العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-29-2010, 10:51 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5828 يوم
 أخر زيارة : 11-13-2024 (11:11 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



المبحث الأول : المشهد القبلي بالبلاد البيضانية .
تعد حرب شرببة[1] حدثا هاما في تاريخ التوازنات القبلية بالمجال البيضاني ، لما سيترتب عنها من إزاحة العنصر الصنهاجي[2] و بشكل نهائي من قمة الهرم السياسي القبلي ، و حلول القبائل الحسانية بدل منها في هذا المركز ، فرغم أن البعض حاول أن يربط هذه الحرب بمسببات دينية محضة متمثلة في امتناع أحدهم عن دفع الخراج الذي كانت حركة ناصر الدين[3] قد فرضتها على القبائل من صنهاجة و حسان ، مما دفع هذا الشخص إلى الاستنجاد بحسان الذين كانوا يترصدون لناصر الدين ، فقامت الحرب ، و التفت صنهاجة حول ناصر الدين ، و بعد الهزيمة فرضت حسان سطوتها على البلاد .
لكن هذا التحليل قد يجانب الحقيقة التاريخية ، إذ أن المصالح المادية كانت الدافع الأساسي وراء قيام هذه الحرب ، و كانت كذلك تعبير عن رفض صنهاجة للمضايقات الحسانية ، خصوصا و أن الفريقين تقاطعت مصالحهما ، و كذاك بعد أن بدأت حركة ناصر الدين ترفض التعامل مع النصارى ، مما هدد مصالح حسان و الممالك الزنجية جنوب النهر .
على كل حال و بعد انجلاء الحرب ، و بعض أن وضع كل فريق السلاح ، كانت مجموعة من الأمور قد تغيرت ، أو وجب تغييرها ، إذ أن الحرب دائما ما تعطي منتصرا واحدا ، الشيء الذي حصل مع بني حسان على حساب صنهاجة ، هذا المصطلح الذي سيختفي بعد الحرب لتظهر بعده لفظتي الزوايا و زناكة ، فما هي المتغيرات السياسية و الإجتماعية التي أحدثتها حرب شرببة ؟
على المستوى الاجتماعي أول تحول وقع هو أن الانتساب لحسان أصبح من دواعي الفخر و الاعتزاز ، إذ الملاحظ هو لجوء القبائل الصنهاجية لإعادة كتابة مشجرات أنسابها لأن النسب


[1]- شرببة ارتبطت بشخص يدعى بيبة بن أحمد أصور الصكاعي الذي طلب منه الإمام ناصر الدين الخراج ، و هو من قبيلة تاشدبيت فامتنع ، و سميت الحرب شر ببة انظر
ـ الخليل النحوي ، بلاد شنقيط المنارة و الرباط ...، م س ، ص 307 .

[2]- كما هو معروف فإن هذه البلاد كانت حكرا على صنهاجة إذ " صار ما بين بلاد البربر و بلاد السودان حجزا عليهم ، و اتخذوا اللثام خطاما تميزوا بشعاره بين الأمم " أنظر :
ـ ابن خلدون عبد الرحمن ، العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، ضبط المتن و وضع حواشيه و فهارسه خليل شحادة ، بيروت ، 1989 ، ط 1 ، ج 6 ، ص 241 .
[3]- هو أبوك بن ألفغ أبهم الديماني ، الشمشوي ، أول قائد للزوايا في حرب شرببة و منظر قيامها أنظر
ـ محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، السلطة و الفقهاء في إمارة الترارزة ، م س ، ص 84 .

الجديد أصبح هو النسب الأكثر حظوة[1] ، كما ترسخت عقب ذلك اللغة العربية ، لأن ثقافة الغالب غالبا ما تصبح ثقافة المغلوب مع مرور الوقت ، فأصبحت اللهجة الحسانية هي وسيلة التعبير الأولى و الوحيدة من واد نون شمالا إلى نهر السنغال جنوبا . إذن يمكن اعتبار اللهجة الحسانية مظهرا من تمظهرات السيطرة العربية على المجال البيضاني .
كما ظهر إلى الوجود تراتبية اجتماعية احتفظت من خلالها كل مجموعة بميزات ميزتها عن المجموعة الأخرى ، البعض جعل هذا التقسيم يستند إلى معطيات عرقية ، و البعض الآخر إلى معطيات و ركائز وظيفية ، على كل حال وجد في المجتمع البيضاني طبقات اجتماعية عنت كل واحدة بوظيفة معينة ، محافظة على أكبر قدر ممكن من الانسجام مع الطبقة الأخرى .
· المحاربين ( العرب أو حسان ) :
تحمل هذه الفئة مجموعة من الأسماء ، كالعرب أو حسان ، تحتكر هذه الفئة سلطة القوة ، و تعيش على ما تدفعه لها الفئات التابعة ، و أن رزقهم على أسنة رماحهم[2]، إذ جعلوها ديدنا يربون عليها أطفالهم[3] ، و هذه الفئة نفسها تنقسم هي الأخرى إلى تراتبية ، إذ أن المغافرة يحتلون الصدارة داخل هذه الفئة ، مما تجدر الإشارة له أيضا هو أن هذه الفئة لم تبق محصورة في إطار عرقي ضيق ، إذ نجد قبائل ذات أصول صنهاجية تنتمي لهذه الفئة ، و تضم بذلك هذه الفئة بعض قبائل لمتونة كإداوعيش[4] ، و تنقسم حسان بأرض شنقيط إلى أربعة أقسام و هم أولاد يحيى بن عثمان سكان أدرار ، , إدوعيش سكان تكانت ، و الترارزة سكان القبلة ، و البراكنة[5]. نكتفي بهذا القدر



[1]- سيدي عبد الرحمن العلوي ، القبائل الحسانية ، م س ، ص 82 .
[2]- لقد ذهب مجموعة كبيرة من فقهاء الزوايا إلى تكفير هذه الفئة نظرا لما تقوم به من عمليات سلب و نهب واسعة ضد القبائل غير التابعة لها ، خالقة بذلك جوا من انعدام الأمن و الإستقرار بالبلاد البيضانية ، إلى درجة أن أحدهم و هو الكصري بن محمد المختار حرم بيع الخيول و آلة الحرب للمغافرة الحسانيين . أنظر
ـ محمد المختار ولد السعد ،الفتاوى و التاريخ دراسة لمظاهر الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بموريتانيا من خلال فقه النوازل ، ط
1 ، بيروت ، 2000 ، ص 95 ، نقلا عن الكصري بن محمد المختار ، النوازل ، نسخة بالمعهد العالي للدراسات و البحوث الاسلامية ، نواكشوط ، رقم 2138 .
[3]- محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 46 .
[4]- القاضي بي بن السالم ، موريتانيا الوقائع و الوفايات ذكر الحروب و الإغارات ، م س ، ص 27 .
إدوعيش : هي قبيلة تنحدر من أصل لمتوني ، أسست إمارة قوية في تكانت بعد أن هزمت سنة ffice:smarttags" />1788 م تحالف المغافرة ، لتكون بذلك الإمارة الوحيدة في المجال البيضاني ذات الأصول غير المغفرية ، أنظر :
ـ محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 89 .
[5]- أحمد بن الأمين الشنقيطي ، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ، م س ، ص 480 :
و الملاحظة المثيرة للإهتمام أن صاحب الوسط أدخل إدوعيش في عداد حسان ، و لم يذكر البرابيش و أولاد دليم ، و ذلك راجع في إعتقادنا أنه فضل أن يورد حسان أصحاب الإمارت و من سار على نهجهم . و لمعرفة قبائل حسان أكثر ، يرجى العودة إلى :
ـ المختار ولد حامد ، موسوعة حياة موريتنايا التاريخ السياسي ، م س ، ص ص 95 / 177 . فيما يخص المحاربين نظرا لكون الإمارات التي سوف يؤسسونها ستكون موضوع مبحثين قادمين.
· الزوايا :
بتسكين الزاي ، يقول صاحب الوسيط معرفا هذه الفئة ، و هو المطلع على خبايا الأمور و تاريخ المنطقة ، بحكم الانتماء " إن لفظة الزوايا صار علما على قبائل كثيرة ، أغلب سيرها في تعلم العلم و تعليمه ، و تعمير الأرض بحفر الآبار و تسيير القوافل ، و قرى الضيف "[1] ، و يبدوا هذا الدور الذي تلعبه هذه الفئة أكثر نبلا ، و شرف لا يضاهيه شرف ، إذ كانوا حملة العلم و الدين في هذه البلاد قاطبة قديما و حديثا ، لا ينازعهم في ذلك طائفة من طوائفها[2] و يضيف



[1] - أحمد الأمين الشنقيطي ، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ... ، م س ، ص 478 .
[2] - الخليل النحوي ، بلاد شنقيط المنارة و الرباط ...، م س ، ص 34 .
صاحب الوسيط في ذكر شيمهم " و يحمد من أمرهم عدم شهادة الزور ، و التحرج من مال الغير، و التعليم و الإمامة يكونان مجانا عندهم "[1] ، و مما يعاب عليهم حسب نفس المصدر " و من العجيب أن الزوايا على ديانتهم و علمهم ، أهل حقد على بعضهم ، فترى القبيلة إذا وقعت حرب بينهما لا تنمحي أضغانها من الصدور ، بخلاف حسان فإن الطائفتين المتحاربتين منهم بعد قليل صارتا يدا واحدة "[2] .
قد تكون هذه الشهادة من الحقائق التاريخية التي منعت الزوايا من التكتل من جديد بعد مغامرة ناصر الدين ، و من بين قبائل الزوايا نجد قبيلة كنتة صاحبة المكانة المميزة داخل فئة الزوايا ، لما لعبته كما أبرزنا من أدوار هامة تروم خدمة مشروع ديني محض . مما تجدر الإشارة إليه و عند القيام بنظرة خاطفة للمجال البيضاني و تموقع الإمارات المغفرية به أو المتغفرة[3] ، نلحظ أن قبائل الزوايا المتواجدة تحت نفوذها ضعيفة ، و غير ذات شوكة ، بينما إذا تتبعنا مناطق نفوذ قبائل الزوايا القوية كتجكانت و كنتة ، نجدها غير خاضعة لنفوذ أي إمارة مغفرية و لعل السبب يرجع إلى " أن زوايا القبلة ( الواقعة تحت النفوذ المغفري ) أفرغوا جذوة حدتهم في معارك شرببة و معارك أخرى دارت بينهم ، فكانوا بعدئذ حروبهم جدال و مناظرة ، لقد حلت الكلمة عندهم محل الفعل العنيف"[4] ، و بالتالي يمكن أن نميز في فئة الزوايا بين نموذجين اثنين من القبائل ، فئة خضعت للمغافرة و أصبحت تحت حكمهم بحكم الموقع الجغرافي ، مسلمة لهم بالسلطة السياسية ، و فئة لم تخضع لحسان بل كانت الند للند ، تتمسك بدورها الديني ، لكنها في نفس الوقت مستعدة للدفاع عن نفسها أمام أي طارئ ، و هي الفئة التي تنتمي لها قبيلة كنتة ، قبيلة الشيخ أحمد البكاي .
شكل إذن المحاربين و الزوايا رأس المجتمع البيضاني ، إن على المستوى السياسي أو الإجتماعي، مستمدين ذلك من القوة العسكرية بالنسبة لحسان ، و القوة الدينية بالنسبة للزوايا ، مما جعل باقي الفئات تقع تحت سيطرة هاتين الفئتين .

· الفئات الغارمة :
و تتكون من مجموعة من الفئات بداية بزناكة و هم أحسن حظا ، و أرفع شأنا من باقي الفئات ، و يبدوا من الاسم أنه اللفظة القديمة لصنهاجة ، تهتم هذه الفئة بالإنتاج الفلاحي و الحيواني ، وهي




[1] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 478 .
[2]- نفسه .
[3] - المقصود هنا إدوعيش .
[4] - الخليل النحوي ، م س ، ص 25 .

تحت سلطة الفئتين السابقتين ، زوايا أو حسان ، و لعل المثل الشعبي الحساني " ازناكي ألا تحت الركاب و لا تحت كتاب "[1] يلخص إلى حد كبير الوضعية التي كانت تعيشها هذه الفئة ، فهذه الفئة تحت حماية قبيلة زاوية ، أو تحت هيبة قبيلة حسانية ، إذ سخرتها الفئتين السابقتين للرعاية و تنمية الماشية[2] ، و ينقسمون ( زناكة ) إلى ثلاث طبقات أعلاها اللحمة التي تفيد كثرة المال و حسن الخلق ، و أزناكة التي يعتبر أصحابها أقل مالا و أقل خلقا ، أما الرعيان فهم غير المالكين و كل عملهم بالأجرة[3] ، و يمكن القول أن هذه الفئة شكلت عصب الحياة الاقتصادية لما تقدمه من خدمات للمجتمع البيضاني ، و داخل الفئات الغارمة نجد كذلك أربع فئات أخرى إلى جانب زناكة، منهم الحراطين الذين يهتمون بالمجال الزراعي على وجه الخصوص ، و هم سود البشرة لكنهم ليسوا عبيد ، أو يمكن أن يكونوا عبيد محررين[4] ، لم تحض هذه الفئة بما تستحقه من الدراسة ، إذ يمكن أن تفك الغموض حول الأصول السوداء للمنطقة ، خصوصا و أن هذه الفئة تنتشر شمالا إلى حدود واحات المغرب الشرقي ، فهل هذه الفئة تمثل العنصر الزنجي الذي نزح منذ فترات متقدمة من التاريخ و عمر هذه الأرض ، إلى حدود وصول القبائل الأمازيغية و بعدها القبائل العربية ؟ ، مما جعلها تنكمش و تنحصر في الواحات و المناطق الفلاحية ، قد يحتاج هذا لسنوات من البحث و التنقيب .

و تأتي خلف فئة الحراطين فئة المعلمين و هم الصناع التقليديون ، المهتمون بالصناعة ، مثل صنع الأواني المنزلية ، و الأدوات الحربية ، كما تأتي فئة إكاون ، و هم مطربوا و شعراء حسان، و خلف هؤلاء تأتي فئة العبيد ، و إسمهم يغني عن الشرح و التفصيل .
ننتقل الآن للمعرفة المشهد السياسي البيضاني في تجليه الأميري ، من خلال الإمارت التي أنشأتها المجموعة الحسانية الأكثر تنفذا المغافرة ، لما بلغته هذه الإمارات من قوة و نفوذ ، و ما ستمثله عقب ذلك من مقاومة ضد التدخل الأجنبي بالبلاد .


[1] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، قبائل بني حسان ... ، م س ، ص 94 ، نقلا عن
- Abdel wadoud ould cheikh ; Nomadisme islam et pouvoire politique dans la société Maure précolonilae .


[2] - الخليل النحوي ، بلاد شنقيط المنارة و الرباط ...، م س ، ص 37 .

[3] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، السلطة و الفقهاء في إمارة الترارزة ...، م س ، ص 47
[4] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، م س ، ص 94 .
يتبع



 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



آخر تعديل أبوعبدالله يوم 03-29-2010 في 10:59 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-29-2010, 10:53 PM   #2
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 11-13-2024 (11:11 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



المبحث الثاني : المشهد السياسي بالبلاد البيضانية من خلال الإمارات الحسانية .

ترتب عن حرب شرببة إضافة إلى التداعيات الاجتماعية تداعيات سياسية و المتمثلة في قيام النظام الأميري البيضاني ، سنعالج في هذا المبحث كيفية نشوء الإمارات الحسانية ، و ما ترتب عن ذلك من تداعيات سياسية و اجتماعية ، و كيف تمكن بنو حسان من تغيير المنظومة السياسية بالبلاد جاعلين منطق الإمارة يفرض ذاته مع مرور الوقت . و كيف زاوج هؤلاء بين الفكر القبلي المترحل ، و الفكر الأميري المبني على الاستقرار ، بل و الأهم كيف اقتنع الإنسان الحساني من أن يزاوج بين الولاء لشيخ القبيلة و الولاء لأمير الإمارة ، كما سبقت الإشارة إليه بدأت الإمارات التي تربعت على جزء هام من المجال الترابي البيضاني في الظهور تدريجيا ابتداء من القرن 18 الذي كان بحق قرن تبلور و تركز النظام الأميري[1] .



·إمارة الترارزة[2] :
تنتمي هذه الإمارة للفرع المغفري[3] الكبير ، و تتموقع بالجنوب الغربي للمجال البيضاني . برزت هذه الإمارة ككيان سياسي بعد القضاء على إمارة أولاد رزك[4] على يد الأمير أحمد بن دامان بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز[5] ، الذي أعطاه السلطان مولاي إسماعيل المحلة التي أفنى بها أولاد رزك و المحلة بمعنى العسكر و هذا بدء ملك الترارزة[6] ، و بعد حروب طويلة سواء مع حلفائه في حرب أولاد رزق العروسيين ، أو مع المنافسين له من أبناء عمومته أولاد العربية[7] ، بدأت البشائر الأولى لقيام إمارة الترارزة ، على أن أكبر اختبار سوف تمر منه الإمارة يتمثل في حرب شرببة ( 167 ـ 1677 )[8] ، إذ تمكن الترارزة برفقة بني عمومتهم من براكنة و




[1] - محمد المختار ولد السعد ، الإمارات و المجال الأميري البيضاني خلال القرنين 18 و 19 إمراة الترارزة نموذجا ، منشورات حوليات كلية الآداب و العلوم الإنسانية ، نواكشوط ، عدد 2 ، 1990 ، ص 36 .

[2] - نسبة لتروز بن هداج بن عمران بن عثمان بن مغفر بن أودي بن حسان .
ـ نفسه ، ص 39 .


[3] - المغافرة : قبائل يجمعها النسابون إلى مغفر بن أدي بن حسان ، زحفت هذه القبائل من جنوب المغرب بداية من القرن 14 م ، و أسسوا بالبلاد البيضانية إمارات الترارزة و البراكنة و أولاد يحيى بن عثمان و أولاد امبارك .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، كتاب التكملة في تاريخ إمارتي البراكنة و الترارزة ، م س ، هامش 1 ، ص 22 .


[4] - أولاد رزك : ذرية رزك بن أدي بن حسان و هم أول الحسانيين دخولا إلى الجنوب الغربي الموريتاني ، حكموا في هذه المنطقة من القرن 14 م إلى القرن 17 م إذ قضت عليهم الترارزة
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 18 ص 25.


[5] - محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 104 .

[6] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 481 .

[7] - محمد الأمين ولد السعد ، م س ، ص 105 .

[8] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 113 .

أولاد يحيى بن عثمان و أولاد مبارك ، من إلحاق الهزيمة بحلف تشمشه[1] الصنهاجي بزعامة ناصر الدين ، و بسط سيطرة شبه مطلقة على بلاد القبلة[2] رفقة البراكنة ، و منذ ذلك العهد و إمارة الترارزة من أقوى الإمارات الحسانية ، و إن كانت علاقتها مع جيرانها[3] اتسمت في غالب الأحيان بالتوتر الشديد ، و يعد الأمير علي شنظورة[4] أهم شخصية سياسية ركزت هيبة الإمارة ، و عملت على تنظيمها و كسر شوكة أعدائها ، فقد وقعت الإمارة في عهده بين كماشة قوية هددت وجودها ، تمثلت في أولاد دليم من الشمال ، و البراكنة من الشرق ، مما جعل أفق التوسع يضيق و يهدد التروزيين في معقل دارهم[5] الشيء الذي جعل الترارزة ممثلين في أميرهم التوجه نحو المغرب طالبين الدعم سنة 1721م فعادوا بجيش تمكنوا من خلاله رفع الضغط عن إمارتهم فأجلوا أولاد دليم شمالا و البراكنة شرقا ، بل أكثر من ذلك تجاوزوا النهر لحسم الصراع حول الحكم في فوتا[6] ، و بذلك يكون الترارزة قد لجأوا للمغرب مرتين ، على عهد المولى إسماعيل و حفيده سيدي محمد بن عبد الله .
على كل حال و منذ هذا العهد رسخت الترارزة سيادتها على البلاد ، فأصبحت باقي الإمارات تدور في فلكها ، و بسطت وصايتها على ممالك الفوتا جنوب النهر ، و بذلك تمكن التروزيون من حجز مكان مهم لهم في الخارطة السياسية للبلاد البيضانية منذ هذا التاريخ ، و قد فتح بيت الإمارة التروزي الباب لأعداء الأمس من الزوايا ، فقام الأمير علي شنظورة بترسيخ سيادة هذه الفئة على الجانب الديني ، فقد اتخذ الأمير القاضي المختار ولد ألفغ موسى اليعقوبي قاضيا للإمارة ، و ابن رازكة العلوي[7] مستشارا له ، في محاولة ولاء هذه الفئة ذات المكانة المميزة في الوسط البيضاني[8].




[1] - تشمشة : إسم يطلق على تحالف خماسي من قبائل الزوايا ، يعيش ببلاد الترارزة منذ ق 14 و يتكون من أولاد ديمان و إدشفغ و إدكبهني و إدوداي و إديقب .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 16 ، ص 24 .


[2] - القبلة : مصطلح جغرافي يطلق في موريتانيا على ولاية الترارزة وو البراكنة و إنشيري ، أي كل ما لاصق النهر .
ـ نفسه ، هامش 86 ، ص 37 .


[3] - الإمارات الحسانية الأخرى ، و الإمارت السودانية جنوب النهر .

[4] - علي شنظورة : بن هدي بن أحمد بن دامان أمير الترارزة ما بين ( 1703 ـ 1726 ) ، أول من أقام علاقات تجارية منتظمة مع الأوروبيين .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 36 ، ص 28 .


[5]- محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 114 .

[6] - نفسه .

[7] - سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي المعروف بإبن رازكة توفي سنة 1731 م رحل إلى المغرب في الوفد توجه للحصول على الدعم العسكري ، مدح السلطان محمد بن عبد الله .
ـ محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، هامش 105 ، ص 40 .


[8]- نفسه ، ص 115 .


على كل حال تمكن التروزيون أن يحافظوا لأمارتهم على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية ، و وقفوا في وجه التدخلات الفرنسية شمال النهر ، لكن الفرنسين و من خلال مبدئهم الاستعماري ( فرق تسد ) ، و نظرا للخلاف الذي قام داخل البيت التروزي تمكنت من فرض مرشحها لحكم الإمارة مقابل تنازل الترارزة عن أملاكهم جنوب النهر[1] ، و يمكن إجمالا تقسيم تاريخ الإمارة إلى مرحلتين ، مرحلة التألق و الازدهار ( 1727 ـ 1860 ) و مرحلة الشقاق و التدهور ( 1860 ـ 1903 )[2] و قد حاولت الترارزة الحفاظ على استقلالها ، و رغم أن حدودها مع الفرنسيين جنوب النهر طويلة ، إلا أن الفرنسيين لم يتمكنوا من النفوذ لداخل الإمارة إلا سنة 1903 .

بما أن الشيخ أحمد البكاي توفي سنة 1865 م ، فبالتالي يمكن الحسم على أنه عايش فترة مهمة من تاريخ الإمارة القوي ، لكن البعد الجغرافي قد يكون حائلا بين اتصاله مع أمراء هذه الإمارة ، لكن لا نستبعد و المكانة العلمية للكنتيين أن تكون قد حصلت بين هؤلاء و الآخرين اتصالات ، خصوصا و أن مضارب كنتة قريبة من أعداء الإمارة اللذوذين ، البراكنة و إدوعيش ، و نظرا كذلك أننا داخل مجال صحراوي بدوي تنعدم فيه الحواجز الطبيعية التي قد تمنع الاتصال بين المجموعات البشرية .





[1] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، القبائل الحسانية ، م س ، ص 126 .

[2]- محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 116 .


إمارة البراكنة :

تقع في شرق بلاد القبلة ، و تنتمي هي الأخرى إلى الفرع المغفري الكبير الذي يجمعها مع الترارزة و أولاد يحيى بن عثمان[1] ، و قد كانت الإمارة فيهم في عبد الله بن كروم بن بركني[2] و يقول فيهم محمد اليدالي :
قضت حكمة الجبار بالفتح و النصر لأولاد أم العز بالعـــــــــــز و الظفر
من اختصهم رب الورى بين مغفر ببذل الندى و العدل و الحلم و الصبر
فإن يك من حسان أصل جدودهم قبيلا فليس الطين و الترب كالتبـــر[3]
كان انفصال البراكنة عن الترارزة بعد انتصار حلفهم سنة 1630 على أولاد رزك عندما حاول الترارزة الاستئثار بالغنائم[4] ، شاركت إلى جانب بقية المغافرة في حرب شرببه ، بل أكثر من ذلك فقد كانت فيهم الزعامة ، بزعامة بكار الغول ، لكن ما يأخذ عن هذه الإمارة الانقسامات التي دبت في صفوف البيت الأميري ، فانقسم البراكنة بين أولاد نغماش و أولاد السيد[5] .
و يعزي المهتمين بهذا المجال الضعف الذي وصلت له بدأ عقب حملة على شنظورة عليهم بواسطة الجيش المغربي[6] و منذ تلك الفترة 1721 بدأ الضعف ينخر جسم الإمارة التروزية .



إمارة إدوعيش :
إذا كانت الإمارتين السابقتين تنتميان إلى حسان ، فإن هذه الإمارة تنمي إلى صنهاجة ، و تنتسب تحديدا إلى لمتونة و الظاهر أنهم من بقايا المرابطين[7] ، بل يمكن أن نطلق عليها البقية الباقية من صنهاجة بالبلاد ، الميزة الثانية التي تميز هذه الإمارة عن الإمارتين السابقتين هي أنها كانت في علاقة مباشرة مع قبيلة الشيخ أحمد البكاي " كنتة " .
لقد اتخذت هذه الإمارة من السلوك المغفري نمطا لحياتها[8] و يمكن أن نرجع السبب الحقيقي وراء قيام الإمارة ، إلى أن المغافرة كانوا يذلون زعماء لمتونة التقليديين إلى أن وضع محمد بن



[1] - مؤسسي إمارة أدرار .

[2] - المختار ولد حامد ، م س ، ص 107 .

[3] - محمد فال بن بابه العلوي ، م س ، ص 30 .

[4] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 87 .

[5] - المختار ولد السعد ، م س ، ص 195 .

[6] - نفسه ، ص 88 .

[7] - الشيخ سيدي بابه بن البشيخ سيدي ، إمارتا إداوعيش و مشظوف ، دراسة في التاريخ السياسي الموريتاني ، دراسة و تحقيق أزيد بيه بن محمد محمود ، المعهد التربوي الوطني ، نواكشوط ، 2003 ، ص 61 .

[8] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 89 .

بنيوك بن أديك[1] لبنة الإمارة[2] ، على كل حال تميز تاريخ هذه الإمارة الصنهاجية بكثير من الصراعات مع الإمارات المغفرية الأخرى ، و يعد الانتصار الذي حققته الإمارة في ما عرف حصار حنيكات بغدادة سنة 1778 م بداية حقيقة لكسر الهيمنة المغفرية على نفوذ إدوعيش[3] ، فرغم تناسي المغافرة مشاكلهم البينية ، و رغم أنهم ألقوا بكل ثقلهم من أجل كسر شوكة هذه الاتحادية ، إلا أن اللمتونيين حسموا الصراع لفائدتهم مستفيدين من زعامة قوية متمثلة في شخص محمد الشين بن بكار اللمتوني[4] ، هذا فيما يخص علاقات الإدوعشيين مع المغافرة ، أما علاقات إدوعيش مع كنتة فقد اتسمت بالتوتر ، فقد كانت كنتة تغط الغفر لأدوعيش على عظمتها لأن الزوايا لا يقدر أحد منهم أن يذهب بقافلة إلى السودان دون أن يكون يعطي الغفر لحساني[5] ، و بالتالي فقد كان المورد الاقتصادي لكنتة تحت رحمة جيرانهم من جهة الغرب و الجنوب الغربي إدوعيش ، مما تسبب في حرب قامت بينهم كان سببها حسب صاحب الوسيط ، أنهم قتلوا اثنين من أبناء بكار زعيم إدوعيش[6] . و قد كانت إحدى قبائل الحلف الإدوعيشي ( إدولحاج ) دائمة العداوة مع كنتة[7] مما تسبب في سلسلة متواصلة من الحروب بين القبيلتين ، و طالت هذه الحروب كثيرا من الزمن و هي أكثر من حرب البسوس إذ تقرب من مائة عام و كانت الغلبة في أكثرها لإدولحاج على كنتة[8].

على كل حال اتسمت العلاقة بين الطرفين بتوتر شديد يمكن أن نعزيه للعداء التاريخي بين مؤسس كنتة سيدي محمد الكنتي[9] ، للمتونة رغم أنهم أخواله و تربى بينهم ، و يكون بذلك الكنتيون الأوائل بوعي أو بغير وعي المسؤولون عن قلب موازين القوى من صنهاجة إلى القبائل العربية[10] مما أورث العداوة منذ ذلك الحين و ترسبت ، مما جعل الكنتيين يحابون في كثير من الأوقات المغافرة على حساب اللمتونيين ممثلين في إمارة إدوعيش .





[1] - محمد بن بنيوك بن أديك : ينتهي نسبه بيحيى بن عمر اللمتوني و يشتهر باسم محمد خونا ، كان غاية في الشجاعة و التدبير ، نشأ والده في قبيلة إداوعلي ، متخفيا عن المغافرة ألا يفتكوا به ، و كانوا يهينون كل زعماء لمتونة :

ـ المختار ولد حامد ، م س ، ص 183
[2] - نفسه .

[3] - محمد الأمين ولد سيدي أحمد ، م س ، ص 89 .

[4]- نفسه .

[5] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، الوسيط ... ، م س ، ص 494 .

[6] - نفسه .

[7] - القاضي بي بن سليمان ، موريتانيا الوقائع و الوفايات ... ، م س ، ص 53 .

[8] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 506 .

[9] - سيدي محمد الكنتي الجد الثامن للشيخ أحمد البكاي . أنظر :
A . Aziz . BATRAN ; op ; cité ; p 269.


[10] - سيدي عبد الرحمن العلوي ، م س ، ص 71 .



حروب كنتة على الطرف الغربي من حدودها لم تقف عند هذا الحد ، إذ يورد كل من صاحب الوسيط و القاضي بي بن سليمان الحروب التي دارت بين كنتة و جيرانها ، فكانت تارة مع تجاكانت[1] ، و تارة أخرى مع الرعيان إحدى القبائل المستوطنة لولاتة[2] ، و مع أولاد بن السبع[3] بل امتد مجال صراعها القبلي إلى أبعد من ذلك شمالا نحو مضارب الرقيبات إذ يورد صاحب جوامع المهمات إشارة غاية في الأهمية يقول " فقام سيدي أحمد الكنتي و ادعى الإمارة و أن الناس تكون في طوعه ، و أن يسكن البلاد من السيبة ، فتبعته كنتة و لعويشات و أبناء يحيى بن عثمان ، و تقاتل مع أبناء أبي السباع و فروا منه و نزل على بئر أم كرين و حفرها و حفر العيون و غرس النخل و اطمأن هناك إلى أن مكث سنة ... و أغار عليه الرقيبات و أبناء أبي السباع و اقتتلوا معه قتالا شديدا إلى أن قتلوه و انهزم قومه "[4] .
من كل ما سبق يمكن أن نستشف أن الجهة الغربية لنفوذ كنتة قد شكلت لها على الدوام مثار قلق و إزعاج ، و لا أدل على ذلك كثرة الحروب و الإغارات التي خاضتها و في نفس الوقت عانت منها القبيلة ، تحت هذا الضغط البيضاني على هذه الجهة من نفوذ القبيلة لا نستغرب إذن ميلها نحو الجنوب ، مفضلة بذلك ربط علاقات وطيدة مع السودانيين ، متجاهلة بذلك أواصر القربى التي تربطها بجيرانها البيضانيين .
و ما يمكن أن نخلص له أن الشيخ البكاي قد ورث عبئا ثقيلا ، متمثلا بالأساس في الوضعية السياسية التي يوجد عليها المجال البيضاني الذي تنتمي له قبيلته ، فقد كانت علاقته بجيرانه البيضانيين من الجهة الغربية متوترة ، لكن يمكن أن نقول أن هذه العداوات كانت ذات أبعاد اقتصادية لما يتميز به المجال الصحراوي ، من شح و ندرة ، تدفع بقاطنيه للإغارة ، بعضهم على بعض . لكن مما لا مراء فيه أن الجانب الروحي سوف يلعب دورا في التخفيف من وطأة هذه الوضعية ، خصوصا لما تحظى به فئة الأولياء و رجال الطرق الصوفية من مكانة مميزة في نفوس البيضانيين ، كيف و الحالة هاته أن الشيخ البكاي يمثل رأس الطريقة القادرية الكنتية أم الطرق الصوفية في البلاد .
[1] - أحمد بن الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 507 .


[2] - القاضي بي بن سالم ، م س ، ص 53 .

[3] - أحمد الأمين الشنقيطي ، م س ، ص 509 .

[4] - محمد سالم بن الحبيب بن الحسين بن يحيى ، جوامع المهمات في أمور الرقيبات ، تحقيق مصطفى ناعمي ، المعهد الجامعي للبحث العلمي ، الرباط ، 1992 ، ص 87 .
و كانت هذه الأحداث سنة ( 1857 – 1858 ) حسب المحقق


منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول


 
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 03-29-2010 الساعة 11:06 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 08:07 PM   #3
مشرف المنتدى العام


الصورة الرمزية ابو الهيثم
ابو الهيثم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 03-29-2021 (10:08 PM)
 المشاركات : 75 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



الشيخ ابو عبد الله موضوع جميل جدا ونقل موفق ولي عودة


 
 توقيع : ابو الهيثم

إذا انت لم تنفع بودك اهله ولم تنكى بالبؤسى عدوك فابعدي


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2010, 12:30 PM   #4
مشرف المنتدى العام


الصورة الرمزية ابو الهيثم
ابو الهيثم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 03-29-2021 (10:08 PM)
 المشاركات : 75 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



اسباب غياب المسألة الأمازيغية في موريتانية
أطلق الفرنسيون اسم موريتانيا على النطاق الذي يشمل غرب الصحراء، وامتعض الموريتانيون من التسمية ظنا منهم أنها رومانية وهي كذلك مبدئيا، وتذكروا القرون التي عرفت فيها بلادهم ببلاد شنقيط، متناسين أن التسمية تحريف لاتيني للفظ "أتمورتناغ" الأمازيغي وينطق أيضا "مُورْْتَنَّا" ومعناه: أرْضُنَا! كما أن ثلاثة أرباع الناطقين بالعربية في موريتانيا هم من أصول صنهاجية "الامازيغية".


رغم كل ذلك لا يجد المتابع أي ذكر للأمازيغية أو فروعها لا ثقافيا ولا سياسيا في موريتانيا اليوم! فما أسباب عدم وجود الحقبة الأمازيغية في الذاكرة الموريتانية؟ هل هو غياب أم تغييب؟ وهل هناك إرث أمازيغي في موريتانيا؟ إن كان الجواب نعم فما هو؟ ولماذا لا يقدم للحياة العامة؟ وإن كان الجواب لا، فلماذا هو غائب وغير موجود؟

وإن كان الإرث الأمازيغي موجودا تاريخيا ولكنه توارى عبر مسار تكوين البلد وسكانه فلماذا توارى واندمج وانمحى؟ ولماذا تخلت القبائل ذات الأصول الصنهاجية عن "أصلها"؟ الامازيغي وهل تم ذلك طواعية أم تحت الإكراه؟

الوجود الصنهاجي بموريتانيا
الهجرة الهلالية
الاستعمار الفرنسي
موريتانيا والوعي العروبي


الوجود الصنهاجي بموريتانيا
قدمت قبائل صنهاجة إلى موريتانيا ضمن هجرة الامازيغ التي غادرت أفريقيا الشمالية خلال القرن الثالث المسيحي وتوجهت نحو الغرب، وبدأت احتلال الصحراء من الشمال.
وفي عهد متأخر نسبيا أصبح الامازيغ حاضرين في عموم المنطقة وأضيفت نقوشهم الصخرية إلى نقوش "سابقيهم". وهؤلاء الامازيغ كانوا أكثر تكيفا مع ظروف القحط الجديدة في الصحراء الكبرى من سكان القرى، وعاشوا في القرى التي بدأ سكانها في التناقص.
ومنذ الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وصلت سرايا الفاتحين إلى التخوم الصحراوية في عهد عقبة بن نافع ثم بشكل أعمق مع أحفاده ومع بعض الفاتحين القادمين من السوس.
وقد عُرفت قبائل صنهاجة في تلك العهود بقبائل الملثمين نسبة للثام الذي كانوا يلتزمونه، كما سميت بلادهم تبعا لذلك بلاد الملثمين.
وستنتشر أخبار هذه القبائل انتشارا قويا مع صعود دولة المرابطين من أعماق موريتانيا في القرن 5هـ /11م على يد الداعية عبد الله بن ياسين والقادة الصنهاجيين من قبيلة لمتونة: يحيى بن عمر وأخيه أبي بكر ويوسف بن تاشفين وأحفادهم.
وكان وجود اللغة العربية خاصا بالأسر المتعلمة لا سيما في المدن ذات الوظيفة التجارية مثل: أوداغست وكومبي صالح في عهد المرابطين، ثم في المدن التي ازدهرت بعدها كولاتة وتنبكتو.. لكن الهجرة الهلالية الشهيرة ستقذف إلى البلاد
الموريتانية بموجة من قبائل الأعراب ستغير هوية المنطقة إلى الأبد.


الهجرة الهلالية ونتائجها الاجتماعية

عرفت موريتانيا بداية القرن 8هـ/14م وفود قبائل بني حَسّان العربية المنحدرة من قبائل المعقل التي جاءت مع الهجرة الهلالية إلى شمال أفريقيا، وتمكنت من بسط سلطانها السياسي والعسكري على السكان الذين كانوا يعمرون البلاد وهم -على ما يبدو- قبائل الامازيغية اللسان، مسلمة إسلاما سنيا موروثا عن حركة المرابطين.
وقد أرغمت القبائل الصنهاجية المهزومة بعد صراعها مع قبائل بني حسان العربية على التفرغ للنشاطات التجارية والشؤون العلمية والدينية.
وأصبح المجتمع الموريتاني مكونا من طبقات أعلاها طبقة المحاربين وتسمى العرب أو حسّان وأغلبها من القبائل الحسانية المهاجرة التي احترفت الغزو والنهب.
وتليها طبقة المتعلمين واسمها "الزوايا" وتسمى أيضا "الطلبة" وأغلبيتها الساحقة من أصول صنهاجية "الامازيغية"، لكنها تخلصت بسرعة من لغتها القديمة وتقاليدها في الزي وحتى من أنسابها، فما أسباب هذ العملية وما خلفياتها؟
لا يمكن فهم غياب المسألة الأمازيغية عن موريتانيا اليوم إلا بتقديم تفسير تاريخي وفكري للطريقة التي تم بها انتشار العربية وعادات الأعراب ونحلة عيشهم بين السكان المحليين.


"أسهمت قلة المرتفعات في البلاد الموريتانية في سرعة التعرب
حيث كانت السيطرة العربية على البسائط والسهول أكثر"
أ - التعرب
لا نعرف تحديدا التاريخ الذي أصبحت فيه اللغة العربية الدارجة المسماة الحسّانية تحكى في البلاد الموريتانية، لكن الراجح أن ذلك تم بشكل تقريبي مع القرن 8هـ/14م لكنه لم يصبح واضحا جليا إلا مع القرن 11هـ/17م بعد أن أكملت القبائل الحسانية سيطرتها على المنطقة.

وهكذا تخلى السكان القدماء عن لهجاتهم الامازيغية لصالح لهجة عربية مضرية متأخرة هي "الْحَسَّانِيَّة" المنسوبة إلى قبائل بني حسّان المذكورة.

ومن الباحثين من يرى أنها كانت حركة تعرب سريع وعميق. ونحن نستعمل كلمة التعرب لا التعريب إشارة إلى ما تتسم به هذه الحركة من عودة الفعل على فاعله كما يقول الصرفيون، أي أن القبائل العربية المسيطرة لم تبذل جهدا منظما لتعريب سائر مواطنيها، ولم تحمل معها معارف ولا دعوة، لأنها قبائل بدوية محاربة شأنها الحرب والغزو.

فقبائل الزوايا قد تعربت: أي عربت أنفسها، متأثرة في ذلك ولا شك بالوضع الاجتماعي والسياسي الناجم عن سيطرة بني حسان، لكن الجانب العقدي واللغوي من هذا التعرب لم يكن فيه أي دخل للإرادة السياسية الحاكمة. ويرى آخرون أن هذ التعرب كان نتيجة عاملين متداخلين:
سياسي راجع إلى أن التدين الممتاز والانتماء العربي أصبحا ضرورة من ضرورات الانعتاق الاجتماعي بعد السيطرة الحسّانية، فبالأول تكتسب الهيبة في قلوب الحاكمين وبالثاني تحصل القطيعة الكاملة مع الماضي البربري المهزوم.
ديني ويتمثل في دور المعارف الإسلامية في خلق نزوع إلى تمجيد العرب وإبراز الانتماء إليهم وكأنه فضيلة كبرى.
ثم إن هناك أسبابا هيكلية تتعلق بعلاقات القوة في حقل اللغة عموما، حيث إن البربرية لم تكن قادرة على الوقوف أمام لغة الفاتحين، فهي شفوية أكثر منها كتابية وذلك ما يفسر قلة النصوص التي وصلت إلينا بالامازيغية وانحصارها في بعض النقوش المكتوبة التي وردت أحيانا بلغتين، سوأسباب غياب المسألة الأمازيغية عن موريتانياء والفينيقية أو الامازيغية واللاتينية.

وقد عجز العلماء عن حل رموز هذه اللغة، وطبيعي ألا يحصل تكافؤ بين هذه اللغة المقسمة إلى عدة لهجات واللغة العربية وهي في أوج فتوتها.

ب - السياسة
وهي ممثلة في الدور الذي لعبه السلطان العربي الحسّاني في فرض العربية علىالامازيغية . والسؤال الحاضر هو كيف تمت الغلبة رغم قلة العرب وكثرة البربر؟ فهل هو ضعف العصبية الامازيغية مقابل العصبية الحسانية الغازية بالتعبير الخلدوني؟ وهل ضعف العصبية الامازيغية دليل دخول تلك القبائل في مرحلة أرقى من الحياة الاجتماعية والسياسية أجهضها الزحف العربي الحساني وردها نحو البداوة والعصبية البدوية فكان الأمر ارتكاسة وانتكاسا على رأي ابن خلدون أيضا: إذا عربت خربت؟

مهما يكن فللعامل السياسي مسوغاته وأنصاره الذين يؤكدون أن اللغة العربية الدارجة "الحسّانية" صارت رمزا للقوة والنفوذ فكان ذلك هو البريق إلذي جذب الفئات المهزومة نحوها وفقا لمقولة ابن خلدون "المغلوب مولع بتقليد الغالب".

ويدللون على ذلك بتخلي صناهجة الصحراء عن لغتهم وحذقهم السريع للحسانية كما تخلوا عن ظاهرة التلثم بينما بقيت لدى إخوانهم من الطوارق لأن الهجرة العربية الحسانية لم تشمل بلادهم.

ويرى أصحاب هذا الطرح أن شدة وطأة العرب الحسّانيين وبطشهم بالسكان المحليين رغم المقاومة التي أبدوها مدة قرون، بث الرعب من العرب في النفسية الصنهاجية ورسخ حالة من "التقية" لضرورة التعامل مع السادة الجدد.

ج - التجارة
"انتقل الصنهاجيون بموريتانيا من تقليد الانتساب للأم إلى تقليد
الانتساب للأب! بوقع المثاقفة مع العرب الوافدين"
ولكن لا يكفي السلطان السياسي في نظر البعض لتفسير سرعة انتشار الحسانية وتخلي الامازيغ عن لغاتهم، بل لا بد من عامل خاص باللغة الوافدة نفسها وهو الفاعلية. ولعل ذلك راجع إلى أن اللهجات الامازيغية لم تكن لغة جهاز إداري قائم، كما لم تكن قادرة على حل مشاكل الصفقات التجارية والتبادل بين طرفي الصحراء.
ويبدو أن اللغة العربية قد قامت بذلك الدور منذ القديم "صفقات التجار في أوداغست"، لكن انتشار الحسانية ودوره في تطوير العربية أدى إلى "الانتقال من الاقتصاد الشفاهي إلى الاقتصاد الكتابي". فصارت العربية لغة التجارة ولغة الفقه أي المعاملات والعبادات، ثم لم تلبث أن صارت لغة الشارع نفسه. وقد أسهم في انتشار العربية قلة المرتفعات في البلاد الموريتانية مما سهل السيطرة العربية بسرعة ربما لأن القبائل الهلالية كانت تستولي على البسائط والسهول وقلما حاولت السيطرة على الجبال والهضاب.


د - المثاقفة والتعرب
والحق أن هناك عوامل مختلفة متساوقة أسهمت في صياغة المجال اللغوي والحضاري للمجموعة الموريتانية القديمة صياغة جديدة أحدثت قطيعة صارمة مع العصر الصنهاجي "البربري" ووفرت عناصر إدماج قوية ذاتية وخارجية في العهد العربي.
ولذلك أصبحت هناك وبشكل قوي مظاهر تبني التراث العربي الذي قامت عليه الحياة الثقافية في موريتانيا وأصبحت أنساب العرب وأيامهم وعلوم لغتهم ودواوين شعرائهم دعائم لثقافة الموريتانيين.
وكان وقع تلك المثاقفة قويا على شجرات الأنساب الصنهاجية حيث تعربت بسرعة وانتقل الصنهاجيون من تقليد الانتساب للأم إلى تقليد الانتساب للأب!

هـ - توظيف النسب العربي
لكن تدوين الأنساب لم يتم إلا على نحو متأخر مع تطور النخبة المثقفة في أوساط الزوايا إبان تطور العلاقة مع الأمصار العربية من خلال قوافل الحج والرحلات العلمية.
ومن هنا أصبحت أنساب أغلب القبائل الصنهاجية أنسابا عربية ترتفع إلى اليمانيين أو المضريين. ويذهب بعض الباحثين إلى أن تدرج الأنساب من الأنصارية إلى القرشية العامة إلى الشريفية في تقاليد البيضان المروية والمكتوبة، كان بالتساوق مع تطور العصبيات السياسية في المغرب الإسلامي وتردد أصداء ذلك الصراع في الصحراء.
هناك قبائل تصرح بأصلها المرابطي "اللمتوني" لكنها تأنف بل ترفض نسبتها للبربر، ولعل ذلك راجع لاعتبارها الأصل اللمتوني محيلا على الأصل الحميري، حيث كان قادة الدولة المرابطية من لمتونة يفتخرون بأصلهم اللمتوني الحميري!
ويؤكد النسابة عروبة صنهاجة وكتامة وأنهما دخلتا بلاد المغرب قبل الإسلام في عهود قديمة بعد انفجار سد مأرب، ويلحّون على حميرية القبيلتين. أما القبائل الموريتانية "الزاوية" الكثيرة فتأنف من النسب اللمتوني ذاته وتربط أجدادها برجال من العرب الخلص: قرشيين أو يمانيين.
ومنذ ميلاد الدولة الموريتانية الحديثة ازداد اهتمام تلك القبائل بتوكيد تلك الأنساب، وتضاعف الاهتمام مع المرحلة السياسية التعددية في العشرية الأخيرة من القرن الماضي تبعا لتوظيف القبيلة في الصراع السياسي والمغانم المترتبة عن ذلك.

دور الاستعمار

"ظل الطرح الاستعماري للأمازيغية في موريتانيا محصورا في الأدبيات
التي كتبها الإداريون، ولم يتنزل إلى الواقع المعيش"

لم يسع الاستعمار الفرنسي إلى خلق "حالة أمازيغية" في موريتانيا، بفعل أسباب موضوعية منها:
ارتباط العرف المحلي بالاختيارت الفقهية للمذهب المالكي، ولذا لم تكن هناك حالة فراغ تشريعي كتلك التي كانت قائمة في المغرب مثلا بين الامازيغ الجبال وسكان المدن، ووفرت مناخا لتطبيق ما عرف "بالظهير البربري" بالمغرب وسعت من خلاله إلى تطبيق العرف المحلي بدل الشريعة الإسلامية في "القبائل ذات العوائد الامازيغية " مع توسيع نفوذ المحاكم الفرنسية -في المغرب- بحيث يصبح من اختصاصها "النظر في زجر الجنايات التي يقع ارتكابها في النواحي البربرية مهما كانت حالة مرتكبي الجناية".
قام الاستعمار الفرنسي في موريتانيا "بإصلاح" القضاء والتمييز بين القضاء الأهلي "الشريعة" والمدني "الفرنسي" سعيا لعلمنة المجتمع وليس لتكريس "ظهير بربري" آخر لانتفاء مقوماته.
لكن الباحثين الاستعماريين ظلوا يسعون إلى نشر تفسيرهم لتاريخ المنطقة لتكريس الفصل بين سكانها، فقد ذهبوا تحت تأثير وهم -مبدأ الصراع الأزلي بين "العرب" و" الامازيغ"- إلى فكرة الربط بين "الزوايا" وصنهاجة وأضافوا إليها روايات حول الحروب بين الطرفين ليخلصوا إلى نتيجة مؤداها أن "الزوايا" هم البربر المسالمون المنتجون في مواجهة العرب الكسالى "المخربين". لكن الطرح الاستعماري حول الأمازيغية في موريتانيا بقي محصورا في الأدبيات التي كتبها الإداريون ولم يتنزل للواقع المعيش.


موريتانيا والعروبة

منذ الاستقلال ازداد الحرص على الانتساب العربي في الستينيات والسبعينيات من القرن الـ20م مع المد القومي الناصري والبعثي، وتم السعي في الأدبيات القومية المحلية لتذويب بؤر التوتر "التاريخية" بين العرب والزوايا، بل جرى الحديث عن عروبة الأرقاء السابقين وعن الأصل العربي لبعض الفئات الزنجية كقبائل الفولاّن: "الفولبه"!
وقد ظلت الثنائية عرب/زنوج هي التي تحكم "المسألة الثقافية" في موريتانيا الراهنة، ولم يحدث أن تم الحديث عن ثنائية عرب/ الامازيغ لا سياسيا ولا ثقافيا.
ومن هنا لم يكن موضوع الأمازيغية لغة أو أصولا مطروحا لا في الدستور ولا في الحياة الرسمية ولا حتى لدى الأحزاب. ولذلك فدستور 20 يوليو/ تموز 1991 حسم تحديد اللغة الرسمية بالعربية واللغات الوطنية، ولم يطرح الاعتراف بالصنهاجية. كما أنه ليس هناك حزب يتحدث في دستوره ولا برامجه أو نشراته عن الأمازيغية من قريب أو بعيد، لأن الجماهير المحلية ليس بينها من يقدم نفسه كمعني بالموضوع. وهكذا بقي النقاش حول الأمازيغية في موريتانيا شأن قلة من المثقفين غالب اهتمامهم بالموضوع أكاديمي بحت، وإن كان بعضهم يسعي من جديد لإعادة طرحه ولو من باب النقاش النخبوي. لكن المعنيين بهذا الطرح ما زالوا قلة كما أن مشاركة بعضهم في الكونغرس الأمازيغي السنوي بقيت رمزية، بل إنهم حرصوا على عدم ذكر أسمائهم في كشوف المؤتمرين، مما يدل على تحرج محلي أكثر منه خارجي!
غير أن ذلك لا يمنع من طرح الأمازيغية مستقبلا في موريتانيا لاسيما إذا ازدادت الليبرالية السياسية تجذرا، خاصة إذا صح أن هناك نشأة لتيار آخر ينزع نحو تمجيد الأصول الحسّانية وينادي بإحلال عرب الأمس مكانتهم التي يستحقونها في رأيه. وفي كل الأحوال فالمسألة الثقافية الموريتانية ستكون أكثر تعقيدا وستنحو منحى طائفيا أكثر من أي شيء آخر.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 11:34 AM   #5
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 11-13-2024 (11:11 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الهيثم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشيخ ابو عبد الله موضوع جميل جدا ونقل موفق ولي عودة


بارك الله فيك أخي أباهثم وأشكرك على الإضافة الجميلة للموضوع فتاريخ البيضان والطوارق متداخل جدا ويجد ما يشبه التطابق في العادات والتقاليد ولا أشك في أن أصولهم واحدة وإن أختلفت الألسن !!!


 

رد مع اقتباس
قديم 07-31-2010, 06:01 PM   #6


الصورة الرمزية ابو تسنيم السوقي
ابو تسنيم السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 56
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 08-04-2010 (02:14 AM)
 المشاركات : 51 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المشهد القبلي بالبلاد البيضانية في اقرن 19



بارك الله فيكم ابأ عبدالله وأبو الهيثم كم هو جميل حقا هذا الموضوع المفيد في التاريخ الأمازيغ ومورتانيا ااااااااااالف شكر لكم


 
 توقيع : ابو تسنيم السوقي

سوقي وأعتز.....شامخ الرأس مايهتز....أشوف المدينه ويضيع قلبي ويفز


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع