300. محمد علي بن السّدّادَ الأدرعي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد علي بن محمد الصالح المعروف بالسدادَ ابن الصالح المعروف باسم أَسَيْ بن محمد بن محمد المختار المعروف ببلد بن محمد ينتهي نسبه إلى الشريف عبد الله الأدرع (1)
قال الشيخ العتيق : حفظ القرآن وهو صغير على يد أحمد بن البكا بن البخاري وأخذ النحو عن محمد بن البكاي وأخذ كثيرا من الفقه عن الشيخ محمد المذكور وعن ابن عمه محمد الشيخ بن موسى ولازم والده وأخذ عنه كثيرا من العلوم ولم يفارقه حتى مات وحضر مجلس التفسير الذي يدرس فيه الشيخ سعد الدين بن عُمار وأخذ رواية كتب الحديث عن جماعة من الأشياخ وأعظمهم والده السّدَّادَ بن الصالح ، وأخذ علم البيان وعلم الأصول عن الشيخ حمَّدا بن محمد بن حَدِي ، وأخذ عنه شيئا من مختصر خليل ، وأخذ عن الشيخ المحمود بن الشيخ حماد شيئا من التفسير والفقه ومن الآداب التي يلقنها المشائخ للتلاميذ هم في علم التصوف وكان من كبار أصحاب ذلك الشيخ ومن المتقيدين به في أحوالهم وفي علومهم وفي جميع شئونهم ، وكان شيخه يثني عليه ويعده من كبار الصالحين ، وسمعته مرة حتى ذكر أنه وصل إلى مقام أبيه ولم يفُقْه أبوه الذي اشتهر بالعلم والصالح والورع . وليس له رحلة في طلب العلم إلى الخارج ولكنه أخذ عن شيوخ أهل تَبُورَقْ وأهل تَكَلَلْتْ وأهله وسافر إلى حي إخوانه أهل تَنْغَ أكْلِ وحضر مجلس علمائهم وأنتفع بهم وانتفعوا به . وأما الآخذون عنه فكثيرون لأنه ما زال يقرئ القرآن والنحو واللغة والفقه في حيه وكان شيخا لمن بعده من أهل حيه فأول تلاميذه حَمَّطايا بن الشيخ إسماعيل ، ومحمدُ ـ بضم الدال ـ ابن زيد ، ومحمد بن تُوحَ , وتلاميذه الصغار ابنه البشير وكان مع سعة علمه كثير الصمت وقورا لا يخوض مع الخائضين ولا ينطق إلا بما يراه صوابا سواء في الأمور الدينية والدنيوية ، و كان محبا للناس محبوبا لمن خالطه من سائر القبائل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر برفق والين وأدب ، وآخر أمره أنه مرض فأمره بعض الأطباء بأن يذهب معه إلى " بَمَاكو " لأجل التداوي فلما وصلها مات في مستشفاها في رمضان من عام ألف وأربع مائة وسبعة 1407هـ رحمه الله رحمة واسعة(2) .