182. محمد أحمد بن محمد الأمين الأنصاري الإجدشي السوقي :
هو الشيخ محمد أحمد بن القاضي محمد الأمين بن همّهمّ بن الصالح سله ينتهي نسبه إلى محمد بن يوسف المعروف بإد إنكرنت الأنصاري(1) .
قال عنه الشيخ العتيق : هاجر إلى الحرمين ولقي ما شاء الله من الأنكاد والمتاعب والمخاوف حتى وصل بإذن الله وكان حميد الخصال حسن الخلق حليما صفوحا ، أخبرني بعض الثقات أن الركب الذين كانوا معه في السفر عطشوا ذات يوم وهم في مفازة ولم يزل بهم السير حتى أووا إلي بير قد علا التراب ماؤه ولم يدروا ماذا يفعلون فدخل فيه محمد أحمد وجعل يدبر الحيل حتى استقى أصحابه وأخذوا حاجتهم من الماء فخرج فأصابه من برودة البير داء تعطلت به أصابعه عن الحركة فكلما نظر إلى أصابعه قال الحمد لله الذي أذهب يدي في سبيل الله ، وأخبرني بعض أشياخنا الذين حجوا وزاروا عن رجل من أكُبَيْتَنْ صاحب هذا الرجل في تلك السفرة وكان معه في المدينة عن هذا الشيخ المترجم أنه فعل فعلا في المسجد النبوي ينكره الجندي الذي يحرسه فقام إليه فلطمه فأنفجر أنفه دما فصاح عليه الناس وبلغ خبره إلى والي المدينة وذلك في أيام الشريف الحسين قبل الدولة السعودية فلما قام بين يدي الوالي وثبت حقه على اللأطم قال له الوالي اقتص منه فقال له لا والله هو في حل مما صنع جزاه الله عني خيرا فإنه داواني في نزلة دامت بي أياما ومنعتني عن استعمال الماء وتمكين وجهي من السجود فلما لطمني ذلك الرجل ورعفت استرحت وتمكنت من أمور كنت فيما مضى عاجزا عنها فلا أجزيه عن إحسانه باللطم فتعجب الناس من ذلك ومضى لسبيله ولم يزل هناك حتى مات ولم يترك ولدا(2) .