|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-26-2011, 09:26 AM | #11 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
تسليط الضوء على وصول أصول القبيلة موطنهم الثاني: جَنْشَشِ، بعد موطنهم الأول: مدينة السوق:
وما كان من خير أتوه فإنـــــما**توارثـــه آباء آبائهم قـــبل
إن مما ينبغي التنبيه به، أن الأصل إذا طاب: طابت فروعه.. كما أثر، ويستأنس له بقوله ـ عز وجل: كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. قلت: فمن تأمل بعين الاعتبار، تأملات استنتاج معاني سامية لدى أهل السير والتاريخ والأخبار، يجد على ضوء ناره أسنى معاني جليلة في تاريخ آل السوق ـ حسب ما أفاض الله على أصولهم وفروعهم من المنن العالية، والمقامات الرفيعة الغالية. وهل ينبت الخطي إلاّ وشيجه**وتغرس إلاّ في منابتها النخل ولقد كانت فترة آل السوق في سوقهم الغني بالمجوهرات العلمية النفيسة، فترة لا أمتلك من حقائقها الجميلة التفصيلية شيئا، سوى درر من القرائن القوية في معرض الاستدلال، المجملة معانيها المتينة السامية بأصول من الأنصار والسادة الآل، حتى كأن عنهم يقول قائلهم قرنا بعد قرن: وإني من القوم الذين هم هم**إذا مات منهم سيـــــد قام صاحبه نجوم سما كلما غار كوكب**بدا كوكــــــب تأوي إليه كــواكـــبه أضاءت أحسابهم ووجوههم**دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه لأنها أصول كريمة نسبا وحسبا في صدر صلة مجالس العلم والفضل عاشت حقبة أزمنة من قرون، مزدهرة جملة بالعلوم الإسلامية على مستوى الفنون، من غير معرفة وصول شيء مفصل من تاريخهم خروجهم من موطنهم المشرقي الأول، ثم موطن الثاني المغربي قبل احتواء مدينة السوق لهم ـ بادئ ذي بدء ـ ثم عن معرفة تفصيلية عن تنقلهم بالتبحر في العلوم جيلا بعد جيل، إلى زمن استقرارهم في سوقهم العلمي الجليل. كما غاب عنا بالتفصيل دورهم الاجتماعي القديم المتين الجميل. ومن أي مدن مغربية ألقت عصا الرتحال أوائلهم على وجه الاستيطان بالتفصيل، ثم أقبلوا منها، متجهين مصرهم الكريم بهم ـ مدينة السوق ـ ملتقاهم العلمي القديم الأصيل العتيق؟؟ ومن أول من استضافته مدينة السوق كأول سراج منير بالعلم، وداع إلى الله بالنور المبين؟؟؟ ومن آخر من استضافته مدينة السوق من أصول السوقيين الأبرار؟؟ كل ذلك مما لا أعلم عنه شيئاً بالتفصيل، لعدم وقوفي عليه في دواوين أهل السير والتاريخ الجليل. ولست من أهل اليأس ـ ولله الحمد ـ ولعل ذلك مما سيكشف عنه الأجيال النجباء الأبرار بسلفهم، الذي كأن الحال يفاخر بهم فرادى: لنا قمر السماء وكـــــل نجم**تشير إليه أيدي المهـــــتدينا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فصبر جميل عسى أن يأتيني بهم جميعا. هذا ولما كنت حزنت حزناً شديداً على ما غاب عني من تفاصيل تاريخ مجد رعيل سلفنا الأول، قادني ذلك إلى محاولة رعاية ما في أيدينا على نحو قول القائل الحكيم: حفظ الموجود أولى من طلب المفقود. فلذلك جعلت من مهامي الهامة، البحث عن مواطن قبائل السوقيين، بعد خروجها من مدينة السوق؟؟؟ وكل موطن من نزل فيه من أصول تلك القبيلة؟؟؟ وخرجها منه إلى موطنها الحالي؟؟؟ فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده، حول استيطان هذه القبيلة الميمونة موطنها الثاني الأصيل، الذي ميزها بمجد أثيل، اشتهرت به في موطنها جنششي، حتى أصبح موطن فخر ومجد واعتزاز، منبثق من مجد أصولها السوق العلمي الأصل، حتى هذا المفرع المتفرع عن أصله، هو قائل البيت: لا تقل أصلـــي وفصـــلي أبدا**إنما أصل الفتى ما قد حــــصل فكان العلم الشهير، الشيخ آدَّ دِتّا الأنصاري السوقي، هو الجبل العلم الذي استقرت به جنشش على منصات الفضائل والشرف، إذ هو الذي نزل بئر جنششي ـ بادئ ذي بدء. فالشيخ إدََّ دِتّا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ هو جامع بيوتات الأنصار الجنششيين. فجَنْشَشِ إذن اسم بئر في منطقة شرق النهر، التي تبعد عن مدينة السوق العلمية التاريخية نحو خمسين كيلو متر. وهي قريبة إلى جنهان، بأقل من ذلك.... ثم شاء للقبيلة الكريمة أن تنتقل كغيرها في محيطها ـ في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق. كقبيلة ذات سيادة علمية ومكانة اجتماعية عالية، في تنقلاتها في مناطق محيطها إلى أن نزلت موطنها الحال غرب النهر ـ بانقيل ـ في زمن الشيخ آحمدْ والد الشيخ المعمر والد عمدة الترجمة. وكان في زمن الشيخ آحمد الآنف الذكر، الشيخ محمد آحمدْ... وهما ممن خرج من شرق نهر النيجر إلى غربه موطنهم ـ باقيل. ومنطقة ((بانْقِيلْ)) غرب مدينة تغارست، على بعد نحو عشرين كيلاً، على امتداد ضفة النهر الغربي، ولقد أصبحت بانقيل ـ ولله الحمد ـ قرية من القرى الكريمة بأهلها الأعيان في القديم والحديث.. بيض الوجوه مضيئة أحسابهم**شـــــــم الأنوف من الطراز الأول |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
09-28-2011, 08:40 AM | #12 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
جوهرة من جواهر مناقب كل جنشش الحسان العزيزة: وقد ورثوا مجداً أصيلاً مؤثـــــلا**لأهل الهدى منهم فنـــالوا الفـــخرا إن آل سوق العلم الغزير، والفضل الكبير، الذي بلغ ملغ أن يورثه الكبير منهم الصغير. هذا ولقد أصبح ذلك الميراث الكريم في التواتر المنقول، والمستفاض المشاهد على الفروع بعد الأصول، والشهرة الجليلة عنهم ـ ولله الحمد والمنة ـ أن صار كجزء إرث مقسوم، نفيس عزيز معلوم، كميراث عيني كريم لأبنائهم الكرام بكرم أصلهم البررة بفعالهم الحسنة في ديننا الحنيف العظام. فمن هذا الباب، وهو باب حسان المناقب، العلية المراتب، كنت في البحث عنها بين مظانها في القديم والحديث، ولقد ملكني الحزن عنها بعد القصور عن الوقوف عليهما خاصة مناقب القدماء السوقيين من الرعيل الأول، الذي بلغ بي شدة الأسى على فقدانه الحزن المليم، وإن كنت لأرجو أن يسعد ـ ولو بعد حين ـ بكنوز دررها، راجين ثواب من حزن على جوهره الكريم، الذي طالما تبيض عنه عينا الحازن الكريم وهو كظيم. فمن تلك المناقب الجليلة العزيزة، المتوارثة جيلاً بعد جيل: الشجاعة، المحمودة في شرعنا المطهر، على أنواعها الكثيرة الجليلة التي منها: الشجاعة في قول الحق، التي بلغت بجماهيرهم مبلغ من لا تأخذه في الله لومة لائم، ولقد صدق المستشرق صاحب كتاب: الكنتة الشرقيون، حين وصفهم: بوعاظ الطوارق. ليسلط الضوء على معاني سامية من مواقفهم الوعظية لعامة الطوارق، وخاصتهم السادة.. ومن الأمثلة السائرة في شدة شجاعة أصولهم وفروعهم، ما أورده البرتلي: بقول ما ملخصه: سيدي محمد الأمين السوقي: ظهر نفعه، ونفع في القريب والبعيد، وبالفصل بين المسلمين بالعدل، ولا يكتب الحكم إلاّ بأساس على القرآن والحديث، ثم القواعد والفروع، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يستحي من أحد ما في الشرع من هينه ولينه. ولا يطلب الرشا ولا يقبلها، وربما أفشى سر من أراد إعطاءه شيئاً، ويقول له: تريد أن تعطيني أعطه لخصمك، على رؤوس الأشهاد. وإليه انتهت رياسة الإفتاء والقضاء في قطره. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ص149-150 قلت: هذا غيض من فيض. من شجاعتهم في قول الحق، والنصح الأحق، ثم حدث في هذا الباب ، ولا حرج ـ ولله الحمد والمنة. لا يكذب المرء إلا من مهانته**أو عادة السوء أو من قــــــلة الأدب فإن تعجب فعجب أمر من يستنبت عروق المجد بماء الفرية على الهواء، ويتعامى عن الأنوار الساطعة تارة وتارة يطفيها بدلاء مملوءة هراء. من ذلك ما وصفته من الجبن النكرة غير المقصودة بالنداء، حين وصفت بها آل سوق الشجاعة والبسالة في معرض الحق النجباء. وتزملت ببجاد موروث عن أخزم، إنها شنشنة المساوي مما عم بها وطم، يتوارى أهلها من سوء ما طوى فيه وانطوى عليه في قعر حصون ضلال مشيدة بمين مبين، حين ادعت الجبن الحسي والمعنوي في آل سوق المكارم النبلاء الميامين. إن آل سوق المجد البازخ، والشرف الشامخ، معلوم شجاعتهم كما مر، وخاصة في ميادين القتال المشروع، الذي بشجاعتهم المعنوية الجليلة مشفوع. قال محمد الطيب: ولقد عرف الليبيون في مناطق فزان الفقيه السوقي، الذي ساهم في الجهاد ضد الطليان. موسوعة القبائل العربية 3/699 محيلاً النقل إلى كتاب: معارك الدفاع عن الجبل الغربي ـ للدكتور القشاط. أخي القارئ الكريم هذا رجل واحد من آل سوق الشجاعة المشروعة، الذي بلغ في الشجاعة الشرعية أن شارك في الجهاد مع إخوانه المسلمين هناك في مناطق، قد لا يوجد غيره من القبائل السوقية فيها، ومع ذلك بمفرده انضم إلى المجاهدين الأبطال ببسالة منحته وسام الشرف القتالي تحت راية الجهاد. كيف لا، وهو ممن يعلم ـ لأنه من العلماء كما وصف به ـ وعادة أهل السوق: وينشأ ناشئ الفتيان فينا**على ما كان عوده أبوه فهو إذن من أهل العلم، عموما وخصوصا بعظم ثواب تلك الشجاعة، ببذل نفسه العزيزة بصنيعه الراجي جزاء ما وعد الله من الوعد الكريم المحكم بقوله ـ جل في علاه: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.. لبعض جيفة كلب خير رائحة**من كذبة المرء في جد وفي لعب والآن لنا الشروع في تلك المنقبة المتعلقة بمآثر من مناقب: قبيلة كل جنشش في معرض الشجاعة المشروعة. وهي أنها من قبائل السوقيين التي شاركت في الجهاد بنفس ضارية في قتال أعداء الله أيام الاستعمار الفرنسي ـ: دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها. فكان ممن استشهد من رجالاتهم المناضلين الأفاضل. ** الشيخ الشهير آمْغارْ بن آحمدْ بن محمود بن محمد بن محمد البشير... ** شيخ آخر لم تسعفنا به ذاكرة التاريخ... وللشيخ آمغار الآنف الذكر قصة بطولية بنفس صابرة عزيزة بمعنويات مجاهد بطل عظيم، وتلك القصة الرائعة: هي أنه سمع رجلاً يبكي حين وقع أسيرا هو ومن معه في يد النصارى، من شدة تعذيب النصارى لهم، فقال له الشيخ المجاهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي: لا تبك، اليوم لا ينفع فيه البكاء. واستشهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي في المواجهة التي وقت بين النصارى والمسلمين في حصن ((مَنَكا)) الشهير بقيادة السلطان المجاهد فهرن بن الأنصار سلطان الدولة الطارقية بسيادة قبيلة إولمدن، قبل الاستعمار الفرنسي الظالم الغاشم... حسب الكذوب من البلــــــــية**بعض ما يحــــــكى عليــــــــه فمتى سمعت بكـــــــــــــــذبة**من غيره نسبـــــــت إليـــــــه أورد إبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، ما ملخصه: العلامة المجاهد المدرس بالمسجد النبوي الشيخ الطيب الأنصاري.. من العلماء الأعلام المقتدى بهم، وقد قد نزح إلى بلاد المغرب، واستقر ببلدة تسمى: بلد السوق.. عندما احتلت فرنسا الغاشمة بلادهم عسكرياً، قاوموها بما في إمكاناتهم من عتاد غير مكافئ مع عتاد الغزاة الطغاة. ولقد استبسل المترجم في إحدى المعارك الكبيرة التي خاضها المواطنون في سبيل الله، ثم دفاعا ضد الجيوش الفرنسية الغازية. فامتطى الشيخ فرسه، وعبأ بندقيته، وأغار مع المغيرين على سلاح المدفعية الرابض في خَبتَ هناك، وسلط هؤلاء عليهم قنابل مدافعهم المدوية، وحصدوا منهم نفراً استشهدوا في سبيل الله، وقتل المجاهدون من وصلت إليه نيران بنادقهم، ونصال سيوفهم، ورماحهم من الفرنسيين، وأصيب فرس الشيخ بعيار ناري، سقط هو عنها، بعد أن أصيب بعيار ناري في لحمة ساقه، فوقع مضرجا بدمائه، فوثب إليه صديق، وسرعان ما حمله على فرسه، بين أزيز الطلقات، ودوي القنابل، وأنقذه الله به.. المصدر: المبتدأ والخبر لعلماء القرن الرابع عشر..5/134-136. ط: دار العاصة. لي حيلة فيمن ينـــــــــــــــــــمّ**وليس في الكذاب حيـــــــــــلة من كان يخلق ما يقــــــــــــول**فحيلتي فيه قليـــــــــــــــــــلة أخي القارئ الكريم إن السوقيين في القتال المشروع، لهم من فرسانه الأبطال، وهم أبعد الناس في اقتتال جاهلي الذي يقع بين داخل المجتمع الإسلامي، الذي يقع غالباً مبلغة في الحمية حمية الجاهلية. والسوقيون ـ ولله الحمد ـ ممن يأبى عليهم مقامهم العلمي الجليل، كغيرهم من علماء المسلمين القادة في الفضل والخير، والتقوى والورع.. فالسوقيون في أفقهم هم القدوة العلمية النزيهة الجليلة التاريخ الحسنة، فهم الحكام في القضايا الإسلامية بين الأنام، وهم الوعاظ، وهم القضاة، وهم المفتون، وهم المعلمون، وهم المذكرون بوعد الله ووعيده في محيطهم، وهم أعلم أهله على الإطلاق جملة بقوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. فبأي وجه يحل لهم قتال أحدهم شخصاً مسلماً نقلا وعقلا، فضلاً أن تتبجح به قبائلهم المربية أجيالها على أجل ما تتضمنه المعاني الجليلة في قول القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثلـــــــــــه**عار عليك إذا فعلت عظــــــــــــيم فبما بالك بعظائم العار، وهو خلق سوء، التي صح في عظم جرمها، قول من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى: القاتل والمقتول في النار. وما عدا خلق السوء في شجاعة السوء، يطالب المفتري على السوقيين المدعي بدعوى باطلة: بقاعدة: ((إن كنت ناقلاً فالصحة ، أو مدعياً فالدليل)) هذا وإن السوقيين من أجل كبار الرجال الأعلام الأعيان، الذين برزوا بروز الأبطال الشجعان، الذين تفننوا في ميادين الشجاعة المشروعة إبان الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، في المعارك التي وقعت بين الاستعمار وبين المجتمعات في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق. إذ من السوقيين: · من خاض تلك المعارك الجهادية، فكتبت له السلامة، وإن لم يسلم من الجروح، كما وقع للشيخ العلامة محمد الطيب الأنصاري السوقي اليحيوي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ الآنف الذكر... · ومنهم من أسر ثم استشهد كما وقع لبعض من تقدمت الإشارة إليه من أعيان السوقيين الجنششيين ـ رحمهما الله رحمة واسعة. · ومنهم من أسر ثم نجاه الله من موت متحقق، كما حصل لوالد ربيعة الرأي السيد البطل محمد آحمد ـ الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة. الذي لم يكن معروفاً بلقبه: إينْ تَمَلْمُولي. لأنه حديث، وله قصة جليلة، مختصرة فيما يلي: وهي أنه شارك في معارك جهادية شرق النهر، فأسر ممن أسر من السوقيين وغيرهم، ثم يسر الله له الانفلات من قبضتهم، عند ذلك غير اسمه: محمد آحمد ـ إلى إين تملمولي، تضليلا لجواسيس الاستعمار الذين يبحثون عنه، وهم في أثره، فهم يسألون عنه من يسألون باسمه: محمد آحمد. والمجتمعات التي يمر عليها لا يعلمون عنه إلاّ اسم: إين تملمولي الذي أخبرهم به، فعجز الاستعمار عن الحصول عليه، حتى بلغ موطنه سالما من موت متحقق، فبقي عليه اسم: إين تملمولي لقب شرف، طغى على اسمه الصريح. كما أفدني به شيخي ربيعة الرأي نجله عبد الله ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. · ومنهم من سجن وأهين، كما وقع للشيخ العلامة محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله رحمة واسعة. إنه ممن سجن، حينما أفتى وحرض بالجهاد ـ بادئ ذي بدء ـ بعد أن ألقي القبض عليه وأودع في سجن هُمْبَري أيام كان الحاكم الفرنسي فيها قبل أن تتحول إدارته إلى تغارست... جهلت فعاديت العلوم وأهلها**كذاك يعادي العلم من هو جاهله وهناك من حقائق شجاعة السوقيين الشرعية ما لا يحصى كثرة، وموضع ذكر نماذج رائعة منها بالتفصيل ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء ـ في سفر خاص بمقاومة مجتمعات مضارب الطوارق الاستعمار الفرنسي بعنوان: إعلام الحاضر والباد بمقاومة السلطات الطارقية الاستعمار الفرنسي برفع راية الجهاد. يعيش المرء ما استحيى بخير**ويبقى العــــــــود ما بقي اللحاء فلا والله ما في العيش خـــــير**ولا الدنيا إذا ذهـــــــب الحـــياء |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-28-2011 الساعة 06:15 PM
|
10-01-2011, 09:20 AM | #13 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
تراجم بعض أعيان علماء كل جنشش: أقول ـ بادئ ذي بدء ـ مقالة صاحب: درر العقود..:
في قوله: وبعد: فإني لما ناهزت من العمر الخمسين، حتى فقدت معظم الأصحاب والأقربين، فاشتد حزني لفقدهم، ونغص عيشي من بعدهم، فعزيت النفس عن لقائهم بتذكارهم، وعوضتها عن مشاهدتهم باستماع أخبارهم، وأمليت ما حضرني من أنبائهم في هذا الكتاب، ومن ذكرهم فطاب. المصدر: درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة 1/61. ط: دار الغرب الإسلامي. هذا شأن أرباب القلم الوفي للقرابة والأصحاب، خاصة إذا كانوا من الأعيان الأعلام من أولي الألباب. فما بالكم إذا كانوا سلف رجل من جماهير العلماء ـ حسب أهل كل عصر إلى عصر البحث عن الذهب الخالص، من ممتلكات ذلك البيت السوقي الشريف بالعلم والفضائل، والمكرومات. بيت ينمى شطر فخره إلى من:تبؤوا الدار والإيمان... وشطره الآخر الفخري بمن تتناوله معاني قول القائل: ما عذر من ضربت به أعراقه**حتى بلغن إلى النبي محمد أن لا يمد إلى مكارم باعــــه**وينال غايات العلى والسؤدد مترقياً حتى تكون ذيولــــــه**أبد الزمان تمائما للفــــــرقد فكيف بمن أكرم بيتهم بالنسبين الشريفين أين مجرة الثريا عن مجرة كوكب بيتهم الساطع بذلك النسب الكريم، نجم علم تهتدى به خلائق أفقهم، وحفظاً به لدين الله أن يندرس فيجد الجهال أنفسهم في أرض يضلون ويضلون.. طلب المحروم للعلم سدى**ليس للأعمى على الضوء هـــــدى فكان من المنن العالية، والنعم الغالية، التي حسد الحاسد آل سوق العلم حين حسد، ما شرف الله به السوقيين منذ القدم إلى اليوم بالعلم الغزير، فسود القرطاس الكثير، بما مثله ما قاله القائل الناصح: لا تعرض على الرواة قصيدة**ما لم تكن بالغت في تهذيـــــبها فإذا عرضت الشعر غير مهذب**عدوه منك وسواساً تهذي بها يا ليت المعيدي ليته أخفى كثير مما في قراطيسه، نثراً ثم أبدل ما بقي حين يبديه نظماً من وساويسه. أو لا يعلم أن آل سوق العلم ما زال فقراء أثريائه بالعلم، أغنياء في كثير من في الأسواق العلمية العالمية الشهيرة بالعلم، سواءً في أسواق العلم في المشرق، فضلاً في المغرب الذين هم من قطره المشرق. من يتأمل كتب التراجم ير أعيانهم هم المذكورون في عداد ذكر أعلام العلماء في أهل أفقه، اللهم إلاّ ما كتبت يده من غير الفقه به. لكنما العلم فحل ليس يبلغه**سوى فحول من الرجال سادة غُوَر فبذلك عزت رتبة العلم، المنوه بعظم أجرها نصوص من الكتاب والسنة وما أثر عن السلف الصالح... أورد العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي ـ رحمه الله تعالى: قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما: العلماء فوق المؤمنين بسبع مائة درجة ما بين الدرجتين مائة عام.. وعنه ـ صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. وحسبك بهذه الدرجة مجداً وفخراً، وبهذه الرتبة شرفاً وذكراً، فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك الرتبة. المصدر: تذكر السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، ص 41-43. ط: دار الضياء. وقبل الشروع فيما نحن بصدده، نعرض بعض الأمثلة الرائعة من مقامات علماء آل سوق العلم الغزير، المعين العتيق الكثير: وأورد البرتلي في ترجمة الإمام عمر الولاتي الأحمدي، في مسرد من أجازه من العلماء، قائلاً قال شيخنا المذكور: وأجزته أيضاً موطا مالك بحق روايتي له عن شيخنا الفقيه سيدي أحمد المعروف بئاكّ الشيخ السوقي... وفي موضع آخر قال: قال وأجزت الإمام عمر أيضاً أن يروي عني كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، كما أخبرني به سيدي أحمد بن الشيخ السوقي.. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، 188-189 هؤلاء بعض أفراد علماء السوقيين في القديم، وقد ذكروا في معرض العلماء البحور الزخار بالعلوم خاصة في علوم السنة المطهرة، المعتنين اعتناء بلغ درجة أن يرويها عنهم أعلام عصرهم... وإن أحق الناس أن لا تلومه**على الشر من لم يفعل الخير والده وآل السوق الكبير الكنوز العلمية، العزيز المجوهرات الثمينة الكثيرة العلية، توارثوها جيلاً جيلاً، بدرجة أن يبلغ الابن درجة في العلم تجعله من الصعب بمكان الفصل بينه وبين والده، كما من شواهده التي لا تحصى، فضلاً أن تحصر، ما أورد البرتلي: في ترجمة سيدي محمد الأمين السوقي نسباً الجبيهي داراً ووطناً ـ رحمهم الله تعالى: سأل بعض الكبراء والده من معاصريه: أيهما أعلم؟ أعني صاحب الترجمة ووالده، فقال: لا أبلغ كعبي محمد الأمين. فتح الشكور...149 ومع ذلك فصاحب الدعاوى البهتانية الباطلة، اجتهد في أن ينال منهم ظلماً وعدواناً، تارة في نسبهم، وتارة في حسبهم، كما قيل في المثل المشهور: رمتني بدائها وانسلت. علماً أن هناك درجة دون البهتان المبين، وهو التماس العيوب إن وجدت ذكرها الباحث عن حتف أنفه، على ضوء من قال: متى تلتمس للناس عيباً تجدهمُ**عيوباً ولكن الذي فيك أكثر ولكن لما لم يجد المستند، افتعل ما يظن أن يجمع بين الجور وشر أنواع التدليس ـ الكذب المحض ـ فتجعله نقلة ما هب ودب هو المستند، الذي منه، ما أفك فيه حين وصف السوقيين بالمشعوذين، المتلبسين للعامة لباس العلم، وهم في الحقيقة عنده جهلة سحرة... ما أنت بالحكم الترضى حكموته**ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل قيل لأبي حنيفة: في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهم رأس؟ قالول: لا، قال: لا يفقهون أبدا. تذكرة السامع...136 تصدر للتدريس كل مهوس**جهول تسمى بالفقيه المــــدرس لقد هزلت حتى بدا من هُزالها**كُلاها وحتى سامها كل مفلس فما هذا الظلم بالتقول المتنوع، وما هذا الجور من المفتري المتفنن ـ سبحانك هذا بهتان عظيم، وقول أفاك أثيم. ((إن كنت ناقلاً فالصحة ، أو مدعياً فالدليل)) إن بإمكان من يبني بيت مجد لنفسه، إن صادقاً فهو أهل له، وإن باطلا فويل له، كان مما ينبغي عليه أن يقر لجيرانه العلية حصونهم، المشيدة قصروهم الجميلة الجليلة بأملاكهم، ويبعد عن أن يروم ظلمهم شبراً، لكي لا يطوق بسعير الظلم... إذا شئت أن ترقى جـــــدارك مرة**لأمر فآذن جار بيـــــتك من قبلُ ما هذا الشذوذ الشاذ؟ من رمي آل سوق العلم الأبرار ببحور العلم المعينة الأنهار، الذين إن ذكرهم من يعلم عنهم شيئاً وكان من أهل العلم الصادقين أثنى عليهم بالخير، خاصة في جانب العلم، من غير ما يذكر شيئاً مما يعتد به في معرض القوادح، بل كل من ذكرهم ففي الثناء العطر، والصلاح والتقى والورع... كما تقدم في غير ما موضع نقلاً، وما لم يذكر مما هو مبثوث في مصنفات علماء المشرق والمغرب أكثر من أن يحصى، وأجل من أن يستحصى. فكم على الأرض من خضراء مورقة**ولـــــــيس يرجـــــــم إلاّ ما له ثمر وأن تعجب فعجب تفنن الباغي المعتدي في محاولة النيل من أعراض السوقيين، الذي بلغ به حين يعلم في قرارة نفسه بالشواهد النقلية والعقلية تقدمهم في العلم وتقادمهم فيه، كما يعلم هو ومن كان من أهل القلم العربي في أفق صحراء أسياد الصحراء أن السوقيين هم أعلام علمائها بلا خفاء، من هذه المعاني البعيدة الإدراك رماهم بالجبن لاشتغالهم بالعلم، وبعدهم سفاسف الأمور فضلاً الجاهلية، التي أخرجها مخرج صدق وأدخلها مدخل صدق في معرض ماناقب ما تناولته قراطيسه، فجهل أو تجاهل أن مقام العلم بأهله فوق أي اعتبار... العلم أنفع من تبر ومـــــــن درر**ومن لُجين ومن حمراوة الـــوبر ومن غواني خريدات منعــــــــمة**ومن غوان وأكواب على ســـرر أعز من رتبة الأملاك رتبــــــــته**ولم ينل فوقه فــــــخر لمختــــفر والعالمون بفضل العلم حكمــــهمُ**على الملوك جرى قهراً بلا نــكر فالآن آن لنا الشروع في ذكر بعض الأعلام من أعيان علماء كل جنشش، قديماً وحديثاً، حسب ما ظفرت به، مبتدئاً بالقدماء منهم، الذين ذهبت دهورهم بدرر تفاصيل أخبارهم التي هي خرزات من جواهر المآثر التي يتزين به سمط ترجمة العالم. من ذكر العلماء الذين تلقى في رحابهم العلوم، ومن تلقوا في رحابه العلم، وآثاره العلمية من منثور ومنظوم... وعلى كل حال فالخيرة فيما قضى الله، ولعل الله أن يحدث بعد عسر يسرا، فالذي ظفرنا به هو أسماء بعض علماء كل جنشش القدامى، وهم: *** الشيخ العلامة آحمدْ بن أبو يزيد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. عالم جليل... لم يدرك شيخي المؤرخ عمدة النقل الشيخ رتبة ـ حفظه الله ـ من أخباره إلا ما ذكره من أنه من شيوخ علماء القبيلة القدامى جدا... *** الشيخ العلامة محمد آحمد بن محمد بن محمد البشير بن محمد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. عالم جليل... لم يدرك أيضاً من أخباره إلا ما ذكر لأنه من شيوخ علماء القبيلة القدامى جدا، أيضا... *** الشيخ العلامة محمود والد: محمد آحمد بن محمد بن محمد البشير بن محمد الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر. عالم.... *** الشيخ العلامة داود بن محمد بن عياض الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر. هو أيضاً عالم من علماء هذه القبيلة الشامخة في النسب والحسب.... وقيمة المرء ما قد كان يحســــــنه**والجاهلون لأهل العــــــلم أعداء |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-01-2011 الساعة 06:00 PM
|
10-03-2011, 08:19 AM | #14 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
ترجمة الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
مولده:
إن مما صعب عليّ تحديد ولادة هذا العلم الشامخ، لذهاب أقرانه من معاصريه، ولم يتسر أيضاً لي الوقوف على شيء مدون في آثاره، فضلاً عن ترجمة له نسوق منها ما نشاء من دررها... فبقي تقريب ولادته ـ رحمه الله ـ بأنه من المخضرمين بين القرن الثالث عشر الهجري، والرابع عشر، كما تفيده سنة وفاته الآتية ـ بإذن الله. شيوخه: إن ما قيل في الولادة، يقال أيضاً في نشأته العلمية، خاصة في جانب شيوخه الفطاحلة الأعلام، إلاّ أن من المعروف أن السوقيين من العلماء قبيلة قبيلة ـ ولله الحمد ـ من قرون عديدة، إلى حين كتابة هذه الأسطر ـ اللهم زد وبارك تلك المنقبة العلمية في عقبهم. فيكون من المحتمل أنه درس على أيدي شيوخ قبيلته الكرام من الأب وغيره، أو هو من المخضرمين في المشيخة بين مشايخ قبيلته، وبين مشايخ من قبائل السوقيين الأخرى. هذا هو الغالب، وهو أن لا يخرج الطفل السوقي في طلب العلم، إلى أن يبلغ درجة الفحولة في العلوم داخل قبائل السوقيين، ويتزامن نبوغه في العلم والفحولة فيه بلوغ الطفل السوقي سن الشباب، ثم يمضي في العلم يغوص في بحاره، ليمد سوقه العزيز بمزيد من كنوز درر العلم ما شاء الله على علماء الآفاق كالإجازات العلمية، وما في معناه لا غير.. قال البرتلي عند ترجمة: الطالب سيدي أحمد بن البشير الكلسوكي ـ أي: السوقي ـ رحمه الله: نشأ ـ رحمه الله ـ في بلد السوقيين بلاده، قدم أروان، وهو ابن خمس وعشرين سنة.. أخذ الورد عن سيدي أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد الرقادي. وأخذ القراءات السبع عن الشيخ سيدي الأمين بحبيب الجكني، وسيدي إبراهيم بن الإمام العلوي ـ رحمهما الله تعالى ـ وأجازاه. وأخذ روايات: البخاري، ومسلم، والشفاء، والخصائص، إلى غير ذلك عن القاضي سيدي الوافي بن طالبن الأرواني، وأخذ التفسير أيضاً في أروان. فتح الشكور...54 تنبيهان لطيفان: التنبيه الأول: خطورة أمر البدع.. إن فشو البدع في المجتمع الإسلامي أصبح من الداء العضال، وزاد الطين بلة أن قد أحدثت من قبل بعض أهل العلم خاصة من أشرب حب الإحداث ليهتدي به من الضلال. وما انتفاع أخي الدنيا بناظره**إذا استوت عنده الأنوار والظـــــلم من ذلك الإحداث في معرض الأذكار، الذي التي تظاهرت نصوص الكتاب والسنة بما لا يتخيل أن يتجاوز التعبد به إلى أذكار مفتعلة إلاّ هالك ـ نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ولقد بلغ الإحداث ببعضهم ما حقيقة الورد به، هو ما قاله محمد المنتصر الريسوني المغربي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في قوله: إن الممارسات الطُّرقية ـ الصوفية ـ لكثير من البدع الضالة ـ في الحق ـ بجانب ما فيها من أجواء شركية كالتوسل بالأموات، وإيمان بعضها بأن الأوراد أفضل من القرآن... المصدر، كتاب: لا حلق للذكر البدعي في الإسلام، ص37. تحقيق: عبد الرحمن الجُميزي. ط: مكتبة دار المنهاج قلت: ولقد كان آل سوق العلم الغزير المعين، من المشتغلين بالعلوم الإسلامية الشريفة المحضة، حتى غزت بعضهم الطرق الصوفية عن طريق علماء الآفاق، كما تكفي الإشارة إليه في عدوى الرقادي الوردية ـ عفا الله عنهما. التنبيه الثاني: كل أرواني سوقي، وليس كل سوقي أروانياً.. قلت: إن بينهما عموماً وخصوصاً من وجه. فأي مجد إلاّ وقد ناله آل السوق، الذين ما إن نزلوا في موطن واستوطنوه ـ بادئ ذي بدء ـ إلاّ ويعرف بهم كعلم شامخ ليصبح موطن أنهار علم، وبحور خير الجواهر. فإروانيون هم قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف، عندهم، وعندنا، بل عند غيرنا، قديماً وحديثاً أيضاً. من ذلك ما قاله البرتلي، في قوله بعد كلام له: طالبن بن سيد أحمد بن آدَّ السوقي الأرواني... فتح الشكور...115. ولعلي ـ بإذن الله تعالى ـ إن طال بنا العمر، أن ييسر الله لنا زيارة هذه القبيلة السوقية العلمية الإروانية المكرمة، لنتشرف بتلك الزيارة، ثم لنشر ما نتطلع الوقوف عليه من المسك الزكي الفواحة قواريرها اللؤلؤة الحصينة الكثيرة المرصوصة في متاجر سوقنا الرفيع العماد، القديم الأمجاد. فيا عجباً أمر الباغي صاحب الافتراءات: على السوقيين علماء أفقهم المشاهير في بحور العلم كالأعلام. هذا وإن الإنسان حين يطغى يستحوذه الشيطان بالغرور، حتى يتخيل له أن على شيء حسن، بل في غاية الحسن عند من لم ينصحه بأن الأمر عكس ما يتخيله من القبح والسوء: كل امرئ حسن في عــــين والده**والخنفـــــساء تسمي بنتها القمرا إنه بالفعل قد جار المعتدي بمين تحت لقب علمي عصري استند بدعوى ادعائه، ليتحصن بحصن مسمى ركنه غير شديد بل من الركن الضعيف، وقد غره حب البطش بوجود آل السوق أجمع بمخاليب سوء لا تبقي ولا تذر، فكان أمره كما قال القائل: دعوى إذا حققتــــــــها ألفيتــــها**ألقــــاب زور لفــــــقت بمـــــحال |
|
10-05-2011, 09:18 AM | #15 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
طلابه ـ رحمه الله: فعش بعلم تفز حيـــّاً به أبــــدا**الناس موتى وأهل العـــــلم أحياء
قلت: هذا البيت ضرب السوقيون في تحقيق معانيه في أرض الواقع أروع الأمثلة، ولقد كانت حياة آل السوق حياة علم، حتى أصبح اسم: السوقي ـ الذي هو: أَوَسُّوكْ ـ لقب علم عند كثير من العامة، في مضارب الطوارق، فيطلقه الكثير من العامة على كل من يتصف بالعلم، ولو كان من غير قبائل السوقيين... وقد حاولت إقناع بعضهم بأن: أوسوك اسم مشتق من اسم قبيلة: كل السوك ـ التي قد يوجد فيها من لا ينطبق عليه اسم العالم حقيقة، الذي يتضمنه مفهوم إطلاقكم به في معنى العالم، فالعالم صفة من كان ذا رتبة متميزة في العلم، وأوسوك نسبة إلى اسم قبيلة: كَلَ السُّوكْ ـ أهل السوق ـ باللغة الطارقية.. فمنهم من يقتنع مع جهله الفرق بين تلك المعاني السُّوكِية المجملة، من بياناتها المفصلة. فصار اسم أوسوك ـ السوقي ـ لقب علم عندهم بالغلبة.. قلت: ولو أوتي أولئك العوام حظاً من المعرفة لجادلوني بقول الشيخ الكبير الكنتي ذلك في قبائل السوقيين بقوله: لكل أناس حرفة عــــــــــرفوا بها**فحرفتكم نشر العلم كمــــا يدرى ولو نطقوا جدلاً لدوا افتراض: وجود آحاد من السوقيين لم يبلغوا رتبة حقيقة العالم، مع ندرة ذلك في كثير من أهل القرون من أسلافنا. لقالوا أليس من القواعد العلمية: الحكم على الغالب. ولا سيما الذين هم من أسباب أن لم يستحق من لم يبلغ رتبة العالم عندهم، فيوصف باسم العالم في تلك العصور، كان من أسبابه كثرة العلماء في السوقيين الأفذاذ في العصور السالفة. ومن الأشباه والنظائر ما أثر عن العز بن عبد السلام، مما معناه: أنه كان ـ رحمه الله ـ في طواف فرأى بعض المخالفة من الطائفين، فينهاهم فلم ينتهوافلما انتهى من طوافه رجع ولبس لباس الفقهاء، ثم عاد إلى ساحة الطواف، فما إن نهى الطائف عن مخالفة من مخالفات لسنن الطواف إلاّ انتهى، فقال: ينبغي لأهل العلم أن يتزيوا بزي أهله. قلت: فإذا كان زي أهل العلم لدى أممه يبلغ في الشهرة على أهله أن يكون أمارة كافية للاعتراف بمن تزي به أنه من أهل العلم: فعكساً استعمل تجده سهلا. في لقب: أوسوك ـ السوقي، وما في معناهما باللسان العربي والطارقي الناطقين بجلالة مآثره العلمية... ولو كنت بواباً على باب جنة**لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل خاصة أن قبائل هذا اللقب، بلغت حداً عظيماً في التفاني في طلب العلم، الذي خرج بهم اجتهادهم فيه، أن صار لقبهم كلقب علم: لا يمتري فيه الصحيح المعرفة. ما الفخر إلاّ لأهل العلم إنــــــهمُ**على الهدى لمن استـــهدى أدلاء فمما لا شك فيه افتخار السوقيين بالعلم دون سواه، كما من أمثلته السائرة، قول الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ كما في قوله: ولا أرى غير التعلم الحسب**لكنني من ضئــــضئ ابن المنتخب فكان نشأة حب السوقيين للعلم وطلبه، هو شنشنتهم، صاغراً عن كابر، إلى وقت قريب، وما زال الأمل بارقاً في الشباب السوقي ـ جعلهم الله جيلاً جيلاً حملة لعلم والهدى إلى أمم عصورهم على الوجه الذي يرضي بنا ـ جلّ في علاه. ولقد قدموا أصدق معاني المعانات في سبيل طلبه، حتى أصبح طلب العلم عنهم: أشهى من العسل. كما تظاهرت آثارهم المنثورة والمنظومة في بيانه تارة وتارة بإشارات، كما قال أحدهم الشيخ العلامة محمد الامين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ في قصيدة منها، قوله: وهسهست الليالي قدر جهــــــدي**بلا ملل لدى غمنا الرئـــــيس يمج النحو لي والتصريف مـــــجا**أنيقاً من عوالي غدير قوسي فهذا سبيل القوم، الذين لم يكن ما نالوه من المكارم العلمية العالية ما شيبه إن تتبعته بعلم تجده كمنامات النوم. فالآن آن الشروع في مسرد من تلقى العلم من العلماء الأعلام في رحاب: الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. منهم: * الشيخ العلامة عيسى بن أَيّادْ الجنششي الأنصاري السوقي من بيت هَتاتا ـ رحمهم الله... قرأ عليه جمع الجوامع، والنحو واللغة.. * الشيخ العلامة خَلْمَتّا الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. قرأ عليه النحو، والفقه، والمعاني، والأصول. * الشيخ آحمدْ الملقب إِسَنْقَدْ ابن يوسف بن محمد بن عياض بن بدر الدين الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، والخلاصة، وخليل، وشرحه الدسوقي. · الشيخ بن عبد الله بن حَمّا بن محمد المختار بن هَمّاهَمّا بن المبارك الملقب آدَّ دِتّا الجامع لقبيلة كل جنششي الأنصاري السوقي ـ رحمه الله. قرأ عليه: المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب، والخلاصة، ورسالة ابن إبي زيد القيرواني، ومختصر خليل، وشرحه الدسوقي |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-05-2011 الساعة 08:19 PM
|
10-08-2011, 09:20 AM | #16 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
مناقبه ـ رحمه الله: إن مناقب السوقيين جملة مناقب جميلة وجليلة، لا تعد ولا تحصى، فضلاً عن مناقب أفراد أعيانها الكثيرة الحسنى، فهي تفصيلاً مما لا يستحصى. فكان المترجم له، ممن رزق الدرر الحسان في ذلك، وإن انقرض عصر العلم بها، إلاّ أن ما بلغنا من شعاع نضارها يغني في معرض الإشارات غناء ما ظفر به من المنقولات، وهي: أن صاحب الترجمة كان بدراً من بدور زمانه، الذي بلغ في جلالة قدره العلمية، أنه ـ رحمه الله: هو قاضي أفقه من تغاروست إلى تمبكتو.. وكان من العلماء الأجلاء، المثنى عليهم بالصلاح والورع، كما أثنى عليه بذلك الشيخ العلم المعمر والد المنقول عنه ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف... هذا ما أدركنا من درر المناقب الحسان، التي بلغت في الكثرة الكاثرة المتواترة جيلا جيلا لدى آل السوق العلم والفضل نظماً ونثراً عند العلماء الأجلاء من أهل المعرفة الكبار ممن يعرف أفراداً منهم فضلاً عن قبائل لرجالات السوقيين العلماء الأبرار فيصفونهم بأنهم من أهل القدم الصدق في المآثر الحميدة الجليلة، من التبحر في العلوم، ومكارم الخلق، والزهد والورع والقوى... على نحو ما ذكره البرتلي عن أحد أسلافهم: سيدي محمد الأمين السوقي نسباً الجبيهي داراً ووطنا ـ رحمهم الله: وكان لا يلتفت إلى كبير إلاّ بالاستقامة، وكان كثيراً ما يقول: ميزان الشرع امتثلاً واجتناباً بأيدينا، وهو الفصل بين الناس والمعيار.. ويمازح قليلا تلامذته بطرح المسائل وباللحن الخفي، ويلاعب صبيان أقاربه صلة ـ وصله الله تعالى. فتح الشكور...151 درر الفوائد: الدرة الأولى: حسن ما يتمع به سلف السوقيين من مكارم الأخلاق المرضية المؤصلة.. الدرة الثانية: اهتمام ذلك السلف الكريم بالعلم والهدى بالعمل بعلمهم، لأن عدم عمل العالم بعلمه جرم كبير، كما قال قائلهم: وعالم بعلمه لن يعمــــــــــــــلا**معذب من قبل عباد الـــــــوثن فكل عالم وقف بعلم على حق فإنه لا يجوز له العمل بما سواه، وإن كان على خلافه من لا يحصى كثرة من الخاصة والعامة، إلاّ في معرض الضرورات التي تبيح المحظورات... العلم قال الله قال رســـــــــوله**قال الصحابة هم أولو العــــــرفان وما أحسن ما كان الإمام ملك ـ رحمه الله ـ ينشده: وكل خير في اتباع من سلـــف**وكل شر في اتباع من خــــــــلف الدرة الثالثة: كون ذلك السلف الكريم بمنن لا تعد ولا تحصى، التي منها: أنهم مصدر تلقي طلبة العلم عنهم العلم جيلا جيلاً، وتفننهم المتميز باستعمال سنن العلماء في التدريس التي منها ترويض طلبة العلم على فهم العلم بمثل ما في هذا النقل، كما قاله الإمام السيوطي في ألفية مصطلح الحديث: واختمه بالإنشاد والنــــــــــــوادر**ومتقــــن خرجه للقــــــــــــاصر الدرة الرابعة: ما يتمتع به ذلك السلف الجليل العلم والفضائل التي منها صلة الرحم، التي بلغت أن يلاعب أسود غابات العلوم والفنون والمكارم العظام أطفال السوقيين صلة بسلفهم الكرام، وخفض الجناح بأفراخهم صقور العلم في جو سماء المعرفة عصرا عصراً، كما من شواهده ما أثر عن السوقي الجبيهي نفسه ـ رحمه الله ـ قال البرتلي: ووافق اشتغاله بالتعليم زمن الفتن والحروب والغلاء وتراكم الأهوال بوجوه، فلم يشغله ذلك كله عن التعليم، بل جاهد مجاهدة حتى فتح الله ـ ولله الحمد ـ وتصدر للتدريس من صغره في الفنون.. فتح الشكور...149 حقاً إن ادعى ابن أم كلثوم دعواه: إذا بلغ الرضيع فينا فطــــــــاماً**تخر له الجبابرة ساجـــــــــدينا فإن السوقيين نالوا أصدق معانيه حقاً في العلوم الإسلامية الشريفة، ما يبلغ به الأمر أن يعتلي الطفل السوقي الكريم بالعلم عرش تدريس العلوم والفنون في صغره قبل البلوغ، وهي من المناقب المتوارثة جيلا جيلا، إلى وقت قريب، وما زال أمل ذلك بارقاً في الطفل السوقي إلى حين كتابة هذه الأحرف ـ ولله الحمد. لا تفرحن بتبرع ابني زيننا**بصوابه من قبل رشد يؤنس كما قيل في بعض من أدركناهم شيخي الشيخ العلامة زين الدين الإدريسي السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله... قلت: ومما يذكر من تلك المنن الباهرات، في حق بعض أهل عصرنا ما صرح الدكتور محمد سعيد القشاط ، حين قال في مناسبة ما في عاصمة الثقافات ـ الرياض ـ لها مناسبة تذكر في موضعها ـ بإذن الله ـ فقال ما جوهر درره، أن قال: عجباً من أمر السوقيين في التبحر في العلوم الإسلامية، وتصدرهم فيها، أن كنت تلميذاً لأعيانهم هناك ـ أي: في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ أيام كنت في جمع مادة الرسالة العلمية: الطوارق عرب الصحراء. وأنا اليوم تلميذ لشبابهم هنا.. وذلك حين عاين هو وغيره من الشخصيات العلمية الحاضرة من الدكاترة وغيرهم شيئاً من مهارات شباب السوقيين في ضروب من العلم والأدب والثقافة متميزة، ما جعله يستغرب تمتعهم بتلك المقامات العلمية الجليلة الملاحظة في عدد من مستوى من في سنهم. يا سليلي الكرام أنتم حمــــــــــــاة**ووعاة فعوا عهود اليـــــــــراعة
كما وصاهم به أحد سلفهم الأعلام الكرام الشيخ العلامة السلفي إغلس الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة. الدرة الخامسة: ما تتمتع به قبائل السوقيين من التفنن في العلوم على مختلف قبائلهم التي منها قبيلة: بوجبيها. فبوجبيها قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف عندنا وعندهم، بل وعند غيرنا كما في نقل البرتلي السابق الذكر. فنقول كما قلنا في الإشارة إلى قبيلة إروان السوقية، من أنه نرجو أن يمد في العمر بخير حتى نتمكن من زيارة قبائل السوقيين قبيلة قبيلة اللاتي منها قبيلتي بوجبيها وإروان، لنسلط الضوء على تاريخهما الجميل المناقب، الجليل المراتب... هذا ومما يذكر ويشكر للأستاذ الفاضل الأديب السوقي الخرجي النبيه الأريب ما قاله لي فيما نحن بصدده، أن أفادني بحديثه العزيز الصحيح كما في قوله: إذا مر عليك في الكتب نسب: الجبيهي، فاعلم أنه نسبة إلى: بوجبيها. وكانت تلك الإفادة المشكورة أتحفني بها ليلة الجمعة البارحة 9/11/1432هـ في منزله الكريم في الخرج، حين زرته فزارني الفضل والكرم، على موائد المحبة والمودة ولأنس، فضلاً عن كرم الضيافة من موائد الحيس، كأن أضلاع مشوي ذبحها أضلاع عجل ثمين حنيذ، ونحن في جو سعادة أخوي متينة ـ اللهم زد وبارك ـ إذا نحن بالشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرماء الأفاضل الأستاذ، ذلكم الشيخ عبد الأول نجل العلامة المحدث أحد أسلافنا البدور الأعلام الشيخ حماد الأنصاري ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. فازداد الأنس في أبدع معانيه، وانتقل بنا الحديث إلى الاستماع الشيق بما شنف مسامعنا به الشيخ أبو عبد الرحمن السوقي الخرجي، حين قرأ علينا بعض قصائد السوقيين، من ديوان الأدب ـ كتابه الذي هو كاسمه ـ: أنوار الشروق على بعض شعر شعراء أهل السوق. فكان مما شنف به مسامعنا قصيدة الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المَرْسِي، في رثاء الشيخ العلامة العلم الداعية السلفي عبد الله بن المحمود الأدرعي السوقي التِّيسِي ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ والقصيدة طويلة منها قوله: إن كنت أسلو فلن أسلو حياتي عن**قوت الفؤاد بَلالي نَهلتي عَللي إنسان عيني روحي أستريح به**وفي مريئي مثل الراح والعـــسل من أرضعته لبان المجد في صغر**عناية الله لم يطـــــبع على خلل بالمجد حنك لم يجرع تكالــــــــفه**بعد البلوغ فلن يلجأ إلى مــــلل وراودته المعالي قبل نشـــــــــأته**عن نفسه فرآها أول العــــــمل وساعدته مساعي النجح تقـــــذفه**حتى انتهى لجوار سيد الرسل هناك عاين إيقانا بــــــــــــــلا نبأ**عين الشريعة بالتفصيل والجمل دعجا الحقيقة تقذي كلما طرفت**زرق الأباطل في سهل وفي جبل الجود إن كان علقاً فهو جوهره**والعلم بحرا عميقا فهو عم وسل وهذا وقد مازج ذلك الجو الجميل الماتع بحديث في جلالة تاريخ السوقيين، لأنه تاريخ علم متنوع الفنون، فعاب الجميع ما أصيب هذا التاريخ من عدم الجمع له قديماً بل حديثاً، فكل أدلى بدلو من الاقتراحات النيرة التي منها قول الشيخ عبد الأول ـ حفظه الله ـ لو اجتهد في تصنيف كتاب مستقل بعنوان: فضائل السوقيين. فقلت له موافقة: إن لابن حزم كتابا باسم: فضائل أهل الأندلس. وهو كتاب تناول مآثر علمائها ممن تقدم ابن حزم، ومن كان من أهل عصره ـ رحمهم الله. فمضى في حديثه أي: الشيخ عبد الأول الشيق قائلا: ما كنت أعلم أن أحداً يستنكر اللقب السوقي إلاّ في وقت قريب جدا، قال ذلك في معرض عدم استساغته ذلك الإنكار... ثم مضى الحديث بنا إلى أهمية الكتابة في تراجم علماء السوقيين القدماء منهم والمتأخرين.. فكان مما أفادنا به ما صدر من ترجمة الشيخ العلامة العلم الشهير أبو بكر التمبكتي، ضمن تراجم قام بها طالب علم تشادي ـ شكر الله له. وكان هذا العلم من علماء السوقيين المشرقيين الأعلام الذين لم ينالوا ما يستحقون من الذكر الجميل في معرض التراجم في مصنفات المشارقة، اللهم سوى ذكر يسير جدا. ومثله في الذين قصر في حقهم الشيخ الداعية السلفي الجبل الشامخ عبد الله المدني ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر الذي من فضل الله على الأجيال ترجمة الشيخ العلامة حماد الأنصاري له المضمنة في كتاب الجموع لجليسنا الكريم الشيخ عبد الأول ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. قلت: فمما لا شك فيه أنه ما تجرأ من تجرأ على النيل من السوقيين إلاّ جهله المطبق لتاريخهم العلمي الجليل، أو لتجاهله لفضائلهم ودورهم العلمي التاريخي القديم والحديث الجميل. ولست براضي الجهل خدنا وصاحبا**ولكنـــني أرضى به حـــــــين أحرج |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-10-2011 الساعة 09:34 AM
|
10-10-2011, 09:08 AM | #17 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
وفاته ـ رحمه الله تعالى:
إن هذا العلم توفي ـ رحمه الله ـ عام 1929م. وكانت وفاته في موطنه بانقيل، ودفن في مقبرة بانقيل، وهو من رعيلها الأول ـ رحمهم الله جميعاً. لأن القبيلة بأسرها ما انتقلت من شرق نهر الجير إلى غربه إلاّ زمن دخول النصارى الغزاة صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق. فائدة لطيفة: وهي ما أتحفنا به كمداخلة كريمة ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله: أن جلّ قبائل السوقيين اللاتي انتقلت من شرق النهر إلى غربه، كان ذلك زمن دخول النصارى الغزاة صحراء أسياد الصحراء.. قلت: من براهين شواهده الساطعة انتقال هذه القبيلة المكرمة إلى موطنها الحالي غرب النهر بانقيل.. هذا وكانت من عادة قبائل السوقيين اتخاذ القبيلة مكاناً خاصاً للمقبرة كغيرها من الأمم، إلاّ أن مقابر السوقيين من لدن مدينة السوق إلى وقت قريب، مع عدم انقراضه تماماً، أنهم ينقشون أسماء المقبور على نوع من الأحجار المتسعة لمثل نوع تلك الكتابات، وأحياناً يزاد في المكتوب تاريخ وفاة المقبور، وفي بعضها تصدر بآت من الذكر الحكيم... كما يوجد ذلك في الكثير لأعيان مقابر مدينة سوق العلم الكبير، كما وقفت عليها أنا وجمع من أبنائها الأبرار، وقد صورنا كثيراً من ذلك، من ضمن نشاطات تلك الرحلة التاريخية من أبناء مدينة السوق إليها، المقيدة دررها في أرجوزة الرحلة المنشور جزء كبير منها في منتديات مدينتها.. وكنت ممن يعتني بزيارة مقابر السوقيين الشهيرة لأجل الوقوف على الأسماء المنقوشة على أحجارها، لفوائد تاريخية منها: · معرفة أسماء كثير من أربابها أعيان وعلماء القبيلة نفسها، ومن في معناهم من طلبة العلم. · الوقوف على أسماء بعض الأعيان من قبائل السوقيين الأخرى الشقيقة، الذين وافاهم الأجل في الزيارات الرحمية الكريمة، كما وجدت نموذجاً من ذلك في مقبرة: كَلْ وامي ـ المسمات: تِينَ الخير. وهي زيارة مصورة، كما زرت مقبرة: كَلْ تنغاكل ـ المسمات: دَبْدَبا. المصورة زيارتها.. على ضوء تصويرنا مقابر مدينة السوق، ومقبرة كَلْ: جُنْهان، ومقبرة الشيخ العلم الشهير محمد بن يوسف ـ إدَ إينْ تَكَرَنات ـ رحم السلف وبارك في الخلف. قلت: وفي الترجمة الخاصة بهذه القبيلة المكرمة، تحت عنوان: مهارات النحات في تطريز الديباج بمناقب ومآثر كَلْ تَكَرَنات. عندها تفتح قوارير المسك عن بعض أسماء الأعيان المدفونين في مقبرة الشيخ محمد بن يوسف العلم الشهير، وكل ذلك سيأتي ـ بإذن الله العلي القدير، نقلاً عن أحد الأعيان من القبيلة نفسها أحد رموز منطقة: أَكْرَنْبَيْنَتْ. ولكن القارئ الكريم صبراً جميلاً، إذ الترجمة الكريمة لعلها تتأخر نوعا ما، لأن عمدتي فيها وعدني زيادات، ولعل الرحلة المقبلة ـ بإذن الله ـ إلى هذه القبيلة المكرمة للظفر بتلك الزيادات، حينها نمتعكم بدررها الحسان، متاعاً حسناً ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء. ولعل القارئ المنصف ساعتها يقول كقول القائل: قدني من نصر الخبيبين قدي. هذا وما أحسن ما نستصبر به أنفسنا فيما نحن بصدده بقول القائل: ولم أر في عيوب الناس عيبـــــاً**من نقص القادرين على التمــــــام ورجوعاً إلى ترصيع ذكرى أسماء المقابر السوقية ـ رحم الله المستقدمين منهم والمسأخرين ـ أني لما كان الوقت عليّ ضيقاً جداً لظروف وقت الأمطار لم يسعفني الوقت بمشيئة الله النافذة أن أزور تلك المقبرة المسمات: مقبرة بانقيل. الزيارة التاريخية لمقبرة الجنششيين الجديدة، ولي نية بزيارتها وزيارة مقبرة موطنهم الأصيل: جنشش.. وأرجو هذه الزيارة التاريخية الآثارية أن تبلغ بقية مواطن المقبارات السوقية، لنظفر بمزيد من أسماء أربابها كي نمد الأجيال بسفر خاص تحت عنوان: إتحاف الأكابر بمعجم أسماء أعيان السوقيين المنقوشة على المقابر. إن شاء من بيده ملكوت كل شيء: وما ذلك على الله بعزيز. وهو رجائي نعم المولى ونعم النصير. فائدة توحيدية: هذا ومن أعمال الشــــــــرك**من غير ما تردد أو شـــك ما يقصد الجهال من تعظيم ما**لم يأذن الله بأن يعــــظما ثم الزيارة على أقســــــــــــام**ثلاثة يا أمة الإســــــــلام فإن نوى الزائر فيما أضمره**في نفسه تذكرة بالآخـــرة ثم الدعا له وللأمــــــــوات**بالعفو والصفح عن الزلات ولم يكن شد الرحال نحوها**ولم يقل هجرا كقول السفها فتلك سنة أتت صريحــــــة**في السنن المثبتة الصحيحة أو قصد الدعاء والتوسلا**بهم إلى الرحمن جل وعـــلى فبدعة محدثة ضلالــــــة**بعيدة عن هدي ذي الرسـالة وإن دعا المقبور نفسه فقد**أشرك بالله العظيم وجــحد لن يقبل الله تعالى منــــــه**صرفا ولا عدلا فيعفو عنـه إذ كل ذنب موشك الغفران**إلاّ اتخاذ الند للرحـــــــــمن معارج القبول بشرح سلم الوصول...ص412- 421. ط: مؤسسة الريان. وهي من المنظومات في التوحيد السليم النفيسة، وشرحه للناظم نفسه من أنفس شروحات كتب التوحيد على نهج السلف الصالح الرضي، فأوصي نفسي وجميع القراء بمطالعته واقتنائه، فهو من الكتب التي تناولها قول القائل: الحمد لله الذي قد نــــــدبا**لكي نميز البيع عن لبس الربا ومنّ للمؤلفين الكتـــــــــبا**تكشف عن الفؤاد الحــــــجبا إذا حجـــاب دون ضــــــــــــربا
|
|
10-12-2011, 08:38 AM | #18 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
ذريته ـ رحمه الله: إن المترجم له زرق من الذرية الكريمة من يذكر من أعيان القبيلة المكرمة.
· السيد الشريف محمد · السيد الشريف سيدي محمد. وأما السيد الشريف محمد ـ رحمه الله. فمن ذريته: الأخ الشريف الكريم محمد المحمود المعروف لدينا، القاطن في إنْتَهَقا الآن ـ حفظه الله. فهو ممن عرفناه بالعشرة الطيبة، والمودة الجليلة خاصة لأهل قرابته السوقيين، وكان منزله لأطيافهم منزل أنس ومحبة، بل لغيرهم كذلك لما يتمتع به من الفضل والكرم. ذلك أيام كان في الرياض ـ عاصمة المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله من كيد الكائدين. وأما السيد الشريف سيدي محمد ـ رحمه الله. فمن ذريته: الأخ الشريف الكريم عمر، وهو الآن عند حي الشيخ الشهير محمد بن هتاهتا السوقي الجنششي الأنصاري في طلب العلم ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. قلت: إن الأستاذ عمر ـ حفظه الله ـ ليذكر صنيعه الموروث في طلب العلم قول من قال: لسنا وإن كرمت أوائلـــــــــــنا**يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلـــــــــــــنا**تبني ونفعل مثل ما فعلوا هذا ومن نظر في اهتمام أجيال السوقيين قدماً في طلب العلم ـ والأمل بارق في خلفهم ـ والتفاني في التفنن فيه لينهل من إرث الأنبياء الكبير العظيم منهلا يجعله بحراً ذاخراً، بعد جهد جهيد، كما يوضحه لنا قول أحد أسلاهم الحميد: وكم رعى نجوم ليل وارتقب**ما ذاك إلاّ في خصائص العرب وكم طوى أحشاءه على سغب**وذاك من تأدابه على الطلب وكم مداد قد ألاق وكــــــــــتب**وكم يراع شجه وكم قصـــب فلذلك تجد الفتى السوقي تقذفه قاذفات الاجتهاد ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ إلى يم العلوم فيصبح إحدى جواريه المنشئات في بحر الفنون كالأعلام. فضلاً أن يرضى الأجيال النجباء، بالتخلي عن العلم وفنونه لغرض من أغراض الدنيا الدنية. إذ وما حسدنا حاسدنا إلاّ لتصدر آل سوق العلم الكبير في العلم قديماً وحديثاً. أورد البرتلي ما من مفاخر آل السوق قوله: الفقيه سيدي الأمين بن الحبيب الجكني ـ رحمهم الله تعالى ـ كان شيخاً عالماً فقيها فاضلاً..: أخذ القراءات السبع عن الشيخ العالم الصالح التقي سيدي أحمد بن البشير الكلسوكي ـ السوقي ـ وأجازه ـ رحمه الله. فتح الشكور..ص69 أتعلمون يا أبناء مدينة سوق العلم أنه مما اشتهر في فطر الشناقطة قولهم: العلم جَكَنِيٌّ. من تصدر الجكنيين فيه وتربعهم على عرشه في أفقهم. أو تعلمون ـ معشر السوقيين أنه مما اشتهر في أفقكم ما قاله الشيخ الكبير الكنتي عنكم: وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى. أو لم يكن سلفكم العالم الصالح التقي هو الذي نشر علم القراءات السبع على جو هذا العالم الجكني، المتوفى سنة 1108هـ لما التقى هذان العالمان العلمان التقاء الساكنين... ألم تر السوقي البار بسلفه وخلفه، كيف نثر الدر المكنون، من الدر المصون ـ القراءات السبع ـ هذه هي المناقب، بل ومن أغلاها: هي بحر غُص على حليـــــــــــــــــتها**فلآلي البحر ليست تنحــــــــــــــــصر هذا ومعلوم ما في علم القراءات من جلالة قدر العالم به، لما ينبغي أن يتمتع به صاحبها من التفنن في العلوم خاصة علوم اللغة، ليكون قادراً توجيه أيّ حرف منها، كقوله تعالى: وعبقري حسان. وقرئ: وعباقري حسان. أورد القرطبي ـ رحمه الله ـ ما ملخصه: قال الجوهري: العبقري موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن.. ثم نسبوا إليه كل شيء يعجبون من حذقه، وجودة صنعته، وقوته.. ثم خاطبهم الله بما تعارفوه، فقال: وعبقري حسان. وقرأه بعضهم: عباقري. وهو خطأ لأن المنسوب لا يجمع على نسبته. وقال قطرب: ليس بمنسوب، وهو مثل: كرسيّ، وكراسيّ، وبُختيّ، وبَخاتيّ. الجامع لأحكام القرآن 17/192-193. أو تظن أنت القارئ الكريم أن تمر على طالب العلم تلك القراءات المشحونة بكنوز من درر العلم، لم يستخرج يواقيتها لدى من يتلقى علمها لديه من العلماء، فضلاً بمواقف عالم فذ بعالم فذ كل يحدد مستوى صاحبه عبر ميزان علمي دقيق رصين.. لذا من لم يغبطكم يا آل سوق المجوهرات العلمية النفيسة بسلفكم الجليل البار بكم إن عرفكم، إن كان من أهل العلم الصالحين؟؟؟ أو يحسدكم ـ إن عرفكم ـ ظلماً وعدوانا إن كان من أهل الجهل الطالحين. قوم إذا ما حج عيسى حــــــــــــــجوا**وكلــهم حجـــــــهمٌ معـــــــوج فيظل عيساهم تارة يقلل من شأن منقبة فضيلة العلم... كضرائر الحسناء قلنا لها**حســــــــــــداً إنك لذميمـــــــة أو كما قال القائل. وحيناً آخر يرفع من شأن الجهالة وجهل الجاهلية ليزهد عن العلم ضعفة العقول ظناً أن في آل سوق العلم والدهاء سفهاء الأحلام، المكشوف اللثام عن ضيعة أدبهم ـ والعياذ بالله. إذ المجد القديم توارثــــــــــــــــته**بُناة السوء أو شك أن يضــــــيعا ولم يعلم أن السيف سبق العزل ـ ولله الحمد ـ كما قيل في المثل المشهور به الممثل. إذ جل أجيال السوقيين البررة ـ ولله الحمد ـ يتسربلون في العلوم قبل أن يجب على مثلهم ستر العورة المغلظة، من شدة صغرهم، كما قال أحد آبائهم ـ آباء صدق، وكان طفلا: ثيابنا إعرابـــــــــنا هــــــــــــــــذان**وإن هــــذان لساحــــــــران وكان ذاك في يوم عيد، متغرباً في طلب العلم مع صغر سنه، المبين صغر ذلك السن في قول أحد آبائهم ـ آباء صدق، وكان أيضاً طفلا: بتعلمي طفلاً لدى خالي الوسط**وتأدبي استغنيت عن خال الوسط هذا ولقد سررت غاية السرور بخبر الأخ الشريف عمر حفيد المترجم له في طلبه للعلم، ومضيه قدما في سيرة سلفنا العلمية، ليبرهن للدهر، أن هم الفتى السوقي هو طلب العلم الذي هو مجد سلفه، بل هو ورث الأنبياء المعظم. ليكون هو أيضاً أحد آباء الصدق لمن بعده من أجياله ـ حقق الله ذلك بعلم نافع. ورثنا المجد عن آباء صـــــــــدق**أسأنا في ديـــــــارهم الصنـــــيعا قلت: ليس في خير الأمة مثل السوء، فليكن الطفل السوقي دائماً مجتهداً في طلب العلم والتفنن فيه بغض النظر عن ميراثه العظيم العتيق القديم على نحو معاني ما قاله القائل: ولست أبالي بعد إدراك العــــــــلا**أكان تراثاً ما تنــــاولت أو كسبا ليدرك هو العلا، كما أدركها سلفه الكريم، لأن سلفه بالفعل نالوا في العلوم المقامات العلا. وإياكم وإياي من الزهد عن العلم، والرغبة عنه ، وطلب المجد من غيره، فإنكم ـ معشر السوقيين ما حسدتم إلاّ من أجل العلم، وما فضلتهم عن غيركم من السادات فضلاً عمن سواهم إلاّ بالعلم، فلا تستبدلوا الأعلى بالذي هو أدنى. ما يحسد المرء إلاّ من فضائله**بالعلم والحلم أو بالبأس والجــــود وكل ذلك ـ والحمد لله ـ نلتم فيها المقامات العزيزة الجليلة المحمودة نقلاً وعقلا. هذا ومما يحاط به علماً أن من حب آل سوق العلم الكبير للعلم الكبير، أن بغزارته لدى آحادهم يقع التفاضل، ليتبين المفضل عندهم بالأجل علما، مهما اتصلت بهم قرابة المتفاضلين الجليلين بمقامات العلم الكبار، كما قال البرتلي في ترجمة: الشيخ حم بن أحمد السوقي..: وكانت السوقيون تفضله على أخيه محمد أحمد في العلوم.. فتح الشكور...ص94 ما زكى تفاح لبنان عــــــــلى**حسك السعدان في ذوق مَـذِر هكذا في نظر الأعشى استوى**زهر روض وهشيم المحتظر |
|
10-15-2011, 09:17 AM | #19 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
ترجمة الشيخ العلامة آحمدْ الملقب إسَنْقَدْ الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
توطئة:
هذا ومن القواعد المسلمة، نقلاً وعقلاً، قولهم: ما لا يدرك كله، لا يترك جله. المشفوعة بالمأثور عن من رحم الله قائله: رحم الله من انتهى إلى ما سمع. أو كما قال، قلت: هذا الأثر وما قبله، مما أستأنس به فيما نحن بصدده، وما في معناه، لأنني على علم تام أني ما أدركت من آثار علمية جليلة، ومآثر السوقيين الكبار الحسان الجميلة، ما هو إلاّ من نزر النزر اليسير، الذي لولا أنه في معنى المعروف الجميل، لاحتقرت نقله في حق آل سوق العلم الغزير، جيلاً جيلاً ـ ولله الحمد والمنة ـ رحماك يا أرحم الراحمين: نزف البكاء دموع عينك فاستعر**عينا لغيرك دمعها مدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها**أرأيت عيناً للبكاء تعـــــــــار وعلى كل حال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله. فإن كان في التاريخ من عانده الزمان، فأنا من العاندين له، لكوني أعانده في واقع حال أربابه من آل السوق الجميل بنقله، لقول الشرع الحكيم: لا تحقرن من المعروف شيئاً. هذا وصدق الله العظيم القائل ـ:ومن أصدق من الله قيلاً ـ: فاتقوا الله ما استطعتم. والآن آن لنا الشروع في ترجمة هذا العلم: الشيخ العلامة آحمدْ الملقب إسَنْقَدْ الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله. ولادته: إنه ـ رحمه الله ـ ولد عام 1912م تقريباً، إذ قدره لي المنقول عنه شيخي المؤرخ رتبة ـ حفظه الله ـ بتأسيس محافظة تغارسوت... الذي حدده بتأسيس تغارست، سنة 1912ميلادية. فيحتمل أنه ـ رحمه الله ـ ممن الرعيل الأول في القبيلة الذين ولدوا في موطنهم الجديد ـ بانقيل. وقد يكون من أواخر من ولد فيها شرق النهر، حسب تاريخ نزولهم منزلهم الجديد غرب النهر، كما تقدم بيان تزامن ذلك بدخول النصارى الغزاة الظلمة، المدعو عليهم بدعاء نوح ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا. فإنهم قد طغوا طغياناً كبيرا، وعثوا في الأرض فسادا، يا من لا يتضرع إلاّ بين يديه ـ وحده ـ بدعاء: أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، عزة للإسلام والمسلمين ـ يا سميع الدعاء. شيوخه: هذا ومن تأمل ميل آل السوق إلى العلم ميلاً عظيماً، يقدر لعلمائهم عصراً عصراً أثنى المقامات في فنون العلم، دراسة، ودراية، ورواية، ومساهمة فيه نظماً ونثرا، وبذلاً سخياً لطلاب العلم في تعليم أهل أفقهم، وإن لم يدون ذلك كما ينبغي، فإن ما أثر في ذلك في كتب التاريخ في المشرق والمغرب، ليقال عمن لم يدون له أثر مقالة النحاة: المقدر كالثابت. بل وقد يرزق من لم تدون آثاره أجل المآثر، بالنسبة لمن أثر له شيء من الآثار، لأن فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. إذ الذي دون له شيء من مآثره، ربما من أسبابه أن قطره ممن له حظ بمن دون لهم بعض آثارهم، كما يقع لكثير من الأعيان المدونة مآثرهم... دون من لم يتناولهم الذكر التاريخي العطر لهم لا جملة، لا تفصيلا، هذا أمر. وأمر آخر: هو ما من شواهده في معرض الأمثال النيرات، ما حرمته كثير من قبائل السوقيين من الذكر التاريخي المدون، التي منها: قبيلة تنغاكل، التي لا يجهل من يعرف أهل العلم في أفقهم، ما تتمتع من مقامات نادرة في جلالة القدر العلمي وفضائله، التي يكفي في ضرب أروع الأمثلة ما هو معروف من المتواتر المستفاض من مآثرهم الجليلة التي منها: قول الشيخ العلامة عبد العزيز ـ بوجل ـ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله ـ حين سئل عن عمود نسبهم، فقال ـ تورية ـ: نحن أبناء عم أهل البصرة والكوفة. أي: مثلنا لا يهمه حيازة أي نسب بعد حيازتهم نسب العلم الشريف، فيكفيهم من شرافة النسب وجلالته بلوغ المقامات العلمية العلية، التي منها: أن صار نسب قرابتهم خاصة في علوم الآلة أن بلغ حالهم أن صاروا أبناء عم البصريين والكوفيين. في بلوغ الدرجة العالية التي يتربع على عرشها فطاحلة علم النحو في البصرة والكوفة، فلا يحتاجون إلى رفع نسب، مادام نسبهم العلمي بلغت نسبته المقامات الأسنى. قلت: وقد صدق الشيخ العلامة بوجل ـ رحمه الله ـ إذ كأن القائل ما عنى إلاّ دعواه بقوله: وليس يصح في الأذهان شـــــــــيء**إذا احتاج النهار إلى دلـــــــيل كما سيأتي ذلك منقولاً ـ بإذن الله ـ عن شيخي عمدتي المؤرخ في كتاب: نشر رياحين العهد المبرم.... وهو كنز ثمين بتاريخ أهله، وتاريخ قبيلة تنغاكل، إذ كثير من مآثر تنغاكل لم أفق عليها وقوفي فيه من قبل. قلت: ومع ذلك فقبائل السوقيين حرم كثير منها من يدون لها مآثرها الجليلة في ميزان المحاسن العلمية الكثيرة الحسان. فعوداً على ذي بدء، فإن شيوخ المترجم له ـ رحمهم الله جميعاً ـ منهم: ** الشيخ العلامة الحسن بن عيسى السابق الذكر الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله. كما تقدم في مسرد طلابه النجباء الكرام. ** الشيخ العلامة اليسير بن فُنْكَلا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله. قرأ عليه: النحو، والفقه، وجمع الجوامع. ** الشيخ العلامة أمسسر بن محمد بن خَلَكّدي السوقي التغاكلي ـ رحمه الله. قرأ عليه: فن النحو. قلت: إن الشيخ العلامة أمسسر التنغاكلي ـ رحمه الله ـ من جبال العلم الراسيات في عصره، عصر الدرر الغاليات، ولقد اجتهدت في معرفة زيادة من الدرر التاريخية المتعلقة به ـ رحمه الله ـ التي منها معرفة مزيد من أسمائه، فلم أحصل عليها، إلاّ عند شيخي في كتاب: نشر رياحين العهد المبرم... فهو شيخ مؤرخ حافظ لدرر تنغاكلية، التي منها الظفر باسم والد الشيخ العلامة أمسسر، وجده ـ رحمهم الله ـ كما تقدم آنفا. الذي لما طلبت من شيخي ربيعة الرأي عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ أن يبحث عن اسم والد الشيخ أمسسر ـ رحمهما الله ـ سأل عنه الشيخ الشهير عياض بن محمدُ بن أحمدّى السوقي التنغاكلي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف. فقال له، ما معناه: أن سبب عدم معرفة كثير من الناس باسم والد الشيخ أمسسر ـ رحمهما الله ـ أن والده توفي يوم تسمية الشيخ أمسسر نفسه ـ وكان مقبلاً بمتطلبات تسميته الكريمة ـ فتوفي في نهر النيجر قرب مدينة قاوى، إذ غرق به وبمن معه القارب.. فتربى الشيخ أمسسر تربية يتيم كريم بلغ به الإكرام أن صار اسم والده لا يذكر في صغره لكي لا يسمع الخبر فيتأثر بالخبر المؤلم. ثم بعد ذلك اعتاد الناس الاكتفاء بذكر اسمه فقط، في معرض المخاطبة من النداء، وما في معناه، بعد أن شب إلى أن توفي ـ رحمه الله. قلت: ثم مضيت في البحث عنه، حتى ظفرت باسم والده واسم جده، عند شيخي عمدتي في: نشر الرياحين... وسيأتي ذلك والمزيد فيه إذا بلغه سلطان النقل ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء. شكى إليّ جملي طولى الســـــــــرى**صبراً جميلاً فكلانا مبــــــــــتلى |
|
10-15-2011, 10:19 PM | #20 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي
أسأل الله أن يمدك بمعونته في كل ما تقوم به يا مؤرخنا السوقي الأسدي ، وأن يجللك بثياب الصحة والقوة لتحمل هذا العبء الثقيل من تدوين تاريخ السوقيين والوقوف على أطلالهم وتتبع قبائلهم في حلهم وترحالهم مع اتساع رقعة منتجعاتهم وتباعد حللهم.
|
|||||||||
l |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|