|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-17-2010, 06:43 PM | #11 |
عضو مؤسس
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
الأخ اليعقوبي, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أستعد لاقتباس الفقرات التي أود التعليق عليها من مقالك حالا ؛ لظروف معينة تستوعبني. لكني أنبهك و أنبه القراء إجمالا بأن المقال فصيح غير بليغ؛ لأنه غير مناسب لمقتضى الحال, فإن القضية التي أثرتها ـ و التي هولت قبل تعريجك عليها بأن من يتألم من الحقائق يتوقف عن القراءة, و بغض النظر عن صحتها من عدمها ـ إلا أنها ليست هي موضوع حديث المستنكرين لموضوع كتاب الأوفى. فالقضية العالقة هي: " كيفية التعامل مع إساءات محددة, وإهانات متعمدة واضحة, وتطفيف للكيل, صدر تجاه لقب عام, يشمل السوقيين جميعا, من كانوا و أين كانوا, وهو (السوقيون)". وهذه الإساءات اقترفها شخص واحد, معروف, له أهليته الخاصة, أمام الله, و أمام الناس, فاستنكرها بعض من يشملهم الاسم من باب ـ على الأقل ـ الذب عن أعراضهم؛ لأنهم لو سكتوا لربما اعتبر ذلك إقرارا منهم لما وصفوا به, و بعضهم تساءل عن الحلول: هل يمكن إيقاف الكتاب؟ هل يمكن تعديله و حذف المسيء؟ هل يمكن الحصول على تكذيب لهذا الكلام من عقلاء جماعة المؤلف و حكمائهم؟ و ما في هذا الصدد من الأسئلة التي تعتبر كلها أدنى حق للمظلوم في رفع الظلم عن نفسه, و الذود عن حريمه. هذا كل ما حصل إلى الآن, وكون فلان خانه التعبير, أو استحوذت عليه العاطفة, أو طغت عليه الحمية, هذا لا يعطي أي مبرر للإساءة إلى الآخر. فلما ذا تكتب هذا الزبور و كأنك تحاول توزيع المسؤولية على جميع السوقيين, و على جميع (كل إنصر) بحيث يتحمل كل واحد من هذين القبيلتين نصيبه من إساءات مؤلف كتاب الأوفى, حتى لا يبقى له من إساءته ما يمكن أن يستنكر, ولا ما يبرَّر عتاب المؤلف من أجله؟. وكأنك تريد أن تلفت نظر القارئ إلى أن ما يجري هنا ليس على ما يظهر لكل قارئ, و إنما هو إفراز من إفرازات حرب باردة طويلة الأمد, بين (كل أسوك) و (كل إنصر) بدأت في بلادهم الأصلية بتجاهل كل للآخر, ثم دخلت مرحلتها العظمى في مهجرهم (المملكة), ثم نشأ مؤلف كتاب الأوفى و أمثاله تحت ظلال هذه الحرب, بما يعني أن كلام المؤلف مبرر, أو على الأقل يمكن تفهمه و هضم العقل له أوأنه هو المتوقع؟. لم نسمع بهذه الحرب مطلقا... إن مؤلف كتاب الأوفى عمم جميع السوقيين, ولم يقل: إخواننا في المهجر مثلا, بل إنه لم يتكلم في جو المهجر, وإنما يتكلم في جو الوطن, وصراعاته, و طرق العيش فيه, وهو كغيره من سكان الصحراء يعرف السوقيين, و يعرف أنهم أمة ذات امتداد في الزمان و المكان, و ذات وزن غير طبيعي في المنطقة, و ضاربة بالقدح المعلى في الأخلاق, و الالتزام بالحياد التام في الفتن, و المبادرة إلى زمام الإصلاح, حينما يكون مرجوا و مجديا, ووووو... كما يعرف أن السوقيين في المهجر غير بعيدين عن أخلاقياتهم في بلادهم الأصلية, فقد ضربوا أمثلة رائعة في العلم و التعليم والدعوة, في القديم و الحديث. فأول داعية سلفي اتجه من المملكة العربية السعودية إلى الصحراء منهم , و هو عبد الله بن المحمود وهو سوقي حسني شريف أدرعي, و وجد منهم رجال حملوا ألقابا عالية, و ساهمو في بناء الحضارة الإسلامية, و نفع الله بهم في مهجرهم, كما نفع بهم في بلادهم الأصلية. هذا شأن السوقيين في الوطن و في المهجر, وكانوا معروفين بالمسالمة و الولاء لأولي الأمر في بلادهم و في مهجرهم, وهذا هو ما يريد صاحب كتاب الأوفى أن يسميه جبنا, و خورا من باب (جملوها فباعوها). أما ما تتحدث عنه, و تلوح به من مواثيق الشرف, و تقسيم (كل أسوك) لصالح (كل إنصر) بحيث يتحد أنصار كل أسوك مع أنصار (كل إنصر) في نقابة, وأشراف (كل أسوك) حسب تعبيرك مع أشراف (كل إنصر) حسب تعبيرك, ثم تكون هناك نقابتان نقابة الأشراف, ونقابة الأنصار, فإن هذا بيت من الشعر يمكن أن يحرك العواطف السريالية, و تهفو له قلوب العاشقين, و يشجع قائله بعض اللائكين للوحدوية الخيالية. أما حينما ننزل إلى الواقع, فإن سلامة أعراض السوقيين من أقلام (كل إنصر) ينبغي أن تكون مما يمكن الحصول عليها, بدون تقديم الجماعة الأنصارية من السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأنصار من (كل إنصر) , و بدون تقريب جماعة الأشراف السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأشراف من (كل إنصر) , فأنا أرى أن قصيدتك النثرية تكرس الانقسام في المجتمع السوقي, لصالح مجتمع (كل إنصر) أو العكس, وذلك أسوأ عاقبة من كلمات أطلقها واحد من كل إنصر في كتاب, قد لا يقرؤه إلا القليل, فأنا ضد فكرة الأنصرة و الأشرفة على رؤيتك هذه؛ لأنها تساوي التقسيم و التفريق, سواء نويت ذلك أو لا, ـ وسامحني على ما فيها من قسوة ـ. من ناحية أخرى أنت أصلت للقضية من منظورك الشخصي, و ليس من الضروري أن يكون تأصيلك صحيحا, فقد لا يكون السبب كما ذكرت, فلما ذا تطرحه, و كأنه آية من سورة القارعة؟. ختاما أرى أن احتواء المشكلة و تضييقها إلى أضيق حدودها أنجع في القضاء عليها من تدويلها و توسيعها و تشعيبها, بل إن التعامل معها على رؤيتك هذه كفيل بإضاعتها, و إهدار حق السوقيين من استنكار هذه الإساءات التي نسأل الله أن يسامح مقترفها, وأن يوفقه للرجوع عنها, و التوبة إلى الله من تقطيع أعراض أمة كاملة من المسلمين. |
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
|
06-17-2010, 07:01 PM | #12 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
الأخ الفاضل الألمعي اليعقوبي
تحية عطرة مني إليك مفعمة بأسمى معاني المودة والإخاء والتقدير والاحترام ، منبثقة من قلب محب ومقدر لجميع كل أسوك من قبل ومن بعد ـ وإن عكرت صفوه بعض المنغصات ـ إلا أنني أدرك تماما أنها سحابة صيف عن قليل تقشع . وأهنئك على هذه البادرة الكريمة في تحليل الموضوع برمته ومعالجته من أساسه بكل المصداقية والأمانة العلمية والإنصاف الذي غاب كثيرا عن ساحتنا في هذا المجال بالذات ، لتتوصل في نهاية ذلك كله إلى توصيات عملية كفيلة بعودة الصفو ، بل بتوثيق العلاقات وتوطيدها على أسس متينة تقوم على الأخوة الدينية والعلاقة المشتركة في كافة ميادين الحياة ، لتسمو بها نفوسنا عن تفاهات الأمور وسفاسفها ، مقتدين بخيار سلفنا من كلا الأسرتين . أخي الكريم : أضع نفسي وقدراتي رهن أوامرك في كل ما من شأنه أن يقدم ولو خطوة واحدة إيجابية في خدمة الأسرتين معا ، وتوطيد علاقاتهما معا ، وتبادل مراسم الاحترام والتقدير معا ، وإنتاج الفكر الثاقب الذي يخدم مصلحة الأزوادين جميعا فضلا عن الأسرتين معا . لذا أرجو وآمل وأتمنى وأناشد بإيقاف تلك المواضيع التي أصبحت الشغل الشاغل لكثير من مثقفي الأسرتين فضلا عن غير الحكماء منهما . وأقترح إغلاق الموضوع في كل من : هذه المنتديات ، ومنتديات واحة أزواد ، وتفعيل هذه المشاركة الجميلة الرائعة الهادفة بين كل طبقات المجتمع من الأسرتين ، والعمل المثمر الدؤوب على تنفيذ ما ورد فيها من توصيات ، لتتحول إلى واقع ملموس نجني ثماره في المستقبل القريب ـ إن شاء الله تعالى ـ ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) . سأتابع هذا الموضوع فقط ، ,وأضرب صفحا عن كل ما سواه من مواضيع في هذا الباب ، لمعرفة المستجدات فيه ، مع أن رأيي البدء الفعلي في تفعيله ، وأنا مستعد لملاقاة كل من أراد الإصلاح وتجرد له بعيدا عن التشنجات ، تطبيقا لهذه التوصيات ، وما تلاها من إجابات سديدة على المتداخلين . رفع الله شأنك وأعلى مقامك . لكم مني تحية خاصة . |
|
06-17-2010, 08:46 PM | #13 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
أخي اليعقوبي: أحسنت وأجدت وأفدت، ولو أن الناس كلهم بأسلوبك ومتانتك وحياديتك لما فسد ما فسد، ولو أن كلا منهم اعتمد على ما شهده بنفسه، لا على ما نقل إليه لما تضرر أحد.
وبما أنك أوضحت وشرحت بطريقة وافية علمية مؤصلة، وقرأتها من خلال أسلوب التحليل، وهذا يدل إن دل على شيء على تضلعك في وسائل الدراسات الاجتماعية الحديثة، فلذلك لا بد لي أن أتحدث عما علمته مؤخرا من هذه المسائل، وما أفاضه علي بعض جهابذة أسرتي في فترة طلب علمي الأخيرة، وأمدوني به من حقائق، بعد أن خرجت من الحدود إلى الصحراء مرتين، وزرت إخوانا لي في كل مكان هنا وهناك. فيشرفني أنني ممن ولد في هذه الدولة الكريمة الطاهرة، أعني بلاد المملكة العربية السعودية، وكنت إذ نشأت أعرف أنني أنصاري، وأن أهلي جاؤوا من صحراء أزواد، وأنهم يحملون الجواز الماليّ، وأعرف أن لي ذوي قرابة هنالك وفي مختلف البلدان كنيجيريا والنيجر والجزائر وموريتانيا والمغرب، وسمعت والدتي تتحدث الطارقية، وحفظت أشعار قومي واطلعت على مخطوطاتهم مكتوبة بالعربية، وعلمت انتسابهم. لكن مع الاختلاط بالناس كنت أسمع عن أناس اسمهم أنصار كالشيخ إسماعيل رحمه الله، وكعبد الرحمن الطيب، وكحماد وغيرهم من مشاهير العلماء الأجلاء، وأعلم أنهم سوقيون وأنهم يطلقون على أنفسهم أنصارا، فأما كبار السن والعقلاء، فلم أجد منهم تعليقا بإنكار ذلك، ولكن بعض الشباب الناشئين في السعودية وبعض الأغرار كانوا يشككون في ذلك، ثم درست في المعهد العلمي مع طالب ينتسب إلى الأنصار وكان صديقا لي، ولكننا كنا صغارا بحيث لم تكن تعنينا هذه المسائل، واطلعت على قصائد الشيخ المختار التي يؤكد فيها انتساب بعض أهل السوق إلى الأنصار، واصفا إياهم بأنهم "فرعه إذا ينسبون"، فتشكل لدي نوع من العلم الأكيد بهذا الأمر، ثم لما تخرجت من الثانوية وبدأت أختلط بالأمم أكثر زارني في البيت رجل فاضل منتسب إلى الأنصار وأطلعني على انتسابه للأنصار، وزودني ببعض الكتابات المفيدات، ثم لقيت لدى بعض الحدادين التابعين للأنصار رجلا من أفاضل أهل السوق، فشرح لي ذلك، وهكذا... فالتعلم تراكمي، وأخيرا اطلعت على كتابات العتيق السوقيّ، وعلى تعريفات أخرى من السوقيين بأنفسهم، هكذا دواليك. وفي الوقت نفسه أسمع من يتحدث عن إساءات بعض السوقيين وعدم اعترافهم بأنصارية آل إنفا، فكان ذلك يؤلمني ويحزنني. وبعد صدور كتاب الأوفى اطلعت على نماذج مما يذكر لي فتأكدت من وجود هذا الأمر وتحققت من أن المشكلة والمعضلة موجودة في الطرفين، وأنه كما أن من الأنصار الإنفيين من يعرض بإنكار أنصارية السوقيين، فكذلك من السوقيين من يعرض أو يصرح بإنكار أنصارية الإنفيين. وهذا الجوّ موجود في أجواء الطرفين في بلدان العرب خاصة، وليس في مالي على ما أعلم. ولم يكن ما جاء في كتاب الأوفى إلا مظهرا صريحا له، ولذلك: ما إن ظهر ما في كتاب الأوفى حتى انكشف الغطاء وبرح الخفاء لدى من ينكر أنصارية أي طرف من الأطراف، ولم يكن يحتاج المنكرون لأنصارية آل إنفا إلا إلى استرجاع بعض ما هو متداول في إنكار أنصاريتهم، وقد كان ذلك واضحا في كتابات اليحيوي وأبي عاصم المحذوفة، بل وألمح إليه أحد المشاركين ممن طالبوا بالكتابة مجددا في تاريخ آل إنفا. وبما أن هذا هو المعطى، فقد أردت أن أتأمل فيه: يا ترى، لماذا يوجد هذا الاستعداد والتداول في الفريقين؟ هل الأمر متعلق بشيء أخذوه عن الآباء والأجداد، ونزاع قديم؟ أم هو شيء جاء بعد تفرقهم في الأقطار، والتقائهم في بلدان كالسعودية مثلا؟ فكان الجواب هو الثاني. ولذلك، ولعلم كثير من السوقيين بوجود هذه المعضلة، فإن بعضهم سارعوا في الرد على أشياء ليست في كتاب الأوفى، مع أنهم تصدوا للرد على الكتاب المذكور، فرد بعضهم على مقدمة للمؤلف لم تنشر في كتاب الأوفى، وليس فيها تصريح بنفي نسبة السوقيين إلى الأنصار لمن انتسب منهم إليهم، كما غفلوا عن تصريح المؤلف في كتاب الأوفى بانتساب غير آل إنفا من أهل الصحراء إلى الأنصار، فصاروا يستشهدون للرد على كتاب الأوفى -فيما يتعلق بالنسب- بما لم يقله في كتاب الأوفى ولم يقله فيهم خاصة أيضا. وأما ما تكلم فيه المؤلف في كتاب الأوفى عن السوقيين وإن كنا لا نقره عليه فلا بد من ذكره لبيان أنه لم يقل غيره إطلاقا: فهي ثلاثة مقاطع، ليس منها ما هو متعلق بنسبهم، أحدها وصفهم فيها بإنسلمن، وهذا وإن كان إطلاقا لا نرتضيه بهذه الصيغة فليس له تعلق بمسائل النسب. وثانيها تكلم فيها عن منكري نسبة آل إنفا إلى الأنصاريين من سوقيين وكنتة، وأغلظ في الخطاب وأخطأ، وهذه مسألة إنكار نسبة آل إنفا، وإن كانت تستحق أن يرد عليه فهي ليست راجعة إنكار نسبة بعض السوقيين إلى الأنصار. وأما المقطع الثالث فهو كلام في بعض من وصفهم بأنهم استغلوا أهل الصحراء وأكلوا مالهم بادعائهم الولاية، ولم يصرح فيه أصلا بأسماء السوقيين، وعدوه تعريضا بهم. فهذا يدل على أن الأصل في ردة الفعل القوية ليست كتاب الأوفى فقط، وليست أمرا جديدا، وإنما هو أمر له ما قبله، وما ظهور كتاب الأوفى إلا لحظة إطلاق للأمر على حقيقته من بين الطرفين. ولذلك حدث أمر غريب: عندما صدر كتاب الأوفى توهم السوقيون أن في الكتاب إنكار انتساب السوقيين الأنصاريين إلى الأنصار، وليس فيه حرف من ذلك. وعندما صدر كتاب الأوفى أخذ من يردون عليه من الإخوان يردون على اقتباسات جاؤوا بها من الإنترنت، وقد استبعدها المؤلف من كتابه، وهي موضوعات قديمة، وقد حذفها المؤلف عندما علم أنها لا تزال موجودة، وليست في كتاب الأوفى، كما أنها لم تكن صريحة في نفي انتساب السوقيين للأنصار، بل واعتمدوا على تلك المنقولات النتية، وتجاهلوا تصريحه وتداركه في الكتاب باعترافه بانتساب غير آل إنفا للأنصار. وكذلك وجدت في الأنصار من آل إنفا من يحتج على السوقيين بما ليس صريحا في نفي نسبتهم، بل قد رآه بعضهم صريحا في نسبتهم إلى الأنصار، كما هي كتابة الشيخ العتيق، فثار الشك فيهم لمجرد اطلاعهم على بعض ما رأوا أنه يحتمل أن يكون إلغازا بهم، وجعلوا بعض ما هو غير صحيح من كلام العتيق دليلا على خطأ ما أصاب فيه، وهذا عين الظلم. ووجدت من يحتج على السوقيين ببعض تعليقات وحواش خطية كتبها بعض السوقيين في تأويل كلام العتيق عن الأنصار من آل إنفا على أنها من كلام السوقيين، وهكذا دواليك... فهذه المسألة قطعا: ليس كتاب الأوفى بأصلها ولا هو من جذرها في النفوس، وإنما كان هو الشرارة التي أطلقتها، وبما أننا علمنا أنها إنما انتشرت في البلدان العربية وفي السعودية خاصة، فيجب علينا أن نراجع السبب في انتشارها. وهذا ما سأبينه إن شاء الله في رد لاحق. |
|
06-17-2010, 09:20 PM | #14 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
من وجهة نظري أن الأصل الذي أوقع في الغلط كثيرا من كلنتصر وكل السوك بعد انتقالهم إلى البلاد العربية، انطلق من نقطة خفية، خفيت على كثير منهم، وهي: من إطلاق خصوصياتهم وتعميمها على غيرهم، وهو ما انتشر كثيرا بعد تفرقهم في الآفاق.
وهذا غير صحيح، فيجب على كل أن يتكلم عن خصوصياته، وأن لا يحمل كلام الناس في خصوصياتهم على أنه تعميم عليهم إلا ما كان صريحا في ذلك، فنحن مثلا عندما نتحدث عن أنصار آل إنفا وأنصار السوقيين فنحن لا ننفي باقي أنصار الصحراء والمغرب وليبيا والجزائر، كما أننا عندما نتحدث عن أشراف هؤلاء وأولئك فليس المقصود نفي شرافة أبناء سيدي عالي أو ما شابه، كما أنه ينبغي لنا أن نعرف الفروق بين الأمور في مواطنها الأصلية، وبين التسميات التي تحدث عندما ينتقل الناس، والتغييرات الاجتماعية التي تطرأ على المهاجرين في الآفاق، وبالتالي تطرأ عليهم تغييرات ثقافية وسلوكية واجتماعية وتتغير بعض اصطلاحاتهم. ولكي نفهم ذلك فلا بد من تقدمة لها تعلق بتقسيم المنطقة جغرافيا وسياسيا، ولها تعلق بما أسماه الأخ اليعقوبي: إمارة كل انتصر ومشيخة كل السوك. ولا بد من التقديم وإلقاء الضوء على هذه التسميات، ولكي نعرف معنى انتساب آل إنفا إلى الأنصار، وبعض كل السوك إلى الأنصار، والفرق بين التسميات القديمة، والتسميات الحديثة فلا بد من قاعدة ومثال: هناك تسميات حديثة سياسيا وإعلاميا، مثلا: كلمة الطوارق: سابقا، عندما تسأل أي أحد من كبار السن من ذوينا، فكلمة "التارقي" تخص "أماشغ" خاصة، وحتى الآن البرابيش عندما تسميهم الطوارق يغضبون وكذلك الصونغاي وكذلك عندما تسمي الأنصاري طارقي يغضب. لكن الآن وعبر الطرح السياسي والإعلامي المنتشر في العالم، أصبح الطوارق يطلقون على من كان شمال مالي وشمال النيجر وجنوب الجزائر وليبيا، باختلاف لغاتهم وأجناسهم وألوانهم، فأصبحت كل هذه الاجناس يسمى أهلها طوارق إعلاميا، مع أنه حديثا لكن مؤخرا وفي القرن الميلادي الجديد أصبح كل من يعيش هذه المنطقة من عبد وصونغاي وأماشغ يسمى طارقيا وحتى لو كان بربوشيا، فيسمى من الطوارق. وهكذا عندما نفهم هذه القصة وحيثياتها، يكون ذلك تمهيدا لنفهم معنى كل السوك وكل انتصر، ولكن قبل أن نفهم معنى كل انتصر ومعنى كل السوك يجب أن نفهم المحيط والنفهم هذه المعضلة التي نعيشها الآن بين الفريقين. ولكي نعرف من هم كل السوك، فعلينا قبل ذلك أن نفهم أن هناك حلفين للناطقين بتماشق في مالي بوجه عام: واحد منهم كل تماشق والثاني حلف كل انتصر. فحلف كل تماشق يطلق قديما عندنا على كل من يبدل الحاء خاء والعين غينا: محمد: مخمد. عالي: غالي. ويسمون حيواناتهم على الجهة اليمنى. وكل انتصر يطلق على كل من ينطق هذين الحرفين كما هما، مع وسم الحيوانات على الجهة اليسرى. وهذه كلها أحلاف مكونة من عدة أعراق، ومن ضمن كل انتصر مجموعة اسمها بني إنفا، وهي عائلة واحدة هي التي يتحدث عنها كتاب الأوفى. وأما من ينطق الحاء والعين فهؤلاء منطقهم شمال النهر، وينطلقون من بمبا "الكصبة" إلى حدود موريتانيا غربا. ومن ضفاف النهر شمالا إلى عمق الصحراء. فهؤلاء لا يمكن خلطهم مع حلف كل تماشق، وهؤلاء قيادتهم الحربية لآل إنفا، بحيث لا يرى أبناء إنفا أنهم أحسن أو أفضل من أي من مكوني الحلف، ولكن تم اختيار بني إنفا للقيادة الحربية. مع أن المشيخة والفتوى مشتركة بين جميع المنتسبين للحلف. كما أن الحرب والقتال مشتركة بين جميع المكونات، ولكن خصت القيادة الحربية لآل إنفا فقط. وآل إنفا يعرفون الفضل لمن انضم إلى حلفهم، بل يعتبرونهم أفضل لانتساب أولئك إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويرون أن الدفاع عنهم واجب بالشرع وليس اختياراً، ويتبادلون الاحترام ويتزاوجون وهم مختلطون بعضهم ببعض ثقافيا ودينيا واجتماعيا وعسكريا. فكلهم أبطال حرب، وكلهم شركاء المشيخة، فليس أبناء إنفا وحدهم من يحاربون، بل إن أحلافهم هم مادة الحرب وأبطالها، وهم رجال حرب ومشايخ علم. في الجهة المقابلة نرى أن كل تماشق تقاسموا الأدوار فيما بينهم: فاختصت قضية الحرب بإيموشاغ دون غيرهم. واختصت الفتوى والمشيخة والسيادة العلمية لكل السوك دون غيرهم، في جميع أمور الدين، وتمتد حتى إلى تسمية الأولاد وأحكام النكاح والطلاق وغيرها من أمور الدين. حتى في قضية تعداد السكان لا يكاد "الأماشغ" يذكر اسم والده إلا بحضور "أوسوك" فهذا العالم هو الوحيد الذي يستطيع أن يذكر اسم والد "آباء إيموشاغ"، وكذا عند استدعائه للنطق باسمه والتعريف بنفسه، فذلك لا يكون إلا بولاية شيخه من "كل السوك". إذن: لم يكن ثمة اختلاط لا جغرافيا ولا سياسيا ولا اجتماعيا بين كلنتصر وكل السوك بالصورة المذكورة في رد الأخ اليعقوبي، وإنما كانوا متجاورين في الصحراء ويقابل بعضهم بعضا، فإذا انتقل كل انتصر إلى الجنوب التقى الطرفان، لكنهم لا يشتركون لا في الممتلكات ولا في الأماكن ولا في الحلف، فلا الكلنتصري يحكم أو يتدخل في حلف كل تماشق، ولا أوسوك ولا أماشغ يتدخل في الحلف الكلنتصري. والمشكلة الحاصلة الآن في الدول العربية هي العكس: أي أن بعض هؤلاء يحكم في نسبة أولئك أو شؤونهم، وبعض أولئك يحكم في نسبة أو شؤون هؤلاء. مثاله الدقيق المعاصر: أنه عندما يكتب بعض إخواننا السوقيين فربما يعمم مشيخته على كلنتصر، أو يجعلهم تحت إمارة إيموشاغ. وكذا قد يقوم أحد آل إنفا مخطئا بتعميم إمارته على كل السوك، أو مشيخته على كل تماشق، خارج المنطقة المحددة له ولحلفه، فيتجاوز ما هو تحت حلفه إلى ما له ليس له إليه سبيل. أما كون من ينتسب إلى الأنصار والأشراف، سواء من كل السوك، أو كل انتصر، أو غيرهم من أهل الصحراء، فهذا الانتساب موجود من جميع مكونات القبائل في مالي، وهو مسلم به ولا جدال فيه. لكن نحن نتكلم الآن عن الأحلاف، الحلف الفلاني والحلف الآخر، والأسماء التي تطلق عرفاً على تلك الأحلاف، وينبغي للكلنتصري عندما يتكلم عن الأنصار أن يوضح أنه يتكلم عن حلفه دون التعرض للأنصار المنتمين لحلف غيره، فهو لا يدرسهم لا دينهم ولا دنياهم ولا يدرسهم أنسابهم، كما ينبغي للسوقي أن يتحدث عن الأنصار السوقيين من دون أن يتعرض للأنصار المنتمين لحلف غيره، فهو لا يعلمهم لا دينهم ولا دنياهم ولا هو بمرجع لهم في أنسابهم. وعندما أتحدث عن الحلف الذي يمثلني، فالمعروف أن حلف "كل انتصر" مكون من الأنصار والأشراف بنسبة 90%، وهم "كل إيزجت" و"كل حا" أو "كل محمد". ولا أحد يتكلم في أزواد التي نعرفها بالحاء من الناطقين بتماشق غيرهم. حتى إن تماشق التي تدرس الآن في المدارس داخل مالي، في الكتب التي ألفها البروفسور "إمبيري" على سبيل المثال، تسمي هذه "التماشق": "تماشك آراب". لشمولها لحروف اللغة العربية كلها، وأقلها ظهورا في "تماشك آراب" هي اللام المفخمة، فلا نجدها إلا في كلمتين هما: "تاللوت": وهي أصبع الكلب والأسد التي لا تمس الأرض إلا إذا جرى جريا سريعا، و"تللمت": وهي الناقة. ومنها الحروف الحلقية المذكورة، وتزيد على العربية بضعة أحرف أخرى، وليس ذلك لأن ناطقيها هم المنتسبون للعرب وحدهم. كما أنها تختلف عن تماشق إيموشاغ في عدة أحرف أيضا. فلذلك يجب عدم خلط الأوراق، وعندما يتكلم أحد عن حلفه ومنطقته فليتكلم بما شاء عمن شاء، ولا ينف ما هو مثبت لدى حلف آخر، ولا يعمم خصوصياته على الآخرين. فكما ذكرت: هذا الأصل هو الذي أضل وأوقع في الغلط كثيرا من كلنتصر وكل السوك، من إطلاق خصوصياتهم وتعميمها على غيرهم، وهو ما انتشر كثيرا بعد تفرقهم في الآفاق. وبعد هذا الأصل نجد عددا من الأسباب الأخرى التي تتعلق بمشكلات اجتماعية متعلقة بالعقد النفسية لدى الطرفين، فمن الاخطاء المنتشرة مثلا أن كثيرا من أولاد كلنتصر عندما يربيه أبوه مؤخرا في بلدان الشتات يربيه على أنه أمير ابن أمير ابن أمير ولا يرى لأحد أنصارية أو إمارة أو مشيخة غير نفسه، بل ورأينا بعضهم يدعي أنه هو الأنصاري وحده. وهو الأمر نفسه الذي وقع فيه بعض من انتسب إلى الأنصارية من أنصار كل السوك. وكذلك مثلا: رأينا من بعض إخواننا السوقيين من ينتمي إلى مناطق بعيدة عن تمبتكو، فبعض من نعرف معرفة يقينية أنهم من "غاو" مثلا يطلقون على أنفسهم "التمبكتي"، وهذا ليس شيئا كبيرا لو أن هذا الرجل سكن تمبتكو فترة، لكن أن يكون هذا الرجل كما في بعضهم ممن لم يسكن تمبتكو ولم يسبق له أي سجل في تمبتكو ولم ينتم قط إلى تمبتكو، وقد يكون من "بوركينا" أو "النيجر" ويدعو نفسه تمبتكيا، فهذا هو الخطأ. وهذا أيضا وقع في بعض كل انتصر الذين رأينا بعضهم يدعو نفسه بالغرناطي، وقد كنت أنا نفسي واقعا في هذا الخطأ في صباي ومراهقتي، عندما لقنت أنني "غرناطي" وذلك تبعا لنظرية بعض المؤولين لظواهر النصوص، عندما ذهبت تأويلاتهم إلى أن لنا جدا ينتهي عند أحد ملوك بني الأحمر، ولم أوفر في إنكار ذلك عندما أدركت ما يخالفه جهدا، ولا وفرت طاقة في التنبيه عليه، منذ ذلك اليوم حتى الآن. وما لم ندرك هذه الحيثيات جميعا ونتصد لها، ونتعامل معها بالفقه والحلول الناجعة، فستظل المشكلة قائمة، ولن يكون كتاب الأوفى أو غيره إلا نتاجا لها، وجمرة تلقى في أتونها. |
|
06-17-2010, 09:24 PM | #15 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
شكرا جزيلاأخي نافع اليعقوبي أدام الله عطائكم وبارك في جهودكم الطيبة وبعد:
إن ما أثاره كتاب الفتنة أعتقد أنه لا يعبر إلا عن وجهة نظر صاحبه وما ورد فيه من سباب والكلام الذي يترفع عنه كل عاقل والإنسان السوي أعتقد أن صاحبه لا يمثل إلا نفسه و ليست له علاقة بــ/ قبائل الأنصار(كل أنتصر) الذي نعرفهم حق المعرفة ونثق بهم وبأخلاقهم العالية وقيمهم النبيلة وعلاقات (كل السوك) و(كل أنتصر) علاقات متينة وتاريخية ولا أظن أنها ستتأثر بمثل هؤلاء الذين يبحثون عن الشهرة في غير موضعها وكلامهم عن (كل أنتصر) و(كل السوك) مردود عليهم بلا شك ولا حاجة لمجتمعنا بمثل هؤلاء لأن هذا المجتمع مجتمع وقع عليه الظلم في عقر داره ممن استباحوا دمه وممتلكاته وهو غير مستقر في وطنه قبل غيره ونصفه تقريبا مهاجر إلى خارج الوطن الأصلي لأسباب عدة منها ما ذكرت ومنها الجفاف والحروب والتميز العنصري في حقه من قبل حكام (باماكو) و(نيامي) آن ذاك وهؤلاء الذين يعتقدون أنهم استقروا بمجرد أن يحصلوا على وظائف مؤقتة خارج وطنهم أو بطاقات تجنيس ويؤلفون الإساءات والافتراءات ضد مجتمعاتهم هؤلاء أناس لا يهتموا إلا بلقمة عيشهم أينما وجدوها وليست لديهم انتماءات وطنية أو قبلية فلا يمثلوا إلا لقمة عيشهم أينما وجدوها ولا يستحقون حتى الرد من أبناء هذا المجتمع مهما كان حجم الإساءة وليبيعوا مؤلفاتهم المسيئة على الهنود والبنقالة وغيرهم ولا أحد يلتفت نحوهم ولا نبالي لأننا نعرف أنفسنا ومجتمعنا قبل أن يكتبوا عنها وكما قال المثل المشهور (أهل مكة أدرى بشعابها) وتقبلوا تحياتي أخوكم ومحبكم/ محمد أحمد السوقي |
التعديل الأخير تم بواسطة محمد أحمد السوقي ; 06-18-2010 الساعة 06:42 PM
|
06-18-2010, 12:19 AM | #16 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
أخي الإدريسي: أشكرك جزيل الشكر على مناقشتك الهادفة البناءة لمقالتي..
وقد قرأت ردكم الوافي وسامحني بالتعليق عليه ولن أميز كلامك من كلامي بلون، لكم سأصدر عباراتك ب(م) وأصدر عبارتي ب(ن) (م) الأخ اليعقوبي, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (ن) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته (م) لا أستعد لاقتباس الفقرات التي أود التعليق عليها من مقالك حالا ؛ لظروف معينة تستوعبني. (ن) ليتك فعلت ذلك فإنك ما ناقشتني إنما وجهت كلامي توجيهات غير صحيحة وفهمت منه ما صرحت بعكسه وتخوفت منه ما ليس من البلاغة تخوفه مني.. وبصدر رحب أتحمل ذلك كله لأنه لا يعدو أن يكون وجهة نظر لك.. أنا مستعين الله تعالى في توضيح عدم بلاغتها. (م) لكني أنبهك و أنبه القراء إجمالا بأن المقال فصيح غير بليغ؛ لأنه غير مناسب لمقتضى الحال, فإن القضية التي أثرتها ـ و التي هولت قبل تعريجك عليها بأن من يتألم من الحقائق يتوقف عن القراءة, و بغض النظر عن صحتها من عدمها ـ إلا أنها ليست هي موضوع حديث المستنكرين لموضوع كتاب الأوفى. (ن) توضيح : القضية التي أثرتها وهولت منها لم أقل إنها موضوع حديث المستنكرين ؟؟ ولم أتعامل معها على أنها موضوع مطروق الآن.. إنما تعاملت معها على أنها أساس إساءات الأوفى. فما وجه عدم البلاغة في ذكر جذور القضايا؟؟؟ (م) فالقضية العالقة هي: " كيفية التعامل مع إساءات محددة, وإهانات متعمدة واضحة, وتطفيف للكيل, صدر تجاه لقب عام, يشمل السوقيين جميعا, من كانوا و أين كانوا, وهو (السوقيون)". (ن) توضيح: لم أقل هذا ليس بقضية ولا مشكلة.. ولم أقل إن الإساءات تخص أحدا دون الآخر.. ما أدري هل هذا ـ أخي ـ بالغ أو بليغ؟؟ تتحدث عما ذا؟؟ (م) وهذه الإساءات اقترفها شخص واحد, معروف, له أهليته الخاصة, أمام الله, و أمام الناس, (ن) سؤال: وهل حملتها أنا لغيره؟؟ فاستنكرها بعض من يشملهم الاسم من باب ـ على الأقل ـ الذب عن أعراضهم؛ لأنهم لو سكتوا لربما اعتبر ذلك إقرارا منهم لما وصفوا به, و بعضهم تساءل عن الحلول: هل يمكن إيقاف الكتاب؟ هل يمكن تعديله و حذف المسيء؟ هل يمكن الحصول على تكذيب لهذا الكلام من عقلاء جماعة المؤلف و حكمائهم؟ و ما في هذا الصدد من الأسئلة التي تعتبر كلها أدنى حق للمظلوم في رفع الظلم عن نفسه, و الذود عن حريمه. (ن) ومنهم (وهو أنا) من تساءل عن سبب هذه الإساءات ودعا إلى إعادة النظر في الدوافع إليها واقترح سبلا كفيلة (في زعمه) بالحيلولة دون تكرارها.. ولا مانع لديه مع ذلك من تعديل المكتوب والتراجع عنه بل الطريق التي دعا إليها أقرب لتحقيق ما ذكرت من الردود التي جرت ما لا ينصرف بالكسرة غير مضاف ولا محلى. (م) هذا كل ما حصل إلى الآن, (ن) أخي تعلم أنما حصل أكثر من هذا .. وأن بعض من كتب ندم على تسطير حرف.. وأنت في آخر ردك تدعو لاحتواء المشكلة ؟؟؟ (م) وكون فلان خانه التعبير, أو استحوذت عليه العاطفة, أو طغت عليه الحمية, هذا لا يعطي أي مبرر للإساءة إلى الآخر. (ن) هل قلت ذلك؟؟؟ عفا الله عنك.. (م) فلما ذا تكتب هذا الزبور (ن) منحني الله البيان والفكر والعقل والنت ورأيت أمورا ليست فصيحة ولا بليغة فغرتُ كما غرتَ. (م) وكأنك (ن) أحسنت ما أبلغك حيث قلت كأنك ولم تقل إنك.. وكأنك في شك لأنك ستنسب إلي ما صرحتُ بعكسه.. فلعلك استعجلت .. فعجلت علي !! رحمك الله (م) و كأنك تحاول توزيع المسؤولية على جميع السوقيين, و على جميع (كل إنصر) بحيث يتحمل كل واحد من هذين القبيلتين نصيبه من إساءات مؤلف كتاب الأوفى, حتى لا يبقى له من إساءته ما يمكن أن يستنكر, ولا ما يبرَّر عتاب المؤلف من أجله؟. (ن) مقالي أمامك أنا مستعد لمسح ما يدل على هذا منه بأنواع الدلالة الموضوعية؟ فلا تبالغ في بلوغ البلاغة.. (م) وكأنك تريد أن تلفت نظر القارئ إلى أن ما يجري هنا ليس على ما يظهر لكل قارئ, و إنما هو إفراز من إفرازات حرب باردة طويلة الأمد, بين (كل أسوك) و (كل إنصر) بدأت في بلادهم الأصلية بتجاهل كل للآخر, ثم دخلت مرحلتها العظمى في مهجرهم (المملكة), ثم نشأ مؤلف كتاب الأوفى و أمثاله تحت ظلال هذه الحرب, بما يعني أن كلام المؤلف مبرر, أو على الأقل يمكن تفهمه و هضم العقل له أوأنه هو المتوقع؟. لم نسمع بهذه الحرب مطلقا... (ن) هنا سأضطر إلى نقل جمل من كلامي، وسأكفي أخي عناء نقل خمس فقرات من موضوعي وأحيل إليه قراءتها والمقارنة بين مضمونها وما ادعى أني ألفت النظر إليه. فمما قلت: عودة إلى التطبيل لحرب بين كل اسوكوكل انصر: لكي يعرف الذينيقرعون طبول الحرب من كل انصر ضد كل اسوك ومن كل اسوك ضد كل انصر أو يهددونبالجهالات والسفاهات ــ أنهم يغردون خارج السرب فلينظروا إلى واقع كل اسوك وكل انصرفي بامكو وفي تمبكتو وفي غاو وفي منكا وفي وفي وفي ... لا تجد بينهم هذا التنابزوهذا التحاقر وهذا التغامط لا لأن بينهم اتفاقات شراكة بل لأنهم يعرفون حقيقة اقانصر وحقيقة اوسوك، ولم ينسلخوا من جلودهم التي خرجوا بها من بطون أمهاتهم فيجهلبعضهم بعضا أو يجهل عليه، بل عرف كل واحد منهم الآخر كما يعرفون أو شمنانمس وأماشغوأمغيد وغيرهم.. ومما قلت: وأما تاريخيا: فإن هذه الحرب التي يستشهد بها من هم غيبعنها من الفريقين ويطبل لأن تعود ــ لم يكن السوقيين طرفا منها، بل لقد ارتضاهمشاعر كل انصر حكما بينهم وبين الكنتيين فيها؟ أفبعد ذلك يجعلهم أحفاد الشاعرخصوما؟؟ ويجعلون أنفسهم خصوما؟؟ إنه خطأ يا قوم فاتعظوا أصلحكمالله. ومما قلت: والرابعةوالخامسة: التوزيعالسكاني وفيه يعلم عدم احتكاك كل اسوك في الغالب الأعم بكل انصر (وهذا هو الواقع) فإنه (حسب عندياتي) لا أذكر التماسات بين خطوط كل انصر وكل اسوك ولم أسمع بثأربينهم، والدليل على عدم وجوده أن آباءنا لم يحدثونا به، إنما استنشقه أحفادنا فيالغربة حيث الأجواء مشحونةبمسابقة التعرب المقيتة، ولا أقول العنصرية القبلية لماسيأتي. ومما قلت: ولعل القارئ عرف أن هناك هوة بين المتعربين وأنهم همالذين فطروها وحفروها وطووها، ودعواهم واحدة: فإن الماء ماء أبي وجدي، وهي عفنةمنتنة كريهة بغيضة سوأى بؤسى فليدعوها فإنها من عزاء الجاهلية. ومما قلت: ثم أرجع لأفصل ما أجملته من عدم وجود هوة بين كل انصر وكل اسوك، وبعد ذلكأقترح كيف نردم (معا) هوة سباق التعرب التي لم يكن الأوفى إلا عرضا من أعراضحماها. (م) إن مؤلف كتاب الأوفى عمم جميع السوقيين, ولم يقل: إخواننا في المهجر مثلا, بل إنه لم يتكلم في جو المهجر, وإنما يتكلم في جو الوطن, وصراعاته, و طرق العيش فيه, وهو كغيره من سكان الصحراء يعرف السوقيين, و يعرف أنهم أمة ذات امتداد في الزمان و المكان, و ذات وزن غير طبيعي في المنطقة, و ضاربة بالقدح المعلى في الأخلاق, و الالتزام بالحياد التام في الفتن, و المبادرة إلى زمام الإصلاح, حينما يكون مرجوا و مجديا, ووووو... كما يعرف أن السوقيين في المهجر غير بعيدين عن أخلاقياتهم في بلادهم الأصلية, فقد ضربوا أمثلة رائعة في العلم و التعليم والدعوة, في القديم و الحديث. فأول داعية سلفي اتجه من المملكة العربية السعودية إلى الصحراء منهم , و هو عبد الله بن المحمود وهو سوقي حسني شريف أدرعي, و وجد منهم رجال حملوا ألقابا عالية, و ساهمو في بناء الحضارة الإسلامية, و نفع الله بهم في مهجرهم, كما نفع بهم في بلادهم الأصلية. هذا شأن السوقيين في الوطن و في المهجر, وكانوا معروفين بالمسالمة و الولاء لأولي الأمر في بلادهم و في مهجرهم, وهذا هو ما يريد صاحب كتاب الأوفى أن يسميه جبنا, و خورا من باب (جملوها فباعوها). (ن) أنا معك في هذا وغير بليغ ذكره حاشية على كلامي .. إنما البليغ وضعه في موضوع الردود على كتاب الأوفى. (م) أما ما تتحدث عنه, و تلوح به من مواثيق الشرف, وتقسيم (كل أسوك) لصالح (كل إنصر) بحيث يتحد أنصار كل أسوك مع أنصار (كل إنصر) في نقابة, وأشراف (كل أسوك) حسب تعبيرك مع أشراف (كل إنصر) حسب تعبيرك, ثم تكون هناك نقابتان نقابة الأشراف, ونقابة الأنصار, فإن هذا بيت من الشعر يمكن أن يحرك العواطف السريالية, و تهفو له قلوب العاشقين, و يشجع قائله بعض اللائكين للوحدوية الخيالية. أما حينما ننزل إلى الواقع, فإن سلامة أعراض السوقيين من أقلام (كل إنصر) ينبغي أن تكون مما يمكن الحصول عليها, بدون تقديم الجماعة الأنصارية من السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأنصار من (كل إنصر) , و بدون تقريب جماعة الأشراف السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأشراف من (كل إنصر) , فأنا أرى أن قصيدتك النثرية تكرس الانقسام في المجتمع السوقي, لصالح مجتمع (كل إنصر) أو العكس, وذلك أسوأ عاقبة من كلمات أطلقها واحد من كل إنصر في كتاب, قد لا يقرؤه إلا القليل, فأنا ضد فكرة الأنصرة والأشرفة على رؤيتك هذه؛ لأنها تساوي التقسيم و التفريق, سواء نويت ذلك أو لا, ـ وسامحني على ما فيها من قسوة ـ. (ن) ههههههههههههههههههههههههههههه أولا: أما المسامحة فأنت مسامح.. وأبشرك لم تذنب.. لم تسب ولم تشتم .. إنما حللت تحليلا عاجلا مرتجلا عاطفيا خاطئا، وكل ما يحتاجه الأمر أن أوضح لك وجه خطئك.. وكلي أمل أن يكون صدرك واسعا.. ثانيا: أنت في هذه الفقرة أحب إلي منك حيث تنحت ادعاءات وتلصقها بي وتختفي وراء كأناتك.. ثالثا: ذكرت مواثيق الشرف ولم تعرج على نقدها.. فما أعجلك عنها؟؟ رابعا: ما تحدثت عن تقسيم كل اسوك، ويعلمون رؤيتي في اجتماعهم ومجموعهم ولقائهم واتحادهم، تقبل الله مني ما علمت وما لم تعلم مما سعيت وسأسعى فيه في جمع كلمتهم. وأنا أعلم من ذلك ما قلت بأنك لا تعلمه.. وأهديت إلي لذلك وساما ما زلت أحتفظ به.. فلا تشوش على أعصابك فإني أبو حسان كأبي معاذ. خامسا: وأما الحديث عن النقابات فنقابة الأشراف موجودة بأكثر من مسمى في مالي، ولا أرى أي حرج في مشاركة الأشراف السوقيين فيها. سادسا: نقابة الأنصار موجودة ومرسمة في مالي لكنها لم تفعل .. وسيتم تفعيلها إن شاء الله وتضم كل من ينتمي الأنصار في مالي والذي قد لا يمثل السوقيين إلا خمسهم.. ولن تكون أداة لتفريق كل اسوك، فإن الأنصار السوقيين وخصوصا اليعقوبيين من أسعد الناس بهذا الاجتماع السوقي المبارك، ومن أكثر الناس سعيا في المحافظة عليه قديما وحديثا، بل ومن سوقيتهم استمد السوقيين سوقيتهم كما هو معروف ، فلا داعي للقلق والشك في انضوائهم تحت راية اسمها الأنصار، وهذه الراية ما ذل المسلمون إلا بعد ما نكسوها وعفروها في التراب ولم يحفظ التاريخ الإسلامي تفريق الأنصار له، بل إن الناس (ولا يدخل الأشراف خصوصا الأفارقة في هذا العموم) هم الذين فرقوهم، ونحن بحاجة وحنين إلى اجتماع وهذه سريالية يهش لها كل أنصار ويرجو ويتأمل .. ولغيرهم الحق في أن لا يهش لها وهو حر .. ولا نلومه فمحال أن يحس بنفس الشعور الذي نحس به ولو كان حفصا.. سابعا: أما المقارنة بين فكرتي وسباب الدكتور الكلنتصري الأنصاري فأولا: أنا أقدم اعتذاري إلى كل من فهم كما فهمت وتوهم كما توهمت.. وثانيا، وهو: ثامنا: أعتذر منك إلي في ذلك، وقد قبلت عذرك، وتذكرت قول بعض طلاب العلم: إن دعوة الألباني وقاسم وطه إلى السفور واحدة... وأنا كما أسلفت لن أغضب من تكييفك لنص لي قرأته أنت أو غيرك، لكن أتمنى أن تسند الاستنتاجات وخاصة العريضة إلى أدلة كالتي ذكرتها لما زبّرت زبوري استدنت إلى أمور أدعي أنها صحيحة.. أما أن تتلاعب بنا العواطف حتى في التسميات فإيغال في الجبن العاطفي، الداعي إليه البيئة المركزية الصحراوية التي لا نرى فيها إلا نحن .. وما ندري أننا لنا أكثر من بعد فنحن أشراف أنصار طوارق عرب أفارقة ماليون شماليون أزواديون شباب مثقفون سلفيون إخوان تبليغ وهابيون صوفية حداثيون كلاسيكيون، ونستطيع الجمع بين ما لا يتعارض من هذه الوصف، كأن ننضوي في وقت واحد تحت لواء سوقي ولواء أنصاري ولواء أمازيغي ولواء عروبي ولواء سلفي ولواء ولواء ولواء ... كل هذا ممكن ولا غضاضة فيه، بل هو العقل والنضج والثقافة والفهم والعالمية والوطنية.. (م) من ناحية أخرى أنت أصلت للقضية من منظورك الشخصي, و ليس من الضروري أن يكون تأصيلك صحيحا, فقد لا يكون السبب كما ذكرت, فلما ذا تطرحه, و كأنه آية من سورة القارعة؟. (ن) نعم هو آية محكمة في سورة العقل والمنطق والصواب.. والمنتظر منكم أن تبينوا خلاف ذلك بالأدلة لا أن تقلدوني في التهويل بذكر السورة، فهذه نعامتي لا يغار بها علي. (م) ختاما أرى أن احتواء المشكلة و تضييقها إلى أضيق حدودها أنجع في القضاء عليها من تدويلها و توسيعها و تشعيبها. (ن) وأنا معك في ذلك، كل حسب منطلقاتها .. ولا تعارض.. وبالتوفيق (م) بل إن التعامل معها على رؤيتك هذه كفيل بإضاعتها, و إهدار حق السوقيين من استنكار هذه الإساءات التي نسأل الله أن يسامح مقترفها, وأن يوفقه للرجوع عنها, و التوبة إلى الله من تقطيع أعراض أمة كاملة من المسلمين. (ن) هذا الإضراب ليس إضراب العطف، بل إنما هو إضراب القطع.. وهذه دعوى ووجهة نظر لأخي الحبيب لم يقم عليها برهانا فبقيت آيات زبوري التي دعمتها بأدلّة أقوى وأقوم، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. |
[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).
صفحتي في الفيس بوك https://www.facebook.com/nafeansari |
06-18-2010, 05:20 AM | #17 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
أخي الإدريسي: أشكرك جزيل الشكر على مناقشتك الهادفة البناءة لمقالتي..ffice:office" /> وقد قرأت ردكم الوافي وسامحني بالتعليق عليه ولن أميز كلامك من كلامي بلون، لكن سأصدر عباراتك ب(م) وأصدر عبارتي ب(ن) وأميز بالأحمر ما شئت من حديثي... (م) الأخ اليعقوبي, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (ن) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته (م) لا أستعد لاقتباس الفقرات التي أود التعليق عليها من مقالك حالا ؛ لظروف معينة تستوعبني. (ن) ليتك فعلت ذلك فإنك ما ناقشتني إنما وجهت كلامي توجيهات غير صحيحة وفهمت منه ما صرحت بعكسه وتخوفت منه ما ليس من البلاغة تخوفه مني.. وبصدر رحب أتحمل ذلك كله لأنه لا يعدو أن يكون وجهة نظر لك.. أنا مستعين الله تعالى في توضيح عدم بلاغتها. (م) لكني أنبهك و أنبه القراء إجمالا بأن المقال فصيح غير بليغ؛ لأنه غير مناسب لمقتضى الحال, فإن القضية التي أثرتها ـ و التي هولت قبل تعريجك عليها بأن من يتألم من الحقائق يتوقف عن القراءة, و بغض النظر عن صحتها من عدمها ـ إلا أنها ليست هي موضوع حديث المستنكرين لموضوع كتاب الأوفى. (ن) توضيح : القضية التي أثرتها وهولت منها لم أقل إنها موضوع حديث المستنكرين ؟؟ ولم أتعامل معها على أنها موضوع مطروق الآن.. إنما تعاملت معها على أنها أساس إساءات الأوفى. فما وجه عدم البلاغة في ذكر جذور القضايا؟؟؟ (م) فالقضية العالقة هي: " كيفية التعامل مع إساءات محددة, وإهانات متعمدة واضحة, وتطفيف للكيل, صدر تجاه لقب عام, يشمل السوقيين جميعا, من كانوا و أين كانوا, وهو (السوقيون)". (ن) توضيح: لم أقل هذا ليس بقضية ولا مشكلة.. ولم أقل إن الإساءات تخص أحدا دون الآخر.. ما أدري هل هذا ـ أخي ـ بالغ أو بليغ؟؟ تتحدث أخي عما ذا؟؟ (م) وهذه الإساءات اقترفها شخص واحد, معروف, له أهليته الخاصة, أمام الله, و أمام الناس, (ن) سؤال: وهل حملتها أنا لغيره؟؟ أنا مستعد للتراجع حيث قلت ذلك، بل وحيث يصح فهم ذلك من كلامي!! (م) فاستنكرها بعض من يشملهم الاسم من باب ـ على الأقل ـ الذب عن أعراضهم؛ لأنهم لو سكتوا لربما اعتبر ذلك إقرارا منهم لما وصفوا به, و بعضهم تساءل عن الحلول: هل يمكن إيقاف الكتاب؟ هل يمكن تعديله و حذف المسيء؟ هل يمكن الحصول على تكذيب لهذا الكلام من عقلاء جماعة المؤلف و حكمائهم؟ و ما في هذا الصدد من الأسئلة التي تعتبر كلها أدنى حق للمظلوم في رفع الظلم عن نفسه, و الذود عن حريمه. (ن) ومنهم (وهو أنا) من تساءل عن سبب هذه الإساءات ودعا إلى إعادة النظر في الدوافع إليها واقترح سبلا كفيلة (في زعمه) بالحيلولة دون تكرارها.. والطريق التي دعا إليها أقرب لتحقيق ما ذكرت من الردود التي جرّت ما لا ينصرف بالكسرة غير مضاف ولا محلى. فما ذا أنتجت؟؟ ألم تحوج بعضنا إلى الاعتذار؟؟ هذا ضحى غدٍ.. اللهم وفقنا للرشاد!!! (م) هذا كل ما حصل إلى الآن, (ن) أخي تعلم أنما حصل أكثر من هذا .. وأن بعض من كتب ندم على تسطير حرف.. وأنت في آخر ردك تدعو لاحتواء المشكلة ؟؟؟ (م) وكون فلان خانه التعبير, أو استحوذت عليه العاطفة, أو طغت عليه الحمية, هذا لا يعطي أي مبرر للإساءة إلى الآخر. (ن) هل قلت ذلك؟؟؟ عفا الله عنك.. (م) فلما ذا تكتب هذا الزبور (ن) منحني الله البيان والفكر والعقل والنت ورأيت أمورا ليست فصيحة ولا بليغة فأفصحتُ.. وجزاك الله خيرا تريد أن تحملني على البلاغة، ولم أٌقل لك ولم هذا التلمود ؟ (م) وكأنك.. (ن) أحسنت ما أبلغك حيث قلت كأنك ولم تقل إنك.. وكأنك في شك لأنك ستنسب إلي ما صرحتُ بعكسه.. فلعلك استعجلت .. فعجلت علي !! رحمك الله. (م) و كأنك تحاول توزيع المسؤولية على جميع السوقيين, و على جميع (كل إنصر) بحيث يتحمل كل واحد من هذين القبيلتين نصيبه من إساءات مؤلف كتاب الأوفى, حتى لا يبقى له من إساءته ما يمكن أن يستنكر, ولا ما يبرَّر عتاب المؤلف من أجله؟. (ن) مقالي أمامك أنا مستعد لمسح ما يدل على هذا منه بأنواع الدلالة الموضوعية؟ فلا تتكلف البلاغة يا سحبان!!! (م) وكأنك تريد أن تلفت نظر القارئ إلى أن ما يجري هنا ليس على ما يظهر لكل قارئ, و إنما هو إفراز من إفرازات حرب باردة طويلة الأمد, بين (كل أسوك) و (كل إنصر) بدأت في بلادهم الأصلية بتجاهل كل للآخر, ثم دخلت مرحلتها العظمى في مهجرهم (المملكة), ثم نشأ مؤلف كتاب الأوفى و أمثاله تحت ظلال هذه الحرب, بما يعني أن كلام المؤلف مبرر, أو على الأقل يمكن تفهمه و هضم العقل له أوأنه هو المتوقع؟. لم نسمع بهذه الحرب مطلقا... (ن) هنا سأضطر إلى نقل جمل من كلامي، وسأكفي أخي عناء نقل خمس فقرات من موضوعي وأعزم عليه أن يقرأها قراءة عادية.. ليستيقن أخي أنه توهم أني ألفت الأنظار إلى ما أنا فاتح عيون الناس أحشوها خلافها شاؤا أم أبوا .. ولو كانوا مغمضي عيونهم . 1) فمما قلت: (عودة إلى التطبيل لحرب بين كل اسوكوكل انصر: لكي يعرف الذينيقرعون طبول الحرب من كل انصر ضد كل اسوك ومن كل اسوك ضد كل انصر أو يهددونبالجهالات والسفاهات ــ أنهم يغردون خارج السرب فلينظروا إلى واقع كل اسوك وكل انصرفي بامكو وفي تمبكتو وفي غاو وفي منكا وفي وفي وفي ... لا تجد بينهم هذا التنابزوهذا التحاقر وهذا التغامط لا لأن بينهم اتفاقات شراكة بل لأنهم يعرفون حقيقة اقانصر وحقيقة اوسوك،ولم ينسلخوا من جلودهم التي خرجوا بها من بطون أمهاتهم فيجهلبعضهم بعضا أو يجهل عليه، بل عرف كل واحد منهم الآخر كما يعرفون أو شمنانمس وأماشغوأمغيد وغيرهم.. 2) ومما قلت: وأما تاريخيا: فإن هذه الحرب التي يستشهد بها من هم غيبعنها من الفريقين ويطبل لأن تعود ــ لم يكن السوقيين طرفا منها، بل لقد ارتضاهمشاعر كل انصر حكما بينهم وبين الكنتيين فيها؟ أفبعد ذلك يجعلهم أحفاد الشاعرخصوما؟؟ ويجعلون أنفسهم خصوما؟؟ إنه خطأ يا قوم فاتعظوا أصلحكمالله. 3) ومما قلت: والرابعةوالخامسة: التوزيعالسكاني وفيه يعلم عدم احتكاك كل اسوك في الغالب الأعم بكل انصر (وهذا هو الواقع) فإنه (حسب عندياتي) لا أذكر التماسات بين خطوط كل انصر وكل اسوك ولم أسمع بثأربينهم، والدليل على عدم وجوده أن آباءنا لم يحدثونا به، إنما استنشقه أحفادنا فيالغربة حيث الأجواء مشحونةبمسابقة التعرب المقيتة، ولا أقول العنصرية القبلية لماسيأتي. 4) ومما قلت: ولعل القارئ عرف أن هناك هوة بين المتعربين وأنهم همالذين فطروها وحفروها وطووها، ودعواهم واحدة: فإن الماء ماء أبي وجدي، وهي عفنةمنتنة كريهة بغيضة سوأى بؤسى فليدعوها فإنها من عزاء الجاهلية. 5) ومما قلت: ثم أرجع لأفصل ما أجملته من عدم وجود هوة بين كل انصر وكل اسوك، وبعد ذلكأقترح كيف نردم (معا) هوة سباق التعرب التي لم يكن الأوفى إلا عرضا من أعراضحماها. فلم التعجل أخي؟؟ أعرف أن في أسلوبي غموضا لا أتكلفه ورمزية تنساب مني .. ولكن هذا المقال راجعته مرتين وحاولت أن يكون واضحا متدلي الثمار بحيث يتناوله القاعد والمتكئ .. وإن لم أفعل فأنت (ولله الحمد) لست كابي أزند الفهم والحل والعقد (ما شاء الله). (م) إن مؤلف كتاب الأوفى عمم جميع السوقيين, ...... (جملوها فباعوها). (ن) أنا معك في هذا وغير بليغ ذكره حاشية على كلامي .. إنما البليغ وضعه في موضوع الردود على كتاب الأوفى إن كان ذلك فصيحا هناك . (م) أما ما تتحدث عنه, و تلوح به من مواثيق الشرف, وتقسيم (كل أسوك) لصالح (كل إنصر) بحيث يتحد أنصار كل أسوك مع أنصار (كل إنصر) في نقابة, وأشراف (كل أسوك) حسب تعبيرك مع أشراف (كل إنصر) حسب تعبيرك, ثم تكون هناك نقابتان نقابة الأشراف, ونقابة الأنصار, فإن هذا بيت من الشعر يمكن أن يحرك العواطف السريالية, و تهفو له قلوب العاشقين, و يشجع قائله بعض اللائكين للوحدوية الخيالية.
أما حينما ننزل إلى الواقع, فإن سلامة أعراض السوقيين من أقلام (كل إنصر) ينبغي أن تكون مما يمكن الحصول عليها, بدون تقديم الجماعة الأنصارية من السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأنصار من (كل إنصر) , و بدون تقريب جماعة الأشراف السوقيين قربانا لذلك؛ ليتحد مع الأشراف من (كل إنصر) , فأنا أرى أن قصيدتك النثرية تكرس الانقسام في المجتمع السوقي, لصالح مجتمع (كل إنصر) أو العكس, وذلك أسوأ عاقبة من كلمات أطلقها واحد من كل إنصر في كتاب, قد لا يقرؤه إلا القليل, فأنا ضد فكرة الأنصرة والأشرفة على رؤيتك هذه؛ لأنها تساوي التقسيم و التفريق, سواء نويت ذلك أو لا, ـ وسامحني على ما فيها من قسوة ـ. (ن) ههههههههههههههههههههههههههههه أولا: أما المسامحة فأنت مسامح.. وأبشرك لم تذنب.. لم تسب ولم تشتم .. إنما حللت تحليلا عاجلا مرتجلا عاطفيا خاطئا، وكل ما يحتاجه الأمر أن أوضح لك وجه خطئك.. وكلي أمل أن يكون صدرك واسعا.. ثانيا: أنت في هذه الفقرة أحب إلي منك حيث تنحت ادعاءات وتلصقها بي وتختفي وراء كأناتك.. ثم تتخلص إلى هذه الأنات العاطفية، هي الأخرى التي لن تزيد الموضوع إلا إضحاكا للمشخرين في النوم فدعني أشخخخخخخخخخخخخر ثم أضحك ههههههههههههههههه ثم أرد عليك بعد ما أصحو. ثالثا: ذكرت مواثيق الشرف ولم تعرج على نقدها.. فما أعجلك عنها؟؟ مبروك على التخلص!! رابعا: ما تحدثت عنه من تقسيم كل اسوك، تخمين أبديته من غير أن يدل عليه كلامي ، أو تعلم مني لا أنت ولا كل اسوك ولا كل انصر سوابق لخذلان كل اسوك في موقف انتصار الإنسان لقومه، ولا الاستخفاف بهم في قوم الاعتزاز بالمعشر والأرومة.. وكل اسوك (وأنت من خيارهم) يعلمون رؤيتي في اجتماعهم ومجموعهم ولقائهم واتحادهم، تقبل الله مني ما علمت وما لم تعلم مما سعيت وسأسعى فيه في جمع كلمتهم. وأنا أعلم من ذلك ما قلت بأنك لا تعلمه.. وأهديت إلي لذلك وساما ما زلت أحتفظ به.. فلا تشوش على أعصابك فإني أبو حسان كأبي معاذ... فإذا عاودك الصداع مرة أخرى فارق نفسك بلاميتي وكافيتي ورائيتي في السوق تعترف أنك صحيح غير معلول ولا مقطوع ولا منقطع ولا بائن عنه.. شفاك الله خامسا: وأما الحديث عن النقابات فنقابة الأشراف موجودة وبأكثر من مسمى في مالي، ولا أرى أنا (شخصيا) ولا ترى أنت (اعتباطا) أي حرج في مشاركة الأشراف السوقيين فيها؛ لأن ذلك لن يكرس بإجماع أي اختلاف بين السوقيين. وللمعلومة فإني دقيق لم أطالب بإنشائها.. وإنما اقترحت تفعيل المشاركة فيها للحد من التشظي الحاصل.. سادسا: نقابة الأنصار موجودة ومرسمة في مالي لكنها لم تفعل .. وسيتم تفعيلها إن شاء الله وستضم كل من ينتمي الأنصار في مالي والذي قد لا يمثل السوقيين إلا خمسهم.. ولن تكون أداة لتفريق كل اسوك.. (وارفع يدك عن بطنك) يعني لا تخف، واطمئن وارتح وأنعم بالا فإن قومك الأنصار السوقيين ليسوا من السوقيين بحيث يخاف عليهم أن يقطعوا من السوقيين ويذوبوا في كيان آخر؛ لأن الأنصار السوقيين وخصوصا اليعقوبيين من أسعد الناس بهذا الاجتماع السوقي المبارك، ومن أكثر الناس سعيا في المحافظة عليه قديما وحديثا، بل ومن سوقيتهم استمد السوقيون سوقيتهم كما هو معروف ، فلا داعي للقلق من انضوائهم تحت راية اسمها الأنصار.. وهذه الراية ما ذل المسلمون إلا بعد ما نكسوها وعفروها في التراب ولم يحفظ التاريخ الإسلامي تفريق الأنصار له، بل إن الناس (ولا يدخل الأشراف خصوصا الأفارقة في هذا العموم) هم الذين فرقوهم، ونحن بحاجة وحنين إلى اجتماع ... وهذه سريالية من حق كل أنصاري أن يهش لها وتسلبه لبه .. وتسيل لعابه.. ويرجو ويتأمل .. ولغيرهم الحق في أن لا يهش ولا نلومه.. فمحال أن يحس بنفس الشعور الذي نحس به ولو كان حفصا.. ولن أنسى بعد هذا الشعر المنثور أن أقول: رجوع ، بلى.. لقد دل شعورك هذا الذي آلمتني وأفرحتني به في وقت واحد على وفاء أصيل.. وأصل وفي.. ورابطة متينة.. أنت متشبث بها حريص عليها فجزاك الله خيرا.. ومن جهتي فالمحيا محياكم والممات مماتكم.. وتعلّم (رعاك الله) أن وسائل التلاحم وتجلياته تختلف من عصر إلى عصر.. فقد يكون كذا وكذا انفكاكا أمس ويدل اليوم على مستوى من النضج ومعرفة المصادر والمخارج والأصول، وتفريع الأدلة عليها والمناط والسياق .. نحن ولله الحمد والمنة في بحبوحة منه فلما ذا الجزع يا جبان؟؟ سابعا: أما المقارنة بين فكرتي وسباب الدكتور الكلنتصري الأنصاري فأولا: أنا أقدم اعتذاري إلى كل من فهم كما فهمت وتوهم كما توهمت.. وثانيا، وهو: ثامنا: أعتذر منك إلي في ذلك، وقد قبلت عذرك، وتذكرت قول بعض طلاب العلم: إن دعوة الألباني وقاسم وطه إلى السفور واحدة... وأنا كما أسلفت لن أغضب من تكييفك لنص لي قرأته أنت أو غيرك، لكن أتمنى أن تسند الاستنتاجات وخاصة العريضة إلى أدلة كالتي ذكرتها لما زبّرت زبوري استدنت إلى أمور أدعي أنها صحيحة.. أما أن تتلاعب بنا العواطف حتى في التسميات فإيغال في الجبن العاطفي، الداعي إليه البيئة المركزية الصحراوية التي لا نرى فيها إلا نحن .. وما ندري أننا لنا أكثر من بعد فنحن أشراف أنصار طوارق عرب أفارقة ماليون شماليون أزواديون شباب مثقفون سلفيون إخوان تبليغ وهابيون صوفية حداثيون كلاسيكيون، ونستطيع الجمع بين ما لا يتعارض من هذه الوصف، كأن ننضوي في وقت واحد تحت لواء سوقي ولواء أنصاري ولواء أمازيغي ولواء عروبي ولواء سلفي ولواء ولواء ولواء ... كل هذا ممكن ولا غضاضة فيه، بل هو العقل والنضج والثقافة والفهم والعالمية والوطنية.. (م) من ناحية أخرى أنت أصلت للقضية من منظورك الشخصي, و ليس من الضروري أن يكون تأصيلك صحيحا, فقد لا يكون السبب كما ذكرت, فلما ذا تطرحه, و كأنه آية من سورة القارعة؟. (ن) نعم هو آية محكمة في سورة العقل والمنطق والصواب.. والمنتظر منكم أن تبينوا خلاف ذلك بالأدلة لا أن تقلدوني في التهويل بذكر السورة، فهذه نعامتي لا يغار بها علي. (م) ختاما أرى أن احتواء المشكلة و تضييقها إلى أضيق حدودها أنجع في القضاء عليها من تدويلها و توسيعها و تشعيبها. (ن) وأنا معك في ذلك، كل حسب منطلقاته .. ولا تعارض.. وبالتوفيق . (م) بل إن التعامل معها على رؤيتك هذه كفيل بإضاعتها, و إهدار حق السوقيين من استنكار هذه الإساءات التي نسأل الله أن يسامح مقترفها, وأن يوفقه للرجوع عنها, و التوبة إلى الله من تقطيع أعراض أمة كاملة من المسلمين. (ن) هذا الإضراب ليس إضراب العطف، بل إنما هو إضراب القطع.. وهذه دعوى ووجهة نظر لأخي الحبيب لم يقم عليها برهانا فبقيت آيات زبوري التي دعمتها بأدلّة أقوى وأقوم، والله أعلى وأعلم، وعلى محمد وآله صلى وسلم. |
|
06-18-2010, 05:37 AM | #18 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
اقتباس:
أخي الفاضل عبد الواحد كلامك رائع متين.. واستنتاجك بديع أعجبني جدا وخصوصا هذه الفقرات.. ولك شكري وتقديري.. ومن هنا بداية الطريق.. والملتقى في بحبوحة من الحوار الحر الهادف المفيد.. |
|
06-18-2010, 05:42 AM | #19 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
اقتباس:
أخي الكريم : لك مني كل الشكر والتقدير.. وجزاك الله خيراعلى وبتك ... والذي أتمناه وأرجوه منك ومن جميع الإخوة ما تفضلت به من الإعراض عما يعمق الشرخ بين الإخوة ويجلب به بالشيطان ليلقى العداوة والبغضاء بيننا.. والخطوات العملية قادمة بإذن الله تعالى... |
|
06-18-2010, 06:18 AM | #20 |
|
رد: كل اسوك وكل انصر: إلى أين؟؟
اقتباس:
أخي وحبيبي محمد أحمد السوقي.. أشكرك شكرا جزيلا عل مداخلتك الطيبة.. نعم لم تكن علاقات كل انصر وكل اسوك كما يعكس بعض نشئهم المتسعودون.. وقد قررتَ ذلك جزاك الله خيرا.. واستدللتَ له بارك الله فيك.. فلنتعان معا على سل عروش هذه الأزمة من جذورها... |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|