126. سيدي محمد بن ماحي الأنصاري السوقي

126. سيدي محمد بن ماحي الأنصاري السوقي :
فهو الشيخ سيدي محمد بن ماحي بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشهير باسم أَنِكَرْ ينتهي نسبه إلى محمود حوّ الأنصاري الأيوبي من أهل لام ألف(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : فقد رأيت له رسالة يوجهها إلى الشيخ حماد بن محمد في ضمنها قصيدة همزية أغرب فيها بذكر الحروف التي تتركب منها الكلمات المقصودة ونقلتها من خط أخي المحمود بن يحي ولفظها : ( بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله علىطه الكريم ، حمدا لم جعل التعلق بأذيال أولي المحاضـ.. والمشاهدة ، مفاتيح تنقيح بها بغلقات الفلاح والسعادة ، وصلاة وسلاما على سيدنا محمد  قطب دائرة الوجود ، وعلى من سيماهم في وجوههم من أثر السجود وبعد : فإني لما كشف عني حجاب المماثلة البشرية ، وأطلعت على ما أودعك المولى الكريم من الخصوصية ، جعلتك فيما بيني وبين ربي حجابا وجنه ، فكيف أتحجب وأتترس من أعداء الإنس والجنة ، وأتوسل في الخروج من رق الأغيار ، إلى المهيمن العزيز الجبار ، فالآن إذ خشيت أن أحجب بالإكتفاء بالإسرار ، رأيت أن أجمع بين الإسرار والإظهار ، فأقمت بعون الله اللام مقام الدال حياء وهيبة من أن أشافهك بالأمر والحال :
ما كنت في أخريات الناس من حسد
ولا لإنكار ما مولاك أولاكا

لكن تأخرت إجلالا لما شهدت
عين البصيرة من تفخيم معناكا

فلا تعرض لي ولا تحرك لي
ولا لسان معي في حال مرآكا

ولولا الحياء والهيبة التي تعتريني عند مجالستك ، وتحول بيني وبين أن أسألك من دعواتك وأن أستأذنك في التعلق بأذيالك ، والدخول في زمرة أطفالك ، ما عقدت البنان على القلم ، على أني سواء عندي أخطأت أم أصبت في المقال ، إن ظفرت بالقبول والإقبال ، وإلا فإنا لله وإنا إليه راجعون :
ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر
إذا منعت مني مليكة والخمر

لهذا والسلام ورحمة الله وبركاته عليك ، وعلى من معك ومنك وإليك ، ما أخلص من سيقت له العناية ، ففاز بتوفيق الله بحسن النهاية ، شعر :
إدَارِمَيْ وهي قفر
عين وشين وراء

دار بها قبل يقضي
واو وطاء وراء

لكن على الدار أخنى
ميم وواو وراء

وجاء بعدك عنها
ميم وطاء وراء

حتى أنمحت وهي جدا
قاف وفاء وراء

دع عنك ما ليس فيه
خاء وياء وراء

ولم يكن فيه إلا
تاء وعين وباء

والداء فأشك لشيخ
لديه طاء وباء

به يتم ويعلو
همز وميم وراء

ولا تذق طعم نفس
فالذوق شين وراء

فإن غنمت قبولا
منه فحرفك ظاء

أولا ، فإنك جدا
خاء وخاء(1) وهاء

يا غوث حماد إني
دال ونون وفاء

وعلتي ما عليها
حاء وجيم وباء

إذ ليس يخفى عليكم
فضلا عن الضد خاء(2)

تداركني فعجزي
عن هذه الداء ظاء(3)

وارحم إليك عويلي
فأنت باء وراء

وأنت مشتك لشاك
وأنت حاء وراء

وأنت للخلق حصن
وأنت للعلم باء

وأنت بالك حقا
ميم وراء وباء

نفسي فداك ومالي
لها عمادي تاء

من السلام سلام
عين وذال وباء

على الرسول وآل
ما طار في الجو طاء

وما أتِمّ بهمز
شين وعين وراء


وله أيضا في مدح شيخه حماد قصيدة دالية أولها :
يا سيدي يا ولي الله حماد
أنت الحجاب وأنت الماء والزاد


واتخذ أصحابه هذا البيت مطلعا لقصائدهم في موضوع مدح شيخهم والانقياد له وكان صاحب البيت هو الذي يتخذونه إماما وقدوة ، وليس عندي من أخباره التفصيلية شيء ، وقد سمعت من أقرانه الذين أدركتهم الثناء عليه ووصفه بالفضائل رحمه الله ولا أقدر على تعيين ولادته ولا وفاته(2) .