إحياء مآثر الكرام الحُسبا

وفاته ـ رحمه الله:

إنه قد كنا مع سيرة هذا العلم الشهير، حسب ما وقفنا عليه من درر المعلومات التاريخية المنقولة، التي أطلعتنا على شيء من حياة مليئة بعطاء علمي جليل، ودور اجتماعي متين العلاقات الاجتماعية، على جانب كبير في جانب السياسة، التي يوحيها قوله:
قال محمد الأمير القوقوي***هسبا بن سديك الزندوي

ولقد تمتعت به ـ رحمه الله ـ هذه الأمارة خمسين سنة، أميراً مباركاً خاصة من كان تحت إمارته ـ رحمه الله.
وكان في هذا العطاء العلمي، والاجتماعي، والسياسي، حتى وفاه أجله ـ رحمه الله رحمة واسعة عام 1967م.
وكان ذلك في موطن قبيلته ـ مسقط رأسه ـ (زِنْدى).
وكان ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ كما قال القائل:
كل مضى تاركاً في العلم منقبة***كأنه علم في رأسه نار

ذريته ـ رحمه الله:

ولما كانت الذرية نعمة عظمى من نعم الله تعالى على المنعم بها، بل وشرع الدعاء بأن يرزقها من لم ينعم بها، وكذلك من رزقها، وأراد مزيد فضل الله بها ـ والله ذو الفضل العظيم:
قال الإمام القرطبي، عند قوله تعالى: " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة " ..
السابعة - إن قال قائل: هذه الآية تدل على جواز الدعاء بالولد، والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من آفات الاموال والأولاد، ونبه على المفاسد الناشئة من ذلك، فقال: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة ".. " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " ..
فالجواب أن الدعاء بالولد معلوم من الكتاب والسنة حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه.
ثم إن زكريا عليه السلام تحرز فقال: (ذرية طيبة) وقال: " واجعله رب رضيا ".
والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس خادمه فقال: (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته) فدعا له بالبركة تحرزا مما يؤدي إليه الإكثار من الهلكة.
الكتاب : تفسير القرطبي
وبهذا وما جرى مجراه يدرك أهمية نعمة الذرية المسلمة الطيبة، خاصة إذا أنعم عليها بالعلم النافع، والعمل الصالح، لا سيما إذا كان والده ممن اتصف بهذه الصفات العظام يقول الشنقيطي عند قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} ، يعني وراثة العلم والدين لا المال.
وكذلك قوله: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} الآية[27/16]؛ فتلك الوراثة أيضاً وراثة علم ودين. والوراثة قد تطلق في الكتاب والسنة على وراثة العلم والدين، كقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا...} الآية[35/32]، وقوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [42/14]، وقوله: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ...} الكتاب : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي.
اللهم اجعلنا ممن استجبت له دعاءه العظيم كما في قولهم الكريم: (رَبَّنَا هَبْ لنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلنَا للمُتَّقِينَ إِمَاما ً). اللهم آمين.
قلت: فمن نعم الله العظمى على هذا العلم الجليل ما رزقه الله من ذرية مباركة، بين ذكور وإناث من مشاهير الأعيان، وكرام من أهل الفضل.
منهم من هو من العلماء الأعلام كالشيخ العلامة بزّ، الذي ستعطر بترجته العطرة منتديات مدينة السوق الغالية ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء ـ تحت عنوان:((تطريز حلل الزِّي
في ترجمة الشيخ العلامة القابري بزِّ))
ومن ذرية الشيخ العلامة هسبا غير الشيخ بزّ من رزق حظاً في العلم كابنه الشيخ سعيد، كما مر علينا في مسرد طلابه الكرام..
وفيما يلي ذكر ذريته ـ رحم الله سلفهم، وبارك في خلفهم:
**- الشيخ العلامة بَزِّ ـ رحمه الله.
**- الشيخ الفاضل سعيد ـ رحمه الله.
**- حامد ـ رحمه الله.
**- الميمون ـ حفظه الله.
**- محمد ـ مُدِبُّو ـ حفظه الله.
**- الطاهر ـ حفظه الله.
**- عبد الصمد ـ حفظه الله.
**- خديجة ـ رحمها الله.
**- فاطمة ـ رحمها الله.
**- ليلى ـ رحمها الله.
**- نَسْبُ ـ رحمها الله.
**- عايش لَلاّ ـ حفظها الله.
**- الفضيلة ـ حفظها الله.
وإلى هنا يقف بنا قلم سيرة هذا العلم العلامة المترجم له الشيخ محمد هسبا ـ رحمه الله رحمة واسعة.
ولعلنا إن وقفنا على مزيد من تاريخه العطر، سنضيفه في حينه كترصيع الجواهر الكريمة بخرز من الدر اليتيم ـ بإذن الله البر الرحيم.
اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، واجعلها خير ذخر يوم: وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى.

قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه

يحي بن إبراهيم السوقي

بتاريخ 3/11/1431هـ

اﻷستاذ المؤرخ السوقي اﻷسدي تحيات طيبات ومباركات
لك علينا الشكر على هذه التراجم الادبية ﻷعلام قطرنا الحبيب.
جزاك الله خيرا على كل ما قدمته وما ستقدمه، ونسال الله أن يعينك في كل خطوة تخطوها في هذا وغيره.

الشكر والتقدير:

بعد أسنى التحيات:

شيخنا شيخ المنتديات الشيخ محمد أداس السوقي ـ بارك الله في أيام أنعمتنا ببر قلمكم الكريم.

ولقد تحيرت في حسن معاني درر مروركم الجميل، الممزوج بالدعاء الجليل، فأرست ما بي من ود وشكر وتقدير لها في معاني قول القائل:

تهزني نشوة التذكار قاتلة***إذا أدار عقار الشوق ذكـــــــركمُ