|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الخاطر
بسم الله الذي من فضله وكرمه ومنه وجوده أن ألف بين قلوب قادة هذه الأمة بعد اختلافها واستغلال الشيطان لها في مصالحه الخاصة والعامة فكان ذالك سببا لسفك دماء الأبرياء فيما بينها والتباغض والتشاحن حتى أزال الله هذه المحنة بالإسلام فأبدل التباغض بالمحبة والكراهية بالأخوة حتى يؤثر الرجل منهم صاحبه في ماله بل وزوجه فيا أهل المواقع والمنتديات أين موقعنا في الإعراب من هؤلاء . أما علمنا أن ما هيأ الله لنا من الوسائل التي كنا نفقدها بل ما نحلم بها مجرد حلم ليست إلا امتحان واختبار لنا ليرى ماذا صنعنا بها هل استخدمناها فيما تفيد فيه أم فيما تضر . أما علمنا بأن القلم ينوب مناب اللسان الذي قال فيه النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين سأله بقوله يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ :{ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، أَوْ قَالَ : عَلَى مناخرهم إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ }وقال النبي صلي الله عليه وسلم في ذالك أيضا { المسلم من سلم الناس من لسانه و يده و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله و المهاجر من هاجر الخطايا و الذنوب } وكما لا يخفى على أمثالكم أن مراتب الدين {ثلاث}الأولى ألإسلام والثالث ألإحسان إذا قصرت هممنا على الثالثة العالية فلا أقل من الثانية للعاقل اللبيب وللأسف الشديد ظاهر الحديث المتقدم يشككنا حتى في المرتبة الأولى ـ أعني الإسلام ـ لقلة من تتوفر فيه هذان الشرطان فلنراجع أنفسنا ولنجبر معا ما انكسر ولندع التعصب والعنصرية فقد أبدلنا الله خيرا منهما. بالله عليكم كيف تصل بنا العنصرية والتعصب الجاهلية المذمومين شرعا وعقلا إلى أن نتغافل عما بيننا من الروابط الدينية والوطنية كتغافلنا باستغلال هذه الوسائل فيما يعود علينا بالنفع من علم وتعليم بدلا من السب والشتم وتقليل كل طائفة من شأن الثانية والخصام حول الإنتساب . فيا إخواني أناشدكم أن نتنازل عن النقط الخلافية ونتحاشاها ونكتفي بما اتفقنا عليه جميعا ولا يسع أحدنا أن يخالف فيه وهو { أننا من آدم وآدم من تراب } وقال عمر رضي الله عنه وأرضاه إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نبتغي العز بغيره وقال الشاعر اليشكرى "
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أوتميم وقبل ذالك قول الله تبارك وتعالى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وكما أنصح نفسي وجميع إخواني من كلا الفريقين بأن لا يتناسوا الأدب النبوي في نصرة الأخ لأخيه حيث قال فيما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل { : يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال : تأخذ فوق يديه }.سبب ورود هذا الحديث : أخرج الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله قال : اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فقال المهاجري : يا للمهاجرين ، وقال الأنصاري : يا للأنصار ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أدعوى الجاهلية قالوا : لا . والله إلا أن غلامين كسح أحدهما الآخر فقال: لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما فإن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره . فدل هذا الحديث الشريف على أن المسلم ينبغي له أن يكون دفاعه ونصرته في مرضات الله ولا يكون مع أحد من الناس لمجرد ميلان النفس أوقرابة أو ولاء حتى يعلم الظالم من المظلوم ليكون نصره حينئذ تبعا لمرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من النصح والإصلاح بين الناس وهذا والله لشرف لك عظيم كما قال الله تبارك وتعالى {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } فمن منا الموفق صاحب الحظ الوافر الذي ينتدب نفسه ويعطي الموضوع جل وقته لإخماد هذه الفتنة التي لم نسمع لها بسابقة في القرون الماضية بين من كانت بينهما . أيرضيكم أيها الإخوة الأجلاء أن يتوارث أبناؤكم من الأجيال القادمة هذا التاريخ المظلم وينسب ذالك إلى جيلنا أما وسعنا ما وسع آباؤنا إنها لفتنة ورب الكعبة وأدعو العقلاء بأن يتولوا أمرها قبل السفهاء و قبل أن تخرج القضية من نطاق السيطرة.وما أحسن الشاعر حين قال : كل الحوادث مبدأها من النظر ..... ( ومعظم النار من مستصغر الشرر ) وتذكروا قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه قَالَ :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم َ لًيْسَ الشَدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ) ولنحاول جميعا أن نكون أشداء أخذا بهذا الحديث .فاحذروا الغضب فإنه أشد المطايا خطرا ويدل على ذالك أيضا: وصية النبي صلي الله عليه وسلم للذي استوصاه وطلب منه أن يوجز في الوصية فقال له النبي صلي الله عليه وسلم { لا تغضب } فكررها له ثلاث مرات لأهميتها.ومما ينبغي لنا كطلبة علم أن نحذره مجارات الشيطان يتلاعب بنا حتى يوقعنا في كبيرة من كبائر الذنوب وهي شتم الرجل لأحد والديه أوكليهما .كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم بذالك َبقوله (مِنَ الْكًبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِديه( قَالُوَا : يا رَسُولَ اللّهِ ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِديْه ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، يَسُبُّ أَبا الرجل ، فَيَسُبُّ أباه ، ويَسُبُّ أمه ، فَيَسُبُّ أمه } وبعد هذه الأسطر القليلة التي أعتبرها بالنسبة للمخاطبين كحامل تمر على أهل خيبر. وبالنسبة لكاتبها جهد كبير شاق وذلك لجهله وقصر باعه في العلم ، إلا أنني أحببت أن أقدم في هذه الأزمة أغلى وأسمى ما أملك بغض النظر عن مادته العلمية لأن فاقد الشيء لايعطيه . ولو اشترط في الجيش التساوي في الشجاعة واتساع المدارك وحسن المراوغة لقل عدده . الله أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأسأله أن لا يجعل لنا حظا ولا نصيبا من خصال الجاهلية المذمومة إنه ولي ذالك والقادر عليه .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أخوكم ومحبكم أبوراضي السوقي
آخر تعديل أبوعبدالله يوم
07-05-2010 في 09:12 PM.
|
07-05-2010, 10:07 PM | #2 |
مراقب عام القسم الأدبي
|
رد: الخاطر
شكرالك يا أباراضي كلمات مؤثرة, وذكرى عطرة لعلها أن تلقى آذانا صاغية من الاخوان جميعا أعود فأكررالشك والتقديرلك.
|
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|
07-05-2010, 10:40 PM | #4 |
|
رد: الخاطر
[justify]نشكر الأخ مسلم السوقي على هذه المشاركة الطيبة العطرة التي تهدف إلى التكافل والتعاون على الحق ونبذ المخالفات والتعصب القبلي والجدال في أمور لا جدوى فيها تؤدي إلى تفكيك الروابط الإجتماعية ، فينبغي لكل كاتب أن ينحو نحو هذا لقول الله تعالي ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)[/justify]
|
|
07-05-2010, 10:51 PM | #5 |
|
رد: الخاطر
جزاك الله عنا كل خير يا مسلم السوقي على هذه الكلمات التي تعبر عن الحق والطريقة التي ينبغي أن تكون عليها كتاباتنا في شتى المجالات والتي يدعونا الكاتب فيها إلى ترك الشحناء بين القبائل والتفاخر بها .
|
|
07-06-2010, 09:41 AM | #6 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: الخاطر
جزاك الله خيرا أخي مسلم السوقي
خطبة بليغة ونصيحة بديعة من مسلم ﻹخوانه أثابك الله عليها خيرا. |
|||||||||
l |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|