155. عيسى القاضي بن تَحمد الإدريسي التبورقي السوقي:
هو الشيخ عيسى القاضي بن تحمدُ بن الصالح المعروف بحِكُ بن محمد إكنن المعروف بحمّكن بن محمد المختار المعروف بمنَا بن مَحمد بن محمد بن أكاي ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
ترجم له الشيخ العتيق فقال : فعلامة متفنن في سائر العلوم الشرعية ، أما علم الحديث وعلم التجويد والقراءات فله السبق فيها على جميع أقرانه ويشاركهم فيما سواهما من الفنون وكان متقيدا بفروع مذهب مالك وكان مولعا بنقل المسائل والنوازل ولقي كثيرا من العلماء وأفادهم وأفادوه ، ومرتبته في الفقه تعلو على مرتبة أهل التقليد لأنه جمع بين حفظ القرآن والأحاديث وشروحها وأصول الفقه وفروعه ومعرفة كلام العرب وله حظ وافر من فقاهة النفس فارتقى عن مرتبة التقليد الصرف وإن لم يصل إلى مرتبة الاجتهاد على القول بانقراضه ، أما على القول ببقائه فهو ممن يعد من أهله لكنه لا يزيد في الإفتاء على نقل أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين من المالكية وله في الفقه أجوبة حسنة عن أسئلة وجهها إليه بعض إخوانه ، وله أجوبة عن المسائل الإرَوَانِيَّةِ التي أختبر بها جامعها محمد محمود بن الشيخ الأرواني قاضي تنبكت علماء السوقيين فأجاب عنها جوابا يرضي المنصف كما أجاب عنه صاحباه الشيخ المحمود بن محمد الصالح من أهل تَكَلَلْتْ والشيخ إغْلَسْ بن مَحمد بن الْيَمَانِ من أهل تِمُوكَسِنْ وله كثير من النوازل وكثير من الشعر ، وكان حافظا للقرآن مجودا له حسن الصوت به ونال من خفة اللسان في قراءته عجائب ، صحبته في جماعة من إخوانه من حفاظ القرآن وكانوا اتفقوا على أن يختم كل منهم القرآن ويتوسلوا بذلك إلى الله في قضاء مهمة تهمهم وتشق عليهم فكان السبق لثلاثة هو وحُمَيْد بن عبد الرحمن من أهل تِكِرَتِنْ وحَمَّدَ بن مُحمد من أهل تَكَلَلْتْ وأعتقد ولا أجزم أنه السابق ولكن لم يتأخر عنه صاحباه المذكوران بما يذكر وأعتقد أن المدة التي ختموا فيها لا تجاوز ثلاث ساعات ، وكان حسن الخلق والخلق برا بقرابته وصولا للرحم محبا في قلوب من رآه من الخاصة والعامة ولم أر من طلبة العلم من كان أكثر منه مطلعة ولا أشد اعتناء بالاطلاع على ما يتجدد من الكتب منه ، وألذ الملاز إليه الاشتغال بالكتب(2) .