|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-09-2011, 01:16 PM | #12 | |||||||||
|
رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
خطبة لسعد زغلول باشا )
ليس في مصر اسم أجرى على اللسان تعرفه المرأة في خدرها ويهتف به الطفل ويشيد به الشباب من اسم سعد زغلول. فهو الآن بطل الوطنية المصرية غير مدافع. صلب العود قوي الشكيمة. عجمه الانجليز فاستخشنوه فلفظوه إلى أقاصي أفريقيا في جزيرة سيشل. فعاد أخشن ما كان موفور الكرامة مرفوع الرأس. عدت على جسمه عوادي الشيخوخة فأحنى ظهره عبء سبعة عقود. ولكنه اغتصب من هذه الشيخوخة العادية تاجا من الشعر الأبيض زاده جلالا وجمالا في عين الأمة. له عزائم الشباب لأن في قلبه فتوة الشباب. يفكر تفكير الفيلسوف لأن الطبيعة حابته برأس كبير كما حاباه الدهر بتجارب لا عداد لها فكان محررًا وكان ثائرًا وكان محاميًا وكان قاضيًا وكان وزيرًا. قال في سنة 1921 في فندق ماجستك بالإسكندرية: يا سمو الأمير. إخواني. أبنائي اعذروني إذا أنا لم أقدر أن أخاطبكم كما أريد لأني تعب. أضناني التعب من هذه الاحتفالات الساهرة. تلك المظاهر الساحرة. هذا الاستقبال الذي لا نظير له. وإني بكل قوتي أحتج على قول حضرات أبنائي بأني أنا وحدي الذي فعلت هذا الذي تمدحونني عليه. أحتج بكل قوتي لأني لست وحدي فيه. بل للأمة جمعاء أثر فيه. أريد في وسط هذه المظاهر الهاتفة أن أوجه شكري وثنائي إلى الذين اشتركوا في تأسيس مجدنا وتوفير سعادتنا وإنعاش آمالنا. أتوجه والخشوع يملأ جوارحي إلى تلك الأرواح الطاهرة أرواح أولئك الأبطال الذين نادوا بالحق والحق منكر. ففاضت أرواحهم وألسنتهم تردد ذلك النداء. فاضت وقد شرفونا باقدامهم وألزموا الكل باحترام مصر واسمها وبيضوا وجوهنا. والآن فليناموا هادئين فقد انبلج فجر الاستقلال مضمخًا بدمائهم. وخلفوا من بعدهم من يستحق ذلك الفداء. بيض لله برحمته أجداثهم وأسكنهم جنات العلا وأرضىعن أعمالنا أرواحهم وأراحهم بتحقيق آمالنا. لله در الشبيبة ما فعلت. فأنها قد فتحت ما ضمت صدورها من كنوز الفتوة. وملأت قلب البلاد عزة وحماسة وملأت رؤوسها حكمة وملأت حركاتها نظاما. تلك الشبيبة التي هي عماد الحركة الحاضرة ومبعث أنوارها الساطعة. أشكرها شكرًا جزيلا. وأرتاح جدًا لأن المستقبل سيكون بيدها وهي يد ماهرة. وأشكر العلماء والقسس الذين باتحادهم أبطلوا حجة في يد الخصوم طالما اتخذوها سلاحا قاطعًا. أزالوا الفوارق وأثبتوا أن الديانات واحدة تأمر بالدفاع عن الوطن. وأنه ليس لها تأثير إلا في عبادة الخالق جل وعلا. أما في الوطن فالكل سواء. وأشكر أيضًا الأمراء الذين حملهم ما ورثوه عن آبائهم من المجد والفخار أن ينزلوا إلى صفوفنا وينضموا إلى التاجر والصانع والزارع والعامل وكل من يخفي تحت تلك الثياب الزرقاء والبيضاء نفسًا كريمة وقلبًا أبيا. انضموا إلى هذه الصفوف لأجل أن يستحقوا بعنوان آخر ذلك المجد الذي ورثوه عن الآباء. فشكرًا لهم ثم شكرًا. والحق إن كل إنسان من المصريين قد قام بالواجب عليه. وكل نافس أخاه في القيام بهذا الواجب وزاد عليه ليكون ممتازًا على أقرانه بشيء في خدمة الوطن العزيز. فكلكم شاكر وكلكم مشكور. ومن مجموع هذه المساعي سارت قضيتنا إلى هذه النقطة الحاضرة. فإننا لما قلنا إن الحماية لاغية أعلنوا اليوم هم إنها ليست باقية وأظهروا استعدادهم لاستبدالها بعلاقة أخرى راضية. والفضل في هذا الفرق العظيم لسعيكم لا لسعيي والتمسك بالمبادئ السامية. فاهنأوا بما نلتم واثبتوا حتى تفوزوا بالأماني الباقية. خطبة أخرى لسعد زغلول باشا . ألقاها في كلية الأزهر بالقاهرة بين الطلبة في ابريل سنة 1921 جئت اليوم لأؤدي في هذا المكان الشريف فرض صلاة الجمعة. ولأقدم واجبات الاحترام لمكان نشأت فيه وكان له فضل كبير في النهضة الحاضرة. تلقيت فيه مبدأ الاستقلال لأن طريقته في التعليم تربي ملكة في النفوس. فالتلميذ يختار شيخه والأستاذ يتأهل للتدريس بشهادة من التلاميذ الذين كانوا يلتفون حول كل نابغ فيه ومتأهل له يوجه كل منهم إليه الأسئلة التي يراها. فإن أجاب الأستاذ وخرج ناجحًا من هذا الامتحان كان أهلا لأن يجلس مجلس التدريس. وهذه الطريقة من الاستقلال التي تسمى الآن خللا في النظام جعلتني أتحول من مالكي إلى شافعي حيث وجدت علماء الشافعية في ذلك الوقت أكفأ من غيرهم. ولقد كان للأزهريين في الحركة الحاضرة فضل كبير بما ألقوه من الخطب وما بثوا من الأفكار والمبادئ النافعة. |
|||||||||
|
11-10-2011, 09:39 PM | #13 | |
|
رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,
مشكووووووووووور على المواضيع التي أثلجت بها صدورنا وفقك الله فيما بادرت إليه من جمع خطب فحول العرب
و عيدكم مبارك و كل عام و أنتم بألف ألف خير |
|
|
11-13-2011, 10:10 PM | #14 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة برقليس
(خطبة برقليس )
429 ق.م.) من خطباء أثينا وأحد رجالاتها المعدودين المحبوبين – كان برقليس ( 495 عند جمهور السكان. وهذه الخطبة ألقاها في السنة الأولى من الحرب البلوبونيزية رثاء للجنود الذين ماتوا في هذه الحرب سنة 431 ق.م. إننا سعداء بنظام حكومي لسنا نحتاج به إلى أن نحسد جيراننا لما عندهم من القوانين لأنه نموذج يحتذي به الآخرون بينما هو أصيل في أثينا. وهذا النظام الموكل تنفيذه إلى جميع الأمة وليس إلى عدد قليل منها يسمى الديمقراطية. فمهما اختلف كل فرد منا عن الآخر في شؤونه الخاصة فنحن سواءٌ في التمتع بمزايا قوانيننا ونزداد مزايا بمقدار تفوقنا. وشرف الإعجاب ليس مقصورا على أسرة واحدة بل للجميع أن يحصلوا عليه باستحقاقهم الشخصي. ولا يقعد الفقر بأحد يبغي خدمة بلاده ويستطيع هذه الخدمة فينال الشهرة بعد الخمول. فلكل منا الحق في دخول وظائف الحكومة دون أن تعترضه عقبة. ولنا أن نعيش حياتنا الشخصية في تبادل الحب دون أن تنالنا شبهة. ولسنا نغضب من جارنا إذا اتبع ميوله ولسنا نستاءُ منه ذلك الاستياء الذي وإن لم ينزل به عقابًا فأنه يحدث له ألمًا. فنحن أحرار في حياتنا الشخصية ولكننا لا نجرأ مهما كانت البواعث على مغاضبة الجمهور لا نحمل في صدورنا من احترام الحكام والقوانين. وبخاصة تلك القوانين المدونة التي يقصد منها التفريج عن المظلوم وتلك التي لم تدون والتي تعود مخالفتها بالعار والفضيحة على من يخالفها. وقد هيأت لنا قوانيننا أوقات فراغ نمتع فيها عقولنا برؤية الملاهي العمومية ومشاهد التضحية طول العام وهي تؤدى بأبهة ورشاقة لا تبقيان في قلوب الناظرين محلا للهم أو الغم. وقد صارت عظمة أثينا مدينتنا هذه سببًا في جلب جميع حاصلات الأرض بأجمعها إليها فنحن نتمتع بأطايب بلادنا كما نتمتع بأطايب سائر بلاد العالم. ولسنا في حاجة إلى شواهد تثبت إننا نستحق هذه المكانة. فإن لنا حججًا قوية واضحة على ذلك وهي موضع إعجاب العصور الحاضرة والمستقبلة. فلسنا في حاجة إلى شاعر مثل هوميروس لكي يتغنى بمديحنا كما أننا لسنا في حاجة إلى شاعر آخر لكي يزين تاريخنا بعقود القريض لأن الرأي في مآثرنا لا يكون عندئذ رأيًا صحيحًا نزيهًا. فقد فتحت أساطيلنا كافة البحار وقد اخترقت جيوشنا جميع الأرضين وتركت وراءها آثارًا أبدية لعداوتنا أو صداقتنا. هذه هي الدولة التي دافع عنها هؤلاء الجنود الذين قضت عليهم بسالتهم والذين استهانوا بحياتهم فقاتلوا قتال الشجعان وماتوا موت البسالة. وإني مقتنع بأن الذين لم يقتلوا على قدم الاستعداد متأهبون لأن يبذلوا نفوسهم في هذا السبيل. ولهذا السبب تبسطت في بيان المزايا الوطنية لكي أبرهن لكم بأوضح ما يمكن إننا في حربنا الراهنة نخاطر بأكثر مما تخاطر به أمة ليس لها هذه المزايا الوطنية الثمينة ولكي أبين لكم مقدار ما يستحقه هؤلاء الجنود من الشكر والحمد اللذين قدمناهما لهم. وهذا الاحتفال الذي تحتفل به الدولة وتعلن فيه ثناءها وحمدها إنما مرجعه إلى بسالة هؤلاء الجنود ومن يماثلهم من الرجال. وهذا الثناء قد يمكن أن نعده مبالغًا فيه إذا نحن أغدقناه على غير هؤلاء الجنود من الأثينيين. فهذا الموت الذي قد انتهوا إليه أكبر شاهد على جدارتهم. وعلينا دين يجب أن نوفيه بتكريم الرجال الذين أرصدوا حياتهم للقتال عن أوطانهم مهما كانوا أحط من غيرهم في مضمار الفضائل ما داموا قد حصلوا على فضيلة البسالة فإن مآثرتهم الأخيرة تمحو جميع مساوئهم السالفة لأنها تشمل جمهور الأمة بينما المساوئ لا تعدو العدد القليل. ولسنا نجهل أنه لم يحجم أحد من هؤلاء عن الخطر مؤثرًا الملاذ التي تجتنى من عيشة السلام الوفيرة. كما أنه لم يضن أحد بحياته غرورًا بالأمل بأن الفاقة الراهنة قد تزول ويأتي مكانها الرخاء والسعة. كلا. إنما كانت تستعر في قلوبهم شهوة واحدة. ألا وهي الانتقام من أعدائهم. لقد فروا من لومة الجبن وتصدروا لصدمة المعركة ثم حملوا وهم لا يروعهم روع وقد عقدت آمالهم النصر لهم فوقعوا وهكذا أدوا الواجب الذي يدين به كل شجاع لبلاده. وأما أنتم الذين لم تقتلوا فشأنكم أن تصلوا إلى الآلهة لكي يكون حظكم خيرًا من حظ هؤلاء. ولكن عليكم أن تحتفظوا بهذه الروح وتلك الحماسة اللتين تقاتلون بهما عدوكم. ولست أحتاج إلى بيان فائدة هذا في خطبة مثل هذه فإن أي إنسان يتلهى بالألفاظ يستطيع أن يقول لكم ما تعرفونه انتم من قواعد مجاهدة العدو. ولكني أدعوكم إلى أن تجعلوا عظمة أمتكم قبلة أفكاركم. فإذا أدركتم هذه العظمة فاذكروا أنها نيلت بالأبطال الشجعان — برجال عرفوا واجبهم واستحوا من العار وكانوا إذا ما أخفقت جهودهم خافوا الفضيحة على بلادهم فلم يضنوا بشيءٍ من شجاعتهم. إنهم أهدوا حياتهم إلى الجمهور ونالوا منه الحمد الذي لا يبلى. ولكل منهم ضريح عظيم — ولا أعني ذلك الضريح الذي يضم رفاتهم الرميمة — وإنما أعني ذلك الذي يضم شهرتهم وذكرهم. وهو ضريح يذكر كلما ذكر الشرف. فهذه الأرض بأجمعها ضريح عظماء الرجال. |
|||||||||
|
11-19-2011, 12:44 PM | #15 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة الديموستينيس
(خطبة الديموستينيس )
322 ق.م) خطيب أثينا بل زعيم خطبائها. وكان قبل أن – كان ديموستينيس ( 382 عرفه جمهور أثينا رجلا خاملا ضعيف البنية خائر الصوت ليست لحركته لباقة ولا أخذ يقوي رئتيه وصوته بالصياح » في لسانه طلاقة الخطيب. فلما اعتزم الخطابة وهو يصعد في الجبال الوعرة أو كان يقف على شاطئ البحر فيرفع صوته فوق صخب الأمواج. وتغلب على عاهة النطق بأن كان يمارس الكلام وفي فيه حصى. .« وتعلم أصول اللباقة ورشاقة الحركة بأن كان يقف أمام مرآة وهو يخطب إننا لا نفكر في كلماته بل نفكر في الأشياء التي يقولها. » : قال عنه فنيلون فهو يبرق وهو يرعد بل هو سيل يجرف كل ما أمامه. فلا نستطيع أن ننتقده أو .« نعجب به لأننا قد فقدنا حكمنا على مشاعرنا وقد كانت مهمة ديموستينيس التي عاش من أجلها ومات في سبيلها إيقاظ ضمير الأمة الإغريقية وتنبيهها إلى الخطر الذي يحيق بها من فيلبس والد الإسكندر المقدوني الذي كان ينوي ضم بلاد الإغريق إلى مملكته. وكان قد رشا خطباء أثينا لكي لا ينددوا بأغراضه فسكتوا وأبى ديموستينيس أن يرتشي ويخون وطنه. وقضى حياته وهو يحرض الأثينيين على مقاتلة فيلبس حتى دس له هذا الملك من يطارده. ففر إلى احد المعابد وهناك تناول السم بيده ومات. قال يحرض الأثينيين على قتال فيلبس: إن بينكم أيها الأثينيون من يعتقد انه يمكنه أن يربك الخطيب بقوله: لا تفعلوا شيئًا مما تفعلونه » : وعلى هذا السؤال أجيب «؟ فماذا نفعل إذن » وأنه لجواب حق وصدق. ولكني سأزيدكم « الآن وافعلوا كل شيء لم تفعلوه إيضاحا ولعل أولئك الذين يسارعون إلى السؤال يسارعون أيضًا إلى العمل. فاذكروا أيها الأثينيون أولا أنه من الحقائق التي لا مراء فيها أن فيلبس قد نكث عهودكم وأعلن الحرب عليكم. فدعونا إذن من التثالب عن هذا الموضوع. ثم اذكروا أنه عدو أثينا الألد — عدوها الذي يكره أرضها وأسوارها بل يكره أولئك الذين يغتبطون منكم بأنهم قد نالوا حظوة عنده. فإن أخشى ما يخشاه فيلبس وأمقت ما يمقته هو حريتنا. هو نظامنا الديمقراطي. فلكي يقضي على هذه الحرية وهذا النظام يهيئ فيلبس جميع شراكه ويدبر جميع تدابيره. أو ليس يجري على مبدأ واحد في كل أعماله هذه؟ إنه يعرف تمام المعرفة أنه لو أخضع بلاد الإغريق كافة وعمها بفتوحاته فإنه يظل غير آمن عليها ما دامت ديمقراطيتكم صحيحة لم تمس. وهو يعرف أنه لو أصابته هزيمة من تلك الهزائم التي تقدرها الأقدار لبني الإنسان فإن جميع هذه الأمم التي قرنها عنوة إلى نيره تسارع إلى الانضواء إليكم. أفي العالم ظالم يجب رده؟ هاكم أثينا. أفي العالم أمة مقهورة تحتاج إلى رد حريتها إليها؟ هاكم أثينا ما أسرعها إلى الإسعاف. ففيم نعجب من فيلبس إذا كان لا يطيق صبرًا على هذه الحرية الأثينية التي تقف موقف الجاسوس ينظر إلى شروره وآثامه؟ فأيقنوا أيها المواطنون أنه عدوكم الذي لا هوادة عنده. وأنه إنما يعبي جيوشه ويهيئ عدده وينصب أشراكه لكي يقاتل أثينا. فماذا عليكم أن تفعلوا باعتباركم رجالا عقلاء قد اقتنعتم بصحة هذه الحقائق؟ يجب عليكم أن تنفضوا عنكم هذا السبات القاتل وأن يتبرع كل منكم بنسبة ما يملك وان تطلبوا من حلفائكم أن يتبرعوا ثم تستعدوا للاحتفاظ بالجنود المسلحين حتى إذا كان فيلبس قد تهيأ لغزو الإغريق وإخضاعهم يكون لديكم جيش تمدونهم به وتخلصونهم منه. ولا تخبروني عن المتاعب والنفقات التي يحتاجها هذا العمل. فإني لست أنكرها. ولكن اعتبروا الخطر الذي يتهددكم واعتبروا مبلغ ربحكم في ما إذا انضممتم للدفاع عن قضية الوطن إلى سائر الإغريق منذ الآن. والحق أنه لو أكد لكم أحد الآلهة أن فيلبس لن ينالكم بأذى إذا بقيتم وادعين في مقامكم لا تحفلون بما يعمل فإني أقول لكم والسماء تشهد علي أنه من الهوان ومن الصغار ومما هو دون كرامة دولتكم ومجد آبائكم أن تضحوا مصالح وطن الإغريق بأجمعه لكي تنالوا أنتم الراحة لأنفسكم. أجل. إنه لخير لي أن أهلك من أن أشير عليكم بهذا. فليفعل ذلك من يشأ غيري. واستمعوا لأقواله إذا أردتم. أما إذا كنتم تحسون مثل ما أحس وترون كما أرى أنه كلما امتدت فتوحات فيلبس كان في ذلك تقوية لعدونا وشدًا لأزره علينا حين نضطر عاجلا أو آجلا إلى مكافحته فلم تترددون وأي اضطرار تنتظرون؟ فهل هناك ما يخشاه الأحرار قدر ما يخشون سقوط الشرف؟ فهل أنتم في انتظار هذا؟ ألا إنه قد وقع بنا الآن ولكن الحقيقة أنه « الآن » ما تنتظرونه وأن عبئه ليكدنا ويبهظنا. لقد قلت قد وقع منذ زمان ولا زمنا وجهًا لوجه. ألا إن هناك اضطرارًا آخر قد احتفظ به لنا للمستقبل: هو اضطرار الرق والجلد والصفع. فهل تنتظرون هذه الأشياء. ألا لا قدرت الآلهة. إن النطق بهذه الكلمات مهانة وذل. |
|
11-23-2011, 09:02 PM | #16 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة للقديس برنار
(خطبة للقديس برنار )
كان القرن الثاني عشر قرن الحروب الدينية الصليبية فكان التعصب رأس الفضائل عند النصراني وكان القديس برنار رأس احد الأديرة في فرنسا وقد عاش من 1091 إلى 1153 م. وكان إذا خطب امتلك قلوب سامعيه لما كان في كلماته من الإغراء وقوة الإقناع عندما « كانت الأمهات يخفين أولادهن والزوجات أزواجهن والناس أصدقاءهم » حتى كان ينزل ببلدة ليخطب فيها خوفًا عليهم من إغراء الخطيب لهم. وكان جل خطبه في الحض على مقاتلة المسلمين وإجلائهم عن سوريا وفلسطين. ويحسن أن يقارن القارئ بين هذه الخطبة وبين خطبة ابن الزكي التي ألقاها عند فتح صلاح الدين لبيت المقدس. قال القديس برنار يحض الأوربيين على حرب المسلمين: لا مناص لكم من أن تعرفوا أننا نعيش في عصر العقاب والدمار فإن عدو البشر قد نفخ على جميع أنحاء العالم هبوات الفساد فإننا لا نرى سوى الشرور التي لا يعاقب عليها احد. ولم يعد لقوانين الناس أو قوانين الدين قوة تكفي لوقف انحطاط الآداب أو منع الأشرار من التغلب. فلقد تبوأت الهرطقة كراسي الحق وأرسل لله لعنته على الأماكن المقدسة. وأنتم أيها المستمعون لكلماتي سارعوا إلى تهدئة غضب لله. ولكن لا تسألوه أن يستجيب لكم عن ظلامات كاذبة ولا تلبسوا الخيش وإنما تأبطوا تروسكم فإن صليل السيوف وأخطار الحروب وكفاحها ومتاعبها هي الكفارات التي يطلبها لله منكم. فكفروا عن خطاياكم بما تنالونه من الانتصارات على الأعداء واجعلوا خلاص الأماكن المقدسة مكافأة لكم على توبتكم. من منكم لا يمتشق حسامه إذا قيل لكم أن العدو قد غزا بلادكم وأوطانكم وأرضكم وأنه قد سبى زوجاتكم وبناتكم وتناول بالرجس معابدكم، إن هذه الرزايا وأكبر منها قد وقعت بإخوانكم وبأسرة يسوع المسيح التي هي أسرتكم. فلم تترددون في حسم هذه الشرور ولم لا تنتقمون لهذه الفظائع؟ هل تتركون هؤلاء الأعداء هادئين ينظرون ويتأملون ما يرتكبونه من المآثم في المسيحيين؟ اذكروا أن انتصارهم سيكون موضوع حزن جميع العصور وسيكون للأجيال الحاضرة فضيحة أبدية لا تمحى. أجل. إن لله الحي قد كلفني أن أعلن لكم أنه سيعاقب أولئك الذين لم ينصروه على أعدائه. فإلى الحرب. هلموا إليها. وليؤنس قلوبكم غضب مقدس واجعلوا العالم المسيحي بأجمعه يتجاوب هذه الكلمات التي فاه وإذا كان لله يدعوكم إلى « ملعون من لا يلطخ سيفه بالدم » : بها النبي الدفاع عن ميراثه فليس ذلك لأن يده قد فقدت قوتها. أليس في مقدوره أن يرسل اثني عشر جيشًا من الملائكة أو يفوه بكلمة فيذهب أعداؤه هباء؟ ولكن لله نظر في أبناء البشر وأراد أن يفتح لهم الطريق على رحمته فقد أراكم تباشير صباح يوم الأمان بأن هيأ لكم الانتقام لمجده ولاسمه. أيها المجاهدون المسيحيون. إن الذي وهبكم حياته يطلب منكم حياتكم وهذه المعارك جديرة بكم لأنكم تنالون المجد إذا انتصرتم والنفع إذا هلكتم. أيها الفرسان البواسل. يا حماة الصليب الأجواد. اذكروا مثال آبائكم الذين فتحوا أورشليم والذين قد رقمت أسماؤهم في السماء فانبذوا ما يفنى واجمعوا ما لا يفنى وافتحوا ملكوتًا لا نهاية له. |
|
11-23-2011, 09:07 PM | #17 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة لكرومويل
(خطبة لكرومويل )
1686 ) زعيم الثورة الانجليزية على الملك تشارلس الأول ملك – كان كرومويل ( 1599 انجلترا. وكان هذا الملك قد نزع إلى الاستبداد وألغى البرلمان وأقفل أبوابه وطرد النواب. فألف كرومويل جيشًا وطارده حتى هزمه وأسره. وتألفت محكمة لمحاكمته فأدانته وحكمت عليه الإعدام. وأعدم فعلا وصار اسمه عبرة لكل خائن من الملوك يستهين بدستور بلاده. قال كارليل عن .« المولى الحامي » وصار كرومويل حاكم البلاد ودعي باسم إنها تفوق ما يعتقده الإنسان في مخالفتها للخطب وفي عدم جريها على » خطبة أساليب الخطابة أو في ترتيب الأفكار ترتيبًا منطقيًا … ولكن مضى زمن كان لهذه .« الخطب في انجلترا شأن لا يقل عن شأن خطب ديموستينيس المصقولة في أثينا وقد ألقى الخطبة التالية ردًا على ما اقترحه عليه البعض من أن يلقب نفسه بلقب الملوكية. قال: سأقول الآن شيئًا عن نفسي. وإني أجهر بضميري وهو إني لست ممن يحفل بالألفاظ أو الأسماء أو ما إلى ذلك. وليس أمامي نهج واضح ولكن عندي كلمة لله التي آمل أن تكون معي على الدوام والتي هي قوام ضميري ومعول علمي ونبراس طريقي. وإذا كان حقًا إن الناس قد تقتادهم العناية الإلهية إلى الطرق المظلمة فليس لأحد أن يعترض عليهم. إذ مَن من الناس يرضى أن يسير في الظلام؟ ولكن لله تدابير فإذا شاء إنسان أن يعزو إلى العناية الإلهية جنونه وعمى قلبه فعليه خطيئته … والحق أن عناية لله قد نبذت لقب الملوكية ولم يكن هذا عن نزق أو عن هوى طارئ من الأمة. كلا. إنما هو عن روية وتدبر لا يطلب من أمة كائنة من كانت أكثر منهما. إنه نتيجة حرب أهلية دامت عشر أو اثنتي عشرة سنة سفك فيها كثير من الدماء. ولست أماري الآن في عدالة هذه الحرب ولست أحتاج إلى أن أخبركم عن رأيي في ما لو عادت الحال التي دعت إليها. ولكن إذا كان هذا مما يمارى فيه فما يقوله الإنسان عندما يجد أن لله في صرامة حكمه قد استأصل عائلة بأكملها وأقصاهم عن البلاد لأسباب يعلمها هو جلت قدرته بل أنه ختم الحرب بأن استأصل أيضًا الاسم واللقب. إني أنا لم أفعل هذا ولم يفعله أولئك الذين طلبوا إلي أن أتقلد مقاليد الحكومة التي أرأسها الآن. فإن البرلمان هو الذي فعل ذلك. وكانت لله بصيرة في قمع العائلة ومحو اللقب. وكما قلت لكم لقد محا البرلمان هذا اللقب ونبذه وبقي منبوذًا إلى يومنا هذا … واني أرجو إليكم ألا تظنوا إني أقول هذا برهانًا على شيء ما. كلا. إن لله أراد أن يجزي الشخص والعائلة ففعل بل محا اللقب أيضًا. والآن ماذا يقول إنسان يرى حكم لله هذا ويتأمل فيه ويرى هذا اللقلب معفرا في التراب؟ أقول إني الآن في مثل هذا المقام. إن في هذا لعبرة ينفعل منها رجل ضعيف مثلي وقد تترك أثرًا كبيرًا في من هم أضعف مني. ولهذا فإني لا أبتغي أن أقم ما هدمه لله ودفنه في التراب. كلا إني لن أبني أريحا مرة أخرى … وليس عندي أزيد مما قلته. وقد أشرت إليكم في أول مقالي إلى هذه النهاية التي انتهيت إليكم بها عندما أوضحت لكم الطريق الذي سأسلكه في هذه الخطبة. ويمكنني أن أقول أنه ليس من مصلحتي ولا من مصلحة الخدمة التي أحمل أعباءها أن أدلي بجميع الحجج على عدم منفعة مقترحكم أو فائدته للقيام بتأدية أعمالنا. أقول إنه ليس من المناسب أن أجهر بجميع الأفكار التي تختلجني عن نقطة الأمن في هذا الموضوع ولكني أدعو لله أن يوفقكم إلى ما فيه إنفاذ إرادته. وهذا في الختام هو ما يمكنني أن أقوله عن نفسي. |
|
11-26-2011, 01:22 PM | #18 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطب لفكتور هيجو- فولتير
(خطبة لفكتور هيجو )
1885 ) من أكبر القوى الأدبية في فرنسا زاول الشعر – كان فكتور هيجو ( 1802 فبذ الشعراء ومارس الخطابة فكان الثاني في حلبتها عند من يعدون ميرابو أولها في فرنسا. ونزع إلى الشهرة والصيت بين العامة فمارس السياسة وهجر الأدب فنال مبتغاه وفقد الأدب العالمي رجلا من أهل الكفايات فيه ظهرت بوادر أدبه في قصة .« التعساء » وقد ألقى الخطبة التالية في سنة 1778 بعد مرور ماية سنة على وفاة الكاتب الشهير فولتير. قال: منذ ماية سنة مات رجل. ومات خالدًا مثقلا بالسنين وبالأعمال وبأمجد التبعات وأكبرها ألا وهي تبعة تنوير ضمير الإنسان وتصحيحه. ومات تشيعه لعنات الماضي وبركات المستقبل وكلاهما من مفاخر المجد. مات بين هتاف أهل جيله وخلفهم وبين نعيب الماضي الذي لا يلين على أولئك الذين يجاهدونه. لقد كان أكبر من رجل. أجل إنه كان عصرًا. لقد أتم عمله وأدى الرسالة التي اختارته لها الإرادة العليا التي تظهر في نظام القدر كما تظهر في نواميس الطبيعة. فإن الأربعة والثمانين عام التي قضاها في هذا العالم كانت جسرًا بين صعود الملوكية وبزوغ فجر الثورة فقد ولد في عصر لويس الرابع عشر ومات في حكم لويس السادس عشر. فسطع على مهده ضوء العرش العظيم كما انتشرت على كفنه الأشعة الأولى من الهوة السحيقة. فقد كانت أيام البلاط أعيادًا وكانت فرساي زاهية وباريس في جهل وكان القضاة للتوحش الديني يحكمون بقتل الرجل المسن على الدواليب وبنزع لسان الطفل لأنه أنشد إحدى الأناشيد. ورأى فولتير هذه الهيئة النكدة النزقة وأدرك جميع القوى التي عبئت عليه من البلاط والأشراف والممولين وهذا السواد الأعمى من الشعب وهذه المحاكم التي تذل الرعية وتستذل للراعي فتسحق وتتملق وتجثو أمام الملك على رقاب الناس ثم هؤلاء القساوسة وهم أخلاط مناكيد لا يعرفون سوى النفاق والتعصب فأعلن عليهم الحرب وشن غارته على هذا التآلف المكون من المظالم الاجتماعية وعلى هذا العالم القوي العظيم. فماذا كان سلاحه؟ كان ذلك السلاح الذي هو أخف من الريح ولكن له قوة الصواعق أعني به القلم. فجاهد فولتير بهذا السلاح وظفر به. فلتحي هذه الذكرى. لقد انتصر وهو فرد يحارب جموعا متألبة. وكانت حربه حربًا بين العقل والمادة بل بين الرأي والهوى أثيرت دفاعا عن المحقين على المبطلين وعن المستضعفين على الظلمة الجائرين وكانت حرب الدفاع عن الخير والرحمة. وكانت في قلبه رقة النساء وغضب الأبطال. وكان هو عقلا كبيرًا وقلبًا عظيما. هزم القوانين القديمة ودمغ العقائد العتيقة. إنه انتصر على أشراف الاقطاعات وعلى قضاة القوط وقساوسة الرومان ورفع العامة الرعاع إلى مقام الشعب. وكان يعلم وكان ينشر السلم وكان ينشر المدنية. وكان لا يعبأ بالتهديد أو السباب أو الاضطهاد أو مقالة السوء أو النفي. وكانت ابتسامته تدمغ العنف وكان يهزم الاستبداد بتهكمه ويعبث بالمغرورين ويثبت أمام المكابرين ويتغلب على الجهالة بالحق. |
|
11-27-2011, 12:28 PM | #19 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة لكوشوث
(خطبة لكوشوث )
في سنة 1848 شملت أوربا أو كادت تشملها ثورة تختلف نزعة ومبادئ باختلاف المكان. فكانت في هنغاريا تنزع نحو استقلال البلاد. فأخذ المجريون في الاتحاد وكافحوا الاستبداد مكافحة الأبطال وأوشكوا أن يتغلبوا على النمسويين. فما هو أن أحست روسيا بنهوضهم وقرب انفكاكهم من قيد العبودية حتى خشيت على بنائها أن يتهدم في أثر هذه الحركة التي تصير عندئذ مثالا وقدوة للشعوب المغلوبة على أمرها في دولة القياصرة. فأرسلت جموعها إلى النمسا وشدت أزرها فأخمدت ثورة المجر. وعادت هنغاريا في قيد الاستعباد ولكن لم تمض عشرون سنة حتى نالت .« النمسا والمجر » استقلالها وصارت شريكة في مملكة وكان زعيم الثورة في سنة 1848 رجل يدعى كوشوث وقف حياته على استقلال بلاده وأرصد جهوده لتخليصها من نير النمسويين. فلما تألب الاستبداد وعقد الروسيون والنمسويون الخناصر على خنق حرية المجر وغمروهم بجيوشها فر إلى تركيا. فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار فقبض عليه الأتراك وسجنوه بدسائس السياسة النمسوية. وقضى سنوات يكابد عذاب السجن في الأناضول حتى تحرك الرأي العام في انجلترا والولايات المتحدة وطلب الإفراج عنه فسعى سفيرا هاتين الدولتين حتى أطلق سراحه فقضى سائر ما بقي له من العمر فيهما. وكان يخطب ويدعو إلى نصرة بلاده. وقد ألقى الخطبة التالية في برلمان الولايات المتحدة في واشنطون إذ دعاه الأعضاء إلى وليمة في سنة 1852 تكريمًا له وإعزازًا للمبدأ الذي قضى حياته في الدفاع عنه. قال: أقف الآن أمامكم كما وقف قينياس الإغريقي أمام مجلس الشيوخ في رومية — ذلك المجلس الذي كان بكلمة واحدة حافلة بجلالة القوة يتحكم في أحوال العالم ويقف عتاة الملوك عن السير في طريق أطماعهم — أقف الآن أمامكم وقلبي مفعم بالإعجاب والاحترام لكم أنتم المتشرعون في هذا البرلمان الذين تمثلون جلالة الأمة المتحدة. إن جدران مجلس الشيوخ الروماني لا تزال أطلالها قائمة ولكن روحها قد هجرها إليكم بعد أن تنسم نسيم الحرية. وتلك الأطلال التي لا تزال شاخصة تغشيها الكآبة هي رمز إلى فناء الجهود الإنسانية وزوالها بينما هذا المكان هو رمز للحقوق الأبدية. كان ذلك المجلس كاسيًا بلون الفتوح والحروب أحمر قانيًا وهو الآن في ليل حالك من ظلام الظالمين بينما مجلسكم يسطع بضوء الحرية اللامع. كان ذلك يحتجن العالم إلى مجده بينما مجلسكم هذا يحمي أمتكم ولا يرضى بأن يستحوذ على شيء من حقوق الأمة. كان لذاك روعة القوة التي لا تقاوم بينما أنتم تفخرون بتقييد هذه القوة. وكانت الأمم ترتعد وترتجف إذا رأت ذلك المجلس بينما الإنسانية تعقد الرجاء بكم عندما تنظر إلى مجلسكم. وكان لا يدخل ذلك المجلس من الغرباء إلا مهزوم أو منكوب قد شدت أيديه بالأغلال لكي يركع عند أقدام الظافرين وأما أنتم فيدخل الغريب المبتئس إليكم فتدعونه إلى أن يقعد بجانبكم حيث لا يدعى الملوك والقياصرة وليس لهذا الغريب من ميزة سوى أنه زعيم مضطهد ويل » : لأمة مقهورة لا حول له ولا قوة. كان شعار ذلك المجلس القديم بينما شعاركم حماية المظلوم ولعنة الغاصب وعزاء المهزوم في « للمغلوبين قضية الحق. وبينما كان ذاك يقعد فيه رجال يفخرون بسيادتهم على العالم يقعد هنا رجال ينحصر مجدهم في الاعتراف بنواميس الطبيعة وبأله الطبيعة وفي إنفاذ إرادة الأمة التي هم خدامها. وإن في تكريمكم إياي لتاريخًا للأجيال المقبلة. أجل. إن الأجيال المقبلة ستقرأ تاريخ ذلك الرجل الذي كان أول حاكم لبلاد المجر المستقلة فأخرجته القوة الروسية الغاشمة طريدًا من بلاده فعاش في المنفى في بلاد الأتراك يحميه سلطان مسلم من استكلاب الجائرين المسيحيين ثم طوحت به دسائس السياسة إلى سجون آسيا ثم مدت إليه أميركا يده فخلصته حتى إذا عبر المحيط الاطلانطيقي وهو يحمل آمال الأمم المظلومة ويقف أمام أهل هذه الجمهورية الكبرى فيذكر أمامهم ظلامات بلاده وارتباطها بمصير القارة الأوربية ويصرح بجرأة من يدافع عن حق بوجوب رفع مبادئ الدين المسيحي إلى أن تكون قوانين دولية، لم ير أن جرأته قد قوبلت بالصفح فحسب بل يجد أيضًا عزاء في عطف الملايين وتشجيع الأفراد والمدن والاجتماعات والولايات تسنده معونتهم العاملة وتحييه حكومتهم وبرلمانهم وتقعده مقعد الضيف المكرم وتسبغ عليه من المكارم ما لا يطمع فيه أمير قوي. ثم هذه الوليمة وهذا الشراب الذي نتساقاه — أجل إن لفي هذا تاريخًا للأجيال المقبلة. وإني أؤكد دون تردد أنه لا يوجد في بلادكم العظيمة هذه رجل واحد قد خطر برأسه أن يضع مقعد أطماعه على أطلال حرية بلاده. وهو لو أتيح له تحقيق ذلك لما رغب فيه. لأن للمؤسسات التي تنشأ بين ظهراني أمة أثارًا تنعكس على أخلاق أفرادها. ومن زرع الريح حصد الزوابع. فالتاريخ يكشف عن مقاصد العناية الإلهية. فالله القادر يدير العالم المادي والعالم الأدبي بنواميس أبدية. وكل ناموس مبدأ وكل مبدأ ناموس. والأفراد كالأمم لهم حق اختيار المبادئ بما لهم من الإرادة الحرة. ولكنهم إذا ما اختاروا لم يعد لهم مفر من نتيجة اختيارهم. فالحرية من لوازم الحكومة الذاتية. والعدالة والوطنية من لوازم الحرية. ومن مبدأ في الحكم يتولد الطمع. والاستبداد من لوازم الطمع. وإن بلادكم « المركزية » لسعيدة لأنها قد أغرمت بالحكومة الذاتية غرامًا شديدًا. وعلى هذا الأساس بنى آباؤكم بيتًا للحرية هو أمجد ما رأى العالم. ورقيتم أنتم بهذا البناء حتى صار أعجوبة العالم. إن بلادكم لسعيدة إذ اصطفاها لله لكي يثبت إمكان اتحاد الولايات المستقلة كل منها محتفظ بحقوقه واستقلال حكومته ومع ذلك فهي كلها متحدة في دولة واحدة لكل نجم منها نوره الخاص يتلألأ ومن الجميع تتألف مجموعة تضيء سماء البشر. |
|
11-27-2011, 12:35 PM | #20 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
خطبة :ابراهام لنكولن
(خطبة للنكولن )
1865 ) زعيما لحزب تحرير العبيد في الولايات المتحدة – كان ابراهام لنكولن ( 1809 الاميريكية ثم رئيسًا لهذه الجمهورية الكبرى. وربما لم تقع في العالم حرب أشرف من هذه الحرب. فقد انشطرت الأمة شطرين: احدهما المؤلف من أهل الشمال يقودهم لنكولن يرغب في محو العبودية ورفع الزنوج إلى مرتبة الأحرار. ولم تكن لهم مصلحة مالية في ذلك ولم يكن لهم مأرب خاص وإنما غايتهم تحرير الإنسان. وكان الشطر الثاني مؤلفًا من أهل الجنوب وكانوا يستوردون العبيد من أفريقيا ويستغلونهم في مزارعهم فيسخرونهم لأعمالهم يشتغلون نهارهم بلا أجر لا يأخذون من أسيادهم سوى كفافهم من الطعام. واشتعلت الحرب وانهزم أهل الجنوب وفتح بذلك للإنسان فتح جديد في المبادئ الأدبية العليا. وقد ألقى لنكولن الكلمات الآتية في خطبة افتتاح عهد الرياسة الثانية. قال: أبناء وطني: في وقوفي الآن أمامكم للمرة الثانية لكي أقسم يمين عهد الرياسة لا تتيح لي الفرصة أن أسهب في الكلام بمقدار ما فعلت في المرة الأولى. فقد كان من المناسب في ذلك الوقت أن ألقي أمامكم بيانًا مفصلا بعض التفصيل عن الخطة التي أزمعنا إتباعها. أما الآن فبعد انصرام أربع سنوات تليت فيها تصريحات عمومية عن أماكن النزاع ووجوهه — هذا النزاع الذي لا يزال يستغرق جهود الأمة وهمها — فليس لدي من القول مما جد سوى القليل. فإن تقدم جيوشنا الذي يتوقف عليه كل شيء آخر معلوم لديكم كما هو معلوم لدي. وإني أعتقد أنه تقدم يجب أن نقنع به ونتشجع منه. ولست أجرؤ على التنبؤ ولكن رجائي في المستقبل عظيم. وقد كانت أفكارنا في مثل هذا الموقف منذ أربع سنوات تتجه نحو حرب أهلية وشيكة الوقوع. وكنا كلنا نخشى هذه الحرب. وكنا كلنا نبحث عن السبيل إلى تجنبها. وبينما كانت الخطبة الافتتاحية تلقى من هذا المكان وكانت كلها تدعو إلى الاتحاد وتجنب الحرب كانت العوامل الثائرة تعمل في المدينة لتمزيق هذا الاتحاد بدون الحرب وقسمة الغنائم بالمفاوضات. وكان كلا الحزبين يكره الحرب ولكن كان أحدهما يؤثر الحرب على تمزيق وحدة الأمة. فكانت الحرب. كان العبيد السود يؤلفون الثمن من سكان هذه البلاد ولم يكونوا متوزعين بالتساوي في أنحائها وإنما كانوا يسكنون الجنوب. ومن هؤلاء العبيد كانت تنتفع أناس منفعة خاصة عظيمة. وكلنا كنا نعرف إن هذه المنفعة ستثير الحرب. وكان الثائرون الداعون إلى تمزيق وحدة الأمة يقصدون إلى تقوية هذه المنفعة وتخليدها ومد شبكتها ولم يكن قصد الحكومة إلا تحديد هذه المنفعة وقصرها على مكانها دون أن تتسع دائرتها إلى ولايات أخرى. ولم يكن أحد الحزبين يتوقع أن تبلغ الحرب هذا المدى أو تطول إلى هذه المدة كما لم يكن أحدهما يتوقع حسم النزاع والإتفاق قبلما تعرف نتيجة الحرب. فكان كلاهما ينتظر انتصارًا سهلا أهون في النتائج وأقل في الروعة. فكلاهما يقرأ إنجيلا واحدًا ويصلي لإله واحد. وكلاهما يدعو لله أن يعينه على خصمه. وربما يتراءى لكم من الغريب أن يدعو إنسان ربه لكي يؤيده في انتزاع الخبز من عرق جبين الآخرين ولكن لنترك الحكم على الناس حتى لا يحكم علينا. ولم يستجب لله لدعوات أحد الحزبين استجابة تامة لأن للخالق مقاصد لا ندركها. وإذا نحن اعتقدنا أن هذا الرق الأفريقي هو أحد تلك الذنوب التي قدر لله حدوثها في وقت ما وأن هذا الوقت قد انقضى بحكم لله وأن عنايته الإلهية قد قضت بأن يزيل هذا الذنب وأنه قد واجد هذه الحرب الهائلة لهذا القصد فهل نجد في هذا مخالفة للصفات الإلهية التي يؤمن المؤمنون بوجودها في لله؟ وإنا لنرجو الرجاء كله ونصلي الصلوات الحارة لكي تنتهي هذه الحرب العتيدة وتزول بليتها عنا. ولكن إذا كانت إرادة لله قد قضت بأن تستمر هذه الحرب حتى تأكل الأموال التي تكدست من كد العبيد كدًا غير مكافأ مدة مائتي وخمسين عاما وحتى يأخذ السيف من دم سادة العبيد مقدار ما أخذه هؤلاء بالسوط من دم عبيدهم كما قيل منذ ثلاثة ألاف عام فيجب أن نقول إن إرادة لله هي الإرادة الصادقة وهي الإرادة الحقة. فلنجاهد في إنهاء هذا العمل الذي نحن فيه وصدورنا خلو من النيات السيئة نحو الناس وقلوبنا تفيض بالتسامح نحو الجميع ثابتين في الحق كما يرشدنا إليه لله حتى نضمد جراح الأمة وعلينا أن نعنى بذلك الذي اصطلى بنار الحرب ونعنى بمن تركه من الأيامى والميتمين. وأن نعمل كل ما يهيئ لنا صلحًا دائمًا بيننا وبين جميع العالم. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|