فصول من حياتي

قرأت .... واستمتعت، وتكفل اليعقوبي بالتعليق على أزمة "الفرنسية"، فيكفي أن أشير إلى أن القاعدة الخلدونية التي خالفها الأستاذ الكريم، لم يزل العلم الحديث يؤكدها، ويثبتها حتى الآن، لا سيما وقد انطلق منها تيار من أكبر التيارات الفلسفية، والاجتماعية، والتاريخية في العصر الحديث، ألا وهو التيار الماركسي، الذي يقر بتأثير "البنية التحتية، على الفوقية"، وأما "العلم" الذي يتحدث عنه الأستاذ، ويمدح به أمته المحترمة فلا يسمى علما، بل هو "فقه في الدين الإسلامي"، او "ثقافة الإسلام"، وأظن القاعدة الخلدونية تفسر لنا بالعكس مدى تأخرنا علميا، وحضاريا، لغيابنا عن عالم العمران....
على كل، ما زلنا نتابع السيرة العطرة... وتحيتي.

قرأت
واستفدت
ونريد المزيد
والأحسن أن يكون جديد
فارخ الزمام
وسر إلى الأمام
وتحياتي

أشكر من الأعماق الأخ الفاضل أبا ياسر, وأعجبني جلده في قراءة الموضوع, وأبشره بالمزيد إن شاء الله, ولا أنسى قلم الأخ (امغيلاد) وسرني تعليقه واهتمامه بالمواضيع الاجتماعية, وأما ما يخص القاعدة فكما ذكرت أنها العلم ("فقه في الدين الإسلامي"، او "ثقافة الإسلام") وهي التي حيرت أحد علماء الاجتماع الفرنسي حين قال: (لأول مرة في التاريخ يظهر مجتمع بدوي يكثر فيه العلماء الذين يدرسون علوم القرآن ومصطلح الحديث وفروع اللغة والتاريخ والمنطق والموسيقى").
كما أنني أشكر الأسدي على اهتمامه بالموضوع, وكذلك الأخ العزيز الدغوغي, وأعده بكل جديد ومفيد إن شاء الله.

[

علاقة الحي بكل(بقو
شهدت العلاقات بين القبائل السوقية في القرون الماضية تكاملا وتعاونا يستحق التنويه, وذلك بسبب كونهم أسرة واحدة تتوزع في رقعة جغرافية متقاربة وببساطة الحياة, وقلة الاهتمامات الجاذبة, وتداخل المصالح, والاشتراك في المخصصات والأجواء الدينية التي تشكل رفدا قويا يُغذي هذه العلاقات ويربي في نفوسهم الالتزام الكامل بهذه العلاقات , ولم ينظر المجتمع السوقي إلى هذه العلاقات (البينية) كما يُنظر إلى الكماليات الجانبية هيهات, فقد كان الأسلاف في حرص دائم بما يشد بعض هذه العلاقات والأواصر إلي بعض , من تبادل الاعتراف, والهدايا والهبات , واتخذوا هذه الروافد أرضية الانطلاق , ولم تكن علاقات مبنية على (التمصلح) فتنتهي بانتهاء مقتضياته الآنية, ولما تزل جهود الخيرين والمخلصين من هذه القبائل في بعث هذه المفاهيم وإثارتها من مرقدها, وتشد من أزر المفردات الدينية ذات العلاقة بالجوانب الاجتماعية من صلة الرحم , وحسن الجوار وإصلاح ذات البين و قضاء حوائج الناس و المعاملة الطيبة وعيادة المريض والمشاركة في المناسبات.
إن علاقة هذا الحي بكل( بقو) علاقة لها مكانة متقدمة في سجل الخلود وكانت قائمة منذ زمن سحيق تغذيها الأرحام ويتعاهد سقايتها ورعايتها شيوخ وأعيان الحيين في صور جميلة من حسن الجوار والتكامل العلمي والتنسيق في كافة مجالات الحياة ويمكن تقسيم العلاقة بين الحيين إلى فترتين اثنتين.
1- فترة ما قبل الاستعمار الفرنسي:
وقد اطلعت من ذلك على رسالة لجد والدي محمد اكنن بن محمد, من (كل فامبلقو) وجهها الى الشيخ المكي بن هما هما أخي الشيخ الامير
اجنت والد الشيخ افنفن من (كل بقو)تدل على هذا القدر من التكامل الجيد بين الحيين , وتشي بقدر من التنسيق في جميع المجالات وهي:(باسم الله حمدالمن امرباصلاح ذات البين وزجربمايودي الي التباغض بين الاحبة والبين وصلاة وسلاماعلي خيرمن امربالمعروف والاحسان ونهي عن الجوروالطغيان محمدوعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين وتابع التابعين لهم باحسان الي يوم الدين وبعدفيسلم محمداكنن بن محمدالي حبيبه وقرة عينه وفلذة كبده المكي سلامافي ضمنه اعلامك باني اريدمنك ان تقوم علي ساق الجدوالاجتهادفي تغريم البقرة التي قتلهاالحاج الفوغسي فاني اريدان تكون لي عونافي جهتك واكون لك عونافي جهتي وايضافيسلم علي قاتلهاالحاج قائلاله اياك ثم اياك ان تجمع بين قتلهاوعدم غرمهافاني كماكنت قبل لااغصب براولابحراوالسلام)
2-فترة مابعد الاستعمار:
وهي الفترة التي شاهدت فيه العلاقة بينهما ازدهارا ملحوظا, وصارارتباط بعضهما ببعض أكثر وثوقا, وأقوى رسوخا من أي وقت مضى , وفي التقسيم الإداري الفرنسي جرى تقسيم الحيين إلى قسمين هما(إقدش) رقم 1 و(إقدش) رقم 2ثم ما تبقى من القبائل التي تحت مظلة(اقدش) السيادية وقد نالت هذه الفترة درجة كبيرة من التكامل والتنسيق في جميع المستويات وأهم ذلك ما يخص الفتوى والقضاء وغير ذلك من المناشط التعليمية.
وقد اختار بعض من تكلم عن هذه العلاقة القائمة بين هذين الحيين تحت مسمى التبعية ولكن هذه التسمية عند التأمل والتدقيق تحتاج إلى مزيد من التفصيل لمن يهمه التحقيق لأن التبعية لاتصدق على واقع القبيلتين من جهتين اثنتين.
1- أن كل واحد من الحيين له نفوذ في مناطق لا يعرفها الآخر ولا يتنقل بعضهم بتنقل الآخر ولا يستأذنونهم في أسفارهم ولافي زواجهم ولا في أي أمر من أمور حياتهم إلا ما يحددونه هم.
2- أن هذا القول لم يؤخذ من أفواه القبيلتين معا بل من طرف واحد وأعيان كل (فمبلقو) أحياء يرزقون ولم تتم مناقشتهم في هذا الأمر والقريب إلى واقع هاتين القبيلتين لا يمكن تبسيطه ولا الحديث عنه إلا تحت ما سميناه العلاقة (التكاملية) كما هو شأن العلاقات بين القبائل السوقية المرتبطة بروابط الجوار والمصالح, وأما الحديث عنها بغير ذلك فلا يعرف عند شيوخ هذه القبيلة, ولا يعرف أيضا عند من تحدث عن تجمع كل (بقو) القديم ومنهم الشيخ محمد الأحمر بن محمد الأمين (السكني ) في رسالة وجهها إلى الشيخ العلامة حمدا بن محمد بن حادي حين قال: (اعلم أن كل (اسكن)الذين هم كل أسكن أصالة وحقيقة وهم أبناء بنات (تغيدت)وسيدهم (انفتك) وابن خالته(مسود) سيد كل (بقو) هم الذين يشتركون فيما تركته من الأموال وأرباب الأموال بسبب أنها حبست ذلك على بناتها وأبنائها إلى هلم جرا والذي تركته)تغيدت( هم (كل أغزاف) و(اهياون) و(إكوالتن) و(كل تهتين) و(كل أول) و(إتبتن) و(بشلام) و(ايتلت ماتحيى) و(كل جرت)وهم طوائف بعض شرفاء وبعض(كل أغزاف) وبعض( ادنان) ثم من متروك (تغيدت) (كل تنغ آكل) ..إلخ, ص 1إلى 2 من الرسالة المذكورة.
وإنما سقت هذا الكلام لبيان ماتقدم التنبيه عليه من عدم توفر معطيات تاريخية تساند أن قبيلة (فامبلقو) كانت ضمن أبناء (تغيدت)أوكانت مشمولة ضمن هذ المصطلح وليس ذلك نابعا من أي اعتبار آخر سوى عدم تواجدهم ضمن التجمع المذكور في تلك الفترة لأن أجدادهم في ذلك الوقت ضمن قبيلة (غيرغُ) قبل الانتقال إلى شرق (غاوا).
التنسيق في القضاء.
القضاء من الوظائف التي تلعب دورا هاما في الحفاظ على العلاقات بين القبائل السوقية ويكون فيه التنسيق ذا درجة بالغة الأهمية في تمدد وترسيم خرائط الود والإخاء ومرحلة متقدمة في مراقي التشارك العلمي ومن ذلك رسالة وقفت عليها) من السلطان الشيخ محمد الصالح (افنفن) بن محمد (اقنت) وهي تدل على التنسيق القائم بين القبيلتين في القضاء وهي: ( من إفنفن إلى الحسن وذلك المكتوب وما يناسبه أريد منك أن تكتبه وما اطلعت عليه من الفروع الأقوى ممن ارتجع بائنته وانظر الشراح عند قول خليل (وبانت)ثم اعلم أن خليلا يشهر الضعيف ومن ذلك قوله: في الرجعية على الأصح فالأصح هنالك مشهور مبني على ضعيف, ولو وسع علي الوقت لكتبت لك كثيرا من ذلك ..إلخ).
المشاركة في إدارة الوظائف الدينية.
هناك درجة من درجات التعاون في إدارة الوظائف الدينية ويتولى ذلك بيت بني أحنى دون غيرهم من البيوتات الأخرى.

[/size][/size]

وأنقل هنا أبياتا للشيخ محمد بن أحنى(ممد) يرثي بها الشيخ أقنت بن هما هما ويحثحث عزيمة ابنه سيدي لتولي الأماره بعد والده وهي:
=أياسيدي محمدفزت بالمني=وفضلت بالتكريم والمجدوالسنا
وأتاك رب العرش جاهاورفعة=وقدراوإقبالاعليك مع الغنا
ومن عليك بالمتاب وحكمة=وعلم ومن جنات ربك بالجنا
بتاح التقي والصدق توجك الذي=إذاقال كن للشيئ كان ولاعنا
ورداك بالاخلاص والبرسالما=من الزيغ والفحشاء والعجب والخنا
ونجاك من عدي ومن كل حاسد=وذي الغدروالشمات قاص ومن دنا
ومن شرغروالنصاري ومضمر=نواءومعيان وواش ومن جني
رزقت حلي مرضية متجنبا=من الخلق سفسافاوعللت بالهني
ونلت أتباعاللجدودمورثا=أباك التقي الصالح المتفننا=
من الله نرجواأن تسيربسيره=وتفري فريه وتجني ماجني
وتقتدي الاثارمنه وتقتفي=فضائله كلاعلي رغم من رنا
وتاوي من ضاعوالفقدمنارهم=وترحم من عالواوترفدمن عنا
فخيراجزاه الله ربي منعما=برضوانه وبالجنان تحننا
ونورقبره ووسع لحده=ورحب بالتعظيم والفوزبالمني

[/size]
______________
لقب كل (بقو) هو اللقب القديم الذي شمل عدة قبائل سوقية تفردت كل واحدة الآن باسم يخصها, ويقال لهم أيضا في العصر الحديث (إقدش) وهو غير (إقدش) الذي في (منكا), ولازالت هذه القبيلة تحتفظ بمكانتها وسلطنتها حتى اليوم, وأنجبت من العلماء الكبار الشيخ محمد الأبطحي بن الشريف وابنه انك والشيخ حبتار بن اهالس , والشيح العلامة محمد بن الهادي, والشيخ السلطان أقنت بن هماهما, والسلطان سيدي بن أقنت والسلطان محمد الصالح (افنفن) بن أقنت.[/SIZE]

هل العلاقات النسبية التي أشرتم إليها منها ما كان قبل الاستعمار..
أذكر أنكم قرأتم علي أن الشيخ حبتار (رحمه الله) تربطه معكم ومعنا علاقة نسبية..
ولطول العهد نسيت الأسماء..
ولكني أعتقد أنها مما يصنف من: قبل الاستعمار..
أفيدونا بورك فيكم

أشكر الأخ اليعقوبي على المتابعة, والاههتمام بالمواضيع فهي من أهم ما ينبغي أن يكون في تجربة حياة أي أحد فلا يوجد أحد إلا وعنده فصول وأبواب, وحواشي وطرر, لو سجلت ودونت لكان منها جليل الفائدة, وعظيم النفع.
أما عن سؤالك فنعم بين القبيلتين وبين قبيلتم نسب روى الأجداد عروقه, وشيدوا بنيانه فأم حبتار هي (حليمة بنت الطاهر بن الهاشمي بن باب بن حام بن عقيل بن أدا بن الغزالي).
وأم هابا هي (عائشة بنت حام بن عقيل المذكور).
وأم محمد اكنن بن محمد المصطفى جدكم فأمه جدها أحمد بن حام بن عقيل المذكور.
ومعذرة لم أجد اسمها من كتاب الانساب وسوف ابحث جهدي عنه.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الخرجي

أشكر الأخ اليعقوبي على المتابعة, والاههتمام بالمواضيع فهي من أهم ما ينبغي أن يكون في تجربة حياة أي أحد فلا يوجد أحد إلا وعنده فصول وأبواب, وحواشي وطرر, لو سجلت ودونت لكان منها جليل الفائدة, وعظيم النفع.
أما عن سؤالك فنعم بين القبيلتين وبين قبيلتم نسب روى الأجداد عروقه, وشيدوا بنيانه فأم حبتار هي (حليمة بنت الطاهر بن الهاشمي بن باب بن حام بن عقيل بن أدا بن الغزالي).
وأم هابا هي (عائشة بنت حام بن عقيل المذكور).
وأم محمد اكنن بن محمد المصطفى جدكم فأمه جدها أحمد بن حام بن عقيل المذكور.
ومعذرة لم أجد اسمها من كتاب الانساب وسوف ابحث جهدي عنه.

شكرا أبا عبد الرحمن..
وجدنا هو: محمد المصطفى بن محمد اكنن .. وليس العكس..
ولا تنس اسم الجدة..
رحمة الله عللى الجميع

علاقة الحي ب(كل تموكسين).
يوجد كثيرمن وثائق ناطقة تتحدث عن هذه العلاقة وكذلك الذاكرة المحلية لكل من الحيين بالإضافة إلى الاعتراف المتبادل بينهم وقوة الاتصال وقرب المناهل والمضارب تكفي دليلا على قوة العلاقة بين الحيين ولم يكن هذا الحي أيضا بعيدا عن تجمع قبيلة (كل تموكسين) في القديم والحديث ومع ذلك فإن لكل من الحيين اسم يخصه .
وقد انتدب بعض شبابنا الأفاضل الأماثل مجتهدا في جعل قبيلة (كل فمبلقو) تحت مسمى (كل تموكسن) ولم أجد مايساعد على تبني هذا الطرح بشكل أطمئن إليه.
والذي لاشك فيه أن هناك تبادلا علميا بين الحيين فالشيخ محمد الصالح بن الشيخ أحنى وأخوه محمد أخذا مباشرة عن الشيخ أخماد بن الاغ وهناك آخذون كثر من كل تموكسن عن هذا الحي ولا يزال طلاب العلم من هذا التجمع يترددون إلى هذا الحي للاستفادة والتحصيل المعرفي ولم تكن علاقة الحيين تنحصر في شكل معين بل كانت ذات تمدد مطرد في جميع المجالات.
وسمعت من غير واحد أن كل تموكسين يسهمون لحي أبناء (أحنى) من (كل فامبلقو) فقط في مال الزكاة التي تأتيهم من قبائل (إمغاد).
والذي لاشك فيه أن قبيلة كل تموكسن أشركت غيرها من القبائل السوقية من هذه الزكوات ولم يستأثروا بها وحدهم بل جادوا وقادوا سرايا الانفاق والمواسات تبث بشائر الخير في من يزورهم من السوقيين.
ومن أكبر الدلائل على ذلك قول الشيخ حمدا بن محمد عرف (شاغت) من (كل فامبلقو)مثنيا ومشيدا بكرم كل تموكسن ودورهم المشهود في بناء المعلوات حين قال:

سلام علي من فضلهم من أوائل = لئاخرهم طبع وليس بزائل
هم صبرطوعا بفعله جاهل = وليسوامجازيعا لنسج النوازل
هم للخليل منجع ثم سائل = معادن مجد بل فروع الافاضل
أطاعواإلاههم وأصدق قائل = جميعاتوسلوابأحظي الوسائل
وللغرما والغرباوالارامل = لديهم مثابة برحب المنازل
وكم رفضوبالكتب كل الشواغل= بدورطوالع طلوع المنازل
ينسيك ذكرهم حضورالمحافل = فهجوهم سم وخيم المئاكل
لهم عادة تجري ببث المسائل = وتفسيرتنزيل لدفع البلابل
ويبنون مجلسالذكرالدلائل = ووعظ نسائهم ذوات الخلاخل
وكم فرحواطرالرءيةنازل = ويعطونه المني كوقع الهواطل
فجازهم من كان أوفرنائل = جزاءيعمهم بخيرالفضائل
أصلي علي المختارعدالحوامل= ومامال ذوحق عن أهل الأباطل
مع الآل والاصحاب ثم الأماثل= ومن بعدهم في الدين أثرالأوائل

التبادل العلمي بين القبيلتين.
أشرت قبل قليل إلى رجالات من حي فامبلقو أخذوا بعض العلم من رجال العلم من كل تموكسين وكذلك فإن مدرسة كل فامبلقو قامت بدور فاعل في استقبال الراغبين من طلاب كل تموكسين للاستفادة من علمهم وسلوكهم وآدابهم.
وهناك نماذج يمكن الحديث عنها باستفاضة من أنواع التبادل القائم بينهم قديما وحديثا ومن ذلك.
1- التنسيق في مجالات الفتيا.
هناك الكثير من الرسائل والاستفتاءات المتبادلة بين القبيلتين اطلعت عليها, في بعض رحلاتي وجرى من خلالهاالتنسيق بينهما فيها على أعلى المستويات, إضافة إلى المجالس العلمية, التي تعقد في فترات الزيارات المتبادلة بين الحيين.
2- الإجازات العلمية.
وأما يخص الإجازات العلمية فقد وصلت إليهم إجازات علماء الحجاز عن العلامة الفاداني الأندنوسي وكل من أخذها من الحي إنما أخذها بواسطة الشيخ ملوبن محمد والذي أخذها بدوره عن الشيح أحمد بن محمد بن اليمان.
علاقته ب(كل تجلالت).
لم تكن علاقة كل(فنبلقو) بقبيلة (كل تجلالت )وليدة يوم أويومين بل شهدت تراكما مستمراً رسخ شيوخ القبيلتين بنيانه وشيدوا أركانه بمعين لاينضب من الحب وتبادل الزيارات إضافة إلى التقارب في المضارب والمناهل ولم تكن علاقة القربى بينهما لترسم وحدها خرائط العلاقة بين الحيين بل هناك روافد أخرى عذت عروق هذه العلاقة وشدت اوتادها ومنها.
التواصل العلمي.
لم ينقطع التواصل العلمي بين الحيين منذ قرون فهناك الكثير من الروايات التي تحدثت بأن شيخ شيوخ القبيلة الشيخ هابا بن موسى أخذ شيئا من العلم من كل تجلالت وبيت أبناء (انك) تحديدا وكذلك فإن الشيخ محمدالصالح بن أحنى وأخاه الشيخ محمد أخذا التفسير عن الشيخ المفسراسماعيل بن حاي الجلالي.
إهداء الكتب واستكتابها.
الكتب هي أغلى ما يملكه السوقيون ويتنافسون في شرائها واقتنائها ولهم عناية بها تفوق الوصف وتدخل ضمن أولويات كل قبيلة ويعد تبادلها بينهم من أهم ما يرسخ علاقاتهم ويحافظ عليها لما يحمل ذلك عندهم من معاني التكامل والتعاون الأخوي بين مدارسهم وللجلاليين في هذا الجانب دور لايحجد ومواقف تعرف فتشكر ولم تتوفر لدي معطيات كافية لتسليط الضوء على كل جوانب الموضوع ويحضرني مثالان اثنان من ذلك وهما.
1- أن الشيخ الجلالي المفسر اسماعيل بن حاي كتب للشيخ محمد الصالح بن أحنى الفية ابن مالك ولازالت موجودة حتى الآن لتكون خير شاهد على ماتقدم.
2- أن ابن عمه الشيح محمد أحمد والد الشيخ محمد الحاج كتب لجدي الشيخ عبد بن محمد اكنن كتاب الشفا للقاضي عياض ولازال موجودا حتى يوم الناس هذا وأرسل إليه قصيدتين جميلتين لم أتأكد هل هي من إنشاء الشيخ محمد أحمد أوقيلت على لسانه وهما:
يا أيها الخل الكريم السامي = والاجود بن امجد الأعلام
والسيد المعطي فضائل ماله= للناس والمتكفل الأيتــام
هاك الشفاء ولاشفاء كمثله =فهو الشفاء لسائر الأسقام
لولا الشواغل وانعدام مطية =لوجدته من قبل هذا العام
نمقته وكتبته متحريـــا أبهى =المداد وجيد الأقلام
فاقبله والزم درسه فبدرسه= تحظى هنا وغدا بكل مرام
واشكر بحقك ما به أتحفتكم = فالشكر هجيرا أولي الأحلام
ظني بكم أن سوف تشكره إذا= ما افتر بين يديك بالبسام
وتقول لي بشراك بالشكرالذي =لاينتهي في مدة الأيــام
فالله أسأل أن يحفك بالذي =ترضى وتأمله لدى العلام
والقصيدة الثانية هي:
ابشر وبشر فقد وافاك موعود =واعلم بأنك بالمأمول مسعود
ورحبن به ترحيب ذي سقم =ومدنف وهو بالشفاء مقصود
واحمده وامدحه واحمد من اتاك به =علىالصناعةفالممدوح محمود
بل قل كتاب عزيز عز مشبهه = منمق ومن الأغيان مجرود
قد نمقته بأنواع المداد وجيــ = ـيد المراقم كتاب صناديد
فاقبله فعل الجواد ابن الجواد ومن=في بيته إي وربي ربي الجـود
المطعم الجائع الكاسي العراة ومفـ= قر الحفاة إذا ما شحت السود
وكن كما أنت قبل اليوم مبتدرا =جبرانكساري وجبر الكسر مودود
لازلت تقصد بالحاجات من بعد = كما ورثت وإرث الفضل محسود
أزكى السلام يحوزها وأحسنها= محمد سيد الكونين محمود
ما بشر الخل خله ببغيته = وما أتاه وشيكا منه موعود
وهناك الكثير من الرسائل الأخوية التي ترقد في خزائن كل فامبلقو لعلماء كل تجلالت رسخت هذه العلاقة ونقلتها إلى مشارف العزة والخلود.
ولا يزال هذا التواصل قائما بين الحيين فقد كان الوالد في صغره عند الشيخ سعد الدين بن الشيخ عمار من كل تجلالت, وأنا خير شاهد على ذلك فغالب ماأخذته من العلم أخذته عن علماء كل تجلالت وفي مقدمتهم العلامتان الشيخان الجليلان الشيخ العتيق بن سعد الدين والشيخ محمدالحاج بن محمد أحمد.[/size]

تجمع كل (بقو) القديم ومنهم الشيخ محمد الأحمر بن محمد الأمين (السكني ) في رسالة وجهها إلى الشيخ العلامة حمدا بن محمد بن حادي حين قال: (اعلم أن كل (اسكن)الذين هم كل أسكن أصالة وحقيقة وهم أبناء بنات (تغيدت)وسيدهم (انفتك) وابن خالته(مسود) سيد كل (بقو) هم الذين يشتركون فيما تركته من الأموال وأرباب الأموال بسبب أنها حبست ذلك على بناتها وأبنائها إلى هلم جرا والذي تركته)تغيدت( هم (كل أغزاف) و(اهياون) و(إكوالتن) و(كل تهتين) و(كل أول) و(إتبتن) و(بشلام) و(ايتلت ماتحيى) و(كل جرت)وهم طوائف بعض شرفاء وبعض(كل أغزاف) وبعض( ادنان) ثم من متروك (تغيدت) (كل تنغ آكل) ..إلخ, ص 1إلى 2 من الرسالة المذكورة.

رسالة مهمة وردت عرضا في فصول حياةأخي الخرجي
أتسائل لماذا لم تنشر مع أخواتها في موضوع رسائل سوقية ؟؟
أما ما يتعلق بتعليقي على بعض ما ورد في ما سبق من الفصول فأرجأته إلى بعد إنتهاء أخي من كتابتها , لكي لا أشوش عليه ونخرج الموضوع عن مساره فشكرا أديبنا ومؤرخنا الكريم ففي جرابك الكثير من ما يستحق أن يرى النور .

أخي الأستاذ الأديب المؤرخ السوقي الخرجي بارك الله فيه وحفظه من كل مكروه
بعد التحية الطيبة أقدم اعتذاري عن عدم التعليق مع أني من أوائل القراء لموضوعك ومن متابعيه على مدى حلقاته ، والأسباب كثيرة لا داعي لتسويد اللوح الماسي بها ، وقطع هذا التسلسل الجميل لهذه المدونة التاريخية للأمة السوقية ، ضمن هذه الترجمة الشخصية مع تسجيل الإعجاب بتعاليق الأساتذة الكرام لإثرائهم الموضوع بتساؤلاتهم وتنبيهاتهم ، ولا أخفي امتعاضي الشديد بتعليق أخينا الفاضل أميغالاد الذي بخل باسم العلم عن الثقافة الإسلامية وسلخه عن " أمتك المحترمة " كما وصفها - والوصف جميل - لكن شممت منه ما لم أستطبه، ثم ضاق عطنه عن تطبيق مصطلحه إلى الماركسية المفلسة بشهادة أهليها وأذنابهم.