290. محمد بن محمد محمود الإدريسي التبورقي السوقي

290. محمد بن محمد محمود الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ محمد محمود المعروف بحمّدو ابن محمد المختار المعروف بتالْ ابن محمد أحمد المعروف بدلْبُ بن سيدي بو بكر ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : ( نص ما في " التبر التالد " أوله ومنهم الهلال ابن الهلا اللامع ، والزلال ابن الرهام الهامع ، والضياء ابن الفجر الصادق الساطع ، الغاض في العلوم بضرس قاطع ، والسابق في ميدان الدرس والتدريس بلا منازع ، ولا مدافع ، وهو الشيخ محمد بن محمد محمود : صاحب المقام المحسود ، والكمال المشهود ، غير المجحود . مر إلى أن قال : نشأ بين علماء أجلة من أعمام ، وبني أعمام فأخذ عنهم لا يحتاج إلى نصب الأدلة ، ولم يرتحل إلى الشقة البعيدة للتعلم لكن عنى بتفتيش الكتب والتدبر ، فرحل إلى إكَلاَّدْ من ذلك الباب . ومما يحكى عنه أنه قال : لو جعلت كل قرطاسة من قراطيس كتب حينا في غير محلها لأعدتها في موضعها . لعله يشير إلى أنها يعرفها بعينها . وله قلم في قيد العلم جار وصيته في حفظ ما يقرءه أو يكتبه سار ، ومما كتبه بيده شرح ألفية المعاني ، نسأل الله أن يوصله في دار الجزاء إلى غاية الأماني . شيوخه : أخذ التفسير عن الشيخ محمد الصالح بن محمد بن ميدِ إلا حزبين أو ثلاثة من أوله أخذها عن أبنه الشيخ إسماعيل . مر إلى أن قال : وممن استمد منهم فقها محمد أحمدُ بن الصالح الكنتي السوقي مكث عنده مدة للتفقه بعد تضلعه من علوم الآلآت . يروى أنهما لما فرغا من صلاة العشاء ليلة من ليالي إقامته عنده شرع مُحمدُ يقرأ عليه من أشاعر العرب ما يستحسن في المحاضرات من الحكم حتى جنّ الليل عليهما فجعل محمد أحمدُ يسمعه من أشعار المحاضرات إلى وقت السحر ويقول له أتعرف هذا البيت ولمن هو ؟ فتعجب السامعون من حفظهما . إلى أن قال : وغد تولى التدريس في حيه سنين يستخرج لهم في العربية السر المكين ، وملأ الأسماع من تفسير المنزل وما سمي المفسر إلا بعد الاستحقاق لأن المشائخ الثقات الذين يدعونه بالمفسر لا يسمون به أحدا ما لم يجمع بين فهم التفسير من جهة السنة وبين تضلعه في فهم مسالك أهل اللغة مستمكا برواية شيخه فإن زاد على الرواية بكثرة الاطلاع والمدد الوهبي فهو المفسر عندهم وهذا قليل من ترجمة الشيخ الفتي بن محمد أحمدُ له وقد رضيها صاحب " التبر التالد " الذي أمره بوضعها وضمنها كتابه وهي طويلة . وترجمه أيضا ابن أخته الشيخ محمدُ بضم الدال دائما ابن محمد الصالح المعروف باسم تَانَ ـ بفتح النون ـ ترجمة طويلة عبر فيها عن أحواله بعبارات رائقة رشيقة ، يطول الكلام بجلبها فاكتفيت بوجودها في كتاب " التبر التالد " ومما قاله فيه بعد كثير من الثناء ما لفظه : أخبرني غير ما مرة شيخي محمود بن محمد الصالح أنه رأى كثيرا من العلماء ومارس من فحولهم ما شاء الله في طول الأرض وعرضها وجاذب الجل أطراف الحديث في الفنون بأسرها ، وفاوضهم في منظومها ونثرها ، فلم تر عينه مثل الشيخ المفسر محمد الصالح بن محمد بن ميدِ والشيخ شعيب بن محمد والشيخ محمد بن محمد محمود ، ثم يقول هؤلاء الوعول الثلاثة لم يرتق في زمنهم قنة نيقهم لا رابع ولا خامس ، وهذا شيخ شيوخنا سعد الدين بن عمر كثيرا ما أسمعه في إشادة ذكره بأنافة قدره ، وإعلاء منارة فخره ، وهذا الشيخ إسماعيل بن الشيخ المفسر محمد الصالح فقد أثنى عليه في غير ما مجلس وأقر له بالسبق في ملا وخلا وعنْونه بذلك في كتابه " الدرر الثِّمَان في شرافة الغر الثَّمان " وحسبك بهذه الثلاثة المهرة بالقرآن وعلومه وهم الخيرة البررة المشهود لهم بالسبق في مضمار اللسان ، وميدان البيان ، وطهارة الجنان ، وطاعة الأركان ، فلك فيهم أسوة حسنة ولم يتخلف عنهم في ذلك أحد نعلمه . أما شيوخه قبل شموخه وبلوغه أشده فأعمامه الذين يلتقي بهم في الجد الثالث وهم : شعيب بن محمد والشيخان الأغران عمران ومحمد آيَّ أبنامحمد الصالح والشيخ الرباني عَبُّ بن موسى ، والشيخ أحمد باب بن حامَّدْ وأضرابهم وكانوا إذ ذاك لطوائف العلماء في هذه البلاد هم الإيمة السادة القاده ، ومحك الأذهان والوقادة مر إلى أن قال : وأما تلامذته والمستمدون من أمداده فد بي دبي ، وآيتهم أنهم مصابيح أحلاك الجهل والغي ، ومفاتيح اللثغة والعي من كل حي ، وليس فيهم عيي ولا غبي ولا هبي ابن بي . أما خطه : التصنيف والتأليف فهي ولا ريب ألف سليقته وحلف قريحته وطوع يد فكرته لكنه مغلوب عليها ومشغول عنها بما دفع إليه من شئون الحضرة وفنون الخصوصية ، وآداب الإرادة وشروط التلمذة . مر إلى أن قال : وله قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة على حروف المعجم ، وأخرى غيرها كثيرة وقصائد في الاستسقاء مجربة لنزول الأمطار واستدفاع البلاء والأعداء واستكشاف ما نزل منه . ثم ذكر ما جرى بينه وبين الشيخ حماد من القصائد . والترجمة المطولة مسرودة في " التبر التالد "(2) .

قلت : له أيضا رحمه الله أجوبة فقهية عدد أوراقها 10 وكان الفراغ من كتابة هذا التأليف يوم الخميس 4 بقين من رمضان عام 1365هـ(3) .