195. أبو بادي / محمد الأمين بن الثابت الأنصاري الإجدشي السوقي

195. أبو بادي / محمد الأمين بن الثابت الأنصاري الإجدشي السوقي :
هو الشيخ محمد الأمين المعروف بأبي بادي ابن الثابت بن القاضي محمد الشيخ بن القاضي الصالح سَلَهُ ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن يوسف المعروف بإد إنتكرنت الأنصاري(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : هو ابن عم سميه محمد الأمين القاضي وكان ممن يباريه في التعلم والتعليم في سائر الفنون وله منظومات مفيدة منها " نظمه لقواعد من الفقه " تشبه قواعد النحو التي نظمها سميه وقد انتفع الناس بها في عصره وبعده وهي عندي ولولا خشية التطويل لجلبتها ، ولم يتول منصب القضاء ولم أطلع على منثور ينسب إليه وقد أدركت من الأسلاف من يثبت له المشاركة في الفنون ، ولم أقف على تاريخ وفاته بل على أنه من حملة العلم في بلده أواخر القرن الثالث عشر ولم يعقب(1) .
قلت وقفت على جزء منظومته في قواعد النحو نصها :
أما الموانع التي فيها انحصر
تنكير مبتدأ فخمسة عشر

وهي اختصاصه بوصف إما
تقديرا أو لفظا وأن يعما

وهكذا أن يتخصص الخبر
جملة أو ظرفا أو ما بالحرف جُر

أو اقتضاؤه لمطلق العمل
وبعد لولا ذلك الحكم عُقِل

وبعد كم إن خبرية أتت
ولامِ الابتداء ذا أيضا ثبت

وخرق عادة مع الجواب
برجلٌ لنحو من بالباب

أو الحقيقة به مراده
كتمرة أفضل من جراده

بعد إذا فجأه سوغ وفي
أول حال جملة أيضا قفي

وكونها معنى كقام طلبا
ويشمل الدعاء والتعجبا

وهكذا العطف إذا ما بعد لا
عطفتَ فيه الابتدأ أسألا

خامس عشرها إذا الإبهام
به أريد وبه الاتمام

وقال أيضا في البدل :
بالبدل ائت في مسائل ثمان
أخا اختصاص دون ما عطف البيان
وذاك العطف ليس يقع
في الفاء ومضمرا لا يتبع

كلا ولا يرى بلفظ الأول
ولا ضميرا بخلاف البدل

وجملة وتابعا لها ولا
فعلا لنظيره تلا

وأنه في نية الإيقاع
موقع ما يتبع ذو امتناع

ومنع أن يكون في التقدير من
جملة أخرى ها هنا انتهى ...


يحذف عندهم .... حرف جر
مع انجرار في ثلاثة عشر

لفظ الجلال في اليمين إن عرض
كاللهِ لا أفعله دون عرض

وبعد كم كذا في الاستفهام إن
جرت وقبل كيْ وأن مع إن

وفي جوابه متضمن لما
نظير ما حذف من بعدُ انتما

كمثل يزيدٍ تاليا بمن تمُر
وبعد إن وفا الجزا أيضا كثر

وما على خبر ليس قد عطف
وبعد هلاّ ذلك الحكم عرف

كذاك معطوف بحر اتصل
على الذي حوى نظير ما اختُزل

وهي كذا إن لم يكن متصلا
كفصله بحرف لو وحرف لا

..................................
..... فصحا من أنشاه

ونحو ما بحر لا قد انفصل
شعر فصيح قاله بعض الأول

ما لمحب جلد أن هجرا
ولا حبيب رأفة فيجبرا

كذاك ......................
..................................
وهذه المخطوطة مسح بعض أسطرها .

وله شعر وقفت على أبيات قالها في الشيخ محمد ألاغ بن محمد الحسني :
تبارك الله فيمن غاب أو حضرا
لا غرو لا بدع في قفو الفتى أثرا

جريا على إجراء أصله الكبرا
نفسي فداك يا نجما بدا فجرا

يا حبذا نخلة يا حبذا ثمرا
وللود ا يا ثمار ربما طلعت


ورثاه الشيخ محمد بن المصطفى الأنصاري الأيوبي بقصيدة قال فيها :
ألا فارقبوا طلوع نجم ترونه
يخولنا علما وإلا نكن فوضا

إذا غاب منا مدره بأن مدره
يؤم فناءها الأصحاء والمرضى

عسى فالق الإصباح يجبر كسرنا
وينسأ ما يأتي ويمنعنا هيضا

فهل تنزف الدلاء بحرا من العلا
ويحسب حب الطيس من طرفه غضا

فمن رام إحصاء لما حاز فليقل
لبانته في معدن الخير قد قضى


مر إلى أن قال :
فعز نحاة السوقيين بأسرهم
وعز القضاة إذيصون لهم عرضا

فكادت فنون العلم تنفر مدة
بأصقاعنا طرا فئاضت به ايضا

له مزبر من خالص الذوق ناشئ
إذا مابه العويص رض به رضا

فيجلو بمبرد الذكاء صداءه
فيتقنه البليد إذا رده محضا

إلا إنه بدا بروق شبابه
إذا ما جفاه الغر أسرع للأغضا

إلا إنه من ضئضئ النور قد بدا
ولا غرو أن ترى محجته بيضا

إلا إنه من عارف وابن عارف
ولا غرو أن ترى مئاربه تقضى

إلا إنه من ماهر وابن ماهر
ولا غرو أن ترى حكومته ترضى

إذا ما بدت قضية مشمئزة
جلوها فراح ما لغيرهم نقضا

واما نوى الجري فيها نزاعهم
ترآت له اﻷنوار فارتج وانقضا

فغض الملي جفن من حام حولهم
بغمصهم وعض من ذمهم عضا(2)