313. المختار بن أحمد الفهري الكنتي :
هو سيدي المختار بن أحمد بن أبي بكر بن الوافي الكنتي ينتهي نسبه إلى عقبة المستجاب الفهري(1) .
قال الشيخ العتيق : وهو المسمى في بلادنا بالشيخ الكبير متى أطلق اسم الكبير تغني تسميته عن ترجمته وهو بحر من العلم يقذف بالدرر النوادر في كل فن وألف في سائر الفنون وأفاد ، وهو الذي كان سبب وصول الورد القادري إلى أهل السوق أخذه عنه الشيخ حَنَّ بن أمَّتَّال السوقي الأنصاري ثم انتصب حَنَّ للمشيخة فيه وتتابع كبار المشائخ على أخذه عنه .
وأما مؤلفاته وقصائده : فيضيق الوقت عن طلب إحصائها وأكثر قصائده في الدعاء والمدائح النبوية ، وألقي عليه القبول وسخر له الخلق في زمانه يستوي في ذلك التسخير العلماء والعامة والملوك والجبابرة ، وأما تسخير الجبابرة له فيكفي منه ما ذكره صاحب الطرائف أن كَاوَ الذي تغلب على بلاد الطوارق والسودان ومن فيها من العرب وهو جد سلاطين إولّمّدن الذين يتغلبون ويتأمرون في بلاد كَاوَا وتنبكت قبل الاستعمار الفرنسي وفي بلاد مَنَكَا خاصة بعد الاستعمار هو الذي ذكر صاحب الطرائف أنه جاءه مع أخيه أكَادَدُ وقالا له نحن لك كالعبيد المماليك فمرنا بما شئت . وذكر أيضا أن أمّا والد كَاوَ أتاه مرة فأهدى له الشيخ فرسا قل له نظير فقال له الأمير أمّا إني حين خرجت من بيتي قسمت الناس إلى ثلاثة أقسام صاحب مال يتحفني بشيء من ماله ، وصاحب حاجة أو ظلامة أقضي حاجته أو أزيل ظلامته ، والثالث رجل صالح ذو بركة أنال بركة دعائه ، أما الأولان فقد ظفرت بهما ونلت من مال أهل الأموال وقضيت حوائج الضعفاء وأزلت الظلم عن المظلوم ، وأما الثالث فإنما أتيتك رجاء أن تكونه فادع الله لي بقضاء حوائجي ، وأما فرسك فرد عليك . والخوارق التي حصلت على يديه في حق أحبابه وفي حق أصدقائه لا تحصى وأخباره هي موضوع كتاب الطرائف والتلائد لابنه سيدي محمد وهو كبير الحجم أجاد فيه وأفاد . وتوارث بنوه من بعده ما ناله من التعظيم والقبول ومن بث العلم ونشرها(2) .