223. تَانَ / محمد الصالح بن محمد الأنصاري التكيراتي السوقي :
هو الشيخ محمد الصالح المعروف باسم تان ابن محمد المعروف بآمّ ابن عَمْنَا بن أحمد بن محمد المصطفى بن محمد إكنن بن محمد سيدي ينتهي نسبه إلى أشلوم اليعقوبي الأنصاري(1) .
قال الشيخ العتيق : هو من العلماء أخذ عن محمد الصالح بن مَحمد بن ميدي التفسير ثم أخذ عن محمد بن محمد محمود وأخذ أيضا عن الشيخ شعيب بن محمد ولا يسميه إلا باسم شيخي ، وكان من أصحاب حماد بن محمدُ ومن المستغرقين في محبته والثناء عليه ، وكان من الأبرار بقرابته أدرك بني عم والده الأقربين وهم بنوا الميمون فأنزلوه منزلة الابن وأنزلهما منزلة الأب ولا يسمونه إلا باسم البنوة وأكبرهم في ذلك عبد الله بن الميمون لأنه بمنزلة شقيق والـ... وكان ربيب جده عَمْنَا وهو الذي يدعوه باسم الأبوَة دون والده الميمون فكان محمد الصالح تَانَ أحب أولاد إخوته إليه وأقربهم إليه وكان هو القائم بما يقوم به الابن من أمور والده حتى كبر ابنه محمدُ بن عبد الله ، وكان حييا صبورا لا يتطلع إلى ما يورث الشهرة فأحسن إلى أبويه ، ولكن لم يغير لابن عمه المذكور ما كان عليه قبل يحكمه في شؤن والده ، ومن إحسانه إلى بني عمه أولاد عم أبيه الميمون أنه خلى بينهم وبين تربية بنيه وفوض إليهم أمورهم من التعليم والإرشاد وحسن التربية فكان بنوا عمه لأولاده بمنزلة الأب في حسن التربية وإعطاي الأموال وغير ذلك ، ومع كونه من العلماء لم يشتغل في آخر أمره إلا بتلاوة القرآن وكنا نتعجب من أنه كلما أراد أن يخاطب واحدا منا قال له سوف أقطع القرآن حتى أقول لك كذا فإذا فرغ مما أراد أن يخاطب به من يخاطبه عاد إلى التلاوة ولما اشتد به المرض الذي مات فيه أعرض عن مخاطبة الناس وانقطع إلى القراءة ولم يسمع منه إلا صوت صدره بالقرآن وفي اليوم الذي مات فيه دنا منه الشيخ حُميد وكان ملازما له فقال له أسمعني الآية التي كنت تقرأها الآن فقرأ قوله تعالى { وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلم لك من أصحاب اليمين } ففرح بذلك وتفآل به ، وكان ذلك آخر ما سُمع منه توفي رحمه الله عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف 1368هـ (2) .