139. القاضي حكيمٌ / عبد الحكيم بن إفَنْدَسَنْ الإنصاري التنقساني أصلا الإغشري السوقي

139. القاضي حكيمٌ / عبد الحكيم بن إفَنْدَسَنْ الإنصاري التنقساني أصلا الإغشري السوقي :
هو قاضي كل أجيرر في زمنه الشيخ حكيمٌ بن إفَنْدسْ بن الأبطحي بن بالِلْ بن ألْغَتَي بن محمد البكري ينتهي نسبه إلى محمد بن يوسف المعروف بإد إنتكرنت الأنصاري(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : ينتمي نسبه إلى دَقَّ بن إدِّ إنْتَكَرَنْكَتْ ، انتقل جده عن قومه(2) إلى إخوانهم الذين يقال لهم أهل بَكُ فلقي من التعظيم والاحترام ما يليق بمقامه ، فأقام فيها حتى مات وبقيت ذريته ، ثم انتقل بعضهم إلى بلاد نيجر بموضع يقال له إغَشَرْ فيه إذ ذاك كثير من القبائل التارقية وكانت عمارة أولئك فيما بلغني متصلة بيتا بيتا من إغَشَرْ إلى بلاد تِلابِيرِ حيث كانت إمارة إغَتَفَتَنْ ، فلما تناسل أولئك المنتقلون إلى أرض إغَشَرْ وصاروا حيا مستقلا باسم أهل إغَشَرْ إلى الآن وهم عشيرة الشيخ حكيمٌ الأقربون . وأما جده وأبوه بعـ... فلم يزالا في جوار إخوانهم من أهل بَكُ ولم يزل الشيخ بعدهما كذلك حتى مات وبقية ذريته مع ذرية الشيخ حَبْتَارَ جدّ إفَنْفَنْ في مكان أهل بَكُ الأولين ، فإن الأولين من تلك القبيلة انقرضوا عن آخرهم وبقي العلويون والأنصاريون الطارئون عليهم مكانهم يسمون باسمهم ويسو... رعاياهم { إن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين } .
هذا ما بلغني من تاريخ أهل بيته على وجه الإجمال ، وسمعت أنهم لم يزالوا من أهل الفضائل علما ودينا ومرؤة وعبادة وصلاحا وزهدا في المناصب وجود وغيرها من الخصال الحميدة وطلبت الوقوف على آثارهم العلمية ووجدت قراطيس بالية فيها بعض الأثار ، ولم أجد سبيلا لمعرفة ا لمؤثر فإما أن ينقطع اسمه أويسمى باسم إذا سألت عنه لم أجد من يعرفه ولا من يعرف شيئا من نسله وأعوزني التحقيق فتركت التلفيق . وأما الشيخ حكيم نفسه فأشتهر بأنواع الفضائل حتى أدركت حكايات تسند إليه يأخذها الناس عن أسلافهم ولم تزل تروى حتى وصلت إليّ ، وقد رأيت له تأليفا في نازلة فقيه أجاد فيها وأفاد وبلغ منه المراد ، ورأيت أيضا من كلام الشيخ محمد بن الهادي من أهل عصره ثناء عليه واحتراما لجنابه ونسبته إلى التقدم في العلم والولاية وكان معاصر الشيخ حَـنَّ وغيره من أهل القرن الثالث عشر ولم أتحقق أخذه عن واحد منهم ولا أخذ أحد منهم عنه . ومما يحكى من عجائبه ما سمعت الشيخ أتُوتَا بن محمد الأمين يخبر عنه أنه كان يعدو يوما مع الصبيان وهو صبي حتى مر بوالده أو عمه الشك مني فقال له كبيره ذلك :
حكيم مالك وللملاهي
لا ينبغي للّهْو غير اللاهي

فلما سمع بهذا البيت وصل إلى شغف قلبه فترك اللهو والتصابي من يومئذ . وسمعت ذلك الشيخ أيضا يحدث عنه أنه كان ذات ليلة يصلي في جوف الليل أمام بيته فدخل سارق فأخذ من خزائنه وكانت خزائنه تحتوي على ما تشتيه النفس من أنواع المتاع واللباس وكل شيء يملك في بلده فلما ذهب السارق بما أخذ وأمن الطلب رجع في أثره فوجده يصلي فأخذ من المتاع ما قدر عليه وذهب به ولم يقطع صلاته كما فعل في المرة الأولى ، ثم رجع السارق في المرة الثالثة ودخل البيت وصادف ذلك تسليمه في الصلاة فقال له يا أخي اذهب واقتنع بما حملت فإن الصبح قريب وعسى أن يستيقظ الناس فيجدك على حالتك ويؤذيك فاذهب عافاك الله ثم مضى هو في صلاته ، وكان الشيخ فيما بلغني مجاب الدعوة ذا همة عالية وهو الذي استنصر به الأمير هَلَوْ بن وَزَيْد في محاربته مع الإنصار بن النابغ ونصر ببركته ودعائه ولم يزل منصورا حتى مات . وذرية هذا الشيخ في الوقت الحاضر بعضها في بلد تِسِ مع آل إفَنْفَنْ ، وبعضها في أرض بَنْكَلَرَيْ من أعمال نيجر ، ولم أطلع على وفاته لكنه أدرك أواخر القرن الثالث عشر الهجري(2) .

قلت : له تأليف في تاريخ طوارق كل أجيرر(3) .