاج بن محمد احمد. الأديب المصقع محمد بن يوسف. والشيخ الأديب المرتضى بن محمد. وجدير هنا بيان أنني لا أقلد في ذوقي أحدا وقد حدثني وهو صادق أن بعض ماجادت به قرائح ثراثير بلغائنا وشعرائنا رائع وجميل, ولكنهم على جلالتهم وشفوف مكانتهم, وعلو منزلتهم, يدونون ويؤلفون في بعض الأحيان أكثر من كونهم يشعرون, وهذه حالة كل نضو للغة حبيسها فيبني بيتا جميلا مزخرفا ولكنه يبقى بعيدا عن شواطئ الخيال, وأوابد الحكمة. ويبدو أن الشيخ العتيق أعجبه تعلقي المبكر بالأدب والشعر فأراد أن يعرف مدى قدرتي على قول الشعر فقال لي: ائتني بأبيات من إنشائك فما ركدت رياح استمداد قريحتي في ليلتي تلك, ولكنها أبت أن ترشح بشيء فهي كما قال القائل: وتوَخَّني بالعُذْرِ إنَّ قريحتي = كالضَّرْع جفَّ وشحَّ مما يُحْلبُ وكلما تنحنح الشيخ أو تحرك ظننت أنه سيناديني ويسألني عن الأبيات فقررت التخلص والتملص من هذه الكوابيس والذهاب إلى بعض لداتي لألعب معهم (الكرت) حتى أنسى موضوع الأبيات والتفكيرَ فيها فقد ظللت طول الليل أجوس خلال محفوظاتي من الشعرلآخذ منها قطعة أوأختلس مصرعا أوبيتا وباءت كل محاولاتي بالفشل فقد عجزت حتى من السرقة الذين يسميها بعض الشعراء ظلما وعدوانا (توارد الخوطر) ومن اختيار الموضوع الذي يعد اختياره أصعب علي من صياغة الشعرنفسه وكنت أحفظ قطعا كثيرة من الشعر العربي ولكنها غابت كلها عن ذاكرتي وأنا في هذه الحالة إذ أتاني بعض أصدقائي الذين لهم مكانة في نفسي وهوعلي بن محمد عرف(أتو) فبمجرد رؤيتي له تغير كل شيء أمامي فكان خلاصي بلقائي به حيث أنني قلت مباشرة وأعنيه شخصيا بذلك. ياسائلي عن وصف هذا الشريف= سألتني عنه زمان الخريف اسمع حديثي فإني امرء= مبتدء لكن بأمر خفيف فماكان ذاك الوقت خريفا بل كان صيفا قائظا ولكن الرغبة في إتمام البيت والتغلب على هذا التحدي خلطا الفصول ببعضها لتتحول إلى خريف تتساقط أوراقه كما تساقط عرقي تلك الليلة في تكرار المحاولة واستمطار قريحتي التي كانت شبه فارغة من قرض الشعر. فذهبت بالبيتين إلى شيخي محمد الحاج فقرأ البيتين وأعجب بهما وأمرني بتعديل كلمة (سألتني)إلى) (تسألني) وحثني بأن أعرض عليه في المستقبل كل محاولاتي من الشعر أو النثر حتى يهذبه وكان يريدني مهذبا رحمه الله رحمة واسعة ومن شدة عنايته بذلك أنني قرأت عنده بيتين له ولبعض أحبابه المقربين منه تشاركا فيها وهي: بيس عيشا (كتكل) = عفته كلا بكل لاتكل لي منه إما = قلت يوما لك كل لي فقال لي شيخي الحاج أجز البيتين فقلت: إنه حظ جدير = بذئاب أو بأول فكان صدر البيتين للشيخ الحاج وعجزها لأحمد بن الكرماني (مصلي) والهدف من ذلك المبالغة في محاولة ربطي بالأدب والشعر في وقت مبكر. ولم يزل ذلك دأبه يتابع كل شيء أكتبه وينمي في نفسي الاهتمامات الشعرية والأدبية وكان من نتائج تربيته أنني قمت بخدمة الأدب والشعر الخاص بأدباء صحراء الطوارق منذ ما يزيد عن عشرين سنة وألفت في ذلك كتابين هما: (أنوار الشروق في شعر أدباء أهل السوق) و(المدارس الأدبية في صحراء الطوارق) والأ خير مطبوع طبع في الأردن بواسطة دار أسامة للدكتور نبيل ولكنه لم يف بما وعدني به فطبع المسودة التي في (السيدي) وهي مليئة بالأخطاء وترك الكتاب الذي أرسلته إليه في البريد والله المستعان وبالجملة فإن شيخي الحاج كان يراسلني ويوجهني رغم أنه في(مالي)وأنا في السعودية ومن ذلك رسالة وجهها إلي وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم , صلى الله تعالى على محمد وآله وصحبه وسلم من الكاتب الحاج بن محمد أحمد إلى الابن البار محمد بن أحمدا حفظه الله ورعاه بعينه التي لاتنام سلام لايضاها وتحايا لاتتناهى موجب الإرسال إليك بعد تجديد العهد بك بالمكاتبة وإن طال العهد بينك وبين توجيه الكتاب إلي أني مسرور غاية السرور بما بلغني من (انتهاضك لإحياء تراثنا القديم) وتلافي ما لم يفت وقت تلافيه من الآثار الموجودة أهلها في الحال وإنقاذ ما ظفرت به منها من براثن الضياع ولما بلغني ذلك فرحت بذلك إلى الغاية لأن ذلك أحسبه إذا حصل على يديك من تمام عملي لأني قد أخذت في جمع الآثار منذ ماينيف على عشرة أعوام فجمعت ولله الحمد منها كمية هائلة وقيدت من شواردها كثيرا إلا أني عاقتني العوائق عن الشروع في كتابة شيء من ذلك الموضوع -أي موضوع جمع الآثار على حدة,لكني لما لقيت واحدا من اخواننا من اهل (كيدال) وكان معه إذذاك نسخة مما كتبت في ذلك تمنيت أن تكون بالقرب مني حتى أخفف عليك بعض مافي طلب جمعها من المشاق ومع ذلك لم أزل انتظر رسالة منك تطلب المعونة فيها على ذلك وأتعلل أيضا بإمكان اللقى بيننا. وما أنا من أن يجمع الله بيننا = على خير ماكنا عليه بآيس فلما طال الأمد ولم أر منك كتابا في ذلك أرسلت إليك هذه المذكرة لتعلم أني مستعد لمساعدتك في تلك المهمة ولم أهد إليك شيئا من ذلك لاستعجال سفر حامل الكتاب لي قبل الاستعداد الكافي. وأخيرا أذكرك أن الكتاب الذي أرسلت إليك في طلبه هو تهذيب التهذيب لاتقريب التهذيب والمرجو منك أن ترسله في يد الأخ(آمدي) مشكورا مأجورا إن شاء الله هذا. وبلغ سلامي إلى أهل بيتك جميعا). رجع إلى موضوعنا وهو الحديث عن هذه الفترة الثانية من طلبي للعلم وقد سمعت عن كثير من علماء كل تجلالت في هذه الفترة ولم يكن أخذي العلم محصورا على الشيخين بل هناك رجال من أهل العلم في الحي أخذت عنهم وفي مقدمتهم الشيخ اسماعيل بن محمد الأمين (فالينن) فقد أخذت عنه دروسا عديدة من نظم قطر الندى للشيخ سعدالدين بن عمار بشرح الشيخ محمد البكاي ولأخذي من هذا الكتاب قصة وهي أن الكتاب لاتوجد منه إلا نسخة واحدة, وهو عبارة عن مخطوطة ولايمكن أن استخدمها بدون إشراف الشيخ العتيق أوالشيخ الحاج أوالشيخ محمد الأمين خوفا عليها من التلف فينوب كل واحد عن الآخرفي حالة غيابه وكذلك الشيخ أحمد المصلي وأخوه الأستاذ البشير ابني الكرماني والأستاذ تغلفت بن محمد والأستاذ أنس بن المحمود ومحمد بن ختلوس ومفلح بن ابراهيم والشيخ آمدي بن حمدا والأخير له طريقة في تفهيم الدرس جيدة وبديعة ولا أذكر أنه درسني درسا إلا وفهمته رحمه الله. وأما اللغة فقد أخذت مقامات الحريري عن الشيخ محمد بن صفوان وكان رحمه الله شديد الحرص على أن أتقن ما أخذته عنه من المقامات ويدرسني بواسطة الترجمة باللغة(الطارقية) وغالب الدروس التي تؤخذ في الصحراء تؤخذ بواسطة الترجمة وعندما وصلت إلى المقامة الرابعة والعشرين طلب مني أن ألقي الدرس بنفسي ليرى مدى قدرتي على الترجمة ومدى استيعابي لما مر علي من الدروس وعندهم أن من أكمل بضعا وعشرين مقامة فإنه سوف يمر عليه الغالب من المفردات الموجودة في المقامات الباقية وكانوا يعتنون أشد العناية بالمقامات وأشعار العرب ويقولون بأن الغالب من المفردات اللغوية الواردة في القرآن موجود في المقامات ماعدا ثماني كلمات كما أن أشعار العرب هي اقرب إلى لغة الحديث النبوي ولذلك فإنهم يبالغون في الاهتمام بالمقامات وأشعار الجاهلية. وللمقامات أهمية بالغة في تعليم الأساليب العربية والتمرين على تذوقها تمهيدا للاستفادة منها في الخطابات والرسائل والأشعار ولاشك أن المقامات صيغت لأغراض تعليمية في قوالب مختلفة, ومواضيع ذات طابع فكاهي غير جدي وهي أسلوب قصصي تتخلله حيل وموافق مضحكة وأخرى محزنة وبطل القصة شخص متشرد ظريف وتحمل هذه المقامات شحنات من السخط على المجتمع وعدم الاعتزاز بالوطن وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة ومن الأمثلة على ذلك قول الحريري في إحدى مقاماته (ومن حكم بأن أبذل وتخزن وألين وتخشن وأذوب وتجمد لاوالله بل نتوازن في المقال وزن المثقال ونتحاذى في الفعال حذو النعال حتى نامن التغابن ونكفى التضاغن) وتلك هي طبيعة المقامات التي صيغت في فترة تاريخية القت بظلالها على هذه المقامات ولاننسى أن الشاب ياخذها عند السوقيين في مرحلة المراهقة وفي وقت يحتاج معه إلى دروس تربوية تكبح جماحه وتحد من انفعالاته واندفاعاته. والشعر الجاهلي على جاهليته يختلف عن المقامات فيربي النشأ على قيم وأخلاق تحمل غايات تربوية متعددة سواء في الشجاعة والكرم وعدم الرضى بالضيم والصبر والتحمل ومكابدة المشاق وغير ذلك من الفلسفات الأخلاقية التي خلت منها وديان المقامات التي تنضح استجداء وتربي عليه وتجمل التلون بعدة ألوان والتشكل بأشكال مختلفة إلى غير ذلك من المواقف المتناقضة التي تنمي في الشاب في مرحلة مبكرة من شبابه التلون والتشكل وتغيير المواقف والتنازل عن المبادئ بسهولة. وأما حي (كل تبورق)فلم أذكر أنني أخذت دروسا مباشرة عن أي واحد من علمائه ولكنني نلت شرف حضور مجلس دروس الشيخ المحمود بن الشيخ حماد في التفسير والفضل في حضوري لها يعود إلى أستاذي البشير بن الشيخ الكرماني فهو الذي شجعني على الحضور, ويفسر لي بعض العبارات الطارقية التي يصعب علي فهمها, وكان هذا المجلس الذي يلقي فيه الشيخ دروسه حافلا وحاشدا يحضره جميع العلماء وطلبة العلم من الأحياء الثلاثة وهي حي (كل تجلالت) وحي ) كل تبورق( وحي)كل تكيرتن( وأذكر أن هذا الدرس مكث عدة شهور, وبدأه الشيخ المحمود من البقرة إلي قوله تعالى في سورة الأنعام) إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين). ومن الأشياء التي سجلتها ذاكرتي في هذا الدرس الحافل بالفوائد والنقاشات المهمة أن الشيخ إذا استشكل شيئا من التفسير أوغيره فإنه يفتح حينئذ باب المشاركة للجميع فيبارى كل من عنده كتاب تفسير الجلالين الذي يعتني السوقيون بوضع الحواشي والطرر عليه والتي تضم شتيتا من المعارف والفوائد ومهمات المسائل التي يودعونها هذا السفر فيتحول إلى كنز ومنجم كبير من المسائل العلمية, وهمّ كل واحد من الحاضرين أن يعثر على استشكال الشيخ ويتكرر ذلك عدة مرات مما يطيل في مدة الدرس ووقته ومما أذكره من ذلك أن الأستاذ إما بن السعيد عثر على بعض هذه الاستشكالات في كتابه وكان في طرف المجلس فقرأ بأعلى صوته ولكن صوته بقي منحصرا حواليه لأنه ليس جهوري الصوت فوقف على أطراف قدميه رافعا صوته بقراءة ماظفر به من النقول التي تحل المشكل فحدق فيه الجميع أنظارهم فأتم القراءة دون توقف ودون لحن أوخطإ في إعراب ما قرأه ويعد ذلك مفخرة عظيمة ومنقبة جليلة لدى السوقيين. ولا أذكر أنني أخذت عن الشيخ المحمود غير الحضور في هذا الدرس وكان معي دفتر سجلت فيه بعض الفوائد التي استفدتها من ذلك الدرس وضاع مني بعد ذلك, غير أني قرأت عليه بأمر منه - وكنت أكبس له - مقدمة(غيث الجدى نظم قطر الندى للشيخ سعد الدين) ووقع ذلك في مناسبة سفرة سافرها إلى جهة (منكا) وأنا بصحبة شيخي العتيق بن سعد الدين الذي كان معه وكنا في ذلك اليوم في ضيافة حي من (دواسحاق) يسمى(إدوكريتن) وأذكر أنني أخطأت في قول الناظم: وإنني سميته غيث الجدى= في نظم نثر شيخنا قطر الندى فقرأت (قطر) بالرفع وعدلها لي رحمه الله. وأما حي (كل تكيرتن). فقد استفدت من علمائه وشيوخي منهم. الشيخ المحمود بن الاغ فهو من شيوخي أخذت عنه دروسا حافلة بالفوائد في (مراقي السعود) وخضرت له دروسا في التفسير أيضا والشيخ العلامة زدا بن حميد فقد حضرت له عدة مجالس علمية وكان دائما يختبرني في النحو وأهرب من مواجهته لذلك , لأن سؤاله مشكل وجوابه كذلك فيختار العيار الثقيل من أسئلة النحو ويناقشني في الجواب حتى تضيع المعلومات البسيطة التي عندي ,وزين الدين بن عبد الفتاح والأخير ماأخذت عنه مباشرة ولكنني استفدت منه من خلال نقاشات علمية دارت بينه وبين الشيخ الحاج ولا أنسى إحسان وشفقة حسان بن محمدُ بن عبد الله بن الميمون وأخويه محمد إبراهيم ومدوا فلاأذكرأنني التقيت مع أي واحد من الثلاثة إلا وذكرني بالعهد الذي بين بيتهم وبيتنا وحضرت لعثمان بن ألاغ درسا في الفقه ولم آخذ منه مباشرة ويعجبني صوته فإذاحضرمجلسا تمنيت أن أسمع نغمته الجميلة بأي ثمن ويُختار في الغالب لقراءة آي من الذكر الحكيم أثناء ختم بعض طلاب هذه الأحياء القرآن, فأحضر لسماع صوته وأترك أشغالي لأجل ذلك*. ــــــــــــــ *-الشيخ محمد الحاج هو والد الأستاذ أحمد محمد المشهور في المنتديات بالشريف الأدرعي). *- الشيخ عثمان بن ألاغ هو والد نافع بن عثمان المشهور في منتديات مدينة السوق ب(اليعقوبي). *- وأرجو من الاخوة الادرعي واليعقوبي تصحيح ما يحتاج إلى التصحيح من هذه الاسماء والتأكد منها لأنني قد أنسى بعضها. نقرتين لعرض الصورة. [url]http://im15.gulfup.com/2012-01-18/1326900059931.jpg[/url [url]http://im21.gulfup.com/2012-01-18/1326895840821.jpg[/url |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 01-31-2012 الساعة 12:18 PM
|
01-18-2012, 05:18 PM | #49 |
عضو مؤسس
|
رد: فصول من حياتي
Size="6"]وكان يحب والدي ويذكرني دائما بما بين بيتنا وبيته من العهد والود, وكان معترفا بذلك العهد مشيدا به بين الناس[/size]
[color="green"]جزاك الله أخي محمد عن شيخك محمد الحاج خير ما يجزي الابن البار عن شيخه . ولاشك أنك في هذه العجالة وفيت بعض الحق الذي يطمع فيه المربون في تربية أبنائهم. ولم تبالغ في كل ما وصفته به مما أشاركك معرفته . وجزاك عن شيخنا العلامة العتيق خيرا، فقد صدقت إذ وصفته بـ(الرباني) ، وأحسنت إذ رددت بعض جميله عليك بالثناء الحسن . وجزاك عن كل تجللت خيرا حيث لم تنس حتى العجائز اللاء لم يبخلن عليك بماء قربها البالية في اليوم القائظ ـ وإنها لغالية عند الحاجة ـ ولاثمن لها بعد إلا الشكر ، وقد شكرت ووفيت . وجزاك عن السوقيين خير الجزاء ، فإنك من محبيهم المهتمين بهم وبتراثهم أما الشيخان والدك ووالدنا فإن المحبة بينهما لا توصف، وعندي رسالة من والدكم بخطه إلى والدي يطلب منه مهمة ما ، من نصها (ولا يظن أن يقوم بذلك غير الشيخ الحاج الذي كان غير حسود فكان غير المحسود) وغالبا ما يوقف والدكم نشر بعض كتاباته العلمية الخاصة ليطلع عليها أخوه وصديقه شيخك الذي تتحدث عنه . هذا ما سمح به وقتي من التعليق على هذا المبحث من فصول حياتك . ولعلي أجد فرصة أخرى منتهزا فرصتي هذه لأقرء أحسن السلام الإخوان الأحباب أداس وأبا عبد الله وأبا العباس واليعقوبي ومحمد أغ محمد وحكيم و.....[/color] |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
01-21-2012, 07:25 PM | #50 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: فصول من حياتي
اشكر الشريف الأدرعي على كلماته الجميلة, ولا شك أن الوفاء كلمة جليلة القدر , عظيمة الأثر في قلوب المحبين, ومن هيبتها في نفسي أنني أتجنب أن أصف بها نفسي , لمقامها ومكانتها التي أرى قلبي الصغير, ونفسي الضعيفة , تتقاصر دون الوصول إلى تحقيق معناها, وبقي لي أن أشكرك على معانيك وكلماتك الجميلة.
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|