مطالع الجيش العرمرم بقيادة رجالات إحدى قبائل إمُوشاغْ كل برم

الترصيع

إنني في تناول تاريخ قبيلة كل برم، التي هي إحدى قبائل إموشاغ الشهيرات بالسيادة والمجد في المنطقة.
سأنهج في تاريخها ـ بإذن الله تعالى ـ نهج جمع ما لا يغفله أهل التاريخ، من معرفة:

· اسم القبيلة.
· ديانتها.
· نسبها.
· بيوتاتها.
· تاريخها.
· موطنها.
· أعيانها.
· دورها.
· أيامها.
· غير ذلك مما يستلمح ذكره المؤرخون، متى وجدنا إلى ذكره السبيل.

لذا فأنا سأتناول ـ إن شاء الله تعالى ـ جملة مما سبق ذكره، حسب إفادات ما عمدته أحد أعيان هذه القبيلة، بل هو سيدها الآن، كما أفادني بذلك هو بنفسه ذلكم عمدة النقل السيد زَكِيُّ أغ محمد أغ وَلِيَدِ ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
هذا وعمدة النقل ـ السيد زكي، فهو حقا شخصية بارزة شهيرة، كأي شخصية من السادة الفضلاء النبلاء، خاصة في أفقه، وكان ممن يتمتع بمعاني سامية في كل شخصية سيادية.
وكنت مما سررت به جدا وجود مسجد أمام خيمته في حيه.
وذلك المسجد هي عبارة عن مكان محاط بقطع من عارجين الأشجار الدائرة على مكان تجمعهم للصلوات، كما هو معروف في مصلياتنا التقليدية، خاصة في الأحياء العلمية.
قلت: وعلى شاكلة تلك المساجد كان مسجد السيد زكي، فشكرتهم على ذلك الصنيع الجليل، كما نوهت لهم عن أهم رسالة المسجد العظيمة، التي من أهمها وأوجبها: إقامة صلاة الجماعة فيه.
هذا ولا يخفى أهمية دور الترغيب في كل ما يحبه الله ـ جل في علاه، خاصة ما شرعه...
وعلى كل حال فإن عمدة النقل ممن يسر برعايته لجانب الدين في كل صغيرة وكبيرة، لحديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير.
فلذلك شكرت للسيد زكي قيامه في تهيئة مكان خاص بالعبادة كمسجد له ولرجال حيه تؤدى فيه الصلوات المفروضة ـ فحفظه الله، وبارك فيه، ونفع به الأمة، وزاد له من فضله، هو وأهل حيه ـ اللهم آمين.
وعودا لذي بدء، فإني اغتنمت فرصة لقائه الكريم، وذلك أثناء مقابلة ظفرت بها معه العام المنصرم 1434هـ، في دولة بركينافاسو، في مخيم اللاجئين التابعين لولاية: جيبو ـ منطقة: مِناتو.
وكان من حسن التوفيق، أن قضيت هناك عدة أسابيع في مختلف القبائل المتواجدة في ذلك المخيم، وحاولت تقييد ما أمكنني منها، من قبائل: السوقيين ـ إموشاغ ـ إدنان ـ إمغاد...
كما سأحاول ـ بإذن الله تعالى ـ هذه السنة 1435هـ نشر بعض ما دونته في حق تلك القبائل، الذي منه ما يتعلق بتاريخ بعض قبائل إمغاد، بعنون: معاريج الحريري إلى مآثر كل سريري.
وقصدي في ذلك كله، هو محاولة جمع موضوعات تاريخ سكان صحراء أزواد، جمعا يضيف الجديد إلى دواوين المعرفة، فأتناوله ـ بإذن الله تعالى ـ تناول من لم يسبق إلى موضوعات تاريخ تلك القبائل، التي سأنشر شيئا من سيرها ـ إن شاء الله تعالى ـ في معرض: صناعة تاريخ الأمم...
هذا ولقد وددت أن أجد من سبق إلى جمع تلك السير، على نهج أهل التاريخ والسير، لأقتطف منها قطوفا تاريخية دانية، يتصيدها أهل المعرفة بالتاريخ، فلما لم أحظ بمن حاز فضل السبق إلى جمعها وتدوينها، انتقلت إلى جمع موضوعات مجتمعاتنا تلك.
لقول من قال:
البيت لا يبتني إلا عن أعمدة***ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
سواء كان ذلك الجمع مما يتعلق بما له اتصال بدور من أدوار حياة أهل العلم، أو ما له اتصال بدور من أدوار حياة أخرى بشرية سامية.