|
منتدى الاسرة و المجتع منبر للتوجيهات و الأفكار التي تصب في بوتقة تربية الجيل المسلم . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
أباء غاضبون ونادمون
د. حمدي شعيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَبَّلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً!؟. فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً!؟. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟. ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم". هكذا كان تعليقه الحاد والجاد صلى الله عليه وسلم؛ (أي لا ترحموا من لا يرحم الناس. ومن لا يكن من أهل الرحمة فإنه لا يرحم). فكان إنذاراً منه صلى الله عليه وسلم للآباء أن ارحموا أبناءكم!؟. فالرحمة بالخلائق قاعدة إلهية؛ لأنه سبحانه قد "كَتَبَ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ"،ورحمة الوالدين بالأبناء جزء من رحمته سبحانه بالخلائق: فأغدق رحمته صلى الله عليه وسلم على من عامله خاصة الصغار: فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني؛ فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: اللهم إرحمهما؛ فإني أرحمهما. [4] - أيها الوالد ... لا تحطم من أحبك! بينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدة؛ إذ بالابن ذو الستة سنوات يلتقط حجراً ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارة!. وفي قمة غضبه؛ إذ بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات، وبدون أن يشعر أنه كان ستخدم مفتاحاً(انجليزياً)!؟. وكانت الكارثة أن الحادثة أديت إلى بتر أصابع الأبن في المستشفى!. وأغمي على الأب وهلوس في ذهول؛ عندما سمع ابنه الحبيب يتمتم متسائلاً: متى ستنموا أصابعي يا أبي الحبيب؟!. وعاد الأب إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات، وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الأبن فوجده قد كتب عليها: (أنا أحبك يا أبي)!!!؟. هكذا نفعل بأبنائنا نحن معاشر الآباء والأمهات؛ عند غضبنا، وعند تسرعنا، وعند تعاملنا العصبي مع أحبابنا؛ قبل التحقق من صحة سلوكياتهم!؟. فكم من أصابع صغيرة بترنا!؟. وكم من قلوب بيضاء كسرنا!؟. وكم من دموع حبيبة أذرفنا!؟. وكم من نفوس بريئة حطمنا!؟. - لا تكن من هواة ... دق المسامير: كان هناك طفل يصعب إرضاؤه؛ أعطاه والده كيساً مليئاً بالمسامير، وقال له: قم بطرق مسمار واحد في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص!!؟. في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسماراً في سور الحديقة!؟. وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه وكان عدد المسامير التي تدق يومياً ينخفض، اكتشف الولد أنه تعلم بسهولة كيف يتحكم في نفسه، وأن ذلك أسهل من طرق المسامير على سور الحديقة!. في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة!؟. عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة إلى أن يطرق أي مسمار. قال له والده: الآن قم بخلع مسمار واحد عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك!؟. مرت عدة أيام؛ ... وأخيراً تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور. قام الوالد بأخذ ابنه إلى السور وقال له: (بني قد أحسنت التصرف؛ ... ولكن انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور؛ ... لن تعود أبداً كما كانت). هكذا نفعل بأبنائنا عند خلافنا معهم، وعند غضبنا من تصرفاتهم، وعند معارضتنا لسلوكياتهم!؟. فكم آلمناهم؛ فلم ننصت لآرائهم!؟. وكم آذيناهم؛ فلمناهم على الملأ!؟. وكم جرحناهم؛ فشكوناهم إلى الآخرين!؟. فكم من مسامير دققناها في جدار حبنا لهم؛ فتركت آثاراً لا تنمحي!؟. متى ؟ متى يتعلم الوالدان؛ أن السلوكيات سواء الحسنة منها أو السيئة؛ هي كالمال؛ يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، وقبيلاً بعد قبيل؟؟؟!!!. وليس عيباً أن يقف الأب ـ أو الأم ـ يوماً أو لحظة صدق مع نفسه؛ ليزيل هذا الحمل الثقيل عن صدره؛ ولا تأخذه العزة بالإثم؛ ويريح ضميره؛ فيعترف بأخطائه مع أبنائه؛ ولو سراً على الورق!!!. فلعله يعين غيره ويحذره من أن يكرر أخطاءه.
سوقي وأعتز شامخ الراس مايهنز أشوف المدينه ويضيع قلبي ويفز
|
12-16-2010, 12:44 AM | #2 | |||||||||
|
رد: أباء غاضبون ونادمون
أتشرف بالصدارة في قائمة المعلقين على العضو المبدع ـ ابن المدينة ـ ، وأشكره كثيرا على هذا الموضوع الاجتماعي التربوي، وما يزيد من مكانته نوعية مصادره الأولى حيث سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسنته، وأمره، و كذلك القاعدة الكونية، والقصص القصيرة ( واقعية/ خيالية) حيث كل ذلك يتراكم وتتكون منه مصداقية حض الآباء على الرأفة بالأبناء. وهو أمر أكدته التربية الحديثة، وحذرت من سلبياته الكثيرة، وأشدها ما يرددونه من ان الطفل من السنة 2 إلى 5، 6 تؤثر عليه قساوة الواليدن سلبا، حيث يزرع فيه ذلك كره الوالد أولا فيما يسمونه ب(عقدة أوديب)، أو كره الأم : (عقدة إلكترا)، وهذه العقدة تولد سلبيات أخرى لا تقل خطورة عنها، من مثل تحول الشخص إلى( مجرم) إذا تطورت عقدة أوديب، وكره الجميع، سيتعطش إلى الدماء، وتتمثل في كل رجل صورة أبيه القاسي، ويبغض كل رجل، ويرغب في الانتقام بالوحشية.... وهكذا ومن البديهي معرفة ما ينتج عن هذه أيضا من شقاوة الإنسان، والقضاء على سعادته، ووءده قبل الأوان. فمن هنا حذر المربون الآباء من التصرفات السيئة تجاه الأطفال في هذه المرحلة.، ونصحوهم بالرفق والرحمة، وإظهار المزيد من الحب، لزرع هذا الخلق العظيم. وطبعا كان هذا الجزء المهم من التربية من الكثير الذي سبق إليه ديننا الحنيف. وبينه نبينا صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا. ولهذا أعود واكرر شكري لابن المدينة. لكني أستسمح فضيلته في عدم إعجابي ببعض أساليبه، في مقدمة قصيدته الجميلة، وأقتصر على هذا فقط: (هكذا كان تعليقه الحاد والجاد صلى الله عليه وسلم؛ (أي لا ترحموا من لا يرحم الناس. ومن لا يكن من أهل الرحمة فإنه لا يرحم). التعبير مفتوح دوما في دين الأدباء، ولا حدود للكلمات إلا إذا تعلق الأمر بشخصية كنبي، وهنا تعلق الأمر بخير خلق الله خلقا وخلقة. فنبينا صلى الله عليه وسلم مثال في كل خلق جميل، و ناه عن كل خلق ذميم.
إنه نموذج كامل في الرفق، وتليين اللكمات، خصوصا اثناء التوجيه، فوصف تعليقه ب(الحاد)، لا داعي إليه في رأيي سوى الرغبة في خلق الجناس الناقص بين (الحاد/ الجاد). وهذا الغرض اللغوي القليل لا ينبغي أن نمس في طريق تحصيله ولو إشارة جانبا من جوانب مدرسة الأخلاق العالمية صلى الله عليه وسلم. فتعليقه جد لطيف، وجد لين. لنمعن النظر في جمالية هذا الأسلوب: النبي عليه السلام يخاطب الأقرع وحده، والمتوقع من مثل هذا المقام هو مخاطبة الفرد السائل/ المتسائل/ المتحث. ولكنه عدل إلى أسلوب عام، يتعلق ب(من) لا ب(أنت)، ولم يصدر كذلك (أمرا، ولا نهيا) بل أصدر حكمة مفادها الترغيب في خلق الرحمة، والترهيب من عدمها، بتعليق لطيف جدا، على أن الاستنباط أيها الأستاذا المحترم استوقفني أيضا: فالنبي عليه السلام لم ينه وما نهى ولن ينهى عن الرحمة، بل كان آمرا وناصحا بها دوما، لأنه خلقه (ولو كنت فظا غليظ القلب ..... )، وكان أرفق الناس بالناس. ولا ننسى الموقف الذي قال فيه: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، ونعرف أنه موقف يتنافى ـ بطبيعة الإنسان العادي ـ مع الرحمة. وهو إنما يحبب إلينا أخلاقه الطاهرة، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وليس من مكارم الأخلاق مجازاة الإساءة بالإساءة، (فمن عفى وأصلح فأجره على الله). ونبينا عليه السلام ببلاغته المعجزة عدل عن الأسلوب الذي فسر به أستاذنا الكريم حديثه (لا ترحموا من لا يرحم الناس.....) وإنما ساقه بسياق عام جدا، يشبه الإخبار عن أحوال الناس، أنهم لا يرحمون الذي لا يرحمهم، وهذا أمر تعرفه العرب، ولكن النبي لم يأت ليقرر كل أخلاق العرب والعجم، بل جاء ليصفي الخلق، ويتمم المكارم. وما رأي الأستاذ إذا قلت إن هذا الجديث يأمرنا بأن نرحم الجميع راحما كان أو غير راحم، فمن طبائع الناس عدم الرحمة للكل فضلا عن الذي لا يرحمهم، ولكن شريعتننا أعلى من طبائع الناس، تستمد الخلق من قبس رباني، فتأمر بالرحمة المطلقة. ؟؟؟ هل هذا المعنى يشير إليه الحديث؟؟ أنا أظنه يمسه بالأصابع، ويشدد عليه. ولذا أعود وأكرر أن تعليق النبي صلى الله عليه وسلم جد لطيف ولين. وخال من كل معاني الحدة مع أنه جاد. مع تحياتي الخالصة |
|||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة محمد أغ محمد ; 12-16-2010 الساعة 12:52 AM
سبب آخر: خطأ
|
12-18-2010, 10:57 AM | #3 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: أباء غاضبون ونادمون
نشكر العضو النشط (ابن المدينة) على هذه الفوائد.
ونشكر أيضاالحسني في تعليقه فقد ظهرت فيه شخصيته, وبانت فيه فلسفته الأخلاقية بشكل جميل لافت. |
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 12-19-2010 الساعة 09:05 PM
|
12-18-2010, 11:08 PM | #4 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: أباء غاضبون ونادمون
شكرا إبن المدينة على هذا الموضوع التربوي الذي يحمل رسائل عدة ونحن أحوج الناس إلى قرائتها ووعيها وأعني بحن أهل البوادي والشكر موصول لعكاشة الذي سبقني واللأديب الخرجي بارك الله فيكم جميعا وجعلنا وأياكم ممن عمرت قلوبهم بالرحمة .
|
|||||||||
|
12-21-2010, 04:18 AM | #5 |
|
رد: أباء غاضبون ونادمون
اأخي محمد الحسني بارك الله فيك وفي علمك وجزاك الله خير على الإضافه القيمه والتوضيح الجميل وهذا ليس بمستغرب على أمثالك من أبناء أهل السوق وأعتقد أني وضعت إسم الكتور صاحب الموضوع في بداية الموضوع لذا لا أملك حق النقاش في الموضوع دمت متألق ونرجو أن نشاهد مثل هذه المواضيع بفكر سوقي بحت ااااالف شكر والشكر موصول للأديب الفذ الرائع السوقي الخرجي..وكذالك للمدير جميل الطلله أبو عبدالله على مرورهم الكريم العطر ..وتحياتي لكم جميعا
|
|
01-24-2011, 10:24 PM | #6 | |
|
رد: أباء غاضبون ونادمون
جميل ما جدت به علينا من طيب رحمتنا به فجدت و أجدت و أبدعت فاستحققت الشكر على الموضوووووووووووووع
مشكووووووووووووووووووووووور دم وفيا |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|