العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-25-2017, 01:13 PM
أولمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1850
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5277 يوم
 أخر زيارة : 02-02-2021 (11:03 AM)
 المشاركات : 3 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أولمد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا



الآية 11 من سورة الإسراء
﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾

الإنسان في هذه الحياة الدنيا عندما يصيبه أمرٌ أو وضع أو حال لا يرضيه، أو لا يستقيم مع ما يطمح إليه ويتمنَّاه ويريده - قد يصاب بحالة من الإحباط واليأس والقنوط، حالة ووضعية يترجمها الإنسان من خلال ما يصدرُ عنه من أقوال وأفعال، تُعبِّر عن سخطه وعدم رضاه، وعدم قناعته وصبره بحاله ووضعه، بل يتجاوز ذلك إلى إتيان أفعال وتصرفات وردود أفعال قد تجانب الصوابَ والمنطق والعقل والحكمة.

حال المتأملُ فيه والناظر إليه قد يستنتج من خلالِه كيفية وطريقة نظر ذلك الإنسان إلى الحياة الدنيا، وكيف أن حالة السخط واليأس والقنوط تلك، إنما هي في الحقيقة تعبير عن رغبة الإنسان في الخير، وسعيه إلى بلوغ كل ما يرضيه ويريده، وعدم استيعابه وقبوله لأي حال يخالف ذلك.

من ذلك أرى أن على الإنسان تعميقَ التنبه إلى هذه الوضعية، وهذا الحال الذي يشهده ويتعرض إليه في كل حين من حياته، وفي ذلك عنصران:
الأول: حالة تروِّي الإنسان وعدم تعجُّله عندما يصيبه ما لا يُرضي رغباتِه ومراده، فاسحًا بذلك المجالَ إلى العقل والمنطق والحكمة والتفكر والتريث والتأمل، فيرى ويستنتج الإنسان حقيقةً في هذه الحياة الدنيا لا يمكن تغطيتها وتكذيبها، وهي تعرُّض الإنسان إلى الخير والشر من منظوره، وما يستتبع ذلك من تفكر بنَّاء، وتأمل في هذه الحياة الدنيا، وما يجب أن يكون من أعمال فيها، يضبطها الحق والمنطق، نظرًا وتأملًا في المصير، يولد الإيمان واليقين والصبر والرضا، فيكون مصاب الإنسان - سواء كان خيرًا أو شرًّا - هو في الحقيقة خيرًا له، إذا تروى وفكر وتبين ذلك ونظر إلى الحقيقة الفطرية كما هي.

أما العنصر الثاني، فهو عنصر عجلة الإنسان أو تعجله أمام مصابه، بما لا يَرضى وما لا يريد، وما يستتبعه من كفر وتغطية وتجاوز لصوت المنطق والحقيقة والفطرة السليمة في شأن حال الإنسان في دنياه ومصيره.

تجاوز ذلك وكفره وتغطيته يجعل الإنسانَ يفتقد سمة الصبر والرضا والتسليم، والإيمان بالقضاء والقدر، والقناعة أنْ لا حول ولا قوة للإنسان إلا بقدرة قادر مقتدر، فيكون السخط واليأس والقنوط والمخالفة والظلم للحق تعبيرًا عن رغبة في بلوغ درجات من الرضا والكمال والسعادة في حياةٍ دنيا، هي في الحقيقة فانية لا يخلد فيها الإنسان، وما يستتبع ذلك من تساؤلات حول المصير وحول حقيقة وطبيعة هذه الحياة الدنيا، حقيقةٌ جانَبَ المنطقَ والصواب والعقلَ مَن أراد كفرها أو تغطيتها أو تجاوزها.


نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/109988/#ixzz4npi3zgD6



 توقيع : أولمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام عبادي السوقي منتدى الحوار الهادف 9 11-27-2011 09:52 PM