|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة
الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة، عرفته الحضارات منذ القدم، وتبارت فيهما على الخصوص المدارس الفلسفية اليونانية التي عرفت بالسوفسطائية، إذ كان هذين العلمين معياراً لتقدم الشعوب وتنويرها. والخطابة هي اليوم مرادف لمصطلح التواصل احتضنتها الجامعات الغربية، واعتمدت عليه في برامجها ومناهجها الحديثة كجسر يمتد لتلتقي مع باقي العلوم المعرفية الأخرى. ونظرا لأهمية هذا النوع من المعارف لما له من تأثيرات نوعية على مستوى الفكر وإدارة الذات، تساءلنا عن تراتبيته ودرجات الاهتمام به مع باقي العلوم الإنسانية، على اعتبار أن التواصل علاوة على ماسبق أرضية لتأسيس العلاقات بين الأفراد والجماعات والشعوب. فهل نحن أمة بلغت شأوها في هذا المجال، أم لاتزال في طور التنظير أم هناك معوقات موروثة؟ وحتى نتطرق لهذا الموضوع بتفاصيل أوفى، كان هذا اللقاء مع الأستاذ إدريس خرشاف أستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وأستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بكلية الآداب بالرباط. س: التواصل لغة تداولية إنسانية، عرفت مؤخرا اهتماما في جميع الأوساط المعرفية بالغرب في المقابل لم تعرف نفس الصدى بالأوساط العربية داخل الأكاديميات هل ذلك دليل على أننا نعيش أزمات في خطاباتنا؟ ج: لابد أن نتطرق إلى الموضوع في إطاره الشامل، أزمة التواصل أزمة تنحصر في نقطة أساسية، تتمثل في مرحلة البداية ونحن نعلم جميعا أن الأسرة هي منطلق بناء الأمة وبناء المشروع الحضاري. أما الحديث عن التطور الحضاري فلا يستقيم مفهوم الحضارة وتطورها إلا إذا توفقنا في بناء أجيال تتمتع بشخصيات سليمة. فإذا كانت الأسرة لاتقوم بالدور اللازم ستخلق فجوة بينهما وستتسع مع مرور الزمن وتلك بداية الأزمة، لأن هذا الطفل منذ نشأته لم يتعلم كيف يقوم بالدور المنوط به ليكون عنصرا إيجابيا في المستقبل. إذن فالحضارة هي نتيجة حتمية لنواة أو بذرة تغرس في أرض خصبة معطاء تتمثل في أسرة صالحة تربي نشأً ناجحا وسط مجتمع إيجابي، وبالتالي تنشأ الأمة التي تستحق أن نطلق عليها لقب الحضارة. الحضارة كذلك تختزل مفهوم الاستخلاف في الأرض وتطبيق التعاليم السماوية، وتنشئة الطفل على استيعاب هذه المفاهيم حتى لا نجرّد الحضارة من مفهومها الأساسي ونختزلها في المفاهيم المادية كما يتبناها الغرب على أن الحضارة هي تطور وتطاول في البنيان والعمران، بينما الحضارة هي روح ومعنى قبل أن تكون مادة، وحينما نقول أننا نعيش أزمة حضارية يعني أننا نعيش أزمة أخلاقية نمت مع الفرد منذ طفولته فانعكست بالتدرج على المجتمع، وهذه الأزمة ستتأثر بها باقي المظاهر الحيوية التي هي جزء من الحضارة كالتعليم والاقتصاد وغيرها. س: عندما نقول أننا نعيش أزمة خطاب نفهم ضمنيا أن المسألة متعلقة بالأمة قبل الحديث عن مفهوم الحضارة، بمعنى إذا كنا نفشل في توصيل خطابنا للآخر ونحن لا نعي بذلك، فكيف لنا أن نصنع حضارة؟ ج: أولا يجب أن نعرف معنى الحضارة. الحضارة ليست هي المدنية، وعندما نتحدث عن الحضارة نتحدث عن محصلات لمحورين أساسين: الجانب المادي المرتبط بالتطور والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي... والجانب الآخر هو الأخلاق والقيم وهما عنصران لا يمكن للمشروع الحضاري أن يتحقق بدونهما، ويجب أن يسيرا بشكل متوازي، وإذا تخلف عنصر عن الآخر ظل المشروع الحضاري متعثرا على الدوام، وصورة الغرب ماثلة أمامنا إذ يبدو لنا في الظاهر أن صورة الحضارة مكتملة الأطراف، في حين أن الغرب يعيش أزمة قيم من نوع آخر سنتطرق إليها لاحقا. س: لقد اختزلت أزمة القيم في التربية، بمعنى أن الطفل الذي لا يخضع إلى مقاييس التربية السليمة منذ البداية ينشأ على غير هدى من الله، فما قولك إذا كان الأبوين هم أحوج إلى التربية من ابنهما، فما هو الحل في نظرك. ج: العلاج هو الانطلاق من الصفر، والإسوة كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف استطاع أن يفقه أجيالا متفاوتة نشأت في مجتمع جاهلي بكل المقاييس، وكان المحرك الأساسي هو القراءة بأمر من السماء ولم تسر كلمة القراءة في مجتمع الرسول بمفهوم أجوف، بل حملت إلى جانب التعلم مضامين خلقية وقيم سامية قبل أي شيء آخر، بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هدفه الأساسي محو الأمية بقدر ما كان يهمه أن يرسخ مبادئ أخلاقية سامية ويحرص على تثبيتها في نفس كل صحابي. إذن فالإشكالية ليست في السن الصغير أو الكبير دائما، بل في الإصرار على ماذا؟ هل نصر على الخطإ رغم إدراكه في نفوسنا، أم الإصرار على تصحيحه كيف ما كان شأنه. القضية كلها تتجلى في معرفة الذات لمكامن الداء بدلا من جهله أو تجاهله أحيانا. فلا يكفي أن نحصل على شهادة ثم نبحث عن وظيفة لنقول أننا مجتمع مثقف إلى جانب ذلك هناك مجموعة أشياء تظل غائبة عن قيمنا الأمر الذي يولد أزمات مختلفة منها عنوان موضوعنا، لماذا نعيش أزمة حقيقية على مستوى خطاباتنا؟ س: نحن نعيش أزمة قيم بشكل متفاقم، والمعضلة أن هذه الأزمة تطغى على السواد الأعظم، بحيث لا تشكل الاستثناء بل أزمة تطغى على سلوكنا اليومي، وأصبحنا نبحث على حامل القيم كبحثنا على إبرة في كومة قش. وليس بالضرورة أن يكون متقنا للتواصل، وليس كل أمي لا يجيد فن التواصل، فالمسألة إذن لا تتعلق بالجهل أو المعرفة؟ ج: هو بشكل عام هناك من اهتدى إلى الطريق المستقيم بالفطرة وبدون توجيهات تربوية أو الحصول على شهادات عليا وهذه قلة قليلة، أما بالنسبة للذين لا يتعدى هدفهم حدود الدنيا، هؤلاء يصبحون نماذج من الغرب نجاحهم يرتبط بالمادة ويخلو من القيم. أما بالنسبة للإنسان المتوازن أي الذي يحرص على تحقيق مفهوم الاستخلاف في الأرض وإقامة شرع الله يسعى إلى تفعيل المعنيين معا الروحي والمادي. أما الإنسان المضيع للأمانة إما أنه لا يعلم شيئا عن معنى الاستخلاف في الأرض، وبالتالي فهو لن يطلب شيئا يجهله أو إما يتجاهله متعمدا. وجهل الشيء أو تجاهله سواء. على العموم الإنسان يختلف من فرد لآخر في كيفية إدراك الأمور وتطبيبقها و بناء الفرد هو الذي يصنع المستقبل، والإشكالية دوما تنطلق من الأسرة حينما نعلم أن آليات الحوار تغيب بين الزوجين مع بعضهما البعض وبين الوالدين والأبناء، فنحن عودنا الطفل على الاستماع والخضوع للأوامر ومنعه من طرح كثير من الأسئلة، ومنعه من الجلوس أو الحديث مع الكبار وإذا استعملنا مع الطفل هذه الأساليب، فإنه غالبا ما يفعل الشيء ذاته مع الآخرين عندما يكبر. ونحن نعلم أن آليات الحوار تتمثل في حسن الاستماع والنظر واستحضار البصيرة التي تتعدى مستوى الأبصار وتدخل في إطار النفس المطمئنة وتجانس الأرواح. س: أنت الآن جسدت آليات الحوار، فعندما يصادر أحد المتحاورين حق الآخر في الرد، هل يحصل ذلك نتيجة استضعاف لمحاوره وشعور الآخر بالاستقواء، أم المسألة تتعلق بجهل أساليب الخطاب لا غير. ج: النقطتين التي ذكرت كلاهما آفتين، الجهل بأدبيات الحوار شائعة بين ظهرانينا بغض النظر عن الشعور بالاستقواء أو عقدة التفوق. من أدبيات الحوار كذلك، استحضار نية البحث عن النقاط المشتركة وليس العكس. ولنا نموذج في الشافعي حين قال: أقبل على محاوري وأنا أتمنى أن يكون الحق معه لأوافقه لا أن أختلف معه لأنتصر لنفسي. ثم عدم البحث عن الثغرات لأصبح أنا القوي، بل الدافع يكون دائما البحث عن الحق ابتغاء وجه الله. وأثناء الحوار يجب إلغاء نظرة التفاوت بين المتحاورين وتجنب استعمالها كسلاح للغلبة، لأن كثيرا من المناظرات الخطابية تنتهي بالعراك أو استخدام كلمات نابية تنصهر أمامها المقامات الأدبية والشهادات العلمية، لأن مؤشرات فشل الخطاب كانت منذ البداية بتقطيب الحاجبين والعبوس في وجه مقابله كأنهما سيتبادلان اللكمات، وغابت عن الأذهان القدوة الحسنة الابتسامة في وجه أخيك صدقة". س: سنتدرج إلى مستوى آخر من مستويات أزمات الخطاب، إذ لا تنحصر الأزمة بين حاملي الشهادات العليا بل تتعداها إلى فئات أخرى من الناس في الظاهر أنها تطبق الشعائر الدينية بحرفية، بينما تغيب على مستوى السلوك والمعاملات بين الناس ،إذن هناك أزمات متعددة؟ ج: بل هناك أنكى مما ذكرته الآن حينما نجد من يدرس علوم الدين والشريعة وهم أبعد ما يكونون عنها، بل من هؤلاء من يحاربها بطريقة غير مباشرة حينما تتعارض أقواله مع أفعاله، أو حينما يقلب المفاهيم الحقيقية للدين، أو حينما يخضع الدين لصالح السلطة. أما إذا انتقلنا إلى مستوى تحليل الشخصية وتساءلنا عن عدم استفادة هؤلاء الناس من علمهم ودينهم، فالجواب على ذلك سهل جدا، ذلك أن من الناس من يطرق أبواب المعرفة بغض النظر عن التخصص، سواء درس الكيمياء أو العلوم الرياضية أو العلوم الشرعية أو الاجتماعية، الهدف بالنسبة إليه يرتبط أساسا بالشهادة لا غير، وأن يصبح له مركز مرموق يتباهى به أمام الخلق، ويمارس من خلاله سلطته القمعية والقهرية على موظفيه حينما تكون بين يديه آليات القرار والتسيير. فهذا الشخص منذ البداية وضع صورة مقزمة بين عينيه أثناء متابعة مسيرته العلمية، وهو الحصول على شهادة لكي يضمن بها قوت يومه، إذن التفكير في التطور انحصر في الشق المادي من الحياة وغابت عنه التمثلات الروحية والمعنوية عن تصوره، وبالتالي نسي قوله تعالى: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا إذن فغياب الجانب التطبيقي من الدين وعدم استحضار خشية الله، كل ذلك يخرج الإنسان عن جادة الصواب بغض النظر عن إنجازه والفضاء الذي يشتغل فيه. كذلك الأمر بالنسبة لصائم رمضان وهو يفسق بلسانه، أو المصلي الذي يخرج الصلاة عن وقتها، والحاج الذي يعود من حجه وهو يغرف الذنوب. ثم نعود لنقول بأن الخلل نشأ بسبب غياب تصور تربوي صحيح متشبع بقيم دينية. س: السؤال المهم هل أنا مستعد للتغيير، تغيير الذات نحو الأحسن، وهل يملك الإنسان الشجاعة ليقول أنا مخطىء أمام نفسه، فما بالك أن يعترف أمام الآخرين؟ ج: حقيقة إذا وضع الإنسان سلوكه اليومي في الميزان، لانتهت المشكلة، وإذا وجد ذنوبه تجاوزت 67 في المائة، عليه أن يعيد النظر في نفسه من أجل التغيير. المشكلة أنه لا أحد منا يجلس آخر النهار ليقوم بعملية عزل الغث من السمين من أفعاله إلا من رحم الله. في حين نعد حساباتنا المالية باستماتة، رغم أن المال مآله الزوال، وأعمالنا هي التي تصنع مصائرنا إما الفوز بالجنة أو الخلود في النار أعاذنا الله منها. في نفس الوقت لا يجب أن ننبهر بأضواء الغرب واستوائه على عرش المدنية والتطور، وألا تُخلخل هذه المظاهر المعاني الروحية بداخلنا، فهذا الغرب حصل على جميع مكونات التطور، وحقق لنفسه وسائل الراحة والترفيه، مع ذلك نجد أعلى مستويات الانتحار بين صفوفه، ويستهلك كميات هائلة من المسكنات العصبية لماذا؟ لأنه افتقد شعوره بالأمان ولم يفكر بأن الجسم مركب روحي ومادي، فضاع بين الاثنين. فلنستفد من التجربة ونتذكر قوله عز وجل "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ويحشر يوم القيامة أعمى، قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك جاءتك آياتنا فنسيتها، فكذلك اليوم تنسى...". خير من وضّح مفهوم السيميائية الدكتوران: الرويلي والبازعي في كتابهما (دليل الناقد الأدبي) قالا: السيميولوجية (السيميوطيقا) لدى دارسيها تعني علم أو دراسة العلامات (الإشارات) دراسة منظمة منتظمة، ويفضِّل الأوربيون مفردة السيميولوجيا التزاماً منهم بالتسمية السوسيرية، أمّا الأمريكيون فيفضّلون السيميوطيقا التي جاء بها المفكر والفيلسوف الأمريكي تشارلس ساندرز بيرس. أمّا العرب، خاصة أهل المغرب العربي فقد دعوا إلى ترجمتها (بالسيمياء) محاولة منهم في تعريف المصطلح، والسيمياء مفردة حقيقية بالاعتبار، لأنها كمفردة عربيّة ـ كما يقول الدكتور معجب الزهراني ـ (ترتبط بحقلٍ دلالي لغوي ـ ثقافي، يحضر معها فيه كلمات مثل: السِّمَة، والتسمية، والوسام، والوسم، والميسم، والسِّيماء والسيمياء (بالقصر والمد) والعلامة). وتنتمي السيمياء ـ أيّاً كانت التسمية ـ في أصولها ومنهجيتها إلى البنيوية، إذ البنيوية نفسها منهج منتظم لدراسة الأنظمة الإشارية المختلفة في الثقافة العامة". ما هو التفكير؟ التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحسي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف معين بدوافع وفي غياب الموانع بحيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه، أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ومعايشته له وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه، وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوته ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ولابد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به. وتلخص مهارات التفكير في: مهارات الإعداد النفسي والتربوي. المهارات المتعلقة بالإدراك الحسي والمعلومات والخبرة. المهارات المتعلقة بإزالة العقبات وتجنب أخطاء التفكير، حيث يتمثل الإعداد النفسي في إثارة الرغبة والثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج والعزم والتصميم والمرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير والانسجام الفكري. ماهي الموهبة؟ تتفق المعجمات العربية والإنجليزية من الناحية اللغوية على أن الموهبة تعتبر قدرة أو استعداداً فطرياً لدى الفرد، أما من الناحية التربوية والاصطلاحية فهناك صعوبة في تحديد وتعريف بعض المصطلحات المتعلقة بمفهوم الموهبة، وتبدو كثيرة التشعب ويسودها الخلط، وهي سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، والموهوب هو الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة، لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الموسيقى أو الشعر أو الرسم... وغيرها. والموهبة حينما تتطور قد تلامس العبقرية في بعض الأحيان، وهي قوة فكرية فطرية من نمط رفيع كالتي تعزى إلى من يعتبرون أعظم المشتغلين في أي فرع من فروع الفن، أو التأمل أو التطبيق، فهي طاقة فطرية، وغير عادية، وذات علاقة بالإبداع التخيلي وتختلف عن الموهبة. حينما نعرف بمصطلح التواصل الثقافي ، نستهله بفرضية أنّ من تقاليد البشر الدعوة إلى التعاون من أجل البقاء والأمن والسلام والسعي بكل الطرق إلى تحقيقه، والجعل من هذه الظاهرة أحد الأهداف النبيلة الإنسانية ولا تتحقق بمجرد الدعوة لأنها ليست قضيّة لغويّة فحسب، إذ اللغة في حد ذاتها لم تعد عائقا يعرقل التفاهم، وإنما هي مسألة المسكوت عنه في الخطابات، على أن حلّ الصراع بين طرفين فأكثر يتطلّب معرفة المنطلقات القيميّة، والجهل بهذه المنطلقات يجعل تسوية الخلافات وتعويضها بالتضامن أمرا عسيرا مهما كان المجال. و يمكن أن نتساءل حول معرفة القيم ومدى تناغمها وتنافرها والبحث عن معايير يمكن الاستناد إليها كضرورة إنسانيّة، هل يتمّ ذلك دون تحديد متصوّر «القيمة» وعلاقته بالأنظمة الخفيّة التي تحكم الإنسانيّة قديما وحديثا مثل الاقتصاد والسياسة والدين. أما مصطلح المصادرة بين غموض الفهم وعوائق التواصل في امتداداته السلطويّة، عبر ممارسة القمع لظاهرة الجسد المعذّب باعتباره مصطلحا وتواصلا، يرتكز على أربعة محاور هي: مفهوم المصادرة ومفهوم التواصل والبنية التداولية للمناظرة وسيميولوجية الجسد المعذّب والتواصل السلطوي، لتبيان التواصل والترجمة المصطلحية من خلال الاحتكاك المباشر بين اللغة العربية واللغة السريانية إلى ما قبل الإسلام، ولكنه احتكاك لا يمتّ إلى الأغراض اللغوية بصلة بينما تنشط الصلة بين اللغتين الشقيقتين - فكلتاهما من اللغات السامية – في بداية العصر العبّاسي. فمنذ عهد أبي جعفر المنصور ظهرت بوادر نقل العلوم والآداب من لغات الشعوب المتحضرة الأجنبية، وفي مقدمتها اليونانيّة والفارسيّة والهندية وتدوينها باللغة العربية.
|
09-16-2010, 06:17 PM | #2 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة
قرأت واستفدت فدعوت لك الله أن يزيدك لتزيدنا. عيدك سعيد ومبارك أبا عبد الرحيم.
لك خالص التحية. |
|||||||||
l |
09-18-2010, 05:32 PM | #3 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة
|
|
09-22-2010, 02:42 PM | #4 |
|
رد: الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة
موضوع مهم ومفيد جداجدا بارك الله فيك ، ولكم خالص تحياتي
|
واتــق اللــه, فتقــوى اللــه مـا ***جــاورت قلــب امـرئ إلا وصـل ليس مــن يقطــع طرقــا بطـلا ***إنمــا مــن يتقــي اللــه البطـل اطلــب العلــم ولا تكســل فمــا*** أبعــد الخــير عـلى أهـل الكسـل
|
10-02-2010, 06:15 PM | #5 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الخطابة وعلم المناظرة فن من الفنون الأدبية العريقة
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|