211. متّال / محمد الصالح بن الأمين الكنتي السوقي :
محمد الصالح المعروف بمتّال بن الأمين بن مـمّا بن أحمد بن حَمَكُ بن محمد إكْنَنْ بن إكَوِلْ الفهري الكنتي السوقي ينتهي نسبه إلى عقبة المستجاب (1).
قال الشيخ العتيق ينقل كلام الفتى : ثم كتب عن شيخه وابن عم أبيه محمد الصالح المعروف بمَتّال بن الأمين ، وصنع في الكلام عنه كما صنع في الكلام عمن يترجمهم من العلماء الذين ترجمهم من أهل بيته وغيرهم وهو الإطناب في الثناء بعبارات رائقة ولم يؤرخ مولده ، وذكر من شيوخه أنه أخذ القرآن عن أحمدُ بالضم الدال بن الصالح بن محمد المصطفى والنحو واللغة عن شيخ أهل تَبُورَقْ في وقته حامَّ بن مَحمدْ والفقه عن ابن عمه محمد أحمدُ بن فُكّ والتفسير عن محمد الصالح بن محمد ميدِ من أهل تَكَلَلْتْ وشيخه في طريقة الصوفية حماد بن محمد من أهل تَبُورَقْ . وأما الآخذون عنه فذكر منهم نفسه يعني محمد الصالح المعروف بالفتي بن محمد أحمدُ وأخاه محمدُ القاضي ومحمد الأمين بن محمد بن عَمْنَا ومحمد بن عبد الرحمن بن الميمون وابن المترجم محمدُ الياضُ بضم الدال وأحمد بن عبد السلام من دو إسحاق وكثير من قومه . وله قصائد كثيرة ولم ينسب له منثور . هذا ما كتبه . وقلت زيادة على ما كتب هو من أهل التقوى والورع ومن ورعه أنه أفنى عمره في التعلم والتفقه ولكن لا يقضي ولا يفتي فإذا تعين عليه أن يقوم شيئا في النازلة لعدم من يحيل إليه المستفتي أخذ الكتاب وقرأ ما فيه ثم يقول لغيره ترجم للناس ما في الكتاب فإني لا أحكم وصحبته مرة وأنا شاب لم أقرأ الفقه ولم أقر إلا النحو واللغة فكان إذا سئل عن شيء قرأ في الكتاب ما يتعلق بالنازلة ثم يأمرني بترجمته لئلا يكون قاضيا أو حاكما وأكثر شعره في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ثم في مدح شيخه حماد والتعلق بذيله وذب المنكرين عنه وله أشعار في الردود على مخالفيه في المسائل وهي كثيرة ليس عندي منها شيء وكان نحويا فقيها أصولا وفروعا بيانيا منطقيا له حظ وافر من جميع الفنون ولكن أحب الكتب إليه ما يتعلق بالتصوف من علوم القوم ومن كراماتهم ، وكان شديد التعظيم والاحترام لأهل العلم ولأهل البيت النبوي ، وكان يبذل جهده في نصح المسلمين ونفعهم رحمة الله عليه وتاريخ وفاته 1373هـ وزاد على السبعين ولعله وصل الثمانين ودفن في مقبرة نُونِيَ(2) .