|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-01-2009, 08:46 PM | #11 |
تجربه
|
استخدامهم االمصطلحات الدينية داخل القصيد.
قال الشيخ الأديب محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي في قصيدة تعد من غرر قصائده وسوف تمر عند الكلام عن الغزل: تبدت لنا يوم الوداع فأبرزت _____ بنانا خضيبا من دم القلب والسَّحر فقلت لها ماذا الخضاب الذي بها _____ فقالت دم من عاشق لي فـي أسر فقلت لها أنا العشوق دواءه _____ لديك فقالت لي أداويه بـالهجر فقلت لها إذن فِديه فمـوتـه _____ شهيد هوى أشهى إليه من الخمـر فقالت وهل أرضى من العشق ربية _____ وماالغدر في دين الصبابة من دهر ولا أظن أن الأديب يحتاج إلى من يبن له مدى تأثر الشاعر بثقافته الإسلامية في شعره تأثرا واضحا, بأسلوب جميل يبين رهافة حسه الشعري, فقد استطاع أن يجمع بين الأسلوب الإسلامي واصطلاحاته, وبين الغزل البريء النزيه بهندسة لفظية رائعة, فاستخدم كلمة- القاضي-ليلة القدر- دين –شهيد- واستعمل من فلسفة الأخلاق (الريبة والغدر) وغيرها، وكلها أعطت دلالة صادقة على تأثر الشعراء السوقيين بالتيار الإسلامي في شعرهم. وهذا النوع من الشعر محبوب لدى النفوس المحافظة, ,فهو ليس غريبا عن الخلق الإسلامي المحافظ فقد فضلت الناقدة الإسلامية الأولى سُكينة بنت الحسين رضى الله عنها, جميلا على الفرزدق وجرير وكثير قائلة (إنه جعل حديثنا بشاشة, وقتلانا شهداء) وتشير بذلك إلى قول جميل : لكل حديث عندهـن بشـاشة _____ وكل قتيل عنــــتدهن شهيد يقولون جاهد ياجميل بغزوة _____ وأي جهاد غيرهــــن أريد |
|
03-01-2009, 09:06 PM | #12 |
تجربه
|
معيار الفضيلة عندهم.
توسع أدباؤنا, في المدح واستعملوا صفات يرونها الأحق في احتلال صدارة المدح, فذكروا بجانب الكرم التقــوى,وبجانب الشجاعة, الأمانة والورع,وبجانب العقل والعفة, التدين وغيرها من صفات المسلم الحق,ولا يتعارض ذلك مع مارآه الناقد الكبير قدامة بن جعفر حين قال:(جماع الفضائل هي الشجاعة والعقل, والعفة والعدل), حيث أن هذه الصفات الأربع ليست تحديدا لكل صفات المدح, وإنما القصد من ذلك أن غيرها من الصفات الحميدة الأخرى مهما تشعبت فهي راجعة إليها لا محالة يقول الأديب الشاعر المرتضى بن محمد الإدريسي السوقي في قصيدة له نقتطف قوله : نجم الهدى بدر الدجى شمس الضحى _____ بحر التقى وإذا انتمى (فلباد) هو سيد حم هو غاية هو آيـة _____ هو حجة هو نجعة الــرواد حاز المفاخر كلها وبستـــة _____ إحصائها عسر من الأعـداد إيثاره إغضائه إرضــائــه _____ إخباته إنشائــه إنشــــــــــاد نرى الشاعر قد عدد مفاخر الممدوح وذكر أنه نالها بستة ذكرها في أبياته. |
|
03-01-2009, 09:07 PM | #13 |
تجربه
|
النواة الأساسية التي ينطلق منها المدح.
وبعـودنا إلى نواة هذه الأوصاف فإنناسنجد الغالب منها ( التدين –الشجاعـة_ الكرم- الجود -العفة- العلم – جودة الخط- ) وكان الخط من المهن التي يفتخر السوقيون بإجادته وإتقانه. |
|
03-01-2009, 09:09 PM | #14 |
تجربه
|
2- الابداع الأدبي وثماره النثرية والشعرية.
قبل الخوض في هذا الموضوع أود التنبيه إلى اتجاه معاصر اختاره الكتاب والنقاد في شأن الأدب العربي, وألزموا أنفسهم إطالـة النفس فيه و هوالكلام عن الشاعر, والحياة السياسية التي عاصرها, وأهم القضايا الفكرية التي يعج بها العصرالذي عاش فيه. وهذا أرى أنه يخدم الأدب والتأريخ قبل أن يخدم الشاعر,ولا ألوم من يرى ذلك من قبيل لزوم مالا يلزم,و هؤلاء الكتاب بلغ بهم ترف أفكارهم,أو سرف أقلامهم, مبلغا تكاد فيه أفكار القصيدة سيقة لاستنباطاتهم, واستنتاجاتهم ,أوبتعبير أدق افتراضاتهم, ويضعون تحاليل جريئة هي بمثابة مصادرة لفكر الشاعر, وسرقة مقاصده إن صح هذا التعبير. ونكتفي في ذلك على مثال حي ألاوهو مافعله الدكتور طه حسين بأشعار الجاهليين, ولم يمت هذا الفكر بموت طه حسين بل ظل نشيطا عند الجم الغفير من المعجبين بفكره وخطله . وليس القصد التقليل من قيمة هذه الجهود التي بذلت ومازالت تبذل في الأدب العربي في هذا العصر, ولكن الغرض هوبيان أن هذه الموسوعية أهملت بشكل كبيرالجوانب البيانية والإبداعية في الأدب واهتمت بأمور هي في الحقيقة أقرب إلي إظهار عضلات معرفية, منه إلى أي شئ آخر. والذي لاشك فيه أن الشعر لابد أن يبقى شعرا وخيالا,فالشعر من الشعور والخيال من التخييل,وإذالم توخذ هاتين الحقيقتين بعين الاعتبار فسوف يكون الشعر أول من يشقى بهذه الدراسات. |
|
03-01-2009, 09:15 PM | #15 |
تجربه
|
الأغراض الشعرية.
طرق السوقيون الأغراض التي طرقها الشعراء كغيرهم, الغزل، المدح، الإخوانيات، المديح، الرثاء ،الفخر،الوصف التقاريظ، التهاني ،الزهديات وشعر التصوف ، الدعاء والطلب،السياسيات، العتاب والشكوى، ، الهجاء وعلى هذا الترتيب أرتب الكلام عليها وإعطاء النماذج عنها ونبدأ عبر بوابة الشعر |
|
03-01-2009, 09:16 PM | #16 |
تجربه
|
الأولى:
الغــــــــزل. الغزل هو بوابة الشعر حيث أنه ظل عبر تأريخ الشعـر العربي هو المفتاح الذي يضعه الشاعر في قفل الشعر العربي لينفتح أمامه فضاء الشعر الرحب والخيال الخصب, ومن لم يملك المفتاح فسيبقى خارج مدينة الشعر, ومن لم يستظل بظلال الغزل والنسيب الغض فسيظل لامحالة ضاحيا بعيدا عن نيل مرتبة الشاعر الحق {روى ابن رشيق أن ذا الرمة سئل كيف تفعل إذا انقفل دونك باب الشعر قال كيف ينقفل دوني وعنــدي مفاتحة, قيل له وعنه سألناك ما هو؟ قال الخلوة بالأحباب,}{ ويعلق ابن رشيق على قول ذي الرمة قائلا فهذا لأنه عاشـق ولعمري أنه إذ انفتح للشاعر نسيب القصيدة فقد ولج من الباب ووضع رجله في الركاب}. |
|
03-01-2009, 09:24 PM | #17 |
تجربه
|
التزام الطريقة الجاهلية في المقدمات الطللية.
إن من يستنطق أشعار السوقيين سيجد بكثرة هذا النوع من الشعر الذي التزم فيه أصحابه المنهج الجاهلي التزاما يصل إلى حد المغالاة وصار ذلك عندهم واجبا لابد أن تطعم به القصائد ويضمخ به هيكل الشعر, اعتقادا منهم أن تلـك الطلليات هي بمثابة همزة وصل بين شعرهم والشعر العربي العتيق, حتى إنهم استعملوا النسيب سواء في القصائد الـتي الغرض منها التعبيرعن عاطفة الحب الخالص, وصادق الغرام, أوالتي كان النسيب فيها مجرد مقدمة وتمهيد إلى موضوع القصيدة, وليس تعبيرا شعوريا صادقا. ويستوقفنا موضوع له أهميته عند تناول الغزل حيث إن الغالبية من الأدباء والشعراء قد يستعملون النسيب فـي بعض قصائد هم بدافع الإيمان بالطريقة التقليدية المتبعة, لدى لفيف من الشعراء المولدين ومن أتى بعدهم , وهي وضع مقدمة غزلية بين يدي الموضوع الذي قيلت من أجله القصيدة , وليس شعراؤنا بدعا من غيرهم , فهناك من فطاحلة الشعراء من يرى نفس الرأي ولم يشذ عنه غيــر الشاعر أبي نواس والذي رأى ضرورة التحرر من القيود التي تحمل شعار التقليد المحض للأسلوب الجاهلي داعيـاإلى الرجوع إلى الطبع واستبدال وصف الأطلال بما يمليه على الشاعر حسه المباشر قائلا: صفة الطلول بلاغة القدم _____ فاجعل صفاتك لابنة الكرم تصف الطلول على السماع بها _____ أفذو العيان كأنت في الحكم وإذا وصفت .... متبعــا _____ لم تخل من خطأ ومن وهـم ويرى ابن رشيق أن الواجب تجنب التقليد لاسيما إذا كان الممدوح في بلد المادح ويراه في أكثر أوقاته , فما أقبح ذكر الفلاة والناقة حينئذ ( ). وقد وجدت هذه الدعوة آذانا صاغية لدى الغالبية الساحقة من الكتاب والنقاد في هذا العصر, ويصمـون هذه الطريقة القديمة التي يحشر فيها الغزل والمدح والفخر في قصيدة واحدة بعدم صدق عاطفة قائلها , وعـدم الوحدة العضوية والموضوعية في شعره ولاشك أن الأدب السوقي ما هو إلا صورة طبق أصلية للنموذج الجاهلي القديم , ولكنهم مع ذلك لهم تميز في صدق عاطفتهم العقدية بعيدين عن الطابع العام في العصر الجاهلي, والذي طغى فيه طلب المتعة, ومرضاة الشباب وإشباع اللذات الحياتية , في عهد الصبا وكانوا أيضا بعيدين عن الأوصاف المادية المغرية والخلـوات المريبة والمغامرات الغرامية التي ولع بها امرؤ القيس وغيره من الشعراء. يعد الغزل عند الشعراء السوقيين معبرا وليس هدفا لذاته ويعود فضل ذلك إلى التميز الديني, والذي لا يرضى بتلك التجاوزات الخطيرة على حساب الدين والخلق الإسلامي النقي فحالهم أشبه بحال الشاعر الأندلسي القائل: كَذَاكَ الرَّوْضُ مَا فيهِ لمِثْلِي ... سِوَى نَظَرٍ وشَمٍّ مِنْ مَتَاعِ وَلَسْتُ مِنَ السَّوَائِمِ مُهْمَلاَتٍ ... فأَتَّخِذَ الرِّيّاضَ مِنْ المَرَاعِي واختاروا لشعرهم أن يكون برزخا بين اللفظ الجاهلي الغليظ الجزل وبين الأسلوب الإسلامي السهل . يقول الشيخ الشاعر عبد القادر بن محمدالصالح الكنتي السوقي ضمن قصيدة إخوانية أرسلها إلى ابن عمه الشيخ الفتى بن محمد أحمد الكنتي: ظبي أقام الحسن في أمــاته _____ ما جازه إلا إلى عمـــاته فانشقت الأصداف أصداف البها عنه_____ فضاع الدر بعد نشـاته ماإن ترى خمرا كخمر رضابــه _____ كلا ولا تمرا كتمر لثــاته سيان دري العقود وثغـــره _____ في النظم لافي كل ماهيـاته كالغصن قد ا كالغزال تلفتا _____كالبرق في الظلماء في بسماته السحر من كلماته والعود مـن نغماته والمسك من نفحـاته والقوس من نوناته والليــل من حدقاته والحور من أخـواته يصميك قبل الرمي إلا أنـــه _____ بلحاظه يصميك لا بقنـاته فاعجب له يدمي القلوب ولم يكن _____ إدماؤه الأجساد من آفـاته يسطو على روحي على كلفي به _____ روحي الفداء لروحه ولذاته فصريع كاسات الغرام حياتـه _____ كمماته ومماته كحياتــه وما دام نطوف على ساحات الغزل السوقي فإلى الحديقة الوديقة للأديب الشاعر الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الادرعي السوقي وهي من إحدى بحابيح الواحة الغزلية السوقية أطلت علينا رائية وهي من عيون الشعر وهي: لمعناك في فكري ومغناك في صدري وسر هواك في الجوانح كالجـمر قضى لي قاضي الوجد أني متيـم _____ فللغرب إرسال الغروب إلى النحر وللب تشتيت ولم يبق غيرمـا _____ يميز بينها وبيـن مهـا القفـــــــــــــــر على مثلها يبكي _وإن ليم عاشق _____ ولوكان قلبه أصم مـن الصخر فليلات وصلها على الدهر فضلت _____كما فضلت عن شهرها ليلة القدر وما الصبر إن حاولته بعد فرقتي_____ لمربعها إلا أمر من الصبـــر مهاة لها جيد المهاة وحا جــب _____ كنون وفوق نونه غرة البــد ر وطرف سقيم كالسنان لعــاشق _____ له فتكات كالهزبرأبي أجـــر وفرع أثيث فاحم مترا ســـل _____ كأن الدجى تكسوه برداإلى الفجر وثغرشتيت أشنب إن لمحتـــه _____ حسبت وميض البرق من ذلك الثغر وماالشهد إلا ريقة من لثاتــها _____ وما المسك إلا من معاطسها يجري ممنعة يسري إلي خيالهــــا ولو قدرت تعوقه لم يكد يسـري تبدت لنا يوم الوداع فأبرزت_____ بنانا خضيبا من دم القلب والسَّحر فقلت لها ماذا الخضاب الذي بها _____ فقالت دم من عاشق لي فـي أسر فقلت لها أنا العشوق دواءه _____ لديك فقالت لي أداويه بـالهجر فقلت لها إذن فِديه فمـوتـه _____ شهيد هوى أشهى إليه من الخمـر فقالت وهل أرضى من العشق ربية وماالغدر في دين الصبابة من دهر أي من عادتي فقلت لها متى اللقاء؟ فأعرضـت دلا لا وقالت لا ولكن إلى الحشـر ومن ذلك قصيدة للشاعر المفلق محمد بن يوسف الإدريسي يقول فيها: رام جهلا يطفي بصــب الصبابة _____ زند وجد تذكيه كــف الصبابه فاستطار واهتاج ما قــد توارى _____ في حشاه حاشاه يطــفي التهابه أورثته سقيمــة الطرف سقما _____ أودعتـــــــــــــه إذ ودعــته الكــآبه ذات دل تريك صبـــح جبين _____ متلال من تحت ليـــــل الذؤابـــه إلى قوله: تلك نعمى ولت فألوت برخص _____ أوجب البث أن لمحت خضابه تتهادى كالبدر مابين بيض _____ كالداري تحكي انسياق السحابه يتسامى من خلفها دعص رمل _____ تتشكى عند النهوض انجذابـه علمت من لحاظها السحر هارو ت وماروت والسهام الإصابه |
|
03-01-2009, 10:22 PM | #18 |
تجربه
|
المـــــــــــدح
يعد المدح من أوسع ميادين الأغراض الشعرية, فقلما تجد شاعرا إلا وقد ضرب فيه بسهم, واتصل بالمدح بسبب سواء في المجال التكسبي, أوفي المجالات الأخرى. ومما لاشك فيه أن المدح اتسع نطاقه بشكل أكبر عند شعراء الإسلام أكثر من شعراء الجاهلية,لأن الإسلام جمع بين الصفات التي استعملها الجاهليون, ومدحوا بها, إلى صفات أخرى انبثقت من الإسلام نفسه دعا إليها القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة,التي بعث صاحبها عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق . إن المدح عند شعرائء وأدباء السوقيين لم يتحرر من قيود محاكاة القدماء من الشعراء ولم يقــدروا على أن يضربوا معاني المدح في قوالبهم الخاصة , وبالتالي لم تتبين شخصيتهم فيه, وظلت الأوصاف والمعانـي هي نفسها التي استعملت في شعر الأولين, ولكن يبقى تأكيد ماسبق طرحه في غير ما مناسبة أن التيار الإسلامـي هو الذي يهيمن على أوصاف المدح لدى شعرائنا, وبلغ من قوة هذا التيار أن الأسماء يجرون فيها عملية اشتقاقية تنطلق منها روافد أوصاف تصب في نفس الإتجاه ولاأصدق في ذلك من قول المحمود في ممدوحه محمو د: عبدالإله فإن أشبعت أولـــه وفهت (بالباء) مكسورا فعابـده ويدلنا هذا بجلاء إلى قضية أخرى وهي أن المدح لدى أدبائنا له طابع ألا وهو الوصف الديني فهو صاحب صـدارة ومكانـة لاتخفى. ومفردات هذا القاموس هو نفسه الذي استعمله الأديب الشاعر المرتضى بن محمد الإدريسي السوقي في قصيدته الفائية التي ساجل بها محمد بـن يوسف الإدريسي السوقي فقال: نبهه بالضيفان إن عاجوا به _ فإذافعلت فشأنه والشــارفا كرم على كرم وحسبك بامرء _ أن لايجمم تالدا أوطارفـــا آراءه بصر العقول وسعيـه _ يذر الرجا المأمول نيلا آزفـا وإذا احتبى بين الأماثل خلته _ بدرا سوى أن لايكون الكاسفا وإذا ذكت نار المرا ألفيتـه _ طلق المحيا ساكتا لاحـالفـا سن الغلام وسيرة الزهاد في _ ضبط ينازعه الكبير الدالفـا فهو الذي أحيى الليالي ساهرا _ من خشية المولى فأصبح واقفا أو راكعا أوساجدا أوداعيا _وخلال ذاك الدمع يجري ذارفا الله يعلم للسيادة والنهـى _ والحزم والفهم السليم مصارفا أنبِأته فهِما فلما جئتــه _ صادفته البحر الخضم الراجفا العالم الفطن الذكي العابد ال _ ورع التقي الفاطمي العارفا ولاشك أن هذه الأوصاف ليست من أجل الاستهلاك المجرد كلا فقد أريد لها أن تضفي بعدا دينيا لهذا المدح فهو يعرف من يصفه, ويعرف من يقرؤون له, مما يعني أنه يعتقد جازما أن مدح المؤمن الحق هو التحلي بهذه الخلال التـي وصف بها قرينه محمد وما يضره مافات بعد أن تكون هذه الأوصاف حاضرة, ولا ينفع ماسواها لو كانت هي الغائبة. وقال الشاعر محمد بن يوسف الإدريسي السوقي يمدح الشاعر إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي ضمن قصيدته التي وجهها إليه تجاوبا مع النصيحة التي واجه بها الشباب السوقي في قصيدته : فقالت نماني ابن اليماني ومن تطب _ مغارسه يطب بطيب المغارس فتى كلما قرت على الرق كفه _ أقر له بالرق كل ممارس وإن شاء إنشاء القوافي شئى بها _ بمضمار سبق كل قرن منافس أو استبقت فرسان علم بلاغة _ بميدانها استتلى بها كل فارس إذا ما تحرى القول يوما فثق به _ ولا تبحثن عما تحرى ابن عابس لقد أنشأت في راحتيه فردهما _ سحائب عشر كم جلت بؤس بائس يسح بتا قطر الندى وبتا الردى _ على الود والضدالمعادي المغامس هما فاعتبر كاسميهما فادر ما هما _ إذا اغبرت الآفاق في فصل مارس لئن دل عن رشد وحض محرضا _ على الدرس والتدريس غير مدالس أو أيقظ من وسناة غفوة غفلة _ بوعظ بليغ كل وسنان ناعس فلا غرو فهو البدر والجهل حندس _ وفي البدر تما جلوة للحنادس ونقتطع من بعض قصائد محمد بن يوسف الإدريسي السوقي التي وجهها إلى الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي والتي تعد آخر المساجلة الشعرية التي جرت بينهما ما يتعلق بالمدح حيث تخلص من المقدمة الغزلية ووصف النوق فقال بعد التخلص : بدر يحت بدورا يوم مسألة _ حتا لمسكنة بالطول مهمومه وللأراجل يستغلي مراجله _ سودا مكتكتة بالكتر موكومه بطين شأو بعيد الشأو ليس له _ صوغ وصيغته ليست بمذمومه يستنتج الشذر ذهنا غير معتقم _ يوما إذا اعتاصت الأذهان معقومه إذا استقاءت مزابرا شناتره _ قاءت له فقرا في الرق منظومه يزبرج الوشي إنشاء بعارضة _ في النسج ماهرة ليست بمسئومه ما اسود كاغده إلا استضاء بما _ عنه انطوى شذرا بالمسك مرسومه فكم له من نفاثات منعثلة _ عن صوغ أمثالها الصغاة مشكومه وكم له من سبائك مرصعة _ مسموطة في سلوك الذهن مرمومه وكم توشت على منوال عارضة _ له الملاوى يد التمعين مرقومه وكم ترست إلى أن أدهشت وغدت رجلاه في أخريات الليل موصومه وكم أكب لحر الوجه مبتهلا _ لله مستعبرا عيناه كالديمه يدعو ويأمل عفو الله منتصبا _ في كل داجية دجياء مظلومه أناله ربه ذكرا مداركه _ تعيي ذوي همم بالحزم محزومه أناله حائك حوكا يحبره _ من نسج فك بديع الوشي موسومه ومن نماذج المدح ماقاله الشاعر إنباكوا بن أمية الأنصاري السوقي قالها في الثناء على امرأة من الطوارق , قامت مقام الرجال في حسن الضيافة , وضربت في الكرم أروع الأمثال , فأثارت سحابة فكر شاعرنا فسحت قريحتـه بودق من المعاني ينساب الجمال من خلالها,ويخيم الثناء تحت ظلالها ويقال إن تلك الدرة المصونة, واللؤلؤة المكنونة لما وصل إليها ركب الشيخ عمدت إلى ناقة لها فنحرتها, وبأعمدة خيمتها فشبت بها النار , حبا في الكمال وخوف العار,واليك الأبيات وهي: جرى من بنت أحمد (دوش )صنع _ تقاصر دونه همم الر جـــال أرت من نفسها عجبا عجـابـا _ يدل على المروءة والكمــال أتينا حيها ليلا فقـــالــت _ حياة الحي في نحر الجمــال فساقت ناقة عُشَرا وشـدت _ قوائمها بأطراف الحبـــال فأنفذت المقاتل وهي ترنــو _ لمصرعها ولكن لا تبالــــــي فما لبثت لنا أن قدمتــهـا _ بواد من وقود النار خــــــال فتاه الركب في عجب وشكـر _ لآيات جرت في ضيق حـال إذا ماشام برق المجد شخــص _ تحمل ضاحكا بيض الجبـال وإن كرمت طباع المرء كادت _ صنائعه تعد من المحـــــــال وينظر روحه لحياة أخـــرى _ ويسخو بالمطافل والمتــــال فتلك خلائق منعت لبـعـض _ وتعطاهن ربات الحجــــــال وتلك كريمة الأتواج ( هتـو) _ مجددة المكارم والمعـــال ] |
|
03-01-2009, 10:24 PM | #19 |
تجربه
|
شعر الحكمة عندهم.
ومن الملاحظ أيضا في شعرهم ضآلة شعر الحكمة إذا قسناها بالفخر أو المدح مثلا, وإن وجدت ففي شعر الرثاء, فهو الذي نشهد فيه للحكمة حضورا مميزا, ونراهم يطرقون أساليب في الرثاء تتجلى فيها الحكمة, بوضوح, أما ما سواه من الأغراض الأخرى ,فتمر علينا الحكمة مبثوثة في ثنايا القصيدة بأسلوب غير منتظم, لم تأخذ فيه الحكمة حيزا طبيعيا, ولم تتبوأ مكانتها المرجوة من شعر غريق في تقليد الجاهليين ,عريق في البداوة, ومعلوم أن الشعراء الجاهليين لا يخلو شعرهم من الحكمة بل يندر وجود قصيدة واحدة من قصائدهم,إلا وتجد فيها حضورا للحكمة,وما شعر زهير عنا ببعيد . وبستثنى من ذلك بعض الشعر الذي يحمل طابعا وعظيا,أو الذي يأتي لغرض العبرة وغالبا ما نرى هذا النوع في الرثاء كما سبق إيضاحه, ولعلي أتناول ذلك بصورة أوضح عند الكلام عن الرثاء. |
|
03-01-2009, 10:25 PM | #20 |
تجربه
|
صدق العاطفة الشعرية عندهم.
ممالاشك فيه أن بعض الشعراء سواء من السوقيين وغيرهم نجدهم يهملون جانبا مهما من الشعرحيث يكمنون تحت هضبة من الألفاظ في قصيدهم دون أي مبالاة بصدق العاطفة فيها, لأن صدق عاطفة الشاعر هي التــي تحكم على شعره بأن مايقوله الشاعر هو فعلا حقيقة حاله, وأعتقد أن جانب الصدق في العاطفة هو الذي خلد شعرامرئ القيس فـي تاريخ الشعر العربي, وغيره لأن مايقولونه هو حقيقة حالهم, وأقول جازما بأن الكثير من الشعراء سواء السوقيين وغيرهم لم يلتزم بهذا الجانب وبالتالي بقي الكثير من شعرهم ضاحيا عن ظلال صدق العاطفة وبقيت القصيدة سيقة لأغراض أخر تبعدها عن شواطئ الخيال, والحكمة, ويستثنى من ذلك الشعر الديني فإن معالم صدق شعورهم في أشعارهم تلك بارزة وراياتها منشورة. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الادب،السوقي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تساؤلات......حول الأدب السوقي | محمد أغ محمد | المنتدى الأدبي | 14 | 11-04-2010 02:09 PM |
صور من الإعتداء على الأدب السوقي | أبو ياسر الأنصاري | المنتدى العام | 18 | 07-15-2009 06:06 PM |
مختطفات من الإخوانيات في الأدب السوقي (بحث تخرج) | أمح محمد أحمد | المنتدى الأدبي | 8 | 05-15-2009 06:56 PM |