فصول من حياتي

شكرا للشيخ أداس على قراءته لهذه الفصول, وعلى اعتذاره أيضا وأجمل شيء في الدنيا اعتذار من لاذنب له فهو يدل على سمو الأخلاق, وعلى الترقي في مراقي الكمال الأدبي, و سلامي على الأحباب عندكم بدون استثنا, وتعازينا ومواساتنا لكم بالفقيد الشيخ (أخلا) تغمده الله بواسع رحمته.

شكرا للأخ أبي عبد الله على إثرائه للموضوع, وجوابا عن سؤالك فإن هذا النقل من ضمن رسالة يصعب وضعها ضمن الرسائل التي ذكرتها, لأنها عبارة عن كتاب, ولم يحن وقت مناسبة هذا النقل في نظري إلا في هذه المناسبة على المثل الدارج (الشيء في وقته زين).
اما مايخص إثرؤك للمواضيع وهذه الفصول فالأحسن أن يكون ذلك مع كل موضوع, ولايؤجل لأن التأجيل له آفات .

الشكر والتقدير:

بأسمى التحيات:

الأستاذ الفاضل الأديب السوقي الخرجي الشاعر النبيه الأريب ـ بارك الله فيك وفي قلمك السخي، أغبطك حقاً يا أخي.
كما مد الشكر لسان الشكر والتقدير، بهذه الدرر المنثورات ـ فابق مفيدا باللآلي المأثورات.
الأستاذ الفاضل: وكان من فوائده بالنسبة لي ما اطمأنت إليه نفسك ـ بارك الله فيها.
وكان مما ألفت الانتباه هنا أن أنبه أن ما نشرته في مقال تناول القبائل التي يتناولها اسم ((كل تموكسن))، كما نشر سابقا.
فذكرت من ضمنها قبيلة: ((كل فانبقو)).
ذلك المقال ليس اجتهادا مني، بل نقول مذكورة أربابها ما زال حي من قال إن((كل فانبلقو)) منها.
وممن لم يذكر في ذلك المقال ممن قاله لي ذلك بفترة ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله بن محمد الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ وهو أيضاً حي يرزق ـ ولله الحمد.
لذا فهناك فرق بين الاجتهاد والنقل، لأن النقل هو نص في كل مسألة هو عمدتها: الذي يقال في مسألته: لا رأي ـ اجتهاد ـ مع النص.
لأن القارئ الكريم يميز بين النقل، والاجتهاد، بنظرة ما يعتبر كل واحد منهما في دلالات الاصطلاح.
ثم يبني عليهما نظرة أخرى ـ نظرة نفي وإثبات حسب قواعد أرباب الفن..
فينبغي لطالب العلم التعبير بمصطلحات العلمية ـ حسبما وضعت لها ـ وهي من الأمانة العلمية...
كما أفيد القارئ الكريم، أني بذلت الوسع في كل ما أكتب أن لا أكتب من جهة النصوص التاريخية إلاّ ما نقلته نقلاً مسميا أربابه كمصدر تلك النصوص، ليتسنى للجميع معرفة صحة النقل بمعرفة المنقول عنه حسب ما يراه من التواصل معه.
ثم بعد تمام نشرها خاصة في منتديات مدينة السوق الموقرة، أقوم بمد نسخة في كل موضوع إلى يد من نقلت عنه تلك المعلومات ما وجدت إليه سبيلا، إن كان تصنيفاً مستقلا بجهته...
ومن ذلك نسخة ذلك الموضوع فقد مددت نسخة منها في حين الانتهاء من شرها لمن نقلت عنهم.
لذا فأي دعوى لم تأتني من قبل من نقلت عنهم تلك النصوص التاريخية فلا تهمني، وإن وردت عنهم مباشرة فسأتعامل معها ـ بإذن الله تعالى ـ حسب أحكام الدعاوى الشرعية بالبيات...
والدعاوى ما لم تقــــــيموا عليـ**هـــــا بينات أبناؤها أدعــــــــياء
كما أفيد القارئ الكريم أيضاص أن ليس لي في الذي أكتبه من نصوص تاريخية ـ ولله الحمد ـ لا ناقة ولا جمل، سوى خدمة أهل أفقي الأقرب فالأقرب....
كما هو شأن أرباب هذا الفن، ممن أخلص لله تعالى فيما سيسأل عنه يوم يقوم الحساب، إن لم تتداركه رحمة من ربه، التي منها أن يجتنب ما حرم الله من القول في حياته الذي يتفاوت حرمة قوله إلى زخرفه غرورا.
ولقد وددت أن رأيت بمن قام به سابقاً، كما أفرح بمن يقوم به التي منها درر: فصول من حياتي..
إذ ولقد كانت هذه القبيلة المكرمة من القبائل التي أتحين فرصة زيارة رحم إليها، مع رجاء منها حصول زيادة علم، التي منها هذه الفصول التي ندعو لكاتبها الأستاذ الفاضل السوقي الخرجي بالمزيد من العون والتوفيق والسداد ـ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولقد كتبت عن بعض أعلامها وغيرهم جملاً أراها قليلة في حق القبيلة المكرمة، فتركتها نظرا للميسرة...
وقد جاءت الميسرة من أهل البيت المقول في حقهم: المرء أدرى بما في بيته ـ بارك الله فيك وسدد خطاك.
وفي الختام يرى رأية علم من مارس فن التاريخ أن ذكر تاريخ محاسن الناس ليس من السهل على نفوس عموم المؤرخين، فضلاً أن يهدر في سبيلها وقته...
فلذلك يجد من اطلع صنيع المؤرخين الكثير منهم لا يهمه إلا مجده فقط، وغير أهل مجده إن مر على تاريخهم، إن لم يذكر سوء ما يعلمه عنهم، غمز، وإن كال طفف، وإن ذكر جملة من محاسنهم أوجز واختصر وقصر فانصرف..
إلاّ ما رحم ربي وقليل ما هم.

علاقتهم ب(كل تبورق).
شهدت علاقة الحي بقبيلة (كل تبورق) نقلة نوعية وازدهارا ملحوظا في زمن الشيخ حماد بن محمد, وتطورت بشكل أكبر في زمن الشيخ المحمود والشيخ المنير ابني حماد, ويعد الحي من السابقين الأوائل إلى بيعة الشيخ حماد والتفاني في حبه وتقديم مافي وسعهم من انواع المساندة والمؤازرة له حتى شمل ذلك كل من يمت إلى قبيلته بصلة واتخذ هذا النوع من العلاقة ضروبا وأشكالا تختلف عن العلاقات السابقة حيث أن علاقة الحيين يغذيها هذه المرة تيار من التعاليم الصوفية, وتقود بوصلتها توجيهات وآداب الشيخ حماد.
وكانت العلاقة بين الحيين سايرت وواكبت جميع مراحل الحركة الحمادية والحركة المحمودية ولم يتخلف الحي عن الركب الذي وقف إلى جانب كل تبورق في تلك الفترة ولم يكن الحي لينتظر حتى يعرف هل ينجح حماد أويفشل في حركته الاصلاحية بل لبوا نداءه منذ الوهلة الأولى غير حيارى ولا مشدوهين ونال بعضهم ماناله من الأذى بسبب ذلك ليس هذا موضع ذكره.
الاتصال الأول.
لم تتوفر لدي معطيات كافية حاليا عن بداية الاتصال الأول بين القبيلتين إلا ما يخص المرحلة التي قادها الشيخ حماد بن محمد وأبناؤه من بعده.
وفي أولى مراحل فترة ظهور الشيخ حماد وأيام تصاعد انتقادات المناوئين له وفي أثناء هذه الفترة قادالشيخ محمدُ بن ابي بكر مفاوضات نشطة بين الشيخ حماد وشيخ من شيوخ قبيلة (كل أغشر) الشيخ أحمدُ بن سعدُ بن المكودي وكانت نتيجة هذه المفاوضات مثمرة بدرجة كبيرة وتم تكليف الشيخ أحمد بعد ذلك بالتنسيق بين الشيخ حماد وبين زعماء الطوارق في (بنكلاري)والذين كانوا بعد ذلك من خلص أتباع الشيخ حماد وأهم أعوانه في دعوته من زعماء الطوارق .
المرحلة الثانية.
وفي ثاني مراحل هذه الفترة قام الجد الشيخ عبدُ بن محمداكنن بالدعوة إلى الشيخ من خلال قبائل (دواسحاق) و(اشضنهارن)والذي كان في وسطهم ومجاورا لهم ولم تصل إلينا تفاصيل كيفية الوسائل التي استخدمها الشيخان في تحقيق الوصول إلى غايتهما تلك ولكننا نعتقد جازمين أن جهودهما نجحت وكلها صبت في صالح الدعوة إلى اتباع حماد رحمه الله(1).
وشهدت علاقة ما بين الحيين نموا مطردا وتطورا كبيرا في زمن الشيخ حماد وابنائه من بعده وكان حي (كل فمبلقو)من السابقين إلي بيعة الشيخ حماد والتفاني في حبه وتقديم أنواع الدعم المادي والمعنوي له وكل من يمت إليه بصلة واتخذ هذا النوع من العلاقة بين الحيين طريقة تختلف في رمزيتها عن العلاقات التي تحدثنا عنها سابقا بحكم أنها هذه المرة تتغذى بالقيم الصوفية وتيار متدفق من توجيهات الشيخ حماد.
شواهد ناطقة.
وكانت بيوتات حي(فمبلقو)بدون استثناء قامت بمواقف مشهودة في التنافس إلى حلبة رضا الشيخ حماد وتقديمه على أنفسهم ونسيان ذاتهم لتذوب في ذاته فصار الانتماء إليه فوق الانتماء إلى القبيلة وصارأهله وعشيرته في مقام أهل وعشيرة هذه البيوتات.
ومن مظاهر هذا التقديم أن القبيلة كانت معروفة بإقامة وإحياء ليلة الختم من رمضان ويفد إليهم فيها بعض القبائل المجاورة لهم فكان غالب أعيان الحي وعلمائه يذهبون إلى إقامتها بدلا من ذلك في(كل تبورق) إضافة إلى أن كل (فمبلقو) كانوا في اتباعهم لحمادي ناطقين بل كانوا داعين إلى تقديم كل تبورق على أنفسهم بين مناطق نفوذهم الديني ولم تكتف القبيلة بالبيعة فقط أوتسجيل مواقف , بل لعبت دورا هاما في أهم مراحل هذه الحركة.
وتجدر الإشارة إلى جانب لايقل أهمية مما سبق وهو جانب التطبيق الحرفي لطلبات الشيخ وأبنائه فقد كان شيوخ )فامبلقو( مضرب المثل في هذا الجانب فالشيخ مدا بن حماي والشيخ المنير بن مدا آيتان من آيات الانقياد والطاعة لهذه الأسرة, وأذكر أن الوالد أحمدا بن عبد أمره الشيخ المحمود بن حماد بأن يحضر له مأئة من الضأن ليهديها إلى واحد من قبائل(إمغاد) وهو (اندران) فماكان من الوالد إلا أن ذهب إلى معارفه في منكا واستمر مدة ستة شهور, يجمع ويختار حتى أكمل العدد وجاء به إلى الشيخ وقدمه الشيخ (لإندران) وكان ذلك سبب غنائه فقد ذهب فقره بهذا المال .
وحدثني الشيخ زين الدين بن الشيخ المنير أن جدنا عبدُ لاهم له غير اختيار الجمل الأصيل والأجمل للشيخ حماد فاتفق أن أهدى إليه جملا من خيار إبل (الشريفن) الاسحاقيين فذهب تفنت بن فهرون إلى الشيخ حماد وطلبه منه وأهداه إليه وهذا غيض من فيض ومالم نذكر منه أكثر.
ومما يذكر من مظاهر هذا التقديم لأهل حماد على أهلهم ماجرى ببين الشيخ ذوالكفل بن مفلح من كل تبورق وبين الشيخ الياض بن إحيا بن فذامن (كل فمبلقو) حيث أن زعيم قبيلة (تهبنات) الأمازيغي امدغ ابن مالدنيا تدخل لصالح ذوالكفل في خلاف دار بينه وبين الياض فنهاه الشيخ ملو بن محمدُ عن التدخل بين السوقيين فرد عليه الزعيم أمدغ قائلا له :أنت من أمرتني بالعناية والاهتمام بذي الكفل ولم تأمرني بمثل ذلك لألياض فرد عليه الشيخ صحيح أنني أمرتك بذلك وأحلتك إلى معرفتك بأن الياض لايحتاج إلى ذلك لأنه مني وأنا منه.
وإنما أفضت في إبراز هذا الجانب من العلاقة بين الحيين لأن الكثير من الكتابات السابقة لم تتحدث بتفاصيل هذه العلاقة وغضت الطرف عن خفايا في زوايا من التعاون الذي قام على أشده بين القبيلتين .
_______________________
(1)- انظر الجوهر الثمين ص 200

أخي الحبيب السوقي الخرجي
بعد التحية :
نزولا عند رغبتك التى أستصوبتها : فهذه بعض الإشكالات أو الأسئلة التي أرجو أن تعينني الإجابة عليها على فهم ما أشكل علي , وأنا أقرأ هذه الفصول المفيدة لكل من أراد أن يعرف شيئ عن بعض أخبار وعادات أبناء المنطقة عموما والسوقيين خصوصا وما جرى بينهم من حراك قبل وأثناء وبعد الإحتلال الفرنسي للمنطقة
وأول النقاط التي أريد أن أستوضحها منك :
فقد مر معنا ونحن نقرأ هذه الفصول أن السوقين هم اللذين أفتو وحرضو على حرب ومقاطعة الفرنسيين الغزاة وأن الطوارق عموما حاربو بناء على تلك الفتوة وهذا الذي يعرفه جميع أبناء المنطقة , ولكن حينما أتيت على ذكر الشيخ اقنت بن همهم أوردت
"

وقد اضطر الحي بعد المعركة إلى مصالحة المستعمر على حقن دمائهم وذلك بواسطة السلطان اقنت بن همهم والذي كان ضمن السلاطين الذين لم يستجيبوا لدعوات الزعيم فهرون بن الإنصار بنقض الصلح بينه وبين فرنسا وبقي على الصلح الأول وقد استفاد الناس من ذلك بعد التراجع الذي حصل للمقاومة الطارقية.

"
وهذا النقل مخالف لما هو متعارف عليه ولما ذكره والدنا الشيخ العتيق إبن سعد الدين الإدريسي والذي ذكر فيما معناه "أن فهرو الأنصار كان يقود المقاومة في أوظاء وعمنا الشيخ محمد أحمد الجنيدي في آربندا "
وبذالك لم تكن دعوة فهرو هي السبب لمقاومة أهل آربندا للمستعمر , كما أن أستشهاد ه لم يكن السبب في إقاف المقاومة فيه كما هو معلوم لدى الجميع
هذا ما يتعلق بالفرنسيين
أما ما يتعلق بخاصة قبيلتكم الكريمة
فإنني لا جظت غياب الفترة ما بين إنتقالها من غيرغ إلى شرق النهر
والسوأل متى أطلق لقب إقدش عليكم ؟
هل بعد إنتقالكم إلى جوار أقنت بن همم أم قبلها ؟ إقدش (1)
وما علاقة هذا التجمع الجديد بقبيلة أقدش الأم ؟أقدش (2)
وورد أيضا أن كل فالبنقو جميعا بايعو الشيخ حمادو فكيف يكون ذالك
ومنهم من جاهد مع الشيخ محمد أحمد الجنيدي ؟
رجاء أن اجد لديك بعض الإجابات حول ما ذكرت أو إرشادي إلى موضع ذكرها لعلي لم أرها وأنا أقرأ هذه الفصول النيرة
وللموضوع بقية

أشكر الأخ الأسدي وأباعبد الله على إثرائهما للموضوع وأضاعف لأبي عبد الله على الاستفسارات المهمة, وأبدأ بسؤالك الأول فالأول.
1- لورجعت إلى كتاب الشيخ العتيق لوجدت أن الشيخ أقنت بن هماهما لم ينقض الصلح وبقي على الصلح الأول وهو ثالث الثلاثة الذين ذكرالعتيق أنهم لم يوافقوا على نقض الصلح وهم الشيخ اقنت بن هماهما والشيخ حماد بن محمد والشيخ باي الكنتي وفي نفس الصفحة ذكر الشيخ الفرقة الثانية التي كانت بزعامة الشيخ محمد احمد بن الجنيد ومعها الكثير من العلماء والأمراء.
2- لعلك نسيت أن المعركتين ( اضرامبكار) و(كبرو) كانتا في يوم واحد, وذكر بول مارتي في كتابه كنته الشرقيون عن معركة اضرمبكار أنها نهاية الثورة في بلاد الطوارق وقد نوهتُ بهذا النقل في أول الفصول.
3- انتقال القبيلة من أعمال تغارست و(غيرغ) تحديدا من الفترات التي خيم عليها الضباب في تاريخ المنطقة ولم نعرف عنهاإلا المخزون في الذاكرة المحلية عند مشايخ القبيلة.
4- لقب (إقدش) ليس من الاطلاقات التي تعرف بها القبيلة وإنما هو إطلاق إداري فرنسي, لم يتجاوز حدود الورق والتقاسيم الأدارية الفرنسية التي تستعملها مع جميع القبائل.
5- علاقة (كل بقو+ إقدش) بقبيلة اقدش علاقة قوية جدا وبينهم ارتباط قديم ووثيق, أما عن سبب تسميتهم (بأقدش) فلا أعرف عنه شيئا ولعل الدغوغي يفيدنا في ذلك مشكورا.
6- أظن أن قضية مبايعة الشيخ حماد لاعلاقة لها باستجابتهم لدعوة محمد أحمد بن الجنيد, فلعلهم ممن لايرى أي مانع في الجمع بين الأمرين ويتجه سؤالك عندما يكون العكس أقصد عندما يبايعون ثم يدخلون في برنامج آخر وا يضا لا نغفل أن هذه الأولية إنما أقصد بها ماكان بعد المعركة لاماكان قبلها.
7- الشيخ محمد أحمد ممن يرى أن (إموشاغ )هم ولاة أمر البلاد فقتاله في أي مكان يكون تحت مظلتهم ومشاورتهم, بل هناك أكثر من معطى تاريخي يدل على أن هناك تنسيقا نشطا بينه وبين فهرون.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الخرجي

- الشيخ محمد أحمد ممن يرى أن (إموشاغ )هم ولاة أمر البلاد فقتاله في أي مكان يكون تحت مظلتهم ومشاورتهم, بل هناك أكثر من معطى تاريخي يدل على أن هناك تنسيقا نشطا بينه وبين فهرون. , بل هناك أكثر من معطى تاريخي يدل على أن هناك تنسيقا نشطا بينه وبين فهرون.

أخي الحبيب
لا أخالفك بل أجزم أن جميع السوقيون يرون ما يراه الشيخ من تقديم أموشاغ ولكن الأمر هنا مختلف .
وهذه نقول من الكتاب الثمين الجوهر الثمين لعلها يوضحا لك وللقارئ الكريم بعض ما أرمي إليه
*******
"ولما نقض التوارق الصلح بينهم وبين فرنسا بزعامة فهر بن الإنصار في أرض مَنَكَا ، وزعامة محمد أحمد بن الجنيدي في أرض أرَبَنْدَ وتبع كلا منهم أغلبية الناس ولم يبق على الصلح إلا قليل من الناس غالبهم الضعفاء ص (316)"
********

"، ولما كثرت الهزائم وأيس المسلمون من الانتصار عدا عليهم قواد فرنسا بالقتل والنهب والأسر وما قدر لهم من أنواع النكايات وطلبوا الشيخ محمد أحمد فاختفى منهم ولجوا في طلبه وهددوا بالقتل من رآه ولم يخبر به فلقي الناس شدائد من ذلك كالتي لقوها في الحرب لأنه محبوب معظم لا يجترئ من يعرفه أن يتسبب في إيصاله إلى فرنسا ، وسجن كثير من الناس بسببه والشيخ في أثناء ذلك يتجول في الصحاري مع عياله وخدمه وحشمه كأنه لا يلتفت رآه ولم يخبر به العدو على أخذه ، وحجبه الله عن أبصار الأعداء ربما سمعوه في موضع فيقصدونه ولا يطلعون عليه أو رأوه بعض أشياعهم فيذهب ليخبر به فيموت أو يجن قبل وصوله إلى مقصده ، ومكث على ذلك أعواما ، مختفيا أو محتجبا من أعدائه مع مواصلة من شاء من أصدقائه ومن أشياخه وكان يراسله في تلك المدة يأمره بالاجتماع مع القواد الفرنسيين ليصالحهم ويكون كسائر من حاربهم ثم صالحهم ليأمن ويطمئن وتستقيم أحواله ، وأنكر عليه الشيخ بَايْ ما كان يعمله منن التعزيز بنفسه وأتباعه وتكررت الإرسالات من الشيخ بَايْ إليه ، فلما تيقن أن عزيمة شيخه بَايْ أن يجتمع بفرنسا سار إليه محتفيا حتى وصل إليه فقال له ها أنا ذا بين يديك فاعمل فيّ ما تريد ، فذهب الشيخ بَايْ إلى قائد فرنسا في كِدَالْ فقال له أريد أن أعرض عليك خطة إن أنت قابلتها نلت بها مقاما عند رؤسائك وإن لم تقبلها فلا عليّ ، فقال له القائد ما هي قال له : إن التزمت لي أن لا يؤذى أحد من قومك وجندك محمد أحمد أحضرته بين يديك فتظفر بما أعجز أصحابك ، ويعلو بذلك مقامك ، فتعجب الفرنسي وقال له أتقدر على إحضاره أو تعلم مكانه وكان الشيخ بَايْ ذا أمانة وأخـ.... عند فرنسا بأمر من الله لا بتصنع ولا تودد ، فقال له الشيخ بَايْ قد قلت ما كان لي أن أقوله ولا .... إلى الزيادة عليه ، فقال له الفرنسي إن أحضرته بين يدي ولم يشعر به أحد عملت الحيل في تخليصه ، فذهب الشيخ بَايْ وأحضره ، فكاتب ذلك الفرنسي أمرائه وكلمهم في شأنه حتى آل الأمر إلى إرساله إلى تنبكت ثم إلى كَاوَ فوقع الصلح بينه وبينهم على شرط أن يقيم بقرب كَاوَ ولا يـ.... إلى منزله الأصلي فأقام مكرما مبجلا تفد إليه الوفود من جميع الجهات ويجيزهم حتى مات عام 1351هـ ودفن بالساحل الغربي تعبر السيارات في قرية إبَلْبَلَنْ .ص (605,)(606) " وما أردت الوصول إليه هو أنه لا علاقة بين إستشهاد فهرو و إقاف الثورة الطارقية
***

شكرا للأستاذ أبي عبد الله على إثرائه, ومناقشته الهادفة.

علاقتهم بكل تكيرتـــن.
العلاقة بين كل (فمبلقو) وقبيلة كل( تكيرتن) من أثمر هذه العلاقة ولم تشهد هذه العلاقة مرحلة ركود أوفتور منذعهود خلت وقرون مضت وكان شيوخ القبيلتين على إدراك ووعي تامين بقيمة هذه العلاقة فوطدوا أركانها, وشيدوا بنيانها, وتعاهد أفراد القبيلتين مازرعه الأسلاف بالسقيا وجميع وسائل الرعاية.
الجانب التعليمي.
لعب هذا الجانب دورا مهما في خلود هذه العلاقة فبالرغم من أننا لم نعرف أن أحدا من علماء (كل فمبلقو) ارتحل في طلب العلم إلى حي كل تكيرتن إلا أن الذي لاشك فيه أن كثيرا من علماء كل فمبلقوا أخذ عن الكثير من علماء كل تكيرتن في المجالس العلمية التي تعقد فيهم, وكانت زيارات كل تكيرتن وتواصلهم مع كل فامبلقو لم تشهد انقطاعا, وأقام فيها علماء كل تكيرتن وفقاؤهم دورات مكثفة في الفقة المالكي الذي يتقنونه جيدا في حي فامبلقو وكان ذلك رافدا مهما غذى عروق هذه العلاقة بشكل حاشد ومشهود وذكر الشيخ الوالد ذلك في كتابه (سح السحاب, في تراجم الاشياخ والاصحاب) وصرح في ترجمة الشيخين محمد الصالح(اللادي) بن احنى وأخيه محمدُ (ممد)بأنهما أخذا الفقه عن علماء كل (تكيرتن), والذي لاشك فيه أن أخذهم الفقه عن كل تكيرتن ليس جديدا,وذلك بحكم الجوار, وبحكم تخصص كل تكيرتن أيضا في الفقه(1).
جانب اهداء الكتب واستكتابها.
الحديث عن الكتب التي أهداها كل تكيرتن أوكتبوها لأبناء أحنى من الشواهد الناطقة في هذه العلاقة منذ عهد الجد الجامع لكل تكيرتن محمد المصطفى إلى يوم الناس هذا.
وتعد هذه المخطوطات إرثا بالغ الأهمية في الحفاظ على علاقة الحيين ويعتبر الحديث عنها بين الحيين حديثا مشحونا بالعواطف تتجدد فيه أحلى الذكريات بين أبناء الحيين وتتمدد فيه خرائط الود والإخاء بينهم.
وهناك نوع آخر من تبادل الهدايا بين الحيين لا يقل أهمية عن الكتب كتبادل إهداء الخدم وغير ذلك من أنواع الهدايا.
ويضاف إلى ذلك جانب لايقل أهمية في قوة التبادل العلمي بين الحيين, وهو شروح وتعليقات الشيخ زين الدين بن عبد الفتاح (حمادي) على بعض كتب علماء الحي وهو الشيخ الوالد أحمدا بن عبدُ, بالاضافة إلى الرسائل التي اتطلعت على بعضها في استفسارت فقهية, أجاب عنها علماء كل تكيركن عن سؤالات شيوخ كل فامبلقو منها رسالة من العلامة المحمود بن الاغ إلى الشيخ الحسن بن محمدُ (ممد)(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سح السحاب ص 4_ 2- والمحمود هو عم اليعقوبي (نافع) وحمزة.

أشكرك ايها الاسدي على على اهتمامك بالمواضيع التي حوتها هذه الفصول ولا زيادة على الشكر.