|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-10-2011, 11:17 AM | #21 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الطود الرابع: الشيخ العلامة اليسير السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
بادئ ذي بدء: إن الكلام في سير العلماء الأعلام ألذ في الطعم من العسل المصفى وأشذى من طيب العود العبير. كيف لا وهم ورثة المرسلين والأنبياء الذين لم يورثوا إلاّ العلم الذي نال منه الحظ الوافر هذا الطود العلم الكبير، إنه الشيخ العلامة اليسير، وما أدراك ما الشيخ اليسير، من يتضاوء بدر الأهلة المنير الأنير. علم تسابق إلى بلوغ عواليه القدران، قدر يحمل رسالة إكرام الصابرين بفقد حبيبتيهم فيما تبصره العينان. وقدر يبلغ هذا العلم قدر الطود العظيم في جميع الفنون المسمدة سلسبيلها من القران. فإذا هو يسبق إليه قدر النبوغ في العلوم: إذ المقدر كالثابت ـ سبحان من بيده مقادير الأمور الجارية وفق إرادته في الأزل، ثم يتحقق به القدر الثاني ليسجل هذا الطود في ديوان من كف بصره صغيراً فإذا هو من أعلام الأعيان. قال يوماً في معرض ذكر منن الله عليه العظيمة: ما وجدت فرقاً بين أن كنت بصيراً، وبين أن كنت اليوم ضريراً، خاصة فيما يورث الإعاقة في سبيل مواصلة طلب العلم بالتحصيل... مضيفاً ذكر شكره للبر اللطيف الجليل، بقوله: ما قرأت القرآن قط ـ وهو من حفظته المهرة ـ إلاّ كان لي كمراجعة لجميع العلوم ـ حسب فنون العلم المستنبطة منه: من النحو، والتصريف، والفقه والأصول، والبيان، والمعاني، والبديع... إنه حصن حصين علمي منيع، وصدق الله إذ يقول: وما يعقلها إلاّ العالمون. فما أجل قدر قوة البصيرة التي يفقدها حقيقة القوم العمون. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الموعود هو وأولياؤه بالويل والثبور: إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. إن هذا الطود ما زال يرتقي في العلوم بذكاء مفرط، وفهم ثاقب خارق وذهن وقاد المسقط. وقد يتصل بنا سند ما مر بالشيخ الداعية أبي عمر عبد الملك بن أحمد الإدريسي السوقي المرسي، سماعاً من والده ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. متنقلين مع القارئ الكريم إلى موائد الحيس لدى سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله تعالى ـ حين أتحفنا بهذه التحف السنية، في قوله: **- الشيخ العلامة اليسير السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. هو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الأصول والفقه. مضيفاً قوله: وهو من العلماء المتميزين بالحفظ والإتقان لجميع الفنون. قلت: ذلك ما أورثه التبحر في العلوم التي ينقله برجها إلى فلك الاجتهاد المطلق، فيسبح فيه على نظام أربابه الجهابذة الحذق. فأثر عنه ـ رحمه الله ـ مما أثر مسألتان: الأولى: رد المطلقة ثلاثاً إلى زوجها بوجه علمي مشروع نقلاً وعقلا، على وجه أصبح يؤخذ بها كفتوى محررة يفتى بها في حياته، خاصة بين علماء قبيلته العلمية المكرمة، ما جعله يقول قول عالم علامة رباني ناصح أمين، لما بلغ الأمر أن يفتي بها من دونه في السن بكثير من علماء قبيلته المتمكنين في العلوم المهرة. يا معشر شباب الحي، أنتم سمعتم أن اليسير لا يقع عنده الطلاق الثلاث، فتفتون بذلك... إنني لا أفتي بذلك حتى أبلغ الغاية في استقراء أحوال تطليقات المستفتي، فإذا وجدت بعضها لا يتحقق فيه وقوع الطلاق بوجه من الوجوه... أفتيت المستفتي بعدم الطلاق... وإلاّ فالطلاق الثلاث إن استوفى شروطه، لا يجوز بحال من الأحوال إرجاع تلك الزوجة إلى ذلك الزوج لأنه من بين حدود الله حد، بنص من الذكر الحكيم: فإن طلقها فلا تحل له من بعد... هذا نوع من أنواع نصح جهابذة علمائنا المبين، وذلك حين واجه من وسمهم بوسم شباب الذين يبلغون مرتبة عالية في جميع الفنون التي أهلته إلى أهلية الاجتهاد دون بلوغه سنهم، فما بالك بهم حين بلغوا ذلك السن الذي من النادر بمكان أن يصله فرد من أفراد آل السوق ـ عصراً عصراً إلى ذلك العصر ـ إلاّ وهو فحل من فحول العلماء خاصة قبيلته المكرمة التي يكفي في المثال الشيخ زين الدين شيخنا الذي بلغ من المرتبة العلمية ما تقدم مع صغر سنه وقتئذ... المسألة الثانية: جواز استعمال الصائم ورق شجرة: التبغ ـ التمباك ـ وتابَ في اللسان الطارقي... قلت تمهيداً إن هذه الشجرة الكريهة قبل ما يعود بنا العود الحميد بتحريمها، مقدماً ذكر بعض العلماء الذين صرحوا بحليتها، كما يتناوله عنوان مصنفاتهم، منهم: عبد الغني بن إسماعيل بن عبد المغني النابلسي، المتوفى 1143هـ. في تصنيفه المعنون، بعنوان:الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان. ونور الدين أبي الإرشاد علي بن محمد بن عبد الرحمن الأجهوري المالكي، المتوفى 1066هـ. في تصنيفه المعنون، بعنوان: غاية البيان لحل ما يغيب العقل من الدخان. هذا شيء من مصنفات من صرح بحلية هذه البلية، بجميع الاستعمالات، من الدخان، والمسحوق منها، المسمى في اللسان الطارقي: آسْرَغْ. وتخزينها في الفم المسمى في الطارقي أيضاً: أَجَمامْ. وهو أكثر أنواع الاستعمالات في صحرائنا الغالية، فلذا كثر من يستعملها من الخاصة فضلاً العامة، حين تناول جانب جواز استعمالها كثير من علماء الصحراء، الذين منهم صاحب هذه الفتوى الآتية، التي رجع عنها كما سيأتي نقلاً ـ بإذن الله. بعد أن صرح هذا الطود العلمي الراسي ناصاً على وجه الفتوى بجواز ذلك من غير ضرورة خاصة للصائم، من غير أن يفطر الصائم الذي يستعملها، مستنداً هذا الطود العلمي العظيم على بعض قواعد أصول الشرع، منها: البراءة الأصلية: الناطق أهلها: بأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة حتى يرد دليل المنع... ودليل المنع إما أن يكون نصاً صريحاً لا يتطرأ إليه الاحتمال، سواءً من الكتاب أو من السنة، أو من الإجماع، فتمسك بفقد هذا الدليل القاطع حين عارضه من عارضه من فحول علماء عصره... مورداً على أدلتهم المنعية استعامل ورق شجر: تابَ. في الصيام على الوجه الآنف، بأنها من الأدلة التي يتتطرأ إليها الاحتمال الذي يسقط قوة الاستدلال بها عند أرباب هذا النهج الشهير... معللاً ذلك لهم ببعض التعليلات، منها إيارده عليهم افتراضا: أن لو حلف حالف أن زوجته طالق، إن أكل أو شرب، فاستعمل ورق شجر: تاب. على الوجه المستعمل به لدى من يتعاطاها في المجتمعات الطارقية، ومن جاورهم في مضارب صحرائهم، هل يقع في الطلاق أم لا؟ فيقال له في معرض الرد لا إنه ما وقع منه طلاق. فيقول لهم: أن الصائم كذلك، على نحو قول القائل: وعكساً استعمل تجده سهلا. قلت: إن كيفية استعمال تاب في مضارب الطوارق، هي: أيقوم متعاطيها بوضعه شيئاً من ورق شجر: تاب. ممزوجاً بشيء من الرماد، أو ما يقوم مقامه من قصب الدخن، وما في معناه المحروق، المسمى عندهم: تُوكا ـ وهي عين رماد القصب المسحوق، فيضع ذلك المتعاطي ما قرّب بيانه في فمه، بين ما غلظ من الشفة وبين اللثة جهة الأضراس، وليس لتحديد حده في ذلك الموطن حد محدود، ثم ينزعها من يتعاطاها من فيه بعد أن تضعف المادة النوكتينية فيها. هذا ولقد ناقشه غير واحد من أعيان العلماء... فممن ناقشه علميّا العلم الشامخ بحر العلوم، رحيق خزانة الأدب المختوم الشيخ العلامة الإدريسي السوقي التَّبُرَقي المحمود ـ الخضر ابن الشيخ حماد العلم الشهير. وما أدراك ما الشيخ الخضر ذلكم العالم الذي من ورده الليلي، ما حدث به شيخنا الشيخ زين الدين وأن من ضمن الحضور، أن قال عنه: إنه مما اشتهر عنه أنه لا ينام حتى يقرأ جمع الجوامع للسبكي، والكافية لابن مالك ومختصر خليل على ظهر القلب ـ ضمن مستودعات الصدور... يا أجيال سوق العلم الكبير احيوا هذا الورد المقول في مثله: مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة. كما أثر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما. فقد كان هذا العلم ممن نقاش هذا الطود العلمي العظيم، من المساء إلى أن ذهب عامة الليل البهيم، فختم الشيخ الخضر النقاش العلمي الرصين، بقوله: لو أني جعلت مكافأة الصائمين في يدي لأكرمت من لم يتعاطى تاب في الصوم، ثم أكرم بعدهم من يتعاطاها... قلت: يا له من نقاش علمي أديب، ويا لها من ترجيح أتعرج إلى الترجيح بها... وقد يتصل بنا سند ما مر بالشيخ الداعية أبي عمر عبد الملك بن أحمد الإدريسي السوقي المرسي من النقل المتواتر المستفاض. قلت، وممن ناقشه أيضاً من أولي النهى: من وجهاء أعيان علماء عصره الحذاق، منهم الحبر البحر الدفاق، العلم الشهير السوقي التنغاكلي الحسن آراب، أبي أبي الباكية نجلة العلماء اللسن البلغاء الكتاب. الشيخ العلامة الحسن بن آراب بنوع من أنواع الجدل المحكم بالوعظ والتذكير، حين علم بقوة ما تدرع به من قواعد الأصول الشيخ العلامة اليسير... فلما بلغ منه هذا السعي الكريم، أصبح مصبح من له مذهبان الجديد والقديم، مفتياً بالتحريم لا التحليل، كما هو دأب العالم العلامة الرباني التقي الورع الجليل... كما أسند لي ما مر شيخي المؤرخ ربيعة الرأي، وكان من طلاب الشيخ العلامة اليسير، إذ على يديه درس باب النعت في خلاصة ابن مالك... وقد سئل شيخنا الشيخ زين الدين ـ في ساحل العاج في بعض أسفاره التي تشرفت بمرافقته الكريمة ـ عن هذه الفتوى في حلية: تاب للصائم، هل هي قول يقول به علماء تنغاكل؟؟؟ فقال: لا، بل ما قال به إلاّ عالم واحد أفتى بها في حل تاب عنده، ثم رجع... مضيفاً قوله: أما أنا فلا أحلها لغير الصائم فضلاً الصائم... مستدلاً بأدلة قوية منها، قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد... ثم وضع سبابتيه نحو أنياب الأسنان، لتقريب مقام ذلكما الملكان الكريمان، قائلاً: إن الملائكة تتأذى بما يتأذى به البشر... ولما كان السائل ليس من أهل العلم، لم يذكر له أدلة تحريم إذاية البشر، الشديدة الوعيد... خاتماً حكم التحريم مطلقاً بقوله: الحمد لله الذي عافني من تعاطي هذه الشجرة الخبيثة من الطفولة إلى اليوم، مع قلة من يسلم من هذا الابتلاء... قلت: وبمثل ذلك أقول أنا في تحريمها بجميع أنواعها الخبيثة، كما رجح ذلك جمهور من العلماء المحققين، لهم عدة رسائل تناولت التبغ وأنواع استعمالات المحتمعات لها خاصة التدخين، المشتهر عالمياً، وإلاّ فباقي الاستعمالات من شم المسحوق، والوضع في الفم، كل ذلك في الحكم، لأن أصلها من التبغ، فيكون حكمها على معنى قول القائل: تعددت الأسباب والموت واحد. ومن تلك الرسائل العلمية: مجموعة رسائل عن التدخين. طبعة الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية. تناولت جوانب كثيرة تقضي بتحريمها، التي منها ما فيها من الأضار، كما أفرد بذلك محمد الطرابيشي الحلبي، المتوفى 1338هـ مصنفا بعنوان: تبصرة الإخوان في بيان أضرار التبغ المشهور بالدخان. وبمثل هذا التحريم أقول فيما عمت به البلوى ـ ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت... |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-10-2011 الساعة 01:01 PM
|
01-12-2011, 10:26 AM | #22 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الطود الخامس: الشيخ العلامة محمدُ بن أَحَمَدَّى السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
إن علماء صحرائنا الغالية قلّ أن يبرز من بينهم علم بارز، إلاّ إذا بلغ مبلغ العلم البارز، خاصة علماء آل السوق، الذين يتنافسون إلى ارتقاء أسمى مقامات العلم التي لأجلها تضرب إليه أكباد النوق... فكان من بين أولئك علم من أعلام العلم والهدى، هذا الطود العلمي الجليل محمد بن أحمدى. إن هذا العلم حقيقة من الأعلام المتمثل لهم، بقول القائل: كطود يلاذ بأركانه***عزيز المراغم والمرهب وقد مضى في: الروض الباسم...جمع ممن تخرج في رحاب علمه الغزير، لينضاف إلى خريجيه أحد أعيان الأعلام العلم المبين، وهو شيخنا الشيخ العلامة زين الدين... الذي يتحفنا سعادة الدكتور محمود زبير، بقوله: **- الشيخ العلامة محمدُ بن أحمدّى السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. هو من الشيوخ الشيخ العلامة زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. مضيفاً عدة فوائد تاريخية جميلة، في معرض الاستطراد منها: *- الشيخ العلامة محمدُ بن أحمدّى ـ رحمه الله ـ هو شيخ طلاب ((كَلْ تَمُوكَسِنْ)) في عصره، الشهير في تنغاكل... قلت: هذا ضرب من ضروب المتابعة، لأن ما مضى في : الروض الباسم...ترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله. هو بيان لما أجمله سعادته هنا، كما تقدم هناك نقلاً عن شيخي المؤرخ ربيعة الرأي الثقة الثبت عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله. *- إن سعادة الدكتور لما استرسل في تاريخ قبائل العلم في صحرائنا خاصة قبائل السوقيين العلمية الموروث، قائلاً سعادته: إن كل تموكسن من قبائل العلم اللين العلم لها... أي: إذا انبرى أحدهم إلى العلم يصل به بذل المجهود الكبير، وفهوم ثاقبة قوية الإدراك الخارق لخيط دقة دموع المحابر، ما يجعله يبلغ مرتبة علمية عالية في وقت يسير.... كيف، وهم من تلك القبائل السوقية التي يوجز اللغوي الأديب المؤرخ الرحالة العجيب محمد ناصر العبودي ـ عنهم: مجموعة متميزة بالعم والفهم... كما تقدم في موضعه. *- تعرج سعادته الكريم إلى ذكر من كان في زمانه من أجمل الناس صوتاً بالنغمات السوقية التقليدية التي يستعنون بها في مذاكرة المتون العلمية المقررة المنظومة، قائلاً: إن الشيخ وان الخير ـ سيد المختار ابن الشيخ أقينت الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله تعالى ـ من أجمل من سمعه صوتاً وحسناً ومهارة في أداء تلك النغمات... وقد تناولت شيئاً مما يتعلق بالنغمات السوقية التقليدية العلمية الشعبية المراثية، في الروض الباسم... ما أغنى ذلك عن إعادة وشي لثات صفحاتها هنا، بلمعان ثغورها هناك البراقة المباسم... |
|
01-12-2011, 11:52 AM | #23 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: إنظار المعسر المدين
شكرا لك من القلب أيها الأسدي على هذه الدرر النفيسة, والتراجم المهمة لهؤلاء الاعلام ويسرني هنا أن أضيف
مع شكرك قصيدة الشيخ المترجم له وهي قصيدة اصلاحية بالامتياز عنى بها الشباب السوقي, وقد ردت في (النفاضة) بمايلي: ومن غرر ما مر علينا خلال هذه الرحلة قصيدة للعالم العلامة, أحمد بن مقا التنغاكلي السوقي, وهو من أهم علماء السوقيين في القرن الرابع عشر, وكان صاحب نفوذ واسع في المدارس السوقية حيث أن كثيرا من طلبة العلم السوقيين, قدأخذ العلم عنه مباشرة أو عن طريق طلابه, وقد اجتمعت فيه صفة الرباني الذي عرفه السلف بأنه ( من يعلم ويعمل ويعلِّم) وكانت هذه القصيدة إصلاحية بامتياز حيث إن الشيخ لم يكن يركز في فكره الإصلاحي على قومه أو عشيرته بل كان خطابه عاما وشاملا لشباب السوقيين خاصة, وشباب الأمة عامة.وكان تركيزه على الأمور الآتية. 1- أهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2- التركيز على شباب الأمة وحثهم على التعلم والحذر من الجهل الذي و صفه علماء الاجتماع بأنه أبو الشرور . 3- مسئولية أصحاب الصدور وعدم قيامهم بدورهم المنشود وسماهم (ارباب الصدور)اعترافا منه كيف لا وهومنهم بأن العلماء هم ولاة الأمر الذين يستطيعون توجيه بوصلة حياة الناس . 4- استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها. 5- ترك الشباب للتعلم وتنافسهم في الدنيا واهتمامهم بالمظهر على حساب المخبر. خلت الديار فما بها من آمر = يسعى بنصح عن مناهي زاجر حتى انمحى بدر الهداية وارتقى = فوق السما نجم اجتناب أوامر فتزلزلت جدرانه وتمايلت = وتدكدكت وتساقطت كالبائر واستوطنت من بعده آثاره = طيراكتساب كبائر وصغائر ورعت بها ظلمان حب رياسة = وبطالة تبلو فؤاد الذاكــــــر وهمت عليه رباب ترك الأمربال =ـمعروف فاستولت جميع مناكر وانهل بعدُ عليه وبلُ عمايــةٍ = وجهالة تبدو لفن زائــــــر فذرت عليه الترب ريح تقاطع = وتدابر وتفاخر عن آصر وتنافس في المال ثم ترعرع = في خضرجمع مهاوش ونهابر ثم عرج على موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأن العلماء تسامحوا في واجب النصيحة, وتغافلوا عن السنة ثم حاول أن ينصف العلماء الساكتين, والذين سماهم (أرباب الصدور) بأن عامة الناس لايقبلون النصيحة بل الغالب من أمرهم الإعراض عن هذه النصائح قائلا: لم لا وأرباب الصدوتسامحوا= وتقاعسواعن نصحهم للفاجـر وتغافلوا عمن يُخل بسنـــــــة = أضحت تعول عن جناحي طائر لاسيما جيل البرابر ويحهــم= بل كل من يسعى لقرف جرائر فلأجل ذاك إذا نصحت برابرا= بنصيحة ألقوا سمات برابــــــر حتى إلى حين تنادوا أن ذا =والعرش يفعله فحول نحارر لم لم يجز هذا لما يأتي= به (-----) كرام عناصر ثم حاول بأسلوب جميل استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها وذكرهم بأسلافهم الذين كانوا أئمة وهداة وكانوا قدوة لغيرهم في الدين ومعالي الأمور,قائلا: هذا وإن أئمة من قبل ذا = يهدى بهم من لم ينال بغابـــر فلآن أضحوا كالمنادل للأولى= لم يعتنوا إلا بكسب مفاخـــر إذربما اقتحموا مناهي لم يرد = نص يبين حلها للماهــــــــر وتوطئوا عما يمج سماعــه = وعيانه من يعتني بالطاهــــر فثنوا أعنتهم عن الكتب الأولى= يعلوا بها الفخار فوق مفاخــــــر فبكت عليهم كتبهم وشكت إلى= أقلامٍ أمرا نابها ومحــابــــــر فبكت وقالت إننا من أجل ما = يأتي به الأحداث صم خواطر إذليس في أحداث أهل (السوق) من = متعلم كلا ولا من زابــر فرنت زمانا ثم قالت إننـــا = ساءت بنا أحداث دهر دائــــر فبنوا قصورا فوقنا تنسي إذا = ما زرتنا فيها قصور قياصر لو أنهم حلوا وكاء شرائنا = بكرام إبل أو كرام بواقــــــر إلا فأحرى أن يكون بهم فتى= مستبسل يسخوا بكنز عاقــر ويصب دمعا فوق خد دافقا =يزري تدفقه ببحر زاخـــــر ويبوح بالشكوى لمن يعنى به= متحيرا متقلقلا كالســـــــادر إذلا يرى فيهم سوى من يعتني= بأسنة ومهند عن خاصـــــر أو من يشد (كموز) فوق عمامة = حسناء يلمع فوق سود غدائر ويميل في حلل الهناء ويعتلي = فرسا يلت حصى بصم حوافر ويضيع فرضا بعدذا بشطرنج = ومحاضر يلهو بها ومزابر لامن يناظر في الندي قرينــه= كلا ولا من يختلي بدفاتر كلا ولا من يستعين بصحبة = عن حل مشكلة تسيئ بخاطر ثم ذكر حاله واستياؤه من هذا الوضع الذي تعيشه الأمة مما يدل على عظم نفوس هؤلاء العلماء فهم على قدر كبير من الوعي والاطلاع على وضع الأمة ككل, فالشيخ أحمدُ في دعوته هذه لم يرد لنفسه ومكانته العلمية أن يكون خطابه خطابا قوميا,أو قبليا بل يرى أنه أكبر من ذلك وأن هم الأمة ينبغي أن يعتمل في نفوس العلماء أينما كانوا, وفي أي جهة كانت. فترقرقت مني دموع حمية= عمن يمزق دين خير أخاير فجلوت عن بصري وقلت لأنه= مرحومة مانورت ببصائر يا أمة المختار ما هذا الونى= والنوم عن أمر فظيع ضائر ياليت شعري هل أرى فيكم فتى= يعلو طلا قوم بسيف باتر كي تنصروا الدين القويم بنصرة = (- ) أهل الهوى بعساكر وتداوموا في نصركم لطريقة = دينية تنفي وبال مناكر فبنصر دين يستحق سعادةً= وكرامة من يعتني بمآثر ما كان أجدر أن يجد المرأ في = تجديد دين الهاشمي الطاهر كيف التثبت والقرار بعيد ما= حُلت عرى دين قويم باهر لاوالذي مد السما فوق االسفا= لم يحل شيء بعد دين داثر أولم يرد في النص آي عدة= تغري إلى إعزازدين فاخر إما بنصح حائزلشروطه= أم صارم يفري وتين الكافر أوهجرة نحو المدينة حافيا= أو راكبا مثل الظليم الضامر وهي طويلة اكتفيت بهذاالجزء منها وللحديث بقية مع محطة أخرى من محطات هذه (النفاضة). |
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|
01-15-2011, 09:24 AM | #24 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الأديب الأخ أبا عبد الرحمن السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، ودورك في جمع نصوص تاريخنا الجميل. فليس أمامي لشكر ما تقوم به إلاّ مقام القائل: فتى إذا رمته بمدحي***يمنعني العجز والقصور لا زال في رفعة وعز***ما كررت سجعها الطيور لما لأياديكم السخية ببذل نوادر التراث، فضلاً عن مشهوره ـ فامض على ذلك السبيل السلسبيل. مكرراالشكر لهذا المرور الذي هو من المنشطات الزكية.... فاحمني بالدعاء الصالح ـ بارك الله فيكم ـ ولقد ذكرتني هذه القصيدة يتيمة الدهر، حقيقة معنى قول الشاعر: كل علم ليس في القرطاس ضاع***كل سر جاوز الاثنين شاع فلذلكم قوموا بتدوين تراثكم الطريف والتليد ـ أرباب القلم السوقي البلغاء الكتاب، اللسن النجباء نجابة أولي الأباب... لتعلموا أن الأجيال تنتظر عطائكم العلمي التاريخي الواعد، لتكافئكم بالشكر الجزيل والدعاء لكم بنيل الرضوان يوم المشاهد. إن مضى قرنكم كغيركم. فتقوم بجمع ما تناثر من درر عطائكم لتصوغه صياغة حلي الجوهر، متجاوزة عما يقع دون الكمال على النقص المخرج له وجوه أو وجهان أو وجه أو ما يعتذر له بمعاذير حسان ليغتفر. وأنا على رأس صريغ غوانيهم العلمية المتميزة كأجدادهم، فينظروا بي نظر المغشي في الأخطاء ليصححوها كي ما يسوغ لهم قبولها قبول من ألجأته المسغبة بما صيد من جرادهم. وعذري في ذلك بعد اعترافي بجهلي ما بلغ به مشقة عمل يومه، ما يعوقه عن معاودة تهذيب ما في أمسه... وكثيراً ما أتجاز ما يعد من الخطأ المطبعي، بعد نشر نفح الطيب لكيلا يشغلني عن وردي التاريخي المشغول به يوم معي ـ والله المستعان، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. وعلى كل حال فلنتيقظ لحقيقة معاني قول القائل الكيس الفطن، الشاعر الفحل اللسن: ولم أر في عيوب الناس عيباً***كنقص القادرين التمام فلذا انهضوا نهضة الأبناء البررة، إذ ثقفكم سلفكم آل السوق الأعلام تثقيف أهل العلم المهرة ـ فنشروا: تاريخ آل السوق المنظوم والمنثور، الغريس الأصول الطيب الفروع الثمير اليانع المنظور. |
|
01-15-2011, 10:12 AM | #25 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الطود السادس: الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سِيدِيَآلَمِين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
وما أدراك ما الشيخ أحميد، إنه ضرغام من ضراغمة العلوم المؤسس عرينه على علية الطود الشامخ تروى أسود أبناء زمانه بالنسبة له كأسيد. حدثني ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله ـ حفظه الله ـ الذي أدرك شيئاً من زمانه لقياً ومعاصرة، خاصة أيام كان ضمن أشبال أسود غابات العلوم، قائلاً: إن السيد الأمير مَلُّولي بن لَوِيشْ الشهير المعلوم، أمير منطقة قوسي، وما يتبعها، عرض على هذا الطود العلمي الكبير، أن يترأس فرع الوزارة الدينية خاصة رئاسة المجلس العلمي والإفتاء... فلتمس هذا العلم الشيخ العلامة أحميد من السيد الأمير مَلُّولي أحد أمراء قبائل إمغاد المشاهير أن يبقيه كما كان أحد أعلام علماء إمارته الواسعة النفوذ، على أنه حامي حماها أمام أيّ عالم علامة فحل مستعضل جهبيذ... أقول: ذلك المقام في الحقيقة مقام صعب المرام، إذا أسعرت نيران حروب الأنام، فلا يقوم هذا المقام العزيز إلاّ ضياغمة أسود الأمم، سواء في فرسان الحسام أو فرسان القلم، على نحو قول أحدهم: وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر***وإن ترعياني أحم عرضاً ممنعا وهنا يحسن بقلم التاريخ أن يتعرج من غير عرج، وأن يقول بعض ما قيل من الثناء المتواتر الثابت عن الثقات الأثبات العلماء الأعيان لا قول القوم الهم الهمج... ممهدين بتاريخ مسيرة انتقال آل سوق العلم الكبير، عن سوق واحد علمي كبير إلى بناء أسواق علمية متفرعة في أرجاء صحراء أسياد الصحراء، ليغنوا من تحت سيادة الصحراء الطارقية بأسواق علمية شرعية نظام الشئون الإسلامية كواجب شرعي فرض كفاية المجتمعات، فرأوا أن يكون فرض عليهم ليكونوا ممن يسقط بهم الإثم عن بقية أفراد مجتمعات صحرائهم العزيزة جيلاً جيلاً إلى جيل من أدركناه من نهج الرعيل الكريم، ونسأل الله أن يكون خصلة في عقبهم إلى يوم: ألحقنا بهم ذريتهم... ابتغاء مرضاتك يا بر يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه... هذا يقول الدكتور الهادي الدالي: وقد خربت مدينة السوق في عهد أسكيا الحاج محمد 1493ميلادي. أي: قبل جودر، ومن ثم انتشر أهلها، فعبد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم ـ السوق ـ أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام في (أَزَوادْ) في عهد جودر باشا، وقد أعجب سكان (أَزَوادْ) لعلمهم وتقواهم، فأغدقوا عليهم الأموال. كتاب: مملكة مالي الإسلامية وعلاقتها مع المغرب وليبيا، ص 112- 114. ط: صنين... وهنا تنبيه جليل: وهو ما يتمتع به آل سوق العلم الكبير، من رعاية سيادة صحراء أسياد الصحراء من كفالة أرزاق العلماء من قبل سيادات تلك الدول، والأمر كذلك إلى اليوم الذي ظل المجتمع بعد فقده نظام الدول، إلى السلطنات، إلى الإمارات، إلى مجتمعات سياديات مناطقهم يقومون بهذه المسئولية لعلماء المنطقة عامة، وللسوقيين خاصة... ولإعطاء ذلك دراسة خاصة لموضعه الموروث الجميل ـ بإذن الله الهادي إلى سواء السبيل. قلت: إن من حسن صنيع آل سوق العلم الكبير، في تشرفهم بحرفة العلم وجعله مهنتهم ـ ابتغاء مرضاة الله تعالى ـ في معاني هذا النقل. الذي جعل من لم يعرفهم من قبل يؤويهم إلى سيادة دولته، لعلمهم الزخار، وعملهم به عمل العالم التقي الورع البار، الذي ما زال الخلف يتبع سلفه فيه إلى ما أحياه هذا الطود الشيخ العلامة الذي جرني حسن جوابه للسيد الأمير ملولي ليصرفه عن رغبته أن يترأس فرع الوزارة الدينية في إمارته، ليوصله رسالة عالم عامل بعلمه أنني لا أريد به الرئاسة الدنيوية... فضلاً أن يرغبوا في الرئاسة الدنيوية عن غير طريق العلم، الذي يفر منها نبهاء الأمم التقاة الفطنا في تطليق الدنيا ثلاثاً: واتخذوا صالح الأعمال سفنا إنه حقاً ما قاله القائل فأحسن القول: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم***ولو أنهم عظموا العلم عظما هذا وهناك آثار علمية يحتفظ التاريخ بها لأهله إن رجع إليها الدور ليقول الحال قبل لسان المقال: قدني من نصر الخبيبين قدي. بإذن من بيده ملكوت كل شيء. وإنما المقصود هنا رسالة ستة قرون، ونحن الآن في السابع حسب التاريخ المذكور في نقل الدكتور الدالي ـ جزاه الله عنا كل خير... أقول: إن بناء التاريخ الزاهر، والمجد الباذخ الظاهر، ليس من مقدور الأحياء، ما لم يكن عمده أسسها من قبله من أجداد أجداد الآباء. إذ كل حيّ هو تاريخ من بعده، وأن تاريخه هو تاريخ من قبله من أبيه وجد جده. وما أحسن قول القائل: لن تبلغ الفرع الذي رمته***إلاّ ببحث منك عن أسه فالتاريخ بنوعيه المنبوذ المشئوم، والممجد المرقوم، كلاهما كظل شجرة ثابتة الأصول طيبة الثمار، أو شجرة خبيثة لا لظلها ظل ولا قرار. شتان ما بين المنتمين إلى أحد الفريقين، كما قال القائل: ترجو لحاقهم وأنت مقيد***قد أخرتك عن المنى الأقدار هذا وكل فرع يستظل بظل شجرته التاريخية، فيما هو من مجد عطاء الأجداد أصول العصور السخية.. وما أضافه هو أو بناه من غير أس أصيل العروق، فهو من بيت مال التاريخ المشترك الحقوق. لأنه كميراث إرث الغني اللقيط، لا من عرف له جهة ترثه كقائل: هب أن أبانا حجر في البحر اليم المحيط. ونحن سنرد على مورد سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنبل اليوابس من مجاري الريق، ب قطرات سلسبيل مسيال نهر معارفه الرحيق. قائلاً: **- الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سيدي آلمين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. هو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قلت: هذا الطود سنظل نسرح مناعم النظر بأفانين ودقه، إلى أن يصل بنا المرعى مواطنه الربيعة المسماة: ((مسارح الصيد في قيد ما أطلق من سيرة العلم الشهير الشيخ العلامة أحميد)). مع أحد شيوخي المؤرخين، في تاريخ المنطقة وأعيانها السادة وأهل العلم الذين منهم آل سوق العلوم الكبير، الذين كأنهم المقول عنهم: يا طالبا لهم وليس يراهم***حجبتك ويحك عنـــــــهم الأوزار لو كنت تعرف قدر ما أجنيته***لجرت أخي من جفنك الأنهار. كما قيل قديماً عن أدعياء المجد المجهول، المتعطشين لشرب ماء السراب شرب الهيم فضلاً عن الماء العكر بغثاء السيول، المصور في الأبيات السابقة المنقولة من كتاب: زهرة الكمام... لسراج الدين عمر بن إبراهيم أحد أعيان الأعلام. |
|
01-17-2011, 12:44 PM | #26 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
طلاب شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله: النجوم الزواهر: ومن اللطائف الحسان فضلاً من الله الكريم البر ـ سبحانه وهو شديد المحال، أن كنت أمس القريب بتسيير من ربي أتتبع بغنيماتي شعوف الجبال. وأنا اليوم أسرح في ضواحيها المرعى، كحقيقة تقال، فأقولها: إن الكلام ذو شجون. خاصة إذا تعلق بنقلة العلوم والفنون طلاب العلم الكبار، الذين سبقونا إلى موارد البحر الماد الزخار. لينهلوا من معينه المدرار، ما بين مجرور بإرادة قوية تسوقه من موطنه في رحلة بقدر إلى ساحل هذا البحر ليظفر بالدرر العلمية المقعدة الحسان النضار. وما بين من ينعم صباح مساء بنيل تلك الدرر من مكانه الكريم فيكون بهذا البحر أسعد جار. على أن من سبق ذكره العطر في مواطن غير زواهر هذه الترجمة فلا يعد لتتوزع تلك النجوم في أبراج نيرة مختلفة، على نظام جميل كوكبي المطالع المؤتلفة. غير أن ما قيل: لكل قاعدة استثناءات. كعموم مخصوص، أمر لا تخلو منه كثير من النصوص. لذا فإننا لا يغنينا ما تقدم من ذكر النجم الزاهر، دون استصحاب النظر لمجرى برجه الجلي جلاء الظاهر ـ ذلكم سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله ـ هذا الطالب، الذي يتحفنا بهذه الترجمة المستبرقة الذيول الديباجية بذكر أقرانه زملائه الأعيان الذين كانوا وقتئذ يتنافسون في أخذ العلم الغزير عند من نال منه الحظ الوافر أسنى المطالب... على أني ارتأيت لترائي أشعة جواهرها الكريمة، ترتيب أبراجها حسب استمداد كل نجم عدة أشعة مشبعة من أضواء هذا البدر... كما أني أورد ذكر أيّ نجم في مسرده ـ حسب ما مدني به قاموسه التاريخي المحيط ـ حفظه الله. فلذا نتطلع من أرباب قلم المعرفة، أن يتحفونا نحن والأجيال بمزيد من تعريف متين لأيّ نجم تعريفاً يهتدى بمثله على نهج تعريف من ثقفه الأوائل الكرام المهتدون. المعين ذلك التعريف إلى أدرك أدق ما ينزع من المعاني الجميلة الجليلة من قول الباري جلّ في علاه: وبالنجم هم يهتدون. وأما أنا كأخ لهم من أبيهم: لن أبرح الأرض، حتى أبر بهم ـ بإذن الله ـ ولو بعد حين ما دمت أميز بين النفل والفرض. كما أني ليزال بي البحث ـ بإذن الله ـ عن إخوتهم الكرام النجوم ممن أتى بعدهم وهلم جرَ، إلى عهد من مدني مجرى كوكبهم الجميل الفلك بمعرفة أسمائهم وقبائلهم ومواطنهم بل والانضمام إلى مودة صدق أخوتهم باللقي والمعاصرة... وهؤلاء هم من أواخر النجوم الزواهر الطالعين، وهم الذين خرز بهم سمطهم الجميل، في: مرآة المقتدين.... **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل العلم الشهير عمران بن يوسف السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما من متون العلم. قلت: وسيأتي ـ إن شاء الله ـ مزيد من نفح طيبه الفواح، تحت عنوان: تشييد العُمران بما في صحيفة الشيخ العلامة عمران **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله.
قرأ عليه مبادئ النحو، والخلاصة، وشرح ابن عقيل، والكافية. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أَلْياضًُ .. السوقي الجلالي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما، مما أعاد قراءته عليه مما قرأه من قبل. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل الثابت بن حَبْحا السوقي من قبيلة:(إسَمِّضَوَنْ) بل هذا النجم هو رئيسهم وقتئذ ـ رحمه الله. قرأ عليه الخلاصة، والشافية، وسعد الدين. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل المحمود ابن العلم الشهير إفَنْفَنْ الأدرعي السوقي من قبيلة: إقَدَشْ ـ رحمه الله. قرأ عليه الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل يحيى بن وامُّدَّتْ الأنصاري السوقي من قبيلة: كل تَكَرَنَّت ـ رحمه الله. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. وهنا يغلبني سلطان عزوف القلم إلى تطريز ديباجة الذيل، في معرض الاقتداء بالأسوة الحسنة: ألا ترون أني أوفي الكيل... |
|
01-19-2011, 12:19 PM | #27 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الصلة:
تذكرت والذكرى تثير لذي النوى***هموماً وفي الذكرى تهب صَبا الهوى قلت: ولم أر لكل ذي الذكرى الجليلة من الاستعانة على ألمها من أذكار الصباح والمسا، وإلاّ كاد إن نودي أو أكلم أن لا يعقل معاني الخطاب فيظل أخرسا. أخي القارئ الكريم: إن تاريخ آل سوق العلم الكبير، تاريخ جليل الصرح العلمي شامخ أنير، تعاقب على بناء مجده الزاهر، رجال كبار في التاريخ قرناً بعد قرن سجلات روائع العطاء العلمي الرصين المتين الباذخ الظاهر. فكان من ذلك العطاء السخي ما يبذله أبناء آل السوق في سبيل أخذ العلم حسب أسس متينة جيلاً جيلاً إلى جيل النجوم الزواهر ـ ونرجو أن يبقى ذلك خصلة في بناة مجد سوق العلم الكبير، إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها ـ وهو على كل شيء قدير. ومن روائع تاريخ آل السوق ـ كل أسوك ـ ما أولوه من الاهتمام البالغ بالرحلات العلمية خاصة بين قبائلهم لما لها من التمكن العلمي المقر به من يعرفهم من القاصي والداني في العلم... وهم في ذلك على آداب جمة مع أهل العلم، خاصة من يقصدون عندهم أخذ العلم من التأسيس إلى التبحر والتفنن... حتى كأنهم المصور حالهم في قول القائل: اشدد إلى العلم رحلاً فهي راحلة***وصل إلى العلم في الآفاق أسفارا حتى تزور رجالاً في رحالــــــهم***فضلا فأكرم بأهل العـــــلم زوارا والطف بمن أنت منه العلم مقتبس***جدد له كل يوم مـــــــنك إبرارا ومن فرائد روائع تلك الرحلات العلمية، أن قبائل السوقيين خاصة فيما مضى تتمتع بكبار العلماء في كل فن بحور، ما لو أراد أرباب تلك الرحلات ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ لم ينشئوها لوجود من يغنيهم ـ من علماء قبائلهم ـ إغناء إرواء الغليل. علماء فطاحلة أعلام أرباب المقام العلمي الجليل، كأنهم المعنيون في قول من أحسن حين قال: بحور زاخرة ***لن يبلغ الكادح فيها آخرة. فبمثل بحر علمي من تلك البحور استغنى من بقي في سواحلهم ممن أصبح بعد من فطاحلة العلم ولم يرحل عن قبيلته يوماً من الأيام طلباً للعلم في غيرها. هذا تنبيه ظريف لطيف، وألطف منه ما تتمتع به بعض قبائل السوقيين في العلوم ما أقر به عليه بعد عطاء نتيجة الدراسات التحصيلية. ومنها هذه القبيلة الميمونة المناقب، السنية المراتب، التي جعلت زمر طلاب العلم من شتى القبائل تتنافس في الرحلات إليها ـ فضلاً من الله والله ذو الفضل العظيم. وصدق الله إذ يقول: تلك الرسل فضلنا بعضهم... فما بال من يجنح في أن يساوي فضل الجمهور بفضل بعضهم. فالأفضلية بخصوصياتها سنة أزلية، وذكرها سنة أيضاً أزلية... فليسع الجميع ما وسع الأوائل والأواخر، ففضل زيد على عمرو ليس معناه إلغاء فضائل عمرو الخوافي والظواهر. ولقد جرى التفضيل بين خيرة الخلق بعد الأنبياء والرسل، وهم الصحابة، كفضل الصديق على الفاروق، والفاروق على ذي النورين، وذو النورين على أبي تراب ـ رضي الله عنهم وعن بقية الصحابة الكرام. ولقد بلغ ذكر ذلك التفضيل مبلغ العقائد. وكل أمة لا يمكن بحال من الأحوال أن تتساوى في الفضل ولا في غيره، وإن ما لبعضهم من الفضل الجليل الجلي، هو فضلها إذا اقترنت بغيرها في العلو بعلي. فتفاخر بمفاخر مآثرها من جهة الأم أو الأب، أو بهما جميعاً على نحو قول من قال: أمهتي خندف والياس أبي. فترك ذكر أي خصلة حميدة لمراعاة عاطفية في معرض المفاخر، ظلم تاريخي وخيانة اجتماعية وجور فيه كبير ظاهر... وقد يظن الظان أنه إن أغفل ذكر ما لليمين من الفضائل، سيسلم له ذكر الشمال ذكر جمع السالم في معرض الشمائل. وربما رام المغلوب في أمره أن يتجاهل حقائق من تلقاء نفسه، فإذا تجاوز الأمر نفسه إلى عالم المعرفة ندم ندامة الكسعي، القائل: ندمت ندامة لو أن نفسي***تطاوعني لقطعت خـــــمسي تبين لي سفاه الرأي مني***لعمر أبيك حين كسرت قوسي هب أخي القارئ الكريم: أنك تركت أهم مناقب أفراد قومك إرضاءً لمن لم ينلها... ثم لما نزلت من المنبر المفاخر ارتقاه منافسك فذكر أجل ما يعلمه عن قومه وعن خصائص أفراد قومه، فقضى السامع لبيباً كان أو غير لبيب بالفضل والمجد لمن أتى بزيادة يفضل بمثلها، فمن جنا على نفسه تلك الجناية النكراء؟؟؟. لذا فكل أمة في خطأ تاريخي جسيم، إن لم تنظر في نفسها نظر الشخص في جسده السليم، المقر أن منه الشمال ومنه يمينه الكريم، إضافة إلى تفاوت أعضاء جسده في أهميتها ودورها الطبيعي خلقة، وينظر فيها معتبراً أن مجموعها هو كمال نفسه رتقاً، لا كماله عضواً عضواً فتقاً... فالأمة بدينها الحنيف ديناً قيما، كالجسد الواحد، وكذلك تكون في الخصال الحميدة... فمفاخر أفراد جماهير الأمم هي مفاخر تلك الأمم، لا أن كل أمة مفاخر كلها عن بكرة أبيها... فالمفاخر هي ذكر مآثر من رزقها من الشعوب، وقبائل، وبيوتات عن طريق أفرادها الواقعة منهم... لذا فليكشف كل واحد جيلا جيلا بكتابة موثقة يكشف بها النقاب عن أعلام صحرائنا العلماء وغيرهم من السادة، فنحن جميعاً أبناؤهم فلكن بهم بارين بذكر ما للفرد، والقبيلة والشعب والأمة من المناقب الجليلة ومزايا المآثر، ولنتغن بمجد الجميع على نحو قول القائل: نحن بني أم البنين الأربعة***ونحن خير عامر بن صعصعة ومن عزوف المعزوف، نرجع إلى بيان نوع من أنواع الفروق بين الصفة والموصوف. بعود حميد إلى رحاب سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنصل به إلى علم الفلك عبر تعريفة بزواهر من نجومه، قائلاً: **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أحمدْ محمدْ ابن العلم الشهير بُوجَلْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آلاّ بن محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل البشير بن الكرماني الإدريسي السوقي الجلالي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل إمَنْمَنْ بن أسامة الإدريسي التبورقي. قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آحمد بن أحمدُ السوقي من أهل بنكلاري. قرأ عليه الآجرومية، وملحة الإعراب، وربعين من الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل محمد ـ آمّا ـ بن حسان ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. قرأ عليه الآجرومية، والربع الأول من الخلاصة. **- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله بن محمد آحمد ـ إنْتَمَلْمُولي ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله. وهنا يقف بنا قلم التاريخ، خاصة فيما تفضل به علينا سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ على وجه العموم والخصوص، على أمل في لقاء آخر كريم مع سعادته ـ جزاه الله عنا كل خير في الدارين. اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، واجعلها خير ذخر لنا يوم: وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى. قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه يحي بن إبراهيم السوقي بتاريخ 15/2/1432هـ
|
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-19-2011 الساعة 12:58 PM
|
07-17-2011, 01:26 PM | #28 |
مراقب عام
|
رد: إنظار المعسر المدين
ومن هذا البيت الفاضل جماعة كل نانا القاطنة في منطقة هومبري المجاورين لكل بورم الحمر الشيخ / نانا إبن حادي إبن واس إجمك إبن حمساء إبن الصديق التنغاكلي والإسم القديم للقبيلة قبل تسميتهم بتنغاكل ( إبوضوضا ) حسب ما أفادني به أحد أفراد هذه القبيلة .
|
من حكم المتنبي ولم أرى في عيوب الناس عيبا = كنقص القادرين على التمام
|
09-14-2011, 09:11 AM | #29 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: إنظار المعسر المدين
الشكر والتقدير: بعد أسنى التحيات: الأستاذ الفاضل مدير منتديات مدينة السوق ـ أبو عبد الله ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجليل الفائدة
الأستاذ الفاضل أنت غمزت قناة يستقيم لك ـ بإذن الله ـ كعوبها إذا بلغ غمزها سلطان النقل، تحت عنوان: نشر رياحين العهد المبرم على حسن جلالة مناقب ومآثر القبيلة السوقية ـ كل بُورَمْ. هذا وصدق الله إذ يقول، وقوله الحق: ولا ينبئك مثل خبير. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|